المجموع : 4
يا صاحِب القبر المُقيم بيثرب
يا صاحِب القبر المُقيم بيثرب / يا مُنتَهى أَملي وَغايَة مطلبي
يا مَن به في النائِبات توسلي / واليه من كل الحَوادِث مهربي
يا من نرجيه لكشف عظيمة / ولحل عقد ملتوِ متصعب
يا من يجود عَلى الوجود بانعم / خضر تعم عموم صوب الصيب
يا غوث من في الخافقين وَغيثهم / وَرَبيعهم في كل عام مجدب
يا رَحمة الدنيا وَعصمة أَهلها / وَأَمان كل مشرق وَمغرب
يا من نؤمل من كل كَرامة / وَنَلوذ في حرم الجِناب الاغلب
يا من نُناديه فَبِسَمعنا عَلى / بعد المَسافة سمع أَقرب أَقرَب
يا من هُوَ البر التقى المنتقى / سر السرارة طيب من طيب
يا من سرى من مكة للمسجد ال / أَقصى عَلى ظهر البُراق المنجب
يا من تلقته مَلائكة السَما / بخطاب أَهلا بالحَبيب وَمرحب
يا من تَباهى فوق سدرة مُنتَهى / لعناية سبقت وَحق موجب
يا من يَحنِ العَرش وَالكُرسي اذ / نودى لقرب فاق كل مقرب
ان كانَ رؤيتك الرَفيعة في العلا / منصوبة فالفعل فعل تعجب
الحجب ترفع وَالجهات انيسة / وَالمجتَبي يَغشاه نور المُجتَبي
وَلِسان حال الوَصف يهتف قائِلا / يا نازِلا بجنابنا كالاجنبي
سل يا مُحَمَّد تعط وادع تجب وَقل / تَسمَع غداة الحشر وادن تقرب
وَلَكَ الوَسيلة وَالفَضيلَة فافتَخِر / بشفاعة لخلاص كل معذب
وَالرسل تحت لواء عزك في مقا / م الحمد ذي الحوض الهنىء المشرب
وَلَقَد بعثت لامة أُمية / نورا عَلى الاكوان غير محجب
رأت الفَضائِل منك في حمل وَفي / طفل وَمقتبل الشباب وأَشيب
لما تلوت الوحى معجزة لهم / سمعوا فبين مصدق وَمُكَذِب
وأقمت فيهم منذرا وَمبشرا / بتعطف وَتَلَطف وتأدب
وَعموا وَصموا واعتَدوا فوعظتهم / بالسَيف يرعف وَالعتاق الشرب
فاجاب دعوتك الَّذي في سمعه / وَقر اجابة خائف مترقب
وانقاد مُمتَنِع القياد مذللا / من بعد عز قاهر متغلب
فَعَلى منا الدين حين منعته / وَرفعته وَقرنته بالكوكب
فالحَمد لِلَّه القُرآن شَريعَة / وَاللَه رب وابن آمنة نَبي
وَالحَق متضح السَبيل بأَحمَد / وَلِمَذهَب الاسلام أَشرف مذهب
يا سَيدي اني رَجوتك ناصِرا / من جور دهر خائن متقلب
وَجَعلت مَدحي فيك يا علم الهُدى / سببا وأَنتَ وَسيلة المتسبب
فأقل عثار عَبيدك الداعي الَّذي / يَرجوك اذراجيك غير مخيب
واكتب له وَلوالديه بَراءة / من حرنار جهنم المتلهب
واقمع بحولك مبغضيه وكل من / يؤذيه من متمرد متعصب
وأَجز بها عَبد الرَحيم كَرامة / الدارين خير جَزاء نظم معرب
واشفَع له ولِمَن يَليه وَقم بهم / في كل حال يا شَفيع المذنب
وَعَلَيكَ صَلى ذو الجَلال أَتم ما / صَلى وَسلم يا رَفيع المنصب
وَعَلى صَحابتك الكِرام وآلك ال / أَعلام أَهل الفضل كل مهذب
ما غردت وَرق الحَمام وَما اِنثَنَت / عذب البشام ضحى بروح الارنب
يا رب صل عَلى النَبي المجتبى
يا رب صل عَلى النَبي المجتبى / ما غردت في الايك ساجعة الربا
يا رب صل عَلى النبي وآله / ما اِهتَزَت الاثلاث من نفس الصبا
