المجموع : 210
ورد يطيح وبلبل اسوان
ورد يطيح وبلبل اسوان / ما للرياض من الخريف امان
هجرت عنادلها العشاش فاقبلت / بعد العنادل تنعب الغربان
البرد يهرو كل نابتة بها / لا الزهر مستثنى ولا الافنان
ما انت واطئه برجلك زهرة / اخنى عليها الدهر والحدثان
اصفرت الاوراق تفرق حينما / هجم الخريف كأنه ثعبان
جاء الخريف مبكراً فتجردت / في الروض من اوراقها الاغصان
قد كان ريحان وكانت روضة / واليوم لا روض ولا ريحان
هبت على الاشجار ريح صرصر / تعثو بها وكذلك العدوان
اني التفت رأيت مرأى مشجيا / او مشهداً تندى له الاعيان
فهناك ساق فارقته فروعه / وهنا فروع ما لها سيقان
ونشدت قبر العندليب فلم يكن / في الروض يجمعني به النشدان
ماذا وقوفك بالدوارس بعدما / سارت بمن تهواهم الاضعان
في كل يوم للزعازع غارة / شعواء فيها للمنايا شان
وكأنما بين الرياح شديدة / والدوح ضرب قاتل وطعان
واذا الرياح من الخريف تناوحت / فالخطب ان تتكسر الافنان
الارض امّ للنبات جميعه / ولها من الماء القراح لبان
تحيي الطبيعة ولدها وتميتهم / فلها عليهم قسوة وحنان
يا زهرة الروض الجميلة انني / لمن الفراق وويله خشيان
اني ليحزنني غموضك هكذا / ويحز قلبي طرفك الوسنان
لم يبق فيك كما عهدتك سابقاً / ذاك الرواء وذلك اللمعان
أيموت زهر الروض وهو معزز / ويعيش شوك الروض وهو مهان
ليس الفجيعة ان تلم ملمة / بالشيب بل اني هلك الشبان
يا زهرة البستان ان قصيدتي / تبكى كمن احبابه قد بانوا
ما لفظها الا دموع ثرة / اما الدموع فانها احزان
ولانت من وقع الخريف ونوئه / اسوانة يرثى لها اسوان
فرغت عيوني من دموعي في البكى / اما الفؤاد فبالأسى ملآن
ازف الفراق اتسمحين بقبلة / يروى بها مني فم ظمآن
ازف الفراق فقبليني مرة / قبل الوداع فانني حران
تفديك نفسي لا تقولي ليس ذا / إبانه ما للهوى إبان
وسيهجر الغريد بعدك روضه / والروض منذ وعى له اوطان
اكبر بنفس قد رأت لابائها / ان البقاء على الشقاء هوان
اني ساحمل في فؤاد خافق / ذكراك ما مرت بي الازمان
قالوا سلا عمن احب فؤاده / اما السلو فانه بهتان
ما للمتيم بعد ان قذفت به / ايدي النوى في عزلة سلوان
لم يبق من ماض عهدناه سوى / ذكرى لها ما عندنا نسيان
وعن المناهل قد وردناها سوى / وشل به لا يرتوي الصديان
طالت علي من الهواجس ليلتي / هل بالصباح لليلتي ايذان
ادركت غيدان الشباب فلم يدم / ذاك الشباب وذلك الغيدان
لا بد من يوم على كره به / تتفارق الارواح والابدان
ايمل يوسف فوق دجلة قصره
ايمل يوسف فوق دجلة قصره / وينام تحت الارض ثم ينام
لم يبق منه اليوم مرئيا سوى / جدث عليه تحية وسلام
اما الضريح ليوسف فكأنه / غمدو يوسف في الضريح حسام
قد كان يبسم للمودة بيننا / عهد من الماضي الجميل قدام
افرغ دموعك يا قريض جميعها / ان الذي تبكى عليه همام
يا سيداً عصفت به ريح الردى / نكثت بموتك عهدها الايام
فارقت صحبك للملالة بغتة / فرحلت غير مودع واقاموا
لم تكتب الصحف النعي وانما / ذرفت عليك دموعها الاقلام
يا نازلا في جوف قبر ضيق / هل انت فيه ذلك البسام
نم مستريحا في ضريحك انه / مثوى به لا تزعج الاحلام
في القصر او في القبر شئت فحيثما / تسكن فانت السيد القمقام
تبنى الحياة حريصة آمالها / والموت في اعقابها هدام
نطقت حشاشة محسن تتبرم
نطقت حشاشة محسن تتبرم / حتى اذا سكتت ونى نطق الدم
للّه تلك النفس كيف تمزقت / برصاصة وثابة لا ترحم
ضحى الرئيس بنفسه لبلاده / لما رأى ان السياسة تغشم
ضحى باغلى ما لديه لاجلها / والليل مسدول الذوائب اسحم
بعد الرجاء عراه يأس مثلما / عقب النهار يجيء ليل مظلم
فمشت به نحو الحتوف جريئة / رجل اذا ما صممت لا تحجم
هذا لعمري في البطولة فوق ما / في الحرب يفعله الكمي المعلم
للجرح فوق القلب منه فتحة / تحكي فماً في صدره يتكلم
ابلغ بما ادلى به من حجة / لما تكلم دامياً ذاك الفم
جود الرجال بمالهم عظم لهم / والجود بالنفس العزيزة اعظم
غير الذي فعل الرئيس بنفسه / ماذا عسى ان يفعل المتبرم
