المجموع : 4
روحي فِداءُ عصابةٍ زَرقاءِ
روحي فِداءُ عصابةٍ زَرقاءِ / لَمّت شُعورَ مَليحة حَسناءِ
ما زَيّنَتكِ وَإِنَّما زَيّنتِها / بِجوارها لجبينك الوضّاءِ
وَدُنوّها مِن مُقلة مَكحولة / فَتّانةٍ فَتّاكةٍ حَوراءِ
إِن الجمال إِذا تجمّع شَمله / فَالوَيل كُل الوَيل للشعراءِ
إخوانَنا أهل الوفاءِ
إخوانَنا أهل الوفاءِ / أهلَ المودَّةِ والولاءِ
منْ كلَّ قُطْرٍ بالعُرو / بَة ذي ازدهارٍ وازدهاءِ
أحبابَنا لا تُخدَعوا / عنا بظاهرةِ الرَّخاءِ
ليستْ فلسطينُ الرخيَّةُ / غيْرَ مهدٍ للشَّقاءِ
عُرِضَتْ لكم خلفَ الزُّجا / جِ تميسُ في حلل البهاءِ
هيهات ذلكَ إنَّ في / بَيْعِ الثَّرى فَقْدَ الثَّراءِ
فيهِ الرحيلُ عن الرُّبو / عِ غداً إلى وادي الفناءِ
فاليوم أمرحُ كاسياً / وغداً سأُنبذ بالعراءِ
وأضعْتُ صادقة الرجاءَ / فأينَ كاذبةُ الرجاءِ
مَن ذا ألومُ سوى بني / وطني على هذا البلاءِ
للحَقَّ سَطْرٌ في صحا / فتِنا وللتَّضْليلِ نهرُ
قلَّبْ صحائفَها يُطِل / لُ عليكَ بهتانٌ وهُجْرُ
للخاملين نباهة / فيها وللأغمارِ ذكرُ
هذا يُقالُ له الزّعيمُ / كما يُقالُ لذاكَ حُرُّ
وهناكَ سمْسارُ البلا / دِ فإنه الشَّهْمُ الأغرُّ
فالمدحُ مثلُ القدحِ تض / مَنُهُ لهم خُضْرٌ وحمر
تلكَ الصحافة كيميا / ءُ لها بخلق اللهِ سر
تدع الكرامة وهي هزل / والمروءة وهي سخر
أينَ الصحافيُّ الصريحُ ُ / تراهُ يعلن ما يُسر
صلْبٌ فلا قُرْبى تمي / لُ به ولا مالٌ يَغُرُّ
منذُ احتلال الغاصبين / ونحنُ نبحث في السياسهْ
شأنُ الضمير مع السياسة / كالرقيق مع النخاسهْ
مرّت علينا ستّ عش / رة كنَّ مجلبةَ التَّعاسهْ
فإلى متى يا ابنَ البلاد ْ / وأنتَ تُؤْخذُ بالحماسه
وإلى متى زعماءُ قوْ / مِكَ يخلبونك بالكياسه
ولَكَمْ أحَطْنا خائناً / منهم بهالات القَداسهْ
ولكَمْ أضاعَ حقوقَنا الر / رَجلُ الموكَّلُ بالحراسهْ
واللهِ ليس هناك إل / لا كُلُّ قَناصِ الرئاسهْ
تأتيه مِنْ بيْع البلادِ / وما إليه من الخساسه
وإذا اَّتقاك فبالجرا / ئِد والنجاسةُ للنجاسه
أمَّا سماسرةُ البلاد فعصبة
أمَّا سماسرةُ البلاد فعصبة / عارٌ على أهل البلاد بقاؤها
إبليسُ أعلن صاغراً إفلاَسه / لمَّا تحقَّق عنده إغراؤها
يتنعَّمون مُكرَّمين كأنَّما / لنعيمهم عمَّ البلاد شقاؤها
همْ أهلُ نجدتها وإن أنكرتَهم / وهمو وأنفك راغم زعماؤها
وحماتُها وبهم يتم خرابُها / وعلى يديهمْ بَيْعُها وشراؤها
ومن العجائب إنْ كشفتَ قدورهم / أنَّ الجرائد بعضَهنًّ غطاؤها
كيف الخلاص إذا النفوس تزاحمت / أطماعُها وتدافعتْ أهواؤها
يومٌ بداجية الزَّمان ضياءُ
يومٌ بداجية الزَّمان ضياءُ / وبَهاؤه للخافقيْن بهاءُ
يُزجي النسيمَ به هجيرٌ لا فحٌ / عجباً وتبسط ظلّه الصحراءُ
ويرفُّ من شظف المعيشة لينها / ويسيل من وهج السَّراب الماءُ
وإذا الرشادُ من الضلالة والعمى / ومن الشَّقاق تآلف وإخاءُ
وإذا من الفوضى نظام معجز / وقيادة وسيادة ودهاءُ
وإذا الخيام قصور أملاك الورى / وإذا القفار دمشق والزوراءُ
وعلى ربوع الصين كبَّر فيلقٌ / وبأرض قسطنطين رفَّ لواءُ
تلك الخوارق إن طلبت أدلَّةً / ثبتَ البراقُ بهن والاسراءُ
نزل الكتاب على النبيّ محمدٍ / ما يصنع الخطباءُ والشعراءُ
لو لم يكن وحيَ السماءِ ونورَه / لمحته عارضةٌ له وذكاءُ
سَحَر القلوبَ فراحَ يقذفها على / نار الجهاد أولئك البسلاءُ
هيهات ما نكصوا على أعقابهم / حتى انجلت عنهم وهم شهداءُ
حرَّيَّةٌ آي الكتاب وسؤددٌ / وعزيمةٌ وكرامةٌ وإباءُ
ناديتُ قومي لا أخصّص مسلماً / أبناء يعرب في الخطوب سواءُ
إن الكتابَ شريعةُ استقلالكم / فتدَّبروه وأنتم الخلفاءُ