المجموع : 179
فله الفضائل كلها مجموعة
فله الفضائل كلها مجموعة / بالذات والأوصاف والأعراقِ
صلى عليه الله مالاح الضحى / يحكي سناه الباهر الإشراقِ
وأنا عليل منذ أسبوع ولم / تسمح ولا بعيادة الأوراقِ
ومن العدالة والبسالة والندى
ومن العدالة والبسالة والندى / خلصاؤه الأرضون خدامه
وله التقدم في المكارم بالذي / يقضى نداه ويقتضى إقدامه
إذ كان منبع ذلك الغيث الذي
إذ كان منبع ذلك الغيث الذي / عمّ الورى من نازح أو دانِ
إن تلقه في يوم جود هامر
إن تلقه في يوم جود هامر / تلق السحاب على البلاد سوافحا
أو تلقه في يوم بأس قاهر / تلق الأسود لدى العرين كوالحا
أو تلقه في يوم فخر ظاهر / تلق الكواكب في السماء لوائحا
فيه الحوائج أشرقت وبه السعو
فيه الحوائج أشرقت وبه السعو / د تحقّقت وبه الغياهب تنجلي
وبه إلى الربِّ الرحيم توسّلي
وبه إلى الربِّ الرحيم توسّلي / وبه إلى دار النعيم توصّلي
من كلِّ نهدٍ ضامر عبل الشوى
من كلِّ نهدٍ ضامر عبل الشوى / منه إلى نحوِ العدوِّ نهودُ
من أشهبٍ مثلٍِ الشهابِ بنارِه / يرمي رجيمٌ من عداكَ مريدُ
وكأنه التحف الصباح ملاءةً / فقميصُهُ من نورهِ مقدودُ
أو أدهم حامي الذِّمار فكأنَّما / هو في بني حامٍ إذاً معدُودُ
أو أصفر سامي الثليل كأنَّما / جيدُ الغزالةِ منه ذاك الجيدُ
التبرُ لون والزبرجدُ حافرٌ / لونُ الخدودِ يَزِينُها التوريدُ
أو أشقرٍ كالبرقِ في لونٍ وفي / سَبقٍ فنعمَ المطلَبُ المنشودُ
بوّأتهم من قصر نجد منزلا
بوّأتهم من قصر نجد منزلا / كالشمس نوراً واعتلاء مكانِ
ياقصر نجد أنت أكرم منزلا / فلقد شفعت الحسن بالإحسانِ
فافخر على كلّ القصور وإن تشأ / فافخر على الأمصار والبلدانِ
لك في الجمال مزبة ما مثلها / لقصور بغداد ولا غمدام
فلقد جمعت محاسنَ وبدائعَ / جازت مدى الأفكار والأذهانِ
فكأنَّ قبتك العروس تبرّجت / عند الزفاف يحسنها الفنّانِ
راقت جمالاً فهي معترك الوغى / حيناً وحينا مكنس القرلانِ
ولبحرها جزر ومدّ عندما / تتلاعب الأرواح بالأغصانِ
فكأنه جيش تولى مدبر / ثم انثنى عطفاً على الأقرانِ
تنساب فيه جداول ومذانب / كصوارم سُلّت من الأجفانِ
والأسد تفغر حوله أفواهها / أبداً فتقذف دائب المرجانِ
يا أيها المولى الذي أعمالُهُ
يا أيها المولى الذي أعمالُهُ / أحيَت سبيل أبيه والأجدادِ
جودٌ يفيضُ على البلاد وأهلها / يقضي بأنّك واحدُ الأجواد
وبسالة نحو العِدا فتكاتُها / مثل الظُّبى سُلت مِنَ الأغمادِ
فَحِمَى عرينكَ مربض الأسادِ / وندى يمينك مشرَعُ الورادِ
فمكارمٌ آثارها مأثورةٌ / برّزت فيها سابق الأمجادِ
لله ما أحلاه من زمن عذب
لله ما أحلاه من زمن عذب / وما أشهاه من ورد