يا رب صل عَلى النَبي وآله / ما لاحَ برق في الاباطح أَو حبا
يا رب صل عَلى النَبي وآله / ما أَمت الزوّار نحوك يثربا
يا رب صل عَلى النَبي وآله / ما قالَ ذو كرم لضيف مرحبا
يا رب صل عَلى النَبي وآله / ما كوكب في الجوّ قابل كوكبا
يا رب صل عَلى الَّذي أدنيته / من قاب قَوسين الجناب الاقربا
باللَه يا متلذذين بذكره / صلوا عليه فما أَحق وأَوجبا
صلوا عَلى المختار فهو شفيعكم / في يوم يبعث كل طفل أَشيَبا
صلوا عَلى من ظللته غمامة / وَالجزع حن له وأَفصحَت الظبا
صلوا عَلى مَن تدخلون بجاهه / دار السَلام وَتبلغون المطلبا
صلوا عليه وَسَلموا وَتَرحموا / وَردوايه حوض الكَرامة مشربا
صلى وَسلم ذو الجَلال عليك يا / من نور طلعته يشق الغيهبا
صلى وَسلم ذو الجَلال عليك يا / أَحلاك ذكرا في القلوب وأَعذَبا
صلى وَسلم ذو الجَلال عليك يا / أَوفاك للمتذممين وأَحسبا
صلى وَسلم ذو الجَلال عليك يا / أَزكاك في الرسل الكِرام وَأَطيَبا
صَلي وَسلم ذو الجلال عليك من / عبدالرَحيم توسلا وَتَقربا
أَتحب مسئلة بغير جَواب
أَتحب مسئلة بغير جَواب / فاذا دَعَوت دعوت غير جاب
قضت الصَبابَة أَن تَكون متيما / فاصبر تنل بالصبر اجر مصاب
فدع الاقامة دون مطلبك الَّذي / تَرجوه وارحل قعدة التجواب
دَعها من النيابَتين تحثها / نغمات حادى العيس بالاطراب
غلبا اذا رحلت تخال كانها / فلك تَرامى في خضم سراب
وَجناء لم يَبقَ السرى منها سوى / رمق يَسير بجيئة وذهاب
وَبقية من أَعظم مَهزولة / طفقت تغلغل في أرق اهاب
أَفلا تحن إِلى الاراك وَقَد رأت / حلل الرَبيع كست جسوم روابى
وأذابها عبق النَسيم وانما / كَيفَ الهَوى وَالجسم غير مذاب
يا نازلين بذي الاراكة أَو بذا / ت الجزع رسمى عزة وَرَباب
هَل عندكم علم عَن العلمين أَو / عَن معهد بالرقمتين خراب
أَنى أحن إِلى العذيب وأهله / والى مياه بالعذيب عذاب
وَيشوقني من نحو طيبه نسمة / تنبي المشوق بطيب الاطياب
للعب ما أَبقى فراق أَحِبتي / مني وَما لَم يَبقَ للأحباب
يَخفى الغَرام تجلدى فَتذيعه / عبرات جفن عَن صبابة صابى
ما زالَت الايام تقرع مروتي / حَتّى التجأت إِلى اعز جناب
وَنزلت من حرم الحجاز بما جد / من آل غالب قاهر غلاب
العاقِب الماحي الضَلالة بالهدى / ومدمر الازلام والانصاب
قمر تشعشع من ذوابة هاشم / في الارض نور هداية وَصَواب
وَغدا نَبيا حيث كانَ وآدم / سَيَكون من ماء وطن تراب
فَمَضى الزَمان وَنعته وَصِفاته / من قبل مبعثه بكل كتاب
اخباره مَع سائر الاحبار وَالرُهبان / وَالكهان وَالحساب
عرفوه قبل ظهور بدلائل / عنوانهن مناصب الانساب
وَرأوه بدرا ساطِعا متنقلا / بالنور في الارحام والاصلاب
حَتّى نضاه اللَه سَيفا مصلتا / بالحق يدحض حج المرتاب
كَم عاندته قريش أَول وَهلة / سفهاء كم نبزوه بالالقاب
وَسموه مَع صفة الجنون بكاهِن / وَبشاعر وَبساحر كذاب
فَهُنالِك اِرتَفع الحجاب وأشرقت / شمس النبوة فوق كل حجاب
عَبد المُهيمن وحده سبحانه / بالسَيف بعد تعدد الارباب
