المجموع : 10
جسمٌ سقيمٌ لا يرام شفاؤه
جسمٌ سقيمٌ لا يرام شفاؤه / سلبت سويدا مهجتي سوداؤه
عجباً له جفناً كما قسم الهوى / فيه الضنى وبمهجتي أدواؤه
يا معرضاً يهوى فنا روحي ولي / روح تمنى أن يطولَ بقاؤه
إن ينأ عني منك شخصٌ باخلٌ / روحي وما ملكت يديّ فداؤه
فلربَّ ليلٍ شقّ طيفك جنحه / والصبح لم ينشقّ عنه رداؤه
سمحاً يسابقني إلى القبل التي / قد كان يقنعني بها إيماؤه
ومضيق ضمّ لو دراهُ معذِّبي / ضاقت عليه أرضه وسماؤه
جسمان مرئيان جسماً واحدًا / كالنظم شدَّدَ حرَفهُ علماؤه
أفدي الذي هو في سناهُ وسطوهِ / بدرٌ وقتلى حسنهِ شهداؤه
قامت حلاهُ بوصفه حتى غدا / متغزلاً في خدِّه وأواؤه
حتام بين مذكرٍ ومؤنثٍ / قلبي الشجيّ طويلة برحاؤه
وعلى الغزالة والغزال لأدمعي / سيلٌ وأقوالُ الوشاةِ غثاؤه
سقياً لمصر حمى بسيطٌ بحرُهُ / للواصفين مديدةٌ أفياؤه
لو لم يكن بلداً يعالي بلدةً / بين النجوم لما ارتضاه علاؤه
أما عليّ المستماحُ فكلنا / متشيعٌ يسري إليه ولاؤه
المشتري سلعَ الثناء بجودِهِ / وبهاؤه لعطاردٍ وذكاؤه
دلَّت مناقبهُ على أنسابهِ / وحَماهُ عن تسآل مَن لألاؤه
ذو الفضل من نسبٍ ومن شيمٍ فيا / لله منبتُ عودِه ونماؤه
والعود صحَّ نجارهُ فإذا سرى / أرَجُ الثنا فالعود فاح كباؤه
والبيت حيث سنا الصباحِ عمودُه / وبحيث أخبية السعود خباؤه
واللفظُ نثرٌ من صفاتِ الحسنِ لا / بيضاء روضِ حمًى ولا صفراؤه
والجود ما لحيا الشآمِ عمومهُ / فينا ولا في نيل مصرَ فناؤه
والرأيُ نافذةٌ قضايا رسمهِ / من قبل ما نوت الإرادةَ راؤه
وسعادة الدَّارين جلَّ أساسها / بمعاقد التقوى فجلَّ بقاؤه
من أسرةٍ عمريةٍ عدويةٍ / شهدت بفضل مكانها أعداؤه
من كلِّ ذي نسبٍ سمت أعراقه / يوم العلا واستبطحت بطحاؤه
قوم همو غرَرُ الزمان إذا أضا / أمرَاؤه وُزراؤه شعراؤه
ملأوا الثرى جوداً يزِينُ ربيعه / والجوَّ ذكراً تنجلي أضواؤه
فالجوّ تصدح بالمحامد عجمهُ / والتربُ تنطقُ بالثنا خرساؤه
من حولِ منزلهِ الرَّجاءُ محلقٌ / ومقصرٌ حمدُ الفتى وثناؤه
وعدت بطيف خيالها هيفاءُ
وعدت بطيف خيالها هيفاءُ / إن كان يمكن مقلتي إغفاء
يا من يوفر طيفها سهري لقد / أمنَ ازديارَكِ في الدجى الرَّقباء
يا من يطيل أخو الهوى لقوامها / شكواه وهي الصعدة السمراءُ
أفديك شمسَ ضحًى دموعي نثرةٌ / لمَّا تغيبُ وعاذلي عوَّاء
وعزيزةٍ هي للنواظرِ جنَّةٌ / تجلى ولكن للقلوب شقاء
خضبت بأحمرَ كالنضار معاصماً / كالماءِ فيها رونقٌ وصفاء
واهاً لهنَّ معاصماً مخضوبةً / سال النضارُ بها وقام الماء
أصبو إلى البَرحاء أعلمُ أنَّه / يرضيكِ أن يعتادَني البرَحاء
ويبثُّ ما يلقاه من ألم الجوى / قلبي وأنتِ الصعدةُ الصمَّاء
كم من جمالٍ عندَهُ ضرَّ الفتى / ولكم جمالٍ عنده السراء
كجمالِ دين الله وابنِ شهابهِ / لا الظلمُ حيث يرى ولا الظلماء
الماجد الرَّاقي مراتبَ سؤددٍ / قد رصعت بجواره الجوزاء
ذاك الذي أمسى السها جاراً لهُ / لكنَّ حاسدَ مجدهِ العوَّاء
عمت مكارمهُ وسارَ حديثهُ / فبكلِّ أرض نعمةٌ وثناء
وسعت يراعتهُ بأرزاق الورى / فكأنها قُلُبٌ وتلك رِشاء
وحمى العواصمَ رأيهُ ولطالما / قعدَ الحسامُ وقامت الآراء
