المجموع : 108
الناس ينجيهم تفاوتهم
الناس ينجيهم تفاوتهم / فإذا تساووا رتبة هلكوا
كأسافلِ الزوراءِ إذ حكموا / وارذال الحدباء اذ ملكوا
والكل عن طرق الرشاد لقد / ظلوا غداة بغيرها سلكوا
والكلُّ في قول الزور قد نطقوا / والكل عن قولِ الحق قد سكتوا
وأدارهم صرفُ الزمانِ كما / قد دارت الأفلاك فانفلكوا
للَه درّكَ فاضلاً متشرا
للَه درّكَ فاضلاً متشرا / لما استهلّ نظام مدحِك بارعا
وحويتَ في هذا النظام فوائدا / وسموتَ في كشفِ الغوامضِ بارعا
في مدح تاج الملكِ نعمان الذي / في عصرهِ ما قد رأينا جائعا
قرضّتُ هذا النظمَ لما جدتُ في / تصريعهِ فغدوتُ فيه مدّرعا
ومكلّلاً ومتوجّا ومجوهرا / ومفضضاً ومذهباً ومرصعا
ومؤلّفا وملفّقاً ومؤرخا / ومحمساً بمديحهِ ومصرّعا
أهديكَ يا روحَ الكمال هدية
أهديكَ يا روحَ الكمال هدية / المسكُ من أنوارها يتضوع
وثناً لقد ملأ الدنا بسنائهِ / فالشمسُ من أنوارهِ تشعشعُ
وأميطُ عن ودي لثامَ تشوّق / يغشى سويد القلبِ منهُ برقعُ
هل يا زمانُ تعينني بعبارةٍ
هل يا زمانُ تعينني بعبارةٍ / أوفي بها من حقِّه معشارا
لا والذي رفع السما لو أن لي / فوق المجرة منزلاً أو دارا
قومٌ لهم بين الأنامِ مناقبٌ
قومٌ لهم بين الأنامِ مناقبٌ / كالشمسِ في العليا على التحقيقِ
ما فيهمُ إلا نجيبُ كاملٌ / ذاعت فضائلهُ بكلِّ طريقِ
ناهيك عن عزٍّ ترى أنسابهُم / موصولةً في جدّنا الفاروقِ
ما علمه إلا الريا
ما علمه إلا الريا / ض وطبعُه مرُّ النسيم
وجمالُه ان غاب عن / طرفي ففي قلبي مقيم
كتب الهوى رقم اسمهِ / في خاطري فهو النديم
أيغيبُ عن أحشاي من / ذكري له يشفي السقيم
أيَظُنَّ أن انسى لجا / ذبتي لهُ الدُرَّ النظيم
في ليلةٍ قمري بها / أنِسٌ كغرتهِ وسيم
تجلو كؤوسَ سرورِنا / ورقيبنا وسطَ الجحيم
حتى بدا وجه الفرا / قِ كأنهُ الليلُ البهيم
وعدَت عوادٍ بيننا / قلبي بسطوتها كليم
هل ترجع الأيامُ أو / انّ الزمان بها عقيم
قمر السعود لأفقهِ قد عادا
قمر السعود لأفقهِ قد عادا / والملكُ سيده درى فانقادا
وأتت لك العليا لفرطِ حيائِها / قد أسبلت مذ ألبست أبرادا
أخبارُ جودِكَ في الأنامِ توارت / وحديث غيرك قد روى آحادا
أطلقت خيركَ للأنام فقيدّت / أعناقَهُم فغدوا لديك عبادا
وإذا رأى أسدُ الشرى بممره / أثراً لخيلك عنه جنباً حادا
فالليث يخشى أن نلم بأرض من / جعل الإلهُ جنودَه الأسادا
كم خارجيٌّ مذ طغى أغمدتَه / قبراً بِعضبٍ لم ير الأغمادا
ملكٌ تجلى للعفاةِ بجودهِ / وعلى العداةِ بقهرهِ قد آدى
لم ينقطع عن وصلِ مأمولٍ لهُ / من كان نحو جنابهِ منقادا
انجازه المأمول يسبِقُ وعدَه / والبطشُ دهرا يعقب الأيعادا
ملكٌ إذا بخِلَ الغمام أفاضَ مِن / يُمناهُ خمسةً أبحرٍ أمدادا
قاموسَ أنعامٍ يجودُ على الذي / يرجو نداه جواهراً أفرادا
وسماء يُمنٍ عمَّ ما فوقَ الثرى / وعلى الأكارم بالمكارمِ سادا
وسحابُ خيرٍ خصّنا بنوالِهِ / وعلى الأعادي هالها أرعادا
من بشره الصبح البسيمُ وبأسهِ / الليل البهيمُ وبطشه الأسادا
كرمٌ ولا كرمُ الورى ليث ولا / ليث الشرى غيث جرى أنجادا
ملك أنامَ من الأنام عيونَهُم / أمناً ودامت عينُه أسهادا
فهو المجير لمن يلوذ بظلهِ / تلقى الأنام لبابهِ قُصّادا
بيت حرامٌ إن يحجَّكَ آمل / إلا بعين صفا المعيشة عادا
قد زَمزَمَ العافون في المداح من / أعلى مقام الملك فيه أشادا
