القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ هانِئ الأَندَلُسِي الكل
المجموع : 4
كَذبَ السلوُّ العِشقُ أيَسرُ مركبا
كَذبَ السلوُّ العِشقُ أيَسرُ مركبا / ومنيّةُ العُشّاقِ أهْوَنُ مَطلبا
مَنْ راقَبَ المِقدارَ لم يرَ معْركاً / أشِباً ويوْماً بالسَّنَوَّرِ أكْهَبا
وكتائِباً تُرْدي غواربَها القَنا / وفوارساً تَغْدى صَوالجَها الظُّبى
لا يورِدونَ الماءَ سُنْبُكَ سابحٍ / أو يَكتسي بدم الفوارِسِ طُحلُبا
لا يركُضونَ فؤادَ صَبٍّ هائمٍ / إن لم يُسَمّوه الجَوادَ السَّلْهَبا
حتى إذا ملكوا أعنّتَنا هَوىً / صرَفوا إلى البُهَم العِتاق الشُّزَّبا
رَبِذاً فخَيْفاناً فيعبُوباً فذا / شِيَةٍ أغَرّ فمُنْعَلاً فمجنَّبا
قد أطفأُوا بالدُّهْمِ منها فجْرَهمْ / فتكوّرَتْ شمسُ النهار تغضُّبا
واستأنَفوا بشِياتِها فجْراً فلو / عقَدوا نواصِيَها أعادوا الغَيْهبا
في مَعْرَكٍ جَنَبوا به عُشّاقَهم / طَوعاً وكنتُ أنا الذلولَ المُصْحَبا
لبسوا الصِّقال على الخدود مفضَّضاً / والسابريَّ على المناكب مُذهَبا
وتضوّعَ الكافورُ من أرْدانهمْ / عَبقاً فظنّوه عَجاجاً أشهبا
حتى إذا نَبَذوا الصّوارِمَ بينَهُم / قِطَعاً وسُمْرَ الزّاغبيّةِ أكعُبا
قطرتْ غلائلُهم دماً وخُدودهُم / خَجَلاً فراحوا بالجمال مخضَّبا
قد صُرّ آذانُ الجيادِ توجّساً / وكتمْنَ إعلانَ الصّهيلِ تَهَيُّبا
وغدا الذي يَلقى ندامى ليلِه / متبسّماً في الدارِعينَ مُقطِّبا
ويكلّفُ الأرْماحَ لِينَ قوامِهِ / فيذمُّ ذا يَزَنٍ ويَظلِمُ قَعْضَبا
كِسرَى شَهِنشاه الذي حُدّثتَه / هذا فأين تَظُنُّ منه المَهْرَبا
مَن لا يَبيتُ عن الأحِبّةِ راضياً / حتى يكونَ على الفوارسِ مُغضَبا
مَنْ زِيُّه أنْ لا يجيءَ مُقَنَّعاً / حتى يَقُدّ مُتَوَّجاً ومَعُصَّبا
ما زال يعْلَقُ في مَنابتِ فارِسٍ / حتى ظننتُ النَّوبَهارَ له أبا
ولئِنْ سطا بسريرِ مُلْكٍ أعْجَمٍ / فلقد أمَدّتْه لِساناً مُعْرِبا
ولئِن تَعَرَّضَ للدِّماءِ يُسيلُها / فلقد يكونُ إلى النفوسِ مُحبَّباً
قُم فاخترِطْ لي من حواشي لحظِهِ / سَيْفاً يكون كما علمتَ مجرَّبا
وأعِرْ جَناني فتْكَةً مِنْ دَلّه / كيما أكونَ بها الشجاعَ المِحْرَبا
وأمِدّني بتَعلّةٍ مِنْ رِيقِهِ / حتى أُقَبّلَ منه ثَغْراً أشْنَبا
واجعَلْ مَحَلّي أن أراه فإنّني / سأفُضّ بين يديْهِ هذا المِقنَبا
أوَلم يكن ذا الخشْفُ يألفُ وَجرَةً / فاليوْمَ يألَفُ ذا القنا المتأشِّبا
