المجموع : 120
إن الخريف هو الربيع الثاني
إن الخريف هو الربيع الثاني / ونسيمه هو للغصون الثاني
يثني الغصون مجرداً أثوابَها / قصد العناق لغصنها العريان
فانهض إلى مرح الشبيبة قبل أن / يأتي المشيب بحلة الأحزان
واشرب كؤوس العلم من يد فاضل / شيخ يريك حقيقة الإيمان
واشطح على الناي الرخيم فإنك ال / ناي الرخيم بكف فرد داني
والروح فيك ونفخها أنفاسه / بالعقل مطربة على ميزان
هذا هو الشرف الرفيع أتاك إن / ظهرت لديك حقائق العرفان
يا أهل أسفل سافلينْ
يا أهل أسفل سافلينْ / يا شر قوم غافلينْ
أنتم شخوص سفاهة / ولذا نراكم منكرين
لمتى الجهالة بينكم / بوقوعكم في العارفين
قال اخسأوا فيها فما / أنتم من المتكلمين
أنتم شخوص ألقيت / فيكم صفات اللاعبين
وتفرقت أبصاركم / عن رؤية الحق المبين
وفسادكم هو موقع / لقلوبكم في الصالحين
سترون ما أنتم به / لذوي الهدى متلبِّسين
في الباطن الكفر الذي / بظهور رب العالمين
والظاهر الإيمان في / ه تقيّةٌ للسامعين
وغداً إذا متّم بدا / ما اليوم كنتم جاحدين
والله إن لم تسلموا / لحقائق الدين المتين
دين النبي محمد / طه الرسول لنا الأمين
لرأيتم السيف الذي / بالحق يقطع للوتين
أنا صاحب الأمر الإلهي
أنا صاحب الأمر الإلهي / أنا آمر أبداً وناهي
انا ذو العيون وذو الوجو / ه وذو النفوس بلا تناهي
أنا ذلك الفرد الذي / أدرى فهل أحد يباهي
أنا درة البحر المحي / ط بما يحيط من المياه
أنا كوكب الفلك الذي / خضعت له شم الجباه
وأنا الذي جردت ذا / تي عن ثياب الإشتباه
وأنا الذلول الصعب وال / معدود في أدهى الدواهي
وأنا القديم الحادث ال / داني البعيد ولا مضاهي
حي مميت والأسي / ر المطلق العيّ المباهي
وكذا أنا الموجود وال / معدوم يا ذا الإنتباه
وأنا الحقير المستها / ن أنا رفيع عُلَىً وجاه
وأنا التراب وإنني / نور بأفق الغيب زاهي
أنا قادر أنا عاجز / وأنا قوي بل وواهي
أنا جاهل لا علم لي / أنا من بعلمي لي يضاهي
أنا لست أعرف من أنا / أنا عارف بي لست لاهي
أنا لست حيواناً ولا / إنساً ولا جناً يلاهي
أنا لست شيطاناً ولا / ملَكاً عصمت من المناهي
أنا لست يقظاناً ولا / أنا غافل عني وساهي
أنا ليس تلهيني الملا / هي بل أنا أُلهي الملاهي
وحقيقتي حار الورى / فيها ولا يدرون ما هي
سل نغمة الطنبور عن / أمري الذي في تلك باهي
وسل الدنان وسل كؤو / س الراح والغيد اللواهي
وسل المدامة والندي / م ومجلساً للأُنس شاهي
واسمع على طور الفنا / إني أنا وأعص النواهي
ذاتٌ تبدَّت في بديع حُلاها
ذاتٌ تبدَّت في بديع حُلاها /
مخفية عمن يكون سواها /
وحياةِ من بجمالها نتباهى /
إن التي ملأ الوجود هواها / أصبحت مشغوفاً بمن سوّاها
هي ذات وجه تنجلي في حضرةٍ /
للعاشقين بها الهيام بنظرةٍ /
قال الحجى لا بد لي من نفرةٍ /
فلقد تجلت لي بأحسن صورةٍ / فيها ولم يكن الوجود سواها
أنا لم أزل بين الورى أزهو بها /
وأمد باعي في تناول قربها /
وأقول مع سكرى بخمرة حبها /
من أعجب الأشياء محو محبها / عند الشهود بعرشها وعماها
ذاتي التي هي في الوجود جديدةٌ /
كم مغرم أشقته وهي سعيدةٌ /
إني أنا حلل لها معدودةٌ /
لطفت عن التشبيه فهي فريدةٌ / فيما جلته لنا وفي معناها
يا للهوى من غادة بدويةٍ /
حضرية وهي التي في خفيةٍ /
حرنا فلم نرها بغير منيةٍ /
مع أنها في صورة جسديةٍ / وتَعُزُّ أن تُعْزَى لمن أبداها
