القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ سَهْل الأَندَلُسي الكل
المجموع : 4
طَرَقَت مُنَقَّبَةً تَروعُ تَحَجُّباً
طَرَقَت مُنَقَّبَةً تَروعُ تَحَجُّباً / هَيهاتَ يَأبى البَدرُ أَن يَتَنَقَّبا
وَالصُبحُ في حَلَكِ الدُجى مُتَنَقِّبٌ / وَحُلى الدَراري موشِكٌ أَن يُنهَبا
وَالفَجرُ يَكتُبُ في صَحيفَةِ أُفقِهِ / أَلِفاً مَحَت نورَ الهِلالِ المُذهَبا
بَيضاءُ يَخفى البَدرُ مِن إِشراقِها / قُصرى النُجومِ مَعَ الضُحى أَن تَغرُبا
وَدَّعتُها فَجَنَيتُ مِن مُرِّ النَوى / حُلوَ الوَداعِ مُنَعَّماً وَمُعَذَّبا
شَملٌ تَجَمَّعَ حينَ حانَ شَتاتُهُ / وَيَزيدُ إِشراقُ السَراجِ إِذا خَبا
ذِكرى تُحَرِّكُني عَلى يَأسٍ كَما / طُرِبَ الكَبيرُ لِذِكرِ أَيّامِ الصِبا
يُستَثقَلُ الخَبَرُ المُعادُ وَقَد أَرى / خَبَرَ الحَبيبِ عَلى الإِعادَةِ طَيِّبا
يَحلو عَلى تَردادِهِ فَكَأَنَّهُ / سَجَعُ الحَمامِ إِذا تَرَدَّدَ أَطرَبا
كَالأَوحَدِ اِبنِ الجَدِّ كُرِّرَ ذِكرُهُ / فَأَتى عَلى تَكرارِهِ مُستَعذَبا
شَيحانُ تَحجُبُهُ المَهابَةُ سافِراً / أَبَداً وَيُدنيهِ السَنا مُتَحَجِّبا
في وَجهِهِ وَبَنانِهِ وَبَيانِهِ / ما في الكَواكِبِ وَالسَحائِبِ وَالرُبى
أَعطى فَما أَكدى وَهَبَّ فَما وَنى / وَجَرى فَلَم يُلحَق وَهُزَّ فَما نَبا
عَقَدَت خَناصِرَها الرِجالُ لِذِكرِهِ / وَبَدا فَحَلّوا مِن مَهابَتِهِ الحُبا
تَلقاهُ مَحبوباً عَلى سَطَواتِهِ / وَعَلى نَداهُ وَبِشرِهِ مُتَهَيَّبا
كَالرُمحِ ذا نَصلَينِ أَينَ حَنَيتَهُ / أَلفَيتَهُ مِن حَومَتَيهِ مُذَرَّبا
كَالمَشرَفيِّ خَلابَةً وَذَلاقَةً / أَو كَالزَمانِ تَسَهُّلاً وَتَصَعُّبا
حِلمٌ حَكى رَضوى وَلَكِنَّ تَحتَهُ / بَأسٌ ذُرى رَضوى يَهِدُّ وَكَبكَبا
يَكتَنُّ مِنهُ البَطشُ تَحتَ سَكينَةٍ / كَالزَندِ يوجَدُ خامِداً مُتَلَهِّبا
تَأتي التَجارِبُ تَستَشيرُ ذَكاءَهُ / مَهما اِستَشارَ الأَذكِياءُ مُجَرَّبا
كَرُمَت أَرومَتُهُ وَأَينَعَ فَرعُهُ / فَحَوى الجَلالَةَ مَنسِباً أَو مَنصِبا
كَالرَوضِ راقَكَ مَنظَراً وَخَبَرتَهُ / فَوَجَدتَ عُنصُرَهُ الغَمامَ الصَيّبا
هَشُّ النَدى جَزِلُ الوَقارِ كَأَنَّهُ / بَحرٌ وَطَودٌ إِن حَبا وَإِن اِحتَبى
رَمَتِ المَعالي مِنهُ لَحظاً أَدعَجاً / وَاِفتَرَّ عَنهُ الزَهرُ ثَغراً أَشنَبا
اِيهٍ أَبا عَمرٍو وَوَصفُكَ قَد غَدا / عِزّاً تَسَمّى كافِياً لَكَ مَحسَبا