أيام ملّكت الهوى خلدي / في مائس الأعطاف والقدِّ
وسحبت ذيل الأنس محتكماً / ونظمت شمل العيشة الرغدِ
فجنيت من ثمر المنى أملي / وهصرت يانع قضبة المُلدِ
وبلغت في أطوار دولته / أقصى المراد وغاية القصدِ
وركضت أفراس الصِّبا مرحاً / وجريت في ميدانه جهدي
حتى أتاني الشيب ينذرني
حتى أتاني الشيب ينذرني / فنسخت حكم الغيّ بالرشد
يا ليت شعري والمنى خُدع / هل للشباب الدهر من ردّ
ولّى وأبقى لي تذكّره / تكف الدموع بصفحة الخدّ
ما بعد وخط الشيب من غزل / فانبذ عهود الوصل والصدّ
واطوِ النسيب فإنه سفه / لا تخلطنّ الهزل بالجدّ
وانشر محبرة مدائح من / حاز السيادَة وهو في المهدِ
فرعُ السماحةَِ والرجاحةِ وال / مجدِ المؤثل والنَّدَى العَدِ
لما دعا داعي الرشاد مردِّداً
لما دعا داعي الرشاد مردِّداً / لبّوه شوقاً كالحمام صوادحا
فلهم عجيج بالبسيطة صاعد / يذكي بنار الشوق منك جوانحا
عيسى تهادى بالمحبين الألى / ركبوا من العزم المصمم جامحا
طارت بهم أشواقهم سبّاقةً / فتركن أعلام المطيّ روازحا
رفقاً بهن فهنّ خلق مثلكم / أنضاء أسفار قطعن منادحا
قد جُبن للهادي وهاداً جمّة / وسلكن نحو الأبطحيّ أباطحا
والشمس ترقم من وراء زجاجها
والشمس ترقم من وراء زجاجها / أثواب وشي جمّة الألوان
هاتِ اسقني صِرفاً بغير مزاجِ
هاتِ اسقني صِرفاً بغير مزاجِ / راحي التي هي راحتي وعلاجي
إن صبّ منها في الزجاجة قطرة / شفَّ الزجاجُ عن السنا الوهاجِ
وإذا الخليعُ أصاب منها شربةً / حاجاه بالسرّ المصون محاجي
وإذا المريد أصاب منها جُرعةً / ناجاه بالحقّ المُبين مُناجي
تاهَت به في مهمه لا يهتدي / فيه لتأويب ولا إدلاج
يرتاحُ من طَرَبٍ بها فكأنَّما / غَنّتهُ بالأرمالِ والأهزاجِ
هَبَّت عليه نَسَمةٌ قُدسِيّةٌ / في فيءِ بابٍ دائم الإرتاجِ
فإذا انثنى يوماً وفيه بقيّةٌ / سارت به قصداً على المنهاجِ
وإذا تمكنَ منه سكرُ مُعَربَدٍ / فليصبرنّ لمصرع الحلاجِ
والمشرب الأصفى الذي مَن ذاقه / فقد اهتدى منهُ بنور سراجِ
أن لا ترى إلاّ الحقيقة وحدها / والكلّ مضطرٌّ إليها لاجي
زارت تجرُّ بنخوةٍ أذيالها
زارت تجرُّ بنخوةٍ أذيالها / هيفاء تخلطُ بالنّفار دَلالها
فالشمس من حسد لها مصفرّةٌ / إذ قصّرَت عن أن تكون مثالها
وافتك تمزجُ لينها بقساوةٍ / قد أدرجت طيّ العتاب نوالها
كم رمت كتم مزارها لكنّه / صحَّت دلائلُ لم تُطق إعلالها
تركت على الأرجاء عند سيرها / أرَجاً كأنّ المسكَ فُتَّ خلالها
ما واصلتك محبةً وتفضُّلاً / لو كان ذاك لواصلت إفضالها
لكن توقعت السلوّ فجددت / لك لوعةً لا تتقي ترحالها
حسنّت نظم الشعر في أوصافها / إذ قبّحت لك في الهوى أفعالها
