القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الطُّغْرائي الكل
المجموع : 106
أما الوفاءُ فقد ضَمِنْتُ نِجَازَهُ
أما الوفاءُ فقد ضَمِنْتُ نِجَازَهُ / ولمحتُ نَورَ النُجْحِ في أغصانِهِ
وكذا ضمِنْتُ الشكرَ منه تكلُّفَاً / حقٌّ عليه لمن يفِي بضَمانِهِ
لقياكَ من غِيَرِ الزمانِ أمَانُ
لقياكَ من غِيَرِ الزمانِ أمَانُ / من أينَ يعرفُ جارَك الحدثانُ
إنّ الأُلَى طلبُوا مداكَ تأخَّرُوا / عن غايةٍ فيها السباقُ رِهَانُ
أقدمتَ إقدامَ المُدِلِّ ببأسِهِ / وتناكصُوا إنَّ اللئيمَ جَبَانُ
وفطِنتَ للعلياءِ حين تحيَّرتْ / فيها العقولُ وضلَّتِ الأذهانُ
تاجَرْتَهُم فربِحتَ أثمانَ العُلَى / إنّ المحامدَ للعُلَى أثمانُ
وجعلتَ عُنْوانَ السماحِ طلاقةً / وكذا لكلِّ صحيفةٍ عُنوانُ
قالوا وقد لمحوكَ فوقَ عيونِهمْ / ما هكذا تتفاوتُ الفِتيانُ
من معشرِ راضُوا الخطُوبَ ومارسوا ال / دنيا ودِينوا في الزمانِ ودانُوا
وتقيَّلتْ أبناؤُهم أسلافَهمْ / فتشابَه الأعراقُ والأغصانُ
أصلحتَ لي زمني ورُضتَ صعابَهُ / والناسُ ناسٌ والزمانُ زمانُ
وكفلتَ لي بالنُّجْحِ منذ وعدتَني / وكذاكَ ميعادُ الكريمِ ضَمانُ
وكفيتَني منَّ اللئيمِ بجاهِه / إنَّ اللئيمَ بجاهِه منَّانُ
وأريت حظّي أين مطرَحُ رحلِهِ / فأناخَ لي وتحوَّلَ الحِرْمانُ
من حيثُ جادَ المعتفي فجَداؤهُ / وجهٌ أغرُّ وراحةٌ هتَّانُ
وخلائقٌ طُبِعتْ على شكل الهدى / بيضُ الوجوهِ نواصعٌ غُرَّانُ
هي حاجةٌ بِكرٌ قضيت وراءَها / أخرى على طَرفِ النجاحِ عَوانُ
لمعُ المكارمِ والثناءِ تقارنَا / فيها كما ضَمَّ السُّعودَ قِرانُ
فَصِلِ الأوائلَ بالأواخرِ إنَّها ال / أرواحُ قد قامت بها الأبدانُ
واربَأْ بعُرفِكَ من شريكٍ يدَّعي / فيه النصيبَ وما له بُرهانُ
إن يُنْتَجِ النُعمَى سواك فإنَّه / بجميلِ فعلِك لُقِّحَ الإحسانُ
أوْ أُسقَ سجْلاً من نداهُ فإنّما / من عندك الأوزامُ والأشطانُ
نغدُو إليكَ إِذا اعترتْنَا حاجةٌ
نغدُو إليكَ إِذا اعترتْنَا حاجةٌ / ونصُدُّ عنكَ إِذا توسَّمْنَا الغِنَى
فإِذا انقطعنا كان حلمُكَ نائِباً / وإِذا حضَرنا كان عطفُكَ لَيِّنَا
ترعَى لمن غابَ الذمامَ مجاملاً / وتُنيلُ من حضَر الرغائبَ مُحسنا
خفقُ الطبولِ وزمرةُ النّدمانِ
خفقُ الطبولِ وزمرةُ النّدمانِ / وهتوفُ أطيارٍ وعزفُ قِيانِ
وتسَحُّبُ الأَذيالِ في طَرَبِ الصِّبَا / وخلاعةٌ في طاعةِ الشيطانِ
وتهتُّكٌ وترفرفٌ وتماجُنٌ / ورقى مخادَعةٍ على الغزلانِ
وعرائسُ الأقداحِ تُجْلَى في الدُّجَى / في جيدهنَّ مخانقُ المرجانِ
والصبحُ في كأسِ الظلام مرقرقٌ / وتنفُّسُ الريح العليلةِ واني
أشهَى إِلى قلبي وألطفُ موقعاً / من أن أُلمَّ بملتقَى الأقرانِ
والآن أغرقُ في النعيم وأجتنِي / ثمرَ السرور ومجتناهُ داني
خيرٌ وأحسنُ من مقارعةِ العِدَى / ومن التَّشَحُّطِ في دمِ الفُرسَانِ
