المجموع : 28
طالَ المُقامُ عَلى تَنَجُّزِ حاجَةٍ
طالَ المُقامُ عَلى تَنَجُّزِ حاجَةٍ / عِندَ الإِمامِ وَقَد ذَكَرتُ إِيابي
فَجَرَت دُموعي مِن تَذَكُّرِ ما مَضى / وَكَأَنَّ قَلبي في جَناحِ عُقابِ
وَأَحولُ مِن شَرَفِ العَشيرَةِ مُبسِقٌ / قَوماً وَأُمسِكُ عَن هُمامِ الغابِ
يَعقوبُ قَد وَرَدَ العُفاةُ عَشِيَّةً / مُتَعَرِّضينَ لِسَيبِكَ المُنتابِ
فَسَقَيتَهُم وَحَسِبتَني كَمّونَةً / نَبَتَت لِزارِعِها بِغَيرِ شَرابِ
مَه لا أَبا لَكَ إِنَّني رَيحانَةٌ / فَاِشمُم بِأَنفِكَ وَاِسقِها بِذِنابِ
تُعطي الغَزيرَةُ دَرَّها فَإِذا أَبَت / كانَت مَلامَتُها عَلى الحَلّابِ
طالَ الثَواءُ بِحاجَةٍ مَحبوسَةٍ / شَمِطَت لَدَيكَ فَمُر لَها بِخِضابِ
خَفِّض عَلى عَقِبِ الزَمانِ العاقِبِ
خَفِّض عَلى عَقِبِ الزَمانِ العاقِبِ / لَيسَ النَجاحُ مَعَ الحَريصِ الناصِبِ
تَأتي المُقيمَ وَما سَعى حاجاتُهُ / عَدَدَ الحَصى وَيَخيبُ سَعيُ الخائِبِ
فَاِترُك مُشاغَبَةَ الحَبيبِ إِذا أَبى / لَيسَ المُحِبُّ عَلى الحَبيبِ بِشاغِبِ
غَلَبَتكَ أُمُّ مُحَمَّدٍ بِدَلالِها / وَالمُلكُ يُمهَدُ لِلأَعَزِّ الغالِبِ
واهاً بِأُمِّ مُحَمَّدٍ وَرَسولِها / وَرُقادِ قَيِّمِها وَسُكرِ الحاجِبِ
لَم أَنسَ قَولَتَها أَراكَ مُشَيَّعاً / عَبِثَ اليَدَينِ مُوَلَّعاً كَالشارِبِ
أَحسِن صَحابَتَنا فَإِنَّكَ مُدرِكٌ / بَعضَ اللُبانَةِ بِاِصطِناعِ الصاحِبِ
وَإِذا جَفَوتَ قَطَعتُ عَنكَ مَنافِعي / وَالدَرُّ يَقطَعُهُ جَفاءُ الحالِبِ
لِلَّهِ دَرُّ مَجالِسٍ نُغِّصتَها / بَينَ الجُنَينَةِ وَالخَليجِ الناكِبِ
أَينَ الَّذينَ تَزورُ كُلَّ عَشِيَّةٍ / يَأتيكَ آدِبُهُم وَإِن لَم تَأدُبِ
ذَهَبوا وَأَمسى ما تَذَكَّرُ مِنهُمُ / هَيهاتَ مَن قَد ماتَ لَيسَ بِذاهِبِ
مَنَعَتكَ أُمُّ مُحَمَّدٍ مَعروفَها / إِلّا الخَيالَ وَبِئسَ حَظُّ الغائِبِ
نَزَلَت عَلى بَرَدى وَأَنتَ مُجاوِرٌ / حَفرَ البُصَيرَةِ كَالغَريبِ العاتِبِ
لا تَشتَهي طُرَفَ النَعيمِ وَتَشتَهي / طَيَّ البِلادِ بِأَرحَبِيٍّ شاحِبِ
وَإِذا أَرَدتَ طِلاعَ أُمِّ مُحَمَّدٍ / غَلَبَ القَضاءُ وَشُؤمُ عَبدِ الواهِبِ
عِلَلُ النِساءِ إِذا اِعتَلَلنَ كَثيرَةٌ / وَسَماحُهُنَّ مِنَ العَجيبِ العاجِبِ
فَاِصبِر عَلى زَمَنٍ نَبا بِكَ رَيبُهُ / لَيسَ السُرورُ لَنا بِحَتمٍ واجِبِ
وَلَقَد أَزورُ عَلى الهَوى وَيَزورُني / قَمَرُ المَجَرَّةِ في مَجاسِدِ كاعِبِ
أَيّامَ أَتَّبِعُ الصِبا وَيَقودُني / صَوتُ المَزاهِرِ وَاليَراعِ القاصِبِ
سَقياً لِأُمِّ مُحَمَّدٍ سَقياً لَها / إِذ نَحنُ في لَعِبِ الشَبابِ اللاعِبِ
بَيضاءَ صافِيَةَ الأَديمِ تَرَعرَعَت / في جِلدِ لُؤلُؤَةٍ وَعِفَّةِ راهِبِ
فَإِذا اِمتَرَيتَ لَبونَ أُمِّ مُحَمَّدٍ / رَجَعَت يَمينُكَ بِالحِلابِ الخائِبِ
فَاِرجِع كَما رَجَعَ الكَريمُ وَلا تَكُن / كَمُقارِفٍ ذَنباً وَلَيسَ بِتائِبِ
وَرَضيتَ مِن طولِ الرَجاءِ بِيَأسِهِ / وَاليَأسُ أَمثَلُ مِن عِداتِ الكاذِبِ
بَلَغَ المُرَعَّثَ في الرَحي
بَلَغَ المُرَعَّثَ في الرَحي / لِ خَرائِدٌ مِنهُنَّ نَحبُه
فَجَفَت يَداهُ عَنِ النُسو / عِ وَشَدَّ بِالأَنساعِ صَحبُه
