القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : إِبْراهيم ناجِي الكل
المجموع : 8
بي ما تحسّ وفي فؤادك ما بي
بي ما تحسّ وفي فؤادك ما بي / فتَعال نبكِ أيا نجيَّ شبابي
تجري الدموع وأنتَ دَانٍ واصلٌ / كمسيلهن وأنتَ في الغيَّابِ
أنكرت بي ناري عشية لامَسَت / شفتاي مِنك أنامل العنابِ
وجرت يميني في غَزيرٍ حالكٍ / مسترسل كالجدول المنسابِ
وسألت ما صمتي وما إطراقتي / وعَلامَ ظلَّت حيرة المرتابِ
أقبل أذقني ما اليقين وهاته / خلواً من الآلام والأوصابِ
أقبل لأقسم في حياتي مرةً / إن الذي أُسقاه ليس بصابِ
لهفي على هذا اليقين وطعمه / بفمي وتكذيبي شهيَّ شرابي
من أنتَ من أي العوالم ساحرٌ / مستأثر بأعنة الألبابِ
حدَّثت نفسي إذ رأيتُكَ بادياً / وأطَلت تسآلي بغير جوابِ
ما يصنع الملك الطهور بعالَمٍ / فانٍ وأيَّامٍ كلمع سرابِ
ما يصنع الأبرار بالأرض التي / ساوت من الأبرار والأوشابِ
دوَّارةً أبدَ السنين كعهدِها / من ليل آثامٍ لصبح متابِ
تغلو الحياة بها إلى أن تنتهي / عند التراب رخيصة كترابِ
يا هيكل الحسن المبارَك ركنه / الساحر النور الطهور رحابِ
لا صدقَ إلا في لهيبك وحده / وجلاله الباقي على الأحقابِ
قدمتُ قرباني إليك بقية / من مهجة ضاعت على الأحبابِ
وأَذبتُ جوهَرهَا فدَاءَ نَوَاظِر / قُدسِيَّةٍ عُلويّةِ المحرابِ
قل للذين بَكَوا على شوقي
قل للذين بَكَوا على شوقي / النادبين مصارع الشُّهبِ
والهفَتاهُ لمصر والشَّرق / ولدولة الأشعار والأدبِ
دنيا تَقَرُّ اليومَ في لحدٍ / وصحيفةٌ طُويت من المجدِ
ومُسافرٌ ماضٍ إلى الخلد / سَبَقَتهُ آلاءٌ بلا عَدِّ
هذا ثَرى مصرَ الكريمُ وكم / أكرمتَهُ وأشدتَ بالذكرِ
يلقاك في عطفِ الحبيبِ فنم / في النور لا في ظُلمةِ القبرِ
كم من دفينٍ رحتَ تحييهِ / وبَعثتَهُ وكَففتَ غُربَتَهُ
فاحلل عليه مكرَّماً فيه / يا طالما قَدَّست تُربتَهُ
يا نازلَ الصحراء موحشةً / ريَّانةً بالصمت والعدمِ
سالت بها العبرات مجهشةً / وجَرت بها الأحزان من قدمِ
هذا طريق قد ألفناهُ / نمشي وراءَ مُشَيَّعٍ غالِ
كم من حبيب قد بكيناهُ / لم يُمحَ من خلدٍ ولا بالِ
وكأنَّ يومك في فجيعته / هو أول الأيامِ في الشَّجنِ
وكأنَّما الباكي بدمعتهِ / ما ذاق قبلك لوعةَ الحزنِ
فاذهب كما ذهب النهار مضى / قد شيَّعَته مدامعُ الشفق
واغرب كما غرب الشعاع قضى / رفّت عليه جوانح الغسق
ما كنت إلاَّ أمةً ذهَبت / والعبقريَّة أمَّةُ الأمَم
أو شُعلة أبصارنا خلبت / ومنارة نُصبَت على عَلَمِ
يا راقداً قد بات في مَثوىً / بَعُدَت به الدُّنيا وما بَعُدَا
أين النجوم أصوغ ما أهوى / شعراً كشعرك خالداً أبدَا
لكنَّ حزني لو علمت به / لم يُبقِ لي صبراً ولا جُهدَا
فاعذر إلى يومٍ نفيك به / حقَّ النبوغ ونذكر المجدَا
وطنٌ دعا وفتى أجاب
