القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أحمد شَوقي الكل
المجموع : 207
في ذي الجفون صوارم الأقدار
في ذي الجفون صوارم الأقدار / راعِى البريةَ يا رعاك الباري
وكفى الحياةُ لنا شواغل فأفتني / ملأ النجوم وعالم الأقمار
ما أنت في هذى الحِلَى إنسيّة / إن أنت إلا الشمس في الأنوار
زهراءُ بالأفق الذي من دونه / وثب النهى وتطاول الأفكار
تتهتك الألباب خلف حجابها / مهما طلعِت فكيف بالأبصار
يا زينة الإصباح والإمساء بل / يا رونق الآصال والأسحار
ماذا تحاول من تنائينا النوى / أنت الدُّنى وأنا الخيال الساري
ألقى الضحى ألقاكِ ثُم من الدجى / سبل إليك خفية الإغوار
ولقد أطارحك الغرام مؤيّدا / بلُغى الوجود المائج الزخار
وإذا أنست بوحدتي فلأنها / سببي إليك وسلّمى ومنارى
إيه زماني في الهوى وزمانها / تالله قد كنت النمير الجاري
متسلسلا بين الصبابة والصبا / مترقرقا بمسارح الأوطار
سمحَ الأزمّة ما تريد تحوّلا / ونريد عمرك أطول الأعمار
حتى إذا سكنت إليك لنا منىً / كانت بظلك في هنىّ جوار
عمد الفراق لطىّ أنسك غاشما / إن الفراق جهم الأقدار
زعم المقطم أنه
زعم المقطم أنه / ينشي وينشر فلسفه
صدق المقطم يا له / من فيلسوف في السفه
مَلَك بأفق الرمل هلّ كريما
مَلَك بأفق الرمل هلّ كريما / يدعو الجماد جماله ليهيما
أبهى من الدنيا وأزين طلعة / وألذ من عَرف الحياة شميما
الريح تحضن بانة من قده / والبحر يرحم درّ فيه يتيما
والشمس تغشى شَعره وكأنما / خلعت عليه نضارها الموهوما
والناس في شغل به وتعجب / لا يذكرون من الهموم قديما
يارملة الثغر استرقى واملكي / من بات من فتن الغرام سليما
تتجمل الدنيا بشمس سمائها / وجمال أفقك بالشموس عموما
بالنعامات اللاهيات بمنتدىً / يبدو أشمّ على المياه فخيما
الحاكيات عليه أندلس الهوى / عربا لنا طورا وحينا روما
الطالعات ولا أقول فراقدا / حذر العيون ولا أقول نجوما
والمائجات من اللطافة لجة / والهافيات من الدلال نسيما
واللافظات عن القيق مرقّقا / والباسمات عن الجمان نظيما
والساحبات من الحرير مطارفا / ودَّ الأصيل فشيبهنّ أديما
من كل مقبلة تخف لها النهى / وثبا ويأخذها الفؤاد صميما
هيفاء تندى بهجة في إثرها / هيفاء تقطر نضرة ونعيما
متجانسات في سياق وفودها / يحكين هذا اللؤلؤ المنظوما
حلو الوعود متى وفاك
حلو الوعود متى وفاك / أتُراك منجزها تراك
من كل لفظ لو أذن / ت لأجله قبلت فاك
يروى الحلاوة عن ثنا / ياك العذاب وعن لمَاك
رخصت به الدنيا فكي / ف إذا أنالته يداك
ظلما أقول جنى الهوى / لم يجن إلا مقلتاك
غدتا منية من رأي / ت ورحت منية من رآك
والنفس تهلك مرّة / والنفس يشفيها الهلاك
من علم الأجفان في / أهدابها مدّ الشباك
وتصيّد الآساد بال / آجام تسلبها الحراك
يا قاسي القلب أتئد / وأقلّ جهدك في جفاك
ماذا انتفاعي فيك بال / رحماء من باكٍ وشاك
نفس قضت في الحب من / أولى برحمتها سواك
مضنى وليس به حراك
مضنى وليس به حراك / لكن يخف إذا رآك
ويميل من طربٍ إذا / ما مِلت يا غصن الأراك
إن الجمال كساك من / ورق المحاسن ماكساك