ومساحبُ الزقِّ اللجوجِ على الثَّرى / أحرى بنا من مسحبِ الفتيانِ
وألذُّ من عَلَقٍ يَدُرُّ وشخبُه / ثرٌّ عُقارٌ ذاتُها متفاني
وأحبُّ من طعنِ الوريدِ وشكِّه / شكِّي بمبزالٍ وريد دِنَانِ
وألذُّ من رشقِ النِبَالِ لدَى الوغَى / رَمْيِي بتفاحٍ نحورَ غَواني
كم بينَ طرَّةِ شادنِ قد صُفِّفَتْ / وتَصفُّفِ الأقرانِ يومَ طِعَانِ
هل قيسَ أوتارُ المزاهرِ غرَّدت / بالمنجنيق تُشدُّ بالأرسانِ
وقِرانُ مضرابٍ وزيرٍ ناطقٍ / بقرانِ لَأْمَةِ فارسٍ وسنانِ
وعناقُ حوراءِ المدامعِ غضَّةٍ / بعناقِ مقدامٍ من الشُجعانِ
وطرادُ ميَّاسِ القوام مُهفهفٍ / بطرادِ خطَّارِ السنانِ هِجانِ
ورفيفُ أجنحةِ السرور تحُثُّها / برفيفِ أسرابٍ من العقبانِ
وقضيبُ ريحان يَهُزُّ قوامَه / طَرَباً بهزِّ أسنَّةِ المُرَّانِ
إنّي أميلُ إِلى قسيِّ حواجبٍ / عن عطفِ كلِّ حنيَّةٍ مرنانِ
وأحبُّ أجفانَ الحِسانِ ومحتَوى / قلبي الْتِمَاعُ ودائعِ الأجفانِ
أرقالُ أقداحٍ وأرمالُ الغِنى / أشهى من الإرقالِ والذَّملانِ
وإِذا شِرِبْتُ من المعتَّقِ أربعاً / أعرضت عن ذِكْرِ النجيعِ القاني
وإِذا ظفرتُ من المَنى برغائبي / فيها فقحطانٌ على عدنانِ
أأخافُ أحداثَ الزمان وإنَّما / سيفي وكنزي مُهجتي وبناني
وإِذا افتكرتُ أضاء فكريَ إنَّما / عُسْرُ الزمانِ ويُسْرُهُ سِيَّانِ
والمرءُ همَّته غناهُ وفقرُهُ / وبقدرِها يحظَى من الأزمانِ
وبجدِّهِ يوري الزنادَ وكدِّهِ / يُكبي إِذا ما كان غيرَ مُعانِ
وغُبارُ أحداثِ الخُطوبِ بلمتِي / وسهامُها في جُنَّتِي وجَناني
يُنْبِي ويصدعُ لي بحقٍّ أنّني / فردٌ كنجمِ الصبحِ قرنُ زماني
لا تُنكري يا سَلْمَ لينيَ ربَّما / يعتاقُ عيرٌ هَمَّ بالنَّزَوانِ
أعلقتني ظَنَّ الظنينِ وإنِّما / بعد التكافُحِ يعرفُ السيغانِ
قد يشبهُ الماءَ السرابَ ويستوي / بَرَدٌ ودُرّ العِقدِ عند عيانِ
جسمي طليقٌ غيرَ أنَّ عزِيمتي / مغلولةٌ قَهراً وقلبي عاني
وإِذا التفتُّ إِلى وِدَادِكَ لم أُبِلْ / بسهامِ صرفِ الدهرِ كيف رماني
أنت الذي طابتْ مغارسُ مجدِه / حتى تقاصَرَ دونَهُ الثَّقَلانِ
أجررتَ ألسنةَ العدوِّ بفيصلٍ / ماضِي الغِرارِ إِذا نطقتَ يماني
وشققتَ شأوَ الحاسدينَ ففي المدَى / تجري وهُمْ نُظَّارةُ الميدانِ
متلثّمينَ بنقعِ شأوكَ وُقَّفاً / عُقلوا بقيدَيْ حَيْرةٍ وحِرانِ
أنّى يناقِلُكَ العلاءَ مفاخِرٌ / ولقد عنَا لعلائِك القَمرانِ
لله درُّ الفضلِ حلَّى جيدَهُ / إِذا زارَ ربعَكَ ضارباً بجرَانِ
قد زُفَّ منك إِلى الكَفِيِّ وإنّه / لأعَزُّ زَوْرٍ في أعزِّ مكانِ
وإِذا أجلتَ يديكَ فوقَ مهارقٍ / فهُناك مسقطُ لؤلؤٍ وجُمانِ
وإِذا نطقتَ بمحفِلٍ متحدّثاً / فهناك أَنْبَأُ من شَباةِ سِنانِ
من كان أخطأهُ الزمانُ بكيدِهِ
من كان أخطأهُ الزمانُ بكيدِهِ / فلديَّ من كيدِ الزمان فريُّهُ
