المجموع : 3
أَنتم لمحمودٍ كآلِ محمدٍ
أَنتم لمحمودٍ كآلِ محمدٍ / متصادفي الأفعالِ والأسماءِ
يتلو أَبا بكرٍ على حسناته / عمرُ الممدَّحُ في سناً وسناءِ
ويليهِ عثمانُ المُرجّى للعُلى / وعليٌّ المأمولُ في الأْواءِ
وتقبل الحسن الممجّد مجدهُم / فهمُ ذوو الإحسانِ والنّعماءِ
فرعتْ لمجد الدين إخوته الذُّرا / دون الورى في المجدِ والعلياءِ
مِن سابقٍ كرماً وشمسٍ ساده / شرفاً وبدرِ دُجنّةٍ وبهاءِ
سُرُجُ الهدى سحب لنّدى شهبُ النُّهى / أُسْدُ الحروبِ ضراغمُ الهيجاءِ
الشوقُ أَبرحُ ما يكو
الشوقُ أَبرحُ ما يكو / ن إذا دنا أَمدُ اللقاء
وتزيلُ أَيامُ التدا / ني جوْرَ أَيام التنائي
كم غلّة في القلب ليس / ت نارُها ذاتَ انطفاء
وشكاية للوجد يبدي / ها لدى برج الخفاء
قد كادَ يغلبُ عند تذ / كاري لكم يأسي رجائي
أَشتاقكم شوقَ المري / ض إلى معاودة الشّفاءِ
وأُحبكم حبُّ النُّفو / س لما تؤمِّلُ من بقاءِ
العبُد يخدمُ بالسلا / م وبالتحية والدُّعاءِ
للسيِّد الملك المُعظّ / م ذي الجلالة والعلاءِ
لو كنتَ تعلمُ منتهى بُرَحائه
لو كنتَ تعلمُ منتهى بُرَحائه / حابَيْتَ إبقاءً على حَوْبائهِ
ولكنتَ تتركُ في الغرام ملامَهُ / كيلا يزيدَ اللّومُ في إغرائهِ
لا تنكرِنْ ضحكي أُريكَ تجلُّداً / ضحكُ الحيا بالبرقِ عينُ بكائهِ
ما كنتُ أَعلمُ دمعَ عيني مفشياً / سِرّاً لهم أَشفقتُ من إفشائهِ
حتى جرى في الخدِّ منّي أَسْطُراً / فعرفتُ أَنَّ الشوقَ من إملائهِ
ما كان أَعذبَ بالعذيْب لدى الصبا / عيشاً أَمنتُ فناءَهُ بفنائهِ
إذ كاسمهِ ماءُ العُذيبِ وأَهلُه / في العزِّ تحسدُهم نجومُ سمائهِ
والحيُّ شمسُ الأفقِ تخبأ وجهها / منه حياءً من شموسِ خبائهِ
أَيامَ لم أُبصرْ جميلاً فيهمُ / إلاّ وفاءَ إلى جميل وفائهِ
ومقرطقٍ أَلفيتُ قلبي آبقاً / منّي له فالقلبُ قلبُ قبائهِ
قلق الوشاحِ محبُّه قلقُ الحشا / فكلاهما ظامٍ إلى أَحشائهِ
ويشدُّ عَقْدَ نِطاقهِ في خصْره / حَذرَاً عليهِ لضعفهِ ووهائهِ
بدرٌ فؤادي في محبّةِ وجههِ / بدريُّةُ المَعدودُ مِنْ شهدائهِ
إشراقُ غُرَّةِ وجههِ في صدغهِ / يُبدي لكَ الإصباحَ في إمسائهِ
منشورُ إقطاعِ القلوبِ عِذارُه / فالحسنُ جندٌ وهو مِن أُمرائهِ
وله الشّبابُ الغضُّ أَبدعَ كاتبٌ / إذ خَطُّهُ المرقومُ مِن إنشائهِ
وشّى بخطِّ عِذارهِ وجناته / ما أَحسنَ الخضراءَ في حمرائهِ
دبَّ الدُّخانُ إلى حواشي خدِّه / إذ أَشعلتْ نارُ الصِّبا في مائهِ
في عارضيهِ سوادُ أَبصارِ الورى / قد شفَّ من ماءِ الصِّبا لصفائهِ
والصُّدغُ منه لعارضيهِ معارضٌ / وسوادُ ذاكَ الخطِّ من أَفيائهِ
ومن المحبِّ ولم يَدَعْ رمقاً له / هلا أَخذتَ زمامَهُ لذمائهِ
أَعدى سقامُ اللّحظِ منه محبّهُ / يا محنتي منه ومن أَعدائهِ
وسقامُ مقلته زيادةُ حسنها / وأَراهُ في جسمي زيادة دائهِ
يا صاحبيَّ الصّاحبين من الهوى / قد طالَ عهدُكما بكأس طلائهِ
لا تطمعا في أَن أُفيق فإنني / يا صاحبيَّ سكرتُ من صهبائهِ
لا تسمعاني فيه ما أَنا كاره / إنَّ المحبَّ يصدُّ عن نصحائهِ
ولقد أصمَّ عن الكلام تغافلاً / لأنزِّه الأسماعَ عن فحشائهِ