فنبتّ بين جوانحي / والقلب من دمه سقاك
ليت اعتدالك كان لي / منه نصيب في هواك
يا ليت شعري ما أما / لك عن هواى وما ثناك
ما همتُ في روض الحمى / إلا واسكرني شذاك
والقلب مخفوض الجنا / ح يهيم فيه على جناك
يا قلب أحمد هل سباك
يا قلب أحمد هل سباك / رِيم بسهميه رماك
فخفقت حتى لاقرا / ر وذُبت حتى لا حراك
أنا لا أقول جَنَت يدا / ى ولا أقول جنت يداك
ما لي ولا لك بالقضا / ء يدان فيما قد دهاك
عادتك عادية الهوى / الله حسبك في هواك
ماذا لقيتَ من الغرا / م ومن بشدّته ابتلاك
وإذا القلوب تهالكت / دنت الجسوم من الهلاك
يا قلب قد ذهب الصبا / عني ولم يذهب صباك
أبدا أراك رضى الملا / ح كما عهدتهمو رضاك
حلو الشمائل في الهوى / تُسبى فتَسبى من سَباك
لو همت في بدر السما / ء لما أوى إلا سماك
غصن الأراك وكم أقو / ل مغالطا غصن الأراك
مِل كيف شئت مع الريا / ح ففي طباع الغصن ذاك
فكري جهاتك أضلعي / واديك أحشائي رباك
يا مالكي بجميله / وجماله روحي فداك
لولا نوى ابن محمد / ما راعني إلا جفاك
الله حاطك في مسير / ك ثم حاطك في سراك
مصر وساكن مصر بال / صبر المودع ودّعاك
الخير في بحر حوي / ت وليس في بحر حواك
ما زلت أسكب دمع عيني باكيا
ما زلت أسكب دمع عيني باكيا / خالي وما خالي علىّ بعائد
حتى نظرت إلى الوجود بمقلة / ذهبت غشاوتها وطرف رائد
فرأيت دهرا ناصبا شرك الردى / والكل يدخل في شراك الصائد
يرمى بسهم طالما حاد الورى / عنه وما هو عنهم بالحائد
فهم البلى وبنو البلى خلقوا له / وتوارثوه بائدا عن بائد
ما هيج البسفور مثلك شاعرا
ما هيج البسفور مثلك شاعرا / بين الطبيعة فيه والتاريخ
فجعلت شعرك فيهما ولطالما / قد كنت عبد المدح والتاريخ
شمس النهار وأختها
شمس النهار وأختها / في الأرض منها مستظلة
هذى لدى أفق وذى / من أفق عصمتها مطلة
رام الجهول نزولها / والجهل يركب ألف زَلة
فترفعت عنه ولم / تُنزل عليه سوى المظلة
كن في التواضع كالمدا
كن في التواضع كالمدا / مة حين تُجلى في الكؤوس
مشت اتئادا في الصدو / ر فحكّموها في الرؤوس
هام الفؤاد بشادن
هام الفؤاد بشادن / ألف الدلال على المدى
أبكى فيضحك ثغره / والكِتم يفتحه الندى
لمن المساكن كالمقابر
لمن المساكن كالمقابر / يأوي لها حيّ كغابر
متجنب الدنيا عدو / وللأوائل والأواخر
تقف الطبيعة دونه / تحمى الميامن والمياسر
وتذود عنه بشامخ / منها وآونة بزاخر
وهو المضلَّل كاليعا / فر والمشرد كالعصافر
دنياه دنيا الخاملي / ن ودينه دين الأصاغر
ولغاته لا للمنا / بر قد خلقن ولا المحابر
وعلومه درست وعفّا / ها من الأزمان داثر
أوعَى سخافات الجدو / د وأسقط الحكَم البواهر
الأمر فيه لكاهن / والنهى مرجعه لساحر
وإذا يسام نفيسَه / والنفس أعطى الكل صاغر
فمن الملوك إلى الولا / ة إلى الجباة تراه حائر
هو بينهم ذاك الكسي / ر وكلهم للكل جابر
ومن العجائب ما لوى / ذنبا ولا رفع العقائر
عَير المظالم والمغار / م ضارع للهون صابر
كلب إذا خوّفته / صقر إذا أمّنت كاسر
جبل تقلقله الربى / فيلٌ تطارده الجآذر
