المجموع : 25
يا ابنَ المُسَيَّبِ عشت في نِعَمٍ
يا ابنَ المُسَيَّبِ عشت في نِعَمٍ / وسَلمتَ من هُلْكٍ ومن عَطَبِ
يا شاعرَ العَجَم الكرامِ كما / أنَّ ابنَ حُجْرٍ شاعرُ العربِ
يا قائدَ الظرفاء لا كذباً / يا قدوةَ الأدباء في الأدبِ
أدرِكْ ثقاتكَ إنهم وقعوا / في نَرْجسٍ معه ابنةُ العنبِ
فهُم بحالٍ لو بَصُرْتَ بها / سبَّحتَ من عُجبٍ ومن عَجبِ
رَيْحانُهم ذهبٌ على دُررٍ / وشرابُهم دُرٌّ على ذهبِ
كأسٌ إذا ما الماءُ واقَعها / صاغ الحُلَى منها بلا تعبِ
في روضةٍ شَتوية رَضِعت / دِرَرَ الحيا حَلباً على حلبِ
من زهرةٍ قد حفَّها شجر / للطير فيها أَيُّما لَجبِ
تتنفسُ الأنوارُ فيه لها / فيهيجُ منها أيُّما طربِ
فتظلُّ فيه بخير مُصْطَحَبٍ / وكأنها في شرِّ مُصْطَحَبِ
والعودُ يصخَبُ كي تُجاوبه / مَوْموقةٌ معشوقةٌ الصَّخَبِ
واليومُ مدجونٌ فَحُرَّتُهُ / فيه بمُطَّلَعٍ ومحتجبِ
شمسٌ تساترنا وقد بعثت / ضوءاً يُلاحظنا بلا لهبِ
يا نرجِسَ الدنيا أقمْ أبداً / للإقتراحِ ودائمِ النُّخَبِ
ذَهبَ العيونِ إذا مَثلت لنا / دُرَّ الجفون زَبَرْجد القُضُبِ
لا زلت شَفْعَ الراح إنكما / سَكَنُ القلوبِ ومُنتهى الطلبِ
وأرى السماعَ مُثلِّثاً لكما / كابنٍ لأمٍّ حُرّةٍ وأبِ
نَفسي الفِداءُ لمن حَبَتْني كفُّهُ
نَفسي الفِداءُ لمن حَبَتْني كفُّهُ / تُفَّاحتينِ حكاهُما في الطيبِ
فحلفتُ أني ما كحلتُ نواظري / بمُشاكلٍ لهما ولا بضَريبِ
فتَورَّدت وتعصْفَرَتْ وجناتُهُ / إذْ قُلْتُ ذاك فأسرعَتْ تَكْذِيبي
أبْلغ أبا سهلٍ فتى العَجَم الذي
أبْلغ أبا سهلٍ فتى العَجَم الذي / أضحتْ تَمنَّى كونَهُ منها العَرَبْ
يا من غَدا وعزيمُهُ ولسانُهُ / سيفان شتّى في الخُطوب وفي الخُطَبْ
الحمدُ للّه الذي من فضلِهِ / أنَّا رُزِقْنا فيك حُسْنَ المنقلبْ
والحمدُ للّه الذي صَرف الردى / والحمد للّه الذي كشف الكُرَبْ
كُنّا نُكلِّفك المواهبَ مرةً / حتى إذا استُنْقِذْت من كفِّ العطَبْ
عَظُمتْ بك النُّعمى فقد ألهيتنا / عن كل شيء كان فيه لنا أرَبْ
فدع المواهب أنت موهبةٌ لنا / من ذي المعارج والمواهب لا تهبْ
إنا لَنستحيي وقد وافيتنا / من بعد يأسٍ أنْ نَكُدَّك بالطّلَبْ
من ذا يراكَ وقد سلِمتَ فلا يرى / فيك الغِنى لا في اللُّجين ولا الذهبْ
لا نَبْتغي شيئاً سواك وإنما / طَلَبُ امرىءٍ ما بعدَ حاجتهِ كَلَبْ
أنَّى هجوتَ بني ثوابَهْ
أنَّى هجوتَ بني ثوابَهْ / يا صاحبَ العينِ المُصابَهْ
أهلَ السماحةِ والرجا / حة والأصالة واللَّبابَهْ
القائلينَ الفاعلي / ن أُولي الرياسة والنِّقابَهْ
والفارعينَ المجدَ وال / بانينَ فوقهُمُ قِبابهْ
الآخذينَ بأنفهِ / لا كالأُلى عِلِقوا ذِنابَهْ
نُجبٌ تلوح إذا بَدَوْا / بوجُوهم غُررُ النجابهْ
لم يبقَ طودٌ للعلا / لا يرتقي أحدٌ هِضابهْ
إلا كأنَّ اللَّه ذل / لَلَ عامداً لهمُ صِعابهْ
وإذا استعارَ الحمدَ يو / ماً معشرٌ ملَكُوا رقابهْ
يا رُبَّ رأيٍ فيهمُ / لا تَبلغُ الآراءُ قابهْ
وندىً إذا فُقِدَ النَّدى / يتتبَّعُ العافي مُصابهْ
