المجموع : 16
عَتَبَت عَلَيكَ مَليحَةُ العَتبِ
عَتَبَت عَلَيكَ مَليحَةُ العَتبِ / غَضبى مُهاجِرَةً بِلا ذَنَبِ
قالَت أَما تَنفَكُّ ذا أَمَلٍ / مُتَنَقِّلاً شَرِهاً عَلى الحُبِّ
كَلّا وَأَيديهِنَّ دامِيَةٌ / في عُقلِها بِمَواقِفِ الرَكبِ
ما كانَ في زَعمٍ هَواكِ وَلا / أَضمَرتُ غَيرَ هَواكِ في قَلبي
قالَت عَسى قَولٌ يُمَرِّضُهُ / ما صَحَّ باطِنُهُ مِنَ العَتبِ
إِنَّ الزَمانَ رَمَت حَوادِثَهُ / هَدَفَ الشَبابِ بِأَسهُمٍ شُهبِ
فَبَقيتُ مُضنىً في مَحَبَّتِها / مُرَّ الوِصالِ مُكَرَّهَ القُربِ
مِن بَعدِ ما قَد كُنتُ أَيَّ فَتىً / كَقَضيبِ بانٍ ناعِمٍ رَطبِ
فَإِذا رَأَتني عَينُ غانِيَةٍ / قالَت لِرائِدِ لَحظِها حَسبي
يا صاحِ إِنَّ الدَهرَ صَيَّرَني / ما قَد تَرى قِشراً عَلى عَضبِ
ما زالَ يُغري بي حَوادِثَهُ / وَيَزيدُني نَكباً عَلى نَكبِ
حَتّى لَأَبقاني كَما تَرَني / صَمصامَةً مَفلولَةَ الغَربِ
إِنّي مِنَ القَومِ الَّذينَ بِهِم / فَخَرَت قُرَيشُ عَلى بَني كَعبِ
صَبرٌ إِذا ما الدَهرُ عَضَّهُمُ / وَأَكُفُّهُم خُضُرٌ لَدى الجَدبِ
وَلَهُم وِراثَةُ كُلِّ مَكرُمَةٍ / وَبِهِم تُعَلِّقُ دَعوَةُ الكَربِ
وَإِذا الوَغى كانَت ضَراغِمَةً / وَعَلَت عَجاجَةُ مَوقِفٍ صَعبِ
لَبِسوا حُصوناً مِن حَديدِهِمُ / صَبّارَةً لِلطَعنِ وَالضَربِ
حَتّى تُبَلِّغَهُم شِفائَهُمُ / مِن ثارِهِم في مَوقِفِ الحَربِ
وَعَدَت جِيادُهُمُ بِكُلِّ فَتىً / يَعصى بِقائِمِ مُنصُلٍ عَضبِ
مَرٍّ إِذا بَلَغَت حَفيظَتَهُ / حَلوِ الرِضا في سِلمِهِ عَذبِ
قَد عَضَّني صَرفُ النَوائِب
قَد عَضَّني صَرفُ النَوائِب / وَرَأَيتُ آمالي كَواذِب
وَالمَرءُ يَعشَقُ لَذَّةَ ال / دُنيا فَيَغتَفِرُ المَصائِب
فَإِذا تَفَوَّقَ دَرَّها / زَبَنَتهُ حينَ يَلَذُّ شارِب
لَمّا رَأَيتُ الدَمعَ يَفضَحُني
لَمّا رَأَيتُ الدَمعَ يَفضَحُني / وَقَضَت عَلَيهِ شَواهِدُ الصَبِّ
أَلقَيتُ غَيرَكَ في ظُنونِهِمُ / فَسَتَرتُ وَجهَ الحُبِّ بِالحُبِّ
زارَ الخَيالُ وَصَدَّ صاحِبُهُ
زارَ الخَيالُ وَصَدَّ صاحِبُهُ / وَالحُبُّ لا تُقضى عَجائِبُهُ
يا شَرُّ قَد أَنكَرتِني فَلَكَم / لَيلٍ رَأَتكِ مَعي كَواكِبُهُ
شابَت نَواصيهِ وَعَذَّبَني / مِن طولِ أَيّامي أُراقِبُهُ