في كل بيت للرئيس مناحة / في الرافدين وكل يوم مأتم
حملوه يبغون القبور وخلفه / سيل من البشر المشيع مفعم
فمضى يعج وراء موكب نعشه / جيش من المتفجعين عرمرم
لم تشهد العصر القديمة موكبا / ضخماً كموكب نعشه يتقدم
يا مطلقاً في صدره لرصاصه / سرفي طريق الموت فهو الاسلم
تاللَه انك بانتحارك يائسا / عن كل ابناء العراق تترجم
ليل وزوبعة وبحر ثائر / انا لا أرى ان السفينة تسلم
انا ان سكت عن الذي قد غمني / فدمي الذي اهرقته يتكلم
لا ينكر الاعقاب صدقي بعدما / في صفحة التاريخ سجله الدم
ولقد تحملت المصائب كلها / من اجل اوطاني التي هي تظلم
تلك التي فيها مآثر اسرتي / وربوعهم وقبورهم والاعظم
أبكي ومثلي بالبكاء حقيق
أبكي ومثلي بالبكاء حقيق / آمال شعب مالها تحقيق
ولقد يذكرني بعز آفل / برق لهخلل السحاب خفوق
وكأن اشباح الجدود كتائب / للطير فوق رؤوسها تحليق
لم يحسب النفر الألى قد ضيقوا / ماذا يجر وراءه التضييق
لم ينتزع من هؤلاء غرورهم / نسب لهم في الهالكين عريق
ضيم العراق فهل قضت ابناؤه / ام هل لابناء العراق عقوق
مني العراق بثملة رجيعة / جو العراق بشدهم مخنوق
ما بال دنيا المسلمين تأخرت / أهناك شيء في الخفاء يعوق
وقد ابتلاني اللَه جل جلاله / بغراب سوء ذم منه نعيق
وبضفدع لولا اطراد نقيقه / ما كنت اعلم انه مخلوق
ولعل من ضل السبيل سيهتدي / يوما ومن قد نام سوف يفيق
ولعل ايام السلام قريبة / ولعل ايام السلام تروق
اني لاوطاني وان لم تحترم / ادبي الذي ابثثته لصديق
بيني وبين مواطن احببتها / عهد كما شاء الولاء وثيق
ايام اني قد ثملت بحبها / ما كان لا كأس ولا ابريق
حب الديار ومن بها لي مسكر / وكأنما حب الديار رحيق
الشمس قد غربت فلاح وراءها
الشمس قد غربت فلاح وراءها / شفق بحاشية السماء رقيق
ويخال مبصره اذا لم ينتبه / ان الذي يرنو اليه حريق
وكأن هذا الليل ثوب اسود / وكأنما فيه النجوم خروق
ناموا وكاد السيل يجرف ركبهم / والليل ساج والرقاد عميق
وتجاذب الليل البهيم وصبحه / حتى بدا وقميصه مشقوق
تمشي الشعوب الى الامام جميعها / زمراً فتتسع الخطى وتضيق
لا يستوي سرعانها وبطاؤها / والطائرات رفيعة والنوق
الفى فريق في الزهادة رشده / واختار اشباع الحياة فريق
الشعب حول الرافدين مكبل / والشعب حول الرافدين حنيق
شتان بين الشعب وهو منقيد / يشكو الاذى والشعب وهو طليق
ولقد امد الطرف مشتاقا الى / آتى العراق فلا يلوح بريق
أتصان للشعب الهضيم حقوقه / ام ليس للشعب الضعيف حقوق
لا تحسبن الظالمين بنجوة / من نقمة بالظالمين تحيق
سأول يوم سقوطهم في وجههم / هذا جزاء الخائنين فذوقوا
الغرب مركبه البخا
الغرب مركبه البخا / ر أو الهواء أو الأثير
وركوبة الشرق الهجي / ن أو الحمار أو البعير
والدهر للرجل القوي / ي على صلابته ظهير
والدهر يخذل من يني / والدهر يصفع من يخور
ولمن تقدم باسم / ولمن تأخر قمطرير
هذا يثبطه الحجا / ب وذاك يحفزه السفور
وكأنما المتحجبا / ت بكل مملكة قبور
ما في السفور لمن تر / بتها الثقافة ما يضير
اما الحجاب فمنه تذ / بعث المفاسد والشرور
ما بال هاتيك النجو / م على وضاءتها تغور
ولقد يعوق من الوصو / ل لغاينا الجد العثور
هل انت وحدك ايها / المتعصب العاتي غيور
الدائرات وان حبت / مهلا على الباغي تدور
في الارض تزهق انفس / اما السماء فلا تمور
ولقد تأخرت الانا / ث فما تقدمت الذكر
اسعد بام سافر / لقضاء حاجتها تسير
محمية بوقارها / ومن العفاف لها خفير
الامهات منابت / اولادهن لها زهور
والامهات كواكب / وضاءة والولد نور
والامهات مدارس / منهم بها ينمو الشعور
ابناء دجلة والفرات نيام
ابناء دجلة والفرات نيام / عن حقها وتسرها الاحلام
واذا الحقائق لم تجد في امة / سندا تقوم مقامها الاوهام
الحق يكسبني اليقين وضوحه / ويريبني في الباطل الابهام
أتنيل بغداد الاديب سلامة / ام ليس في بلد السلام سلام
انا قد يئست فلا الحياة جميلة / عندي ولا وجه المنى بسام
ان العراق به يعيش لشقوة / شعب يسام الذل ثم يسام