قومٌ إذا صَدْعٌ تفا / قَمَ مرةً كانوا رِئابهْ
وإذا شتاءٌ أخلفتْ / أنواؤه خَلفوا سَحابهْ
جُعلتْ بيوتُهم مع ال / بيتِ العتيقِ لنا مَثابهْ
ننتابُ فيها نائلاً / جَزْلاً متى شئنا انتيابهْ
ويلوذُ لائذُنا بها / إن حبلُنا اضطربَ اضطرابهْ
لم يَدْعهُمْ مُستنجدٌ / إلا ودعوتُه المُجابهْ
كم عائذٍ من دهرِهِ / بهمُ إذا ما الدهرُ رابَهْ
خُذ في النوائب منهمُ / حَبْلاً ولا تَخَفِ انقضابَهْ
أمثالَهُمْ فاعْممْ بمد / حكَ عَمَّهُمْ حُسْنُ الصحابهْ
واخصُصْ أبا العباس بح / رَ الجودِ حقاً لا سرابهْ
ملِكٌ يظلُّ إذا غدا / تتعاورُ الأيدي رِكابهْ
سائلْ بسؤدَدِهِ المعا / شرَ بل ندَاهُ وانسكابهْ
يُخبرْك عنهُ باليقي / ن ويجعل الجدوى جوابهْ
غيثٌ إذا اسْتَمطرتَهُ / ألفيتَ من ذَهبٍ ذِهابهْ
قعدَ العُفاةُ وسيبُهُ / يَختبُّ نحوهُمُ اختبابهْ
أغنتهُمُ نفحاتُهُ / حتى لقد هجروا جَنابهْ
لكنْ وفودُ الشكرِ لا / تنفكُّ قد شحنتْ رحابهْ
ولَمَا ابتغى من شاكرٍ / شُكرَ النَّوالِ ولا استثابهْ
أعطى الذي لَوْ سِيمَ حا / تمُ أْخذَهُ يوماً لهابَهْ
فأباحَهُ حَمْدَ الورى / مالٌ أباحهُمُ انتهابهْ
كم رايةٍ للمجد فا / زَ بِهَا وأخطأها عَرابهْ
ويُجيلُ في الخَطْب الذي / تُضحي شواكِلُهُ تَشَابهْ
رأياً إذا الخطأ المُخي / لُ أطالَتِ الفِرَقُ اعتقابهْ
لم يحتجبْ عنه الصوا / بُ وأين عنهُ تَرى احتجابهْ
لا رَأْيَ في مَجهولَةٍ / يجتابُ ظُلمتَها اجتيابَهْ
تجلو به سدفَ العما / ية عنك أو ترضى انجيابهْ
أجلى البصيرة لا تَقَح / حُمَه تخاف ولا ارتيابهْ
ماضي القضاءِ إذا ارتأى / لم يستطع شَكٌّ جِذابهْ
ما عاب ذو طعم ريا / ضَتَهُ الأمورَ ولا اقتضابهْ
وبكَيده يَروي القنا / عَلَقاً ويختضبُ اختضابهْ
وتصيدُ لَحمَتها عُقا / بُ الموتِ يومَ تَرى عقابهْ
فَضَلَ الرجالَ ذوي الكما / لِ كما اعتلى جبلٌ ظِرابَهْ
أقسمتُ بالمَلِكِ الذي / لم يستطِعْ مَلِكٌ غِلابهْ
لقد استدَرَّ له المدي / حُ وما تكلَّفتُ احتلابهْ
ولقد حلفتُ بما حلف / تُ به وما أبغي خِلابهْ
يا بُعدَهُ مما افْتري / تَ من الفواحش واغترابَهْ
خنَّثْتَ أَرْجَلَ مَنْ مَشى / ونسيتَ خُنْثَكَ يا تُرابهْ
لو أنَّ عِرسَك بايتت / هُ لَما دعَتْهُ إذاً لُبابهْ
مَعَ أنهُ لم يَجْتنبْ / رَجلٌ حِمَى الدين اجتنابهْ
وهَل اتَّقى كتِقائه / أحدٌ أو ارتقبَ ارتقابهْ
ما ضَرَّهُ أهَجَوْتَهُ / يا وغدُ أم طَنّتْ ذُبابهْ
أنشأتَ تهجوهُ فأكْ / ثرتَ الكلام بلا إطابهْ
وأحلتَ في بيت وما / زِلتَ البعيد من الإصابهْ
أنَّى يكون مُمدَّداً / رَجلٌ وقد رفعوا كِعابهْ
لكنه بيتٌ عَرا / كَ لذكر معناه صَبابهْ
فعميتَ عن سنَن الطري / قِ وظِلْتَ تركبُ كل لابهْ
كم صرعةٍ بين العبي / دِ وخَلْوةٍ لك مُسْترابهْ
أصبحتَ تَنْحَلُها الكرا / مَ بوجنةٍ فيها صَلابهْ
وكذاكَ مثلك ينحلُ السا / داتِ عَرَّتَهُ وعَابهْ
قد قلتُ إذ خُبِّرتُ عن / ك بما أشبتَ من الأُشابهْ
هلّا نهاهُ عن الكرا / م وقِيله فيهم كِذابَهْ
