القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ المُعْتَزّ الكل
المجموع : 16
عَتَبَت عَلَيكَ مَليحَةُ العَتبِ
عَتَبَت عَلَيكَ مَليحَةُ العَتبِ / غَضبى مُهاجِرَةً بِلا ذَنَبِ
قالَت أَما تَنفَكُّ ذا أَمَلٍ / مُتَنَقِّلاً شَرِهاً عَلى الحُبِّ
كَلّا وَأَيديهِنَّ دامِيَةٌ / في عُقلِها بِمَواقِفِ الرَكبِ
ما كانَ في زَعمٍ هَواكِ وَلا / أَضمَرتُ غَيرَ هَواكِ في قَلبي
قالَت عَسى قَولٌ يُمَرِّضُهُ / ما صَحَّ باطِنُهُ مِنَ العَتبِ
إِنَّ الزَمانَ رَمَت حَوادِثَهُ / هَدَفَ الشَبابِ بِأَسهُمٍ شُهبِ
فَبَقيتُ مُضنىً في مَحَبَّتِها / مُرَّ الوِصالِ مُكَرَّهَ القُربِ
مِن بَعدِ ما قَد كُنتُ أَيَّ فَتىً / كَقَضيبِ بانٍ ناعِمٍ رَطبِ
فَإِذا رَأَتني عَينُ غانِيَةٍ / قالَت لِرائِدِ لَحظِها حَسبي
يا صاحِ إِنَّ الدَهرَ صَيَّرَني / ما قَد تَرى قِشراً عَلى عَضبِ
ما زالَ يُغري بي حَوادِثَهُ / وَيَزيدُني نَكباً عَلى نَكبِ
حَتّى لَأَبقاني كَما تَرَني / صَمصامَةً مَفلولَةَ الغَربِ
إِنّي مِنَ القَومِ الَّذينَ بِهِم / فَخَرَت قُرَيشُ عَلى بَني كَعبِ
صَبرٌ إِذا ما الدَهرُ عَضَّهُمُ / وَأَكُفُّهُم خُضُرٌ لَدى الجَدبِ
وَلَهُم وِراثَةُ كُلِّ مَكرُمَةٍ / وَبِهِم تُعَلِّقُ دَعوَةُ الكَربِ
وَإِذا الوَغى كانَت ضَراغِمَةً / وَعَلَت عَجاجَةُ مَوقِفٍ صَعبِ
لَبِسوا حُصوناً مِن حَديدِهِمُ / صَبّارَةً لِلطَعنِ وَالضَربِ
حَتّى تُبَلِّغَهُم شِفائَهُمُ / مِن ثارِهِم في مَوقِفِ الحَربِ
وَعَدَت جِيادُهُمُ بِكُلِّ فَتىً / يَعصى بِقائِمِ مُنصُلٍ عَضبِ
مَرٍّ إِذا بَلَغَت حَفيظَتَهُ / حَلوِ الرِضا في سِلمِهِ عَذبِ
قَد عَضَّني صَرفُ النَوائِب
قَد عَضَّني صَرفُ النَوائِب / وَرَأَيتُ آمالي كَواذِب
وَالمَرءُ يَعشَقُ لَذَّةَ ال / دُنيا فَيَغتَفِرُ المَصائِب
فَإِذا تَفَوَّقَ دَرَّها / زَبَنَتهُ حينَ يَلَذُّ شارِب
لَمّا رَأَيتُ الدَمعَ يَفضَحُني
لَمّا رَأَيتُ الدَمعَ يَفضَحُني / وَقَضَت عَلَيهِ شَواهِدُ الصَبِّ
أَلقَيتُ غَيرَكَ في ظُنونِهِمُ / فَسَتَرتُ وَجهَ الحُبِّ بِالحُبِّ
زارَ الخَيالُ وَصَدَّ صاحِبُهُ
زارَ الخَيالُ وَصَدَّ صاحِبُهُ / وَالحُبُّ لا تُقضى عَجائِبُهُ
يا شَرُّ قَد أَنكَرتِني فَلَكَم / لَيلٍ رَأَتكِ مَعي كَواكِبُهُ
شابَت نَواصيهِ وَعَذَّبَني / مِن طولِ أَيّامي أُراقِبُهُ