وردَ البشيرُ بقرب من أحببتُهُ / حتى إِذا استبشرتُ جاءَ نعيُّهُ
ما حالُ مفجوعٍ بمنيةِ نفسِه / قد بانَ عنهُ شقيقُهُ وصفيُّهُ
أألذُّ طعمَ العيشِ بعدَ فراقهِ / إنّي إِذاً قاسي الفؤادِ خليُّهُ
ولربما كانَ الحياةُ عقوبةً / حتى يعذَّبَ بالبقاءِ شقيُّهُ
بالنار صنعتها وفيها
بالنار صنعتها وفيها / سرها وولادّها
إصلاحها منها ومنها / دائماً إفسادها
فيها إذا بتها ومنها / دائما إجمادُها
وبها لدى التحمير زال / بياضها وسوادُها
أو ما ترى الحمى التي / عاد المريض عدادُها
زادت فزاد مياهها / مَتحاً وبان فسادُها
ولذاك رفق قوامها / لما هدا إيقادُها
وعلى اعتدال الحر حاد / رسوبها ورمادُها
طبقات نارك لا تلّهب / ها ولا إجمادُها
ولها على التدريج فض / ل زيادة تردادُها
فيصير للاجلاد من / هادُ ربَة تعتادُها
إن لم تعوَّد زايلت / أرواحَها أجسادُها
وإلى قرارتها يكو / ن لدى السبوك معادُها
والماء من أعدائها / وبه يطيب رمادُها
ورموزنا فيها يطو / ل لطولها تعدادها
الأرض أمٌ برةٌ
الأرض أمٌ برةٌ / فيها طبائع أربع
فيها العقاقيرُ التي / صارت تضرّ وتنفعُ
ومنابع القطران وال / كبريت منها تنبعُ
لما أصابت وجهها / شمسٌ تلوح وتسفعُ
كُرِيَت وأصلحها ميا / ه طاب منها المكرعُ
كلّ النبات بمائها / يروى ومنها يشبعُ
وغرائب النبت الخبي / ثة عن ثراها تنزع
إن زاد فيها اللطف فال / حيوان منها يطبعُ
وأداتنا هي لطفها / فالنطق فيها يودع
صلحت لحمل نفوسنا / فالنور منها يسطعُ
قد حلّ فيها قوة / أضحت تقول وتسمع
وهي المقر لسرنا ال / مكتوم والمستودعُ
فإذا صغت لك فضه / فالتبر فيها يزرعُ
والعقد منها محكم / والصبغ فيها مشبعُ
إنّ الهواء به الحيا
إنّ الهواء به الحيا / ة وشأنه شأن عجيب
يخفى ويظهر فعله / فبعيده دان قريب
لا لون فيه وكله / لون إذا نظر الأريب
يرث الحرارة والرطو / بة لا يحسّ له ضريب
منه تجسد ماؤنا / وتروح الأرض الصليب
والنار جارتها على ال / تحقيق وهو لها قريب
وبحرّه وعفونة / في طبعه ظهر الديب
وبلطفه عذب الجَنا / ة وأنضرَ الغصن الرطيب
سبحان خالقنا الذي / في صنعه حار اللبيب
الصلب يخلط بالرطوبة مدة
الصلب يخلط بالرطوبة مدة / فيصير رطباً سائلاً طيارا
والرطب يخلط بالصلابة مدة / فيصير صلباً يشبه الأحجارا
والصبغ روح بالحصان تولدت / وتعودت وسط الجحيم قرارا
والروح في التركيب غاضت فاغتدت / أجساده روحاً يروم مطارا
وبهذه الأجساد لما جن في ال / أجساد قد صار الثخين نضارا
فإذا البخارات ارتقت في رأسها / عكست لتنزل لا تطيق قرارا
كالأرض عفّنها المياه وصعّدت / منها السخونة في الهواء بخارا
حتى إذا بلغ البخارات المدى / نزلت وصارت ديمة مدرارا
وتغلغلت في الأرض وهي جدية / فاستخرجت من قعرها الأزهارا
فلذاك وسعنا الأداة وهكذا / تبني العوالم مركزا وقرارا