عَوَرٌ وإعوارٌ به / لا تَضْبِطُ الأيدي حِسابَهْ
منه بلاءٌ باستهِ / ليست عليه بالمُثابَهْ
كلبٌ عوى مُستقتِلاً / والحَيْنُ يَستعوي كلابهْ
فَهَدى إليه عُواؤُه / لمّا عوى رِئبالَ غابهْ
ألقى كلاكِلَهُ علي / هِ وعلَّ من دمه حِرابهْ
فاظنُن بكلبٍ شامَ في / ه الليثُ مِخْلَبَهُ ونابهْ
أنَّى يَسُبُّ بني ثوا / بة أو عبيدَ بني ثوابهْ
من كل شيءٍ يُسْتَتَا / بُ وما استُهُ بالمُستَتابهْ
كم إخوةٍ وارت له / سوءاتِهِم تلك الغُرابهْ
لإخالهُ يوم القيا / مة باستِهِ يُؤتى كتابهْ
إذ لا يُرى ذنبٌ له / إلا بها وَلِيَ اكتسابهْ
بل كلُّ عضوٍ منه يو / جَدُ مذنباً حاشا عُنابهْ
ولو استطاع لصاغه / دُبُراً ولالْتمسَ انقلابهْ
ليكون باباً للفيا / شل عَجَّل اللَّه اجتبابهْ
يا من لحاهُ على الفوا / حش يرتجي يوماً متابهْ
خلِّ الشقِيَّ وَحَيَّةً / تنسابُ فيه وانسيابهْ
أنَّى يُلاقي القارظَ ال / عَنَزيَّ من يرجو إيابهْ
ماذا نَقِمْتَ على امرىءٍ / يُؤوي إلى جُحرٍ حُبابهْ
وله نعاجٌ لا يزا / ل مُخلِّيا فيها ذئابهْ
لا بل نساءٌ يزدَبِبْ / نَ أيور ناكتِهِ ازدبابَهْ
هنَّ المآب لكل من / أمسى ولم يَعرفْ مآبهْ
ناهِيكَ من ثقةٍ سها / مُ القوم مُودَعَةٌ جِعابَهْ
لم يَعْتصِبْ ذو حرمةٍ / بعصائب العار اعتصابهْ
كلّا ولا احتقب المآ / ثمَ في إباحتها احتِقابهْ
ومُعنِّفٍ لي أنْ هَجَوْ / تُك يا أقلَّ من الصُّؤَابهْ
قال اطوِ عِرضك لا تُدَنْ / نِسهُ وأوْدِعْهُ عِيابهْ
ما كفءُ عرضك عرضُ مع / رورٍ فلا تحكُكْ نِقابهْ
فأجبتُه إذ قال ذا / كَ بخُطبةٍ فَصَلَتْ خطابهْ
لو سَبَّ غيرَ بني ثوا / بةَ ما جَشِمتُ لهم سِبابهْ
وَلَمَا رضيت لمنطقي / فَرْعَ اللئيم ولا نِصابهْ
لكنني أحميهُمُ / ما حالَفَتْ بَحْري صُبابهْ
وأرى يسيراً فيهمُ / تدنيسَ عرضي أو ذَهابَهْ
إن المكارِه في حِما / يتهم عِذابٌ مُستطابهْ
واليْتُهم ما حالفتْ / أوعالُ شابةَ هضبَ شَابَهْ
وإذا امرؤ عاداهُمُ / أصفرتُ من وُدّي وِطابهْ
ومتى امترى حلبَ الوصا / ل ملأتُ من هجر عِلابَهْ
إذ لا أبالي فيهمُ / حسكَ العدو ولا ضِبابَهْ
من كان مكتئباً لذا / ك فقد توخيت اكتئابهْ
لا زالَ يَقْدَحُ وَرْيُهُ / في صدره أبداً قُحابَهْ
قلبي حِمىً لَهُمُ فلَمْ / يحتلَّ غيرُهُمُ شِعابهْ
لِمْ لا وذكراهُمْ له / رَوْحٌ إذا ما الهمُّ نابهْ
ومتى تَباعدَ مطلبٌ / فبِيُمْنهم نرجو اقترابهْ
وتحرِّياً لرضاهُمُ اسْ / تنفرت من شِعري غِضابهْ
وَسَلَلْتُ دُونَهُمُ علي / ك ودون حوزتهم عِضابهْ
سامَتْ قوافيك السما / ء ورُمتَ أمراً ذا مَهابَهْ
فاربَعْ عليك فمن رمى / صُعُداً بجَنْدلِهِ أصابهْ
ما كان قدرُك أن تفو / ه بمدحهم بَلْهَ المَعابهْ
لا سيّما بفمٍ يَظَل / لُ مَنِيُّ ناكتِهِ شرابهْ
تَمْري الأيورَ به إذا / أهدى حشاكَ لها خِضابهْ
أَقْذِرْ وأخبِثْ بالمني / يِ إذا عبيطُ السَّلح شابهْ
هَتْماً لفيك أما تَخَيْ / يَرَ ما يشوبُ بهِ لُعابهْ
وإخالُ ذلك لم يزد / في خُبثه لكن أطابهْ