الفوه حتى صار فيهم طابعا / من طول ما صفتهم الايام
لو كلفوا مشيا على اراسهم / لمشوا كأن رؤسهم اقدام
عن كل مملكة يذود همامها / اما العراق فليس فيه همام
اسمى رجال العصر ان احصيتهم / هو مصطفى الوثابة المقدام
العبقري الفذ في ايامه / وله بذلك تشهد الايام
ما مصطفى الغازي يقاس بغيره / بل انه للمصلحين امام
من قاسه بالآخرين بدواله / في جنبه وكأنهم اقزام
اني لاعظمه على افعاله / ولمثله لا يكثر الاعظام
لا تنكروا باللَه اعظامي له / انا لي بابطال الزمان غرام
هو فخر امته التي عزت به / ان فاخرت برجالها الاقوام
وابن السعود له الامامة انه / السند الذي يقوى به الاسلام
ملك العروبة عزها وصلاحها / وعصامها وشجاعها الهمام
نجد له ثم الحجاز وانما / يشدو العراق بحمده والشام
هيهات ليس يقوم من جدث به / دفنوه مجد للعراق قدام
شنؤوا العروبة مدعين ولاءها / ما بالولي مخادع ظلام
بين القلى والحب بون شاسع / فالحب يبنى والقلى هدام
نظر الفتى مهما اراد لحقده / كتما على قلب الفتى نمام
يأتي من العين التي هي كوة / للفكر نور تارة وظلام
يبغون تصريحي ورب حقيقة / ليست تسيغ أجابها الافهام
اشحذ سلاحك ما استطعت فانما / ديناك تغدر والحياة صدام
كل امرئ فله عقول جمة
كل امرئ فله عقول جمة / ولكل عقل فيه منها منطق
والمرء لا تدري اذا حاججته / فيما يقول باي عقل ينطق
بلغ الشباب النزر من غاياتهم
بلغ الشباب النزر من غاياتهم / اما الشيوخ فانهم قد اخفقوا
اغنم جديدك من حياتك انه / عما قليل من حياتك يخلق
الشيخ ينشد راحة ولعلها / امل وراء هلاكه يتحقق
ان القميص به خروق جمة / فاذا رتقت فاي فتق ترتق
ستنام تحت الارض في ملحودة / والشمس فوق الارض بعدك تشرق
لاحسن عند النفس بعد زهوقها / والنفس الا مرة لا تزهق
اما العراق فانه لشقائه / ممن ترباهم لعون يرهق
يا شعب لا تيأس فانك بالغ / نشزاً به يا شعب انت الا خلق
يا شعب سوف تكون دوحا جذعه / ضخم فانت اليوم خصن مورق
قد تفشل الاقوام في مجهودها / لكن اليها اليأس لا يتطرق
ووددت لو اضحى شتاتك وحدة / او كان لا يتفرق المتفرق
يا شعب ان طريق مجدك واضح / فانهجه حثحاثا وانت موفق
واذا الشعوب على ضؤولة شأنها / همت لاسباب التقدم تخلق
يا قومنا استقلالكم هو كاذب / لا مثلما قد صور المتملق
اني على الاوطان انفق مهجتي / اما الدخيل فاي شيء ينفق
قد يسكت المهضوم الا زفرة / منه والا عبرة تترقرق
من بعد ان خف الدجى في ليلتي / ما بال نجم الصبح لا يتألق
ليلى التي انا منذ حين باسمها / في كل بيت من قصيدي اشهق
ليست سوى وطني وما وطني سوى / شرفي الذي اسمو به واحلق
ليلى اجل ليلى التي اعززتها / هي كل ما انا في حياتي اعشق
شعري بما في القلب مني ناطق / واذا سكت فان دمعي ينطق
ما زال قلبي خافقا بولائه / ويظل ثم يظل قلبي يخفق
تلغى معاهدة واخرى تعقد
تلغى معاهدة واخرى تعقد / والشعب يستفتي لها ويهدد
والشعب يطري للجهلة خنجرا / في صدره عما قريب يغمد
وكأن يوم الغاصبين لحقهم / ليل وهذا الليل بحر مزبد
اما الزعيم فما تحرك ذائداً / عن حقهم منه اللسان ولا اليد
كنا نؤمل ان نراه منجدا / واذا الذي هو منجد لا ينجد
كسدت تجارة كل شيء عندهم / الا النفاق فانه لا يكسد
كل الذي فيهم قديم مخلق / الا العداء فانه يتجدد
الشعب بالقيد الثقيل مكبل / حتى يكاد اذا تحرك يقعد
للبعض كوخ واطئ ولبعضهم / صرح كما شاء النعيم ممرجد
هذا يضاجعه الرفاه وذاك في / سغب ينام وقد اقض المرقد
لو كان فرع الدوح اخضر ناعما / لنزا عليه العندليب يغرد
يا نفس ايام النهوض بعيدة / ولعل ايام التحرر ابعد
وفتى اروه الموت يكشر كالحا / فاصفر منه العارض المتورد
حظروا عليه ان يقول مصرحا / فكأنه السيف الجراز المغمد
يا قوم ان الحق ابيض ناصع / كالصبح فهو بنفسه متأيد
انا ان فرحت فكل لون ابيض / واذا يئست فكل لون اسود
وطلبت اسباب الغنى من بابه / فوجدت ان الباب دوني موصد
لا در در الجاهلين فانهم / يرمون بالالحاد من لا يلحد
ان كان من يبدي الحقيقة ملحداً / فليشهد الثقلان اني ملحد
