القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : صَريعُ الغَوانِي الكل
المجموع : 4
هَجَرَ الصِبا وَأَنابَ وَهُوَ طَروبُ
هَجَرَ الصِبا وَأَنابَ وَهُوَ طَروبُ / وَلَقَد يَكونُ وَما يَكادُ يُنيبُ
دَرَجَت غَضارَتُهُ لِأَوَّلِ نَكبَةٍ / وَمَشى عَلى رَيقِ الشَبابِ مَشيبُ
قَذَفَت بِهِ الأَيّامُ بَينَ قَوارِعٍ / تَأتي بِهِنَّ حَوادِثٌ وَخُطوبُ
لِلَّهِ أَنتَ إِذِ الصِبا بِكَ مُولَعٌ / وَإِذِ الهَوى لَكَ جالِبٌ مَجلوبُ
حَلَّت حُباكَ صَبابَةٌ مَكتومَةٌ / نَطَقتَ بِها مِن مُقلَتَيكَ غُروبُ
هَلّا عَجَّلتَ عَلى الدُموعِ بِعَزمَةٍ / بَل لَم يَكُن لَكَ في العَزاءِ نَصيبُ
عَطَفَتهُ بَعدُ جِماحِهِ في سَلوَةٍ / ذِكَرٌ يُعَطِّفُها هَوىً مَغلوبُ
أَغضى الزَمانُ لَهُ عَلى عَينِ الرِضى / وَعَلَيهِ حارِسٌ وَرَقيبُ
حَتّى إِذا اِتَّسَقَت لَهُ أَوطارُهُ / طَفِقَت تُطَرِّقُها إِلَيهِ نُكوبُ
خُذ مِن شَبابِكَ لِلصِبا أَيّامَهُ / هَل تَستَطيعُ اللَهوَ حينَ تَشيبُ
يا أَيُّها الرَجُلُ المُثَمِّرُ مالَهُ / وَهُوَ المُسَلَّبُ عِرضُهُ المَسلوبُ
خَلِّ المَكارِمَ قَد كَفاكَ مِراسَها / سَعدانُها وَسَليلُهُ يَعقوبُ
ذاكَ الرَجاءُ المُستَجارُ بِجودِهِ / مِن نائِباتِ الدَهرِ حينَ تَنوبُ
كَالكَهلِ مُقتَبَلُ الشَبابِ يُزِيِّنُهُ / حِلمُ التَكَهُّلِ وَالشَبابُ أَريبُ
وَإِذا الزَمانُ عَدا عَلَيكَ كَفاكَهُ / مِن آلِ سَعدانٍ أَغَرُّ نَجيبُ
غَمرُ النَدى مَغشِيَةٌ حُجُراتُهُ / سَلِسُ العَطاءِ مُؤَمَّلٌ مَرهوبُ
يُعطيكَ مُقتَدِراً عَلى أَموالِهِ / لا كَالَّذي يُعطيكَ وَهوَ هَيوبُ
مِلءُ العُيونِ مُقَلِّصٌ لِنِجادِهِ / طَبِنٌ بِأَنحاءِ الأُمورِ طَبيبُ
مُتَقَسِّمٌ إِمّا لِبَذلِ عَطِيَّةٍ / أَو نَكبَةٍ يُدعى لَها فَيُجيبُ
مُتَفاوِتٌ في الرَأيِ مُختَلِطٌ بِهِ / في أَمرِهِ التَرغيبُ وَالتَرهيبُ
قَرمٌ لِهِمَّتِهِ إِذا سَكَنَ الحَشى / قَلَقٌ يُخالِسُهُ الكَرى وَوَجيبُ
يُمضي الأُمورَ المُشكِلاتِ عُيونَها / وَمَحَلُّ مُعتَلِجِ الضَميرِ رَحيبُ
ضَمَّت قَواصيَهُ إِلَيكَ عَزيمَةٌ / تَأتي وَراءَ الأَمرِ وَهوَ غَريبُ
يُمضي الأُمورَ بِعَزمِ رَأيٍ واحِدٍ / مُعَلّىً بِهِ التَبعيدُ وَالتَقريبُ
تُلقي العِيانَ إِلى الضَميرِ أَناتُهُ / حَتّى يَبوحَ بِسِرِّهِ التَجريبُ
شِكسٌ عَلى الآراءِ مُعتَدِلُ الهَوى / شَرِسٌ بِما غَلَبَ الرِجالُ غَلوبُ