هَلّا مُسِخْتَ وقد ذكر / تَهمُ بجِدٍّ أو دُعابهْ
لكنَّ المَسْخَ المسخِ مُمْ / تنعٌ ولا سيما الزَّبابهْ
أتظن أنك لو مُسخ / تَ بلغتَ قُبحك أو قُرابهْ
ما يُمسخُ المسخُ الذي / لم يُكسَ ما يخشى استلابهْ
كلا وما بين الفرا / ق وبين وجهك من قَرابهْ
ذِكراهُمُ بَسْلٌ على / من كان مثلك في الجنابهْ
لا بل على من مسّ ثو / بك ثم لم يغسِل ثيابهْ
لا بل على من خاض ظل / لَك ثم لم يَسلخ إهابهْ
لم تهجُهُم إلا لكي / تهجي فتُذكَرَ في عِصابهْ
طَلَبَ النَّباهةِ إذ رأَيْ / تكَ من خُمولك في غيابَهْ
جاهٌ تُرمِّمُهُ ودُبْ / رٌ تبتغي أبداً خَرابهْ
فإذا ظَفِرتَ بحادرٍ / ذي كُدْنَةٍ تَرْضَى وِثابهْ
لم تُلفِ عبدَ اللَّهِ بل / ألفيتَ زيداً وانتصابهْ
ولَمَا انتصبتَ مُعاملاً / ضَرْبَ المُواثِبِ بل ضِرابهْ
ولربما كان انتصا / بُ المرءِ للفعل انكبابهْ
وعلاكَ عبدُ اللَّه ين / ظِمُ بين عَجْبِك والذؤابهْ
بعُجَارِمٍ يشفي الفقا / حَ إذا شَغَبْنَ من السَّغابهْ
ذي فَيْشَةٍ شكَّتْ فؤا / دَك بعدما هتكت حِجابهْ
يا ضُلَّ تَفْدِيةٍ هنا / لك تستديمُ بها هِبابهْ
تَبَّتْ يداك مُفَدِّياً / ما تَبَّ من أحدٍ تَبابهْ
شيخٌ إذا حَدَثٌ أها / نَ مَشيبَهُ فدَّى شبابهْ
لَهْفي عليك مُخَنَّثاً / وعلى لسانك ذي الذَّرابهْ
ماذا يخوضُ الأيرُ في / ك من الكتابةِ والخطَابهْ
هلّا شكرتَ بني ثوا / بَةَ ما حدا حادٍ رِكابهْ
أن صادفوا من قد عَلِمْ / تَ وعَبْدَهُ يحشو جِرابهْ
إذ لم يَرَوْا تقريعه / يوماً بذاك ولا اغتيابهْ
كرماً فكان جزاؤهم / منهُ أن انتدبَ انتدابهْ
يهجوهُمُ بَغْياً ويُل / صِقُ دائماً بِهِمُ شِغابَهْ
وكذلك البغَّاءُ با / غٍ إن تَفَهَّمْتَ انتسابهْ
رجلٌ يطالبُ غير ما / جعلَ الإلهُ له طِلابهْ
سائلْ بذلك بَخْسَهُ / حقَّ الغواني واغتصابهْ
زَحَمَ الأيورَ على الفرو / جِ مَعاً فسدَّ بها نِقابهْ
فَاهُ الخبيثَ ومَنخِرَيْ / هِ وفقحةً منهُ رُحابهْ
وحشا مسامعَهُ بها / فحمى مُعاتِبَه عِتابهْ
ثم اغتدى مُتَبرِّئاً / من ذاك يَنْحَلُهُ صِحابهْ
أسدى إليك القومُ مع / روفاً فلم تحسن ثوابهْ
ستروا عليك وقد رأوْا / نَفْسَ الفضيحة لا الإرابهْ
فَجَحَدْتَهُمْ جحداً جعل / تَ قبيحَ قَرْفِكَهُمْ قِطابهْ
وغدوتَ بَهَّاتَ الجَبي / نِ وأنت لم تمسحْ ترابهْ
ترميهِمُ بالإفك مُطْ / طَرِحاً سَداهُمْ واحتسابهْ
أصبِحْ تبيَّنْ مَنْ رَمَيْ / تَ وتنجلي عنك الضبابهْ
سَتَذُمُّ ما اكتسبتْ يدا / ك إذا لقيت غداً عقابهْ
وتُقرُّ أنك جاهلٌ / لم تأتِ من أمرٍ صَوابهْ
من باتَ يحتطِبُ الأفا / عِيَ لَيلَهُ ذَمَّ احتطابهْ
ولرُبَّ مثلك قد أطَلْ / تُ على خطيئته انتحابهْ
وجعلتُ في نَظْمَ الهجا / ءِ فِياشَ ناكتهِ سِخَابهْ
حتى غدا بعد المِرا / ح عليه سِربالُ الكآبهْ
مُترقِّباً مِنْ فوقهِ / يخشى عَذابي وانصبابهْ
وأنا الذي قدحَ الهجا / ءُ بزَنْدِهِ قِدْماً شهابهْ
وأنا الذي مِنْ أرضِهِ / يمتارُ حنظلَهُ وصَابَهْ
وإذا تمرَّد ماردُ ال / شُعراء ولَّاني عذابَهْ
أمَّا إذا استفتحْتَهُ / فلأفتحنَّ عليك بابهْ