حَتّى إِذا الإِمساءُ أَورَدَهُ / حَوضَ الغُروبُ فَعَبَّ شارِبُهُ
هامَ الهَوى بِمُتَيَّمٍ قَلِقٍ / في الصَبرِ قَد سُدَّت مَذاهِبُهُ
باتَت تُغَلغِلُ بَينَ ثَنيِ دُجى / حَتّى أَتَتكَ بِهِ رَكائِبُهُ
بِأَبي حَبيبٌ كُنتُ أَعهُدُهُ / لي واصِلاً فَاِزوَرَّ جانِبُهُ
عَبِقُ الكَلامِ بِمِسكَةٍ نَفَحَت / مَن فيهِ تُرضي مَن يُعاتِبُهُ
نَبَّهتُهُ وَالحَيُّ قَد رَقَدوا / مُستَبطِناً عَضباً مَضارِبُهُ
فَكَأَنَّني رَوَّعتُ ظَبيَ نَقاً / في عَينِهِ سِنَةٌ تُغالِبُهُ
كَيفَ اِبتُليتَ بِمَطلِهِ وَبِوَعدِهِ
كَيفَ اِبتُليتَ بِمَطلِهِ وَبِوَعدِهِ / يا أَيُّها الرَجُلُ الشَقِيُّ الخائِبُ
عَساكَ لا تَشغَل مُناكَ بِوَعدِ مَن / مَن وَعدُهُ خَلَقُ السَرابِ الكاذِبُ
يا لَيلَتي بِالكَرخِ دومي هَكَذا
يا لَيلَتي بِالكَرخِ دومي هَكَذا / يا لَيلَتي لا تَذهَبي لا تَذهَبي
جاءَ الرَسولُ مُبَشِّراً بِزِيارَةٍ / مِن بَعدِ طولِ تَهَجُّرٍ وَتَغَضُّبِ
وَبِكَفِّهِ تُفّاحَةٌ قَد مُسِّكَت / آثارُ عَضَّتِها كَقَرنَي عَقرَبِ
أَهدَت إِلَيَّ صَحيفَةً مَكتوبَةً
أَهدَت إِلَيَّ صَحيفَةً مَكتوبَةً / أَرضَت بِها سُخطَ الضَميرِ العاتِبِ
يا لَيتَني ضُمِّنتُ طَيَّ جَوابِها / حَتّى أُقَبِّلَ كَفَّ ذاكَ الكاتِبِ
يا أَيُّها المُتَتايِهُ المُتَغاضِبُ
يا أَيُّها المُتَتايِهُ المُتَغاضِبُ / أَبدِ الرِضا عَنّي فَإِنّي تائِبُ
وَغَضِبتَ لَمّا قُلتُ هَجرُكَ قاتِلي / إِن عادَ وَصلُكَ لي فَإِنّي كاذِبُ
سُقِياً لِمَنزِلَةِ الحِمى وَكَثيبِها
سُقِياً لِمَنزِلَةِ الحِمى وَكَثيبِها / إِذ لا أَرى زَمَناً كَأَزماني بِها
ما أَعرِفُ اللَذاتِ إِلّا ذاكِراً / هَيهاتَ قَد خَلَّفتُ لَذّاتي بِها
وَبَكيتُ مِن جَزعٍ لِنَوحِ حَمامَةٍ / دَعَتِ الهَديلَ فَظَلَّ غَيرَ مُجيبُها
نُحنا وَناحَت غَيرَ أَنَّ بُكاءَنا / بِعُيونِنا وَبُكائَها بِقُلوبِها
مَنَعَ الزِيارَةَ مِن شُرَيرَةَ خائِفٌ / لَو يَستَطيعُ لَباتَ بَينَ جُيوبِها
ساءَت بِكَ الدُنيا وَسَرَّت مَرَّةً / فَأَراكَ مِن حَسَناتِها وَذُنوبِها
وَيَجُرُّني بِالمَطلِ مَوعِدُ حاجَةٍ / لَو شِئتُ قَد بَرَدَ الغَليلُ بِطيبِها
مَحبوسَةٍ في كَفِّ مَطلِكَ طالَما / عَذَّبتَني وَشَغَلتَ آمالي بِها
خَلِّ العَواذِلَ لَيلَةً قاسَيتُها / وَالناجِياتُ بِنَصِّها وَدُؤوبِها
