القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : صَفِيّ الدِّين الحِلّي الكل
المجموع : 8
قَلّوا لَدَيكَ فَأَخطَأوا
قَلّوا لَدَيكَ فَأَخطَأوا / لَمّا دَعَوتَ فَأَبطَأوا
وَتَبَرَّعوا حَتّى تَصولَ / فَحينَ صُلتَ تَبَرَّأوا
خافوا النَكالَ فَوَطَّدوا / وَلِلفِرارِ تَهَيَّأوا
دَعهُم فَما كُلُّ الأَشِد / دَةِ لِلشَدائِدِ تُخبَأُ
فَلَسَوفَ تَسمَعُ ما يَحِلُّ / بِمَن لِمَجدِكَ يَشنَأُ
فَاِلقَ العُداةَ بِطَلعَةٍ / عَنها النَواظِرُ تَخسَأُ
فَلَدَيكَ مِنّا فِتيَةٌ / عَن ثارِها لا تَفتَأُ
لَجَأوا إِلَيكَ بِجَمعِهِم / وَلِمِثلِ ظِلِّكَ يُلجَأُ
وَتَوَقَّعوا مِنكَ الرِضى / وَلِما سِواهُ تَوَقَّأُوا
وَتَنَبَّهوا فَكَأَنَّهُم / بِالزِجرِ فيكَ تَنَبَّأُوا
يا دَوحَةً كُلُّ الوَرى / بِظِلالِها يَتَفَيَّأُ
ما أَنتَ إِلّا جُملَةٌ / مِنها الكِرامُ تَجَزَّأوا
إِن صُلتَ غادَرنا العُدا / ةَ بِكُلِّ فَجٍّ تُفجَأُ
وَتَجَرَّعوا غُصَصَ المَنونِ / بِما عَليهِ تَجَرَّأوا
فَاِدرَأ بِنا نَحرَ العَدُو / وِ فَبِالأَقارِبِ يُدرَأُ
إِنَّ الأُصولَ وَإِن تَبا / عَدَ عَهدُها لا تَخطَأُ
وَاِغنَم جَميلَ الذِكرِ فَه / وَ مِنَ الغَنائِمِ أَهنَأُ
فَالمَرءُ يُرزَقُ ما يَشا / ءُ مِنَ الزَمانِ وَيُرزَأُ
أَنجومُ رَوضٍ أَم نُجومُ سَماءِ
أَنجومُ رَوضٍ أَم نُجومُ سَماءِ / كَشَفَت أَشِعَّتُها دُجى الظُلماءِ
أَشرَقنَ في حُلَلِ الظَلامِ فَحَدَّقَت / حَسَداً لَهُنَّ كَواكِبُ الجَوزاءِ
مِن كُلِّ هَيفاءِ المَعاطِفِ قُوِّمَت / قَدّاً كَقَدِّ الصَعدَةِ السَمراءِ
جِسمٌ كَصَخرٍ في صَلابَةِ جِرمِهِ / وَجُفونُها في الدَمعِ كَالخَنساءِ
تَجري مَدامِعُها وَيَضحَكُ وَجهُها / فَتَظَلُّ بَينَ تَبَسُّمٍ وَبُكاءِ
تَبكي لِغُربَتِها وَتَبسِمُ إِذ غَدَت / في حَضرَةِ السُلطانِ كُلَّ مَساءِ
الصالِحِ المَلِكِ الَّذي أَكنافُهُ / كَهفُ الوُفودِ وَكَعبَةُ الفُقَراءِ
مَلِكٌ بِسيرَةِ عَدلِهِ وَسَماحِهِ / خَفِيَت مَآثِرُ دَولَةِ الخُلَفاءِ
لا زالَ في أُفُقِ السَعادَةِ راقِياً / فَوقَ المَجَرَّةِ في سَناً وَسَناءِ
أَولَيتَني نِعماً تَتابَعَ مَنُّها
أَولَيتَني نِعماً تَتابَعَ مَنُّها / هِيَ فيكَ أَصفادي وَقَيدُ ثَنائي
