المجموع : 9
ما غاضَ دَمعي عِندَ نازِلَةٍ
ما غاضَ دَمعي عِندَ نازِلَةٍ / إِلّا جَعَلتَكَ لِلبُكا سَبَبا
وِإِذا ذَكَرتُكَ مَيِّتاً سَفَحَت / عَيني الدُموعَ فَفاضَ وَاِنسَكَبا
إِنّي أَجِلُّ ثَرىً حَلَلتَ بِهِ / عَن أَن أُرى لِسِواهُ مُكتَئِبا
آلى اِبنُ عَبدٍ حينَ جاءَ مُحارِباً
آلى اِبنُ عَبدٍ حينَ جاءَ مُحارِباً / وَحَلَفتَ فَاِستَمِعوا مِنَ الكَذّابِ
أَن لا يَفِرَّ وَلا يُهلِّلَ فَاِلتَقى / أَسَدانِ يَضطَرِبانِ كُلُّ ضِرابِ
اليَومَ يَمنَعُني الفَرارُ حَفيظَتي / وَمُصَمِّمٌ في الرَأسِ لَيسَ بِنابِ
أَعليَّ تَقتَحِمُ الفَوارِسَ هَكَذا / عَنّي وَعَنهُم خَبِّروا أَصحابي
فَغَدَوتُ أَلتَمِسُ القِراعَ بِمُرهَفٍ / عَضبٍ مَعَ البَتراءِ في أَقرابِ
وَغَدَوتُ اَلتَمِسُ القِراعَ وَصارِمٌ / عَضبٌ كَلَونِ المِلحِ في اَقرابِ
عَرَفَ اِبنُ عَبدٍ حينَ أَبصَرَ صارِماً / يَهتَزُّ أَنَّ الأَمرَ غَيرُ لِعابِ
أَدّى عُمَيرٌ حينَ أَخلَصَ صَقلَهُ / صافي الحَديدَةِ يَستَفيضُ ثَوابي
أَردَيتُ عَمراً إِذ طَغى بِمُهَنَّدٍ / صافي الحَديدِ مُجَرَّبٍ قَصّابِ
فَصَدَدتُ حينَ تَرَكتُهُ مُتَجَدِّلاً / كَالجِذعِ بَينَ دَكادِكٍ وَرَوابي
وَعَفَفتُ عَن اَثوابِهِ وَلَوَ اَنَّني / كُنتُ المُقَطَّرَ بَزَّني أَثوابي
عَبدَ الحِجارَةَ مِن سَفاهَةِ رَأيِهِ / وَعَبَدتُ رَبَّ مُحَمَّدٍ بِصَوابي
لا تَحسَبُنَّ اللَهَ خاذِلَ دينِهِ / وَنَبِيِّهُ يا مَعشَرَ الأَحزابِ
ذَهَبَ الوَفاءُ ذَهابَ أَمسِ الذاهِبِ
ذَهَبَ الوَفاءُ ذَهابَ أَمسِ الذاهِبِ / فَالناسُ بَينَ مُخاتِلٍ وَمُوارِبِ
يُفْشونَ بَينَهُمُ المَوَدَّةَ وَالصَفا / وَقُلوبُهُم مَحشُوَّةٌ بِعَقارِبِ
لا تَطلُبَّنَ مَعيشَةً بِمَذَلَةٍ
لا تَطلُبَّنَ مَعيشَةً بِمَذَلَةٍ / وَاِربَأْ بِنَفسِكَ عَن دَنِيِّ المَطلَبِ
وِإِذا اِفتَقَرتَ فَداوِ فَقرَكَ بِالغِنى / عَن كُلِّ ذي دَنَسٍ كَجِلدِ الأَجرَبِ
فَليَرجِعَنَّ إِلَيكَ رزقُكَ كُلُّهُ / لَو كانَ أَبعَدُ مِن مَقامِ الكَوكَبِ
غالَبتُ كُلَّ شَديدَةٍ فَغَلَبتُها
غالَبتُ كُلَّ شَديدَةٍ فَغَلَبتُها / وَالفَقرُ غالَبَني فَأَصبَحَ غالِبي
إِن أُبدِهِ يَصفَح وَإِن لَم أُبدِهِ / يَقتُل فَقُبِّحَ وَجهُهُ مِن صاحِبِ
البِس أَخاكَ عَلى عُيوبِه
البِس أَخاكَ عَلى عُيوبِه / وَاِستُر وَغَطِّ عَلى ذُنوبِه
وَاِصبِر عَلى ظُلمِ السَفيهِ / وَلِلزَمانِ عَلى خُطوبِه
وَدَعِ الجَوابَ تَفَضُّلاً / وَكِلِ الظَلومَ إِلى حَسيبِه
وَاِعلَم بِأَنَّ الحِلمَ عِن / دَ الغَيظِ أَحسَنُ مِن رُكوبِه
شَيئانِ لَو بَكَتِ الدِماءَ عَلَيهِما
شَيئانِ لَو بَكَتِ الدِماءَ عَلَيهِما / عَينايَ حَتّى تَأذَنا بِذِهابِ
لَم تَبلُغِ المِعشارَ مِن حَقَّيهِما / فَقدُ الشَبابِ وَفُرقَةُ الأَحبابِ
مالِي وَقَفتُ عَلى القُبورِ مُسَلِّماً
مالِي وَقَفتُ عَلى القُبورِ مُسَلِّماً / قَبرَ الحَبيبِ فَلَم يَرُدَّ جَوابي
أَحَبيبُ مالَكَ لا تَرُدُّ جَوابَنا / أَنَسيتَ بَعدي خُلَّةَ الأَحبابِ
