القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : عبد الغَني النابُلُسي الكل
المجموع : 5
لي في الإله عقيدة غراءُ
لي في الإله عقيدة غراءُ / هي والذي هو في الوجود سواء
نور على نور فهذا عندنا / أرض وعند الله ذاك سماء
يا قلب قلبي أنت جسم الجسم لي / ومن الصفات تأتت الأسماء
قد جاء نوري منك عنك مبلغاً / بك لي فكان بأمرك الإصغاء
وتتابعت بشرى الهواتف بالذي / يعنو له الإلهام والإيحاء
بي نشأتان طفقت أسرح فيهما / لي هذه صبح وتلك مساء
أبداً أنا نور أضيء وظلمة / وأنا تراب في الوجود وماء
وسمائي انشقت وشمسي كورت / ونجومي انكدرت فزال ضياء
وقيامتي قامت وإني هكذا / طبق الذي وردت به الأنباء
لي ساعد فيما أروم مساعد / ويد أصابع كفها الجوزاء
وفم يحدث بالمثاني الغض لا / زالت تجول بغيثه الأنواء
يا نحل قد أوحى إليك إلهنا / ومن الجبال بيوتك الأفياء
فكلي من الثمرات طراً واسلكي / سبل السعادة لا اعتراك شقاء
ومن البطون إلى الظهور شرابها / للناس فيه لذة وشفاء
هذا الذي فيه منادمة المنى / ووجود من قامت به الأشياء
ومتى تأملت التأمل منصفاً / عادت إلى ألف الحروف الياء
والحق ليس لنا إليه إشارة / نحن الإشارة منه والإيماء
وجه تعدد في المرائي
وجه تعدد في المرائي / وبه تحير كل رائي
والكائنات بأمره / موج على صفحات ماء
والأمر أمر واحد / فيه التقارب والتنائي
إن العوالم كلها / بظهورها والإختفاء
في سرعة وتقلب / مثل الكآبة في الهواء
بمداد أنوار الوجو / د الحق من يد ذي العلاء
قد خطها القلم الذي / هو باب ديوان العطاء
قلم له عدد الورى / أسنان رقم وانتشاء
صبغ الإرادة طبق ما / في الأرض يظهر والسماء
يا باطنا هو ظاهر / في كل ختم وابتداء
إني وإنك واحد / واثنان عند الإنثناء
من لي بمجهول العدا / عرفته كل الأولياء
إن غاب عن أغيارنا / هو عندنا ملء الإناء
يشقى ويسعد من يشا / بالداء جاء وبالدواء
هو بالتكبر في الشعا / ر وبالتعاظم في الرداء
وهو الجليس بذكره / للعارفين وبالثناء
غنى بمن غنى وقد / طبنا به لا بالغناء
وبدا بكل مهفهف / زاكي الملاحة والبهاء
وبه القلوب تهيمت / لا بالموشح في القباء
قمر محا ظلماتنا / بطلوعه وقت الضياء
حتى رأيناه به / في كل أنواع الضياء
شمس وكل الخلق في / أنوارها مثل الهباء
طلعت فأعدمت السوى / والكون آل إلى الفناء
حتى تجلى في غما / ئم باطل غيب العماء
فاختص قوماً بالضلا / ل وعمنا بالإهتداء
والكشف جاء بعسكر / والكون خفاق اللواء
والطبل أجسام الملا / والزمر أرواح الفضاء
وبموكب الأملاك حف / ف الغيب سلطان الوفاء
هذا فكيف عقولنا / لا تضمحل من الهناء
ظهر الوجود بسائر الأشياءِ
ظهر الوجود بسائر الأشياءِ / متجلياً جهراً بغير خفاءِ
والكل فيه هالك قد قال إل / لا وجهه الباقي عظيم بقاء
واعلم بأنك لا ترى منه سوى / ما أنت رائيه من الأشياء
إذ أنت شيء هالك في نوره / والنور يحرق حلة الظلماء
إن الوجود عن البصائر غائب / من حيث ما هو ظاهر للرائي
لا تدرك الأبصار منه سوى السوى / وهي الحوادث جملة الأفياء
والفيء يكشف أن ثمة شاخصاً / متحكماً فيه بغير مراء
فاحذر تظن بأن ما أدركته / ذاك الوجود وكن من العلماء
فجميع ما أدركته الموجود لا / هو ذا الوجود الحق ذو الآلاء
إن الوجود الحق عنك ممنع / في عزة وترفع وعلاء
وجميع ما أدركته هو حادث / فان وأنت كذاك رهن فناء
لكنه بك قد تجلى ظاهراً / وبسائر الأشياء باستقصاء
فرأيته من حيث لم تعلم به / وعلمته في رتبة الأسماء
فعلمت رتبته وأنت لذاته / راءٍ وتنكر أنت أنك رائي
إذ لم تكن تعلمْ به من حيث ما / هو في تدانٍ للورى وتناء
ولقد أتى هو ظاهر هو باطن / فافطن له في محكم الأنباء
إن الزجاجة عبرة للرائي
إن الزجاجة عبرة للرائي / فانظر بها بالباء بعد الراءِ
وتأمل الأكوان حيث تنوعت / لك تنجلي في بهجة وبهاء
في حمرة في صفرة في خضرة / بخلاف ما هي سائر الأشياء
وكذلك الدنيا وما فيها فلا / يغتر راء بالذي هو رائي
سر التلون في الزجاجة فاعتبر / هذا بنفس داخل الأحشاء
إن النفوس هي الزجاجات التي / طبعت على سعد لها وشقاء
وبها يرى الرائي فيكشف مقتضى / ما عندها بتأمل وتراء
والحكم منه على الذي هو ظاهر / حكم عليه بلبسة وخفاء
فإذا تحقق كان أنصف حاكم / فيما رأى واختص بالنعماء
والقلب أذعن منه في إيمانه / بالغيب عن قطع بغير مراء
لله بالبيت المقدَّسِ جامعٌ
لله بالبيت المقدَّسِ جامعٌ / بهر النواظرَ نورُهُ وضياؤُه
منه الجوانبُ واسعاتٍ تنجلي / وزهَت بطلعةِ قبّتيهِ سماؤُه
حيث المدارسُ حوله قد أشرقت / تمتدُّ من أشجاره أفياؤُه
والمسجد الأقصى المبارك فاتحٌ / كفّا وفيه الكاس يدفُق ماؤُه

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025