نحن الشخوص نلوح في مرآتها /
وهي الوجود لنا بحسن صفاتها /
أواه واويلاه من فتكاتها /
حجبت بصورتها حقيقة ذاتها / فمماتها في صورها محياها
يا صدق القوم عن جمالك قد رووا
يا صدق القوم عن جمالك قد رووا / وعلى بديع صفات سيرتك احتووا
لبسوا ثياب النور نورك في الدجى / ومشوا بها وإليك عنهم قد لووا
كشفوا القناع ولا قناع سوى السوى / وبعذب منهلك الرويِّ قد ارتووا
وبواو ودك نحوك انعطفوا وما / سمعوا كلام العاذلين وإن عووا
قامت بسرك في العيان ذواتهم / وهم الذين إلى الفنا بك قد هووا
شخصوا إلىأنوار ذاتك في الورى / فإذا الجميع عن المغايرة انزووا
أنت المداد وهم حروفك خططت / بك فيك فوق عروش نشأتك استووا
وإذا انحرفت وأنت واو وجودنا / ظهر العدى وبنارهم فيك اكتووا
عطشى العتيق من الجديد قد ارتوى
عطشى العتيق من الجديد قد ارتوى / لما به قصري على الماء استوى
نهر جرى ويقال عنه أعوج / وإن استقام كماله الراوي روى
فجلست في قصري عليه وكان لي / قلب به ولكل قلب ما نوى
ونظرتُ فيه إلى جهاتٍ أربعٍ / إطلاقها لي مطلق كل القوى
ونسيمها ذاك اللطيف كأنه / روح على جسد الفلاة قد احتوى
والماء عذب رائق متدفق / يطفي حرارات القلوب من الجوى
نعمت ليالينا هناك مسرة / وانحل قيد القلب من أسر السوى
وكأنما أيامنا أعيادنا / في سفح كاظمة على ذاك اللوى
حيث السماع تهيجنا ناياته / بالنفخ من داء الهموم هو الدوا
حيث الغناء يكاد يبصر سامع / بخطابه القدسي في وادي طوى
وتتابعت بشرى السرور لجمعنا / والقرب جاء وقد مضى يوم النوى
لولا الهوى ما طاب لي عيش بها / ما طاب لي عيش بها لولا الهوى
والوقت عني للجماعة قائل / ما ضل صاحبكم هناك وما غوى
اصبر على ضر البلايا
اصبر على ضر البلايا / فالصبر من إحدى العطايا
ودع الحسود فإنه / متعرض بك للمنايا
في قلبه نار وإن / وافاك ضحّاك الثنايا
لا تغترر بكلامه / لك في جوانحه خبايا
ولربما حسراته / لك أهلكته على الحكايا
زد في علومك وارتفع / عنه وكن حسن السجايا
واسكن مدينات العلى / ودع الحواسد في القرايا
ليس النفوس الكاسيا / ت معارفاً مثل العرايا
والمستقيمات الطري / قة ليس كالعوج الحنايا
أهل النفاق مضوا ولَ / كن ها هنا منه بقايا
إن الذين رأوا القبي / ح بنا لهم كنا مرايا
حفروا ركايا مكرهم / حسدا فماتوا في الركايا
واستهزأوا لطهارة / فينا وهم خُبْثُ الطوايا
ولنا الأذى قد أكثروا / ومن الأسى أبدوا خفايا
وإلافترا في حقنا / ما بينهم مثل الهدايا
ومن الهنا ومن السرو / ر لنا لقد ملئت زوايا
ولنا البشارة قد أتت / من خير من ركب المطايا
فيها الحديث مسلسل ال / إسناد مرفوع المزايا
للديلمي في مسند ال / فردوس عن خير البرايا
قد قال ساعات الأذى / يذهبن ساعات الخطايا
ذو العلم يعرف أن أصل المأخذ
ذو العلم يعرف أن أصل المأخذ / للكائنات من الوجود الجهبذي
ذا عنده التحقيق ليس الشيء من / عدم كما في ظن ذي الطرف القذي
ذهب الذين إذا أتاهم عارف / بحقيقة خضعوا لها بتلذُّذ
ذهلت عقول الغافلين وعندما / بعدت عليهم شقة المستحوذ
ذموا على مقدار جهل نفوسهم / واستثقلوا قول الهمام الأحوذي
ذنب عظيم ما له من توبة / دعوى الوجود مع المحيط بك الذي
ذاق المحب له حلاوة ذكره / فبذكره لا بالحلاوة يغتذي
ذابت حشاشته ولم يدر السوى / شوقاً إليه وما له من منقذ
ذاك المتيم في الهوى وفؤاده / أبداً إليه سوى الهوى لم ينفذ