وَثَناهُما عَن رَحلِهِ / دَمعٌ يَبُلُّ الجَيبَ سَكبُه
وَنَحيبُ مَطروفِ الفُؤا / دِ ثَوى مَعَ الأَحبابِ لُبُّه
فَالدَمعُ مُنحَدِرُ النِظا / مِ إِذا تَرَقرَقَ فاضَ غَربُه
وَعَقارِبُ الحُبِّ الَّذي / يُخفي مِنَ الوَسواسِ قَلبُه
فَإِذا أَرادَ النَومَ أَر / رَقَهُ وَساوِسُ تَستَهِبُّه
مِن ذِكرِ مَن تَبَلَ الفُؤا / دَ فَحَسبُهُ مِن ذاكَ حَسبُه
سَقَطَ النِقابُ فَراقَني / إِذ راحَ قُرطاهُ وَقُلبُه
وَمُؤَشَّرٌ أَلمى اللِثا / تِ شَهِيُّ طَعمِ الريقِ عَذبُه
أَحبِب إِلَيَّ بِهِ وَإِن / كانَ الوِصالُ لِمَن يَرُبُّه
مِن نازِحٍ حَسَنِ الدَلا / لِ أَبى لَكَ التَغميضَ حُبُّه
شَحَطَ المَزارُ بِهِ وَلَو / يَدنو إِلَيكَ شَفاكَ قُربُه
أَنكَرتَ عَيشَكَ بَعدَهُ / وَالدَهرُ ضاقَ عَلَيكَ رَحبُه
وَكَذاكَ دَهرُكَ لِلمُحِب / بِ يَروحُ إِذ لَم يَغدُ شَغبُه
أَحبَبتَهُ وَنَأى بِهِ / وِدٌّ لآخَرَ يُحِبُّه
وَمِنَ العَجائِبِ أَنَّهُ / في غَيرِ شِعبِكَ كانَ شِعبُه
وَغَوِيِّ قَومٍ هَرَّني / دونَ الَّذي أَحبَبتُ كَلبُه
فَصَفَحتُ عَنهُ لَعَلَّهُ / فيما أُريدُ يَذِلُّ صَعبُه
وَأَخو النِساءِ مُوارِبٌ / يَوماً إِذا لَم يَصفُ شِربُه
وَسَلِ الَّتي أَحبَبتَها / إِن كانَ ذاكَ عَراكُ حَربُه
ما تَأمُرينَ بِعاشِقٍ / عَيَّ الطَبيبُ بِهِ وَطِبُّه
قَد ماتَ أَو هُوَ مَيِّتٌ / إِن لَم يُعافِ اللَهُ رَبُّه
غَصَبَت عُبَيدَةُ قَلبَهُ / أَيَحِلُّ في الإِسلامِ غَصبُه
صَبٌّ إِلَيها لَو تَني / مِنها الرِسالَةُ أَو تُغِبُّه
لَغَدَت عَلَيهِ مَنِيَّةٌ / وَلَماتَ أَو لاَزدادَ كَربُه
وَمَريضَةٍ مَرَضَ الهَوى
وَمَريضَةٍ مَرَضَ الهَوى / بَكَرَت بِعَبرَتِها تَعيب
وَرَفَعتُ عِندَ جَوابِها / صَوتي وَقَد سَكَتَ المُريب
إِنَّ الهُمومَ تَعَلَّقَت / حَوراءَ كالرَشَأَ الرَبيب
وَيلي عَلى رَوَعانِها / وَلِسانِها المَلِقِ الخَلوب
فَلَقَد شُعِفتُ بِحُبِّها / شِعفَ النَصارى بِالصَليب
عَهِدَت إِلَيَّ وَأَدبَرَت / عَهداً تَذَكُّرُهُ يُشيب
وَكَأَنَّها لَمّا مَشَت / أَيمٌ تَأَوَّدَ في كَثيب
وَكَأَنَّني مِن حُبِّها / ظَأرٌ أَهابَ بِهِ مُهيب
خُلِقَ النِساءُ خِلافَها / ضُرُباً وَلَيسَ لَها ضَريب
زَينُ المَجاسِدِ مِثلُها / يُشفى بِهِ ضِغنُ القُلوب
لَمّا شَعَبتُ عَلى الوُشا / ةِ وَغُصنُ ناظِرِكِ الشَعوب
رَجَعَ الوُشاةُ كَأَنَّهُم / عُرَفاءُ لَيسَ لَهُم نَقيب
طَرِبَ الحَمامُ فَهاجَ لي طَرَبا
طَرِبَ الحَمامُ فَهاجَ لي طَرَبا / وَبِما يَكونُ تَذَكُّري نَصَبا
إِذ لامَني عَمروٌ فَقُلتُ لَهُ / غُلِبَ العَزاءُ وَرُبَّما غَلَبا
إِنَّ الحَبيبَ فَلا أُكافِئُهُ / بَعَثَ الخَيالَ عَلَيَّ وَاِحتَجَبا
فَاِعذِر أَخاكَ وَدَع مَلامَتَهُ / إِنَّ المَلامَ يَزيدُهُ تَعَبا
لا تَنهَبَن عِرضي لِتَقسِمَهُ / ما كانَ عِرضُ أَخيكَ مُنتَهَبا
وَاِنحُ الغَداةَ عَلى مُقابِلِهِم / لِخَليلَكَ المَشغوفِ إِن طَلَبا
الطُرقُ مُقبِلَةٌ وَمُدبِرَةٌ / هَوِّن عَلَيكَ لِأَيِّها رَكَبا
لَولا الحَمامُ وَطَيفُ جارِيَةٍ / ما شَفَّني حُبٌّ وَلا كَرَبا
إِنَّ الَّتي راحَت مَوَدَّتُها / رَغماً عَلَيَّ فَبِتُّ مُكتَئِبا
حَوراءُ لَو وَهَبَ الإِلَهُ لَنا / مِنها الصَفاءَ لَحَلَّ ما وَهَبا