ولأُصلينَّك جاحمَ ال / شِعر الذي هِجت التهابهْ
قَذَعٌ إذا سَفَعَ الحدي / دَ سعيرُ أيسرِه أَذابهْ
خُذها جوابَ مُفَوّهٍ / ما زال يُفْحِمُ من أجابهْ
جَمُّ الصِّياب إذا امرؤٌ / كثرت خواطئهُ صِيابهْ
يَفْري الفريَّ بِمقْولٍ / لو هزَّهُ للصخر جابهْ
يمتاحُ من بحرٍ يهو / لُ العين حين ترى حِدابهْ
ويُصِمُّ من سمع الْتِطَا / م الموج فيه واصطخابهْ
لا مادَ رأياً بعدها / لك إن صَدَمْتَ بها عُبَابهْ
يا لهفَ نفسي للأحبَّهْ
يا لهفَ نفسي للأحبَّهْ / ورجائِهِم غَوْثَ الأطبَّهْ
لم يَشْفِهِمْ كدُّ الطبي / بِ ولا عنايتُهُ المُكِبَّهْ
لم تُقْضَ حاجتُهم ولا / نَفعتْهُمُ نفسٌ مُحِبّهْ
ما زارهُم فرحٌ ولا / كانت كُروبُهمُ مُغِبَّهْ
تَرْحاً لدارٍ إنما / سكانُها رُفَقٌ مُخِبَّهْ
تقتادُهم نحو الرَّدى / طُرُقٌ إليه مُستتبَّهْ
دارٌ غريبٌ خيرُها / وترى الشرورَ بها مُرِبَّهْ
أدوَتْ وغابَ دَواؤُها / عن كل نفسٍ مُسْتطبَّهْ
وصَفَتْ محبةُ أهلها / منها لمُدْغِلةٍ مُضِبَّهْ
ناموا على صيْحاتها / بهمُ الشدادِ المُستهبَّهْ
كم غرَّ قوماً حُلْوُها / من مُرِّها إلا الألِبَّهْ
فتهافتوا في شُهْدِها / فتهالكوا مثل الأذِبَّهْ
ما آنسَ الإنسانَ بال / دُنيا الدَّبوبِ له المُدبَّهْ
تغدو عليه عَدُوَّةً / ويَعدُّها أمّاً وحِبَّهْ
يا لهف نفسي للأحب / بَة لو شَفى اللَّهْفُ الأحبَّهْ
قد كنتَ تبذُلُ لي كتابك مرةً
قد كنتَ تبذُلُ لي كتابك مرةً / فالآن فاكتُب لي إليكَ كِتابا
فأنا الزعيمُ عليك يا ابنَ محمدٍ / أنَّ الثواب يكون منك جَوابا
لا تشغلَنِّي بالعتاب فإن لي / شُغلاً بمدحك يُنْفدُ الأحقابا
قد أورقَ العودُ الذي أمّلْتُهُ / وحَلاَ جَناهُ لمُجتنيهِ وطابا
لي طيلسانٌ ليس يترك لي
لي طيلسانٌ ليس يترك لي / رَفْوي له مالاً ولا نَشَبا
طِرْبٌ تُغنِّي منه ناحيةٌ / وتشُقُّ أخرى جيبَها طربا
كيف السبيلُ إلى عِمارتهِ / وإذا عَمَرْتُ خرابَهُ خَرِبا
كان ابنُ حربٍ حين جادَ به / لا شك فيه يُريد بي الحَرَبا
وَلَهُ المحبِّ إلى الحبيبِ
وَلَهُ المحبِّ إلى الحبيبِ / ولَهُ المريضِ إلى الطبيبِ
بان الحبيبُ فبان عن / ك بلذَّتَيْ حُسنٍ وطيبِ
إنّي لَتُذْكِرني الحبي / بَ سوالفُ الرَّشأ الربيبِ
والبدرُ فوق الغصنِ وال / غصنُ الرطيبُ على الكثيبِ
عرِّجْ على ذكرِ الصدي / قِ وَعَدِّ عن ذكرِ الحبيبِ
كم مُكْثرٍ لي مُخْبِثٍ / ومُقِلِّ قولٍ لي مُطيبِ
هل بالديار سوى صَداكَ مُجيبُ
هل بالديار سوى صَداكَ مُجيبُ / أم هل بهِنَّ على بُكاكَ مُثيبُ
ومن العجائب أن تسائلَ دارَهمْ / عنهُمْ وقلبُكَ فيهِمُ مَجنوبُ
لا أقذَعُ السلطانَ في أيامه
لا أقذَعُ السلطانَ في أيامه / خوفاً لسطوته ومُرِّ عقابِهِ
وإذا الزمانُ أصَابَهُ بصروفِهِ / حاذرتُ رجعتَهُ ووشْكَ مَثابِهِ
وأعُدُّ لؤماً أن أهُمَّ بعَضَّهِ / إذ فلَّتِ الأيامُ من أنيابِهِ
تاللَّه أهجو من هجاهُ زمانُهُ / حَرُمَتْ مُواثَبَتِيهِ عندَ وثابِهِ
فليعلمِ الرؤساءُ أني راهبٌ / للشرّ والمرهوبُ من أسبابِهِ
