المجموع : 6
فكأننا فيه البدورُ وروضه
فكأننا فيه البدورُ وروضه / بين الجداول مذ جرين سماء
وكؤوسنا فيها النجوم وزهرها / يحكي المجرة والمدام سناء
يا والياً بسماحه ورماحه
يا والياً بسماحه ورماحه / أحيا الرميم وحير الاحياء
واذا تهدمت المكارم واعتدى / صرف الزمان أفادها الاحياء
اني فقدت بحسن عدلك غادةً / تقنى الحياء وتقنئ الاقذاء
واذا خلوت بها آمنت بقربها / طول الحياة وعيشك الامذاء
واذا دنوت لها وجدت أديمها / يحكي الصقيل صقالة وصفاء
واذا قطنت فلا تروم تعظما / حين الحلول لخدرها وصفاء
واذا طعنت فلا تكلف طاقتي / عند الرحيل مطية وجماء
لم تطعم الماء الزلال ولم تذق / طعم الطعام ولا ترى السيراء
صاحبتها شرخ الشباب ولم أنل / منها المراد تعففاً وحياء
حتى اذا انبجست شموس ذوائبي / وغزا الصباح بمفرقي الامساء
أنكحتها رشأ رشيقاً شادناً / يحكي الغزالة في السماء سناء
حلو المحيا لا يزال مجاوراً / لجمالها لا يعرف الاغفاء
جوانا بلا جوف أصم مواصلا / جفناً جسا أو مقلة رمداء
فجعته فيها النائبات فاصبحت / عيناه تذرف للبعاد دماء
فافحص له عن عرسه يا ذا الذي / ساد السماء وطرز الاسماء
فكأنهم شربوا لبان فصاحة
فكأنهم شربوا لبان فصاحة / من قبل ما شربوا لبا حسناء
وكانهم ركبوا متون بلاغة / من قبل ما ركبوا مطا وجناء
تنتابهم حزق الوفود لانهم / وردوا الزلال بروضة غناء
حتى لقد طربوا بنأمة سائل / من قبل ما طربوا بصوت غناء
كأس لها سجد النسيم واسفرت
كأس لها سجد النسيم واسفرت / في الكأس تجلى في أجل وطاء
شمطاء يلثمها الفتى ومن رأي / حدثا يقبل وجنتي شمطاء
راح لها ارتاح الحكيم لكونها
راح لها ارتاح الحكيم لكونها / في الراح راح حشاشة الاحياء
حلت بها راح المسيح فاصبحت / حصن الحياة وراحة الاحياء
روح ترى الاحداق تحدق حولها
روح ترى الاحداق تحدق حولها / شبه القلاص لدى فنيق رغاء
روح متى انسكبت بندوة آدب / أهدت هدايا الفهم للبلغاء
باتت تغازلني وبت مغازلاً / لجمال بهجتها مع الخلصاء
خلعت علي محاسناً من نورها / فلذا رفضت محاسن البوصاء
بكر بها اهتدت السقاة لكونها / في الشرب شبه اشعة الانوا
فهي التي كانت لموسى جذوةً / في طور مطلبه الى الاضواء
وهي التي كانت لعيسى مهيعاً / يشتار نشوتها مع الحبساء
تجلى على سرر السرور لأنها / في الكأس عرس مجالس الجلساء