الندبُ سعدُ اللَه مالكنا الذي / حاز الفخارَ بجدِّهِ إذا جادا
لو قورنت قلل الجبال ببأسهِ / ما هزها زلزالها أو عادا
المجدُ يعشو نحو نورِ ديارهِ / لما رأى في غرها الأخمادا
لو قيل حل المجد دارك أوله / فيك اتحادٌ لم نخف الحادا
نسَخت مكارمه أحاديثَ الأولى / من قبلهِ لم نعرف الأجوادا
في كفّهِ زندُ المكارمِ قد ورَت / ناهيكَ من كفٍّ روت أمجادا
من جدِّهِ الدهرُ استعارَ وجودَه / فيضُ البحارِ وللهدى ارشادا
فكانه الليثُ الجسورُ إذا سطا / وكأنه بحرُ العطا إذ جادا
آلاؤه عشر لها قد جاوزَت / حد القياس بضربها آحادا
قطبُ الدائرة السعود مدارها / ولمركز السبع الشدادِ عمادا
عن الزمان به تقَرُّ عيونَنا / وله بنا من لحظِها مرصادا
ولقد غدا نجلُ الحسين لرهطه / للروع روحا والفؤاد فؤادا
قد أقبل الأقبالُ في أيامهِ / منا وللأدبار عنا حادا
خذها أتتك عريضةً من عينِها / جعلت لتحرير المديحِ مدادا
من طيّها نشرت مناقب سيد / ترتيبُها قد شوش الحسادا
لا زلتَ منصوباً اللواء وساكنا / قصر العلاءِ وللورى أسنادا
وتدوم في عزٍّ ومجدٍ شامخ / ما دمتَ تصلِحُ للأنامِ فسادا
ظهرت سعودُ الأخبياءِ وأسفرت
ظهرت سعودُ الأخبياءِ وأسفرت / عن وجهِ سعد سعودِها بمقرّرِ
بولاء مولانا الوزيرِ المرتقى / درجَ المعالي ليسَ بالمستنصرِ
إلّا بتفويضِ الأمورِ لمالك / يعطي ويمنع من يشا بتجبُّرِ
جمعَ الفضائلَ كلّها في واحد / إذ ليس هذا كان بالمستنكرِ
قطب المجرة دارَ فوق بروجهِ / بمطالعٍ فرقى معارج منبرِ
بعطاردٍ مع زهرةٍ مع شمسِها / قمرُ السعودِ مقارناً يا مشتري
لم يبق للمريخ نحسٌ لا ولا / زحلٌ مع القمرِ المنيرِ المبدرِ
أعني الوزير الفردَ سعدَ اللَه من / دامت معاليهِ بطه المنذر
زارت حماكَ بكل بكر كاعب
زارت حماكَ بكل بكر كاعب / وبدت كبدرٍ لاح بين كواكبِ
وترنحت ورنت وأصبح صبُّها / ملقى قتيل ذوابل وقواضبِ
نثرت ذوائبها ففاح عبيرها / كالمسكِ فوق كواهل ومناكبِ
نظرت على بعد خيال رقيبها / فتحجبت من فرعها بغياهبِ
قد أحرقت كبدي بنار خدودها / سبكا فلا تطفى بدمع ساكبِ
لم أدر قبل قوامها ولحاظها / أن الردى بمعاطف وحواجبِ
لو لم يكن منها اللمى خمراً لما / خطرت وماست كالنزيف الشاربِ
ليلي طويل حالك كفروعها / وآلهفي صار كخطوِها المتقارب
أمسى الفؤادُ بشعرِها وبصدغِها / أبداً لسيعَ أساودٍ وعقاربِ
ولقد ركبت من الجياد مطهما / ينساب كالحيات بين سباسب
ألف الفلا لفُّ الفدافد بالربى / كالبرق يطوي البيد تحت الراكبِ
فكأنني من فوقه ملك ومن / وحش القفار أسير بين كواكب
أصبوا إلى نحو الحمى متلفتا / تلفا وقد ضاقت علي مذاهبي
مالي وصرف الدهر طال مطاله / عندي وأنعم لي بمنعِ مطالبي
ويهش أن هو ظل يهشِم اعظمي / أو بات ينهشني بنابٍ نوائبِ
إن رمتُ أن يطفى خرام صمائري / لم يرمها الا بصوتِ مصائبِ
سحّت وشحّت بالدموعِ وبالكرى / عيني وأولَتني بلونٍ شاحبِ
عمري مضى ما بين مذوَدِ عاذل / لذع الحشا مني وعين مراقبِ
أخطت سهام البينِ قلبي والهوى / لا زال يرميني بسهمٍ ضائبِ
أبلى النوى جسدي النحيف كأنني / قلمٌ بدا بيدي نصيف الكاتبِ
حبرٌ حلا في حبره قرطاسهُ / كالتبر لما لاح فوق ترائبِ
فسطورهُ وطروسهُ في حسنها / حاكت سماء زيّنت بكواكبِ
وكأنما أقلامه وبنانه / برقٌ سرى ما بين خمسِ سحائبِ
