القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ نُباتَة المِصْري الكل
المجموع : 10
جسمٌ سقيمٌ لا يرام شفاؤه
جسمٌ سقيمٌ لا يرام شفاؤه / سلبت سويدا مهجتي سوداؤه
عجباً له جفناً كما قسم الهوى / فيه الضنى وبمهجتي أدواؤه
يا معرضاً يهوى فنا روحي ولي / روح تمنى أن يطولَ بقاؤه
إن ينأ عني منك شخصٌ باخلٌ / روحي وما ملكت يديّ فداؤه
فلربَّ ليلٍ شقّ طيفك جنحه / والصبح لم ينشقّ عنه رداؤه
سمحاً يسابقني إلى القبل التي / قد كان يقنعني بها إيماؤه
ومضيق ضمّ لو دراهُ معذِّبي / ضاقت عليه أرضه وسماؤه
جسمان مرئيان جسماً واحدًا / كالنظم شدَّدَ حرَفهُ علماؤه
أفدي الذي هو في سناهُ وسطوهِ / بدرٌ وقتلى حسنهِ شهداؤه
قامت حلاهُ بوصفه حتى غدا / متغزلاً في خدِّه وأواؤه
حتام بين مذكرٍ ومؤنثٍ / قلبي الشجيّ طويلة برحاؤه
وعلى الغزالة والغزال لأدمعي / سيلٌ وأقوالُ الوشاةِ غثاؤه
سقياً لمصر حمى بسيطٌ بحرُهُ / للواصفين مديدةٌ أفياؤه
لو لم يكن بلداً يعالي بلدةً / بين النجوم لما ارتضاه علاؤه
أما عليّ المستماحُ فكلنا / متشيعٌ يسري إليه ولاؤه
المشتري سلعَ الثناء بجودِهِ / وبهاؤه لعطاردٍ وذكاؤه
دلَّت مناقبهُ على أنسابهِ / وحَماهُ عن تسآل مَن لألاؤه
ذو الفضل من نسبٍ ومن شيمٍ فيا / لله منبتُ عودِه ونماؤه
والعود صحَّ نجارهُ فإذا سرى / أرَجُ الثنا فالعود فاح كباؤه
والبيت حيث سنا الصباحِ عمودُه / وبحيث أخبية السعود خباؤه
واللفظُ نثرٌ من صفاتِ الحسنِ لا / بيضاء روضِ حمًى ولا صفراؤه
والجود ما لحيا الشآمِ عمومهُ / فينا ولا في نيل مصرَ فناؤه
والرأيُ نافذةٌ قضايا رسمهِ / من قبل ما نوت الإرادةَ راؤه
وسعادة الدَّارين جلَّ أساسها / بمعاقد التقوى فجلَّ بقاؤه
من أسرةٍ عمريةٍ عدويةٍ / شهدت بفضل مكانها أعداؤه
من كلِّ ذي نسبٍ سمت أعراقه / يوم العلا واستبطحت بطحاؤه
قوم همو غرَرُ الزمان إذا أضا / أمرَاؤه وُزراؤه شعراؤه
ملأوا الثرى جوداً يزِينُ ربيعه / والجوَّ ذكراً تنجلي أضواؤه
فالجوّ تصدح بالمحامد عجمهُ / والتربُ تنطقُ بالثنا خرساؤه
من حولِ منزلهِ الرَّجاءُ محلقٌ / ومقصرٌ حمدُ الفتى وثناؤه
وعدت بطيف خيالها هيفاءُ
وعدت بطيف خيالها هيفاءُ / إن كان يمكن مقلتي إغفاء
يا من يوفر طيفها سهري لقد / أمنَ ازديارَكِ في الدجى الرَّقباء
يا من يطيل أخو الهوى لقوامها / شكواه وهي الصعدة السمراءُ
أفديك شمسَ ضحًى دموعي نثرةٌ / لمَّا تغيبُ وعاذلي عوَّاء
وعزيزةٍ هي للنواظرِ جنَّةٌ / تجلى ولكن للقلوب شقاء
خضبت بأحمرَ كالنضار معاصماً / كالماءِ فيها رونقٌ وصفاء
واهاً لهنَّ معاصماً مخضوبةً / سال النضارُ بها وقام الماء
أصبو إلى البَرحاء أعلمُ أنَّه / يرضيكِ أن يعتادَني البرَحاء
ويبثُّ ما يلقاه من ألم الجوى / قلبي وأنتِ الصعدةُ الصمَّاء
كم من جمالٍ عندَهُ ضرَّ الفتى / ولكم جمالٍ عنده السراء
كجمالِ دين الله وابنِ شهابهِ / لا الظلمُ حيث يرى ولا الظلماء
الماجد الرَّاقي مراتبَ سؤددٍ / قد رصعت بجواره الجوزاء
ذاك الذي أمسى السها جاراً لهُ / لكنَّ حاسدَ مجدهِ العوَّاء
عمت مكارمهُ وسارَ حديثهُ / فبكلِّ أرض نعمةٌ وثناء
وسعت يراعتهُ بأرزاق الورى / فكأنها قُلُبٌ وتلك رِشاء
