المجموع : 210
للناس أَرواح تحس وإنما
للناس أَرواح تحس وإنما / لَيسَت سوى أَجسادها الأرواح
منه بدت فنمت وفيه تختَفي / ما لِلحَياة عن الجماد براح
ابلُ الرجال بكل أرض أوَّلاً
ابلُ الرجال بكل أرض أوَّلاً / ثم انتخب منهم على اِستحقاق
عاشر أناساً بالذكاء تميزوا / واختر صديقك من ذوي الأخلاق
اتعود بعد تصرم ونفاد
اتعود بعد تصرم ونفاد / أيام بغداد إلى بغداد
فَتَقوم أحفاد لأجداد مضوا / وَتعيد مجد اولئك الأجداد
إن الخيال نهايةٌ في أمة
إن الخيال نهايةٌ في أمة / لسكونِها وبدايةُ الحركاتِ
كنا نذم من الشعوب خيالها / وإذا الخيال مولد الرغبات
يمشي الشعوب مهرولي
يمشي الشعوب مهرولي / نَ وإِنَّنا نَمشي الهوَينا
أَرأَيت ماذا من تَرَيْ / يُثِنا هنالك قد جنينا
ساءلت شيخا قد تحد
ساءلت شيخا قد تحد / دبَ ما تفتش في التراب
فأجابَني متأوهاً / ضيعتُ أَيّامَ الشباب
أجدُ الحياةَ من الطبيعة تنبعُ
أجدُ الحياةَ من الطبيعة تنبعُ / وإلى الطبيعة بعد حين ترجعُ
وكأنما هي دوحةٌ فينانةٌ / منها الغصون إلى الجهات تَفَرَّعُ
تبدو وتخفى في الطبيعة نفسُها / فكأنما منها لها مستودعُ
إنَّ الطبيعة في جميع شؤونها / كالله عن أعمالها لا تهجعُ
فهي المكان وكل ما هو يحتوي / وهي الزمان وكل ما هو يجمعُ
هي في حياتي جنتي و جهنمي / فيها نعيمٌ لي ونارٌ تلذعُ
ما في الطبيعة أرضها وسمائها / والله تطلبه العقول فترجع
ليست بحادثة ولكن صورةٌ / قدمت كمبدعها فجل المبدع
لا شيءَ عن حضن الطبيعة فاصلي / هي مبدئي وقرارتي والمرجع
أنا لست منها غير جزءٍ قد جثا / في نقطة من أرضه يتطلعُ
أنا طفلها المولود من أحشائها / ولدرها في كل حينٍ أرضعُ
الشمس تطلع في النهار جميلةً / فإذا توارت فالكواكب تطلعُ
من كان قد هدت الطبيعة ذوقه / فبشمسها ونجومها يتمتعُ
أما الذي هو للطبيعة جاهلٌ / فمن الطبيعة حسبهُ المستنقعُ
أهوى منيحتها وأقلي ردَّها / لهابتها فأنا العصيُّ الطيعُ
كم من صديقٍ في التراب دفنتُهُ / وسقت ثراه من عيوني الأدمعُ
فذكرته ولقد تليَّنَ مضجعي / وذكرته ولقد أقضَّ المضجعُ
لم يبق لي في الروضِ إلا زهرةٌ / وأخافُ أن تقضي عليها زعزعُ
ولتلك مؤنستي ولست بعالمٍ / أهي التي بي أم بها أنا أفجعُ
خيط الحياةِ وهى فما عندي سوى / أملٍ يوصِّلُه ويأسٍ يقطعُ
ولقد يُعابُ عليَّ في شيخوختي / أني إلى ليلى الحقيقة أنزعُ
أنا بعدما قد سرتُ في حبي لها / شوطاً بعيداً لست عنه أرجعُ
أبكي إذا مرَّت لترحمني فلا / ليلى ترق ولا دموعي تشفعُ
القلب يخفق فيَّ حين تمر بي / فتعيد ذاك الخفق مني الأضلع
وأرى أماي للهموم سحابةً / أما السحابةُ فهي لا تقشعُ
الضاحكون من البعيد كأنهم / حزبٌ على أن يشمتوا بي أجمعوا
وهناك مفتخرٌ بإيقاع الأذى / وكأن من يؤذي سواه سميذعُ
فإذا سكتُّ أذاب مهجتي الأسى / وإذا شكوتُ فليس لي من يسمعُ
وإذا تصدع منك جسمك للردى / يوماً فروحك مثله تتصدعُ
والروح ليس سوى الحياة تشاركت / زمراً خلايا الجسم فيها أجمعُ
هي في الجماد خفيةٌ لبساطةٍ / فيها فلا تبدو ولا تتفرَّعُ
وتفردَ الإنسان بين لداته / بدهائه فله المقامُ الأرفعُ
أحبب إلىَّ بمسرحٍ هو عالَمٌ
أحبب إلىَّ بمسرحٍ هو عالَمٌ / جَمَّ الحوادثِ يجمع الأضدادا
أما الشهودُ فوحدةٌ في حسهم / فكأنهم يتعاورون فؤادا
ويريك عاقبة الضلالةِ والهدى / ويصور الأنذال والأمجادا
زره تجد صور الحياة جليلةً / فتود حين تزول لو تتمادى
تر نعمةً موفورةً وبجنبها / تبصر شقاءً دائماً وجهادا
وترى أناساً يستمر ولاؤها / وترى أناساً بينها تتعادى
دنيا تطوف ذئابها بخرافها / وتعيث في تلك الخراف فسادا