عَهْدي به والشمس دايَةُ خِدرِهِ / تُوفي عليه كلَّ يوْمٍ مَرقَبا
ما إنْ تزالُ تَخِرُّ ساجِدَةً لَه / من حينِ مَطلعِها إلى أن تغربا
فعلى القلوب القاسياتِ مُغلَّباً / وإلى النفوس الفاركاتِ محبَّبا
حتى إذا سَرَقَ القوابلُ شَنْفَه / عوّضْنَه منه صَفيحاً مِقْضَبا
لمّا رأيْنَ شُدُونَه أبرَزْنَه / من حيث يألَفُ كِلّةً لا سَبْسَبا
وَسْنانَ من وَسَنِ المَلاحةِ طرفُه / وجفونُه سكرانَ من خمر الصّبا
قد واجه الأُسْدَ الضّواريَ في الوغى / غِرّاً وقارنَ في الكِناسِ الرّبرَبا
فإذا رأى الأبطالَ نَصّ إليهمُ / جِيداً وأتْلَعَ خائِفاً مُتَرَقِّبا
فأتى به رَكضُ السّوابحِ حُوَّلاً / وأتى به خَوْضُ الكرائه قُلَّبا
قد سِرْتُ في الميدان يوْم طِرادهم / فعجِبتُ حتى كِدتُ أن لا أعجَبا
قَمَرٌ لهم قدْ قَلّدُوه صارماً / لو أنْصَفوه قلّدوه كوكَبا
صَبغوه لَوْناً بالشّقيقِ وبالرّحي / قِ وبالبنفسج والأقاحي مُشرَبا
وكأنّما طَبعوا له من لَحظِهِ / سَيفاً رَقِيقَ الشفرتينِ مُشَطَّبا
قد ماجَ حتى كاد يَسقُطُ نِصْفُه / وأُلينَ حتى كاد أن يتسَرّبا
خالَستُه نَظَراً وكانَ مُوَرَّداً / فاحمرّ حتى كاد أن يتلَهّبا
هذا طرازٌ ما العيون كتبنَه / لكنّه قبلَ العُيونِ تكتّبا
انظُرْ إليه كأنّه مُتَنَصِّلٌ / بجفونهِ ولقد يكون المُذنبا
وكأنّ صفحةَ خَدّهِ وعذارَه / تُفّاحةٌ رُمِيَتْ لتَقْتُلَ عَقربا
نُخبَتْ قَوافي الشعرِ فيك فما لها / لم تأتِ من مدحِ الملوكِ الأوجَبا
من آلِ ساسانٍ مَنارٌ للصِّبا / قد بِتُّ أسأل عنه أنفاسَ الصَّبا
أجني حديثاً كانَ ألطَفَ مَوقعاً / عندي من الراحِ الشَّمول وأعذَبا
رُدْني له حتى أردّ سَلامَه / عَبقاً برَيحانِ السلامِ مُطَيَّبا
هلاّ أنا البادي ولكن شيمتي / مَن ذا يردُّ عن الخَفاء المُغْرِبا
لمْ أُمْطَرِ الوَسمِيَّ إلاّ بعدَما / سبَقَ الولِيُّ له وقد غَمَرَ الرُّبَى
وتلَقّتِ الرُّكْبانَ سَمْعي بالذي / سَمِعَ الزّمانَ أقلَّه فتعجّبَا
ودنَتْ إليه الشمسُ حتى زُوحِمتْ / واخضَرّ منه الأفْقُ حتى أعشبا
في كلّ يوْمٍ لا تَزالُ تحيّةٌ / كرَمٌ يَخُبُّ بها رسولٌ مُجتَبى
فتكادُ تُبلِغُني إليه تَشَوُّقاً / وتكادُ تَحمِلُني إليه تَطَرُّبا
هي أيقظتْ بالي وقد رَقدَ الورى / واستنهضت شكري وقد عُقد الحُبى
إن يَكرُمِ السيْفُ الذي قلّدتني / من غيرها فلقد تَخيّرَ مَنكبِا