وحمى العواصمَ رأيهُ ولطالما / قعدَ الحسامُ وقامت الآراء
عجباً لنارِ ذكائهِ مشبوبةً / وبظلهِ تتفيأ الأفياء
وللفظه يزداد رأي مديره / وحجاه وهو القهوة الصهباء
غني اليراعُ به وأظهرَ طرسهُ / وكذا تكون الرَّوضةُ الغنَّاء
يا راكبَ العزماتِ غاياتُ المنى / مغنى شهابِ الدينِ والشهباء
ذي المجد لا في ساعديهِ عن العلا / قصرٌ ولا في عزمهِ إعياء
والعدلُ يردعُ قادراً عن عاجزٍ / فالذئب هاجعةٌ لديهِ الشاء
والحلم يروِي جابرٌ عن فضله / والفضلُ يروِي عن يديهِ عطاء
يا أكملَ الرؤساء لا مستثنياً / أحداً إذا ما عدَّت الرؤساء
يا من مللت من المعادِ لهُ وما / ملَّت لديَّ معادَها النعماء
إن لم تقمْ بحقوق ما أوليتني / مدحي فأرجو أن يقومَ دعاء
شهدت معاليك الرفيعةُ والندى / أنَّ الورى أرضٌ وأنت سماء
سهرَت عليكِ لواحظُ الرُّقباء
سهرَت عليكِ لواحظُ الرُّقباء / سهراً ألذُّ لها من الإغفاء
فمتى أحاولُ غفلةً ومرادُهم / بيعُ الرّقاد بلذَّة استحلاء
ومتى يقصر عاذلي ورجاؤه / في مرِّ ذكرِكِ دائماً ورجائي
قسماً بسورةِ عارضيكِ فإنها / كالنملِ عند بصائر الشعراء
وجفونكِ اللاتي تبرّحُ بالورى / وتقول لا حرَجٌ على الضعفاء
إنِّي ليعجبني بلفظ عواذِلي / مني ومنكِ تجمع الأسماء
وتلذُّ لي البرحاء أعلم أنه / يرضيكِ ما ألقى من البرحاء
ويشوقني مغنى الوصالِ فكلَّما / ذُكر العقيقُ بكيتهُ بدمائي
أيام لا أهوى لقاك بقدر ما / تهوي لإفراط الوداد لقائي
متمازجان من التعانق والوفا / في الحبِّ مزجَ الماءِ بالصهباء
لو رامت الأيَّامُ سلوةَ بعضنا / لم تدرِ من فينا أخو الأهواء
وصلٌ سهرتُ زمانه لتنعم / وسهرتُ بعد زمانه بشقاء
يا جفنُ لستُ أراكَ تعرفُ ما الكرَى / فعلامَ تشكو منه مرَّ جفاء
كانت لياليَ لذَّةٍ فتقلَّصت / بيدِ الفراق تقلصَ الأفياء
ومنازل بالسفح غُير رسمها / بمدامعِ العشاقِ والأنواء
لم يبقَ لي غيرُ انتشاقِ نسيمها / يا طولَ خيبةِ قانعٍ بهواء
كمؤمل يبغي براحةِ واهبٍ / كرماً ويتركُ أكرمَ الوزراء
الصاحب الشرفِ الرفيع على السها / قدراً برغم الحاسد العوَّاء
ندبٌ بدا كالشمس في أفق العلا / فتفرقت أهلُ العلا كهباء
عالي المكانة حيث حلَّ مقامهُ / كالنجمِ حيث بدا رفيعَ سناء
ما السحبُ خافقةٌ ذوائب برقها / بأبرّ من جدواه في اللأواء
لا والذي أعلا وأعلن مجدَهُ / حتى تجاوز هامةَ الجوزاء
لا عيبَ في نعماهُ إلا أنَّها / تسلي عن الأوطانِ والقرباء
مغرى على رغم العواذلِ والعدَى / بشتاتِ أموالٍ وجمعِ ثناء
لا تستقرُّ يداه في أمواله / فكأنَّما هو سابحٌ في ماء
جمعت شمائله المديحَ كمثل ما / جمعت أبي جادٍ حروفَ هجاء
وتفرَّدت كرماً وإن قال العدَى / إنَّ الغمامَ لها من النظراء
وتقدَّمت في كلِّ محفل سؤددٍ / تقديمَ بسمِ اللهِ في الأسماء
أكرِمْ بهنَّ شمائلاً معروفة / يومَ العلى بتحملِ الأعباء
يلوي بقولِ اللائمينَ نوالها / كالسيلِ يلوي جريهُ بغثاء
ومراتباً غاظَ السماءَ علوِّها / فتلقبت للغيظ بالجرباء
ومناقباً تمشي المدائحُ خلفها / لوفورِ سؤدَدِها على استحياء
وفضائلاً كالرَّوض غنى ذكرُها / يا حبَّذا من روضةٍ غناء
ويراعةً تسطو فيقرَعُ سنها / خجلاً قوامَ الصعدة السمراء
هرَقتْ دمَ المحلِي المروِّعِ والعدَى / حتى بدَتْ في أهبةٍ حمراء