حَتّى إِذا الإِمساءُ أَورَدَهُ / حَوضَ الغُروبُ فَعَبَّ شارِبُهُ
هامَ الهَوى بِمُتَيَّمٍ قَلِقٍ / في الصَبرِ قَد سُدَّت مَذاهِبُهُ
باتَت تُغَلغِلُ بَينَ ثَنيِ دُجى / حَتّى أَتَتكَ بِهِ رَكائِبُهُ
بِأَبي حَبيبٌ كُنتُ أَعهُدُهُ / لي واصِلاً فَاِزوَرَّ جانِبُهُ
عَبِقُ الكَلامِ بِمِسكَةٍ نَفَحَت / مَن فيهِ تُرضي مَن يُعاتِبُهُ
نَبَّهتُهُ وَالحَيُّ قَد رَقَدوا / مُستَبطِناً عَضباً مَضارِبُهُ
فَكَأَنَّني رَوَّعتُ ظَبيَ نَقاً / في عَينِهِ سِنَةٌ تُغالِبُهُ
كَيفَ اِبتُليتَ بِمَطلِهِ وَبِوَعدِهِ
كَيفَ اِبتُليتَ بِمَطلِهِ وَبِوَعدِهِ / يا أَيُّها الرَجُلُ الشَقِيُّ الخائِبُ
عَساكَ لا تَشغَل مُناكَ بِوَعدِ مَن / مَن وَعدُهُ خَلَقُ السَرابِ الكاذِبُ
يا لَيلَتي بِالكَرخِ دومي هَكَذا
يا لَيلَتي بِالكَرخِ دومي هَكَذا / يا لَيلَتي لا تَذهَبي لا تَذهَبي
جاءَ الرَسولُ مُبَشِّراً بِزِيارَةٍ / مِن بَعدِ طولِ تَهَجُّرٍ وَتَغَضُّبِ
وَبِكَفِّهِ تُفّاحَةٌ قَد مُسِّكَت / آثارُ عَضَّتِها كَقَرنَي عَقرَبِ
أَهدَت إِلَيَّ صَحيفَةً مَكتوبَةً
أَهدَت إِلَيَّ صَحيفَةً مَكتوبَةً / أَرضَت بِها سُخطَ الضَميرِ العاتِبِ
يا لَيتَني ضُمِّنتُ طَيَّ جَوابِها / حَتّى أُقَبِّلَ كَفَّ ذاكَ الكاتِبِ
يا أَيُّها المُتَتايِهُ المُتَغاضِبُ
يا أَيُّها المُتَتايِهُ المُتَغاضِبُ / أَبدِ الرِضا عَنّي فَإِنّي تائِبُ
وَغَضِبتَ لَمّا قُلتُ هَجرُكَ قاتِلي / إِن عادَ وَصلُكَ لي فَإِنّي كاذِبُ
سُقِياً لِمَنزِلَةِ الحِمى وَكَثيبِها
سُقِياً لِمَنزِلَةِ الحِمى وَكَثيبِها / إِذ لا أَرى زَمَناً كَأَزماني بِها
ما أَعرِفُ اللَذاتِ إِلّا ذاكِراً / هَيهاتَ قَد خَلَّفتُ لَذّاتي بِها
وَبَكيتُ مِن جَزعٍ لِنَوحِ حَمامَةٍ / دَعَتِ الهَديلَ فَظَلَّ غَيرَ مُجيبُها
نُحنا وَناحَت غَيرَ أَنَّ بُكاءَنا / بِعُيونِنا وَبُكائَها بِقُلوبِها
مَنَعَ الزِيارَةَ مِن شُرَيرَةَ خائِفٌ / لَو يَستَطيعُ لَباتَ بَينَ جُيوبِها
ساءَت بِكَ الدُنيا وَسَرَّت مَرَّةً / فَأَراكَ مِن حَسَناتِها وَذُنوبِها
وَيَجُرُّني بِالمَطلِ مَوعِدُ حاجَةٍ / لَو شِئتُ قَد بَرَدَ الغَليلُ بِطيبِها
مَحبوسَةٍ في كَفِّ مَطلِكَ طالَما / عَذَّبتَني وَشَغَلتَ آمالي بِها
خَلِّ العَواذِلَ لَيلَةً قاسَيتُها / وَالناجِياتُ بِنَصِّها وَدُؤوبِها