بين العباد وبينه / غور من الأحقاد غائر
وقِلاهم في طبعه / كالفأر تلقاه السنانر
لو أقطعوه صوفهم / غرس الخناجر في الحناجر
وسقى من المهجات أك / بادا أحرّ من الهواجر
تلك المعالم والمجا / هل والمحاشد والمحاشر
تلك السواحل والأسا / كل والعيالم والزواخر
تلك الممالك والإيا / لات التي لم يحص حاصر
تلك المصادر لا موا / رد والموارد لا مصادر
الطير فيها مستطي / ر الروع والحيوان عائر
والنجم مضطرب الخطا / والفلك في الظلمات ماخر
مأهولة أحشاؤها / معمورة منها المحاسر
بالوحش في صور الأنا / م عشائرا حازت عشائر
أمم يكاثرها الحصى / عدّا وليس لها بكاثر
لا خلقها الحلو الوسي / م ولا خلائقها نواضر
صفر الغلائل واللوا / حظ والنواجذ والضمائر
حسروا الرؤوس ضئيلة / موشورة فيها الضفائر
ومشوا بأقدام حوا / ف مرهفات كالحوافر
وكأن سوقهم العصىّ / أو القسىّ أو الصنائر
ولقد يشينون الشنو / ف إذا تحلوا والأساور
وهم مغاوير السلا / م وفي الصدام هم المدابر
وترى خراب الود بي / نهم وبين الجن عامر
يستصرخهم إذا / ثاورا على الأَنَس المعاشر
يا قوم هذا موقف / ركن التهور فيها هائر
لا الجن فيه دافع / ين ولا من الأرباب ناصر
كلاّ ولا يغنى الرقا / ه ولا البخور ولا المجامر
واللّكم ليس بنافع / ولو أنه أدمى المناخر
إن الكفاية للمكا / سم واللوابل والموازر
ولقد تصونكم الدرو / ع ولا تخونكم المغافر
فتكثروا مما ذكر / ت فإنه خير الذخائر
وتعلموه وعلموه / صغاركم ضمن الشعائر
هيهات قد نفذ القضا / ء وصرتم في حكم قادر
متلهب الطغوى إذا / أخذ الفريسة لم يغادر
يا ليت شعري من تدو / ر عليه بعدكم الدوائر
الوقت أضيق أن نغا / لط في الحقائق أو نكابر
لم يبق إلا كرمة / للمسلمين بغير ناطر
إن نام عنها الحافظو / ن فان جفن الشر ساهر
من كان يرقب فرصة / فليغنم الفرص الحواضر
لا يمشينّ السلحفا / ء وغيره للمجد طائر
لا يحسبنّ المجد وال / علياء في كذب المظاهر
هذا بألقاب يتي / ه وذا بأنساب يفاخر
وإلى الأجانب تنتهى / نعم الصنائع والمتاجر
وتؤول كل إمارة / لم يرعها في القوم آمر
إن دام هذا فالسلا / م على الَمَحارب والمنائر
وعلى البرور بلا معا / قل والبحور بلا عمائر
تشكو الخصور من الصدور تحاملا
تشكو الخصور من الصدور تحاملا / والذنب محمول على الأرداف
هذى تؤازرها وتلك تهينها / فتضيع بين الرفق والإجحاف
متعاشقان من الزهور تبديا
متعاشقان من الزهور تبديا / ببديع مرأى في الغصون عجيب
يتنسمان الحب بينهما فما / لفمٍ على غصن النبات رطيب
عجِل الردى بهما ولا عجب إذا / ما أوديا بين الهوى والطيب
في زهرتَي ذا العود من
في زهرتَي ذا العود من / أهل الهوى جُمعت صفات
كالعاشقَين تقابلا / لكن على سُرر النبات
متآنسين يلاقيان الح / ب من كل الجهات
هذا على هذا حنا / ولذا إلى هذا التفات
لكن في الفجر الحيا / ة وفي الضحى لهما الممات
قسما لقد عاشا ولما / يأملا أملا ففات
من لي بسوق للحيا / ة يقال فيها خذ وهات
فأبيع عمرا في الهمو / م بساعة في الطيبات
يوم أغر محجل الأنباء
يوم أغر محجل الأنباء / لعلاك تهنئتي به وهنائي