طَبٌّ بأحكامِ الهجاءِ مُبصِّرٌ / أهلَ السَّفاهِ بزَيغهِ وصوابِهِ
حَرُمَ الهجاءُ على امرئٍ إلا امرَأً / وقَعَ الهجاءُ عليه من أضرابِهِ
أو طالباً قوتاً حماهُ قادرٌ / ظلماً حقوقَ طَعامِهِ وشرابِهِ
نفرٌ من الخلطاءِ والأصحابِ
نفرٌ من الخلطاءِ والأصحابِ / تجري مودَّتُهُمْ معَ الأنسابِ
مازلتُ بينهُمُ كأني نازلٌ / في منزل من صحّةٍ وشبابِ
أُكفَى وأُعفى غيرَ ما مُتجشِّمٍ / تعباً ولا نصباً من الأنصابِ
آثرتكُمْ بمودتي وتركتهُمْ / متغيِّظينَ عليَّ جِدَّ غِضابِ
حتى إذا ما جاش بحرُ المُشتري / لكُمُ ففاضَ وعبَّ أيَّ عُبابِ
وكَّلْتُمُ زُحَلاً بأمري وحدَهَ / وكذاك حقُّ الجاهل الخَيّابِ
أنا منْ أصابَتْهُ الصواعقُ بعدما / رجَّى حياً فيه حياةُ جنابِ
لِيُبَكِّني الأعداءُ إني رحمةٌ / لهُمُ فكيف تظنُّ بالأحبابِ
أَسخطتُ إخواني وأَخفقَ مطمعي / فبقيتُ بين الدُّورِ والأبوابِ
ماذا أقول لمن أُراجعُ بعدما / وحَّدتُكُمْ وكفرتُ بالأربابِ
تاللّه آملُ عدلَ شيءٍ بعدَكُمْ / أو أرتجي للظن يومَ صوابِ
فاز الورى من ريحكم بسحائبٍ / هطلت وفزتُ بسافياتِ ترابِ
قِدِم الأميرُ أخو الأمي
قِدِم الأميرُ أخو الأمي / رِ أبو الحسين المُصْعَبُ
فالأهلُ والسهلُ المرَي / عُ لوجهه والمَرْحَبُ
وعلى السعادة تُبتَنى / حُجْراتُهُ وتُطنَّبُ
مَلِكٌ أغرٌّ مُحجَّبٌ / معروفُهُ لا يُحجَبُ
يغدو بِعرْضٍ وافرٍ / يحميهِ مالٌ مُنْهَبُ
بدرٌ كأن البدرَ مق / روناً إليه كوكبُ
بحرٌ كأن البحر مق / روناً إليه مِذْنَبُ
سيفٌ له من كلّ نا / حيةٍ ووجهٍ مَضْربُ
ليثٌ لَهُ في كلِّ جا / رحةٍ وعضوٍ مخْلبُ
خُلِعَتْ عليه من المحا / سنِ خِلعةٌ لا تُسلَبُ
عَذُبَتْ خلائقُهُ فكا / دَ من العذوبة يُشرَبُ
وَهَبَتْ له كفٌّ وَهُو / بٌ كلَّ ما لا يُوهَبُ
عَضُدٌ لسيّدِنا وغي / ثٌ للورى يَتصبّبُ
في جُلَّنار وأختها دُبْسيَّةٍ
في جُلَّنار وأختها دُبْسيَّةٍ / يا ابن الوزير لعاتبٍ مُتعتَّبُ
أحضرتموني جُلَّنَارَ وأُحضرتْ / دبسيَّةُ الكبرى لغيريَ تُجنَبُ
فعتبتُ عتباً خلت فيه كفايةً / ثم انصرفت إلى التي هي أصوبُ
فكظمتُ بالإغْضاء كلَّ مُغِصَّةٍ / من ظُلمكم ووهبتُ ما لا يُوهَبُ
وظننت توبتكم نَصوحاً بعدها / ولقد يُخالَف من يَظُنُّ ويَحسبُ
فجرى عليَّ بظلمكم من خُرَّمٍ / يومٌ كما علم الإلهُ عَصْبصبُ
يومٌ يُسمَّى حين يكنى غيرُهُ / لا بل يُكَنَّى غيرُهُ ويُلَقَّبُ
وحَدَتْ شَمولٌ بالشَّمول لمعشر / غيري وفيما دون ذلك مَغْضبُ
ياسادتي مالي أذادُ عن التي / أبغي وأُسعَط بالتي أتجنَّبُ
أمشَاهدي يومَ الرَّفيهة تُحتمَى / ومشَاهدي يومَ الكريهة تُخْطَبُ
ذكَّرتموني بالتي أسديتُمُ / مثلاً لمثلي لا محالةَ يُضربُ
أَإِذا تكونُ كريهةٌ أُدعىَ لها / وإذا يحاسُ الحَيْسُ يُدعى جُندُبُ
لي صاحبٌ قد كنتُ آمُلُ نفعَهُ
لي صاحبٌ قد كنتُ آمُلُ نفعَهُ / سَبقتْ صواعقُهُ إليَّ صبيبَهُ
رجَّيْتُهُ للنائبات فساءني / حتى جعلتُ النائباتِ حسيبَهُ