يَحمِلنَ وَفدَ الشُكرِ فَوقَ رِحالِها / وَالشاكِرُ النَعماءِ كَالجاري بِها
بَيضاً وَمَسَّهُمُ الهَجيرُ بِسُمرَةٍ / مِثلَ البُدورِ سَطَعنَ تَحتَ سُحوبِها
لَمّا رَأَيتَ المُلكَ شَظّى عودَهُ / وَهَوَت كَواكِبُ سَعدِها بِغُروبِها
حَرَّكتَ تَدبيراً عَلَيهِ سَكينَةً / وَخَلَطتَ ضَحكَةَ حازِمٍ بِقُطوبِها
وَذَخَرتَ لِلأَعداءِ أُسدَ وَقائِعٍ / صُبُراً عَلى غُمّاتِها وَكُروبِها
أُسدٌ فَرائِسُها الفَوارِسُ لا تَطا / إِلّا عَلى الأَقرانِ يَومَ حُروبِها
كَم فِتنَةٍ لاقَيتَ فيها فُرصَةً / فَحَتَمتُها وَوَثَبتَ قَبلَ وُثوبِها
راعَيتَ جانِبَها بِلَحظٍ حازِمٍ / فَطِنٍ بِعَقرَبِ عِلَّةٍ وَدَبيبِها
كَم قائِلٍ وَالهامُ تُنظَمُ في القَنا / لا يُصلَحُ الخَرَزاتِ غَيرُ ثُقوبِها
قُطبٌ يُديرُ رَحى الحَوادِثِ حَولَهُ / مُتَفَرِّدٌ بِصُروفِها وَخُطوبِها
وَعُهودِ ميثاقٍ أَخَذتَ وَزِدتَها / شَدّاً كَما عُقِدَ القَنا بِكُعوبِها
وَعَزائِمٍ رَعهَدتُها في صَمتِهِ / لا تَكشِفُ الأَوهامُ سِترَ غُيوبِها
وَالبيضُ لا يَهتِكنَ ما لاقَيتَهُ / إِلّا بِصَوتِ مُتونِها وَرُكوبِها
وَلَرُبَّ أَشرارٍ لِنَفسٍ نالَها / أَعدائُها مِن خِلِّها وَحَبيبِها
وَتَنالُ ما فاتَ العَجولَ تَمَهُّلاً / وَدَوّمُ حُضرِ الخَيلِ في تَقريبِها
كَم دَولَةٍ مَرِضَت وَأَبرَأَها لَنا / لَولاهُ بَرَّحَ سُقمُها بِطَبيبِها
وَلَرُبَّ سَمعٍ قَد قَرَعتَ بِحُجَّةٍ / هَذَّبتُها مِن شَكِّها وَعُيوبِها
أَثنى عَلَيها بِالصَوابِ حَسودُها / وَقَضى عَلَيها خَصمُها بِوُجوبِها
إِعطائُها التَوفيقَ مِن كَلِماتِهِ / بَيضاءَ ساطِعَةً لِمَن يَسري بِها
يا رُبَّ إِخوانٍ صَحِبتُهُمُ
يا رُبَّ إِخوانٍ صَحِبتُهُمُ / لا يَملِكونَ لِسَلوَةٍ قَلبا
لَو تَستَطيعُ نُفوسُهُم فَقَدَت / أَجسادُها وَتَعانَقَت حُبّا
نَطَقَ اللِئامُ فَمَن يَقولُ وَمَن
نَطَقَ اللِئامُ فَمَن يَقولُ وَمَن / سُبحانَكَ اللَهُمَّ يا رَبِّ
حَتّى وَحَتّى لَستُ أَذكُرُهُم / إِنّي لَأُكرِمُ عَنهُمُ سَبّي
وَمُمَزِّقٍ طاقَينِ قَد سُمِطا / يَهوى غُلاماً وارِمَ الرَأبِ
نَبَّهتُ نُدماني فَهَبّا
نَبَّهتُ نُدماني فَهَبّا / تَرَباً إِلى كاسي وَلَبّى
نَشوانَ يَحكي مَيلُهُ / غُصناً بِأَيدي الريحِ رَطبا
ما زالَ يَصرَعُهُ الكَرى / وَأَذُبُّ النَومَ عَنهُ ذَبّا