لما بدا لي ان قلبك ملني
لما بدا لي ان قلبك ملني / وعلمت ان هناك ما لا اعلم
اقسمت ان لا اورد اسمك في فمي / لكنني قد كنت باسمك اقسم
طعنوك يا وطني المفدى
طعنوك يا وطني المفدى / في الصدر حتى كدت تردى
والطاعنون بنوك ان / ت كسوتهم لحماً وجلدا
ظلموك يا وطني ولم / يرع الألى ظلموك عهدا
حرموك حقا اشبعو / ه بعد ان عرفوه جحدا
كان الذي قد كنت تأ / مل عونه خصما الدا
واختار من قربتهم / الا قليلا عنك بعدا
ولك الذين رفعتهم / حفروا بجوف الارض لحدا
يبغون من دغل بهم / لك في حفير ضاق وأدا
هل كان قلب عقيدهم / حجراً من الاحجار صلدا
حق هناك وباطل / ولقد يلاقي الضد ضدا
اني ارى جزرا ويسمي / البعض هذا الجزر مدا
والشر خيرا من جمي / ع وجوهه والنحس سعدا
والقيد خلخالا لمن / يشقى به والغل عقدا
اما جبين القوم فهو من / الصفاقة ليس يندى
قد شاء ربك ان تطو / ل يد العتاة وان تشدّا
واقام حرص الجاه بي / ن الحق والابصار سدا
واذا اراد اللَه امراً / بالعباد فلا مردّا
هيهات قد دخل الذئا / ب حظيرة الخرفان ربدا
لو صين دستور البلا / د لما تعدّى من تعدّى
ولقد يسيء المرء في / اعماله خطأ وعمدا
وطني على بلواك كن / جلدا كما قد كنت جلدا
وعلى ظلامتك اصطبر / حتى تعود النار بردا
وتخفف ويلات الحيا / ة فان للارزاء حدا
لا تقشعر فانت لا / تنهار يا وطني المفدى
ما بال عيني لا ترى / في ليلها للنجم وقدا
أافلن ام قام العمى / بيني وبين النجم سدا
انفض عني صحبتي / وبقيت مثلى السيف فردا
كالسيف عريانا ولي / س بلابس الا فرندا
دافعت عن وطني ولم / ار من دفاع عنه بدا
ولقد وقفت بدجلة / ابكي مع الباكين مجدا
مجدا اثيلا قد هوى / ليلا بهاوية فاودى
يا دخل ماؤك طيب / لو كنت املك منه وردا
يروى الدخيل وانما ابنك / في جوار منك يصدى
ولقد مررت على الريا / ض فلم اجد فيهن وردا
وذكرت ايامي بها / واحبتي وذكرت عهدا
وبثثت للعهد الذي / كنا به سعداء وجدا
كانت رياضك ذات اف / نان ترف وكن ملدا
فيها العنادل نازيا / ت تملأ الاسماع غردا
والريح ترسل من شذا / ها زلفة وفدا فوفدا
ووردت ماءك صافياً / فشربت ذاك الماء صردا
وعلوت نشزا عند حو / ضك قائما وهبطت وهدا
اما النخيل ففي صفو / ف نسقت يحكين جندا
قد كان يومئذ مرا / ح في الصبابة لي ومغدى
ولقد مضى لي عندها / عيش وكان العيش رغدا
حتى المّ بي العقام / فهد مني الجسم هدا
يا دهر انت علي قد / اصدرت حكمك مستبدا
اني لاوثر في الحيا / ة على اقتناء المال حمدا
واريد عزا لا اخا / ف زواله واريد مجدا
واريد لاسمى بعد ان / ابلى بجوف الارض خلدا
ذكراً جميلا ان ردي / ت كآخرين فليس يردى
المال حسبي منه ما / يكفي لحاجي ان يسدا
ومصارع الأيام لا / يبغى من الأيام رفدا
أجد الحياة من الطبيعة تنبع
أجد الحياة من الطبيعة تنبع / وإلى الطبيعة بعد حين ترجع
وكأنما هي دوحة فينانة / منها الغصون الى الجهات تفرع
تبدو وتخفى في الطبيعة نفسها / فكأنما منها لها مستودع
ان الطبيعة في جميع شؤونها / كاللَه عن اعمالها لا تهجع
تمتد في كل الجهات وتملأ / الابعاد حتى ليس يخلو موضع
فهي المكان وكل ما هو يحتوي / وهي الزمان وكل ما هو يجمع
هي في حياتي جنتي وجهنمي / فيها نعيم لي ونار تلذع
ما في الطبيعة ارضها وسمائها / غير الطبيعة ما يضر وينفع
هي مظهر للَه جل جلاله / واللَه تطلبه العقول فترجع
ليست بحادثة ولكن صورة / قدمت كمبدعها فجل المبدع
اما محاسنها فتلك كبيرة / اني بهن من القديم لمولع
تسع المجرة في السماء عوالما / اما الطبيعة فهي منها اوسع
وكأنما تبغي الكواكب مخرجا / منها فتعدو في الفضاء وتسرع
مدفوعة فيه كأن يداً للها / من خلفها في كل حين تدفع
لا شيء عن حضن الطبيعة فاصلى / هي مبدئي وقرارتي والمرجع
انا لست منها غير جزء قد جثا / في نقطة من ارضه يتطلع
انا طفلها المولود من احشائها / ولدرها في كل حين ارضع
الشمس تطلع في النهار جميلة / فاذا توارت فالكواكب تطلع
من كان قد هدت الطبيعة ذوقه / فبشمسها ونجومها يتمتع