عجباً لنارِ ذكائهِ مشبوبةً / وبظلهِ تتفيأ الأفياء
وللفظه يزداد رأي مديره / وحجاه وهو القهوة الصهباء
غني اليراعُ به وأظهرَ طرسهُ / وكذا تكون الرَّوضةُ الغنَّاء
يا راكبَ العزماتِ غاياتُ المنى / مغنى شهابِ الدينِ والشهباء
ذي المجد لا في ساعديهِ عن العلا / قصرٌ ولا في عزمهِ إعياء
والعدلُ يردعُ قادراً عن عاجزٍ / فالذئب هاجعةٌ لديهِ الشاء
والحلم يروِي جابرٌ عن فضله / والفضلُ يروِي عن يديهِ عطاء
يا أكملَ الرؤساء لا مستثنياً / أحداً إذا ما عدَّت الرؤساء
يا من مللت من المعادِ لهُ وما / ملَّت لديَّ معادَها النعماء
إن لم تقمْ بحقوق ما أوليتني / مدحي فأرجو أن يقومَ دعاء
شهدت معاليك الرفيعةُ والندى / أنَّ الورى أرضٌ وأنت سماء
سهرَت عليكِ لواحظُ الرُّقباء
سهرَت عليكِ لواحظُ الرُّقباء / سهراً ألذُّ لها من الإغفاء
فمتى أحاولُ غفلةً ومرادُهم / بيعُ الرّقاد بلذَّة استحلاء
ومتى يقصر عاذلي ورجاؤه / في مرِّ ذكرِكِ دائماً ورجائي
قسماً بسورةِ عارضيكِ فإنها / كالنملِ عند بصائر الشعراء
وجفونكِ اللاتي تبرّحُ بالورى / وتقول لا حرَجٌ على الضعفاء
إنِّي ليعجبني بلفظ عواذِلي / مني ومنكِ تجمع الأسماء
وتلذُّ لي البرحاء أعلم أنه / يرضيكِ ما ألقى من البرحاء
ويشوقني مغنى الوصالِ فكلَّما / ذُكر العقيقُ بكيتهُ بدمائي
أيام لا أهوى لقاك بقدر ما / تهوي لإفراط الوداد لقائي
متمازجان من التعانق والوفا / في الحبِّ مزجَ الماءِ بالصهباء
لو رامت الأيَّامُ سلوةَ بعضنا / لم تدرِ من فينا أخو الأهواء
وصلٌ سهرتُ زمانه لتنعم / وسهرتُ بعد زمانه بشقاء
يا جفنُ لستُ أراكَ تعرفُ ما الكرَى / فعلامَ تشكو منه مرَّ جفاء
كانت لياليَ لذَّةٍ فتقلَّصت / بيدِ الفراق تقلصَ الأفياء
ومنازل بالسفح غُير رسمها / بمدامعِ العشاقِ والأنواء
لم يبقَ لي غيرُ انتشاقِ نسيمها / يا طولَ خيبةِ قانعٍ بهواء
كمؤمل يبغي براحةِ واهبٍ / كرماً ويتركُ أكرمَ الوزراء
الصاحب الشرفِ الرفيع على السها / قدراً برغم الحاسد العوَّاء
ندبٌ بدا كالشمس في أفق العلا / فتفرقت أهلُ العلا كهباء
عالي المكانة حيث حلَّ مقامهُ / كالنجمِ حيث بدا رفيعَ سناء
ما السحبُ خافقةٌ ذوائب برقها / بأبرّ من جدواه في اللأواء
لا والذي أعلا وأعلن مجدَهُ / حتى تجاوز هامةَ الجوزاء
لا عيبَ في نعماهُ إلا أنَّها / تسلي عن الأوطانِ والقرباء
مغرى على رغم العواذلِ والعدَى / بشتاتِ أموالٍ وجمعِ ثناء
لا تستقرُّ يداه في أمواله / فكأنَّما هو سابحٌ في ماء
جمعت شمائله المديحَ كمثل ما / جمعت أبي جادٍ حروفَ هجاء
وتفرَّدت كرماً وإن قال العدَى / إنَّ الغمامَ لها من النظراء
وتقدَّمت في كلِّ محفل سؤددٍ / تقديمَ بسمِ اللهِ في الأسماء
أكرِمْ بهنَّ شمائلاً معروفة / يومَ العلى بتحملِ الأعباء
يلوي بقولِ اللائمينَ نوالها / كالسيلِ يلوي جريهُ بغثاء
ومراتباً غاظَ السماءَ علوِّها / فتلقبت للغيظ بالجرباء
ومناقباً تمشي المدائحُ خلفها / لوفورِ سؤدَدِها على استحياء
وفضائلاً كالرَّوض غنى ذكرُها / يا حبَّذا من روضةٍ غناء
ويراعةً تسطو فيقرَعُ سنها / خجلاً قوامَ الصعدة السمراء
