المجموع : 13
والرومُ قد أقعَت على الخضراء كال
والرومُ قد أقعَت على الخضراء كال / أُسدِ الضَّوارِي يرتقبن وثوبا
عشرينَ شهراً في حروب جَمَّةٍ / ما زالَ فيهم حزبهم مَحرُوبا
يا ناصرِي مَن جاءَ بالصِّدق اصبروا / فالرومُ تَحمِي دِينَها الكذُوبَا
حاشاكُمُ يا عابدِي الرَّحمن أن / تضهِنوا لِقَومٍ يَعبُدونَ صَلِيبا
فالدين مَنصُورٌ ولكن نَصرُهُ / قد صَيَّرَتهُ ذُنُوبنا مَحجُوبا
والحَقُّ يَدمَغُ باطِلا لَو لَم يَكُن / حَقاً بأهواءِ النُّفُوسِ مَشُوبا
تُوبُوا عبادَ الله تَوبَةَ مُخلِصٍ / لِلّهِ تَمحُو بالمتَابِ الحُوبا
واستقبلوا للنَّصرِ وَجهاً مُبدِياً / فَتحاً كما وَصَفَ الكِتَابُ قَرِيبا
وتوسَّلُوا بالمصطفى وبآلِهِ
وتوسَّلُوا بالمصطفى وبآلِهِ / إن شُئتُم التَّيسِيرَ والترحيبَا
لا جاه نَعدِلُهُ بجاهِ مُحَمَّدٍ / يَجلُو كُرُوباُ أو يَفِلُّ خُطوبَا
عيدٌ أظلَّكَ في الرمالِ غَرِيبَا
عيدٌ أظلَّكَ في الرمالِ غَرِيبَا / تتجاذَبُ الأشواقُ فيه قُلُوبَا
فأرى بعين البكر فيه أحِبَّتِي / يتطارحون من الشجونِ ضُروبَا
لا يلبثُ الشوقُ المبرح لمحةً / حتى يَمُرَّ إليهمُ ويؤوبَا
فتراهُ خَطفَةَ بَارقٍ سُرعَانَ ما / شَمِلً الشَّمَالَ سَناً أضاءَ جَنوبَا
أذكى لهيباً من زفيرٍ صاعدٍ / فانهَلَّ ماءُ العينِ مِنهُ صَبِيبَا
أذكرتني يا عيدُ أعياداً مَضَت / بلَّغت منها قَصدِيَ المرغوبَا
فجمعتَ شملاً للأحبَّة نَاظِماً / ولبست بُرداً للسُرور قَشِيبَا
وفتحتَ باباً للبشائِرِ شارِعاً / وهصَرتَ غُصناً للدنوِّ رَطِيبَا
يا سيدي عَلَمَ القضاة إليكها / وجدت مَجالاً للكلامِ رَحِيبَا
يا وارثاً بالعلم والنَّسبِ الرِّضَا / فَلأَنتَ أوفَرُ وارِثِيهِ نَصِيبَا
فَبَعثتُهَا لتجدِّدَ العَهدَ الذي / ما زالَ يَحفَظُ مَشهَداً ومَغِيبَا
أقسَمتُ ما أبصَرتُ مِثلَكَ فاضلاً / قَد أحرَزَ المورُوثَ والمكسُوبَا
لي فيكَ حُبٌ صادقٌ ألقَى به / عِندَ الرَّسُولِ البشرَ والتَّقرِيبَا
بَعدَ المَزَارُ فلا تَسَل عن غُربَةٍ / قد أوحَشَت قَلباً بها مقلوباً
وعليكَ يا معنى الكمالِ تحيةً / كالمسكِ قد ملأ المَسَالِكَ طِيبَا
أما شُعوبٌ فخيّمَت بشعابِ
أما شُعوبٌ فخيّمَت بشعابِ / فسطت عليَّ وقطّعت أسبابِي
لم يكفها أنّي فقدت شبيبتي / وكفى به رزءاً فراقُ شبابِي
حتى رَمَتنِي صائباتُ سِهَامِهَا / بعد الصِّبا بتفاقُدِ الأحبابِ
مدَّت إليّ يَمينَهَا وشِمَالَهَا / صلة القطوع وهَجمَةَ النّهَاب
فاستأصلت أصلِي وفرعي أهلَكَت / أبويَّ ثم تعقَّبَت أعقابِي
لِلّهِ ذاكَ القبرُ ماذا ضمَّ مِن / فَضلِ الحِجَى ومحاسنِ الآدابِ
وسماحةٍ ورجاحةٍ وأمانةٍ / وصيانةٍ وطهارةِ الأثوابِ
وشمائل مرضيّة معسُولَةٍ / كالشُهدِ ممزوجاً بماءِ سحابِ
كُن في كفالةِ أحمدٍ خيرِ الوَرَى / فَلَنَا به زُلفَى وحُسنُ مآبِ
وتغمدتكَ من المهَيمِنِ رحمةٌ / فَلَنَا به زُلفَى وحُسنُ مآبِ
حتى أراكَ مُكَرَّماً ومنعَّماً / في الخُلدِ بين كواعب أترابِ
إن شئتَ أبدَت رقةً وملاحةً
إن شئتَ أبدَت رقةً وملاحةً / فكأنَّما هُزمَ الحسامُ المقضَبُ
لعلقت منها ذات حسن معجب / صادت فؤادي بالتي هي أعجب
فكأنما هي روضة قد جادها
فكأنما هي روضة قد جادها / من عارض البكر الغمام الصيب
فتفتح النوار في ساحاتها / فمدبج ومفضّض ومذهّب
وتبدّلت من أنسها لك وحشة
وتبدّلت من أنسها لك وحشة / فغدت تصب عليك سوط عذاب
كن في كفالة أحمد خير الورى
كن في كفالة أحمد خير الورى / فلنا به زلفى وحسن مآب
حتى أراكَ مكرّماً ومنعّماً / في الخلد بين كواعب أتراث
أو يسمع القالي نوادرها التي
أو يسمع القالي نوادرها التي / راقت حلى كانت إليه تحبّب
وتنافس القدماء فيها أيّهم
وتنافس القدماء فيها أيّهم / تعزى إليه يشجب أو يعرب
وعليك يا معنى الكمال تحية
وعليك يا معنى الكمال تحية / كالمسك قد ملأ المسالك طيبا
وبرئت من قلبي إذا ما لم يذب
وبرئت من قلبي إذا ما لم يذب / أسفاً على ذاك الجواد الكابِ
وبرئت من جفني إذا ما لم يصب / بمدامع منهلة التسكابِ
فكأنما هي روضة قد جادها
فكأنما هي روضة قد جادها / من عارض البكر الغمام الصيب
فتفتح النوار في ساحاتها / فمدبّج ومفضض ومذهّب
أقسم لو أن قد تقادم عهدها / كانت بها الأمثال دأباً تضرب