اما الذي هو للطبيعة جاهل / فمن الطبيعة حسبه المستنقع
اهوى منيحتها واقلى ردّها / لهباتها فانا العصي الطيع
كم من صديق في التراب دفنته / وسقت ثراه من عيوني الادمع
فذكرته ولقد تلينّ مضجعي / وذكرته ولقد اقضى المضجع
لم يبق لي في الروض الا زهرة / واخاف ان تقضى عليها زعزع
ولتلك مؤنستي ولست بعالم / أهي التي بي ام بها انا افجع
خيط الحياة وهي فما عندي سوى / امل يوصله ويأس يقطع
ولقد اذم من الصبا في زهوه / بعض الجهالة فهي بئس المرتع
ولرب امر جئته بجهالة / واليوم من ندم لسني اقرع
ان لم يكن فيه لشيطان يد / فله اذا فتشت عنه اصبع
لكنما الانسان من اهوائه / والعيش في عهد الصبا لا يشبع
ذهب الشباب فما الشباب براجع / واتى المشيب وانه لا يقلع
ولقد يعاب علي في شيخوختي / اني الى ليلى الحقيقة انزع
انا بعدما قد سرت في حبي لها / شوطاً بعيدا لست عنه ارجع
ابكي اذا مرت لترحمني فلا / ليلى ترق ولا دموعي تشفع
القلب يخفق في حين تمر بي / فتعيد ذاك الخفق مني الاضلعغ
وارى امامي للهموم سحابة / اما السحابة فهي لا تنقشع
الضاحكون من البعيد كأنهم / حزب على ان يشمتوا بي اجمعوا
وهناك مفتخر بايقاع الاذى / وكأن من يؤذي سواه سميذع
فاذا سكت اذاب مهجتي الاسى / واذا شكوت فليس لي من يسمع
بلغ النفاق باهله غاياتهم / فهل النفاق هو الطريق المهيع
لا تفزعني بالمنية موعدا / فالحر ليس من المنية يفزع
عرج على وادي السلام تجد دما / فهناك ثم هناك كان المصرع
قل للذي يعدو وراء غريمه / إما ظفرت به فماذا تصنع
ان الدم المسفوك يثأره الفتى / لدم سفيك قبله لا يرجع
لا تنقبض ان قلت جدك لم يكن / في الاصل الا قرد غاب يرتع
فاذا تولى مبعدا عن غابه / فمن الخنافس ينتقيها يشبع
والآن لو تصغي ازيدك فانتبه / علماً بقولي جدجدك ضفدع
نسب عليه الشمس من اضوائها / ثوبا جديدا كل يوم تخلع
واذا تصدع منك جسمك للردى / يوما فروحك مثله تتصدع
والروح ليس سوى الحياة تشاركت / زمراً خلايا الجسم فيها اجمع
هي في الجماد خفية لبساطة / فيها فلا تبدو ولا تتفرع
اما النبات فانها منحطة / فيه فلا يرنو ولا يتسمع
وتنوع الحيوان يرقى صاعدا / حتى بدا القرد السوي الافرع
وتفرد الانسان بين لداته / بدهائه فله المقام الارفع
والسبرمان اذا تولد فهو من / هذا وذلك في الدراية اوسع
والسبرمان هو الحكيم فانه / لأذى الطبيعة بالطبيعة يدفع
والسبرمان مجهز بقوى لها / تعنو الرقاب فليس منها مفزع
والسبرمان موفق في امره / والسبرمان لغيره لا يخضع
قد قلت ان العقل لي
قد قلت ان العقل لي / يهدى فكان مضللي
جربت عقلي فهو ليس / الى الحقيقة موصلى
سيكون في سير الحيا / ة على الضمير معوّلي
ولقد كرهت العقل فهو / بما يشير مكبلي
من لي بعقل لا يحيد / عن الطريق الامثل
العقل في الانسان ليس / من الضمير بافضل
الا اذا استوفى فكا / ن من الطراز الاول
ولقد تبدل كل شيء / في حتى انملى
الا ضميري فهو حتى / اليوم لم يتبدل
العقل يرفعني / ولكن الضمير ممثلى
لا ريب في ان الحجى / هو زينة للمحفل
او انه في العبقري / يفل غرب المنصل
ويقوم ان حزبته حا / زبة مقام الجحفل
لكنه جم تردده / امام المعضل
انا بعصر تسابق / والويل للمتهمل
انا بعصر الطائرا / ت ركوبة المتنقل
انا بعصر الكهربا / ء وما لها من مشعل
عصر التنعم والتبسم / والسرور الاكمل
ولقد مضى عصى البكى / بين الدخول فحومل
كان الضمير مسيرا / لي في الزمان الاول
اذ كان يحبو العقل فيه / حبو طفل محول
حتى اذا ما شب حا / ول طعنه في المقتل
ودنا يهدم ما بنا / ه في الحياة بمعول
انحى عليه يدوسه / ولقد اناخ بكلكل
اما الضمير فقد تما / وت لا يفر ولا يلى
ما يصنع العصفور اصبح / في مخالب اجدل
لكن عقلي اليوم وا / هي الحبل رخو المفصل
زلت به رجل تخو / ر عن الطريق الامثل
فرجعت عنه الى الضمير / مطلقا لتعقلي
اليوم في ادب الحيا / ة على الضمير توكلي
اني به متوسل / ولقد حمدت توسلي
ضربتني الايام عند / الشيب ضربة
لكنني لم اعن / للايام او اتذلل
لا فخر في مد السلا / ح الى مقاتل اعزل
