القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : إلياس أبو شبكة الكل
المجموع : 2
في ذِمَّةِ الماضي اِنطَوَت
في ذِمَّةِ الماضي اِنطَوَت / ساعاتُ أَحلامي العِذاب
أَيّامَ لا هَمٌّ سِوى / هَمِّ المعلِّمِ وَالكِتاب
أَيّامَ كانَ أَبي الشَبا / بَ وَكنتُ نوراً لِلشَّباب
أَيّامَ حُلمي لَم يَكُن / إِلّا شُعاعاً من شِهاب
إِن أُنسَ لا أَنسَ الهِضا / بَ وَما عَلى تِلكَ الهِضاب
وَالشَمسُ توشِكُ أَن تَغي / بَ وَيعلنَ الجَرسُ الغِياب
وَأَبي عَلى صَخرٍ يُحَدِّ / قُ في عَشِيَّةِ صيفِ آب
فيما تُراهُ كانَ يفكُرُ / وَهو يَنظُرُ في الضَباب
لَم أَنسَ أَترابي الأولى / كانوا وَكنتُ لَهُم مداما
إِن جِئتُهُم مُتَبَسِّماً / أَلقَ اِرتِياحاً وَاِبتِساما
وَإِذا غَضبتُ تشاوَروا / فيما يُعيدُ ليَ السَلاما
عَبث الشَبابُ بِهِم / فَغَيَّرَ خُلقَهُم عاماً فَعاما
إِن الشَباب ملاعِبُ ال / أَيّامِ فَاِحذَر أَن تُضاما
في ذِمَّةِ القَصيّ / حُشاشَةٌ ذابَت هِياما
خَفَّت إِلَيها في التُرا / بِ يَتيمَةٌ بَينَ اليَتامى
هيَ نَفسيَ الثَكلى وَقَد / صَلّى العَذابُ لَها وَصاما
أُمي وَقد وَجَدَ الضَنى / في مُقلَتَيها مُدخَلة
تَرثي الحَياةَ كَأَنَّها / مِن نِصفِ شَهرٍ أَرمَلَه
كَم مَرَّةٍ نَظَرَت إِلَيَّ / فَتَمتَمَت ما أَجمَلَه
لَو كُنتُ أَقرَأُ من خِلا / لِ عُيونِهِ مُستَقبَلَه
أَنا في سَبيلِ لا أَكا / دُ اليَومَ أُدرِكُ أَوَّلَه
يا أُمِ رِفقاً وَاِصبِري / لا بُدَّ لي أَن أُكمِلَه
أَنجَزتُ مَرحَلَةَ الشَقا / وَعَلَيَّ أَيضاً مَرحَلَه
حَملَ المَسيحُ صَليبَهُ / حَتّى أَعالي الجَلجَلَه
العُمرُ قَصرٌ نَحنُ بَينَ رِحابِهِ
العُمرُ قَصرٌ نَحنُ بَينَ رِحابِهِ / وَالمَوتُ مُنتَصِبٌ عَلى أَبوابِهِ
وَالمَرءُ إِن يَفخَر بِأَنسابٍ لَهُ / فَالتُرقُ وَالديدانُ من أَنسابِهِ
ما الجِسمُ في هذا الوُجودِ سِوى بَلىً / تَمشي العُصورُ عَلى أَديمِ تُرابِهِ
مِن عَهدِ آدَمَ وَالضَريحُ مهيّأ / وَجَميعُ هذا الخَلقِ رَهنُ طِلابِهِ
كُلٌّ يُغَيبهُ الزَمانُ إِلى الهبا / وَكَذا الزَمانُ يَحينُ يَومُ غِيابِهِ
وَالكائِناتُ لَدى الرَدى أُلعوبَةٌ / حَتّى الخُلودُ يَصيرُ من أَلعابِهِ
ما مُذهبُ الدَهرِيُّ ذا لكنَّما / هو مذهب العَقلِ الحَكيمِ النابِهِ
كَم مِن عُصورٍ قَبلَ آدم أَدبَرَت / وَمَضى بِها النِسيانُ عِندَ إِيابِهِ
وَعَقيدَةُ الإِنسانِ راسِخَةٌ بِهِ / حَتّى يُحجّبَه الرَدى بِحِجابِهِ
لَو كانَ يَقرَأُ في الأَثيرِ كِتابَه / لَرَأى الحَقيقَةَ في سُطورِ كِتابِهِ
كَم من دِياناتٍ تَمَشَّت في الوَرى / ذَهبَ الزَمانُ بِها قُبَيلَ ذَهابِهِ
وَلَسَوفَ أَديانٌ تَخَرَّب دينَنا / وَتَقومُ لِلأَيّامِ فَوقَ خَرابِهِ
ما هذِه الدُنيا سِوى بَحر طَمى / صدفُ الحَياةِ تَعوم فَوقَ عبابِهِ
هذا يحفُّ بِهِ الغِنى في راحَةٍ / وَيَعُمُّ ذا فَقرٌ جزا أَتعابِهِ
إِن كانَ جَبّارُ الطَبيعَةِ عادِلاً / أَينَ المُساواةُ الَّتي بِحِسابِهِ
أَتَراهُ قَد خَلَقَ العَوالِمَ وَاِكتَفى / بِصَنيعِهِ فَاِرتاحَ فَوقَ وِثابِهِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025