خُلِقَت مُباعِدَةً مُقارِبَةً / حَرباً وَتَمَّت صورَةً عَجَبا
في السّابِرِيِّ وَفي قَلائِدِها / مُنقادُها عَسِرٌ وَإِن قَرُبا
كَالشَمسِ إِن بَرَقَت مَجاسِدُها / تَحكي لَنا الياقوتَ وَالذَهَبا
أَطوي الشَكاةَ وَلا تُصَدِّقُني / وَإِذا اِشتَكَيتُ تَقولُ لي كَذَبا
عَسُرَت خَلائِقُها عَلى رَجُلٍ / لَعِبَ الهَوى بِفُؤادِهِ لَعِبا
وَلَقَد لَطَفتُ لَها بِجارِيَةٍ / رَوَتِ القَريضَ وَخالَطَت أَدَبا
قالَت لَها أَصبَحتِ لاهِيَةً / عَمَّن يَراكِ لِحَتفِهِ سَبَبا
لَو مُتِّ ماتَ وَلَو لَطُفتِ لَهُ / لَرَأى هَواكِ لِقَلبِهِ طَرَبا
تَأتيكِ نازِحَةً مَناسِبُهُ / وَيَحوطُ غَيبَكُمُ وَإِن غَضِبا
وَإِذا رُفِعتِ إِلى مَخيلَتِهِ / مَطَرَت عَلَيكِ سَماؤُهُ ذَهَبا
ذَهَبَ الهَوى بِفُؤادِهِ عَبَثاً / وَأَفادَهُ مِن قَلبِهِ جَرَبا
فَاِرثي لَهُ مِمّا تَضَمَّنَهُ / مِن حَرِّ حُبِّكُمُ فَقَد نَشِبا
قالَت عُبَيدَةُ قَد وَفَيتُ لَهُ / بِالوِدِّ حَتّى مَلَّ فَاِنقَلَبا
وَصَغا إِلى أُخرى يُراقِبُها / فينا وَكُنتُ أَحَقَّ مَن رَقَبا
قولي لَهُ ذَر مِن زِيارَتِها / لِلِقائِنا إِن جِئتَ مُرتَقِبا
وَاِجهَد يَمينَكَ لا تُخالِفني / فيما هَويتُ وَكانَ لي أَرَبا
وَإِذا بَكَيتَ فَلا عَدِمتَ شِفاً / وَأَكَلتَ لَحمَكَ جِنَّةً كَلَبا
سَأَلَت لِأَعتُبَها وَأَطلُبَها / مِمّا تَخافُ فَقُلتُ قَد وَجَبا
وَلَقيتُها كَالخَمرِ صافِيَةً / حَلَّت لِشارِبِها وَما شَرِبا
أَفِدَ الرَحيلُ وَحَثَّني صَحبي
أَفِدَ الرَحيلُ وَحَثَّني صَحبي / وَالنَفسُ مُشرِفَةٌ عَلى النَحبِ
لَمّا رَأَيتُ الهَمَّ مُجتَنِحاً / في القَلبِ وَالعَينانِ في سَكَبِ
وَالبَينُ قَد أَفِدَت رَكائِبُهُ / وَالقَومُ مِن طَرِبٍ وَمِن صَبِّ
نادَيتُ إِنَّ الحُبَّ أَشعَرَني / قَتلاً وَما أَحدَثتُ مِن ذَنبِكسكس
أَهدى لِعَيني ذِكرُكُم سَهَداً / مِن غَيرِ ما سَقَمٍ وَلا طَبَِّ
إِلّا التَمَنّي أَن أَفوزَ بِكُم / فَتَحَرَّجي يا عَبدَ مِن غَضَبي
لَو تَسمَعينَ وَكُنتِ شاهِدَةً / ما يَقرَأَ الرُهبانُ في الكُتبِ
لَوَجَدتِ حُبَّكِ قاتِلي عَجَلاً / إِن لَم يُفَرِّج كاشِفُ الكَربِ
وَعَلامَةٌ مِنكُم مُبَيَّنَةٌ / حَسبي بِها مِن حُبِّكُم حَسبي
أَنّي أُكِبُّ إِذا ذَكَرتُكُمُ / مِن مَجلِسِ القُرّاءِ وَالشَربِ
حَتّى يَقولُ الناسُ بَينَهُمُ / شَغَفُ المُرَعَّثِ داخِلُ الحُبِّ
مازِلتُ أَذكُرُكُم وَلَيلَكُمُ / حَتّى جَفا عَن مَضجَعي جَنبي
وَعَلِمتُ أَنَّ الصَرمَ شيمَتُكُم / في النَأيِ وَالهِجرانَ في القُربِ
فَظَلِلتُ لا أَدري أُقيمُ عَلى ال / هِجرانِ أَو أَغدو مَعَ الرَكبِ
فَلَئِن غَدَوتُ لَقَد أُصِبتُ بِكُم / وَلِئَن أَقَمتُ لَمُسهَبُ اللُبِّ
قامَت تَراءى لي لِتَقتُلَني / في القُرطِ وَالخَلخالِ وَالإِتبِ
فَدَعَوتُ رَبّي دَعوَةً جَمَعَت / رَغبَ المُحِبِّ وَشِدَّةَ الرَهبِ
أَلا تَراكِ بِنا مُتَيَّمَةً / فَأَجابَ دَعوَةَ عاشِقٍ رَبّي
أَهذي بِكُم ما عِشتُ إِنَّكُمُ / يا حِبُّ وافَقَ شِعبُكُم شِعبي
وَرَأَت عُجاباً شَيبَتي فَبَكَت / جَزَعاً لَها وَالدَهرُ ذو شَغبِ
لا تُكثِرِنَّ بِشَيبَتي عَجَباً / إِنَّ العَجائِبَ في أَبي حَربِ