هرَقتْ دمَ المحلِي المروِّعِ والعدَى / حتى بدَتْ في أهبةٍ حمراء
عجباً لإبقاءِ المهارق تحتها / ونوالها كالدِّيمة الوطفاء
كم عمرتْ بحسابها من دولةٍ / وبلا حسابٍ كم سختْ بعطاء
ولكم جلا تدبيرُها عن موطن / دهماءَ واسأل ساحةَ الشهباء
لولاك في حلبٍ لأحدِر ضرعها / وقرى ضيوفَ جنابها بعناء
يا من به تكفي الخطوبُ وترتمي / بكرُ الثناء لسيدِ الأكفاء
أنت الذي أحيا القريضَ وطالما / أمسى رهينَ عناً طريدَ فناء
في معشر منعوا إجابة سائل / ولقد يجيبُ الصخرُ بالأصداء
أسفي على الشعراءِ أنهمو على / حال تثيرُ شماتةَ الأعداء
خاضوا بحورَ الشعرِ إلا أنَّها / مما تريق وجوههم من ماء
حتى إذا لجأوا إليك كفيتهم / شجناً وقلت أذلةُ العلياء
ظنُّوا السؤال خديعة وأنا الذي / خدعت يداه بصائرَ العلماء
أُعطوا أجورَهم وأعطيتَ اللهى / شتانَ بين فناً وبين بقاء
شكراً لفضلك فهو ناعشُ عيشتي / ونداك فهو مجيبُ صوتَ نِدائي
من بعد ما ولع الزمانُ بمهجتي / فردعتَهُ وحبوني حوبائي
وبلغتَ ما بلغ الحسابُ براحةٍ / عرِفتْ أصابعُ بحرها بوفاء
فانعم بما شادَتْ يداك ودُمْ على / مرِّ الزمان ممدَّحَ الآلاء
واحكِ الكواكبَ في البقاءِ كمثلِ ما / حاكيتها في بهجةٍ وعلاء
يا جفنُ أمزجْ أدمعي بدمائي
يا جفنُ أمزجْ أدمعي بدمائي / وأشهدْ بها لملوكنا الشهداء
لهفي على ملكينِ جادَ عليهما / في كلِّ أرض أفقُ كلّ سماء
لهفي لإسماعيل قبلَ محمدٍ / لم أُلق يوم دراهما لفداء
أما ذبيحا مقلتي ومدامعي / لهما فما وفيا بفيض دماء
بحرانِ أسندُ عن يزيدَ وواصلٍ / لهما وأروي عن رجا وعطاء
ذهبا فلا ذهبٌ أناديه سوى / ما صاغ خدِّي باحمرارِ بكائي
نم يا محمد مع أبيكَ فإنه / ما رثَّ لا وأبيكَ عهدُ رثائي
قسمتُ بين ظبا الملاح تغزّلي
قسمتُ بين ظبا الملاح تغزّلي / ولمدح إنشاءِ الملوكِ ثنائي
ولسيفِ دين الله يعملُ خيلهُ / غزوا من البلقاءِ للشهباء
بين العشائرِ والعشيرِ محاسنٌ / غزواتهُ بالرأي والآراء
بالرّعب طوراً والقواضبِ تارةً / تزْوَرُّ منه نواظرُ الزَّوراء
فكأنني بك فاتحاً شرقيها / للسدِّ يا مفتاحَ كلّ هناء
وكأنني يا سيفَ دولة فتنةُ / بك وهو مفتخرٌ على القدَماء
في الشعرِ والإنشاءِ بابنِ نباتةٍ / تزهو على الخطباء والشعراء
أهلاً بمنداك السعيدِ وحبَّذا
أهلاً بمنداك السعيدِ وحبَّذا / في مطلعِ العلياءِ منكَ بهاءُ
في الأرضِ من أثرِ السرَى قولٌ به / يملي الهنا ولشهرنا إصغاء
نهدي الذي بهباته وثنائه / سمعَ الأصمُّ وقالتِ الخرساء
هنئتَ شهراً بالسعادة مقبلاً
هنئتَ شهراً بالسعادة مقبلاً / يا من أفاضَ على الورى نعماءه
أسمعته فيك الثناءَ مخبراً / فانظر لمن سمعَ الأصمُّ ثناءَه
ما بال ليلي لا يسير كأنَّما
ما بال ليلي لا يسير كأنَّما / وقفت كواكبه من الإعياء
وكأنَّما كيوانُ في آفاقهِ / أعمى يسائلُ عن عصا الجوزاء
صحبتْ ركابَك حيث سرتَ مسرةٌ
صحبتْ ركابَك حيث سرتَ مسرةٌ / موصولةٌ بسعادةٍ وهناء
وجرت على الوادِي وطيبِ بلادِهِ / فزها الصعيدُ على طَهورِ الماء
هنأت منزلكَ الذي قد زُخرِفت
هنأت منزلكَ الذي قد زُخرِفت / جنباته وعلا بهِ استعلاءُ
أحسن بها فوَّارةً وجوانباً / سالَ النضارُ بها وقامَ الماءُ