لا زِلتَ حِلفَ سَعادَةٍ وَبَقاءِ
لا زِلتَ حِلفَ سَعادَةٍ وَبَقاءِ / مَوصُولَتَينِ بِرِفعَةٍ وَعَلاءِ
تَجني الحَياةَ حَمِيدَةَ الإِيرادِ / وَالإِصدارِ وَالإِصباحِ وَالإِمساءِ
يا أَفصَحَ الفُصَحاءِ بَل يا أَرجَحَ / الرُجَحاءِ بَل يا أَسمَحَ السُمَحاءِ
لا شَيءَ أَعشَقُ مِن حُسامِكَ لِلطُلى / إِلّا يَداكَ لِنائِلٍ وَسَخاءِ
طُلتَ الأَنامَ فَما تَرَكتَ فَضِيلَةً / إِلّا وَفُقتَ بِها عَلى الفَضلاءِ
أَنتَ السَخِيُّ فَلِم بَخِلتَ عَلى الوَرى / أَن يُشبِهُوكَ وَلَستَ في البُخَلاءِ
طَلَبُوا لَحاقَكَ في العَلاءِ فَقَصَّرُوا / وَسَبَقتَ سَبقَهُمُ إِلى العَلياءِ
قَعَدُوا وَقُمتَ بِما حَمَلتَ مِنَ العُلى / وَقَعَدتَ فَوقَ كَواكِبِ الجَوزاءِ
رُوحِي فِدا مَلِكِ لِسُنَّةِ وَجههِ / مَآءانَ ماءُ حَيّاً وَماءُ حَياءِ
ما ضَرَّ خَلقاً شامَ بارِقَ كَفِّهِ / أَن لا يَشِيمَ بَوارِقَ الأَنواءِ
يا خَيرَ مَن سَمِعَ الثَناءَ وَخَيرَ مَن / أَودَعتُ مَسمَعَهُ الكَرِيمَ نِدائِي
لا وَدَّعَتكَ المَكرُوماتُ وَلا العُلى / كَوَداعِنا لِسُلافَةِ الصهباءِ
عُمرُ الجَفاءِ لَنا قَصِيرٌ طُولُهُ / شَهرٌ كَعُمرِ طَوائِفِ الأَعداءِ
فَاشرَب هَنِيئاً لا عَدِمتَ مَسَرَّةً / أَبَداً وَلا عاداكَ يَومُ هَناءِ
في مَنزِلٍ أَلبَستَ سائِرَ أَهلِهِ / بِحُلُولِهِ حُلَلاً مِنَ النَعماءِ
لَو أَنَّهُم بَسَطُوا الخُدُودَ كَرامَةً / لَكَ ما جَزَتكَ خُدُودُهُم بِجَزاءِ
نِعمَ العَبِيدُ أَتَوا لِيَرفَعَ مِنهُمُ / مَولىً كَثِيرُ صَنائِعِ الآلآءِ
شَكَرُوا وَما اِقتَنَعُوا بِأَلسُنِ شُكرِهِم / حَتّى اِستَعارُوا أَلسُنَ الشُعَراءِ
فَشَكَرتُ أَنعُمَكَ الجَسِيمَةَ عَنهُمُ / وَعَنِ الوَرى شُكرَ الثَرى لِلماءِ
إِنّي لَأَرحَمُ مَن يَقُولُ وَقَد رَأى / ذا الفَضلَ إِنَّ الفَضلَ لِلقُدَماءِ
لَيسُوا بِأَنظارِ الأَمِيرِ وَلا الأُلى / نَطَقُوا بِحُسنِ صِفاتِهِم نُظَرائِي
تَرَكَ المُلوكَ بَنِي المُلوكِ وَراءَهُ / وَتَرَكتُ أَربابَ القَريضِ وَرائِي
أُثنِي عَلَيهِ وَمَن لِخارِقَةِ الصَبا / لَو أَنَّها سارَت مَسِيرَ ثَنائِي
هُوَ عِطرُ سُكّانِ العَمُودِ وَإِن أَتى / بَلَداً فَعِطرُ مَجالِسِ الأُدَباءِ