المجموع : 19
صاحِبْهُمُ بترفّقٍ ما أصحَبُوا
صاحِبْهُمُ بترفّقٍ ما أصحَبُوا / وتَجافَ عن تَعنِيفهم إن اذنَبوا
وِدَع العِتابَ إذا بدت لك زَلَّةٌ / إنّ الهوى مُتَجرِّمٌ لا يُعتِبُ
واحمِل لهُم جَورَ المَلالِ وحَملُه / صَعبٌ ولكنّ القطيعةَ أصعبُ
حتَّى مَتى أنا شائِمٌ
حتَّى مَتى أنا شائِمٌ / إِيماضَ بارِقةٍ خَلُوبِ
وإِلامَ ألقَى اللاّئِمي / نَ عَليكَ بالوجهِ القَطوبِ
وأعلِّلُ النفسَ العلي / لَةَ فيكَ بالأملِ الكذوبِ
وأقولُ تُصلِحك الخطو / بُ وأنت من بعضِ الخُطوبِ
قَمرٌ إذا عاتَبتُه
قَمرٌ إذا عاتَبتُه / كانتْ قطيعَتُهُ جَوابي
مُتجرِّمٌ أبداً يُجر / رِعُنِي مَراراتِ العتابِ
كم سهَّلَتْ عيناهُ لي / من وصلِه وعْرَ الطِّلابِ
حتى وقعتُ ولم يَكُن / هذَا التلَّونُ في حِسابي
ذكرَ الوفاءَ خيالُكَ المُنتابُ
ذكرَ الوفاءَ خيالُكَ المُنتابُ / فألمَّ وهو بوُدِّنا مُرتابُ
نفسي فداؤُكَ من خيالٍ زائرٍ / مُتَعَتِّبٍ عندي له الإعتابُ
مُستَشْرِفٍ كالبدر خلفَ حجابِهِ / أَوَ في الكَرى أيضاً عليكَ حِجابُ
أنكرتُ هجري والزّمانُ بِجَوره / يَقضِي بأن يَتهاجرَ الأحبابُ
حَظَر الوفاءُ علَيَّ هجركَ طائِعاً / وإذا اقْتُسِرتُ فما عليَّ عتابُ
وُدّي كَعهدِكَ والدّيارُ قريبةٌ / من قبلِ أن تَتَقَطّع الأسبابُ
ثَبْتٌ فلا طُولُ الزّيارةِ ناقصٌ / منه وليس يزيدُه الإغبابُ
واعصِ اصْطبارَكَ إن تكفَّل أَنّه
واعصِ اصْطبارَكَ إن تكفَّل أَنّه / لك مُسعدٌ فالهجرُ يُظهر حُوبَهُ
وبِحَسْب قلبِك ما بِه من حُبِّهم / فَعلامَ تَقرفُ بالصدود نُدوبَهُ
أَطِع الَهوى واعْصِ المُعاتِبْ
أَطِع الَهوى واعْصِ المُعاتِبْ / واصْدِف عن الواشِي المُراقِبْ
وتَغَنَّمِ اللّذّات إن / نَ مَمَرّها مَرُّ السَّحائِبْ
وانْظُر إلى الأغصانِ حا / مِلةً شُموساً في غَياهِبْ
من كلِّ حَاوٍ قد تَكَن / نَفَهُ ثَعابِينُ الذّوائِبْ
في وجهِهِ ضِدّانِ كُل / لٌ مِنهُما لِلُّبِّ سَالِبْ
نارٌ بلا لَفْحٍ تَضَر / مُ وسْطَ ماءٍ غيرِ ذَائِبْ
هَذي بقايا سِحْرِ بَا / بِلَ وهيَ من إحدى العجائِبْ
فحذَارِ يا أُسْدَ الشَّرى / من فَتكِ ألحاظِ الرّبَارِبْ
غَضبانُ أفديهِ عَلى / ما كانَ منهُُ مِن مَغَاضبْ
دَعْ ذا فما عُذرُ الفَتى / في غَيِّه والفودُ شَائِبْ
لا تكثِرنَّ عِتَابَ مَن لم يُعتِبِ
لا تكثِرنَّ عِتَابَ مَن لم يُعتِبِ / فمِن العَنَاءِ قِيادُ غَيرِ المُصْحِبِ
بين السّلُوِّ وبينَ قلبِ أَخِي الهَوى / ما بينَ شرقٍ في البِعاد ومغْرِبِ
يُصغِي فتحسَبُه اُرعَوى ولِذكرِ من / يَهوَى أصاخَ ولم يُصِخ لمؤنِّبِ