فَلَأَشكُرَنَّكَ ما اِستَطَعتُ تَلَفُّظاً / شُكرَ الرِياضِ لِصَيِّبِ الأَنواءِ
جَنَّ الظَلامُ فَمُذ بَدا مُبتَسِّماً
جَنَّ الظَلامُ فَمُذ بَدا مُبتَسِّماً / لاحَ الهُدى وَتَجَلَّتِ الظَلماءُ
وَهَدَت مُحِبّاً ظَلَّ في لَيلِ الجَفا / لَمّا هَدا وَاِمتَدَّتِ الآناءُ
رَشَأٌ غَدا مَن سُكرِ خَمرَةِ ريقِهِ / مُتَأَوَّدا فَكَأَنَّها صَهباءُ
وَسَرَت بِخَدَّيهِ المُدامُ بِلُطفِها / فَتَوَرَّدا وَكَساهُما اللَألاءُ
وافى يُعيدُ مِنَ التَواصُلِ ضِعفَ ما / مِنهُ بَدا إِذ صَحَّ مِنهُ وَفاءُ
فَأَلَمَّ بي طَوعاً وَباتَ لِساعِدي / مُتَوَسِّدا وَفِراشُهُ الأَعضاءُ
عانَقتُهُ مُتَرَفِّقاً وَضَمَمتُهُ / مُتَأَيِّداً إِذ نامَتِ الرُقَباءُ
حَتّى اِغتَدى مِن ساعِدَيَّ مُوَشَّحاً / وَمُقَلَّدا وَقَدِ اِعتَراهُ حَياءُ
وَسَطا الضِياءُ عَلى الظَلامِ وَحَبَّذا / لَو يُفتَدى وَلَهُ النُفوسُ فِداءُ
لَم أَدرِ ضَوءَ الصُبحِ أَقبَلَ جَيشُهُ / مُتَبَدِّدا وَلَهُ الشُعاعُ لِواءُ
أَو نورُ شَمسِ الدينِ قَد جَلّى الدُجى / لَمّا بَدا وَلَهُ القُلوبُ سَماءُ
شَمسٌ إِذا ما راحَ تَرقُبُهُ العُلى / وَإِذا غَدا فَكَأَنَّها الحِرباءُ
وَإِذا تَدَرَّعَ فَالسَماحَةُ دِرعُهُ / وَإِذا اِرتَدى فَلَهُ الجَمالُ رِداءُ
مِن آلِ عَبسونَ الَّذينَ إِذا اِنتَمَوا / عَبَسَ الرَدى وَتَوَلَّتِ اللَأواءُ
وَإِذا سَطوا بَكَتِ السُيوفُ وَإِن سَخوا / ضَحِكَ النَدى وَتَجَلَّتِ الغَمّاءُ
قَومٌ بِهُم تُجلى الكُروبُ ومِنهُم / يُرجى الجَدا إِن ضَنَّتِ الأَنواءُ
فَنداهُمُ قَبلَ السُؤالِ وُجودُهُم / قَبلَ النَدى وَكَذَلِكَ الكُرَماءُ
وَهُمُ مُنىً لِمَنِ اِعتَفى وَمَنِيَّةٌ / لِمَنِ اِعتَدى فَسَعادَةٌ وَشَقاءُ
مَولايَ شَمسَ الدينِ يا مَن كَفُّهُ / يَروي الصَدى وَبِها العُداةُ ظِماءُ
أَشكو إِلَيكَ غَريمَ شَوقٍ قَد غَدا / مُتَمَرِّدا ماعِندَهُ إِغضاءُ
شَوقي إِلى عَلياكَ أَعظَمُ أَن يُرى / مُتَعَدِّدا وَيَعُمَّهُ الإِحصاءُ
فَاِسلَم فَإِنَّكَ خَيرُ مَولىً يُرتَجى / أَو يُجتَدى وَلَكَ اليَدُ البِيضاءُ
لا زالَ غَيثُ نَداكَ يُمطِرُ فِضَّةً / أَو عَسجَدا تَغنى بِهِ الفُقَراءُ
أَصَفيحُ ماءٍ أَديمُ أَم سَماءِ
أَصَفيحُ ماءٍ أَديمُ أَم سَماءِ / فيهِ تَغورُ كَواكِبُ الجَوزاءِ