يا من تجرد من عواطف قلبه / إني أعيذك أن تكون جمادا
الفَنُّ يُصلحُ كُلَّ مَن هُوَ فاسِدٌ / حَتّى الَّذي ظَنَّ الفَسادَ سَدادا
الفَنُّ في قَصَص يمثل أَهلَها / يُحيي الرَميمَ وَيبعث الأَجدادا
الفَنُّ لِلأَخلاقِ خَيرُ مُهَندِسٍ / يبني الوَلاءَ وَيَهدمُ الأَحقادا
لكَ في الحياةِ فلا تَخَف
لكَ في الحياةِ فلا تَخَف / من أن تفارقها ثبوتُ
ومن الطبيعةِ أنتَ جز / ءٌ والطبيعةُ لا تموتُ
نقدت قريضي ثُلَّةٌ
نقدت قريضي ثُلَّةٌ / لا تعرف الأدب اللُّبابا
فرفعت مذودتي أذب / بُ بها عن الأدب الذبابا
طعنوك يا وطني المفدّى
طعنوك يا وطني المفدّى / في الصّدر حتى كدت تردى
والطاعنون بنوك أن / ت كسوتهم لحماً وجلداً
الله للعصفور من بلوا
الله للعصفور من بلوا / ه ليس له مفرُّ
في الجو صقرٌ ذو أظا / فيرٍ وفوق الأرض هرُّ
أزفَ الفراق أتسمحين بقبلةٍ
أزفَ الفراق أتسمحين بقبلةٍ / يروى بها مني فمٌ ظمآنُ
أزف الفراق فقبليني مرةً / قبل الوداع فإنني حرانُ
تفديك نفسي لا تقولي ليس ذا / إبانه ما للهوى إبانُ
وسيهجر الغريد بعدك روضه / والروض منذ وعى له أوطان
أكبر بنفس قد رأت لإبائها / أنَّ البقاءَ على الشقاء هوان
إني سأحمل في فؤادٍ خافقٍ / ذكراك ما مرت بي الأزمان
قالوا سلا عمن أحبَّ فؤاده / أما السلو فإنه بهتان
ما للمتيم بعد أن قذفت به / أيدي النوى في عزلة سلوان
لم يبقَ من ماضٍ عهدناه سوى / ذكرى لها ما عندنا نسيان
وعن المناهل قد وردناها سوى / وشلٍ به لا يرتوي الصديان
طالت عليَّ من الهواجس ليلتي / هل بالصباح لليلتي إيذان
أدركت غيدان الشباب فلم يدم / ذاك الشباب وذلك الغيدان
لا بدَّ من يوم على كره به / تتفارق الأرواح والأبدان
لزم العبادة في جميع حياته
لزم العبادة في جميع حياته / حتى ينال سعادة في الآتي
خوف الجحيم هو الذي قد صير / الإنسان مشتاقاً إلى الجنات
ما للصبا تمحو على اللحظات ما
ما للصبا تمحو على اللحظات ما / كانت قد اكتتبته فوق غدير
فكأنها لم ترض ما قد نمقت / فبنت سطوراً في مكان سطور
يرجوا أناس أن ينالوا بعد ما / يعثو الردى فيهم وصال الحور
أو يبصرو في العالم المستور ما / لم يبصروا في العالم المنظور
أما أنا فأخالني في هذه / الدنيا ملاقي جنتي وسعيري
من طول فحصي للحياة وأهلها / في الأرض أعلم منشئ ومصيري
كل الذي هو في القيامة هين
كل الذي هو في القيامة هين / إلا المرور على الصراط القيم
جسر أدق بعرضه من شعرة / واحد من سيف جراز مخذم
والطول آلاف هناك ثلاثة / من هذه الأعوام فاحسب واعلم
من تحته نار تأز شواظها / يشوى وجوه ذوي الهوى والمأثم
أمشي عليه فوق كبش أملح / قرنان اليته تقوم ونرتمي
بيدي أمسك فضل قرنيه ومن / خوفي يكاد يجف في جسدي دمي
فإذا عبرت فإنني في جنة / وإذا سقطت ففي حضيض جهنم
إن اعتقاد المسلمين
إن اعتقاد المسلمين / من التعاسة بالقدر
والقول بالآجال فهي / إذا أتت بطل الحذر
وحجابهم فتياتهم / عند الخروج من النظر
والجمع بين الدين والدنيا / كما جاء الخبر
وتعدد الأزواج من إلى / الهوى لمن اقتدر
وطلاقهن لغير ذنب كان / قبلا قد صدر
لمن الدواعي أن يكونوا / دون أصناف البشر
لما جهلت من الحقيقة أمرها
لما جهلت من الحقيقة أمرها / وأقمت نفسك في مقام معلل
أثبت تبتغي حلا به / للمشكلات فكان أكبر مشكل
لا شيء في الدنيا على ما بان لي
لا شيء في الدنيا على ما بان لي / كالدين محبوب إلى الإنسان
ما إن يضر الدين بعد شيوعه / ما فيه من خطأ ومن هذيان
إن كان ذات اللَه لا تتصور
إن كان ذات اللَه لا تتصور / فبأي شيء يؤمن المتفكر
كم من حكيم يبتغي إنكاره / بصراحة لكنه لا يجسر