القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : كاظِم الأُزْري الكل
المجموع : 2
يا برق وجرة هل فطنت لما بي
يا برق وجرة هل فطنت لما بي / فأتيت تخبرني عن الأحباب
يا برق لولا المنجدون عشية / ما بل وكاف الدموع ثيابي
إن الألى حجبتهم كلل النوى / ضربوا على اللذات كل حجاب
أي المعالم لم اسلها بعدهم / وبأي واد ما حبست ركابي
وبحي رامة معرك نصرت به / عفر الكناس على أسود الغاب
من آخذ بدم القتيل أراقه / في الترب بيض كواعب أتراب
لا تطلبوا مني الهدوء فإنه / سلب الهدوء غداة يوم رباب
وبمهجتي الغادون يوم محجر / والركب بين تعانق وعتاب
حتى طويت بغيرهم عن ذكرهم / كالقشر يطوي فيه كل لباب
يا للعجيبة كيف يخفر عندهم / عهدي وهم حي من الأعراب
ساروا الغداة فسار أثرهم الصبا / فالعيش مثل وساوس المرتاب
بأبي الشباب بليت فيه بغائب / قد ضمه سفر بغير إياب
وتولت البيض الحسان لشأنها / يزهدن في صلتي وفي استصحابي
أنكرن لون البازحين رأينه / في لمتي وبكين فقد غراب
قل يا شباب متى تمن بأوبة / أم لا يحل عليك حال مآب
كن يا فؤاد كما عهدتك آنفا / من ذا يلام على هوى وتصاب
دم في ملازمة الغرام فإنما / سبب الدخول دوام قرع الباب
أنسيت أياما خلون كأنها / حور الجنان تطوف بالأكواب
وبذي الثوية نسمة نجدية / تهدي من النشوات كل عجاب
جاءت ممسكة كأن ذيولها / مغمورة بلطائم الأطراب
جاءتك تحمل نشر كل غديرة / سوداء تسبح في غدير شباب
ومن البلية إن علقت بناعم / قيد النواظر شعة الألباب
يا مسكري بشراب كأس لحاظه / ما خلت في الألحاظ كأس شراب
هيهات إن يصحو فؤاد معربد / ذهبت به عيناك أي ذهاب
عاهدتني وأخال عهدك صادقا / ما في خلال الروض لمع سراب
لم أنس ليلة حط عنه لثامه / كالصبح جرد عنه كل نقاب
وسكرت من فيه بجام أحمر / مرت الثنايا فيه در رضاب
لم يشجني إلا نواه وإنما / فقد الأحبة فوق كل مصاب
وأرى الحياة لذيذة لكنها / ربما تمل لفرقة الأحباب
ذهبوا بواعية القلوب كأنما / طارت ركاب القوم بالألباب
اشكو كما تشكو الكواكب من دجى / ليل أطال عذابها وعذابي
دأبي مسامرة النجوم وإنها / نعم المسامر لو وعت لخطابي
يا سعد ذرني من إعادة ما خلا / وتناس ذكر شبيبة وتصاب
قم ننهب الساعات في طلب العلى / وتناس ذكر سوالف الأحقاب
ذرني وبادرة المسير فقد شكا / طول الإقامة في الجفير ذبابي
ذرني أنل سبب السعود فإنما / دارت رحى الأشياء بالأسباب
وأكلف الوجناء زورة باسل / خضل البنان مقدس الأحساب
هذا سليمان الذي فتحت به / زرق الأسنة مقفل الأبواب
يرد الوغى فترى الرجال هزيمة / والخيل ناكصة على الأعقاب
مستودع في سيفه ويراعه / تنميق كل كتيبة وكتاب
ملئت كنانته سهام عزائم / باتت تراش بحكمة وصواب
فالعز منعقد بيمن يمينه / كالكأس منتظم بكأس حباب
وتحن أعطاف الزمان لحكمه / كحنين هاجرة لوصل رباب
وترى وجوه الصيد نحو قبابه / شعثا لطول ترشف الأعتاب