وَلَقَد أَتانا أَنَّ غانِيَةً / أُخرى وَكُنتُ بِهِنَّ كَالنَصبِ
يَأمُلنَني وَيَرَينَ مَنقَصَتي / عِندَ الرِضا عَنها وَفي العَتبِ
لَمّا مَرَرتُ بِها مُسَتَّرَةً / في الحَيِّ بَينَ خَرائِدٍ عُربِ
قالَت لِنِسوَتِها عَلى عَجَلٍ / أَنّى لَنا بِمُصدَّعِ القَلبِ
لَسَماعُهُ إِن كانَ يُسمِعُنا / أَشهى إِلى قَلبي مِنَ العَذبِ
فَأَجَبنَها إِنَّ الفَتى غَزِلٌ / وَأَحَبُّ مَن يَمشي عَلى التُربِ
لا تُعجِلينا أَن نُواعِدَهُ / فَيَكونَ مَجلِسُنا عَلى خِصبِ
وَتَنالَ مِنهُ غَير واحِدَةٍ / إِنَّ السَماعَ لَأَهوَنُ الخَطبِ
أَأَرِقتَ بَعدَ رُقادِكَ الأَوّابِ
أَأَرِقتَ بَعدَ رُقادِكَ الأَوّابِ / بِهَواكَ أَم بِخَيالِهِ المُنتابِ
نَعَقَ الغُرابُ فَخَنَّقَتني عَبرَةٌ / وَبَكَيتُ مِن جَزعٍ عَلى الأَحبابِ
يارُبَّ قائِلَةٍ وَغُيِّبَ عِلمُها / ماذا يَهيجُكَ مِن نَعيقِ غُرابِ
كاتَمتُها أَمري وَما شَعَرَت بِهِ / وَكَذاكَ قَد كاتَمتُهُ أَصحابي
وَدَواءُ عَيني قَد عَلِمتُ وَداؤُها / رَيّا البَنانِ كَدُميَةِ المِحرابِ
في نَأيِها وَصَبٌ عَلَيَّ مُبَرِّحٌ / وَدُنُوُّها شافٍ مِنَ الأَوصابِ
تَمشي إِذا خَرَجَت إِلى جاراتِها / مَشيَ الحُبابِ مُعارِضاً لِحُبابِ
خَودٌ إِذا اِنتَقَبَت سَبَتكَ بِنَظرَةٍ / وَأَغَرَّ أَبلَجَ غَيرَ ذاتِ نِقابِ
تَعتَلُّ إِن شَهِدَ الأَميرُ بِقُربِهِ / وَإِذا نَأى وَجِلَت مِنَ الحُجّابِ
وَعِتابِ يَومٍ لَو أَجَبتُكَ طائِعاً / قَصُرَ الوِصالُ بِهِ وَطالَ عِتابي
لَكِن رَأَيتُ مِنَ السُكوتِ بَديهَةً / فَشَدَدتُ وَصلَكُمُ بِتَركِ جَوابي
إِنّي عَلى خُلفِ المَواعِدِ مِنكُمُ / صابٍ إِلَيكِ وَلَستُ بِالمُتَصابي
بِأَبي وَأُمّي مَن يُقارِبُني
بِأَبي وَأُمّي مَن يُقارِبُني / فيما أَقولُ وَمَن أُقارِبُهُ
عَجِلُ العَلامَةِ حينَ أُغضِبُهُ / فَإِذا غَضِبتُ يَلينُ جانِبُهُ
دَلّاً عَلَيَّ وَعادَةً سَبَقَت / أَن سَوفَ إِن أَغضى أُعاتِبُهُ
فَيَبيتُ يَشعَبُ صَدعَ أُلفَتِنا / وَأَبيتُ بِالعُتبى أُشاعِبُهُ
إِنَّ المُحِبَّ تَلينُ شَوكَتُهُ / يَوماً إِذا ما عَزَّ صاحِبُهُ
فَلَهُ عَلَيَّ وَإِن تَجَنَّبَني / ما عِشتُ أَنّي لا أُجانِبُهُ
ريمٌ أَغَنُّ مُطَوَّقاً ذَهَباً / صِفرُ الحَشا بيضٌ تَرائِبُهُ
آلَيتُ لا أَسلى مَوَدَّتُهُ / لَو ما تَسَلّى الماءَ شارِبُهُ
أَخفي لَهُ الرَحمَنُ يَعلَمُهُ / حُبّاً يُؤَرِّقُني غَوارِبُهُ
مِن كُلِّ شاعِفَةٍ إِذا طَرَقَت / طَرَقَ المُحِبُّ لَها طَبائِبُهُ
نَقضي سَوادَ اللَيلِ مُرتَفِقاً / ما تَنقَضي مِنهَ عَجائِبُهُ
يا أَيُّها الآسي كُلومَ هَوىً / بِالنَأيِ إِذ دَلُفَت كَتائِبُهُ
أَنّى نَوالُكَ مِن تَذَكُّرِها / وَالحُبُّ قَد نَشِبَت مَخالِبُهُ
أَلمِم بِعَبدَةَ قَبلَ حادِثَةٍ / فَهِيَ الشِفاءُ وَأَنتَ طالِبُهُ
تَمشي الهُوَينى بَينَ نِسوَتِها / مَشيَ النَزيفِ صَفَت مَشارِبُهُ
حارَبتَ صَبراً إِنَّ رُؤيَتَها / عَلَقٌ بِقَلبِكَ لا تُحارِبُهُ
جَلَبَت عَلَيكَ وَأَنتَ مُعتَرِكٌ / وَالحَينُ تَجلُبُهُ جَوالِبُهُ
فَكَأَنَّ لَيلَكَ مِن تَذَكُّرِها / لَيلُ السَليمِ سَرَت عَقارِبُهُ
فَتَرَكنَهُ يُغشى أَخا جَدَثٍ / تَبكي لِفُرقَتِهِ قَرائِبُهُ
