المجموع : 3
يشكو إلى إِضَمَ الهوى وَهَواؤُهُ
يشكو إلى إِضَمَ الهوى وَهَواؤُهُ / مِن كلِّ داءٍ يعتريهِ دَواؤُهُ
إنّ شفَّهُ طُولُ الأسى وتقاصرت / عنهُ الأُساةُ ففي النَّسيمش شفاؤهٌ
لا تعذُلِ المشتاقَ حالَ وقوفهِ / في رسمِ دارِ طالَ فيه بُكاؤُهُ
ما طلَّ في طِلَلِ السَّحابِ دموعَه / إِلاَّ وقد حُشيت جوىً أحشاؤُهُ
ويحِقُّ للجفنِ القريحِ إذا نأت / عنه دُماهُ أن تفيضَ دماؤهُ
يا جيِرةَ الأثَلات دعوةَ مغرمٍ / ما بارحتهُ بعدكَم بُرحاؤُه
ليسَ العجيبُ منَ الفراقِ مماتَه / لكنَّما العَجبُ العجيبُ بَقاؤُه
وأرى عِنياتَكم بقطعِ حبالهِ / ووصالهِ أن يستمرَّ عَناؤُهُ
وعلى حمى النَّخَلاتِ حيٌّ لم تزل / محمَّيةً بِظُبا السُّيوفِ ظِباؤُه
لولا أَهِلَّةُ ما هاجَ لي / واديهِ داء لا ولا جَرعاؤُه
يا برقُ سلهُ إذا شدت في دوحهِ / أطيارُه وتبغَّمت أطلاؤُه
وتسلسلت أنهارهُ وتهدَّلت / أفنانُه وتأرَّجت أرجاؤُه
أهَمَى الرَّيابُ عليهِ بعدَ رَبابهِ / أم زالَ عنه رِيُّهُ وَرُواؤُه
لا غادرتهُ يدُ الخطُوبِ كدارسٍ / أَودَى بهِ وبأُنسه إِقواؤُه
ذهبت سعادُ بسعدهِ وتنكَّرت / لمَّا نأت أسماؤُه اسماؤُه
للهِ بدرٌ بُرجُه في خاطري / يَسبي العقولَ جمالُه وسناؤُه
قمرٌ إذا استجليتهُ في نَثرَةٍ / فالطَّرفُ دونَ القلب فيه جلاؤُهُ
يفترُّ عن مثلِ الجُمانِ منضَّداً / أَشِرُ تميلُ بعطِفهِ صهباؤُه
ما اللَّيلُ إِلا شَعرُهُ وظلامُهُ / والصبُّحُ إلاَّ وجهُه وضياؤُه
أينَ الخليُّ وخالُ وجنةِ خَدِّهِ / لولاهُ ما فتكَت بنا خُيلاؤُهُ
خَدٌّ لهُ مِن كلِّ قلبٍ نارهُ / أَسَفاً عليهِ وكلِّ جَفنِ ماؤُهُ
لا وانكِساري لانكسارِ جفونِه ال / مرضَى وما فعلت به نَجلاؤُهُ
ما فازِ غيرَ مُحبِّهِ ومعلَّقٍ / بمواهبِ الملكِ العزيزِ رَجاؤُهُ
يا شَيبُ كَيفَ وما انقَضى زَمنُ الصبِّا
يا شَيبُ كَيفَ وما انقَضى زَمنُ الصبِّا / عاجَلتَ منِّي اللمَّةَ السوداءَ
لا تعجلنَّ فوا الذي جَعلَ الدُّجى / في لَيلِ طُرَّتي البهيمِ ضِياءَ
لَو أَنَّها يَومَ الحِسابِ صَحيفتي / ما سرَّ قَلبي كَونُها بَيضَاءَ
قاسُوكَ بالبدرِ المنيرِ فأَخطأُوا
قاسُوكَ بالبدرِ المنيرِ فأَخطأُوا / والبَدرُ يَعلمُ أنَّ وجهَكَ أضوأُ
وحَكوكَ بالغُصُنِ الرَّطيبِ ضلالةٌ / والغُصنُ منهُ قوامُ قدِّكَ يَهزأُ
يا أيُّها الرَّيَّانُ من ماءِ الصِّبا / قلبي إِلى رشَفاتِ ثغرِك يَظمأُ
عَجَبي لجفنِكَ كيفَ يُنكرِ قَتلتي / وهُوَ السَّقيمُ فكيفَ منها يَبرأُ
ما ضرَّني سَهري وَطرفُك في الدُّجا / بحلاوةِ النَّومِ اللَّذيذِ مُهَنأُ
قد كنتُ في سوءٍ ببُعدكَ والقِلى / واليومَ حالي بالتَّفرُّقِ أَسوأُ
أَشكُو إِليكَ الثِّقلَ من حَملي لأَع / باءِ الغَرامِ وما إِخالُكَ تَعبَأُ
مالي وللعُذَّالِ فيكَ عَدمتهُم / يا ليتهَم خَدِّي لنعلِك أَوطأُؤا
لا يَفتُرونَ منَ الملامةِ لا ولا ال / مولى العزيزُ منَ المكارمِ يَفتأُ
مُحي الورَى والدِّينِ والنَّدبُ الذي / بِثَناهُ نختِمُ ما نَقولُ ونبدأُ
الصَّاحبُ السَّامي الفَخارِ وخِيرُ مَن / دونَ الأنامِ بِظلِّهِ يُتفَيَّأُ
حلَّ الوزارةَ منه صدراً ماجداً / عن مجدهِ كُلُّ الصُّدورِ تُحَلأُ
شافي العُلا يَقري الضيُّوفَ بِرَبعهِ / وعليهِ أخبارُ المناقِبِ تُقرَأُ
وإذا سَأَلتَ النَّاسَ عنه فَكُلُّهم / قالوا لهُ ربُّ البريَّةِ يَكلأُ
لا يعرِفونَ سواهُ ربَّ جلالةٍ / عنهم إذا ما جلَّ خطبٌ يَدرأُ
يا سيِّدَ الوزارءِ دعوةَ مادحٍ / راجٍ فنعمَ الأمرُ فيهِ مُرَجَّأُ
لولاكَ كنتُ مُكابِدَ الأدواء لا / تُرقَى ومُسبلَ أدمعٍ لا تَرقأُ
فمنحتَني وهديتَني من حَيرتي / حتَّى كأنَّكَ ليَ بصنُعِكَ تربأُ
لا زلتَ محروسَ الجَنابِ مُخلَّداً / في عِزَّ مالِكَ دائماً لا تُرزأُ