والغَيُّ ما أبصرتَه من رُشدِه / والغِشُّ نُصحُ الناصِحِ المتَقرِّبِ
يا آمِري بالصّبرِ إِن
يا آمِري بالصّبرِ إِن / نَ البَينَ موعِدُهُ الغُروبُ
والصّبرُ محمودُ العَوا / قِبِ لَو أَطاقَتْهُ القُلوبُ
لَكنْ أَباهُ عَليَّ أَح / شاءٌ يُقَلقِلُها النّحيبُ
ومَدامِعٌ كالبَحرِ لا / يُرجَى لِمُفْعَمِهِ نُضُوبُ
يا دَهرُ مالَكَ لا يَصُد
يا دَهرُ مالَكَ لا يَصُد / دُكَ عن إساءَتِيَ العِتابُ
أَمْرَضْتَ مَن أَهوَى ويَأْ / بَى أَن أُمَرِّضَه الحجابُ
لو كُنْتَ تُنصِفُ كانت ال / أَمراضُ بي ولَهُ الثّوابُ
أمسيتُ مثلَ الشّمْعِ يُشرِقُ نورُهُ
أمسيتُ مثلَ الشّمْعِ يُشرِقُ نورُهُ / والنّارُ في أحشائِهِ تَتَلَهّبُ
حَيرانَ وجْهِي للتّجمّلِ ضَاحِكٌ / طَلْقٌ وقَلبي للهمومِ مُقَطِّبُ
شاهدتُ نملاً قد تجاذَب زهرةً
شاهدتُ نملاً قد تجاذَب زهرةً / ذا قد تَمَلّكَها وهَذا يَسلِبُ
مثلَ الملوك تجاذَبوا الدّنيا فَما / حصَلتْ لمغلوبٍ ولا مَن يغلِبُ
لو كانَ صدَّ مغاضِباً ومُعَاتِبَا
لو كانَ صدَّ مغاضِباً ومُعَاتِبَا / أعتبتُه ووضعتُ خَدّيَ تَائِبَا
لكِنْ رأى تلكَ النَّضارَةَ قد ذَوَتْ / لَمَّا غَدا ماءُ الشَّبيبةِ نَاضِبَا
وتعاقُبُ الأيّامِ أعقَب لِمَّتي / من حالِكٍ جَثْلٍ شَكِيراً شَائِبَا
ورأى النُّهى بعد الغَوايةِ صَاحبي / فثَنى العِنَانَ يُريغُ غَيري صَاحِبَا
وأبيهِ ما ظَلَم المشيبُ وإِنَّهُ / أمَلي فقلتُ عَساه عنِّيَ راغِبَا
أنا كالدُّجَى لما انتهَى نَشَرَتْ لَهُ / أيدي الصّباحِ من الضّياءِ ذوائِبَا
خمسونَ من عُمري مضتْ لم أَتَّعِظْ / فيها كأنِي كُنتُ عنها غَائِبَا
لم أنْتَفعْ بتجَارِبِي فيها عَلى / أنّي لقيتُ من الزّمانِ عَجائِبَا
وأتَتْ عليَّ بمصرَ عَشْرٌ بعدَها / كانت عِظَاتٍ كلُّها وتَجارِبَا
شاهدتُ من لَعِبِ الزمانِ بأهلِهِ / وتَقلُّبِ الدُّنيا الرّقُوبِ عَجائِبَا
يا نفسُ أينَ جميلُ صَبْ
يا نفسُ أينَ جميلُ صَبْ / رِكِ حينَ تَطرقُكِ الخُطوبُ
أين احتمالُكِ ما تَكا / دُ الرّاسياتُ لَه تَذوبُ
وثَباتُ جَأشِكِ حين تَض / طَرِبُ الجَوانحُ والقُلوبُ
ماذا دَهاكِ إلى مَتى / هذا التَأسُّفُ والنَّحيبُ
كيف استَزَلَّكِ بَعد صِدْ / قِ يَقينِكِ الأملُ الكَذوبُ
أرَجَوتِ أن سَيَرُدُّ مَن / غال الرّدى دَمعٌ سَكوبُ
أم خِلتِ أنّ نوائبَ الدْ / دُنيا لغيرِكِ لا تَنوبُ
هيهاتَ كُلُّ الخِلقِِ مِن / نكباتِها لهُمُ نَصيبُ
وبكُلِّ قَلبٍ من حَوا / دِثِها وأسهُمِها نُدوبُ
من ذا الذي يَبقى على / مَرِّ الزَّمان له حَبيبُ
لكنْ يُسلِّي النَّفسَ أنْ / نَ لَحاقَنا بهمُ قَريبُ