رَجُلٌ تُصاحِبُهُ صَبابَتُهُ / وَأَرى الجَلادَةَ لا تُصاحِبُهُ
أعُبَيدَ قَد أَثبَتِّهِ بِهَوىً / في مُضمَرِ الأَحشاءِ لاهِبُهُ
وَالبُخلُ في اللُقيانِ قاتِلُهُ / وَالشَوقُ في الهِجرانِ كارِبُهُ
ميلي إِلَيهِ فَقَد صَغا لَكُمُ / يا عَبدَ شاهِدُهُ وَغائِبُهُ
كُلُّ اِمرِئٍ نَصبٌ لِحاجَتِهِ
كُلُّ اِمرِئٍ نَصبٌ لِحاجَتِهِ / وَعَلَيهِ يُحمَلُ أَو لَهُ نَصَبُه
فَاِربَع عَلى خُلُقٍ لَهُ خَطَرٌ / في الصالِحينَ يَفوزُ مُحتَسِبُه
عِيُّ الشَريفِ يَشينُ مَنصِبَهُ / وَتَرى الوَضيعَ يَزينُهُ أَدَبُه
وَحِراثَةُ التَقوى لِمُحتَرِثٍ / كَرَمُ المَعادِ وَما لَهُ حَسَبُه
وَتَنَقُّصُ المَولى مَوالِيَهُ / عارٌ يَكونُ بِوَجهِهِ نَدَبُه
وَإِذا نَسيبُكَ غُلَّ ساعِدُهُ / وَنَأى فَلَيسَ بِنافِعٍ نَسَبُه
وَمِنَ البَلاءَ أَخٌ جِنايَتُهُ / عَلَقٌ بِنا وَلِغَيرِنا نَشَبُه
خُذ مِن صَديقِكَ غَيرَ مُتعِبِهِ / إِنَّ الجَوادَ يَؤودُهُ تَعَبُه
وَاِستَغنِ بِالوَجَباتِ عَن ذَهَبٍ / لَم يَبقَ قَبلَكَ لِاِمرِئٍ ذَهَبُه
يَرِدُ الحَريصُ عَلى مَتالِفِهِ / وَاللَيثُ يَبعَثُ حَتفَهُ كَلَبُه
ما رَدَّ سَلوَتَهُ إِلى إِطرابِهِ
ما رَدَّ سَلوَتَهُ إِلى إِطرابِهِ / حَتّى اِرعَوى وَحَدا الصِبا بِرِكابِهِ
إِن كانَ لَيسَ بِهِ الجُنونُ فَإِنَّما / لَعِبَ الرُقاةُ بِقَلبِهِ أَو ما بِهِ
أَإِلى عُبَيدَةَ شَوقُهُ وَنِزاعُهُ / إِنَّ المُحِبَّ مُعَذَّبٌ بِحِبابِهِ
ما زالَ مُذ زالَ الغَزالُ مُنَقَّباً / بِطَريفَةٍ مِن عَينِهِ وَنِقابِهِ
ريمٌ تَعَرَّضَ كَالبُرودِ لِرَأيِهِ / فَصَبا وَوَكَّلَهُ الصِبا بِطِلابِهِ
عَرَضَت لَهُ بِجَمالِها وَدَلالِها / عِندَ المَثابِ فَحيلَ دونَ مَثابِهِ
تَغدو لَهُ العَبَراتُ عِندَ غُدُوِّهِ / وَتَأوبُهُ الزَفَراتُ عِندَ إِيابِهِ
إِن قيلَ مَن حَلَبَ الصِبا لِفُؤادِهِ / فَاِذكُر عُبَيدَةَ لَيسَ مِن جُلّابِهِ
شَخصٌ بِرُؤيَتِهِ مُناهُ وَهَمُّهُ / وَحَديثُهُ في جِدِّهِ وَلِعابِهِ
أَنّى أَرومُ بِهِ السُلُوَّ وَلَم أَزَل / بِخَيالِهِ أُرقى وَطيبِ ثِيابِهِ
لَو مُتُّ ثُمَّ سَقَيتَني بِرُضابِهِ / رَجَعَت حَياةُ جَنازَتي بِرُضابِهِ
إِن خُطَّ قَبري نائِياً عَن بَيتِهِ / فَاِجعَل حَنوطي مِن دُقاقِ تُرابِهِ
سَقياً لَهُ وَلِمُدخَلٍ أُدخِلتُهُ / يَومَ الخَميسِ عَلَيهِ في أَترابِهِ
وَلَقَد عَجِبتُ مِنَ الجَرِيِّ يَقولُ لي / لَمّا بَدا في حَليِهِ وَخِضابِهِ
أَهوَ الحَبيبُ بَدا لِعَينِكَ أَم دَنَت / شَمسُ النَهارِ إِلَيكَ في جِلبابِهِ
فُزنا بِمَجلِسِنا فَيا لَكَ مَجلِساً / قَصَرَ النَهارَ وَصاحِبي أَزرى بِهِ
نَصِلُ الحَديثَ إِذا أَمِنّا عَينَهُ / عُجباً بِهِ وَنَروحُ مِن عُيّابِهِ
وَرَبابُ تَرمُقُ مَن أَلَمَّ بِعَينِها / سَلِمَت مِنَ الأَقذاءِ عَينُ رَبابِهِ
حَتّى إِذا اِنخَرَقَ الصَفاءُ بِمَنطِقٍ / بَلَغَ العِتابَ وَكانَ دونَ عِتابِهِ
قالَت كُتامَةُ داخِلٌ وَكَأَنَّما / بَعَثَت لَهُ اِبنَ مُفَدَّمٍ بِعَذابِهِ
قَد كانَ يُشفِقُ مِن تَقاصُرِ يَومِهِ / في بَيتِهِ وَكُتامَةَ المُنتابِهِ
شُحّاً عَلَيهِ وَرَهبَةً مِن يَومِهِ / فَالآنَ أَصبَحَ موقِناً بِذِهابِهِ