ظمأ البلاد غليك في هذى النوى / ظمأ النبات إلى الغمام النائى
شوّقتها حتى إذا أظمأتها / قام السراب بها مقام الماء
عيدان فيها حين ناجت ربها / قالت له ثَلِّثهما بلقاء
قل للزمان يصبّ من أحداثه
قل للزمان يصبّ من أحداثه / أو لا يصب فما بنا إشفاق
غمرت مصائبه فأُغرقنا بها / والغمر فيه تستوى الأعماق
قالوا فروق الملك دار مخاوف
قالوا فروق الملك دار مخاوف / لا ينقضى لنزيلها وسواس
وكلابهم في مأمن فاعجب لها / أمِن الكلاب بها وخاف الناس
قالوا حبيب أنت تطرى شعره
قالوا حبيب أنت تطرى شعره / من ذا الذي لم يطر شعر حبيب
من كان في ريب فذا ديوانه / راح العقول وكأس كل أديب
أوعى لأحمد والوليد كليهما / شمم المديح ورقة التشبيب
كم فيه من مثَل يسير وحكمة / تبقى على الدنيا بقاء عسيب
يا حافظ الآداب والبطلَ الذي / يرجى ليوم في البلاد عصيب
قل للأولى خصوا اللآلئ بالهوى / مثقوبة أو غير ذات ثقوب
لا تسألوا الأصداف ماذا أُودِعَت / في هذه الأوراق كلُّ عجيب
قالوا فرنسا أنذرت سلطاننا
قالوا فرنسا أنذرت سلطاننا / قطع العلائق والوعيد مهول
وتساءلوا ماذا يكون فعالها / فأجبتهم فاشودة وتزول
لك أن تلوم ولى من الأعذار / إن الهوى قَدَر من الأقدار
ما كنت أُسلم للعيون سلامتي / وأبيح حادثة الغرام وقارى
وطَر تعلَّقه الفؤاد وينقضى / والنفس ماضية مع الأوطار
يا قلب شأنك لا أمدّك في الهوى / أبدا ولا أدعوك للإقصار
أمرى وأمرك في الهوى بيد الهوى / لو أنه بيدى فككت إسارى
جَارِ الشبيبة وأنتفع بجوارها / قبل المشيب فما له من جار
مَثَل الحياة تُحَبُّ في عهد الصبا / مثَل الرياض تحب في آذار
أبدا فروق من البلاد هي المنى / ومناى منها ظبية بسوار
ممنوعة إلا الجمال بأسره / محجوبة إلا عن الأنظار
خطَواتها التقوى فلا مزهوَّة / تمشى الدلال ولا بذات نِفَار
مرت بنا فوق الخليج فأسفرت / عن جَنة وتلفتت عن نار
في نسوة يورِدن من شِئن الردى / نظَرا ولا ينظرن في الإِصدار
عارضتُهن وبين قلبي والهوى / أمر أحاول كتمه وأداري
وسالت ما شغل الملائك بالثرى / فأجبن عيد خليفة المختار
صبحَ الجلوس جلتك أشرف ليلة / وجلوت للدنيا أجل نهار
الملك بينهما بأيمن طالع / والدين بينهما بخير منار
تاب الزمان إليه عن أحداثه / بفتى على أحداثه جبار
عمر الأمانة لا تراه غافلا / عن حرمة أو نائما عن ثار
عش يا أمير المؤمنين لأمة / ترضاك في الإعلان والإسرار
لو كان يجلس في الجوارح مالك / لجلست في الأسماع والأبصار
إن الذي جعل الخلافة هالة / قد زانها بالبدر في الأقمار
ألقى أزِمتها إليك وحازها / لك عن خلائف أربعين كبار
تعطى المشارق كل عام عيدها / بمجمل الأعوام والأعصار
بابر ممدود البناء بنى لها / ركنا قد كانت بغير جدار
ويهز عطفيه الزمان ويزدهى / بأغر فيه محجل الآثار
جالى الجنودَ كأنهم شهب الدجى / ومنيرهم من كل ليث ضار
ولقد ينال حمى الإله ببعضهم / مالا تنال الأرض بالأسوار
أخليفة الرحمن دعوة مهتد / بإمامة في ضوء يلدز سار

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025