القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أُسامَة بنُ مُنْقِذ الكل
المجموع : 179
قل للرّجاءِ إليكَ قَد
قل للرّجاءِ إليكَ قَد / أتْعبتني بَعْدَ الكِرَامِ
قد عمّ داءُ البُخلِ حَتْ / تَى شاعَ في كلِّ الأَنامِ
فَأَكُفُّهُم بالبُخل مُقْ / فَلَةٌ على سُحتِ الحُطَامِ
فإِلامَ ترتادُ المَحُو / لَ وتَرتَجي رِيَّ الجَهامِ
يا أخي الشّاكِي لِما أش / كُوهُ والحَاملَ هَمّي
ونسيبَ الوُدِّ لا نِسْ / بَةَ آباءٍ وعَمِّ
ظَلَمَتْنِي دولةُ العَدْ / لِ فَمَنْ يكشِفُ ظُلمِي
ومتَى يُحْكَمُ لي بالْ / عَدلِ والحاكِمُ خَصْمِي
لا تُطلِعَنَّ لسانَ شَكْوى بَائِحٍ
لا تُطلِعَنَّ لسانَ شَكْوى بَائِحٍ / ضَجَراً على سِرِّ الفؤاد الكاتِمِ
واُعلَمْ بأنَّ جَمِيعَ ما فيه بنُو الدْ / دُنيا يزولُ زوالَ حُلمِ النّائِمِ
مَن ملَّ فاهجُرهُ فَقَدْ
مَن ملَّ فاهجُرهُ فَقَدْ / أبدَى لكَ اليأسَ المُبينا
أعيا شماسُ أخِي التَّلَوْ / وُنِ والمَلالِ الرَّائِضينا
لن يرجعَ الفَخَّاُر بعْ / دَ تَلاَفِهِ بالكسرِ طينا
لا تَخضَعَنْ رَغَباً ولا رَهَباً فَمَا الْ
لا تَخضَعَنْ رَغَباً ولا رَهَباً فَمَا الْ / مَرْجُوُّ والمَخْشِيُّ إلاّ اللهُ
ما قَد قضاهُ اللهُ مالَكَ من يَدٍ / بِدِفاعِهِ وسِواهُ لا تخشاهُ
لو كانَ صدَّ مغاضِباً ومُعَاتِبَا
لو كانَ صدَّ مغاضِباً ومُعَاتِبَا / أعتبتُه ووضعتُ خَدّيَ تَائِبَا
لكِنْ رأى تلكَ النَّضارَةَ قد ذَوَتْ / لَمَّا غَدا ماءُ الشَّبيبةِ نَاضِبَا
وتعاقُبُ الأيّامِ أعقَب لِمَّتي / من حالِكٍ جَثْلٍ شَكِيراً شَائِبَا
ورأى النُّهى بعد الغَوايةِ صَاحبي / فثَنى العِنَانَ يُريغُ غَيري صَاحِبَا
وأبيهِ ما ظَلَم المشيبُ وإِنَّهُ / أمَلي فقلتُ عَساه عنِّيَ راغِبَا
أنا كالدُّجَى لما انتهَى نَشَرَتْ لَهُ / أيدي الصّباحِ من الضّياءِ ذوائِبَا
خمسونَ من عُمري مضتْ لم أَتَّعِظْ / فيها كأنِي كُنتُ عنها غَائِبَا
لم أنْتَفعْ بتجَارِبِي فيها عَلى / أنّي لقيتُ من الزّمانِ عَجائِبَا
وأتَتْ عليَّ بمصرَ عَشْرٌ بعدَها / كانت عِظَاتٍ كلُّها وتَجارِبَا
شاهدتُ من لَعِبِ الزمانِ بأهلِهِ / وتَقلُّبِ الدُّنيا الرّقُوبِ عَجائِبَا
ما لي رأيتُ الثَّلجَ عمَّمَ شيبُهُ
ما لي رأيتُ الثَّلجَ عمَّمَ شيبُهُ / قُلَلَ الرُّبا فزَهت بِحُسن نَبَاتِها
رَاق العيونَ وشَيبُ فودِيَ رَاعَها / حتّى كأَنَّ الشَّيبَ وخْزُ قَذَاتِها
لِدَتِي وإخوانُ الشَبابِ مضَوْا
لِدَتِي وإخوانُ الشَبابِ مضَوْا / قَبلي وكَم من بعدهم أبْقَى
كُنّا كأفْراسِ الرّهانِ جَرَوْا / في غَايةٍ فتقدَّمُوا سَبْقَا
وهُمُ إذا بلغُوا المدَى وقَفُوا / حتى تَضُمَّ الحلْبَةُ الخَلْقَا
ثَلُجَ النَّباتُ فراقَ لونُ مشيبِهِ
ثَلُجَ النَّباتُ فراقَ لونُ مشيبِهِ / فعلامَ لونُ الشَّيبِ ليس يروقُ
ما ذَاكَ إلاّ أنَّ ذَا داعٍ إلى / طِيبِ السُّرورِ وذاك عنهُ يَعُوقُ