انا لست من ذنب جنا / ه العقل بالمتنصّل
انا في حياتي ما كذبت / لنيل شيء ليس لي
انا ما كطفرت بكل عمري / بالكتاب المنزل
انا لم ازل اشدو بنعت / للنبي المرسل
انا لست بالمسؤول عن / نزوات عقل مبطل
ما زال يبدي رأيه / سألوه ام لم يسئل
قد شاء عقلي بعد تفكير / وطول تأمل
باللَه حل المشكلا / ت فكان اكبر مشكل
ما ضرنا لو ضل هذا / الكون غير معلل
أنريد في تعليله / ارضاء قوم جهل
ويقول عقلي والرجا / ء مطية المتخيل
الكون ماضيه يعو / د بنا الى المستقبل
وتعود هذي الار / ض بعد خرابها كالاول
فتمثل الدور الذي / قد مرّ خير ممثل
ونعود نحيا مثلما / كنا بغير تبدّل
ونموت ثم نعود في / ادوارها بتسلسل
كذب الذي قد قال ان / القبر آخر منزل
هذا لعمري ما يرى / عقلي بوجه مجمل
أما الأمير فقائل / لي بالحجى لا تحفل
الدين معقل اهله / والدين امنع معقل
تاللَه لا ادري متى / لليل العماية ينجلى
اني لآخذ بالمعا / د من الكتاب المنزل
لا مثلما استخلصته / من عقلي المتطفل
ةاخاف نارا في الجحيم / بها الاثيم سيصطلى
اما الصراط فانه / فوق الجحيم كمنصل
او انه جسر كقنو / النخلة المتعثكل
لا يأمن الماشي بار / جله سقوطا من عل
الاّ اذا عبر الصرا / ط على اغرّ محجل
او فوق كبش قرنه / في رأسه كالمعول
يا رب حين اجوزه / مشيا عليك توكلي
يا رب خوف صراطك / الممدود همّ مثقلى
صعب علي عبوره / يا رب ثبت ارجلي
طوبى لمن قد عاش عن / اهل الجحيم بمعزل
اما الجنان فانها / مقصورة المتبتل
ما شئت من حور وغلمان / وطيبة مأكل
في كل ناحية شمر / دلة لكل شمردل
وودت لو اصبحت اكرع / في الشراب السلسل
ولقبلة احرزت من / حوراء ذات تدلل
وحسوت كأساً ثرّة / من كف اغيد أكحل
جو السياسة مكفهر
جو السياسة مكفهر / ما فيه من لون يسر
اني من اكفهراره / مترقب خطرا سيعرو
فيلوح في هذا السحا / ب الجهم فوق الافق شر
لقد ازبأرت بغتةً / فلأي شيء تزبئر
عيني ترى وحشاشتي / تخشى وجلدي يقشعر
عصفت فظل العقل منذهلا / وهاج النفس ذعر
نكباء تقلع كل شيء / تلتقيه او تطر
لذيولها فوق الربى / والسهل ضافية تجر
ما كان قبل عصوفها / بالعيش فوق الارض نكر
يوم كوجه الغول وفي / شدقيه انياب تصر
ولقد توارى من ذكا / ء لهوله الوجه الاغر
ما في النهار شعاعة / تهدى ولا لليل فجر
وسحائب جون تدهدها / اعاصير تمرّ
برق ورعد قاصف / كرحىً تلح فتستمى
وادير عيني في الفضا / ء فلا اشاهد ما يسر
وهناك بحر ثائر / امواجه لا تستقر
وكانما الاطواد في / احضان اودية تخر
تهوى الى اغوارها / من بعدما هي تشمخر
اخذت تعيث ذئابها / اما الكلاب فلا تهر
يخشى الغني الجعد ان / يغشاه بعد الوفر فقر
اما الفقير فلا ينا / ق له ولا غنم تدر
انا بعصر فيه عند الناس / ترك الشر بر
عصر به الامم الضعيفة / بالوصاية لا تقر
عصر به الام القوية / بالمواعد لا تبر
اللَه للعصفور من / بلواه ليس له مفر
في الجو صقر ذو اظا / فير وفوق الارض هر
ان الألى قد كان يرجى / النفع منهم قد اضروا
وكأن في القوم النفا / ق الى بلوغ الجاه جسر
اما طريق العز فهو / لمن يسير عليه وعر
لا بد من تعب ينا / ل المرء حين به يمرّ
قد كان مجد للعرو / بة فاحتواه اليوم قبر
في أي قبر انت يا / مجد العروبة مسبطر
نشدو بمجد دارس / لم يبق الا منه ذكر
وكأن ذاك المجد مختفياً / عن الانظار سر
ما في العظام الباليا / ت لدولة الفتيان فخر
نمنا وخيل الحادثا / ت على جماجمنا تكر
لا يستطيع من البلية / ان يقول الحق حر
ويل لقطر لا يتا / ح لاهله بالحق جهر
ما عند قوم ضيعوا / استقلالهم شيء يسر
الشعب باستقلاله / يقوى ومورده يثر
غرتهم الاوعاد والاوعاد / خادعة تغر
امم تقدم والكفا / ح على السلامة مستمر
والقتل من اجل الحيا / ة بكل ارض مستحر
ما للذين تأخروا / في حلبة الاقوام عذر
لا حكمة لا ثروة / لا عسكر للذود مجر
هل هابط وهداً كمن / فوق السحاب له مكر
يجرى على طيارة / فكأنه في الجو نسر
ونصحت اهل الرافدين / على التحالف ان يقروا
لكن اهل الرافدين / على التخالف قد اصروا