ذرية أولاد آدم كلهم / عرفوا وإن لم يعرفوا روضٌ شَذِي
طوبى لمن كشفت بصيرتُه الغطا
طوبى لمن كشفت بصيرتُه الغطا / وأتاه من مولاه أنواع العطا
طابت له أوقاته بحبيبه / وعن الذنوب له تجاوز والخطا
طف حول كعبة من تحب وقف على / عرفاته وائت المحلَّ الأوسطا
طهر له بيتاً ليسكنه وما / هو غير قلبك ظالماً أو مقسطا
طنبورنا قد أصلحت أوتاره / فأجاد في النغمات حداً مفرطا
طمع الجهول بأن ينال بعقله / هذا النبا فأبى عليه تسلطا
طاعات أقوام معاصي غيرهم / فاجعل فؤادك للغزالة مهبطا
طع من أردت فأنت طوع مراد من / هو ظاهر بك فاحترز أن تغلطا
طه الرسول تكونت من نوره / كل البرية ثم لو ترك الغطا
طالت يدي مذ بايعته على الهدى / وبه توخيت المقام الأحوطا
ظن الجهول بأنه مستيقظُ
ظن الجهول بأنه مستيقظُ / فرأى الخيال وللسوى هو يلحظُ
ظهرت لنا سلمى ونحن على التقى / فكأننا لفظ هنالك يلفظ
ظمأ أزيل عن القلوب بها وقد / نزلت ونيران القلوب تلظظ
ظفرت يدي بيد المدير وكاسنا / باق وقلبي بالطلا يتلمظ
ظبي يشيقك جيده متلفتاً / والأسد من لحظاته تتحفظ
ظل ظليل عن بديع صفاته / كل الكوائن ما يدق ويغلظ
ظلمات إمكان تنير بواجب / أبداً بها عنها يصان ويحفظ
ظلم من الأغيار للأغيار عن / جهل بهم عدل بذلك يوعظ
ظرف يظن له بنا من قربه / وهو الذي يسمو به المتيقظ
ظلت عليه به تدل رجالنا / تلك الكرام العارفون فتوقظ
غيم الحوادث حال دون البازغِ
غيم الحوادث حال دون البازغِ / من شمس ممتلئ الحقيقة فارغِ
غنمت به قوم عليه نفوسهم / قدسية بشراب وصل سائغ
غرقوا بأمواج الوجود فأدركوا ال / أنواع من حكَمٍ هناك نوابغ
غنت حمامات اللوى عند الذي / يلهو وناحت عند صب لائغ
غيب الغيوب تنزلت أسراره / فشجت قلوب بلابلٍ ولغالغ
غربت هنالك شمسه مذ عندنا / طلعت بصبغ للكوائن صابغ
غنى الفقير به وعز ذليلنا / ولبست تاج الملك من يد صائغ
غفرانه يمحو ذنوب وجودنا / معه فتنزل بالمقام البالغ
غبنا وقد حضر الحبيب كائننا / إذ لم نكن ما القول قول مبالغ
غم وهمٌّ للذي هو جاحد / إذ سالك فينا مسالك زائغ
فاز الذي شرب الشراب الصافي
فاز الذي شرب الشراب الصافي / حتى انمحى عن سائر الأوصاف
فنيت رسوم وجوده وبدا له / وجه الحبيب فكان نعم الكافي
في ذروة الوادي غزال نافر / عمن يحاول وصفه المتنافي
فرع بنا هو أصلنا فاعجب له / من واحد ويزيد عن آلاف
فرد الوجود بوجهه فتن الورى / فرمى بهم في حيرة وخلاف
فاقت على شمس الضحى أنواره / والكون آل به إلى الإتلاف
فقه المعارف والحقائق ظاهر / من عبده في سورة الأعراف
فهو الجميل له الجمال بأسره / وهو الذي يهوى الجمال الوافي
فهمت إشارتَه القلوبُ فأقبلت / تزهو إليه على تقى وعفاف
فمحا بنور ظهوره آثارها / وأمدها ببدائع الألطاف
قف ههنا بين العذيب وبارقِ
قف ههنا بين العذيب وبارقِ / وانظر ترى الأكوان لمعة بارقِ
قوم مضوا ولسوف قومٌ غيرهم / يأتون كالماء السريع الدافق
قرأت كتاب الله بالله الحجى / منا وقد جاءت بعلم حقائق
قبلت تجلي الحق في أكوانه / والغير مفتون بفان زاهق
قالوا هي الأعيان والأعراض لم / يدروا سوى ألفاظ نطق الناطق
قم يا نديم إلى كؤوس شرابنا / ذاك القديم بدا بخلق خلائق
قربت إليه به القلوب وأبعدت / عنه النفوس لربطها بعلائق
قيد الكوائن مطلق فوجودنا / نور يلوح لسابق وللاحق
قنعت به عيني فلم تر غيره / والقلب هام به بعزم صادق
