القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ خَفاجة الأَندَلُسي الكل
المجموع : 14
وَمَعينُ ماءِ البِشرِ أَبرَقَ هَشَّةً
وَمَعينُ ماءِ البِشرِ أَبرَقَ هَشَّةً / فَكَرَعتُ مِن صَفَحاتِهِ في مَشرَبِ
مُتَهَلِّلٌ يَندى حَياءً وَجهَهُ / فَتراهُ بَينَ مُفَضَّضٍ وَمُذَهَّبِ
أَضنى الحُسامَ حَسادَةً فَفِرِندُهُ / دَمعٌ تَرَقرَقَ فَوقَهُ لَم يَسكُبِ
خَيَّمتُ مِنهُ بَينَ طَودٍ باذِخٍ / نالَ السِماكَ وَبَينَ وادٍ مُعشِبِ
تَهفو بِهِ نارُ القِرى فَكَأَنَّها / مَهما عَشا ضَيفٌ لِسانُ المُعرِبِ
حَمراءُ نازَعَتِ الرِياحَ رِداءَها / وَهناً وَزاحَمَتِ السَماءَ بِمَنكِبِ
ضَرَبَت سَماءً مِن دُخانٍ فَوقَها / لَم يُدرَ فيها شُعلَةٌ مِن كَوكَبِ
وَتَنَفَّسَت عَن كُلِّ نَفحَةِ جَمرَةٍ / باتَت لَها ريحُ الجَنوبِ بِمَرقَبِ
قَد أُلهِبَت فَتَذَهَّبَت فَكَأَنَّها / لِسُكونِ شَرِّ شِرارِها لَم تَلهَبِ
تَذكو وَراءَ رَمادِها فَكَأَنَّها / شَقراءُ تَمرَحُ في عَجاجٍ أَكهَبِ
وَاللَيلُ قَد وَلّى يُقَلِّصُ بُردَهُ / كَدّاً وَيَسحَبُ ذَيلَهُ في المَغرِبِ
وَكَأَنَّما نَجمُ الثُرَيّا سَحرَةً / كَفٌّ تُمَسِّحُ عَن مَعاطِفِ أَشهَبِ
يا رُبَّ قَطرٍ جامِدٍ حَلّى بِهِ
يا رُبَّ قَطرٍ جامِدٍ حَلّى بِهِ / نَحرَ الثَرى بَرَدٌ تَحَدَّر صائِبُ
حَصَبَ الأَباطِحَ مِنهُ ماءٌ جامِدٌ / غَشّى البِلادَ بِهِ عَذابٌ ذائِبُ
فَالأَرضُ تَضحَكُ عَن قَلائِدِ أَنجُمٍ / نُثِرَت بِها وَالجَوُّ جَهمٌ قاطِبُ
فَكَأَنَّما زَنَتِ البَسيطَةُ تَحتَهُ / فَأَكَبَّ يَرجُمُها الغَمامُ الحاصِبُ
وَنَدِيِّ أُنسٍ هَزَّني
وَنَدِيِّ أُنسٍ هَزَّني / هَزَّ الشَرابِ مِنَ الشَبابِ
وَاللَيلُ وَضّاحُ الجَبينِ / قَصيرُ أَذيالِ الثِيابِ
فَقَنَصتُ مِنهُ حَمامَةً / بَيضاءَ تَسنَحُ مِن غُرابِ
وَالنورُ مُبتَسِمٌ وَخَدُّ / الوَردِ مَحطوطُ النِقابِ
يَندى بِأَخلاقِ الصِحابِ / هُناكَ لابِنَدى السَحابِ
وَكِلاهُما نَثرٌ كَما / نَثَروا القَوافي بِالخِطابِ
فَكَأَنَّ كَأسَ سُلافَةٍ / ضَحِكَت إِلَيهِم عَن حَبابِ
هَل ساءَهُ أَن آلَ آساً وَردُهُ