وكأنما رسل المنايا نبله / تمضي فلم تقنع بغير جواب
علم العلوم يكاد سر يراعه / يستل تبرأ من حقير تراب
نشوان لم يعبث بكأس مدامة / إلا مدامة حانة الآداب
مغض على ضرب الطلى لكنه / متململ كتململ الأواب
فلك يموج الدهر من حركاته / ما بين طعن مارق وضراب
بطل يفض ختام كل كريهة / فيعود من دمها بغير خضاب
وترى صروف الدهر تصرف باسمه / كالجن تدحر بانقضاض شهاب
وسمت له الأيام في جبهاتها / موشية الأحساب والأنساب
لم يبق فضل قط إلا ناله / سبحان من يعطي بغير حساب
لم يتخذ إلا الجياد سرادقا / وكفى بتلك القب سجف قباب
أسد تملك وجه كل جميلة / أعيت مذاهبها على الخطاب
متلاطم العزمات غير مدافع / كاليم ماج بزخرة وعباب
يلقى أنابيب القنا فيعيدها / من بعد حدتها لديه بناب
فلك على الدنيا تدير يمينه / فلكين من ذهب ومن أذهاب
وأتى الزمان حذار سيفك تائبا / مما جنته سوالف الأحقاب
إن رمت توطئة المرام الأصعب
إن رمت توطئة المرام الأصعب / فاركب من الأقدام أخشن مركب
أربا بنفسك أن تذودك شهوة / دون انتصابك فوق اشرف منصب
لا تكثرن من الشباب وذكره / أنت ابن يومك لا ابن ماضي الأحقب
وتلاف من قبل الفوات فربما / أعياك غمز العود بعد تصلب
مالي وللنفر الطلاح تنافروا / عني كما نفر الغنى عن مترب
لا تنكري حالا تغير منهم / فالكل تحت مكوكب متقلب
أيروم غيرهم بقلبي مسكنا / يا سرب ما هذا كناسك فاسرب
كم من أخ لك غير أمك أمه / تنسيك سيرته أخاء المنسب
دارت بشملهم الليالي دورها / فتنقبوا كهلالها المتنقب
أقمرت يا ليل الحجون بأوجه / كانت إذا حجب الضحى لم تحجب
لم أنس ظعنهم المجد كأنه / يسعى به السلوان سعى القطرب
قف باجهام على ديارهم ونب / عن دمع صبهم بأوطف صيب
واحفظ مغيب القوم حفظ حضورهم / أنعم بهم من حاضرين وغيب
سحروا الشجي وهم رقاه فمن لنا / بالسحر يقرأ من عيون الربرب
بعثوا الخيال ندية نفحاته / كالريح لم تعثر بدو مجدب
لم أنس يوم خلت بها روادها / تجني أسارير السرور وتجتبي
وأدت بشاشته بنات همومها / فالتام شعب القوم بعد تشعب
أيام زاد نتاجها عقم النوى / ومن الغنيمة عقم من لم تنجب
إن اخلقت ديباجتي بسراهم / فمن التثبت بعدهم لم أسلب
لم يسلني بعد الديار ولم أصخ / اذنا لهينمة الغراب الأنعب
يا ساقيي بم التعلل بعدهم / هل في الإناء بقية لم تشرب
غادين لم يدعوا سهولة مغنم / بل اعقبوا نزوان يوم أصعب
تلك الوجوه خلت بكل ملاحة / أعزز بهاتيك الوجوه واحبب
كانوا إذا الآفاق قطب نوؤها / نوءا يهلل وجه كل مقطب
يا غلوة البيت التي نزحت بهم / لو طاش سهمك لم يفتني مأربي
أفكلما فطن الزمان لجيرة / طارت نعامته بذاك الموكب
أهذيم لا تنكر بمثل شرابهم / طربي ومن يشرب يلذ ويطرب
فاقدح لمحو الصحو أقداح الطلا / فالزند لولا قدحه لم يثقب
سفها لرأيك أي ترتيب على / من كان بغيته الغلام الشيرب كذا
ممنوع أطراف المراشف عذبها / لولاه مضمضة اللها لم تعذب