عجباً لإبقاءِ المهارق تحتها / ونوالها كالدِّيمة الوطفاء
كم عمرتْ بحسابها من دولةٍ / وبلا حسابٍ كم سختْ بعطاء
ولكم جلا تدبيرُها عن موطن / دهماءَ واسأل ساحةَ الشهباء
لولاك في حلبٍ لأحدِر ضرعها / وقرى ضيوفَ جنابها بعناء
يا من به تكفي الخطوبُ وترتمي / بكرُ الثناء لسيدِ الأكفاء
أنت الذي أحيا القريضَ وطالما / أمسى رهينَ عناً طريدَ فناء
في معشر منعوا إجابة سائل / ولقد يجيبُ الصخرُ بالأصداء
أسفي على الشعراءِ أنهمو على / حال تثيرُ شماتةَ الأعداء
خاضوا بحورَ الشعرِ إلا أنَّها / مما تريق وجوههم من ماء
حتى إذا لجأوا إليك كفيتهم / شجناً وقلت أذلةُ العلياء
ظنُّوا السؤال خديعة وأنا الذي / خدعت يداه بصائرَ العلماء
أُعطوا أجورَهم وأعطيتَ اللهى / شتانَ بين فناً وبين بقاء
شكراً لفضلك فهو ناعشُ عيشتي / ونداك فهو مجيبُ صوتَ نِدائي
من بعد ما ولع الزمانُ بمهجتي / فردعتَهُ وحبوني حوبائي
وبلغتَ ما بلغ الحسابُ براحةٍ / عرِفتْ أصابعُ بحرها بوفاء
فانعم بما شادَتْ يداك ودُمْ على / مرِّ الزمان ممدَّحَ الآلاء
واحكِ الكواكبَ في البقاءِ كمثلِ ما / حاكيتها في بهجةٍ وعلاء
يا جفنُ أمزجْ أدمعي بدمائي
يا جفنُ أمزجْ أدمعي بدمائي / وأشهدْ بها لملوكنا الشهداء
لهفي على ملكينِ جادَ عليهما / في كلِّ أرض أفقُ كلّ سماء
لهفي لإسماعيل قبلَ محمدٍ / لم أُلق يوم دراهما لفداء
أما ذبيحا مقلتي ومدامعي / لهما فما وفيا بفيض دماء
بحرانِ أسندُ عن يزيدَ وواصلٍ / لهما وأروي عن رجا وعطاء
ذهبا فلا ذهبٌ أناديه سوى / ما صاغ خدِّي باحمرارِ بكائي
نم يا محمد مع أبيكَ فإنه / ما رثَّ لا وأبيكَ عهدُ رثائي
قسمتُ بين ظبا الملاح تغزّلي
قسمتُ بين ظبا الملاح تغزّلي / ولمدح إنشاءِ الملوكِ ثنائي
ولسيفِ دين الله يعملُ خيلهُ / غزوا من البلقاءِ للشهباء
بين العشائرِ والعشيرِ محاسنٌ / غزواتهُ بالرأي والآراء
بالرّعب طوراً والقواضبِ تارةً / تزْوَرُّ منه نواظرُ الزَّوراء
فكأنني بك فاتحاً شرقيها / للسدِّ يا مفتاحَ كلّ هناء
وكأنني يا سيفَ دولة فتنةُ / بك وهو مفتخرٌ على القدَماء
في الشعرِ والإنشاءِ بابنِ نباتةٍ / تزهو على الخطباء والشعراء
أهلاً بمنداك السعيدِ وحبَّذا
أهلاً بمنداك السعيدِ وحبَّذا / في مطلعِ العلياءِ منكَ بهاءُ
في الأرضِ من أثرِ السرَى قولٌ به / يملي الهنا ولشهرنا إصغاء
نهدي الذي بهباته وثنائه / سمعَ الأصمُّ وقالتِ الخرساء
هنئتَ شهراً بالسعادة مقبلاً
هنئتَ شهراً بالسعادة مقبلاً / يا من أفاضَ على الورى نعماءه
أسمعته فيك الثناءَ مخبراً / فانظر لمن سمعَ الأصمُّ ثناءَه
ما بال ليلي لا يسير كأنَّما
ما بال ليلي لا يسير كأنَّما / وقفت كواكبه من الإعياء
وكأنَّما كيوانُ في آفاقهِ / أعمى يسائلُ عن عصا الجوزاء
صحبتْ ركابَك حيث سرتَ مسرةٌ
صحبتْ ركابَك حيث سرتَ مسرةٌ / موصولةٌ بسعادةٍ وهناء
وجرت على الوادِي وطيبِ بلادِهِ / فزها الصعيدُ على طَهورِ الماء
هنأت منزلكَ الذي قد زُخرِفت
هنأت منزلكَ الذي قد زُخرِفت / جنباته وعلا بهِ استعلاءُ
أحسن بها فوَّارةً وجوانباً / سالَ النضارُ بها وقامَ الماءُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025