ولَما سألتُ زمانَهُ إعناتَهُ / لكن سألتُ زمانه تأديبَهُ
وعسى معوِّجُهُ يكونُ ثِقَافَهُ / ولعلَّ مُمرضَهُ يكونُ طبيبَهُ
يا من بذلتُ له المحبةَ مخلصاً / في كلّ أحوالي وكنتُ حبيبَهُ
ورعيتُ ما يرعى ومِلتُ إلى الذي / وردَتْهُ همَّتُهُ فكنتُ شَريبَهُ
شاركتُهُ في جِدِّهِ ورأيتُهُ / في هزله كُفْئي فكنتُ لعيبَهُ
أيامَ نسرحُ في مَرَادٍ واحدٍ / للعلم تنتجعُ القلوبُ غريبَهُ
وكذاك نشرع في غديرٍ واحدٍ / يصف الصفاءُ لوارديهِ طِيبَهُ
أيسوؤُني مَنْ لم أكنْ لأسوءَهُ / ويُريبني من لم أكن لأُريبَهُ
ما هكذا يرعى الصديقُ صديقَهُ / ورفيقَهُ وشقيقَهُ ونسيبَهُ
أأقولُ شعراً لا يُعابُ شبِيهُهُ / فتكونَ أوّلَ عائبٍ تشبيبَهُ
ما كلُّ من يُعطَى نصيبَ بلاغةٍ / يُنسيهِ من رَعْيِ الصديقِ نصيبَهُ
أَنَفِسْتَ أن أمررتُ عند خصَاصةٍ / سببَ الثراءِ وما وردتُ قليبَهُ
إني أراك لدى الورود مُواثبي / وإذا بدا أمرٌ أراك عقيبَهُ
ولقد رَعَيْتَ الخِصبَ قبلي برهةً / ورعيتُ من مرعى المعاشِ جديبَهُ
فرأيتُ ذلك كلَّه لك تافهاً / وسخطتُ حظَّك واحتقرتُ رغيبَهُ
شهد الذي أبْديتَ أنك كاشحٌ / لكنَّ معرفتي تَرَى تكذيبَهُ
وإذا أرابَ الرأيُ من ذي هفوةٍ / ضمنتْ إنابةُ رأيهِ تأنيبَهُ
ولقد عَمِرْتُ أظنُّ أنك لو بدا / منّي مَعيبٌ لم تكن لِتَعيبَهُ
نُبِّئْتُ قوماً عابني سفهاؤُهُمْ / وشهدتَ مَحْفِلَهُمْ وكنتَ خطيبَهُ
عابوا وعبْتَ بغير حقٍّ منطقاً / لو طال رميُك لم تكن لتصيبَهُ
ونَكِرتُمُ أنْ كان صدرُ قصيدةٍ / ذِكرَايَ غُصْنَ مُنعَّمٍ وكثيبَهُ
فكأنكم لم تسمعوا بمُشَبِّهٍ / قبلي ولم تتعودوا تصويبَهُ
الآنَ حين طلعتُ كلَّ ثَنيَّةٍ / ووطئتُ أبكارَ الكلامِ وَثيبَهُ
يتعنّتُ المتعنِّتُون قصائدي / جَهلَ المرتِّبُ منطقي ترتيبَهُ
الآنَ حين زَأَرْتُ واستمع العدا / زأْري وأَنذرَ كَلْبُ شَرٍّ ذِيبَهُ
يتعرَّضُ المتعرضون عدواتي / حتى يُهِرَّ ليَ المُهِرُّ كَلِيبَهُ
الآن حين سبقتُ كلَّ مسابقٍ / فتركتُ أسرعَ جريهِ تقريبَهُ
يتكلَّف المتكلفون رياضتي / لِيُطِلْ بذاك مُعَجِّبٌ تعجيبَهُ
وَهَبِ القضاءَ كما قضيتَ ألم يكنْ / في محضِ شِعري ما يجيز ضريبَهُ
هلّا وقد ذُوِّقْتَ دَرَّ قريحتي / فذممتَ حَازِرَهُ حَمَدْتَ حليبَهُ
بل هبه عيباً لا يجوز ألم يكن / من حق خِلِّكَ أن تحوط مغيبَهُ
فتكونَ ثَمَّ نصيرَهُ وظهيرَهُ / وخصيم عَائِب شِعْرِهِ ومُجِيبَهُ
بل ما رضيتَ له بتركِك نصرَهُ / حتى نَعَبْتَ مع السَّفِيهِ نعيبَهُ
فَثَلَبْتَ معنى مُحسِنٍ وكلامَهُ / ثلباً جعلتَ كَبَدْيِهِ تعقيبَهُ
حتى كأنك قاصدٌ تعويقَهُ / عمَّا ابتغاهُ وطالبٌ تخييبَهُ
وأمَا ومابيني وبينَكَ إنَّهُ / عهدٌ رعيْتُ بعيدَهُ وقريبَهُ
لولا كراهةُ أن أملِّكَ شهوتي / قهرَ الصديقِ محبتي تلبيبَهُ
أو أن أجاوزَ بالعتاب حدودَهُ / فأكونَ عائبَ صاحبٍ ومَعيبَهُ
سيَّرتُ قافيةً إليك غريبةً / مَنْ سيَّرَتْهُ تضمّنتْ تغريبَهُ
ما كنتَ في بخس الجزاء بمشبهٍ
ما كنتَ في بخس الجزاء بمشبهٍ / إلا كَنِيَّك يا أبا أيوبِ
