المجموع : 5
لي في الإله عقيدة غراءُ
لي في الإله عقيدة غراءُ / هي والذي هو في الوجود سواء
نور على نور فهذا عندنا / أرض وعند الله ذاك سماء
يا قلب قلبي أنت جسم الجسم لي / ومن الصفات تأتت الأسماء
قد جاء نوري منك عنك مبلغاً / بك لي فكان بأمرك الإصغاء
وتتابعت بشرى الهواتف بالذي / يعنو له الإلهام والإيحاء
بي نشأتان طفقت أسرح فيهما / لي هذه صبح وتلك مساء
أبداً أنا نور أضيء وظلمة / وأنا تراب في الوجود وماء
وسمائي انشقت وشمسي كورت / ونجومي انكدرت فزال ضياء
وقيامتي قامت وإني هكذا / طبق الذي وردت به الأنباء
لي ساعد فيما أروم مساعد / ويد أصابع كفها الجوزاء
وفم يحدث بالمثاني الغض لا / زالت تجول بغيثه الأنواء
يا نحل قد أوحى إليك إلهنا / ومن الجبال بيوتك الأفياء
فكلي من الثمرات طراً واسلكي / سبل السعادة لا اعتراك شقاء
ومن البطون إلى الظهور شرابها / للناس فيه لذة وشفاء
هذا الذي فيه منادمة المنى / ووجود من قامت به الأشياء
ومتى تأملت التأمل منصفاً / عادت إلى ألف الحروف الياء
والحق ليس لنا إليه إشارة / نحن الإشارة منه والإيماء
وجه تعدد في المرائي
وجه تعدد في المرائي / وبه تحير كل رائي
والكائنات بأمره / موج على صفحات ماء
والأمر أمر واحد / فيه التقارب والتنائي
إن العوالم كلها / بظهورها والإختفاء
في سرعة وتقلب / مثل الكآبة في الهواء
بمداد أنوار الوجو / د الحق من يد ذي العلاء
قد خطها القلم الذي / هو باب ديوان العطاء
قلم له عدد الورى / أسنان رقم وانتشاء
صبغ الإرادة طبق ما / في الأرض يظهر والسماء
يا باطنا هو ظاهر / في كل ختم وابتداء
إني وإنك واحد / واثنان عند الإنثناء
من لي بمجهول العدا / عرفته كل الأولياء
إن غاب عن أغيارنا / هو عندنا ملء الإناء
يشقى ويسعد من يشا / بالداء جاء وبالدواء
هو بالتكبر في الشعا / ر وبالتعاظم في الرداء
وهو الجليس بذكره / للعارفين وبالثناء
غنى بمن غنى وقد / طبنا به لا بالغناء
وبدا بكل مهفهف / زاكي الملاحة والبهاء
وبه القلوب تهيمت / لا بالموشح في القباء
قمر محا ظلماتنا / بطلوعه وقت الضياء
حتى رأيناه به / في كل أنواع الضياء
شمس وكل الخلق في / أنوارها مثل الهباء
طلعت فأعدمت السوى / والكون آل إلى الفناء
حتى تجلى في غما / ئم باطل غيب العماء
فاختص قوماً بالضلا / ل وعمنا بالإهتداء
والكشف جاء بعسكر / والكون خفاق اللواء
والطبل أجسام الملا / والزمر أرواح الفضاء
وبموكب الأملاك حف / ف الغيب سلطان الوفاء
هذا فكيف عقولنا / لا تضمحل من الهناء
ظهر الوجود بسائر الأشياءِ
ظهر الوجود بسائر الأشياءِ / متجلياً جهراً بغير خفاءِ
والكل فيه هالك قد قال إل / لا وجهه الباقي عظيم بقاء
واعلم بأنك لا ترى منه سوى / ما أنت رائيه من الأشياء
إذ أنت شيء هالك في نوره / والنور يحرق حلة الظلماء
إن الوجود عن البصائر غائب / من حيث ما هو ظاهر للرائي
لا تدرك الأبصار منه سوى السوى / وهي الحوادث جملة الأفياء
والفيء يكشف أن ثمة شاخصاً / متحكماً فيه بغير مراء
فاحذر تظن بأن ما أدركته / ذاك الوجود وكن من العلماء
فجميع ما أدركته الموجود لا / هو ذا الوجود الحق ذو الآلاء
إن الوجود الحق عنك ممنع / في عزة وترفع وعلاء
وجميع ما أدركته هو حادث / فان وأنت كذاك رهن فناء
لكنه بك قد تجلى ظاهراً / وبسائر الأشياء باستقصاء
فرأيته من حيث لم تعلم به / وعلمته في رتبة الأسماء
فعلمت رتبته وأنت لذاته / راءٍ وتنكر أنت أنك رائي
إذ لم تكن تعلمْ به من حيث ما / هو في تدانٍ للورى وتناء
ولقد أتى هو ظاهر هو باطن / فافطن له في محكم الأنباء
إن الزجاجة عبرة للرائي
إن الزجاجة عبرة للرائي / فانظر بها بالباء بعد الراءِ
وتأمل الأكوان حيث تنوعت / لك تنجلي في بهجة وبهاء
في حمرة في صفرة في خضرة / بخلاف ما هي سائر الأشياء
وكذلك الدنيا وما فيها فلا / يغتر راء بالذي هو رائي
سر التلون في الزجاجة فاعتبر / هذا بنفس داخل الأحشاء
إن النفوس هي الزجاجات التي / طبعت على سعد لها وشقاء
وبها يرى الرائي فيكشف مقتضى / ما عندها بتأمل وتراء
والحكم منه على الذي هو ظاهر / حكم عليه بلبسة وخفاء
فإذا تحقق كان أنصف حاكم / فيما رأى واختص بالنعماء
والقلب أذعن منه في إيمانه / بالغيب عن قطع بغير مراء
لله بالبيت المقدَّسِ جامعٌ
لله بالبيت المقدَّسِ جامعٌ / بهر النواظرَ نورُهُ وضياؤُه
منه الجوانبُ واسعاتٍ تنجلي / وزهَت بطلعةِ قبّتيهِ سماؤُه
حيث المدارسُ حوله قد أشرقت / تمتدُّ من أشجاره أفياؤُه
والمسجد الأقصى المبارك فاتحٌ / كفّا وفيه الكاس يدفُق ماؤُه