لستُ الخطيبَ المسهَبَ الأعلى إذا / ما لم أكنْ فيكَ الخَطيبَ المُسهبا
لو كنتَ حيثُ تَرى لساني ناطقاً / لرأيتَ شِقْشِقةً وقَرماً مُصْعَبا
إنّا وبكراً في الوغى لبنو أبٍ / وإن اختلَفْنا حينَ تَنسِبُنا أبَا
قومٌ يعمُّ سَراةَ قومي فخرُهم / ويخُصُّ أقربَ وائلٍ فالأقربا
أحلافُنا حتى كأنّ ربيعةً / من قبل يعرُبَ كان عاقدَ يَشجُبا
ذَرْني أُجدّدْ ذلك العهدَ الذي / أعيا على الأيامِ أن يَتَقَشّبا
فلَقَد عَلمتُ بأنّ سيفي منهمُ / بيديّ أمضى من لساني مضربا
المانعينَ حِماهم وحِمى النّدى / وحِمى بني قحطانَ أن يُتَنَهّبا
هم قطّعوا بأكفّهمْ أرحامَهُمْ / غَضباً لجارِ بُيوتِهم أن يغضَبا
ووفَوْا فلم يدَعوا الوفاءَ لجارهم / حتى تشتّتَ شملُهُمْ وتخرّبا
لولا الوفاءُ بعَهدهمْ لم يفتِكوا / بكُليبِ تغلِبَ بين أيدي تغلِبا
يومَ اشتكى حرَّ الغليل فقيلَ قد / جاوزتَ في وادي الأحصّ المشربا
وكفاكَ أن أطرَيتَهم ومَدَحْتَهم / جهْدَ المديح فما وجدتَ مكذِّبا
الواهبينَ حِمىً وشَولاً رُتَّعاً / وأباطِحاً حُوّاً وروضاً مُعشِبا
والخائضينَ إلى الكرائه مثلَها / والواردينَ لُمىً لُمىً وثبىً ثبى
لو شَيّدوا الخيماتِ تشييدَ العُلى / أمِنَتْ ديارُ ربيعةٍ أن تَخْرَبا
فهُمُ كواكبُ عصرِهم لكنّهم / منه بحيثُ تَرى العيونُ الكوكبا
مَن ذا الذي يُثني عليكَ بقدْر ما / تولي ولو جازَ المقالَ وأطنَبا
أم مَن يُعَمَّرُ في الزّمانِ مخلَّداً / حتى يعدّ له الحصَى والأثلبَا
مَن كان أولُ نُطقه في مَهده / أهلاً وسهلاً للعُفاة ومَرحبا
عَذلوهُ في بَذْلِ التِّلادِ وإنّما / عَذلوه أن يُدعى الغمامَ الصَّيّبا
لا تعذلوه فلَن يُحوّل عاذلٌ / ما كان طبعاً في النفوس مركَّبا
نفسٌ تَرِقُّ تأدّباً وحِجًى يضي / ءُ تلهّباً ويدٌ تذوبُ تسرُّبا
فيَزيدُها دَرُّ السّماحِ تخرّقاً / ويَزيدُها بَسْطُ البنانِ ترحُّبا
أحْبِبْ بتَيّاكَ القِبَابِ قِباباً
أحْبِبْ بتَيّاكَ القِبَابِ قِباباً / لا بالحُداةِ ولا الركابِ رِكابا
فيها قلوبُ العاشقينَ تخالُها / عَنَماً بأيْدي البِيضِ والعُنّابا
بأبي المهَا وحْشِيّةً أتْبَعْتُها / نَفَساً يُشيّعُ عِيسَها ما آبا
واللّهِ لولا أن يُسفّهني الهوى / ويقولَ بعضُ القائلينَ تصابَى
لكسْرتُ دُمْلُجَها بضيق عناقِها / ورشفتُ من فيها البَرودِ رُضابا
بِنْتُمْ فلولا أن أُغيّرَ لِمتي / عَبَثاً وألقاكمْ عليّ غِضابا
لخَضَبْت شَيباً في عِذاري كاذباً / ومَحَوْت محْوَ النِّقسِ عنه شبابا