وإذا أخُو الشَّيبِ استَجاب للذَّةٍ / ومسرَّةٍ فسرورُهُ مسروقُ
لم تترُكِ السبعونَ في إقبالِها
لم تترُكِ السبعونَ في إقبالِها / مِنّي سوى مالاَ عليه مُعوَّلُ
حَتّى إذا ما عامُها عنّي انقضَى / ووطِئتُ فِي العامِ الذي يُستقبَلُ
حَطَمتْ قوَايَ وأوهَنتُ من نَهضتي / وكَذا بمَنْ طلبَ السّلامَةَ تَفعلُ
كَم قد شهِدْتُ من الحُروبِ فلَيتني / في بعضِها مِن قبلِ نَكسِي أُقتلُ
والقتلُ أحسنُ بالفَتى من قبلِ أن / يَبلَى ويُفْنِيَهُ الزَّمانُ وأجملُ
وأبيكَ ما أحجمتُ عن خَوضِ الرَّدى / في الحَربِ يَشهدُ لِي بذاك المُنْصُلُ
وإذا قضاءُ اللّهِ أخّرني إلى / أجَلِي المؤقَّتِ لِي فماذا أَعْملُ
وضحَ الصباحُ لناظِرِ المتأمِّلِ
وضحَ الصباحُ لناظِرِ المتأمِّلِ / فإِلامَ تُوضِعُ في الطريقِ المَجْهِل
أوَ ما نَهتكَ السِّنُّ عن مَرَحِ الصِّبا / والخوضِ في غيِّ الزَّمانِ الأوَّلِ
نَزِّهْ بياضَ الشّيبِ عن دَنَسِ الهوَى / فقدِ ارتدَيْتَ الدُّرَّ غير مُفَصَّلِ
واعفِ العذولَ عن المَلامِ فلومُه / غيرُ الملمِّ بسمعِ من لم يَجهلِ
نَضَا صِبغُ الشَّبابِ فلستُ أدري / لِصبغٍ حالَ أم تغيرِ حَالِ
وما ابيضَّ الغرابُ الجَونُ إلاّ / لينْعَبَ بانتقالٍ وارتحالِ
إن ضعُفَتْ عن حملِ ثِقلِي رجْلِي / ورَابَني عِثارُها في السَّهلِ
أمشي كما يمشي الوَجِي في الوَحْلِ / مَشْيَ الأسيرِ مُثقَلاً بالكَبْلِ
فللعَصَا عِنديَ عُذْرُ المُبلِي / إن عَجزتْ أوْ ضعُفت عن حَمْلي
قالت وأحزَنَها بياضُ مفَارقي
قالت وأحزَنَها بياضُ مفَارقي / ماذَا فقلتُ تريكةُ الأيّامِ
فَبَكَتْ وقالَت هل لهَا من وَارِدٍ / أو رائدٍ يوماً فقلتُ حِمَامِي
انظر إلى لَعِبِ الزَّمانِ بأهلِهِ
انظر إلى لَعِبِ الزَّمانِ بأهلِهِ / فكأنَّهم وكأنَّهُ أحلامُ
قد كانَ كَفِّي مألفاً لمهنَّدٍ / تُعرَى القلوبُ له وتُفرى الهَامُ
ولأسْمرٍ لدْنِ الكعوبِ وِجارُهُ / حيثُ استَمَرَّ الفكرُ والأوهامُ
تَتَزايلُ الأبطالُ عَنّي مثلَما / نَفَرت من الأَسدِ الهَصُورِ نَعامُ
فرَجَعتُ أحملُ بعد سبعينَ العصَا / فاعْجبْ لما تأتِي بهِ الأيَّامُ
وإذا الحِمامُ أبى مُعاجلَةَ الفتى / فحياتُهُ لا تُكْذَبنَّ حِمامُ
من مُبْلغٌ عني فلا
من مُبْلغٌ عني فلا / نَ الدّين والأنباءُ تَنْمي
أنّي هجرتُك لا كظنْ / نِكَ طائعاً لكنْ برَغمِي
أوهَتْ خطوبُ الدهرِ من / هِمَمِي وفلَّتْ حدَّ عَزمي
ورَمَتْنِيَ الأيَّامُ عن / قوسي فأردتني بسَهمِي
وغدَا الذين بهم أُسَلْ / لِي الهمَّ حين يُلِمُّ هَمِّي
حَمَّلتُ ثِقْليَ بعد ما شِبْتُ العَصا
حَمَّلتُ ثِقْليَ بعد ما شِبْتُ العَصا / فَتَحَمَّلَتْهُ تَحمُّلَ المُتَكَارِهِ
ومَشَت به مَشي الحَسيرِ بِوقْرِه / لاَ يَستقِلُّ مقيَّداً بِعثارِهِ
ما آدَها ثِقْلِي ولكن ثِقلُ ما / أبقَى الشّبابُ عَليَّ من أوزَارِهِ
ورجايَ معقودٌ بمن أعطَى أخَا السْ / سَبعينَ عُهدةَ عِتقهِ من نَارِهِ