قد كنت أحسبه الذي صورته / فإذا المصور والمصور خالقي
نزل الذي هو عن سواه لفي غنى
نزل الذي هو عن سواه لفي غنى / فتلبَّسَ السر الخفيْ وتبينا
نعمت به روح المحب فخاطبت / شبحاً يسمى أنت أو هو أو أنا
نبأ عظيم كلنا ألفاظه / من ذا أبين له فلم يجد الفنا
نالته أقوام بصدق قلوبهم / في حبه وبه لقد بلغوا المنى
نبعت علوم الله من أفواههم / وبهم تدلى الغيب حين لهم دنا
نحن الذين تكاملت أوصافنا / وبفقرنا ثبتت لنا صفة الغنى
نعشو إلى النار التي غسق الدجى / من طور سينا القلب قد ظهرت لنا
نام الغبيْ عنها وأيقظنا لها / من لا ينام محيعلاً ومؤذِّنا
نأتم بالهادي النبي وراثة / عن صنوه موسى الكليم تَيَقُّنا
نشأت حقيقتنا كذلك تارة / وهناك أطوار كثيرات الجنى
نحن المراتب بالوجود مرتبَهْ
نحن المراتب بالوجود مرتبَهْ / أزلاً وما أقصى الوجود وأقربَهْ
إذ لا سواه وما سواه جميعه / إلا الشئون له به متغلبه
هي هكذا أزلاً لنا من غيرها / جعْلٌ له والجعلُ منه له هِبَهْ
والجعل فيض وجوده ووجوده / ما فاض لكن للتوهم مرتبه
إن الوجود عن المواد مجرد / وله المواد تقدرت مترتبه
وهو الذي يبدو بها وهي التي / تبدو به موجودة متقلبه
توحيدنا تمييزه عنها به / وإذا تميز فهي عنه مغيبه
نزِّهْهُ عن كل الشئون مشبهاً / وانفِ التشبه فالتنزه لا شبه
هو في الشئون مشبه ومنزه / دون الشئون وذاته مستغربه
كن في الوجود محققاً واحي به / إن الوجود به الحياة الطيبه
للزاي في شأن الخلافة زينة
للزاي في شأن الخلافة زينة / زالت بها في العين تقديراتها
فهي النبوة لا ولا ونعم نعم / والذات قد سترت بحكم صفاتها
زبر الكتاب حروفه ومرادهم / معنى الحروف بسر تركيباتها
ولنور هذا الحرف أفلاك بها / تجري كواكبه على حركاتها
وهو الذي ثبتت به صور الملا / حسب الذي قبلت بكيفياتها
هذا القديم وهذه أفعالُهُ
هذا القديم وهذه أفعالُهُ / وجلالُه هو ظاهر وجمالُهُ
لا حادث إلا الذي في علمه / بالحق كان لذكره إنزاله
والكل فيه وليس شيء خارجاً / عنه وهذا في الظهور كماله
والحادث المعلوم ليس بحادث / علم قديم مثله أحواله
لكن له حدث يقال شريعة / إن الطاهرة رفعه وزواله
كالعبد يعلم ثم يذكر علمه / لا خارجاً عنه وذاك خياله
أهل الجمال لهم به بسط كما / أهل الجلال بقبضهم إجلاله
لا هؤلاء لهؤلاء مجانس / هيهات أين الليل أين هلاله
جمع الإله الحق يوم قيامة / كل الجلال لناره إضلاله
وكذا الجمال جميعه المجموع في / نور الجنان تفيَّأته ظلاله
ذاك الذي للظالمين كما الذي / للصالحين هو الجمال وآله
مقسومة في العلم تلك وهذه / حكمت بقسمتها لنا آزاله
لا خلف لا تبديل في كلماته / نص الكتاب درت به أبداله
ولقد شهدتُ قِبالة الأقصى الذي
ولقد شهدتُ قِبالة الأقصى الذي / وردَت إليه بنا كبار مواردِ
كاساً من الحجر الرخام مدوَّراً / في بركةٍ جمعت بفكرٍ شاردِ
وأتيتُهُ فشربتُ منه فيا له / كاس تدفَّق بالزلالِ الباردِ
لله بالبيت المقدَّسِ جامعٌ
لله بالبيت المقدَّسِ جامعٌ / بهر النواظرَ نورُهُ وضياؤُه
منه الجوانبُ واسعاتٍ تنجلي / وزهَت بطلعةِ قبّتيهِ سماؤُه
حيث المدارسُ حوله قد أشرقت / تمتدُّ من أشجاره أفياؤُه
والمسجد الأقصى المبارك فاتحٌ / كفّا وفيه الكاس يدفُق ماؤُه
إنزل بنابُلسٍ برأس العينِ
إنزل بنابُلسٍ برأس العينِ / وانظر خمايِلها برأس العينِ