القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو الفضل الوليد الكل
المجموع : 6
سَيفي عشقتُ كما عشقتُ الحاجبا
سَيفي عشقتُ كما عشقتُ الحاجبا / وخَبرتُ من هذا وذاكَ مضاربا
فعلمتُ أن السيفَ أهونُ وقعُهُ / من حاجبٍ غلبَ الشجاعَ الغالبا
فإذا فتحتُ القلبَ أُبصرُ حاجباً / وإذا فتحتُ الثوبَ أُبصرُ قاضبا
وأخو المروءَةِ والشهامةِ هكذا / يَقضي الحياةَ مُغازلاً ومُحاربا
طوراً يذودُ عن الديارِ وتارةً / بحسامهِ يَحمي الفتاةَ الكاعبا
المجدُ عندَ الأكرمينَ أخو الهوى / من لم يحبَّ قضى حَزيناً خائبا
واحسرتاه على فؤادٍ لم يكن / يوماً ليعرفَ وعدَ حبٍّ كاذبا
عبثَ الشقاءُ به وهل من راحةٍ / لِفتى تراهُ للفضائلِ صاحبا
نفسي تذوبُ على فتاةٍ ثغرُها / بردٌ أراه كلَّ يومٍ ذائبا
بسماتُهُ لقلوبنا كغمامةٍ / لزروعِنا المتموِّجاتِ كتائبا
وكما بزهرِ الرَّوضِ تلعبُ نفحةٌ / ما انفكَّ مبسمُها بقلبي لاعبا
ولقد لهَوتُ بعقدها فكأنني / نلتُ الثريَّا والشهابَ الثاقبا
وَشَممتُ زنبقَ نحرها في خدرِها / فغدوتُ عن زهرِ الحديقةِ راغبا
ذيالِكَ النحرُ الذي قبَّلتُهُ / كنزُ السعادةِ لي وكنتُ الناهبا
لما مَدَدتُ يدي إليه كسارقٍ / زَحزَحتُ عن صبحِ اليقينِ غياهبا
وأعَدتُها وأعَدتُ أنفاسي إِلى / صَدري لأوقِفَ فيهِ قلبي الهاربا
لمّا وَرَدتُ الماءَ صارَ لهيبا
لمّا وَرَدتُ الماءَ صارَ لهيبا / وبحُبِّها أستَعذِبُ التّعذيبا
لم أنسَ ليلاً فيه حلَّت شَعرَها / فشَمَمتُهُ زهراً تضوَّعَ طِيبا
وفمي بفيها لاصقٌ وأضالعي / كادت تشقُّ ضلوعَها تقريبا
فرنت إليَّ وأغمَضت أجفانها / ففَتَحتُ قلبي للنّعيمِ رَحيبا
وهَوايَ أنساني البريَّةَ كلَّها / وجَوايَ ذوَّبَ مُهجتي تذويبا
وكأن أنفاسَ الخميلةِ حَولنا / سارت تُرَجِّعُ زَفرةً ونحيبا
أكذا نموتُ لكي نفوزَ بقبلةٍ / كانت على ظمأ الغرامِ لهيبا
الغانياتُ ضَحِكنَ من شُهَدائنا / وأرَينهُم يومَ الوصالِ عَصيبا
وزَعمنَ هزءاً أنهنَّ رَحَمنَهُم / ولهم جَعَلنَ من الخصورِ نصيبا
ذاك النصيبُ هو النحولُ وهكذا / نُعطي خَصيباً آخذين جَديبا
فورحمةِ العشّاقِ لستُ براجعٍ / حتى أرى عِنبَ الخدودِ زَبيبا
جُودي بوَصلٍ فالهوى غلّابُ
جُودي بوَصلٍ فالهوى غلّابُ / حتَّامَ قلبُك خافقٌ هيّابُ
الوقتُ يذهبُ يا مليحةُ مُسرِعاً / الوَقتُ لا بل عمرُنا الذهّاب
ما كان أجمَلَ روضةً أزهارُها / في وَجنَتيكِ وفي الفمِ الأطياب
فيها تناثرَ مثلَ عقدِكِ دَمعُنا / فتناثرَ النسرينُ والعنّاب
ما نلتُ إلا نظرةً أو بسمةً / قد يدَّعيها العاشقُ الكذاب
ما كان أجملَ سبحةً من صاحبِ
ما كان أجملَ سبحةً من صاحبِ / أبداً تُذكِّرُني مودَّةَ غائبِ
قد عطَّرتها راحتاهُ فعبَّقت / في راحتيَّ شذا بخورٍ ذائب
فإذا لهوتُ بها طربتُ وأشبَهت / أوتارَ عودٍ تحتَ أنملِ ضارب
حبّاتُها تُربي على مائة وفي / تطويلها طولٌ لعمرِ الواهب