وَلَقَد أَقولُ لِشامِتٍ بِفِراقِهِ / مَلِقِ الحَديثِ إِذا غَدا كَذّابِهِ
سامِح أَخاكَ إِذا غَدَوتَ لِحاجَةٍ / وَاِترُك مَساخِطَهُ إِلى إِعتابِهِ
فَلَقَد أُسَوّي لِلضَّغائِنِ مِثلَها / وَأَصي البَغيضَ وَلَستُ بِالهُيّابِهِ
وَأَحَدَّ مِن وَلَدِ الجَديلِ أَعارَهُ / طَرفُ النُسوعِ أَخَذنَ في أَقرابِهِ
عَردٌ إِذا خَرِسَ المَطِيُّ كَأَنَّما / يَغدو يُجَرجِرُ دارِسٌ في نابِهِ
وَإِذا سَرى كَحَلَ الزَميلَ بِأَرقَةٍ / مِن قَرعِ بازِلِهُ وَمِن قَيقابِهِ
وَكَأَنَّ مُنفَضِجَ الحَميمِ بِليتِهِ / دُهنٌ شَبَبتَ سَوادَهُ بِمَلابِهِ
غولُ البِلادِ إِذا المُقيلُ تَحَرَّقَت / آرامُهُ وَجَرَت بِماءِ سَرابِهِ
يَثِبُ الإِكامَ إِذا عَرَضنَ لِوَجهِهِ / مِن عَربِ أَغلَبَ لَيسَ مِن إِنعابِهِ
بِنَجاءِ مُنسَرِحِ اليَدَينِ تَخالُهُ / عِندَ الكَلالِ يُزادُ في إِلهابِهِ
دامي الأَظَلِّ عَلى الحِدابِ كَأَنَّما / خُضِبَت بِعُصفُرِهِ رُؤوسُ حِدابِهِ
وَكَأَنَّهُ مِن وَحشِ وَجرَةَ ناشِطٌ / يَقرو العَقَنقَلَ آلِفاً بِعَذابِهِ
جِذلُ المَها وَصِوارُ كُلِّ خَميلَةٍ / لا عَن تَجَفُّلِهِ نَجاءُ خِبابِهِ
أَرِجُ القِنانِ إِذا تَرَجَّلَتِ الضُحى / صَخَبُ القَنابِرِ تَحتَ ظِلِّ سَحابِهِ
لِلشَمسِ يَسجُدُ طائِعاً رَيحانُهُ / وَيَبيتُ يَأرَقُ ضَيفُهُ بِذُبابِهِ
حَتّى إِذا طَلَعَ الزَمانُ بِعيشَةٍ / فيها وَسالَ عَلَيهِ بَعضُ شِعابِهِ
حَنَفَ المُبيتُ لَهُ بِأَوجَسِ لَيلَةٍ / مِن صَوتِ راعِدِهِ وَمِن تَسكابِهِ
فَأَقامَ يَشخُصهُ الثَرى وَيُسيرُهُ / قُربُ السَفا لِيَسيحَ في مُنجابِهِ
صَرِرُ الأَديمِ إِذا أَرَبَّ بِهِ النَدى / غَشِيَ الأَلاءَ يَلوذُ مِن إِربابِهِ
حَتّى إِذا غَدَتِ الوَرى وَغَدا بِها / مِثلَ المَريضِ أَفاقَ مِن أَوصابِهِ
وَتَجَوَّبَت مِزَقُ الدُجى عَن واضِحٍ / كَالفَرقِ وَاِنكَشَفَت سَماءُ ضَبابِهِ
سَبَقَ الشُروقَ إِلَيهِ أَشعَثُ شاحِبٌ / مِثلَ السَبِيَّةِ مُسمِراً بِكِلابِهِ
وَرِثَ الأُبُوَّةَ كابِراً عَن كابِرٍ / تَلِدُ الضِراءَ فَهُنَّ مِن أَكسابِهِ
فَاِنصاعَ مِن حَذَرٍ عَلى حَوبائِهِ / وَتَبِعنَهُ يَنسَبنَ في مُنسابِهِ
حَتّى إِذا سَمِعَ الضُباحَ خِلافَهُ / وَعَرَضنَهُ طَلقاً عَلى أَعطابِهِ
كَرَّ الشَبوبُ عَلى الضِراءِ بِرَوقِهِ / فَاِختَلَّ لَبَّةُ زانِجٍ وَزَنابِهِ
وَمَضى يَزِلُّ عَلى المِتانِ كَأَنَّهُ / نَجمٌ لِمُستَرِقٍ هَوى بِشِهابِهِ
فَكَذاكَ ذَلِكَ إِذ رَفَعتُ قُيودَهُ / أُصُلاً وَمَيثَرَتي عَلى أَصلابِهِ
هَجَرَ المَقامَةَ أَن تَكونَ مُناخَهُ / بِأَعَزَّ تَزدَحِمُ الوُفودُ بِبابِهِ
مُتَحاسِدينَ عَلى لِقاءِ مُسَوَّدٍ / رَحبِ الفِناءِ جَدٍ عَلى أَصحابِهِ
رَجُلٌ إِذا زَأَرَت أُسودُ قَبيلَةٍ / زَأَرَ المُهَلَّبُ وَاِبنُهُ في غابِهِ
داودُ إِنَّكَ قَد بَلَغتَ بِحاتِمٍ / شَرَفَ العُلى وَذَهَبتَ في أَسبابِهِ
وَبَنى قَبَيصَةُ وَالمُهَلَّبُ مَعقِلاً / وَبَنَيتَ بَيتَكَ في ذُرى صُلّابِهِ
هَذا وَذاكَ وَذا وَأَنتَ وَلَم تَزَل / تَزدادُ في شَرَفِ البِنى وَرِحابِهِ
هَل تَجفُوَنَّ فَتىً يَقولُ لِمُجدِبٍ / وَسقُ المَطِيِّ يَفِرُّ مِن أَجدابِهِ
داودُ غَيثُكَ إِن بَسَطتَ بِلادَهُ / فَاِنزِل ضَمِنتُ لَكَ الحِبا بِجَنابِهِ