هَل ساءَهُ أَن آلَ آساً وَردُهُ / وَتَعَطَّلَت مَن فيهِ كَأسٌ تُشرَبُ
فَكَأَنَّ صَفحَتَهُ وَنَدَّ عِذارِهِ / ماءٌ يَثورُ بِصَفحَتَيهِ طِحلِبُ
وَمُطَهَّمٍ شَرِقِ الأَديمِ كَأَنَّما
وَمُطَهَّمٍ شَرِقِ الأَديمِ كَأَنَّما / أَلِفَت مَعاطِفُهُ النَجيعَ خِضابا
طَرِبٌ إِذا غَنّى الحُسامُ مُمَزِّقٌ / ثَوبَ العَجاجَةِ جيئَةً وَذَهابا
قَدَحَت يَدُ الهَيجاءِ مِنهُ بارِقاً / مُتَلَهِّباً يُزجي القَتامَ سَحابا
وَرَمى الحِفاظُ بِهِ شَياطينَ العِدى / فَاِنقَضَّ في لَيلِ الغُبارِ شِهابا
بَسّامُ ثَغرِ الحَلي تَحسِبُ أَنَّهُ / كاسٌ أَثارَ بِها المِزاجُ حَبابا
لا وَالَّذي تُجلى الكُروبُ
لا وَالَّذي تُجلى الكُروبُ / بِهِ وَتَنفَرِجُ الخُطوب
لابِتُّ إِلّا بَينَ دَمعٍ / يَنهَمي وَحشاً يَذوب
حَرّانَ أَنتَشِقُ النَسيمَ / وَنِعمَ مَسلاةُ الكُروب
لاتَلتَقي الأَجفانُ فيكَ / وَلا المَضاجِعُ وَالجُنوب
أَبَداً أَحِنُّ إِلَيكَ شَوقاً / كَالغَريبِ مَعَ الغُروب
وَأَقولُ لِلريحِ الجَنوبِ / مَعَ الأَصيلِ صِلي الهُبوب
فَهَلِ اِستَطَبتَ بِيَ الشَمالَ / كَما اِستَطَبتُ بِكَ الجَنوب
وَأَغَرَّ كادَ لَطافَةً وَطَلاقَةً
وَأَغَرَّ كادَ لَطافَةً وَطَلاقَةً / يَنسابُ ماءً بَينَنا مَسكوبا
وَسنانَ يُدرِكُ كُلَّ قَلبٍ طالِباً / وَيَفوتُ كُلَّ مُتَيَّمٍ مَطلوبا
قَد قامَ في صَدرِ النَدامى فَاِستَوى / فَحَسِبتُهُ أَلِفاً بِهِ مَكتوبا
وَأَكَبَّ يَشرَبُها وَتَشرَبُ ذِهنَهُ / فَرَأَيتُ مِنهُ شارِباً مَشروبا
مَشمولَةً بَينا تُرى في كَفِّهِ / ماءً تُرى في خَدِّهِ أُلهوبا
فَتَقَ الشَبابُ بِوَجنَتَيها وَردَةً
فَتَقَ الشَبابُ بِوَجنَتَيها وَردَةً / في فَرعِ إِسحِلَةٍ تَميدُ شَبابا
وَضَحَت سَوالِفُ جيدِها سوسانَةً / وَتَوَرَّدَت أَطرافُها عُنّابا
بَيضاءُ فاضَ الحُسنُ ماءً فَوقَها / وَطَفا بِهِ الدُرُّ النَفيسُ حَبابا
بَينَ النُحورِ قِلادَةً تَحتَ الظَلامِ / غَمامَةً دونَ الصَباحِ نِقابا
نادَمتُها لَيلاً وَقَد طَلَعَت بِهِ / شَمساً وَقَد رَقَّ الشَرابُ سَرابا
وَتَرَنَّمَت حَتّى سَمِعتُ حَمامَةً / حَتّى إِذا حَسَرَت زَجَرتُ غُرابا