ما كُنتُ أَعلَمُ قَبلَ مَوتِكَ موقِناً / أَنَّ البُدورَ غُروبُها في الماءِ
وَلَقَد عَجِبتُ وَقَد هَوَيتَ بِلُجَّةٍ / فَجَرى عَلى رُسلٍ بِغَيرِ حَياءِ
لَو لَم يُشَقُّ لَكَ العُبابُ وَطالَما / أَشبَهتَ مَوسى بِاليَدِ البَيضاءِ
أَنِفَ العَلاءُ عَليكَ مِن لَمسِ الثَرى / وَحُلولِ باطِنِ حُفرَةٍ ظَلماءِ
وَأَجَلَّ جِسمَكَ أَن يُغَيِّرَ لُطفَه / عَفَنُ الثَرى وَتَكاثُفُ الأَرجاءِ
فَأَحَلَّهُ جَدَثاً طَهوراً مُشبِهاً / أَخلاقَهُ في رِقَّةٍ وَصَفاءِ
ما ذاكَ بِدَعاً أَن يَضُمَّ صَفاؤُهُ / نوراً يُضَنُّ بِهِ عَلى الغَبراءِ
فَالبَحرُ أَولى في القِياسِ مِنَ الثَرى / بِجِوارِ تِلكَ الدُرَّةِ الغَرّاءِ
يا مالِكي إِنّي عَلَيكَ مُتَيَّمٌ / يا صَخرُ إِنّي فيكَ كَالخَنساءِ
وَلَقَد أَلوذُ بِكَنزِ صَبري طالِباً / حُسنَ العَزاءِ وَلاتَ حَينَ عَزاءِ
وَأَعافُ شُربَ الماءِ يَطفَحُ لُجُّهُ / فَأَصُدُّ عَنهُ وَأَنثَني بِظَماءِ
وَإِذا رَأَيتُ مَدامِعي مُبيَضَّةً / مِثلَ المِياهِ مَزَجتُها بِدِماءِ
لا يُطمِعِ العُذّالَ حُسنُ تَجَلُّدي / فَلِذاكَ خَوفَ شَماتَةِ الأَعداءِ
فَلَئِن خَفَضتُ لَهُم جَناحَ تَحَمُّلي / فَالقَلبُ مَنصوبٌ عَلى الإِغراءِ
لا وَالَّذي جَعَلَ المَوَدَّةَ مانِعي
لا وَالَّذي جَعَلَ المَوَدَّةَ مانِعي / مِن أَن أُجازي سَيِّدي بِجَفائِهِ
ما حَلَّتِ الأَيّامُ موثَقَ حُبِّهِ / عِندي وَلا حالَت عُهودُ وَفائِهِ
وَدَليلُ قَلبي قَلبُهُ فَوِدادُهُ / كَوِدادِهِ وَصَفاؤُهُ كَصَفائِهِ
في نَشوَةِ الحَمراءِ وَالخَضراءِ
في نَشوَةِ الحَمراءِ وَالخَضراءِ / أَمنٌ مِنَ السَوداءِ وَالصَفراءِ
هَذي بِلا نارٍ تَفورُ وَهَذِهِ / ماسَت مَعاطِفُها بِغَيرِ هَواءِ
فَاِكسُر بِفَترَةِ تِلكَ شِرَّةَ هَذِهِ / وَاِعجَب لِحُسنِ تَلاؤُمِ الأَجزاءِ
فَالسُكرُ فيما بَينَ ذَينِ مَرَكَّبٌ / كَسَلُ الحَشيشِ وَنَشطَةُ الصَهباءِ
أَبَتِ الوِصالَ مَخافَةَ الرُقَباءِ
أَبَتِ الوِصالَ مَخافَةَ الرُقَباءِ / وَأَتَتكَ تَحتَ مَدارِعِ الظُلَماءِ
أَصَفَتكَ مِن بَعدِ الصُدودِ مَوَدَّةً / وَكَذا الدَواءُ يَكونُ بَعدَ الداءِ
أَحيَت بِزَورَتِها النُفوسَ وَطالَما / ضَنَّت بِها فَقَضَت عَلى الأَحياءِ