وأَراك أيضاً مثلَهُ في جودهِ / للراكبين بظهره المركوبِ
أصبحتَ كالجمل الذي لا يُرتجى / لجزاءِ عارفةٍ ولا تثويبِ
ما أنت في الأحياء بالحيّ الذي / يُطرى ولا بالميِّتِ المندوبِ
أبديتَ صفحة قسوةٍ وخشونةٍ / من دون تافِه نَيْلك المطلوبِ
فكأنك الينبوتُ في إبدائهِ / شوكاً يذودُ به عن الخرّوبِ
لو كان نائلكُ المُحجَّب نائلاً / لَعَذَرتُ مَنْعةَ بابك المحجوبِ
يا ضَيفَهُ أبشرْ فإنك غانمٌ / أجر الصيام وليس بالمكتوبِ
ولو استطاع لحَبْطِ أجرك حيلةً / لاحتال في ذاك احتيالَ أريبِ
وأراهُ سَخَّاه بصومك علمُهُ / أنْ ليس صومُ الكُره بالمحسوبِ
أو ظَنُّهُ أنْ لا صيامَ لضيفِه / مع رَتْعه في عرضه المسبوبِ
أيظنُّ غِيبتَهُ تُفطِّر صائماً / قُبحاً له ولظنِّه المكذوبِ
لا تحسبَنَّ على امرىءٍ في شتمِه / حُوباً فما في شتمه من حُوبِ
رَهِلُ المحاجر والجفون ترى له / وجهاً يؤكِّدُ قُبحَهُ بقُطوبِ
أبداً تراه راكعاً في ثَردةٍ / مأدومةٍ بإهالةِ المصلوبِ
مُتتابعَ الأسقام من تُخمَاتِهِ / لا يَشفِ ذاك الداء طبُّ طبيبِ
ومُصِّححُ الأضياف يَسلَمُ ضيفُهُ / من كل داءٍ غيرَ داء الذيبِ
يتنفّس الصُّعداء من كِظَّاتهِ / لا فارقَتْه زفرةُ المكروبِ
ياحسرتا لقصيدةٍ أغلقتُها / بمديحهِ وفتحتُها بنسيبِ
لأبدِّلنَّ مديحه قذْعاً له / ولأجعلنَّ بأمه تشبيبي
ملَكَ النفاقُ طباعَه فتَثَعْلَبا
ملَكَ النفاقُ طباعَه فتَثَعْلَبا / وأبى السماحةَ لؤمُهُ فاستكلبا
فترى غروراً ظاهراً من تحته / نَكدٌ فَقُبِّح شاهداً ومُغيَّبا
ولَشرُّ من جرَّبتَهُ في حاجةٍ / من لا تزال به مُعنَّىً مُتعبَا
من لا يبيعُك ما تريد ولا يرى / لك حُرمةً إن جئته مُستوهِبا
أيسيرُ مدحي في الأمير وكلُّهُ
أيسيرُ مدحي في الأمير وكلُّهُ / يا للرجال مُؤرَّجٌ بعتابِ
ما قلت قافيةً تخبِّر أنهُ / فيما يُثيب أثابني بثوابِ
ظنِّي لئن أنا دام لي حرمانُهُ / لألقَّبَنَّ بشاعرٍ كذابِ
يا بؤسَ للشعراءِ يسهرُ ليلُهمْ / ويُلقَّبون بأسوَأِ الألقابِ
نَصَبَتْ حبائلَ حسنها فاصْطَدْنَني
نَصَبَتْ حبائلَ حسنها فاصْطَدْنَني / ثم انتحتْ قلبي بنَبْلِ عذابِها
هل في الشريعة نصبُ صيدٍ حاصلٍ / للنَّبل ترشُقُه يدٌ بِصيابِها
صدٌّ وهجرانٌ وطولُ تعتُّبٍ / وأشدُّ منه ضنُّها بعتابِها
ما بالُها سيفاً عليَّ مسلَّطاً / ولقد أتيتُ محبتي من بابِها
يا ربِّ إنْ وجبَ العقابُ فوقِّها / بي من عقابِ ذنوبها وحسابِها
لَحظاتُ أجفانِ الحبيبْ
لَحظاتُ أجفانِ الحبيبْ / رُسُل القلوب إلى القلوبْ
والشوقُ يفعل بالعزاء / فعلَ الإنابة بالذنوبْ
لا والذي بجفائهِ / وَصَلَ المدامعَ بالنحيبْ
ما شفَّ جسمي في الهوى / إلا مراقبةُ الرقيبْ
سَهِّلْ حجابك أيها المحجوبُ
سَهِّلْ حجابك أيها المحجوبُ / واعلمْ بأنَّ النائبات تَنوبُ
وتَلقَّ إنعامَ الإله بشكرهِ / فأخو الجحودِ مُنَغَّصٌ مسلوبُ
لا ترضينَّ لمن أتاك بضدِّ ما / ترضى لنفسك إنَّ ذلك حُوبُ
وتَوقَّ ذمَّك إنَّ ما خُوِّلتَهُ / كطلوع شمسٍ حان منهُ غروبُ