أتلومني والنفس مولعة به / أبعد خطاك بلومه أو قرب
واسلك من الأشياء واضح سبلها / ودع الأخير إلى الطريق المتعب
أيها فإن لكل ضيق فرجة / والغيث تلو البارق المتلهب
لم يثنني لاح ألح بذكركم / ومن الغباوة أن تميل إلى الغبى
أقلقتم كبدي فسامرني النوى / وصممت عن سمر النديم المطرب
من لم تؤدبه خلائق طبعه / الفيته بالسيف غير مؤدب
ورأيت الحي من لحاني صاحبي / يا نفس آن أوان أن لا تصحبي
وذري العتاب فما هنالك سامع / شرع عليك عتبت أم لم تعتبي
وبدا التساوي في المساوي للورى / شبه الأراقم ما خلت من معطب
معه يا خلي عن الشجي ولا تسل / عن موقع الأشياء غير مجرب
ضاق الخناق بهم ولكن الهوى / يرضي المحب بمثل جحر الأرنب
يا لاحيي ألم يقل لكما الهوى / إن اكتساب اللوم الأم مكسب
هل فيكما ان تنشدا لي ساعة / عقلا أضلته عقائل تغلب
أو تبردا لي مهجة حرانة / ألهبتها بشموس آل مهلب
يا سلم ما سلمت سهامك من دمي / فالسهم إن يك ذا نفوذ ينشب
هذي الديار بمقلتيك مطاحة / إن رمت تخضيب البنان فخضبي
لا تحسبي ليلى وليلك واحدا / شتان بين منعم ومعذب
بات الكرى أهدى إليك من القطا / وظلتت منه ولا كخابط غيهب
أنسيت يوم شجتك وعوعة الوغى / فأجبت داعيها بقلب قلب
والسمر ترسب في الكبود كعوبها / والخيل تطفح في الغدير الأصهب
والنفس مهما عوفيت من نكبة / نسيت مرارتها كأن لم تنكب
والدهر أتاء بكل عجيبة / من يعرف الأيام لم يتعجب
لم يبق للأكياس ضرس في فم / إلا وأورده مرير المشرب
لا تعجبا لفساد كل صحيحة / فالناس في زمن كجلد الأجرب
ليس الهوى مني ولست من الهوى / لولا اعتراض السرب يوم محصب
هي لحظة بين الحدوج أدرتها / يا نظرة كانت خلاف الأصوب
عثر الجواد وكان مأمون الخطى / ونبا الحسام وكان صلت المضرب
أزف الرحيل فهل صديق صادق / يلقى الخليل بخلة لم تكذب
والراقصات بذي الأراك كأنها / حبب المدام تراقصت في الأكوب
لا روّعن الصحصحان بسهلب / في كل عضو منه همة سلهب
أي المرام يفوتني وقعيدتي / ريح يقال لها بقية شزب
لا تحسبن الأمر مزحة عابث / لاحت طلايعها فيا خيل اركبي
ما ضاقت الأرض الوساع على امرىء / هيهات ما في فجها من مذهب
ما للمعالي حاجة في عاجز / يأبى المعرس في هجير السبسب
والحزم حيزوم الأبى فخذ به / لا ترع شاءك في المكان المذئب
واحد عداوات الرجال ودارها / إن لم تكن جدة لديك فرحب
وافطن لادوية الأمور فإنما / سم الأفاعي غير سم العقرب
وإذا تنكه من مكان ريحه / فتخط منه إلى المكان الأطيب
نعم المعين على نيوب نوائب / بحديد ناب للشفار ومخلب
إني وإن أمسيت صفر أنامل / فمعظم الأفلاك غير مكوكب
يا ناق ان حمى سليمان الندى / مرعى الخصيب فيمميه لتخصبي
هذي منازله فراديس المنى / ومنابع الكرم التي لم تنضب
هبي له تصلي إلى حرم الغنى / لا بد من سبب لكل مسبب
أقليدس الحكماء إلا أنه / ترمى العدى منه بداء الثعلب