حَلَّيتَ حِمصاً بِالبَقيعِ مَدائِحاً / وَحَمَيتَ مِنها بِالعَرينِ مُؤَشَّبا
حَسُنَت فَعادَ اللَيلُ صُبحاً نَيِّراً / فيها وَصارَ الصَلدُ رَوضاً مُعشبِا
أَفهَقتَ حَتّى البَحرُ يُدعى جَدوَلاً / وَأَضَأتَ حَتّى الشَمسُ تُدعى كَوكَبا
وَشَقيُّ قَومٍ لا كَما زَعَمَ اِسمُهُ / بارى عُلاكَ فَما جَرى حَتّى كَبا
فَرَأى حُسامَكَ فيهِ بَرقاً ساطِعاً / وَرَأى مُناهُ فيكَ بَرقاً خُلَّبا
أَلبَستَهُ طَوقَ المَنِيَّةِ أَحمَراً / فَكَسَوتَنا التَأمينَ أَخضَرَ مُخصِبا
ما كانَ إِلّا أَن جَعَلتَ عِتابَهُ / بِكَلامِ أَلسِنَةِ الغُمُدِ مُعَتِّبا
إِنَّ الغَليظَ مِنَ الرِقابِ إِذا عَتا / لَم يَنهَهُ إِلّا الرِقاقُ مِنَ الظُبى
دَمَّثتَ طاغينا جَبَرتَ مَهيضَنا / أَرشَدتَ جاهِلَنا الطَريقَ الأَصوَبا
كَالنَجمِ أَحرَقَ مارِداً وَسَقى الثَرى / مِن نَوئِهِ رَيّاً وَنَوَّرَ غَيهَبا
وَكَأَنَّ بابَكَ كَعبَةٌ يَمحو بِها / زَلّاتِهِ مَن قَد أَتاها مُذنِبا
تَلقى الجَماهِرَ حَولَهُ فَكَأَنَّهُم / مِن كَثرَةٍ وَتَضاؤُلٍ رِجلُ الدَبا
كَالصَائِمينَ عَشِيَّةَ الإِفطارَ قَد / مَدّوا العُيونَ إِلى الهِلالِ تَرَقُّبا
أَوَلَيتَ ما لَو كانَ نُطقي مُعجَباً / عَن شُكرِهِ لَرَأَيتَ حالي مُعرِبا
وَكَفى بِمَدحِكَ نَيلَ سُؤلٍ إِنَّني / نَزَّهتُ فيكَ الشِعرَ عَن أَن يَكذِبا
فَإِلَيكَ مِن مَدحي أَغَرَّ مُذَهَّباً / أَتحَفتُ مِنكَ بِهِ أَغَرَّ مُهَذَّبا
لَولا بَديعٌ مِن فَعالِكَ مُغرِبٌ / ما حاكَ مادِحُكَ البَديعَ المُغرِبا
ما عُذرُ أَرضٍ تُربُها مِن عَنبَرٍ / أَن لا يَطيبَ بِها الشَمالُ وَلا الصَبا
غَنِيَت عَنِ التَشريفِ ذاتُكَ مِثلَما / تَغنى عَنِ الأَسلاكِ أَجيادُ الظِبا
فَاِطلَع بِأُفقِ الفَخرِ شَمسَ رِياسَةٍ / وَالشَرقُ يَحسِدُ في سَناكَ المَغرِبا
لاموا فَلَمّا لاحَ مَوضِعُ صَبوَتي
لاموا فَلَمّا لاحَ مَوضِعُ صَبوَتي / قالوا لَقَد جِئتَ الهَوى مِن بابِهِ
شَرِقَت بِدَمعي وَجنَتي شَوقاً إِلى / ذي وَجنَةٍ شَرِقَت بِماءِ شَبابِهِ
حُلوِ الكَلامِ كَأَنَّما الفاظُهُ / يَشرَبنَ عِندَ النُطقِ شَهدَ رُضابِهِ
بِاللَهِ يا موسى وَقَد لَذَّ الرَدى / أَجهِز وَلا تُبقِ الجَريحَ لِما بِهِ
هاروتُ أَودَعَ في لِحاظِكَ سِحرَهُ / فَأَصابَ قَلبي مِنكَ مِثلُ عَذابِهِ
صَحَّحتَ يَأسي مِن وِصالِكَ مِثلَما / قَد صَحَّ يَأسُ الحَرفِ مِن إِعرابِهِ
صَبٌّ تَحَكَّمَ كَيفَ شاءَ حَبيبُهُ