فافطن لحكمتنا التي ضربت لها ال / أمثال واستنبط بها الأسرارا
واستبقِ بالكتمان ملكك إنه ال / الملك الذي قد أوتي الأبرارا
وذوات أجساد نكهن ضعائف
وذوات أجساد نكهن ضعائف / أجيادها حامت على أوراقها
غذينها بالنار إلى أن / أدينا رماتها بفراقها
وأرادت النيران إحراق التي / بقيت فلم تقدر على إحراقها
حتى إذا عجزت عن استخراج / نفسها ولا ثبات لاستغراقها
أحرقنها بالنا حتى عودت / مما طيور الجو من أطراقها
ورددن في أجسادها أرواحها / بعد البلى فسرين في أعراقها
وبقين أجساداً خوالد بعدما / بليت رمائهن في أطباقها
خلدت فلا نار على إحراقها / قدرت ولا ماء على إغراقها
فافطن لسر الله فيك فإنه / لذوي النهى كالشمس في إشراقها
والسر فيك وأنت تجهله كما / جهل الحمائم ما على أعناقها
أعشابنا بالماء أخرج صبغها
أعشابنا بالماء أخرج صبغها / حاطت به زمناً وأنعم طبخُها
ونحاسنا دامت ظلال سواده / دهراً فأحكم بالأوابق سلخُها
والروح وهي عقارنا إن صادفت / مزجاً من الأجساد أنجب مرخُها
والبيض يحصن مدة معلومة / فيحول ما فيها ويخرج فرخُها
إنّ الألى ضربوا لنا مثلاً
إنّ الألى ضربوا لنا مثلاً / في البيض قالوا الحق في المثلِ
جعلوه من تدبيرهم وسطاً / والبدء محذوفا من العمل
حضنوه أياما لها عددٌ / جمٌّ بلا سأم ولا مللِ
واستخرجوا منها فراخهمُ / ألوانها شتى على مهل
فيهن طاووسية نجت / حلل الغراب ودكنة الحجل
ماءٌ ومحٌ صار قشرُهما / كنفاً وواقية من الخلل
مثل ضربناه فَضًلَّ به ال / جهّالٌ أهل النوك والخبلِ
قد جاءنا في حكمة مكنونة
قد جاءنا في حكمة مكنونة / كتمانها لذوي النهى إفصاح
والشمس قائمة بأول بابها / مكشوفة لشعاعها أوضاح
وشعاعها القلاّب لا ظل له / ملك الملوك ورأسها الجحجاح
والبدر ذو القرنين يلمع نوره / ملآن وهو الأزهر الوضاحُ
فطن احمرارا في البياض كأنه / شفق يلوح وراءه إصباحُ
ويليه هرمس وهو مصدوع الصدا / المدفون فيه وبرقه اللماحُ
والسدرة الخضراء أروى عرقها / مصى الندى وبه ارتوى الملتاح
والزهرة الزهراء خارج بابها / ولها بأثناء الرموز صياحُ
في باطن الألوان وهي خفية / وبها تتجسد الأرواح
عذراء يحبلها بنفخة روحه / ملك تقوم بنفخه الأشباح
وكذاك أخبل بالدخان إذا ارتقى / فحل يتمّ بزرعه الإلقاح
وإليَّ تحتاج الطبائع كلها / حتى يتمّ ومني الإصلاح
طبعي البرودة واليبوسة ولّدت / مني الهموم ومني الأفراحُ
أسقي وأكربُ ثم أزرعُ مثلما / يعني بأرض زروعه الفلاحُ
وحصيد زرعي مثل بذري خارج / عني وفيَّ أمانة وصلاحُ
وليَ الزجاجة وهي سر غامض / والزيت والمشكاة والمصباح
رمادنا في قبة مرفوعة
رمادنا في قبة مرفوعة / سحر العيون برمزه المقلوبِ
رفع النفوس إلى الهواء وعادت ال / أجساد بين بلىً وبين رسوب
أما الرسوب فغير منتفع به / والمنتهى فنهاية المطلوبِ
فاصعد إلى الفلك المحيط فعنده / فَكُّ الأسير وفرجةُ المكروبِ