لم يسمعوا نصحى لهم / حتى اصاب القوم ضر
وكانما في الاذن منهم / عن سماع الحق وقر
ما ان رأيت مناضحا / كالعقل ليس عليه حجر
من عاش متكلاً على / الاقدار تعبث فهو غر
عزم الفتى اقوى من الاقدار / وهو به ابر
اني لشيخ مخلق / وتعلقي بالعيش نزر
فاذا حييت فكل ما / يحلي لغيري لي يمر
واذا هلكت فكل شيء / بعد هلكي لا يضر
مع كل ذلك ارتأى / ان الردى للمرء خسر
للشيخ نفس بالحيا / ة تنوء وهي له تسر
فعلى جفاف عروقه / آماله في القلب خضر
اما الفتى فحياته / وشبابه ماء وخمر
لم يطمئن القوم في بغداد
لم يطمئن القوم في بغداد / إلا إلى الأغلال والأصفاد
استسلموا للهاضميهم بعدما / هاجوا هياج البحر ذي الازباد
فجنوا على الاجداد في اجداثهم / وجنوا على الابناء والاحفاد
وهناك من هو للاسى مستعبر / وهناك من هو للمسرة شاد
ماذا تقول لامة معكوسة / جعلت مآتمها من الاعياد
ما كان ظني يا ملاعب صبوتي / ان تذهب الآمال فيك بداد
حتى بدا لي والزمان معلم / ان الاحبة في العراق اعاد
ان الذين تسيطروا بخداعهم / ثبتوا بصدر الحكم كالاوتاد
اما حقوق الابرياء فانما / عصفت بهن زوابع الاحقاد
قد حال بين هضيمها وعظيمها / ما قد اقام الا فك من اسداد
قلت استبد بكم فريق طائش / منكم وما من قام بذياد
قالوا اذا تمت لنا صلواتنا / خمسا فما ضرر في الاستبداد
انا لقوم راحلون الى التي / نجزى بها والدين احسن زاد
الموت فيه راحة مضمونة / اما الحياة فليس غير جهاد
لا تستميل نفوسنا بطلائها / دنيا غرور كونها لفساد
فصرخت فيهم قائلا لا تكذبوا / فالدين يأمركم بالاستعداد
لو كانت الدنيا بمال تشترى / لبذلت فيها طارفي وتلادي
الشعب ادخل باختيار راسه / للطيش في شدق الهزبر العادي
فهلم ننج الفلك قد اشفى على / غرق بتقوى كان او الحاد
فالفلك في تيار بحر زاخر / والموج حول الفلك كالاطواد
يا قومنا احتفظوا بقوة عزمكم / فالموت للضعفاء بالمرصاد
يا قوم لستم للحياة بامة / انتم بواد والحياة بواد
يا قوم لا دنيا ولا دين لمن / رسفوا بدار الهون في الاقياد
واذا الشعوب تعاضدت في وحدة / كانت عوادي الدهر غير عواد
سيروا على ضوء النهى في ليلكم / فالعقل مثل الكوكب الوقاد
خير من الليل البهيم لمدلج / صبح يشاب بياضه بسواد
ولقد ارى ابن الضاد مغرى بالهوى / ماذا الذي اغراك يا ابن الضاد
اني افكر في الطبيعة فاحصا
اني افكر في الطبيعة فاحصا / فيعد تفكيري من الالحاد
ما حيلتي وانا امرؤ متفكر / جم الشكوك الى الحقيقة صاد
انا في حياتي بالحقيقة مغرم / واقولها جهرا على الاشهاد
يا عقل مالك في شكوكك سائخا / هل فال منك الرأي بعد سداد
في الليل مجرى السيل ليس بمأمن / اما الامان ففوق ظهر الوادي
للكون ابعاد ولست بعارف / ماذا تكون نهاية الابعاد
صبوا على الاسماع نارا
صبوا على الاسماع نارا / واحشوا فم الغضبي حجارا
بثوا باوجه من يريدون / الشرور لكم شرارا
سنوا بمعترك الحيا / ة لساعة الذود الشفارا
كونوا كما يبغي الابا / ء على كرامتكم غيارى
هبوا كزوبعة تثير / بكل ناحية غبارا
احكوا البراكين التي / تأتي من الضغط انفجارا
لا تبتغوا من غير انفسكم / لانفسكم ظهارا
واروا الذين يرون فيكم / خصلة العجز اقتدارا
ان المسالم ليس يلقى / منهم الا احتقارا
لا تسمعوا لمنافق / يبدى المعاذير الكثارا
دوروا مع الحق الذي / يرنو اليكم حيث دارا
واذا الصفوف تلاحمت / في الحرب فاجتنبوا الفرارا
ومن المنية للحيا / ة بجرأة خوضوا الغمارا
ان البوار جزاء من / يخشى من الجبن البوارا
اما الكماة فانهم / يأبون نكصا واندحارا
يحكى اللسان اذا صدعت / به من السيف الغرارا
واذا تقوسمت المنا / فع فاجعلوا لكم الخيارا
الحر فعال فما / هو من يماري او يمارى
ان الألى غرسوا مبا / دئهم سيجنون الثمارا
انتم احق الناس ان / ترعوا لنفسكم الذمارا
هل تقبلون لنفسكم / عارا وللاعقاب نارا
ليس الذي يؤذي فيسكت / جامدا الا جدارا
اما قصارى الساكتين / عن الحقوق فلا قصارى
ان النجاح امامكم / فامشوا ولا تخشوا عثارا