وطنٌ دعا وفتى أجاب / بوركت يا عزم الشباب
يا فتية النيل المسا / لم والكريم بلا حساب
جناته مرآتكم / ولكم خلائقها العِذاب
ولكم جمال الزهرِ رف / فَ على الأماليد الرطاب
ولكم فؤاد النهر رق / على المحاني والشعاب
يمضي فيضحك للسهو / لِ ولا يضن على الهضاب
حتى إذا نادتكم ال / أوطان والوادي أهاب
حتى إذا طغت الكوا / رث واستفزكم العذاب
أصبحتم كالغيل تح / ميه الليوث بألف ناب
قل للشباب اليوم يو / مكم الأغر المستطاب
اليوم يبدو حبّ مِص / ر فلا خفاءَ ولا حِجاب
إن كان إثماً يا شبا / بُ فلا رجوع ولا متاب
الله ينظر والليا / لي عندها لكم الحساب
والعهد في القلب المصا / بر والأمانة في الرقاب
هاتوا الفدا الغالي لمص / ر وأرخوه كالتراب
المال والأرواح كل / ل ضحيةٍ ولها ثواب
أقبلتُ أطرق منزل الأحباب
أقبلتُ أطرق منزل الأحباب / ودسست هذا الشّعر تحت الباب
أترى أكون بثثت شوقي كله / وشرحت حالي يا أولي الألباب
يا جارة الوادي إذ الوادي أخي / وكريم إحسان ولطف صحاب
قسماً بموصول المودة بيننا / هذي الزيارة لم تكن بحسابي
قد يجمع الله الشتيت ويلتقي / ناءٍ بناءٍ بعد طول غياب
يا هاجِري يا من هجرتَ بلا سبب
يا هاجِري يا من هجرتَ بلا سبب /
أترى العقاب بغير إثم قد وجب /
عجباً لقرص الشمس في البيت احتجب /
عجباً لأعجب ما يكون من العجب /
بي ما تحس وفي فؤادِكَ ما بي
بي ما تحس وفي فؤادِكَ ما بي / فتعالَ نبكي يا نجيَّ شبابي
تجري الدموعُ وأنت دانٍ واصلٌ / كمسيلِهنَّ وأنتَ في الغُيَّابِ
أنكرتَ بي ناري عشيةَ لامست / شفتاي منك أناملَ العنابِ
ومشت يميني في غزيرٍ حالكٍ / مسترسلٍ كالجدولِ المنسابِ
وسألت ما صمتي وما إطراقتي / وعلامَ ظلَّت حيرةُ المرتابِ
أقبل أذقني ما اليقينُ وهاته / خلواً من الآلامِ غيرَ مُشَابِ
أقبل لأقسمَ في حياتي مرةً / إنَّ الذي أسقاه ليسَ بصابِ
لهفي على هذا اليقينِ وطعمه / بفمي وتكذيبي شهيَّ شرابي
من أنتَ من أي العوالمِ ساحرٌ / مستأثر بأعنَّةِ الألبابِ
مهلاً سليلَ النور ما هذي الدنى / أبداً مكان جلاَلكَ الخلابِ
حدثتُ نفسي إذ رأيتك بادياً / وأطَلت تسآلي بغيرِ جوابِ
ما يصنع المَلَكُ الطهورُ بعالمٍ / فانٍ وأيامٍ كلمع سرابِ
ما يصنعُ الأبرارُ في الأرض التي / ساوت من الأبرارِ والأوشابِ
دوارةً أبدَ السنينِ كعهدها / من ليلِ آثامٍ لصبحِ مَتَابِ
تغلو الحياة بها إلى أن تَنتهي / عندَ الترابِ رخيصة كترابِ
أغفر خليلي الشكَّ في الرؤيا التي / ملكت عليَّ مَشاعِري وصَوابي
يا طالما ضجَّ الفؤادُ من المنى / وشَكا التماعَ سرابِها الكذَّابِ
يا هَيكل الحسنِ المباركِ ركنُه / الساحرَ النورِ الطهورَ رحابِ
لا صِدقَ إلا في لهيبِكَ وحده / وجلاله الباقي على الأحقابِ
قدمتُ قرباني إليه بقيةً / من مهجةٍ تَلفت على الأحبابِ
فإذا سمحت دفعت فيه دماءها / ورجعتُ أحمدُ من ذراكَ مآبي
