المجموع : 3
قلبٌ بحب الغانيات طروب
قلبٌ بحب الغانيات طروب / إن شفه وجدٌ يكاد يذوبُ
ما باعه يوماً حبيبٌ راحل / عن لبه الاشراه حبيب
فكأنما الغيد احتللن صميمه / وكانه واد لهن خصيب
ذاتَ القوام وحسب قدك انه / غصن كما شاء النسيم رطيب
للحسن فيك سريرة لا تنتهي / الا اذا هزم الشباب مشيب
حُجب الدجى لما سدلت شبيهه / فكأن ليلى فرعك الغربيب
كيف الفرار من الغرام وحكمهُ / بيد القضاء مسطر مكتوب
ما للحبيب عليَّ فيه من الدجى / واشٍ ومن زهر النجوم رقيب
حتى كأن الليل مثلي عاشق / وسواده مما عراه شحوب
قل للمؤنب ان يكفَّ فربما / أغرى القلوبَ على الهوى التأنيب
ما انفك ينصح لي ولستُ بمرعوٍ / ما دام نصح العاذلين يريب
عرفوا هواي فأكثروا تثريبهم / والحب ليس يقلُّه التثريب
خوض الردى من أن يكون لهم معي / في من أحب مدى الحياة نصيب
من ذاق آلام الهوى قال الهوى / نار يراد بحرِّها التعذيب
وجد كبأس الدهر روَّع مهجتي / والدهر من حنق عليّ غضوب
هي مهجة تبغي المجرة مشرعاً / لا همها المأكول والمشروب
مالي أرى الدنيا كنهر مترع / والظل معكوس به مقلوب
أنا مثل حسان يثاب بأحمد / واللَه عنه على الثناء يثيب
هدِيت اليه النفس بعد عنائها / كالروض يهدينا اليه الطيب
فنظمت تهنئة الوكيل ومعجز / نظمي لآلئ ما لهن ثقوب
فافخر أريب النيل وازهَ بمنصب / ما زانه يوماً سواك أريب
بلغت بك الآداب أبعدَ شأوها / وسما بك العرفان والتهذيب
جبت البلاد حزونها وسهولها / ما بين فكر في الغيوب يجوب
في أي أرض زرتها جثم الدجى / في ظل وجه عن ذكاءَ ينوب
فكأنه سلطان زنج أمَّهُ / خاقان تُركٍ فهو منه هيوب
خضت الخضم فكان يمّاً فوقه / متلاطم طلق اليدين وهوب
بحران بحر بالفضائل والندى / طامٍ وآخرُ زاخرٌ يعبوب
في ذاك در تبتغيه خريدة / ولديك در يرتجيه أديب
لما تبوأت السفينة خلتها / خيساً وأنت القسور المرهوب
فلك تمر كأنها عهد الصبا / أو أدهم يطوي الفلا سرحوب
أو شامخ فوق المياه مسيّر / صنع الاله وإنه لعجيب
تعلو وتهوي كالعقاب محلقاً / ينتابه التصعيد والتصويب
إن أدبرت راعت وإن هي أقبلت / راقت ومرأى المنظرين غريب
فلك إذا سبحت فكفك بحرها / وسنا علاك لواؤها المنصوب
وضياء وجنك كوكب تهدى به / أو فرقد لا يعتريه مغيب
حتى رجعت وقد عجزت عن الذي / يقضي به التأهيل والترحيب
فلو استطعت شرعت من حدق الورى / سبلا تمر بها وأنت مهيب
وجعلت أفئدة العداة كأنها / طرق تجوس خلالها ودروب
ولو امتلكت النيرات رصفتها / حصباء تغدو فوقها وتؤوب
عَودٌ أعاد لنا الحياة وطيبها / فكأننا مرضي وأنت طبيب
واخضرت الدنيا وزان جمالها / ثوب من البشر الجزيل قشيب
وتعطرت أرجاء مصر وجادها / من كفك المتهلل المسكوب
واستبشرت بك مهجة قد سرها / طيب الاياب وشخصك المحبوب
لم ألق قبل عداك قوماً أوهموا / أن العلاءَ مثالب وعيوب
دغلت صدورهمُ لما أوتيته / وبدت عليهم فترة وقطوب
شبوا حقوداً لم يطيقوا حرها / فهم الغداة وقودها المشبوب
وكأنهم قد وُسّدوا ناراً فلم / تهدأ لهم عند الهجوع جنوب
لك بينهم وثباب أغلبَ ضيغم / ولهم كاسراب النمال دبيب
هم حاولوا أن يحرجوك فكادهم / صدر كترجيم الظنون رحيب
خفي الصواب إذا استوى بك غِرُّهم / لا يستوي ليث العرين وذيب
قد أطفأ الرحمن نور حظوظهم / لما تألق حظك الموهوب
وأمال قائم أمرهم في مأزق / أودي به المهزوم والمغلوب
ولئن أردتَ نضالهم أصماهمُ / قلمٌ بكفك كالقضاء يصيب
هو كالظبا حدّاً فتلك خضيبة / بدمٍ وهذا بالمداد خضيب
شكت المقادير المسوقة خلفه / لغبا ولما يعتوِره لغوب
حتى لقد دهشت أنابيب القنا / مما يسطر ذلك الأنبوب
عُودٌ من الفردوس عند محبه / ولدى العدوّ كانه الهوب
إني لأَعجب كيف لم يورق ولم / يزهر وكفك كالغمام يصوب
يكفيك أنك في العلاء إلى السهى / وإلى النجوم وسعدها منسوب
أكبرت عَودك غير ملتفت الى / ناءٍ سواك إيابه مرقوب
فسهرت أنظم في ثناك ليالياً / وأنا بمدحي في علاك طروب
يكفيك مني في رحابك شاعراً / قد زانه التثقيف والتأديب
يبقى لك الذكرَ الجميلَ وشعرُهُ / بفم الزمان وسمعهِ منهوب
ولقد صدقتك في المديح وللورى / شعراء أكثر شعرهم مكذوب
أطريك لا أبغي النوال وانما / مرآك عندي المطمح المطلوب
لك أن تقيم بأيّ مصر شئته / ولمدحك التشريق والتغريب
مدح يرتله الزمان وأهله / ويقيم فيهم ما أقام عسيب
يا زهرة الدنيا ومن
يا زهرة الدنيا ومن / هو في المعالي كوكب
ان كان ذمك نابح / فلأنت ليث أغلب
أدبته حتى ارعوى / عن غيه المتأدب
وأتيتُ ملتمساً له / عفواً ونعم المطلب
فارفق عليه فانه / قد تاب مما يكتب
والنعل حاضرة اذا / عادت اليك العقرب
سدد سهامك عند كل خطاب
سدد سهامك عند كل خطاب / لست الذي ترجى ليوم مصاب
أمبشر يهدي العباد لدينه / أم ضيفن مذق اللسان محاب
اللَه ياروزفلت يا ارقى الورى / علماً وادرى الخلق بالآداب
ماذا دهاك وكنت ضيف معاشر / اسدوا اليك المدح بالاطاب
علمتنا معنى الجمود ولم تكن / الا يداً عملت لكل خراب
هبوا معي فالضيف اسقط حقه / يا معشر الشعراء والكتاب
برح الخفاء وبان روزفلت لنا / من ابغض الاعداء لا الاحباب
برح الخفاء فلا تكونوا أمة / تدع الدخيل يعضها بالناب
اياكم ان تركنوا لزخارف / تثنيكمُ عن مجلس النواب
اني ارى الدستور يخطر بينكم / لا تتركوه فانه بالباب