أَروي حديثَ الحادثات وخطبُها / لي يخطبُ الأهوالَ من أهوائهِ
يخفي الزَّمانُ سناي في إظلامه / إخفاءَ ألثغ سينه في ثائه
لما مضيتُ له براني صرْفهُ / مثلَ اليراعِ فبرْيُهُ لمضائهِ
حتّامَ أَرضى الضيّمَ من أَدوانه / وإلى متى أُغضي على إقذائهِ
إحفظْ لسانكَ أَنْ يطولَ فإنّما / قصرُ اللِّسان يكُفُّ من غلوائهِ
والشّمعُ قطعُ لسانه من طوله / وحياتهُ سببٌ إلى إدرائهِ
ومقاسمٌ في ثروتي لما رأى / عدمي غدا مستأثراً بثرائهِ
قوَّمتُ في زمن الشّدائد غصنَهُ / فاعوجَّ إذْ هبّتْ رخاءُ رُخائهِ
ونفعتُهُ لمّا تناهى ضرُّهُ / فأعضته السّراء من ضرائهِ
قلبي من الإشفاق محترقٌ له / كالشّمعِ وهو يعيشُ في أضوائهِ
متناومٌ عنّي إذا ناديتُهُ / ولطالما استيقظتُ عندَ ندائهِ
إنْ أستزِدْهُ يزدْ كراهُ وزائدٌ / تحريكُ مهدِ الطِّفلِ في إغفائهِ
ولئن جفاني الدَّهرُ في أحداثهِ / فلأَصبرنَّ على فظيعِ جفائهِ
فاللهُ يفعلُ ما يشاءُ بخلقهِ / وجميعُ ما يجري لنا بقضائهِ
فاستعدِ من ريبِ الزَّمانِ بصاحبٍ / تعدي فضائله على عدوائهِ
واشك الزَّمانَ إلى شهابِ الدِّين كي / يُبدي رياضَ الخصبِ في شهبائهِ
ونداهُ نادِ فإنَّ أنديةَ المنى / مخضرّةُ الأَكنافِ مِن أَندائهِ
وهو الشّهابُ حقيقةً فالفضلُ من / أَنوارِهِ والطولُ من أَنوائهِ
كالشّمسِ في آرائهِ كالغيثِ في / آلائه كالصُّبحِ في لألائهِ
للهِ راحتُهُ ففيها راحةٌ / لمؤمّليهِ ومرتجي نعمائهِ
فعداتُهُ يغنونَ مِن إعطابهِ / وعفاتُه يحيونَ من إعطائهِ
يُغضي حياءً والمهابةُ كلها / في أنفس الأَعداء مِن إغضائهِ
ويغضُّ عيناً للوقارِ ونورُهُ / لتغضُّ عينُ الشّمسِ دونَ لقائهِ
إنْ كان ما غَثّتْ معاني مدحه / منّي فما رَثّتْ حبالُ حِبائهِ
أَبني المظفرِ ما يزالُ مظفراً / راجيكمُ أبداً بنيلِ رجائهِ
وإذا عرا خطبٌ ملمٌّ مؤلمٌ / داويتمُ بالجودِ من أَعدائهِ
يا مَنْ علا يحكي أَباهُ وجده / زانَ العلاء بجدِّه وإبائهِ
يعني الزَّمانُ بمنْ عنيتُ بأمرِهِ / حاشاكَ تترك عانياً بعنائِهِ
فانصرْ أَبا نصرٍ على زَمَنٍ أَبى / نصري لفضلٍ أَنتَ من أبنائهِ
واشفعْ تشفّع وعده بنجازه / أَنّى يخيبُ وأَنتَ مِن شفعائهِ
ذكِّرْ بحالي الصاحبَ المولى الذي / يقوى أَميرُ المؤمنينَ برائهِ
وقل استجار كريمُ بيتٍ بي وذو ال / بيتِ الكريمِ يجدُّ في إحيائه
والمستجيرُ بنا مجارٌ لم يزلْ / ولو أَنَّ هذا الدَّهرَ من أعدائهِ
شافِهْ أميرَ المؤمنينَ بحالهِ / فأَرى شفاهكَ موجبٌ لشفائهِ
قلْ للإمامِ علامَ حبس وليّكم / أولوا جميلكمُ جميل ولائهِ
أو ليس إذْ حبسَ الغمامُ وليّه / خلّى أَبوكَ سبيلَهُ بدعائهِ
لولاكَ كان رويُّ شعري ظامئاً / لا يطمعُ الراوونَ في إروائهِ
والفضلُ بينَ بنيهِ أَوْكدُ نسبةً / فأغثْ كريماً أَنتَ من نسبائهِ
وأَفاضَ في شكر العوارف عارفاً / بقصور باعِ الشُّكرِ عن نعمائهِ
وتأَمّلَ الخطَّ الكريمَ فأَشرقَتْ / أَنوارُ حُسن العهدِ من أَثنائهِ
وجرى معينُ الجود من تيّارهِ / وسَرَى نَسيمُ المجد من تلقائهِ
أَضحى ظهيرُ الدين أفضلَ صاحبٍ / يستمسكُ الرَّاجي بصدق ولائهِ
والسّعدُ في آلائه والنجحُ في / آرابهِ والنّصرُ في آرائهِ