يا حُسن ليلة وصلها ما ضرّها / لو أتبعت من بعدها أمثالها
لما سكرت بريقها وجنونها / أهملت كأسكَ لم تُرد إعمالها
في جنة تجلو محاسنها كما / تجلو العروس لدى الزفاف جَمَالَها
شكرت أيادي للحيا شكر الورى / شرف الملوك همامها مفضالها
فكأنما هي روضة قد جادها
فكأنما هي روضة قد جادها / من عارض البكر الغمام الصيب
فتفتح النوار في ساحاتها / فمدبّج ومفضض ومذهّب
أقسم لو أن قد تقادم عهدها / كانت بها الأمثال دأباً تضرب
عَيَّ الزَّمانُ بها فصارت مُضغَةً
عَيَّ الزَّمانُ بها فصارت مُضغَةً / فلها على لهواتِهِ تَردِيدُ
من أنت يا مولي الورى مقصودُهُ
من أنت يا مولي الورى مقصودُهُ / طوبَى له قد ساعدته سعودُهُ
فليشهدنك له فؤادٌ صادقٌ / وشهودُهُ قَامَت عليهِ شهودُهُ
وليفنين عن نفسه ورسومه / طُرّاً وفي ذاك الفناءِ وجودُهُ
وليحفظنه بارقٌ يرقى بِهِ / في أشرفِ المعراجِ ثم يعيدُهُ
حتى يظلَّ وليس يدري دهشةً / تقريبُهُ المقصودُ أَم تبعيدُهُ
لكنّه ألقى السلاحَ مسلِّماً / فمراده ما أنت منهُ تريدُهُ
فلقد تساوى عنده إكرامُهُ / وهَوَانُهُ ومفيدُهُ ومُبيدُهُ
ما الشهب تُجلي دَاجِيَ الأحلاَكِ
ما الشهب تُجلي دَاجِيَ الأحلاَكِ / وقد استوت بمظاهر الأفلاكِ
والغادةُ الحسناءُ راقَ جَمَالُهَا / قد حُلِّيَت بنفائس الأسلاَكِ
والروضة الغنَّاءُ أينع زهرُهَا / فتبسَّمَت عن ثغرها المِضحَاكِ
والوُرقُ قَد أصغَت لرنَّةِ مِزهَرٍ / فغدَت تغاني صوته وتحاكي
يوماً بأعجبَ من حُلي عربية / تَسبِي بمنطقها نُهَى النُّسَاكِ
حاورتها فأتت بفصل خطابها / فالعجز عنه منتهى الإدراكِ
عَلِقَ الفؤاد بها فها هو مُوثَقٌ / بفنائها الفتَّاك في أشرَاكِ
بحياة مهديك الذي بفتاته / يزهو بها الرّاوي لها والحاكي
هذا فؤادي في يديك على شفا / أن تُنعمِي بِخَلاصَه فيراك
إن ابن خاتمةٍ ختامُ بلاغةٍ / بطريقةٍ أعيَت عن السُّلاَّكِ
هو سابقُ الآدابِ حاملُ رايةٍ / لم يَبقَ فيها موضِعُ استدرَاكِ
ومحا رسومَ محابرٍ ودفاترٍ / فرعٌ زكى طيب الأصل زاكِ
نَادت بلاغته بكلّ مُحَاضِرٍ / خَلَّ الطريق لذِي السِّلاح الشاكي
يُبنَى المنار له بأعلى مَعلَم / ويصدّ عنه غارةَ الفتَّاكِ
فَلَكَم له من مُحكَمَاتِ قصائِدٍ / أبياتُها التِّيجانُ للأملاكِ
وإليكها مني عجالة حشمة / جاءت بُعذرِ ليس بالأفّاكِ
قَنصت من الكافات أصليَّاتِها / مدّت عليها محكماتِ شِبَاكِ
أرسَلتُهَا لتنوبَ في شُكرِ الذي / قررتُ مِن وُدٍّ به استمساكِي
أبقاك ربي عالي الأقدار ما / ضَحِك الأزاهر للغمام الباكي
ثم السلام عليك مني ما شَدَت / وُرقُ الحَمَامِ على غصون أراكِ