أَنتَ بِلَيلٍ وَالنُجومِ كَأَنَّها / دُرَرٌ بِباطِنِ خَيمَةٍ زَرقاءِ
أَمسَت تُعاطيني المُدامَ وَبَينَنا / عَتبٌ غَنيتُ بِهِ عَنِ الصَهباءِ
أَبكي وَأَشكو ما لَقيتُ فَتَلتَهي / عَن دُرِّ أَلفاظي بَدُرِّ بُكاءِ
آبَت إِلى جَسَدي لِتَنظُرَ ما اِنتَهَت / مِن بَعدِها فيهِ يَدُ البُرَحاءِ
أَلفَت بِهِ وَقعَ الصَفاحِ فَراعَها / جَزَعاً ما نَظَرَت جَراحَ حَشائي
أَمُصيبَةً مِنّا بِنَبلِ لِحاظِها / ما أَخطَأَتهُ أَسِنَّةُ الأَعداءِ
أَعَجِبتِ مِمّا قَد رَأَيتِ وَفي الحَشا / أَضعافُ ما عايَنتِ في الأَعضاءِ
أُمسي وَلَستُ بِسالِمٍ مِن طَعنَةٍ / نَجلاءَ أَو مِن مُقلَةٍ كَحلاءِ
إِنَّ الصَوارِمَ وَاللِحاظَ تَعاهَدا / أَن لا أَزالَ مُزَمَّلاً بِدِمائي
أَجَنَت عَليَّ بِما رَأَيتِ مَعاشِرٌ / نَظَروا إِلَيَّ بِمُقلَةٍ عَمياءِ
أَكسَبتُهُم مالي فَمُذ طَلَبوا دَمي / لَم أَشكُهُم إِلّا إِلى البَيداءِ
أَبعَدتُ عَن أَرضِ العِراقِ رَكائِبي / مُتَنَقِّلاً كَتَنَقُّلِ الأَفياءِ
أَرجو بِقَطعِ البيدِ قَطعَ مَطامِعي / وَأَرومُ بِالمَنصورِ نَصرَ لِوائي
أَدرَكتُهُ فَجَعَلتُ أَلثَمُ فَرحَةً / بِوُصولِهِ أَخفافَ نوقِ رَجائي
أَضحى يُهَنّيني الزَمانُ بِقَصدِهِ / وَيُشيرُ كَفُّ العِزِّ بِالإِيماءِ
أَومَت إِلَيَّ مُشيرَةً أَن لا تَخَف / وَابشِر فَإِنَّكَ في ذُرى العَلياءِ
أَبِمارِدَينَ تَخافُ خَطفَةَ مارِدٍ / وَشِهابُها في القَلعَةِ الشَهباءِ
أُلهيتُ عَن قَومي بِمَلِكٍ عِندَهُ / تَنسى البَنونَ فَضائِلَ الآباءِ
إِنّي تَرَكتُ الناسَ حينَ وَجَدتُهُ / تَركَ التَيَمُّمِ في وُجودِ الماءِ
المُرتَقي فَلَكَ الفَخارِ إِذا اِغتَدى / وَإِذا بَدا فَالناسُ كَالحِرباءِ
أَفنى جُيوشَ عُداتِهِ بِخَوافِقِ ال / راياتِ بَل بِسَواكِنِ الآراءِ
أَسيافُهُ نِقَمٌ عَلى أَعدائِهِ / وَأَكَفُّهُ نِعَمٌ عَلى الفُقَراءِ
إِن حَلَّ حَلَّ النَهبُ في أَركانِهِ / أَو سارَ سارَ الخُلفُ في الأَعداءِ
أُمُجَندِلَ الأَبطالِ بَل يا مُنتَهى / الآمالِ بَل يا كَعبَةَ الشُعَراءِ
أَقبَلتُ نَحوَكَ في سَوادِ مَطالِبي / حَتّى أَتَتني بِاليَدِ البَيضاءِ
أُرقي إِلى عَرشِ الرَجا رَبَّ النَدى / فَكَأَنَّ يَومي لَيلَةُ الإِسراءِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025