القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : مُحْيي الدّين بنُ عَرَبي الكل
المجموع : 4
زمنٌ يمرّ بقوّتي وشبابي
زمنٌ يمرّ بقوّتي وشبابي / قصداً ليلحقني بدارِ تبابِ
فيحلُّ تركيبي ويفسد صورتي / بالفعلِ تحت جنادل وتراب
فاعجب لبعدٍ فيه قربُ مسافةٍ / قد حال ما بيني وبين صحابي
إني أقمتُ حبيسَبيتٍ مُوحشٍ / في غايةِ الشوقِ إلى الأحبابِ
مستنظراً متهيئاً للقاءِ من / يؤتى إليَّ به منَ الغيابِ
لكن على كرهٍ يكون مجيئهم / فهو همُ في رؤيتي بأيابِ
إني لأسمعهم وإن خَفَتُوا بما / نعطَقوا وما أستطيع ردَّ جوابِ
ويكون ما كتبتْ يداي وما به / نطقُ اللسانِ مقيداً بكتاب
حتى تُجازى كلُّ نفسٍ سعيها / يومَ الوقوفِ عليه يومَ حسابِ
فيُجازى بالإحسانُ حسناً والذي / هو سيءٌ يعفو وينظر ما بي
ظني به ظنٌ جميلٌ ما أنا / في الظنِّ بالرحمن بالمرتاب
إني رضيعٌ ما فطمت لجودِه / كيف الفِطام وما وقفتُ بباب
الجودُ أمي والرضاعة مسكني / وجميع ما عندي من الوهاب
إن سيرت صمّ الجبال سراباً
إن سيرت صمّ الجبال سراباً / وتفتحت أفلاكها أبوابا
يبدو لنا من لم تزل سبحاته / تفني الحجابَ وتحرقُ الحجابا
فعرفته بالنفي لم أعرفه بالإ / ثبات ما إنْ لم أكن مرتابا
فأذاقني من حيرة قامتْ بنا / لشهودِه في الأكثرين عَذابا
فلبثت في نار الطبيعة عنده / من أجل هذا مدَّةً أحقابا
لما خصصت الأكثرين ولم أقل / عم الوجودَ مظاهر أكبابا
إني طمعت من الشهودِ مطاعما / وشربتُ ماءَ المعصراتِ شرابا
وشهدته في غيرِ صورةِ عقدنا / فرأيتُ أمراً في الشهود عجابا
فوددت اني لم أزل في غيبة / في غيبِه أو لا أزالُ تُرابا
فدعا بديوانِ الوجودِ ورأسه / عند التقي وأرادَ منه حسابا
فأجابه لما دعاه ملبِّياً / سَمعاً وطوعاً ثم قال صَوابا
أوحى إليه أن اتخذ دارَ الشقا / للمسرفينَ المجرمين مآبا
جلَّ الإله الحقُّ إجلاله / قدساً وتعظيماً وعزَّ جنابا
فإذا أتته من المهيمنِ تحفةٌ / قطع الثيابَ وقطعَ الأسبابا
إني لأعلم أن شيئاً ما هنا
إني لأعلم أن شيئاً ما هنا / ويقالُ لي ما أنت عنه بغائبِ
وتحقق الأمرين عبدٌ مؤمنٌ / بمغيبة عنا وقولُ الصاحبِ
فتراه في هذا وذاك مقلِّداً / والقولُ بالحكمين ضربةُ لازبِ
كالنفي في الرمي الذي شهدوا له / ثبتاً من الرامي الإمام النائب
لا يمترون ولا يشك بأنه / لم يرمِ إلا الحق في يد حاجب
فالحكم في هذا وذاك كمثله / في قصة المغصوب مع يد غاضب
دور غريب ليس يعرف سرَّه / إلا الذي يأتي بصورة ذاهب
طلبت ذَلولُ عزيزها لتزيله
طلبت ذَلولُ عزيزها لتزيله / عن ظهرها كرماً به فأجابا
عن إذن خالقها دعتْه لنفسها / فلذاك لبى طائعاً وأنابا
قد ألبسته من الترابِ لغيرة / قامت بها حباً له جلبابا
مما تحب مقامه في بطنها / ألقتْ عليه جنادلاً وترابا
حتى يقيم بها إلى اليوم الذي / يُدعى ليحضر موقفاً وحسابا
فيفوز بالخير الأعم ويعتلى / نحو الكثيب ليبصر الأحبابا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025