يا دار جد ثراك كل سحاب
يا دار جد ثراك كل سحاب / دان عليك لذيله سحاب
وحبيت ربك من حبي باكر / زجل الرواعد ضاحك صخاب
فلقد قسمت العيش فيك معدلا / قسمين بين صبابة وتصابي
أيام أوقفني الهوى بك وقفة / أفضي العتاب بها إلى الأعتابِ
أيام فودي فأحم يصبي الدمى / جون وبازي ما أطار غرابي
أيام لا طرف المشيب مردد / نحوي ولا طرف الشبيبة كأبي
أيام زرت الخمر في حاناتها / وغدوت زير كواعب أترابِ
من كل من لولا عذوبة ثغرها / لم أستطب فيها أَليم عذابي
محجوبة لم تنتقب وجناتها / إذ هن من ورد الحيا بنقابِ
كالظبية الجيداء لولا ما بها / من صمت خلخال ونطق حقابِ
جمعت لنا من خدها وبنانها / بين الشقيق الغض والعنابِ
لله سرب مها شجاني بعده / فبكيته بمدامع أسرابِ
لما سللن ظبي اللحاظ ظباؤه / وقصدن قتلي كن غير نوابي
فكأنهن صاء رأي محمد / مجد الملوك الماجد الوهابِ
المستضاء برايه وروائِهِ / في كل خطب حالك الجلبابِ
أثرى الورى في الفخر تربة منصب / زاك وأجرى الناس سيل شعابِ
غيث تقهقه للعفاة رعوده / ليت تقمهقر عنه ليث الغابِ
طلق اليدين سلاحه وسماحه / هلك البغاة وبغية الطلابِ
ندب فريد السخط مشفوع الرضا / عاري أديم العرض من أندابِ
في الحرب فتاك فإن سكن الوغى / لاحت عليه سكينة الأوابِ
ولاح أندية المكارم والندى / فراج خطب فادح بخطابِ
لا سر به يوم الحفاظ مروع / كلا ولا جدواه لمع سرابِ
هذا ورب كتيبة ملومة / شعواء فرق شملها بكتابِ
يقظان تلحقه بآجال العدا / قب البطون لواحق الأقرالبِ
ومبيدهم قسرا بكل مهند / يعري فيغمد في طلي ورقابِ
آيات من يقني ويفني دائما / ما بين عفو لا يني وعقابِ
ما الروض مطلول أربَّ بنوره / واهي الكلى ذو هيدب وربابِ
رقم النسيم الرطب ماء غديره / فأراك بُرد الأرقم المنسابِ
وافتر ثغر الأقحوان بجوه / فذكرت مبسم زينب وربابِ
يوما بأطيب منك يا عضد الهدى / والدين فرع أرومة ونصابِ
يا ابن المظفر دم كذا مستعدا / بالشهر بل بالسهر والأحقابِ
واسلم على رغم الحسود مخلدا / جم الندى ضربا بلا إضرابِ