قالَ الحَبيبُ وَكَيفَ لِي بِجَوابِكُم / وَأَنا رَهينُ جَنادِلٍ وَتُرابِ
أَكَلَ التُرابُ مَحاسِني فَنَسيتُكُم / وَحُجِبتُ عَن أَهلي وَعَن أَترابي
فَعَلَيكُمُ مِنّي السَلامَ تَقَطَّعَت / مِنّي وَمِنكُم خُلَّةَ الأَحبابِ
أَحُسَينُ إِنّي واعِظٌ وَمؤَدِّبٌ
أَحُسَينُ إِنّي واعِظٌ وَمؤَدِّبٌ / فَاِفهَم فَأَنتَ العاقِلُ المُتَأَدِّبُ
وَاِحفَظ وَصِيَّةَ وَالِدٍ مُتَحَنِّنٍ / يَغذوكَ بالآدابِ كَيلا تُعطَبُ
أَبُنَيَّ إِنَّ الرِزقَ مَكفولٌ بِهِ / فَعَلَيكَ بالإِجمالِ فيما تَطلُبُ
لا تَجعَلَنَّ المالَ كَسبَكَ مُفرَداً / وَتُقى إلَهَكَ فَاِجعَلَن ما تَكسِبُ
كَفِلَ الإِلَهُ بِرِزقِ كُلِ بَرِيَّةٍ / وَالمالُ عارِيَةٌ تَجيءُ وَتَذهَبُ
وَالرِزقُ أَسرَعُ مِن تَلَفُّتِ ناظِرٍ / سَبَباً إِلى الإِنسانِ حينَ يُسَبَّبُ
وَمِنَ السُيولِ إِلى مَقَرِّ قَرارِها / وَالطَيرُ لِلأَوكارِ حينَ تُصَوِّبُ
أَبُنَيَّ إِنَّ الذِكرَ فيهِ مَواعِظٌ / فَمَنِ الَّذي بِعِظاتِهِ يَتَأَدَّبُ
فَاِقرَأ كِتابَ اللَهِ جَهدَكَ واِتلُهُ / فيمَن يَقومُ بِهِ هُناكَ وَيَنصَبُ
بِتَفَكُّرٍ وَتَخَشُّعٍ وَتَقَرُّبٍ / إِنَّ المُقَرَّبَ عِندَهُ المُتَقَرِّبُ
وَاِعبُد إِلَهَكَ ذا المَعارِجِ مُخلِصاً / وَاِنصِت إِلى الأَمثالِ فيما تُضرَبُ
وَإِذا مَرَرتَ بِآيَةٍ وَعظِيَّةٍ / تَصِفُ العَذابَ فَقِف وَدَمعُكَ يُسكَبُ
يا مَن يُعَذِّبُ مَن يَشاءُ بِعَدلِهِ / لا تَجعَلَنّي في الَّذينَ تُعَذِبُ
إِنّي أَبوءُ بِعَثرَتي وَخَطيئَتي / هَرَباً إِلَيكَ وَلَيسَ دونَكَ مَهرَبُ
وَإِذا مَرَرتَ بِآيَةٍ في ذِكرِها / وَصفَ الوَسيلَةِ وَالنَعيمِ المُعجِبُ
فَاِسأَل إِلَهَكَ بِالإِنابَةِ مُخلِصاً / دارُ الخُلودِ سُؤالَ مَن يَتَقَرَّبُ
وَاِجهَد لَعَلَّكَ أَن تَحِلَّ بِأَرضِها / وَتَنالَ روحَ مَساكِنٍ لا تَخرَبُ
وَتَنالَ عَيشاً لا اِنقِطاعَ لِوَقتِهِ / وَتَنالَ مُلكَ كَرامَةٍ لا تُسلَبُ
بادِر هَواكَ إِذا هَمَمتَ بِصالِحٍ / خَوفَ الغَوالِبِ أَن تَجيءَ وَتُغلَبُ
وَإِذا هَمَمتَ بِسَيِّءٍ فَاِغمِض لَهُ / وَتَجَنَّبِ الأَمرَ الَّذي يُتَجَنَّبُ
وَاِخفِض جَناحَكَ لِلصَديقِ وَكُن لَهُ / كَأَبٍ عَلى أَولادِهِ يَتَحَدَّبُ
وَالضَيفُ أَكرِم ما اِستَطَعتَ جِوارَهُ / حَتّى يَعُدُّكَ وارِثاً يَتَنَسَبُ
وَاِجعَل صَديقَكَ مَن إِذا آخيتَهُ / حَفِظَ الإِخاءَ وَكانَ دونَكَ يَضرِبُ
وَاِطلُبهُمُ طَلَبَ المَريضِ شِفاءَهُ / وَدَعِ الكَذوبَ فَلَيسَ مِمَّن يُصحَبُ
وَاَحفَظ صَديقَكَ في المَواطِنِ كُلِّها / وَعَلَيكَ بِالمَرءِ الَّذي لا يَكذِبُ
وَاِقلِ الكَذوبَ وَقُربَهُ وَجِوارَهُ / إِنَّ الكَذوبَ مُلَطِّخٌ مَن يَصحَبُ
يُعطيكَ ما فَوقَ المُنى بِلِسانِهِ / وَيَروغُ مِنكَ كَما يَروغُ الثَعلَبُ
وَاِحذَر ذَوي المَلَقِ اللِئامَ فَإِنَّهُم / في النائِباتِ عَلَيكَ مِمَّن يَخطُبُ
يَسعَونَ حَولَ المَرءِ ما طَمِعوا بِهِ / وَإِذا نَبا دَهرٌ جَفَوا وَتَغَيَبوا
وَلَقَد نَصَحتُكَ إِن قَبِلتَ نَصيحَتي / وَالنُصحُ أَرخَصُ ما يُباعُ وَيوهَبُ