وَصَقيلِ إِفرِندِ الشَبابِ بِطَرفِهِ
وَصَقيلِ إِفرِندِ الشَبابِ بِطَرفِهِ / سَقَمٌ وَلِلعَضبِ الحُسامِ ذُبابُ
يَمشي الهُوَينا نَخوَةً وَلَرُبَّما / أَطَرتَهُ طَوراً نَشوَةٌ وَشَبابُ
شَتّى المَحاسِنِ لِلوَضاءَةِ رَيطَةٌ / أَبَداً عَلَيهِ وَلِلحَياءِ نِقابُ
وَبِمَعطِفَيهِ لِلشَبيبَةِ مَنهَلٌ / قَد شَفَّ عَنهُ مِنَ القَميصِ سَرابُ
عَبَرَ الخَليجَ سِباحَةً فَكَأَنَّما / أَهوى فَشَقَّ بِهِ السَماءَ شِهابُ
تَطفو لِغُرَّتِهِ هُناكَ حَبابَةٌ / وَيَموجُ مِن رِدفٍ أَلَفَّ عُبابُ
وَلَئِن تَرَكتُ مِنَ التَصابي مَركَباً / وَلِكُلِّ مَرحَلَةٍ تُجابُ رِكابُ
لَقَد اِحتَلَلتُ بِشاطِئَيهِ يَهُزُّني / طَرَباً شَبابٌ راقَني وَشَرابُ
وَاِنسابَ بي نَهرٌ يَعُبُّ وَزَورَقٌ / فَتَحَمَّلَتني عَقرَبٌ وَحُبابُ
وَرَكِبتُ دِجلَتَهُ يُضاحِكُني بِها / فَرِحاً حَبيبٌ شاقَني وَحَبابُ
نَجلو مِنَ الدُنيا عَروساً بَينَنا / حَسناءَ تُرشَفُ وَالمُدامُ رُضابُ
ثُمَّ اِرتَحَلتُ وَلِلسَماءِ ذُؤابَةٌ / شَهباءُ تُخضَبُ وَالظَلامُ خِضابُ
تَلوي مَعاطِفي الصَبابَةُ وَالصِبا / وَاللَيلُ دونَ الكاشِحينَ حِجابُ
حَيثُ اِستَقَلَّ الجِسرُ فَوقَ زَوارِقٍ / نُسِقَت كَما تَتَواكَبُ الأَحبابُ
لَم تَستَبِق وَكَأَنَّها مُصطَفَّةً / دُهمٌ تُنازِعُكَ السِباقَ عِرابُ
مِن كُلِّ غِربيبِ الأَديمِ لَوَ اِنَّهُ / قَبلَ النَعيبِ لَعيفَ مِنهُ غُرابُ
عَوجاءُ تُعطَفُ ثُمَّ تُرسَلُ تارَةً
عَوجاءُ تُعطَفُ ثُمَّ تُرسَلُ تارَةً / فَكَأَنَّما هِيَ حَيَّةٌ تَنسابُ
وَإِذا اِنحَنَت وَالسَهمُ مِنها خارِجٌ / فَهِيَ الهِلالُ اِنقَضَّ مِنهُ شِهابُ
سَقِياً لِيَومٍ قَد أَنَختُ بِسَرحَةٍ
سَقِياً لِيَومٍ قَد أَنَختُ بِسَرحَةٍ / رَيّا تُلاعِبُها الشَمالُ فَتَلعَبُ
سَكرى يُغَنّيها الحَمامُ فَتَنثَني / طَرَباً وَيَسقيها الغَمامُ فَتَشرَبُ
يَلهو فَتُرفَعُ لِلشَبيبَةِ رايَةٌ / فيهِ وَيَطلُعُ لِلبَهارَةِ كَوكَبُ
وَالرَوضُ وَجهٌ أَزهَرٌ وَالظُلُّ فَرعٌ / أَسوَدٌ وَالماءُ ثَغرٌ أَشنَبُ
في حَيثُ أَطرَبَنا الحَمامُ عَشِيَّةً / فَشَدا يُغَنّينا الحَمامُ المُطرِبُ
