المجموع : 7
رأت الغزالةُ في السماء غزالةً
رأت الغزالةُ في السماء غزالةً / في الأرض يبهرُ حُسنُها الألبابا
فاستحسنتها في النقابِ وقد بَدَت / وقتاً فصيرتِ الكسوفَ نقابا
أما قويقُ فلا عدتهُ مزنةٌ
أما قويقُ فلا عدتهُ مزنةٌ / من خدرِها برزَ الغمامُ الصيِّبُ
نهرٌ لأبناءِ الصبابةِ معشَقٌ / فيه وللصادي الملوَّح مشرَبُ
لا زال يدرمُ تحت وَسقِ مكلّلٍ / عممٍ يُقدِّحُ منكبيه وينكب
مما تمناهُ الربيعُ لريّه / أيامَ ظِمءِ رياضِهِ لا تقرب
فردُ الربابِ يقولُ شائمُ برقهِ / من أين رُفِّع ذا الغريقُ المهدب
والغيثُ في كِلَلِ السحابِ كأنه / ملكٌ بقاصيةِ الرواقِ مُحَجَّب
صَخِبُ الرعودِ وإنما هي ألسنٌ / فأمرُّهنَّ اللوذعيُّ المسهب
راعي الضحى في حينِ غرَّةِ أمنِهِ / فسناه مخطوفُ الإضاءةِ أكهب
جذلان إن هتكَ اللثامَ بدا له / خدٌ بجاديِّ البوارقِ مُذهَب
والأرضُ حاسرةٌ تودُّ لو أنها / مما يحبّرهُ الربيعُ تجلبَبُ
دَنِفٌ بحمصَ وبالعراقِ طبيبُهُ
دَنِفٌ بحمصَ وبالعراقِ طبيبُهُ / يُضنيهِ عند بعادُهُ ويذيبُهُ
ما ناله إلا الذي هو أهلُهُ / إذ غاب عن بلدٍ وفيه حبيبه
لزم السهادَ تحيُّراً وتلدُّداً / وتأسفاً إذ أوبقته ذنوبه
زعم الفراقَ دعا به فأجابه / ونعم دعاه فَلِم أرادَ يُجيبه
أما وقد خيمتُ وسط الغابِ
أما وقد خيمتُ وسط الغابِ / فليقسونَّ على الزمانِ عتابي
يترنَّم الفولاذُ دون مُخيمي / وتزعزعُ الخرصان دون قبابي
وإذا بنيتُ على الثنيةِ خيمةً / شُدَّت إلى كسرِ القنا أطنابي
وتقوم دوني فتيةٌ من طيءٍ / لم تلتبس أثوابُهُم بالعاب
يتناثرون على الصريخِ كأنهم / يدعونَ نحو غنائمٍ ونهاب
من كل أهرت يرتمي حملاقه / بالجمرِ يوم تسايفٍ وضراب
يهديهم حسانُ يحملُ بزهُ / جرداءُ تعليه جناح عقاب
يجري الحياءُ على أسرَّةِ وجهه / جريَ الفرندِ بصارمٍ قَضَّاب
كرَمٌ يشقُّ على التلادِ وعزمُةٌ / يغتالُ بادِرُها الهزبرَ الضابي
ولقد نظرتُ إليك يا ابن مفرّجٍ / في منظرٍ ملءِ الزمان عجاب
والموتُ ملتف الذوائبِ بالقنا / والحربُ سافرةٌ بغير نقاب
فرأيت وجهك مثل سيفك ضاحكاً / والذعرُ يُلبسُ أوجهاً بتراب
ورأيت بيتكَ للضيوفِ ممهداً / فسِحَ الظلالِ مرفَّع الأبوابِ
يا طيءَ الخيراتِ بين خلالكم / أمنُ الشريدِ وهمَّةُ الطلاب
سُمِكَت خيامُكُم بأسنمةِ الربى / مرفوعةً للطارق المنتاب
وتدلُّ ضيفَكم عليكم أنؤُرٌ / شُبَّت بأجذالٍ قُهِرنَ صعاب
متبرجاتٌ باليَفَاعِ وبعضهم / بالجزع يكفرُ ضوءهُ بحجاب
كلأتكم ممن يعادي هيبةٌ / أغنتكمُ عن رقبةٍ وجناب
فيسير جيشكمُ بغيرِ طليعةٍ / ويبيتُ حيكمُ بغيرِ كلاب
تتهيبون وليس فيكم هائبٌ / وتوثبونَ على الردى الوثاب
ولكم إذا اختصم الوشيجُ لباقةٌ / بالطعن فوق لباقةِ الكتاب
فالرمحُ ما لم ترسلوه أخطلٌ / والسيفُ ما لم تُعملوه ناب
يا معنُ قد أقررتمُ عينَ العلا / بي مذ وصلتُ بحبلكم أسبابي
جاورتكم فملأتمُ عيني الكرى / وجوانحي بغرائبِ الاطراب
من بعدِ ذعرٍ كان أحفزَ متحكماً / حُكمَ العزيزِ على الذليلِ الكابي
فليهنه مِنَنٌ على متنزّهٍ / لسوى مواهبِ ذي المعارجِ آبي
قد كان من حُكمٍ الصنائع شامساً / فاقتاده بصنيعةٍ من عاب
فلأنظمنَّ له عقودَ محامدٍ / تبقى جواهرها على الأحقاب
لا جاد غيركم الربيعُ ولا مرت / غزرُ اللقاحِ لغيركم بحلابِ
أنا ذاكرُ الرجل المندد ذكره / كالطودِ حُلِّي جيده بشهاب
ولقد رجوتُ ولليالي دولةٌ / أني أجازيكم بخير ثواب
كم تستحمُّ العينُ فيكِ بمائِها
كم تستحمُّ العينُ فيكِ بمائِها / حتى كأنَّ بها جنونَ المذهبِ
إن كان نالكِ مؤلمٌ من عقربٍ / فالبدرُ ممتحَنٌ ببرجِ العقرب
كتب المشيبُ سجلَّ أم
كتب المشيبُ سجلَّ أم / نِ للعيون وللرقيبِ
فليعرفنَّ به الأحبّ / ةُ حُسنَ عهدكَ بالمغيب
أفليس أولُ وَصلِه / من يومِ هجرانِ الحبيب
يا ويحَ مسكةِ عارضٍ / خُضِبَت بكافورِ المشيب
وأحالَ بردُ مزاجِهِ / نارَ الصبا بعدَ اللهيب
قالوا كسوفُ الشمسِ مقترب
قالوا كسوفُ الشمسِ مقترب / قلت ادخرتُ لدفعِ نائبها
ثِقَتي بكاسفها وكاشفها / وبفضلِ ماحيها وكاسبها
من لو يشاءُ أعادَ مشرقَها / متبسّماً لكَ من مغاربها
هي شعلةٌ من نوره فإذا / ما شاءَ أظلم أو أضاءَ بها