يَحمِلنَ وَفدَ الشُكرِ فَوقَ رِحالِها / وَالشاكِرُ النَعماءِ كَالجاري بِها
بَيضاً وَمَسَّهُمُ الهَجيرُ بِسُمرَةٍ / مِثلَ البُدورِ سَطَعنَ تَحتَ سُحوبِها
لَمّا رَأَيتَ المُلكَ شَظّى عودَهُ / وَهَوَت كَواكِبُ سَعدِها بِغُروبِها
حَرَّكتَ تَدبيراً عَلَيهِ سَكينَةً / وَخَلَطتَ ضَحكَةَ حازِمٍ بِقُطوبِها
وَذَخَرتَ لِلأَعداءِ أُسدَ وَقائِعٍ / صُبُراً عَلى غُمّاتِها وَكُروبِها
أُسدٌ فَرائِسُها الفَوارِسُ لا تَطا / إِلّا عَلى الأَقرانِ يَومَ حُروبِها
كَم فِتنَةٍ لاقَيتَ فيها فُرصَةً / فَحَتَمتُها وَوَثَبتَ قَبلَ وُثوبِها
راعَيتَ جانِبَها بِلَحظٍ حازِمٍ / فَطِنٍ بِعَقرَبِ عِلَّةٍ وَدَبيبِها
كَم قائِلٍ وَالهامُ تُنظَمُ في القَنا / لا يُصلَحُ الخَرَزاتِ غَيرُ ثُقوبِها
قُطبٌ يُديرُ رَحى الحَوادِثِ حَولَهُ / مُتَفَرِّدٌ بِصُروفِها وَخُطوبِها
وَعُهودِ ميثاقٍ أَخَذتَ وَزِدتَها / شَدّاً كَما عُقِدَ القَنا بِكُعوبِها
وَعَزائِمٍ رَعهَدتُها في صَمتِهِ / لا تَكشِفُ الأَوهامُ سِترَ غُيوبِها
وَالبيضُ لا يَهتِكنَ ما لاقَيتَهُ / إِلّا بِصَوتِ مُتونِها وَرُكوبِها
وَلَرُبَّ أَشرارٍ لِنَفسٍ نالَها / أَعدائُها مِن خِلِّها وَحَبيبِها
وَتَنالُ ما فاتَ العَجولَ تَمَهُّلاً / وَدَوّمُ حُضرِ الخَيلِ في تَقريبِها
كَم دَولَةٍ مَرِضَت وَأَبرَأَها لَنا / لَولاهُ بَرَّحَ سُقمُها بِطَبيبِها
وَلَرُبَّ سَمعٍ قَد قَرَعتَ بِحُجَّةٍ / هَذَّبتُها مِن شَكِّها وَعُيوبِها
أَثنى عَلَيها بِالصَوابِ حَسودُها / وَقَضى عَلَيها خَصمُها بِوُجوبِها
إِعطائُها التَوفيقَ مِن كَلِماتِهِ / بَيضاءَ ساطِعَةً لِمَن يَسري بِها
يا رُبَّ إِخوانٍ صَحِبتُهُمُ
يا رُبَّ إِخوانٍ صَحِبتُهُمُ / لا يَملِكونَ لِسَلوَةٍ قَلبا
لَو تَستَطيعُ نُفوسُهُم فَقَدَت / أَجسادُها وَتَعانَقَت حُبّا
نَطَقَ اللِئامُ فَمَن يَقولُ وَمَن
نَطَقَ اللِئامُ فَمَن يَقولُ وَمَن / سُبحانَكَ اللَهُمَّ يا رَبِّ
حَتّى وَحَتّى لَستُ أَذكُرُهُم / إِنّي لَأُكرِمُ عَنهُمُ سَبّي
وَمُمَزِّقٍ طاقَينِ قَد سُمِطا / يَهوى غُلاماً وارِمَ الرَأبِ
نَبَّهتُ نُدماني فَهَبّا
نَبَّهتُ نُدماني فَهَبّا / تَرَباً إِلى كاسي وَلَبّى
نَشوانَ يَحكي مَيلُهُ / غُصناً بِأَيدي الريحِ رَطبا
ما زالَ يَصرَعُهُ الكَرى / وَأَذُبُّ النَومَ عَنهُ ذَبّا