وَكَأَنَّما ذَرَفَت عَلَيكَ بِجودِهِ / دِيَمٌ تَرَنَّمَ تَحتَها شُؤبوبُ
أَنِفٌ عَنِ الوَطَرِ الجَموحِ إِلى الخَنى / يَرمي الضَميرَ بِظَنِّهِ فَيُشيبُ
مِن آلِ سَعدانَ الَّذينَ بِجِدِّهِم / نِيلَ الحِفاظُ وَأُحكِم التَأديبُ
حَلّوا مِنَ المَعروفِ في قُلَلِ العُلى / تَسمو إِلَيهِم أَعيُنٌ وَقُلوبُ
عاوَدتُ يا يَعقوبُ مِنكَ صَنائِعاً / مَحمودَةً عَهدي بِهِنَّ قَريبُ
أَعطَيتَني حَتّى مَلَكتُ مَدى الغِنى / بِنَداكَ وَالراجيكَ لَيسَ يَخيبُ
وَوَعَدتَني فَقَفَرتَ وَعدَكَ بِالَّتي / لَم يَقفُها مَنٌّ وَلا تَثريبُ
عَجَباً لِطَيفِ خَيالِكِ المُتَجانِبِ
عَجَباً لِطَيفِ خَيالِكِ المُتَجانِبِ / وَلِقَلبِكِ المُستَعتِبِ المُتَغاضِبِ
ما لي بِهَجرِكِ وَالبِلادُ عَريضَةٌ / أَصبَحتُ قَد ضاقَت عَلَيَّ مَذاهِبي
أَبكي وَقَد ذَهَبَ الفُؤادُ وَإِنَّما / أَبكي لِفَقدِكِ لا لِفَقدِ الذاهِبِ
جَلَبَ السُهادَ لِمُقلَتي بَعدَ الكَرى / وَنَفى السُرورَ مَقالُ واشٍ كاذِبِ
أَقصَيتِني مِن بَعدِ ما جَرَّعتِني / كَأساً لِحُبِّكِ ما تَسوغُ لِشارِبِ
لَو كانَ ما بي مِثلَ ما بِكِ لَم أَبِت / نَدمانَ أَحزانٍ صَديقَ كَواكِبِ
شابَ الهَوى في القَلبِ وَاِحتَنَكَ الجَوى / أَسَفاً وَما شَمَلَ المَشيبُ ذَوائِبي
ثُوبي عَلَيَّ لِكَي أُنَفِّسَ كُربَةً / فَإِذا بَدا لَكِ في الذُنوبِ فَعاتِبي
ما لي رَأَيتُ خَيالَ طَيفِكِ مُعَرِّضاً / إِذ زارَني مُتَغاضِباً في جانِبِ
وَاللَهِ لَولا أَنَّ قَلبَكِ عاتِبٌ / ما كانَ طَيفُكِ في المَنامِ بِعاتِبِ
إِن كان ذَنبي أَنَّ حُبَّكِ شاغِلي / عَمَّن سِواكِ فَلَستُ عَنهُ بِتائِبِ
لَو رامَ قَلبي عَن هَواكِ تَصَبُّراً / ما كانَ لي طولَ الحَياةِ بِصاحِبِ
سَلَبَ الهَوى عَقلي وَقَلبي عَنوَةً / لَم يُبقِ مِنّي غَيرَ جِسمٍ شاحِبِ
إِنّي لَأَستُرُ عَبرَتي بِأَنامِلي / جُهدي لِتَخفى وَالبُكاءُ مُغالِبي
الحُبُّ سَمٌّ طَعمُهُ مُتَلَوِّنٌ / بِفُنونِهِ أَفنى دَواءَ طَبائِبِ
يا سِحرُ قَد جَرَّعتِني غُصَصَ الهَوى / كَدَّرتِ بِالهِجرانِ صَفوَ مَشارِبي
أَشعَبتِ قَلبي بِالهَوى وَصَدَعتِهِ / بِالهَجرِ مِنكِ فَما لَهُ مِن شاعِبِ
صَبراً عَلَيكِ فَما أَرى لي حيلَةً / إِلّا التَمسُّكَ بِالرَجاءِ الخائِبِ
سَأَموتُ مِن كَمدٍ وَتَبقى حاجَتي / فيما لَدَيكِ وَما لَها مِن طالِبِ