وأذبتُ جوهرها فداءَ نواظرٍ / علويةٍ قدسيةِ المحرابِ
طَلِّق شجونَكَ في ثرى الأحبابِ
طَلِّق شجونَكَ في ثرى الأحبابِ / وانثر دموعَ العينِ دون حسابِ
لم لا تفيضُ مدامعاً ومواجعاً / لصديقكَ الثاوي بغيرِ مآبِ
يا لوعة الدنيا وراء مودع / يمضي إلى الأخرى بألفِ نوابِ
أسفاً لنصر الدين أينَ جنانُه / وحنانُه الشافي من الأوصابِ
ويدٌ كعيسى كم شَفَت من علةٍ / وأَست صريعَ وجيعةٍ وعذابِ
يجتمعُ الشاكونَ ملءَ رحابِه / متوافدينَ على أَبرِّ رحابِ
فيظل يدفع عنهم شبح الردى / ويردُّ ردَّ الواثق الغلابِ
ما كان في وهمٍ ولا في خاطرٍ / أنَّ الرَّدَى لطبيبهم بالبابِ
أو هكذا الدنيا وذاكَ مآلُهَا / أسفاً لغادرةٍ كلمعِ سرابِ
تغلو الحياةُ بها إلى أن تنتهي / عندَ التراب رخيصةً كترابِ
أو هكذا الدنيا وذاك مآلُهَا / أوَ ذاكَ وعدُ خيالِهَا الكذابِ
أملٌ على أملٍ وآخرةُ المنى / نومٌ على نومٍ مَدَى الأحقابِ
يا أيها الثاوي المكفّنُ بالرِّضا / ما يصنعُ الملكَانِ يومَ حسابِ
أيُّ الحساب لذاهبٍ وحياتُه / علوية قدسيةُ المحرابِ
فُتحَت له الجنات واحتفلَ ال / ملائكُ بالطهورِ الصادقِ الأوابِ
أمسيتَ قُربَ الحقِّ فاسمع صوتَه / ذَهَبَ الحِمامُ بحيرةِ المرتابِ
وخلعتَ ثوبَ العيشِ وهو مهلهلٌ / فالبس كما تهوَى جديدَ شبابِ
واظفر بنورِ الخلدِ قد بُلغته / أنتَ الجديرُ بمجدِه الخلابِ
قَدِّم لبسيوني قريضَكَ واعتذر
قَدِّم لبسيوني قريضَكَ واعتذر / غُرَرُ القريضِ أقلُّ ما يجزى بِه
لكنه زهرُ المحبِّ وورده / وتحيةُ الوافي إلى أصحابِه
إن كانَ يومُكَ ذا فإني شاربٌ / كأسَ السرور ومنتشٍ بحبابِه
اليومَ يوم للأحبةِ كلِّها / فَدعِ الصديقَ يُثبكَ ممَّا به
لو زعَّمُوكَ على الشباب جعلتَه / كالسيلِ يزخر في قويِّ عبابِهِ
كم وقفةٍ لك بيننَا في مجلسٍ / أقسمتُ كنتَ به شبابَ شبابِهِ
خيلتُ سعداً في قويِّ بيانِه / ورأيتُ قسا في حماسِ خطابِهِ
لا تذكرنَّ ليَ السنينَ وعدها / العمرُ يقدرُ بالفعالِ النابِهِ
كم لمسةٍ سوداءَ تعلو هامة / شاخت وأدركها البلى بخرابِهِ
كم لمسةٍ مثل النهارِ أشعةً / هي قبلةُ الساري ونورُ ركابِهِ
كالأفقِ مبيضُّ الغمائمِ مشرقٌ / والشمسُ تلمعُ من وراءِ سحابِهِ
يا رُبَّ طودٍ بالثلوج متَوَّجٍ / ما مسَّت الدنيا جديد إهابِهِ
سجد الربيعُ مكبراً لجلاله / وتلفَّتَ الوادي بخضرِ هضابِهِ
لِمَ لا يكرمُ ذلك الليث الذي / جَمَعَ الضراغمَ كلها في غابِهِ
مهما يَدُر بالشرقِ خطبٌ تلقهم / في ظله وتراهُمُ في بابِهِ
فترى فلسطينَ الشهيدةَ عنده / وترى العراقَ لدى كريمِ رحابِهِ
لو يستطيعُ مشَى لك الفضلُ الذي / قضيت عمركَ في ارتيادِ شرابِهِ
ومشَى إلى تكريمِكَ الوطنُ الذي / لولا التقَى صليتَ في محرابِهِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025