متسنم من كل مجد صهوة / إن تركب الشهب السواري يركب
طلعت بأبهة العجائب شمسه / باللَه يا شمس انظري وتعجبي
حلال عقد الدهر عاقد حله / بالماضيين مثقف ومشطب
صرام ما وصل الملوك من العرى / وصال ما صرم الزمان المستبي
متلبب بالحزم مدرع به / هناك سجف الدارع المتلبب
مختالة بدم الفوارس خيله / كالخود ترفل بالطراز المذهب
إن المعالي في سواه معارة / فكأنهن خضاب فود الأشيب
وعلى الملوك له ديون جمة / بضمان معتدل الشطاط وأحدب
لبس الخلاعة في الندى لا يرعوي / لطنين واش أو هرير مؤنب
يسخو بما لم يسخ ذو كرم به / ابداً ويعتذر اعتذار المذنب
وإذا تمردت الفوارس راعها / بطروق أروع كانقضاض الكوكب
يفني الألوف بواحد متنمر / لم يخش بائقة ولم يتهيب
ذيال سابغة يجر ذيولها / بين الأشاوس كالمدل المعجب
بأبي كسوب بالقنا لا ينثني / عن جيش أبرهة إذا لم يكسب
شرس المراس يقوم دون محله / كسرى مقام الخائف المتهيب
ملك ترعرع في المحامد ناشئا / وعلى رضاع العز والتقوى ربي
ومهذب لا طعن فيه لطاعن / وكذاك فليك طبع كل مهذب
قاد المعالي آخذا بخطامها / أخذا يدين خشونة المستصعب
مه يا مقل فقد ظفرت بواهب / من منفسات المال ما لم يوهب
وخذ الأمان من الزمان بخادر / ذي مخلب في كل جلد منشب
متورك فوق الحوادث راكب / من مصعبات الدهر ما لم يركب
أخذ الرئاسة عن أنابيب القنا / عما تدبره أنامل قعضب
وقف على أقدامه ونواله / شكر الوشيج ومشكلات المأرب
صفر من الشيم الدنايا مفعم / من كل صالحة وعز مؤشب
ثاني الأعنة من حوادث دهره / سيان ما صعبت وما لم تصعب
قرم تفرست القروم برأيه / كابن تورث ما تورث عن أب
والعز طورا بالحسام وتارة / بمهند من رأي كل مهذب
لا يمتطي إلا العويص قيادها / إن الأبية مركب الطبع الأبي
بأبي الذي يلقى الكتائب باسما / والحرب تكثر عن نواجذ مغضب
والخيل راقصة على نغم القنا / والبيض معجمة لصورة معرب
وله على أهل البسيطة كلها / فضل النجوم على سواد الغيهب
وإذا نشرت ذؤابة من علمه / عطرت نواحي شرقها والمغرب
فهو النهاية بالمعارف كلها / شرف به دون العوالم قد حبي
أمطوح الآراء بالحكم التي / كتبت على الإلهام ما لم يكتب
عجبا لخيلك كيف تحمل فارسا / قد زاحم الفلك المحيط بمنكب
كم صارم جردت منه صوارما / تفنى الشعوب بضربها المتشعب
وكتيبة شهباء رعت بها العدى / كالصبح غار على الظلام بأشهب
يأبيك كم تلهو سيوفك بالطلى / ملهى أصيبية بدارة ملهب
نهنه ظباك عن العدى مترفعا / فالرفق شنشنة السري المنجب
وإذا الأمور هفت وضل دليلها / كنت الهدوء لقلبها المتقلب
أنت الغياث إذا النفوس تحشرجت / بمصعد من كربها ومصوب
ومتى تعذر لابن انثى مطلب / ألفاك مغناطيس ذاك المطلب
يا سرحة المعروف إن قلائصي / هربت إليك من الزمان المجدب
حطت على رغم المحول رحالها / بأبل ناد للمكارم مخصب

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025