ها قَد هَلَكتُ وَمِتُّ مِن أَلَمِ الهَوى / قُوموا فَعَزّوا مَعشَري وَأَقارِبي
طَيفٌ يُعاتِبُني وَقَلبٌ مُغضَبٌ / نَفسي فِداءُ مُغاضِبي وَمُعاتِبي
سَأَجيبُ داعي الحُبِّ مُنقاداً لَهُ / إِن كانَ مَن أَحبَبتُ غَيرَ مُجاوِبي
إِنَّ المُحِبَّ لَناعِمٌ مِن حُبِّهِ / وَمُرَزَّأٌ فيهِ عَظيمُ مَصائِبِ
لا تَسأَلَنَّ عَنِ الهَوى إِلّا اِمرِءاً / خَبِراً بِطِعمَتِهِ طَويلَ تَجارِبِ
وَمُخَدَّراتٍ ناعِماتٍ خُرَّدٍ / مِثلِ الدُمى حورِ العُيونِ كَواعِبِ
مُتَنَكِّراتٍ زُرنَني مِن بَعدِ ما / هَدَتِ العُيونُ وَنامَ كُلُّ مُراقِبِ
لَقَبَنَّني أَسماءَ مِنها سَيِّدي / وَأَخي وَسالِبُ مَن أُحِبُّ وَسالِبي
وَسَفَرنَ عَن غُرَرِ الوُجوهِ كَأَنَّها / بِاللَيلِ مِصباحٌ بِبيعَةِ راهِبِ
حورٌ أَوانِسُ يَقتَنِصنَ بَأَسهُمٍ / مِن طَرفِهِنَّ إِذا نَظَرنَ صَوائِبِ
زَرَعَ الشَبابُ لَهُنَّ رُمّانَ الصِبا / في أَنحُرٍ قَد زُيِّنَت بِتَرائِبِ
أَبدَينَ لي ما بَينَ طَرفٍ ساحِرٍ / وَدَلالِ مَغنوجٍ وَشَكلٍ خالِبِ
وَحَديثِ سَحّارِ الحَديثِ كَأَنَّهُ / دُرٌّ تَحَدَّرَ مِن نِظامِ الثاقِبِ
فَقَطَفتُ رُمّانَ الصُدورِ لِلَذَّةٍ / وَلَمَستُ أَردافاً كَفِعلِ اللاعِبِ
وَتَزَعفَرَت شَفَتَي لِلَثمِ تَرائِبٍ / عَبَقَت بِها ريحُ العَبيرِ الغالِبِ
ما زِلتُ أُنصِفُهُنَّ مِنّي في الهَوى / حَتّى أَخَذنَ فَما تَرَكنَ أَطايِبي
أَحيَينَ لَيلَتَهُنَّ بي وَبِمَجلِسي / في قَصفِ قَيناتٍ وَعَزفِ ضَوارِبِ
حَتّى إِذا وَدَّعنَني أَهدَينَ لي / تَسليمَهُنَّ بِأَعيُنٍ وَحَواجِبِ
كَم مَنقَبٍ لي في الحِسانِ مُشَهَّرٍ / وَمَناقِبٍ مَحمودَةٍ وَمَناقِبِ
ما لَذَّةُ الدُنيا إِذا ما لَم تَكُن / فيها فَتى كَأسٍ صَريعَ حَبائِبِ
إِنَّ المَطيَّةَ لا يَلَذُّ رُكوبُها
إِنَّ المَطيَّةَ لا يَلَذُّ رُكوبُها / حَتّى تُذَلَّلَ بِالزِمامِ وَتُركَبا
وَالحِبُّ لَيسَ بِنافِعٍ أَربابَهُ / حَتّى يُفَصَّلَ في النِظامِ وَيُثقَبا
ما ضَرَّ مَن شُغِلَ الفُؤادُ بِبُخلِهِ
ما ضَرَّ مَن شُغِلَ الفُؤادُ بِبُخلِهِ / لَو كانَ عَلَّلني بِوَعدٍ كاذِبِ
صَبراً عَلَيكَ فَما أَرى لِيَ حيلَةً / إِلّا التَمَسُّكِ بِالرَجاءِ الخائِبِ
سَأَموتُ مِن كَمَدٍ وَتَبقى حاجَتي / فيما لَدَيكَ وَما لَها مِن طالِبِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025