وخلعْتُه خلْعَ العِذارِ مُذَمَّماً / واعتَضْتُ مِن جِلبابِهِ جِلبابا
وخضَبْتُ مُسْوَدَّ الحِداد عليكُمُ / لو أنّني أجِدُ البَياضَ خِضابا
وإذا أردتَ على المشيبِ وِفادَةً / فاجعلْ إليه مَطيّكَ الأحقابا
فلتأخذَنّ من الزمان حَمامَةً / ولتدفعنّ إلى الزّمانِ غُرابا
ماذا أقول لريبِ دَهْرٍ جائرٍ / جَمَعَ العُداةَ وفرّقَ الأحبابا
لم ألقَ شيئاً بعدَكم حسَناً ولا / مَلِكاً سوى هذا الأغرّ لُبابا
هذا الذي قد جَلّ عن أسمائهِ / حتى حسبناها له أَلقابا
من ليس يرضى أن يسمى جعفراً / حتى يسمى جعفر الوهابا
يَهَبُ الكتائبَ غانماتٍ والمَهَا / مُستَردَفاتٍ والجِيادَ عِرابا
فكأنّما ضرَبَ السّماءَ سُرادقِاً / بالزّابِ أو رَفعَ النّجومَ قِبابا
قد نالَ أسباباً إلى أفلاكِها / وسيَبْتَغي من بَعدِها أسْبابَا
لبِسَ الصّباحُ به صَباحاً مُسْفرِاً / وسقَتْ شَمائِلُه السّحابَ سحابَا
قد باتَ صَوْبُ المُزْن يسترِقُ النّدى / من كفّه فرأيتُ منه عُجابَا
لم أدْرِ أنّى ذاك إلاّ أنّني / قد رابَني من أمرِهِ ما رابَا
وبأيّ أُنمُله أطافَ ولم يَخَفْ / من بأسِها سَوطاً علَيهِ عَذابَا
وهوَ الغريقُ لئنْ توسّطَ موجَها / والبحرُ مُلتَجٌّ يَعُبُّ عُبابَا
ماضي العزائمِ غيرُه اغتَنَمَ اللُّهَى / في الحربِ واغتنَمَ النفّوسَ نِهابَا
فكأنّه والأعوَجيَّ إذا انتَحَى / قمَرٌ يُصرّفُ في العنانِ شِهابَا
ما كنتُ أحسَبُ أن أرَى بشراً كذا / ليثاً ولا دِرْعاً يسمّى غابَا
وَرداً إذا ألقَى على أكتادِهِ / لِبْداً وصرّ بحَدّ نابٍ نابَا
فرَشَتْ له أيدي الليوثِ خدودَها / ورَضينَ ما يأتي وكنّ غِضابا
لولا حفائظهُ وصَعْبُ مِراسِهِ / ما كانتِ العرَبُ الصّعاب صِعابا
قد طيّبَ الأفواهَ طِيبُ ثنائِهِ / فَمِنَ اجلِ ذا نجدُ الثّغورَ عِذابا
لو شَقّ عن قلبي امتحانُ ودَادهِ / لوجدتَ من قلبي عليه حجابا
قد كنتُ قبلَ نَداكَ أُزجي عارضاً / فأشيمُ منه الزِّبرجَ المُنجابا
آليتُ أصدُرُ عن بحارك بعدما / قِستُ البحار بها فكنّ سرابا
لم تُدْنِني أرضٌ إليكَ وإنّما / جِئْتُ السماءَ ففُتّحَتْ أبوابا
ورأيتُ حولي وَفْدَ كلّ قبيلةٍ / حتى توهّمتُ العراقَ الزّابا
أرضاً وَطئْتُ الدُّرَّ رَضراضاً بها / والمسكَ ترباً والرّياضَ جنابا
وسمِعْتُ فيها كلّ خُطبة فَيْصَلٍ / حتى حَسِبْتُ مُلوكَها أعْرابا
ورأيتُ أجبُلَ أرضها مُنقادةً / فحسِبْتُها مدّتْ إليكَ رِقابا