وَأَبَلَّ يَلتَهِمُ الخُصومَ مُرَغَّمٍ / بِصَوابِ مَنطِقِهِ وَغَيرِ صَوابِهِ
وَجَّهتَ عَن بِنتِ السَبيلِ سَبيلَهُ / بِمَحالَةٍ وَرَدَعتَهُ بِجَوابِهِ
وَإِذا الخُطوبُ تَقَنَّعَت عَن لاقِحٍ / تَدَعُ الذَليلَ لِنَسرِهِ وَغُرابِهِ
أَلقَت بَنو يَمَنٍ إِلَيكَ أُمورَها / وَرَبيعَةُ بنُ نِزارٍ الرَبابِهِ
قَعَدَ الأَغَرُّ لَدى الكَريهَةِ وَالَّذي / عِندَ المَلاحِمِ يُشتَفى بِضِرابِهِ
سَهمُ اللِقاءِ إِذا غَدا في دِرعِهِ / رَأَبَت مَشاهِدُهُ الثَأى بِرِئابِهِ
وَيَكادُ يُظلَمُ حينَ يُغشى بَيتُهُ / مِن لينِ جانِبِهِ وَلَينَ حِجابِهِ
وَإِذا اِكتَحَلتَ بِهِ رَأَيتَ مُبَتَّلاً / لَبِسَ النَعيمَ عَلى أَديمِ شَبابِهِ
يَنفي مُواهِبُهُ النَوافِذَ كُلَّها / مِن سَيبِ مُشتَرَكِ النَدى وَهّابِهِ
يُعطي البُدورَ مَعَ البُدورِ وَلَو عَرا / حَقٌّ لَأَعطى ما لَهُ بِرِقابِهِ
وَإِذا تَنَزَّلُ في البِطاحِ قِبابُهُ / في المُحرِمينَ عَرَفتَهُ بِقِبابِهِ
وَقِيانُهُ الغُرُّ النَواصِفُ أَهلُها / وَقِيامُ غاشيهِ عَلى أَبوابِهِ
مِن راغِبٍ يَعِدُ العِيالَ نَوالَهُ / بَعدَ الرُجوعِ وَراهِبٍ لِعِقابِهِ
يا بانَ ضاقَ المَذهَبُ
يا بانَ ضاقَ المَذهَبُ / وَطَريدُ أَهلِكِ أَجنَبُ
وَذَهَبتُ في غَيرِ السَبي / لِ لِكُلِّ غاوٍ مَذهَبُ
لا تَخشَ قَتلي حينَ شِب / تُ وَهَل يُخافُ الأَشيَبُ
هَيهاتَ أَفرَخَ رَوعُ با / نَةَ لا يَحولُ المُغرِبُ
ما زُلتُ عَنكِ وَقَد أَرى / أَنَّ القُلوبَ تَقَلَّبُ
أَيّامَ أَطعَمُ كُلَّ ما / ئِلَةِ الحَمانِ وَأَشرَبُ
ثُمَّ اِنقَضى ذاكَ الزَما / نُ وَغابَ دَهرٌ أَنكَبُ
يا بانَ طَبُّكِ لا يَنا / مُ وَقَد يَنامُ القُطرُبُ
عودي عَلَيَّ فَإِنَّها / نَفسٌ تُسيءُ وَتُعتِبُ
ما كُلُّ زَلَّةِ صاحِبٍ / أَغدو لَها أَتَوَثَّبُ
حِلمي أَصَمُّ وَراحَتي / لِلطّالِبينَ تَحَلَّبُ
ضَعضَعتُ جَنَّةَ خالِدٍ / بِعَزيمَةٍ لا تُقرَبُ
وَأَطَرتُ جَنَّةَ عَجرَدٍ / وَأَنا المُغَنُّ المِشغَبُ
يَخشى الأُسودُ عَرامَتي / وَيَبولُ مِنّي التَولَبُ
وَلَقَد وَضَعتُ عَلى سُهَي / لٍ ميسَماً لا يَذهَبُ
وَإِذا هَرَبتُ مِنَ الصَبا / بَةِ لَم يَكُن لي مَهرَبُ
يا بانَ كَدَّرتِ النَعي / مَ فَلا أَلَذُّ وَأَلعَبُ
يا بانَ لي نَفسٌ عَلَي / كِ إِذا ذُكِرتِ تَصَبَّبُ
وَاللَهِ رَبِّ مُحَمَّدٍ / إِنّي بِبانَةَ مُعجَبُ
وَلَقَد أَتاني أَنَّها / باتَت عَلَيَّ تَلَهَّبُ
قالَت أَتَركَبُ تارِكاً / أَمري وَما لَكَ تَركَبُ
قَولُ النِساءِ عَلا بِها / وَلِكُلِّ فَجٍّ عَقرَبُ
يا بانَ بَعضُ اللاطِفا / تِ مِنَ الحَواسِدِ أَكذَبُ
يَغرُرنَ مَن أَصغى لَهُن / ن كَما يَغُرُّ المَذهَبُ
في الناسِ عائِلَةٌ عَلَي / كِ وَبَعضُ أَهلِكِ يُثرِبُ
إِن كانَ حَقّاً ما زَعَم / نَ فَلا صَفا لي مَشرَبُ
أَبرَأتِ صَدرَكِ إِنَّني / قَلِقٌ بِسُخطِكِ مُتعَبُ
يا بانَ إِنّي بِالرِضى / أَبلى إِلَيكِ وَأَنصَبُ
وَأَتوبُ مِمّا تَعلَمي / نَ كَما يَتوبُ المُذنِبُ
أَنتِ الأَميرَةُ في الهَوى / وَأَنا المُسيءُ المُذنِبُ
يَكفيكِ أَنّي لا أَعو / دُ وَهَل وَراءَكِ مَطلَبُ
وَكَأَنَّ نَكهَتَها إِذا نَبَّهتَها