وَغدا منار الدين متضح الهدى / وَالشرك منتكض عَلى الاعقاب
رفعت لك الرايات يا قمر العلا / وَنهاية التَمكين قرب القاب
فغدوت بالقدمين أَشرف من مشى / في الأَرض من عجم ومن اعراب
وَلك العلا وَالفخر غير مدافع / بين الوَرى يا واضح الاحساب
في ملة نكحتك كفأ بعدما / عدمت وجود الكفء في الخطاب
ولأنت أَسمى المرسلين مكانة / بجلال قدرا وعلو ركاب
يا سَيدي أَنا من علمت أذابَني / حمل الذنوب وجور دهر نابى
لَو لَم يَكن لي اذ حججت وَلَم أزر / الا غناؤك وحده لكفى بي
ماذا تَقول لآمل متعرض / لعريض فضلك واقف بالباب
وافاك لا علم وَلا عمل وَلا / قلب سَليم لائذ بمآب
فاِعطف عَلى عَبد الرَحيم برحمة / واشفع له من هول كل عذاب
وانهض به وَبمن يَليه فانه / مستعتب في موضع الاعتاب
واقمع بحولك باغضيه وكل من / يؤذيه من متمرد مرتاب
وَبجامع النيابَتين صو يحب / واهى القوى متقطع الاسباب
ان قمت بي وبه بلغنا كل ما / نَرجوه من خير وحسن مآب
وَعليك صَلى اللَه يا علم الهُدى / وَعَلى جَميع الآل والاصحاب
أَرياح نجد تممي الهابا
أَرياح نجد تممي الهابا / وَتقطعي طرق الحجاز ذهابا
وَصلي مسيرك بالاصائل وَالضحى / لتعود روح العطف منك ايابا
فَعَساكَ ان تصلى بلاد محمد / تجدى رياضا بالوفود رحابا
حيث المظلل بالغَمامة وَالَّذي / ملأ الزَمان هداية وَصوابا
لمى به وقفي قبالة وجهه / واستأذنيه وبلغيه خطابا
من عبده عبد الرَحيم فانه / من أم ملدم قد أذيق عذابا
نفخت عليه بحر نار جهنم / وأذابَت الجسم الضَعيف فذابا
حَتّى اذا لم تَبقَ من أَعضائه / الا عظاما قد وهت واهابا
ناداك مرتجيا بجاهك عطفة / يا خير من سمع الندا فأجابا
يا صاحب الجاه العَظيم لمثلها / أَحسنت ظني في الزَمان فحابا
قم بي وَبالمرضى فجودك عارض / ما زالَت المَرضى اليه عيابا
فَلَقَد جَعلتك في الخطوب وَسيلَتي / ان نابَني زمن قرعت البابا
قل أَنتَ في الدارين منا لا تَخف / من بعدها يا صاحب النيابا
أَنتَ الَّذي جو الجنان بجاهه / وَنجاور الولدان والاترابا
مني السَلام عَلى المقيم بطيبة / من طاب من خبث العيوب فَطابا
وَحمى حمى الاسلام واتبع الهدى / وَتجنب الازلام والانصابا
وَدَعا الى الدين الحَنيف بسيفه / فغدت رؤس المشركين جوابا
من بعد ما جحَدوا جلالة قدره / سفها وَقالوا ساحرا كَذابا
فسل المشاهد وَالثغور من الَّذي / هزم الجيوش وَشتت الاحزابا
ومن الَّذي طمس الضلال بسيفه / وأعاد عامره المنيع خرابا
يا أَكرم الكرماء يا أَعلى الورى / شرفا وأمنع ذروة وَجنابا
أَنا عبدك الجاني حججت وَلَم أَزر / ولئن عتبت فَما أُطيق عتابا
وَلئن صفحت فشيمة نبوية / شملت عَلى عبد أَساء فَتابا
لَم ألف غيرك من أَلوذُ به اذا / مكر الزَمان وَقطع الاسبابا
فاخفض جناحك لي وَكن يد نصرتي / ولمن يَليني نسبة وَصحابا
وَعليك صَلى اللَه يا علم الهُدى / ما ارفض منسجم الغمام وَصابا
وَعَلى صَحابتك الَّذين تشرفوا / وَسموا عَلى شهب السما احسابا