لقد انحدرتم فالبدا / ر الى العلا ثم البدارا
عفوا ولا تستبدلوا / للحرص بالشرف النضارا
ان الغنى في كل وقت / كان ثوبا مستعارا
كان الذي كنتم ظننتم / انه ريح خسارا
يا قوم ان اذعنتم / للذل اغضبتم نزارا
اللَه للوطن العزيز / فانه يشكو الصغارا
متجهما لليأس تبصر / فوق سحنته اصفرارا
واخاف ان يقضى لشدة / ما المّ به انتحارا
صبراً فان وراء هذاذ / الليل يا وطني نهارا
وسيهتك الصبح الذي / يأتي من الحلك الستارا
ما كنت اخشى شرهم / في بدئه حتى استطارا
قالوا لنا اختاروا وما / في الامر اعطونا الخيارا
قالوا استقلوا ثم سدوا / الصحف واعتقلوا الحرارا
ان السياسد في جميع / بقاعها تبدي ازورارا
ارسل الى اجوائها / نظراً تر النقع المثارا
انا على جرف من الاخطار / ينتظر انهيارا
يا قوم فكوا عنكم / الاصفاد انكم اسارى
شبع الدخيل وانكم / تشكون في الوطن السعارا
لا تسفحوا دمعاً فان / الدمع ليس ينيل ثارا
ودعوا الدموع تمثل الاحزان / في مقل العذاراى
ان الاسى نار بقلبي / وهي تستعر استعارا
حريتي تحكي بليل / كوكبا عني توارى
يا ماء اهلي اين انت / فانني اشكو الاوارا
اما حياتي ف يالعرا / ق فانها ذهبت خسارا
الحق قد قتلوه فيه / وقد جرى دمع جبارا
ووددت لو اسطيع قبل / منيتي عنه فرارا
هتف العراق مرحبا
هتف العراق مرحبا / بأئمة الادب الصميم
بالرافعي علم الهدى / في جو جامعة العلوم
بالعبقرية بالهدى / بممثلي مصر الرؤم
بالنور يهدي المشرقين / الى الصراط المستقيم
مصر تبث كواكبا / اكبر بمصر من سديم
ما مصر الا مصدر الا / نوار حتى في القديم
ان العراق شقيق مصر / على نزوح في النخوم
فيبثها آلامه / بث الكليم الى الكليم
في الشرق اشجى مشهد / عطف الهضيم على الهضيم
رب السماء وقاهما / من كل شيطان رجيم
النيل زار الرافدين / يريهما عطف الحميم
اكرم بوفد كلهم / طاو على قلب سليم
جمعتهم الايام في / بغداد كالعقد النظيم
بلقائهم فرجت ما / في غور نفسي من هموم
اني على كبري اخف / الى اللقاء من النسيم
ويل لمملكة قضى اهمالها
ويل لمملكة قضى اهمالها / من اهلها ان يفشل استقلالها
ولبلدة منكوسة قد انكدت / علماؤها وتنعمت جهالها
ولامة بعد الوفاق تخالفت / فتقطعت لخلافها اوصالها
فرحت لفرط الجهل من ادبارها / فكانما ادبارها اقبالها
ما خير ناس اجفلت من ظلها / فقضى على غاياتها اجفالها
امم اذلتها سياسة قسوة / من اقوياء يسرهم اذلالها
من كل عاصمة الرشيد لاهلها / لم يبق الا طيفها وخيالها
عاثت بها فتاكة ابناؤها / فكأنما ابناؤها اغوالها
تقفو خطى الآباء انجال فما / الآباء راشدة ولا انجالها
ان جد بين الغي يوما والهدى / حرب فاين من الوغى ابطالها
دخل الذئاب حمى العرين تدوسه / لا الاسد تحميه ولا اشبالها
لم يسمعوا نصحي لهم وكأنما / كانت على آذانهم اقفالها
وهو التعصب حاك آراءً لهم / صعبا على من راضها استئصالها
واذا العقيدة في النفوس استحكمت / فمن العسير بحجة ابطالها
مرضى من العادات مزمنة فلا / يرجى بغير مطبب ابلالها
اما النجاح فلا نجاح لأمة / ما ايدت اقوالها افعالها
غلت فما ابدت اقل تذمر / فكأنما طابت لها اغلالها
بالرافدين من الشباب عصابة / قد صارعت آلامها آمالها
لم يبق عند بني العراق سوى المنى / اما المنى فطويلة احبالها
ولقد كشفنا للصروف صدورنا / اما الصروف فلا تطيش نبالهال
لم تبق للايام من هبة فقد / تعطى اليمين فتسترد شمالها
ما للركاب بطيئة في سيرها / اثقيلة في ظهرها احمالها
ان الحياة اذا حوت حرية / هي نعمة ما ان يراد زوالها
ديست باقدام ثقيل وطؤها / ارض العروبة سهلها وجبالها
سكتت عن التغريد كل طيورها / الا حمامات لها اعوالها
كم ليلة عصافة قد كشرت / للفتك عن انيابها اغوالها
قل للاساتذة الألى قد ازمعوا / عوداً لمصر ومصر سعد فالها
ان العراق لكم يجل وانما / اجلالكم في وقته اجلالها
اني ارى بين الجهالة والنهى / حربا تدور وانتم ابطالها
عودوا اليها راشدين فانها / امّ كثير عنكم تسآلها
لا غرو عند نزوحكم عن دجلة / ان شيعتكم بالقلوب رجالها