احْذَرْ من الدّنيَا ولاَ
احْذَرْ من الدّنيَا ولاَ / تَغْتَرَّ بالعُمرِ القَصيْرِ
وانظُرْ إلى آثَارِ مَنْ / صَرَعَتْهُ مِنَّا بالغُرُورِ
عَمَرُوا وشادوا ما ترا / هُ مِنَ المنازِلِ والقصورِ
وتحوّلُوا من بعد سُكْ / نَاها إلى سَكْنَ القبورِ
لا تَغْتَبِط بسرورِ دُنْ
لا تَغْتَبِط بسرورِ دُنْ / يَا ما يدومُ بها سُرُورُ
وكذاكَ لا تَجْزَع لِحَا / دِثَةٍ تَضِيقُ بها الصُّدورُ
فجميعُ ما فيهِ الأَنَا / مُ أَلَيْسَ آخِرَهُ القبورُ
دنيايَ ناشِزَةٌ فإن فارَقتُهَا
دنيايَ ناشِزَةٌ فإن فارَقتُهَا / طوعاً وإلا فارقَتْنِي كارِهَا
إنّا لَنُنْكِرُ سوءَ عاقبةِ الورَى / فيها ونَهْوَاها على إِنكارها
كلٌّ بها كَلِفٌ ومن يزهدْ يكُنْ / في زُهْدِهِ متكلِّفاً مُتَكارها
أَذْكَرتُ نَفْسي مَصْرَع الآباءِ مِنْ / قَبْلي فَمَا أَصْغَتْ إلى إِذْكَارِهَا
وعجِبْتُ منها كَيفَ لم يَجْرِ الذِي / خُلِقَتْ لهُ يَوْماً عَلى أَفْكَارِهَا
والمَوتُ إن لم يأتِ في إِمْسائها / وافَى معَ الإِصْباح في إِبْكَارِهَا
وأمَامَها السَّفَرُ البَعيدُ وقَطْعُهُ / بِالبِرِّ لا بِقُرومِها وبِكَارِها
والدَّهرُ يَطْرقُ بالخطوبِ وما لَنَا / بعَوانِها أَيْدٌ ولا أَبْكارِها
والتُرْبُ أوكارُ الأنامِ وكُلُّنَا / كالطَّيرِ رائحةً إلى أَوْكارِها
يا نفسُ أينَ جميلُ صَبْ
يا نفسُ أينَ جميلُ صَبْ / رِكِ حينَ تَطرقُكِ الخُطوبُ
أين احتمالُكِ ما تَكا / دُ الرّاسياتُ لَه تَذوبُ
وثَباتُ جَأشِكِ حين تَض / طَرِبُ الجَوانحُ والقُلوبُ
ماذا دَهاكِ إلى مَتى / هذا التَأسُّفُ والنَّحيبُ
كيف استَزَلَّكِ بَعد صِدْ / قِ يَقينِكِ الأملُ الكَذوبُ
أرَجَوتِ أن سَيَرُدُّ مَن / غال الرّدى دَمعٌ سَكوبُ
أم خِلتِ أنّ نوائبَ الدْ / دُنيا لغيرِكِ لا تَنوبُ
هيهاتَ كُلُّ الخِلقِِ مِن / نكباتِها لهُمُ نَصيبُ
وبكُلِّ قَلبٍ من حَوا / دِثِها وأسهُمِها نُدوبُ
من ذا الذي يَبقى على / مَرِّ الزَّمان له حَبيبُ
لكنْ يُسلِّي النَّفسَ أنْ / نَ لَحاقَنا بهمُ قَريبُ
وإليهمُ مِن بَعدِ غَيْ / بَتِهمْ وإن طالتْ نَئُوبُ
يا دهرُ كم هَذا التَّفَرْ
يا دهرُ كم هَذا التَّفَرْ / رُقُ والتَّغَرُّبُ والشَّتاتُ
أبداً على سيرٍ كأنْ / نِي الشّمسُ لَيس لها ثَباتُ
متقلقلُ العَزَماتِ كال / مطلوبِ أفرقَهُ البَياتُ
ناءٍ عن الأهلينَ وال / أَوطانِ والأترابُ ماتُوا
ولَبِئْسَ عيشُ المرءِ فا / رقَهُ الأحِبّةُ واللِّدَاتُ
فإِلامَ أَشقى بالبَقا / ءِ وكَمْ تُعذّبُني الحياةُ
أصبحتُ لا أشكو الخطوبَ وإنَّما
أصبحتُ لا أشكو الخطوبَ وإنَّما / أشكو زماناً لم يَدع لي مُشتكى
أفني أخِلاّئي وأهلَ مَودَّتي / وأبادَ إخوانَ الصّفاءِ وأهلَكا
عاشوا براحَتِهِم ومِتُّ لِفقدهم / فعليَّ يَبكي لا عَلَيهم مَن بَكى
وبقيتُ بعدَهُمُ كأنِّي حائِرٌ / بمَفازَةٍ لم يلقَ فيها مَسْلَكا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025