وَاِهتَزَّ عِطفُ الغُصنِ مِن طَرَبٍ بِنا / وَاِفتَرَّ عَن ثَغرِ الهِلالِ المَغرِبُ
فَكَأَنَّهُ وَالحُسنُ مُقتَرِنٌ بِهِ / طَوقٌ عَلى بُردِ الغَمامَةِ مُذهَبُ
في فِتيَةٍ تَسري فَيَنصَدِعُ الدُجى / عَنها وَتَنزِلُ بِالجَديبِ فَيَخصِبُ
كَرُموا فَلا غَيثُ السَماحَةِ مُخلِفٌ / يَوماً وَلا بَرقُ اللَطافَةِ خُلَّبُ
مِن كُلِّ أَزهَرَ لِلنَعيمِ بِوَجهِهِ / ماءٌ يُرَقرِقُهُ الشَبابُ فَيَسكُبُ
يارُبَّ وَضّاحِ الجَبينِ كَأَنَّما
يارُبَّ وَضّاحِ الجَبينِ كَأَنَّما / رَسمُ العِذارِ بِصَفحَتَيهِ كِتابُ
تَغرى بِطَلعَتِهِ العُيونُ مَهابَةً / وَتَبيتُ تَعشَقُ عَقلَهُ الأَلبابُ
خُلِعَت عَلَيهِ مِنَ الصَباحِ غِلالَةٌ / تَندى وَمِن شَفَقِ السَماءِ نِقابُ
فَكَرَعتُ مِن ماءِ الصِبا في مَنهَلٍ / قَد شُقَّ عَنهُ مِنَ القَميصِ سَرابُ
في حَيثُ لِلريحِ الرَخاءِ تَنَفُّسٌ / أَرِجٌ وَلِلماءِ الفُراتِ عُبابُ
وَلَرُبَّ غَضِّ الجِسمِ مَدَّ بِخَوضِهِ / شَبَحاً كَما شَقَّ السَماءَ شِهابُ
وَلَقَد أَنَختُ بِشاطِئَيهِ يَهُزُّني / طَرَباً شَبابٌ راقَني وَشَرابُ
وَبَكَيتُ دِجلَتَهُ يُضاحِكُني بِها / مَرَحاً حَبيبٌ شاقَني وَحَبابُ
مالِلعِذارِ وَكانَ وَجهُكَ قِبلَةً
مالِلعِذارِ وَكانَ وَجهُكَ قِبلَةً / قَد خَطَّ فيهِ مِنَ الدُجى مِحرابا
وَإِذا الشَبابُ وَكانَ لَيسَ بِخاشِعٍ / قَد خَرَّ فيهِ راكِعاً وَأَنابا
وَلَقَد عَلِمتُ بِكَونِ ثَغرِكَ بارِقاً / أَن سَوفَ يُزجى لِلعِذارِ سَحابا
يا لينَ عَطفي وَاِخضِرارِ جَنابي
يا لينَ عَطفي وَاِخضِرارِ جَنابي / لِرَفيفِ آدابٍ وَماءِ شَبابِ
راقا وَرَقّا فَاِلتَقى بِهِما مَعاً / ثَغرُ الحَبابِ وَأَوجُهُ الأَحبابِ
فَسَجَعتُ ثُِمَّ حَمامَةً وَمِنَ المُنى / أَنّي اِستَعَرتُ لَها جَناحَ غُرابِ
وَسَكِرتُ سُكرَي قَهوَةٍ وَشَبيبَةٍ / وَسَحَبتُ مِن ذَيلَي هَوىً وَتَصابي
وَأَمّا وَطِرفي إِنَّهُ لَمُبَرِّزٌ / في حَلبَةِ الشُعَراءِ وَالكُتّابِ
مُتَخايِلٌ في صَدرِ كُلِّ جَريدَةٍ / بِقَصيدَةٍ وَكَتيبَةٍ لِكِتابِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025