وإليهمُ مِن بَعدِ غَيْ / بَتِهمْ وإن طالتْ نَئُوبُ
نفسي الفِداءُ لظالمٍ مُتَعتّبٍ
نفسي الفِداءُ لظالمٍ مُتَعتّبٍ / مُتباعِدٍ بالهجر وَهوَ قريبُ
فقَمَرٌ عليهِ من ذوائبِهِ دُجًى / يهتزُّ منهُ على القَضيبِ كثيبُ
يمشي وقد فعل الصبا بقوامه / فعل الصبا بالغصن وهو رطيب
في وجهِهِ ماءُ الملاحةِ حائِرٌ / فقلوبُنا الظَّمأَى عليه تلوبُ
لِلِحاظِهِ في القلبِ وَقعُ سهامِهِ / لكنَّ تلكَ تطيشُ وَهيَ تُصيبُ
أشتاقُهُ وهو السَّوادُ بناظري / مَن لي بحُسنِ الصَّبر حينَ يغيبُ
أَحبَبتُ فيه اللائِمينَ لأَنَّهُ / يحلو بسمعي ذكرُهُ ويَطيبُ
ومنحتُهُ كلَّ الهوى دونَ الورى / طُرّاً ومالي من هواهُ نصيبُ
ومنَ العجائبِ فعلُهُ بي في الهوى / ما تفعلُ الأعداءُ وهو حبيبُ
إن جارَ إذ حَكَّمتُهُ في مُهجَتي / فالعَدلُ في حُكمِ الغرامِ غريبُ
والصَّبُّ يَستَحلِي مراراتِ الهوى / فيه ويعذبُ عنده التّعذيبُ
يا ظالماً أبداً يُرَوِّ
يا ظالماً أبداً يُرَوِّ / عُني بإعراضٍ وعَتبِ
كَم ذا الصُّدودُ أما تخا / فُ الله في ظُلم المُحِبِّ
أترى هواكَ وحفظَ عهد / كَ حيثُ لم تحفظهُ ذنبي
حَسبي الّذي ألقاهُ مِن / لومِ اللّوائم فِيكَ حسبي
لو سرتَ في عرض البسيطة طالباً
لو سرتَ في عرض البسيطة طالباً / رجلاً خبيراً بالحروب مجرّبا
عانى الحروب مجاهراً ومخاتلاً / طفلاً إلى ان عاد همّاً أشيبا
قتل الأسود ونازل الأبطال في ال / هيجاء واقتاد الكميّ المحربا
لم تلقَ مثلي من يكاد يريه حس / ن الرأي ما قد كان عنه مغيّبا
وأرى مسير الألف تطلب وترها / ضمن الغرائر فرية وتكذّبا
سمعت صروف الدهر قول العاتب
سمعت صروف الدهر قول العاتب / وتجنبت حرب المليك الحارب
وتجافت الأيام عن مطلوبه / وما رده أكرم به من طالب
هو من عرفن فلو عصاه نهاره / لرماه نقع جيوشه بغياهب
وإذا سطا أضحت قلوب عداته / تلوى كمخراق بكفي لاعب
من ذا ينادي الناصر الملك الذي / في كفه بحرا ردى ومواهب
وإذا سرى خلت البسيطة لجّة / أمواجها بيض وبيضٌ قواضب
ملك القلوب محبة ومهابة / فاقتادها طوعا بهيبة غاضب
أنستني الأيام أيام الصبا
أنستني الأيام أيام الصبا / وذهلت عن طيب الزمان الذاهب
وتنكرت حالي فكل مآربي / فيما مضى ما هن لي بمآرب
أمهذب الذين استمع من عاتب
أمهذب الذين استمع من عاتب / لولا ودادك لم يفه بعتاب
أتطيع في الدهر وهو كما ترى / يقضي علي بفرقة الأحباب
أمللتني وجعلت سكرك حجة / ونهضت أم لم تستحل شرابي
قسما لئن لم تأتني متنصلاً / متبرعا بالعذر والإعتاب
لأحرمنّ الخندريس وأغتدي / متنمسا بالماء والمحراب
وتبوء معتمداً بإثم تنسكي / وبعابه أعظم به من عاب