أرض لنا أنبت ذهبا
أرض لنا أنبت ذهبا / في رغوة يدعونها لهبا
صعدت بأجنحة المليكة نح / و الجو تبغي عنده أربا
حتى إذا بلغت نهايتها / عادت تحاول في الثرى سربا
كبريتة من أرضنا خرجت / صبغ اللجين بشمسها ذهبا
يسقي بها التنينُ جوعتَه / وهي التي يدعونها ذهبا
قد قلت للتلميذ أذهله
قد قلت للتلميذ أذهله / عما سواه مراسه الأرقا
أطفيء سخونة حرّنا بندى / أو ما ترى المريخ محترقا
بالمشتري برّده فهو له / نعم البرود إذا هما اعتنقا
وهو الحديدُ الكيرُ أحرقه / في معدن التسخين فاحترقا
مزج الرصاص به فأصلحه / وكساه لوناً منه مؤتلقا
ضدان لما طال مكثهما / في الحبس لانا فيه واتفقا
فافتح برفقٍ بابَ حكمتنا / واصبر فإنَّ لبابنا غَلَقا
واكشف غطاءك حين يبرد ما / في جوفه وتجنّبِ الحرقا
فالزئبق الفرّار تصحبه / أرواح أجساد إذا أَبِقا
والروح إن خرجت فلا عوض / عنها فإنَّ الجسم قد رهقا
يدعونها ذهباً لحمرتها / وبياضها يدعونها ورقا
لما وجدنا الأمر مختصرا / سهلاً سددنا دونه الطرقا
أنعم إذابة ما سكبت فإنه
أنعم إذابة ما سكبت فإنه / للصبغ أقبل وهو فيه أغوص
زرنيخنا يطفو ذرواً ميتاً / ويغوص حين يذاب وهو مرصّصُ
والسمّ والترياق في تركيبنا / متجاذبان فمهلك ومخلّصُ
وإذا تشخّص غيره بغرائب / فيه فذاك بذاته يتشخّصُ
فعليك بالكتب القديمة إنها / منها نهذّب سرنا ونلخّصُ
لا تقدمن على إزالة لفظة / فيهن عن معنى به يتخصّصُ
بدموعنا غسلت بقايا ذنبنا
بدموعنا غسلت بقايا ذنبنا / والنار تأكل ظلها وظلامها
وإذا السعير على النفوس تسلطت / لعقابها إذ زودت آثامها
لطف الرؤوف بها فأحرق ذنبها / عنها وصان بلطفه أجسامها
فلو آنّ أرواحا سواها رمن أن / يدخلن فيها ما أطعن قيامها
قالوا النحاس مثاله بشر
قالوا النحاس مثاله بشر / نفس وروح حية وجسد
وأراد تدبير الدواء على / هذا المثال الحق كل أحد
وتبلّدوا فيها وما عرفوا / كيف الطريق والطريق جدد
جمعوا الغرائب من طبائعهم / بالدفن أو بالسحق تسحق يد
حتى إذا سبكوا دواءهم / طرحوا عليه دواءهم ففسد
لا منه صبغ أمّلوه ولا / فيه على نار السبوك جلد
ولو أنهم جمعوا الغرائب في ال / تدبير انجح طالب ووجد
أو ما رأوا حكماءنا جمعوا / بين الغرائب نسبة وولد
جعلوا أسافلها أعاليها / حتى ترقّى هابط وصعد
وتَرَوَّحَ الجسد الغليظ بمي / قات وتمت للمزاج مدد
وتَجَسَّدَ الروح اللطيف به / ذا حَلَّ مالاقى وذاك عقد
حتى إذا تجت إناثهُم / في البحر قام جنينها وقعد
ومضى عليها مدة فنشا / من ذلك التزويج خير ولد
اخلط بمائك صمغنا فهما
اخلط بمائك صمغنا فهما / رطبان يلتزقان في العملِ
فإذا هما اتحدا نظرت إلى / جسد صحيح الوزن معتدلِ
أجمده بالأجساد فهو بها / يقوى وفيه السر بالثقلِ
والصمغ يجمع ذات بينهما / حتى تفوز بغاية الأملِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025