المجموع : 4
طلب العلا فنال فوق المطلب
طلب العلا فنال فوق المطلب / في عزم غلاب وهمةٍ أغلب
وسما بما أوفت له آباؤه / ولرب سام للعلاء بلا أب
لا غرو أن طلب العلا من قومه / أما نبي أو وصي عن نبي
هذا أبو الفضل الذي جمع النهى / عزم الشباب له ونسك الأشيب
تاقت إلى نيل العسلا حوباؤه / في اللَه لم يحتج لقول مرغب
ولكم تعرضت العواذل دونه / فانصاع لم يحفل بلوم مؤنب
سلك البحار وهن جوداً كفه / والبر يقطعه بصدر أرحب
فجبال هذا من رصانة حلمه / وعباب هذي من نداه المخصب
وأرى المراكب في البحار محلها / وأراه بحراً حاصلاً في مركب
فاعجب له بحراً يحل بمركب / إذ ليس يغمره بموج مرهب
واعجب لفلك قد طغى وبضمنه / من حلمه جبل ولما يرسب
لكنما فيه استطار مسرةٌ / فطفت له في الماء خفة مطرب
ولو أن ناراً قد سرت فيه خبت / لمضى يزج بعزمه المتلهب
حتى إذا اجتاز القفار ومزقت / أيدي المطي به أديم السبسب
نشقت به البطحاء أطيب نكهةٍ / من طيب ورث العلا من طيب
ما زال يدنو وهي تعلو رفعةٍ / حتى استقلت فوق هام الكوكب
ورأت شمائل هاشمي لم تكن / أبداً قرابته تناط بأجنبي
عقد الأزار فحل ما بين الرجا / والخوف عقدة أدمعٍ لم تنضب
فكأن كل الأرض كانت عنده / حرماً وكل الدهر يوم ترهب
ووا زاده الإحرام إلا مثلما / قد زاد ضوء الشمس نور الكوكب
ولكاد يشرق في يديه بهجةً / حجر أحالته أكف المذنب
وبزمزم لو كان يخلط ريقه / لأتت من الماء الفرات بأعذب
عرفت به عرفات حين وقوفه / دعوات آباه التي لم تحجب
وتوسمت منه محاني طيبةٍ / عنوان والده النبي الأطيب
حتى إذا ما جاء مرقد جده / ودعاه عند سلامه في يا أبي
أخذ الفخار على البرية كلها / إلا نوادر من بهذا المنسب
قد كان يسمع من جوانب قبره / صوتاً بأهل يلتقيه ومرحب
فكأنما هو قد رآه مشافهاً / وكأنه في القبر لم يتحجب
ومضى إلى نحو البقيع مسلماً / في دمع هام وقلبٍ ملهب
متذكراً آباءه الغر الألى / فيهم نجاة الخائف المترقب
ولقد شجاه أن رأى أجداثهم / عن جدهم بعدت ولما تقرب
يا من له صدق النوى بايابه / ولرب موعد غادر لم يكذب
ضاق العرقا وقد مضيت بأهله / كمضيق وجه الفارس المتنقب
حتى إذا أقبلت أسفر ضاحكاً / ببكاء غيثٍ للبرية معشب
فكأنما بعث الإله به لنا / قبل البشير مبشراً لم يحجب
حتى تيقنت الورى إذ سرهم / فيك البشارة كنت جد مسبب
عم السرور بك البرية كلها / بل خص قلب أبي الحسين الأنجب
علامة العلماء أفضل من غدا / في الشرق يهتف باسمه والمغرب
هو حجة اللَه العظيم فمن عشا / عنه تخبط للضلال بغيهب
من فضله كالشمس قد ملأ الفضا / نوراً وفضل سواه عنقا مغرب
وأرى العلاء إذا ارتداه غيره / ثوب الحير يلف جلد الأجرب
انظر إليه تجد به من شئت من / آبائه خلقاً وملقٍ مهذب
هو حول هو قلب هو مظهر / للملة الغرا وسر المذهب
فيه وفي آبائه عصم الورى / من كل خطبٍ في البرية أخطب
مهلاً أبا الفضل المحلق للعلا / فلقد رميت الواصفين بمتعب
ما إن عجبت لما أتيت من العلا / إلا سبقت وجئتنا في أعجب
مهما أقل ما كان إلا مثلما / قد قلت أن الشمس أحسن كوكب
فإليكها عن فكرتي عربيةً / ضربت بها أعراقها في يعرب
فلكم أبت نشزاً على من رامها / خطب النكاح لها ومن لم يخطب
لكنها زفت إليك ومهرها / منك اقبول وذاك أعظم مأرب
أأبا محمد والمصيبة سهمها
أأبا محمد والمصيبة سهمها / لجميع من في الكائنات مصيب
أني وأن عظمت علي رزيةٌ / فبمهجتي مما شجاك لهيب
فكأنما الأرزاء في أحشائنا / كانت ندوباً فوقهن ندوب
قلبي خزانة كل علمٍ
قلبي خزانة كل علمٍ / كان في عصر الشباب
وأتى المشيب فكدت / أنسى فيه فاتحة الكتاب
فغدت وقد مزجت بعذب رضابه
فغدت وقد مزجت بعذب رضابه / شهداً يضوع عليه نشر الطيب