وَسَقَيتُهُ كَأساً عَلى / مَرَضِ الخُمارِ فَما تَأَبّى
وَاللَيلُ مُسوَدُّ الذُرى / وَالصُبحُ زادَ صِباً وَشَبّا
قَد عَضَّني صَرفُ النَوائِب
قَد عَضَّني صَرفُ النَوائِب / وَرَأَيتُ آمالي كَواذِب
وَالمَرءُ يَعشَقُ لَذَّةَ ال / دُنيا فَتَعقُرُهُ المَصائِب
وَإِذا تَفَوَّقَ دَرَّها / رَفَضَتهُ حينَ يَلَذُّ شارِب
وَأَطَلتُ تَجريبي لَها / لَو كُنتُ أَطمَعُ بِالتَجارِب
وَأَلاحَ شَعرَ الرَأسِ دَه / رٌ غادِرٌ جَمُّ المَصائِب
يَدعو إِلى الأَمَلِ الفَتى / وَالمَوتُ أَقرَبُ مِنهُ جانِب
يَنبو عَلى طولِ العِتا / بِ فَقَد مَلَلتُ وَما أُعاتِب
ما عاتِبي إِلّا الحَسو / دُ وَتِلكَ مِن أَسنى المَناقِب
وَإِذا مَلَكتَ المَجدَ لَم / تَنلِك مَوَدّاتِ الأَقارِب
وَالمَجدُ وَالحُسّادُ مَق / رونانِ إِن ذَهَبوا فَذاهِب
وَإِذا فَقَدتَ الحاسِدينَ / فَقَدتَ في الدُنيا الأَطايِب
فَإِذا أَطاعَكَ طاهِرٌ / فَاِصبِر عَلى تِلكَ المَعايِب
وَلَرُبَّ هاجِرَةٍ يَقِل / لُ لِحَرِّها صَبرُ الرَكائِب
كَلَّفتُها وَجاءَ يَذ / رَعُ خَطوُها عَرضَ السَباسِب
وَالشَمسُ تَأكُلُ ظِلَّها / أَكلَ اللَظى عيدانَ حاطِب
وَاليَومَ يَجري بِالأَكا / بِرِ جَمعِها وَالفَجرُ ذاهِب
كادَ السَحابُ يُطيرُها / لَولا الأَزِمَّةُ وَالحَقائِب
وَكَأَنَّما قِطَعُ الرَغا / مِ عَلى جَماجِمِها العَصائِب
وَكَأَنَّما أَضلاعُها / أَقواسُ نَبعٍ أَو مَشاجِب
وَكَأَنَّما أَجفانُها / تَغضي عَلى قُلبٍ نَواضِب
حَتّى رَأَيتُ اللَيلَ في ال / آفاقِ مُسوَدَّ الذَوائِب
وَكَأَنَّهُ لَمّا تَبَد / دى في المَشارِقِ خَطُّ شارِب
وَالشَمسُ يُنزَعُ نِصفُها / وَالغَربُ مَحمولُ الجَوانِب
بَكَرَت تُعيرُ الأَرضَ لَونَ شَبابِها
بَكَرَت تُعيرُ الأَرضَ لَونَ شَبابِها / رَحبَيَّةٌ مَحمودَةُ التَسكابِ
نَشَرَت أَوائِلَها حَياً فَكَأَنَّهُ / نُقَطٌ عَلى عَجَلٍ بِطينِ كِتابِ
ماتَ الهَوى مِنّي وَضاعَ شَبابي
ماتَ الهَوى مِنّي وَضاعَ شَبابي / وَقَضَيتُ مِن لَذّاتِهِ آرابي
وَإِذا أَرَدتُ تَصابِياً في مَجلِسٍ / فَالشَيبُ يَضحَكُ لي مَعَ الأَصحابِ
جَدَّ الزَمانُ وَأَنتَ تَلعَب
جَدَّ الزَمانُ وَأَنتَ تَلعَب / العُمرُ في لا شَيءَ يَذهَب
كَم قَد تَقولُ غَداً أَتو / بُ غَداً غَداً وَالمَوتُ أَقرَب