فلكم أفاد مروعا بيراعِه / وبكتبِه كم فل جيشَ كتائبِ
ولكم بعلم النحو أوضح منهجاً / أغنى اللبيبَ به عن ابن الحاجبِ
فطنٌ حوى من كلّ فن قلبَهُ / فكأنَّ فيه محاضرات الراغبِ
رقت لطافة شعره واستعبدَت / رِقّ ابن عبادٍ الوزيرِ الصاحبِ
لو رام نظمُ الدر في أصدافِه / وافى له بفرائدٍ وغرائبِ
أو للدراري شامَها أو شاءَها / طلعت عليه بطالع أو راغبِ
سبَكَ القريض وصاغَهُ حليا له / وبهِ ككفي عن صناعةِ كاسب
تجري القوافي تحتَ ظلِّ يراعهِ / وتظلُّ ترعاهُ بمقلةِ طالبِ
لو كان يرقى المرءُ في الشعر العلا / لعَلا على الشعري بعشرِ مراتبِ
تصبو إلى أخلاقهِ ريح الصبا / ويميلُ لطفاً كلُّ سارٍ ساربِ
حفّت به العليا فخف بحملها / وبحلمهِ أمسى كطودٍ راسبِ
ذربُ اللسان يذبُّ فيه مخاصما / واللفظُ عذبٌ كالنبات الدائبِ
ربحت تجارةُ حظِّهِ في خطهِ / وجرت سوابقهُ بسوقِ تجاربِ
لم يبتهج في الدهر في ذهبٍ ولم / يحزن على فقدان مالٍ ذاهبِ
يبدو محيّاه كبدرٍ طالعٍ / والرأي منه كالشهابِ الثاقبِ
لو قمت طولَ الدهرِ أنشدُ مدحة / بين الأنام فلم أقم بالواجبِ
ويمدحه العمري أب مؤرّخا / ترتيبُ مدحي في نصيفِ الكاتبِ
كتب الشريف أبي المعالي فد حكت
كتب الشريف أبي المعالي فد حكت / زمرَ الغواني في بديع معاني
ونحورُها من فضلهِ كسيت حلى / وتقلدت بقلائد العفيان
هُنّيتَ يا قاضي العرا
هُنّيتَ يا قاضي العرا / قِ المرتقى أعلى الرتب
بنوابغِ الكلم التي / فرنت بأطباقِ الذهب
يا أيها المولى ملكتَ صواعقا
يا أيها المولى ملكتَ صواعقا / لعداك لا زلتَ شواظاً محرقه
فارمِ بها زمرَ الشياطينِ الألى / بعدا لهم دانوا بدين الزندقه
ديوان ابن الفارض الشيخ الذي
ديوان ابن الفارض الشيخ الذي / ملأ القلوبَ حلاوةً من شعرهِ
قد صار ملكا للشريف مخلدا / ومقيداً لم ينطلق من أسره
إن الشريفَ المعتزى للرشدِ من
إن الشريفَ المعتزى للرشدِ من / قد اكسبَ الشرفَ الرفيع زمانَه
لو لم تكن روضاً خزانةُ كتبهِ / ما أزهرت في سوحِها الريحانه
ديوانُ ابنِ الفارضِ القطب الذي
ديوانُ ابنِ الفارضِ القطب الذي / دارت عليه رحى الولاية فاعرفِ
قد صار ملكا للشريف فشرَّفَت / بيديهِ منهُ الصف أي تشرفِ
فإذا تقلّبَ في يديهِ لم يقل / قلبي يحدثني بأنك متلفي
مجموعة القاضي الشريف
مجموعة القاضي الشريف / حوت بزوراءِ العراق
شعراً نفيساً قد زها / كالدرِّ في حسنِ اتساق
قد سُمّيت في راحةِ / الأرواحِ حالَ الأغتباق
قد قلت إذ ملك الشري
قد قلت إذ ملك الشري / فُ المرتجى اسنى كتاب
وغدا به مسنوعبا / لفصوله من كل باب
بكتاب استيعاب أس / ماء الهداةِ من الصحاب
حاز الشريف شرافة / واللَه من غير ارتياب
ديوانُ كلياتِ اشعارِ التي
ديوانُ كلياتِ اشعارِ التي / تحكي الدراري في المحاسنِ والدرر
في نسخِها أمر البرسوي / الرشدي ومن حير كساها في حبر
فتسورت بجداولٍ من عسجد / فزهت محاسنها لأعينِ من نظر
للَه درُّك يا ابن عبد البر مِن
للَه درُّك يا ابن عبد البر مِن / بحر طمى زخاره بعبابهِ
فلقد أجدتَ بما به استوعبتَ من / أسماء آل محمدٍ وصحابهِ
أنت الذي مستوعباً أصبحتَ كل / الفضلِ والإحسانِ في استيعابهِ
ملكُ الشريفِ صفت موارد فضله
ملكُ الشريفِ صفت موارد فضله / للواردينَ فهنَّ خير موارد
هذا الكتاب ففاز من راحاته / طبق اسمه الحالي بفيض الواردِ