وَسَقَيتُهُ كَأساً عَلى / مَرَضِ الخُمارِ فَما تَأَبّى
وَاللَيلُ مُسوَدُّ الذُرى / وَالصُبحُ زادَ صِباً وَشَبّا
قَد عَضَّني صَرفُ النَوائِب
قَد عَضَّني صَرفُ النَوائِب / وَرَأَيتُ آمالي كَواذِب
وَالمَرءُ يَعشَقُ لَذَّةَ ال / دُنيا فَتَعقُرُهُ المَصائِب
وَإِذا تَفَوَّقَ دَرَّها / رَفَضَتهُ حينَ يَلَذُّ شارِب
وَأَطَلتُ تَجريبي لَها / لَو كُنتُ أَطمَعُ بِالتَجارِب
وَأَلاحَ شَعرَ الرَأسِ دَه / رٌ غادِرٌ جَمُّ المَصائِب
يَدعو إِلى الأَمَلِ الفَتى / وَالمَوتُ أَقرَبُ مِنهُ جانِب
يَنبو عَلى طولِ العِتا / بِ فَقَد مَلَلتُ وَما أُعاتِب
ما عاتِبي إِلّا الحَسو / دُ وَتِلكَ مِن أَسنى المَناقِب
وَإِذا مَلَكتَ المَجدَ لَم / تَنلِك مَوَدّاتِ الأَقارِب
وَالمَجدُ وَالحُسّادُ مَق / رونانِ إِن ذَهَبوا فَذاهِب
وَإِذا فَقَدتَ الحاسِدينَ / فَقَدتَ في الدُنيا الأَطايِب
فَإِذا أَطاعَكَ طاهِرٌ / فَاِصبِر عَلى تِلكَ المَعايِب
وَلَرُبَّ هاجِرَةٍ يَقِل / لُ لِحَرِّها صَبرُ الرَكائِب
كَلَّفتُها وَجاءَ يَذ / رَعُ خَطوُها عَرضَ السَباسِب
وَالشَمسُ تَأكُلُ ظِلَّها / أَكلَ اللَظى عيدانَ حاطِب
وَاليَومَ يَجري بِالأَكا / بِرِ جَمعِها وَالفَجرُ ذاهِب
كادَ السَحابُ يُطيرُها / لَولا الأَزِمَّةُ وَالحَقائِب
وَكَأَنَّما قِطَعُ الرَغا / مِ عَلى جَماجِمِها العَصائِب
وَكَأَنَّما أَضلاعُها / أَقواسُ نَبعٍ أَو مَشاجِب
وَكَأَنَّما أَجفانُها / تَغضي عَلى قُلبٍ نَواضِب
حَتّى رَأَيتُ اللَيلَ في ال / آفاقِ مُسوَدَّ الذَوائِب
وَكَأَنَّهُ لَمّا تَبَد / دى في المَشارِقِ خَطُّ شارِب
وَالشَمسُ يُنزَعُ نِصفُها / وَالغَربُ مَحمولُ الجَوانِب
بَكَرَت تُعيرُ الأَرضَ لَونَ شَبابِها
بَكَرَت تُعيرُ الأَرضَ لَونَ شَبابِها / رَحبَيَّةٌ مَحمودَةُ التَسكابِ
نَشَرَت أَوائِلَها حَياً فَكَأَنَّهُ / نُقَطٌ عَلى عَجَلٍ بِطينِ كِتابِ
ماتَ الهَوى مِنّي وَضاعَ شَبابي
ماتَ الهَوى مِنّي وَضاعَ شَبابي / وَقَضَيتُ مِن لَذّاتِهِ آرابي
وَإِذا أَرَدتُ تَصابِياً في مَجلِسٍ / فَالشَيبُ يَضحَكُ لي مَعَ الأَصحابِ
جَدَّ الزَمانُ وَأَنتَ تَلعَب
جَدَّ الزَمانُ وَأَنتَ تَلعَب / العُمرُ في لا شَيءَ يَذهَب
كَم قَد تَقولُ غَداً أَتو / بُ غَداً غَداً وَالمَوتُ أَقرَب

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025