نفسُ المُحِبِّ دَواؤها في دائها
نفسُ المُحِبِّ دَواؤها في دائها / ونعيمُها هو من مكان شقائها
فمتى يكون شفاؤها من سقمها / وسقامُها هو من مكان شفائها
في الحبِّ سحر للعقول لأنه / يغشى النفوسَ بدائها ودوائها
صفو الهوى يغذو نفوس ذوي الهوى / والنفسُ لا تُغذى بغير غذائها
إن الهوى هو في اهتزاز غصونها / طيش الحليم وفي لحاظ ظبائها
أهل الهوى هم كالرياحين التي / يبدو الذبول بها لفرقة مائها
بشعورها وثغورها ونحورها / وخصورها أبليننا ببلائها
بخدودها ونهودها وقدودها / نهوي بأنفسنا إلى أهوائها
أعطافُها أردافُها أطرافها / يسبينَ من قدّامِها وورائها
حورية رضوانُ خازِنُ وصلها / لكن توكّلَ مالِكٌ بجفائها
طُوبى لساكن جنةٍ لو أنشئت / حُورُ الجنانِ له على إنشائها
بيضاء سوداء الفروع فليلُها / ونهارها لظلامها وضيائها
معشوقة عشقت عذاب محبها / حسناً وقتلُ الصب أحسن رائها
ما فارقتها العين إلا واصلت / بالشوق بين سهادها وبكائها
إني أمسُّ جوارحي فأظنُّها / جمراً تأجّج في لظى بُرَحائها
إني لأشفق إن ظفرتُ بقربها / من ضم أحشائي إلى أحشائها
لو أنّني لاثمتُها لأذبتُها / بتوقُّد الأنفاس في صُعدائها
أبصرتُ موتاً في الحياة مُصَوَّراً / في مشهدٍ لفراقها ولقائها
قد همتُ بالرقباء لا من حُبِّهم / وصددتُ عنها ليس من بغضائها
فطفقت أرمقها بكل جوارحي / في بعض إقبالي على رُقبائها
فأرى طعامي في الهوى ذا غُصَّةٍ / في قربها منّي وفي إقصائها
فاصبر لعلّك أن تفوزَ فربما / فازت نفوسٌ بعد طُولِ عنائها
دنيا تُزَيِّن للورى شهواتها / فيما يذلُّ رجالُها لنسائها
حظُّ الرجال من النساء بأن يُرى / أحرارُ سادتها عبيدَ إمائها
ماذا يكون جمالَ نفسٍ حُرَّةٍ / يوماً إذا سُلبت جميلَ عزائها
تاللَهِ لا شرف الشريف بنسبةٍ / إلا بما يُعتَدُّ من آلائها
وكذا القبائل من نزارٍ حظُّها / في الفخر حَسبُ سماحِها وغنائها
أما ربيعةُ لا يضيع ذمامُها / أبداً ولا ينحلُّ عقدُ وفائها
فربيعةُ الفَرَسِ التي تَقري القِرى / وتُعيد عند صباحِها ومسائها
إن زُوحِمت في المكرمات فإنها / ما زُحزِحَت عن بأسِها وسخائها