وسألتُ ما للدّهرِ فيها أشْيَباً / فإذا به من هوْل بأسكَ شابا
سَدّ الإمامُ بكَ الثغورَ وقبلَهُ / هَزَمَ النبيُّ بقوْمكَ الأحزابا
لو قلتُ إنّ المُرهَفاتِ البِيضَ لم / تُخْلَقْ لغَيركُمُ لقُلتُ صَوابا
أنتُمْ ذَوُو التيجانِ من يَمنٍ إذا / عُدّ الشّريفُ أرومةً ونِصابا
إن تمتثِلْ منها الملوكُ قصورَكمْ / فَلَطالَما كانوا لها حُجّابا
هَلْ تشكُرَنّ ربيعةُ الفَرَسِ التي / أوْلَيْتُمُوها جَيئَةً وذَهَابا
أو تحمدُ الحمراءُ من مُضَرٍ لكُمْ / مَلِكاً أغَرّ وقادةً أنجابا
أنتُمْ منَحْتُمْ كلّ سيّد معشَرٍ / بالقُرْبِ من أنسابكم أنسابا
هَبْكُمْ مَنحْتُمْ هذه البِدَرَ التي / عُلِمَتْ فكيف منحتُمُ الأنسابا
قلتم فأُصمِتَ ناطِقٌ وصَمَتُّمُ / فبلغتمُ الإطنابا والإسهابا
أقسمتُ لو فارقتُمُ أجسامَكم / لَبَقيتُمُ من بعْدها أحبابا
ولوَ اَنّ أوطانَ الدّيارِ نَبَتْ بكم / لَسَكنتُمُ الأخلاقَ والآدابا
يا شاهِداً لي أنّه بَشَرٌ ولوْ / أنبأتُهُ بخصاله لارتابا
لكَ هذه المُهَجُ التي تدعَى الوَرَى / فأمُرْ مُطاعَ الأمْرِ وادْعُ مُجابا
لو لم تكن في السلم أنطَقَ ناطقٍ / لكفاكَ سيفُك أن يُحيرَ خِطابا
ولئن خرجتَ عن الظنونِ ورجمِها / فلَقَدْ دخلْتَ الغيبَ باباً بابا
ما اللّهُ تاركَ ظُلْمِ كفّكَ للُّهى / حتى يُنَزّلَ في القِصاصِ كتابا
ليس التعَجّبُ من بحَارِكَ إنّني / قِسْتُ البحارَ بها فكُنّ سَرابا
لكنْ من القَدَرِ الّذي هو سابِقٌ / إنْ كانَ أحْصَى ما وَهَبْتَ حسابا
إني اختصرْتُ لك المديحَ لأنّه / لم يَشْفنِي فجعلْتُهُ إغبابا
والذّنْبُ في مَدْحٍ رأيتُكَ فوقهُ / أيُّ الرّجال يُقالُ فيكَ أصابا
هَبْني كذي المحراب فيك ولُوّمي / كالخصْمِ حين تَسَوّرُوا المِحرابا
فأنا المُنيبُ وفيه أعظمُ أُسْوةٍ / قد خَرّ قبلي راكعاً وأنابا
وثلاثةٌ لم تجتمِعْ في مجلِسٍ
وثلاثةٌ لم تجتمِعْ في مجلِسٍ / إلاّ لمثلِكَ والأديبُ أريبُ
الوَرْدُ في رامِشْنَةٍ مِن نَرْجِسٍ / والياسَمينُ وكُلّهُنّ غريب
فاحمرّ ذا واصفرّ ذا وابيضّ ذا / فبَدَتْ دلائلْ أمرُهُنّ عَجيب
فكأنّ هذا عاشِقٌ وكأنّ ذا / كَ مُعَشَّقٌ وكأنّ ذاكَ رقيب
ماذا تُؤمِّلُ أرضُ مصرٍ من فتىً
ماذا تُؤمِّلُ أرضُ مصرٍ من فتىً / يَغنى بها خريدةٍ يُجدى بها
يُمني ذوي آدابِها وشبابَهَا / أن زيدَ في شعرائِها وقحابِها

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025