القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : مُحْيي الدّين بنُ عَرَبي الكل
المجموع : 4
ستكون خاتمة الكتاب لطيفة
ستكون خاتمة الكتاب لطيفة / من حضرة التوحيد في عليائها
تحوي وصايا العارفين وقطبهم / فهي المنار لسالكي سِيسَائِها
من كلِّ نجم واقع بحقيقة / وأهلَّة طلعتْ بأفقِِ سمائها
وأتى بها عرسا غرانيق على / من منزل الملكوتِ في ظلمائها
ليعرِّف النحرير قطب وجودِه / وبنية بدراً بنور سنائها
فمن اقتفى أثر الوصية إنه / بالحال واحد عصره في يائها
ويكون عند فطامه من ثديها / وطلابه الترشيح من أمرائها
هذي الطريقة أعلنت بعلائها / فمن السعيد يكون من أبنائها
لبستْ صفيةُ خرقةَ الفقراءِ
لبستْ صفيةُ خرقةَ الفقراءِ / لمّا تحلتْ حِلية الأمناءِ
وأتتْ بكلِّ فضيلةِ وتنزَّهتْ / عن ضدّها فعلَتْ على النظراءِ
وتكالمت أخلاقها وتقدَّست / وتخلَّقتْ بجوامعِ الأسماء
جاءت لها الأرواح في محرابها / فهي البَتُول أُخيَّة العذراءِ
وهي الحَصانُ فما تزنُّ بريبته / وهي الرَّزانُ شقيقةُ الحمراءِ
نزلتْ تبشِّرها ملائكة السما / ليلاً بنيلِ وراثةِ النباء
لما رأيتُ منازلَ الجوزاءِ
لما رأيتُ منازلَ الجوزاءِ / خفيتْ عليَّ حقائق الأنباء
وعلمتُ أنَّ الله يحجبُ عبدَه / عن ذاتِه لتحقق الأنساء
إن الدليلَ مقابلُ مدلولِه / حكم التقابلِ بنفسه الإنشاء
انظر إلى أسمائه الحسنى تجد / أعياننا من حضرةِ الأسماء
فإذا بدا بالوجه أظهرَ كوننا / بالنسخةِ المشهودة الغَرَّاء
زلنا عن الأمثالِ لا بل ضربها / لله إذ كنا من الجهلاء
أين الذراعُ وهقعةٌ وتحيةٌ / من فرضٍ قدر فوقهم مُتنائي
في أطلس ما فيه نجمٌ ثابتٌ / يبدو يشاهد نوره للرائي
وله الرطوبةُ والحرارة إذْ له / طبعُ الحياةِ وسرُّه في الماء
عصرُ الشبابِ له وليس لكونه / في الرتبة العلياءِ برجُ هواء
والدالي والميزانُ أمثالٌ له / فالحكمُ مختلفٌ بغيرِ مِراء
حكم المنازلِ قد تخالفُ طبعه / كيفَ الشفاءُ وفيه عينُ الداء
حار المكاشف في الدجى خياله / مثل المفكر إذ هما بسواء
الأمر أعظم أن يحاط بكنهه / ومع النَّزاهة جاء بالأنواء
حرنا وحار العقل في تحصيله / إذ ليس منحصراً على استيفاء
لولا ثبوتُ المنع قلتُ بجودِه / المنعُ يُذهبُ رتبةَ الكرماء
لا تفرحنَّ بما ترى من شَاهدٍ / يبدو لعينِك عند كشفِ غِطاء
من شانه المكر الذي قد قاله / في محكمِ الآياتِ والأنباء
القصد في علمِ الأمور كما جَرَتْ / ما القصد في حَمَل ولا جَوزاءِ
إن الطبيعة كالعروسِ إذا انجلتْ / والبعلُ من تدريه بالإيماء
عنها تولدتِ الجسومُ بأسرها / وتعاقبَ الإصباحُ والإمساء
فهي الأميمة للكثيفِ وروحُه / وهو لها للنشء كالأبناء
وهم الشقائقُ يُنسَبون إليهما / بالفعلِ لا بالتحامِ النائي
مَن دانَ بالإحصاء دانَ بكلِّ ما / دلَّت عليه حقائقُ الإحصاءِ
لا تلق ألواحاً تضمن رحمته / وادفع بهن شماتة الأعداء
واسلك بنا النهجَ القويمَ ملبياً / صوتَ المنادي عند كلِّ نهداء
هو حاجب البابِ الذي خضعتْ له / غلبُ الرقابِ وآمرُ الأمراء
بشرى من الله الكريم أتت بها
بشرى من الله الكريم أتت بها / أرواحُ أملاكٍ من الأمناءِ
لرجالٍ أهلِ ولايةٍ معلومة / معصومةِ الأنحاءِ والأرجاءِ
لعناية سبقت لهم من صدقهم / حصلوا بها في رتبةِ النبآء
بوراثةٍ مرعيةٍ محفوظة / لرجالٍ أهلِ رسالةٍ ووَلاءِ
نالوا بها حسناه من إحسانهم / في ساعةٍ مشهودةٍ غرَّاء
ورثوا النبيَّ تحققاً وتخلقاً / بمعالم الكلماتِ والأسماءِ
فهم الذين يقال فيهم إنهم / أبناؤهم وهمُ من الآباء
إنَّ النبوةَ يستمرُّ وجودُها / دنيا وآخرةً بلا استيفاء
ونبوّةُ التشريعِ أُغلق بابها / فلذاك حازوا رتبةَ السمراء
فهم الملوكُ من سواهم سوقة / لا يشهدون مواقعَ الأشياء
نظموا حديثَ سميرهم فأنالهم / نظمَ الحديثِ فصاحة البلغاء
فهم الضنائن في حفاظٍ مصاون / من حرّها جرم بدار بلاء
حتى إذا انقلبوا إلى الأخرى بدت / أعلامُهم بسَنا لهم وسَناءِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025