فبها أعدُّ صبيحةً وعشيةً / حسناتِهِ فأفيهِ بعضَ الواجب
هي سبحةٌ سوداءُ يسرٌ حبّها / فاليسرُ مأمولٌ بفألِ اللاعب
شيبت بمرجانٍ ورُصِّعَ بَعضُها / نثرَ اللجينِ أشعّةً من ثاقب
فرأيتُ منها ليلةً قد أشرقت / بضياءِ شمعٍ أو بنورِ كواكب
حسَّنتُ نظمي من محاسنِ نظمِها / فاهتَجتُ لذَّةَ سامعٍ أو راقب
للقلبِ إن طالَ البعادُ تقرُّبُ
للقلبِ إن طالَ البعادُ تقرُّبُ / ولهُ إذا حالَ الودادُ تجنُّبُ
شبَّهتُ في سَفري قلوبَ أحبَّتي / والموجُ حَولي مُزبداً يتقلَّب
بِذُرَى جبالٍ في الصَّبيحةِ تنجلي / ومن السَّواحلِ سارَ يَدنو المركب
أمّا الحياةُ كما عَلِمتَ فصعبةٌ / والسَّعدُ من نيلِ الثُّريَّا أصعَب
سببُ الشَّقاوةِ حرصُنا وطموحُنا / إنَّ الشقاءَ مع الرجاءِ لطِّيب
لكن إذا طالَ الزمانُ ولم نجد / فرَجاً يُخَفِّفُ ما به نتَعذَّب
ورَأيتَ دمعكَ في قنوطِكَ جامداً / والماءَ من رَوضِ الشبيبةِ ينضب
وسمعتَ نعقةَ بومةٍ تحتَ الدُّجى / وشهدتَ نصلاً بالدماءِ يُخَضِّب
ودِّع هَواكَ ودَع مُناكَ مُسائلاً / أكذا النفوسُ بلا عزاءٍ تذهَبُ
قُل لي أقرَّحتَ الجفونَ تسهُّداً / وضرَبتَ قلباً في الهوى يتلَّهب
فسمعت فيه هاتفاً لك قائلاً / إن المنايا من مناك لأقرب
قُل لي أسامَرتَ الكواكبَ هاجساً / ودَعوتَ أشباحاً تئنُّ وتهرب
فرأيتها صفراً وحمراً تارةً / تبدو وطوراً بالسَّحائبِ تُحجَب
قُل لي أسرتَ عن الجمالِ مفتِّشاً / فرأيتَ في سوقٍ بغيّاً ترقُب
فدَنوتَ مفتوناً بحُسنِ خِضابها / وهَرَبتَ من أفعى تفحُّ وتلسب
قُل لي أسرتَ مع الرِّفاقِ لنزهةٍ / وغدوتَ تلهو في الرياض وتلعب
وشربت كأس الخمر مترعةً وقد / غنَّتكَ غانيةٌ فؤادَك تخلب
فغدوتَ نشوان المدامةِ والهوى / في الظلِّ من كاسٍ وعينٍ تشرَب
غرقان في لذَّات بابلَ ضاحكاً / مُتمايلاً لرنينِ عودٍ تطرَب
حتى إذا نفَث الشَّرابُ بُخارَهُ / أصبَحتَ تبكي كالصَّغيرِ وتنحب
وكأنَّ كفّاً في الظَّلامِ خَفيّةً / جاءت على جُدرانِ قلبكَ تكتُب
فدَعِ الأمانيَّ الكواذبَ وافتَكر / فلعلَّ صدرَك بالتفكُّر يرحب
وارغَب عن الدنيا الغرورِ وأهلِها / إن كان قلبُكَ بالفضيلةِ يَرغَب
واعبُس إذا أبصرت ثغراً باسماً / إنَّ الملاحةَ كالسَّعادَةِ تكذب
سَل عَن تبابعةٍ عظامٍ مأرِبا
سَل عَن تبابعةٍ عظامٍ مأرِبا / فهنالكَ السدُّ المحدِّثُ عن سَبا
مدنيةُ اليمنِ العجيبةُ أنتَجَت / مدنيةً في مصرَ كانت أعجبا
غمدانُ بينَ قصورهِ وحصونهِ / من أنجُمِ الإكليلِ يُطلِعُ كوكبا
وبقبَّةٍ نجرانُ تَعرفُ قسَّها / حيثُ ارتَدت صنعاءُ ثوباً مُذهَبا
إن الذي بعثَ النبيَّ محمداً / بعروبةِ القرآنِ شرَّفَ يعربا
آياتُه قد نُزِّلت عربيةً / فالله بالقرآنُ ينطقُ مُعربا
كلُّ اللغاتِ تذلُّ للُّغةِ التي / عزَّت وقد كانت أحبَّ وأعذَبا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025