صَبٌّ تَحَكَّمَ كَيفَ شاءَ حَبيبُهُ / فَغَدا وَطولُ الهَجرِ مِنهُ نَصيبُهُ
مَصفي الهَوى مَهجورُهُ وَحَريصُهُ / مَمنوعُهُ وَبَريئُهُ مَعتوبُهُ
كَذِبُ المُنى وَقفٌ عَلى صِدقِ الهَوى / وَبِحَيثُ يَصفو العَيشُ ثَمَّ خُطوبُهُ
يا نَجمَ حُسنٍ في جُفوني نَوءُهُ / وَبِأَضلُعي خَفَقانُهُ وَلَهيبُهُ
أَوَما تَرِقُّ عَلى رَهينِ بَلابِلٍ / رَقَّت عَلَيكَ دُموعُهُ وَنَسيبُهُ
وَلِهٌ يَحِنُّ إِلى كَلامِكَ سَمعُهُ / وَلَو أَنَّهُ عَتبٌ تُشَبُّ حُروبُهُ
وَيَوَدُّ أَن لَو ذابَ مِن فِرطِ الضَنى / لِيَعودَهُ في العائِدينَ مُذيبُهُ
مَهما رَنا لِيَراكَ حَجَّبَ عَينَهُ / دَمعٌ تَحَيَّرَ وَسطَها مَسكوبُهُ
وَإِذا تَناوَمَ لِلخَيالِ يَصيدُهُ / ساقَ السُهادَ سِياقُهُ وَنَحيبُهُ
فَالدَمعُ فيكَ مَعَ النَهارِ خَصيمُهُ / وَالسُهدُ فيكَ مَعَ الكَلامِ رَقيبُهُ
فَمَتى يَفوزُ وَمِن عِداهُ بَعضُهُ / وَمَتى يُفيقُ وَمِن ضَناهُ طَبيبُهُ
إن طافَ شَيطانُ السَلوِّ بِخاطِري / فَشِهابُ شَوقي في المَكانِ يُصيبُهُ
مَن لي بِهِ حُلواً لَدى عَطَلٍ لَهُ / وَمَحاسِنُ القَمَرِ المُنيرِ عُيوبُهُ
مَنهوبُ ما تَحتَ النِقابِ عَفيفُهُ / نَهّابُ ما بَينَ الجُفونِ مُريبُهُ
قاسي الَّذي بَينَ الجَوانِحِ فَظُّهُ / لَدنُ الَّذي بَينَ البُرودِ رَطيبُهُ
وَجهٌ أَرَقُّ مِنَ النَسيمِ يُغَيُرُني / مَرُّ النَسيمِ بِوَجهِهِ وَهُبوبُهُ
خَدٌّ يَفُضُّ عُرى التُقى تَفضيضُهُ / عَنّي وَيُذهِبُ عِفَّتي تَذهيبُهُ
يُذكي الحَياءُ بِوَجنَتَيهِ جَمرَةً / فَيَكادُ نَدُّ الخالِ يَعبَقُ طيبُهُ
غُفِرَت جَرائِمُ لَحظِهِ لِسَقامِهِ / فَسَطا وَلَم تُكتَب عَلَيهِ ذُنوبُهُ
ما ضَرَّ موسى لَو يَشُقُّ مَدامِعي / بَحراً لِيَغرَقَ عاذِلي وَرَقيبُهُ
هِيَ طَلعَةُ السَعدِ الأَغَرِّ فَمَرحَبا
هِيَ طَلعَةُ السَعدِ الأَغَرِّ فَمَرحَبا / وَسَنا الرِئاسَةِ قَد أَضاءَ فَلا خَبا
فَرعٌ أَزاهِرُهُ المَناقِبُ نابِتٌ / في المَعلُواتِ الشُمِّ لا شُمَّ الرُبى
اللَهُ خَوَّلَ مِنهُ آجامَ العُلى / لَيثاً وَآفاقَ الرِئاسَةِ كَوكَبا
هَشَّت لِمَطلَعِهِ الأَسِرَّةُ وَالأَسِنّ / ةُ وَالمَحَفِلُ وَالمَحافِلُ وَالظُبى
لا تَحمِلوهُ عَلى المُهودِ فَإِنَّهُ / لَيَرى ظُهورَ الخَيلِ أَوطَأَ مَركَبا
وَلتَفطِموهُ عَنِ اللَبانِ فَإِنَّهُ / لَيَرى دَمَ الأَبطالِ أَحلى مَشرَبا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025