وَكَأَنَّ نَكهَتَها إِذا نَبَّهتَها / طِفلٌ يَلوكُ بِدُردُرَيهِ سِخابا
ما بالُ عَينِكَ دَمعُها مَسكوبُ
ما بالُ عَينِكَ دَمعُها مَسكوبُ / حُرِبَت وَأَنتَ بِدَمعِها مَحروبُ
وَكَذاكَ مَن صَحِبَ الحَوادِثَ لَم تَزَل / تَأتي عَلَيهِ سَلامَةٌ وَنُكوبُ
إِنَّ الرَزِيَّةَ لارَزِيَّةَ مِثلُها / يَومَ اِبنُ حَفصٍ في الدِماءِ خَضيبُ
لا يَستَجيبُ وَلا يَحيرُ لِسانُهُ / وَلَقَد يَحيرُ لِسانُهُ وَيُجيبُ
غُلِبَ العَزاءُ عَلى اِبنِ حَفصٍ وَالأَسى / إِنَّ العَزاءَ بِمِثلِهِ مَغلوبُ
يا أَرضُ وَيحَكِ أَكرِميهِ فَإِنَّهُ / لَم يَبقَ لِلعَتكِيِّ فيكِ ضَريبُ
أَبهى عَلى خَشَبِ المَنابِرِ قائِماً / يَوماً وَأَحرَبَ إِذ تُشَبُّ حُروبُ
إِذ قيلَ أَصبَحَ في المَقابِرِ ثاوِياً / عُمَرٌ وَشُقَّ لِواؤُهُ المَنصوبُ
وَبَكَيتُ إِذ بَكَتِ العَتيكُ لِبَدرِها / أَودى فَبَدرُ سَمائِها مَسلوبُ
يا وَيحَ فاطِمَةَ الَّتي فُجِعَت بِهِ / وَتَشَقَّقَت مِنها عَلَيهِ جُيوبُ
إِنّي لَأَعلَمُ إِذ تَضَمَّنَهُ الثَرى / أَن سَوفَ تَكمُدُ بَعدَهُ وَتَذوبُ
وَظَلِلتُ أَندُبُ سَيفَ آلِ مُحَمَّدٍ / عُمَراً وَجَلَّ هُنالِكَ المَندوبُ
فَعَلَيكَ يا عُمَرُ السَلامُ فَإِنَّنا / باكوكَ ما هَبَّت صَباً وَجَنوبُ
كَثُرَ الحَميرُ وَقَد أَرى في صُحبَتي
كَثُرَ الحَميرُ وَقَد أَرى في صُحبَتي / مِنهُنَّ أَقمَرَ مُنعِجاً بِالراكِبِ
يَعدو فَيَضرُطُ مِن نَشاطٍ عارِمٍ / سَبعينَ أَو مِئَةً حِسابَ الحاسِبِ
وَإِذا تَمَرَّغَ عَدَّ أَلفاً كامِلاً / يَدَعُ المَراغَةَ مِثلَ أَمسِ الذاهِبِ
أَشِرٌ بِبِطنَتِهِ يُرامِحُ مَن دَنا / ضَخمُ المَقَدِّ شَديدُ شَغبِ الشاغِبِ
يَلقاكَ إِن لَقِيَ اللِجامَ بِسُحرَةٍ / يَكفيكَ مِن حُزَمِ الأَجيرِ الحاطِبِ
إِن قامَ يُسرِجُهُ الغُلامُ زَجَرتُهُ / لِزِيادَةٍ مِنهُ وَحَقٍّ واجِبِ
خَلَّيتُ مَركَبَهُ وَرُحتُ لِحاجَتي / مَشياً يُكَلِّفُني لُغوبَ اللاغِبِ
وَأَرى الصَحابَةَ شيعَتَينِ فَمِنهُما / أُنسٌ وَبَعضُهُمُ غُبورَةُ حالِبِ
وَلَقَد مَشَيتُ عَنِ الحِمارِ تَكَرُّماً / وَالمَشيُ أَكرَمُ مِن رُكوبِ الصاحِبِ
عَجِلُ الرُكوبِ إِذا اِعتَرَتهُ نافِضٌ
عَجِلُ الرُكوبِ إِذا اِعتَرَتهُ نافِضٌ / فَإِذا أَفاقَ فَلَيسَ بِالرَكّابِ
وَتَراهُ بَعدَ ثَلاثَ عَشرَةَ قائِماً / مِثلَ المُؤَذِّنَ شَكَّ يَومَ سَحابِ
يَتَنَفَّسُ الصُعَداءَ عِندَ مُراسِلٍ / وَيَكادُ يَخلَعُ جِلدَةَ الكَعّابِ
أَعدَدتِ لي عَتباً بِحُبِّكُمُ
أَعدَدتِ لي عَتباً بِحُبِّكُمُ / يا عَبدَ طالَ بِحُبِّكُم عَتبي
وَلَقَد تَعَرَّضَ لي خَيالُكُمُ / في القِرطِ وَالخِلخالِ وَالقُلبِ
فَشَرِبتُ غَيرَ مُباشِرٍ حَرَجا / بِرُضابِ أَشنَبَ بارِدٍ عَذبِ
وَإِذا عَريتَ فَلا تَكُن جَشِعاً
وَإِذا عَريتَ فَلا تَكُن جَشِعاً / تَسمو لِغَثِّ الكَسبِ تَكسِبُه
وَرَضيتُ مِن طولِ العَناءِ بِيَأسِهِ
وَرَضيتُ مِن طولِ العَناءِ بِيَأسِهِ / وَاليَأسُ أَيسَرُ مِن عِداتِ الكاذِبِ
إِنّي مَدَحتُكَ كاذِباً فَأَثَبتَني
إِنّي مَدَحتُكَ كاذِباً فَأَثَبتَني / لَمّا مَدَحتُكَ ما يُثابُ الكاذِبُ
الصِدقُ أَفضَلُ ما حَضَرتَ بِهِ
الصِدقُ أَفضَلُ ما حَضَرتَ بِهِ / وَلَرُبَّما ضَرَّ الفَتى كَذِبُه