المجموع : 106
أما الوفاءُ فقد ضَمِنْتُ نِجَازَهُ
أما الوفاءُ فقد ضَمِنْتُ نِجَازَهُ / ولمحتُ نَورَ النُجْحِ في أغصانِهِ
وكذا ضمِنْتُ الشكرَ منه تكلُّفَاً / حقٌّ عليه لمن يفِي بضَمانِهِ
لقياكَ من غِيَرِ الزمانِ أمَانُ
لقياكَ من غِيَرِ الزمانِ أمَانُ / من أينَ يعرفُ جارَك الحدثانُ
إنّ الأُلَى طلبُوا مداكَ تأخَّرُوا / عن غايةٍ فيها السباقُ رِهَانُ
أقدمتَ إقدامَ المُدِلِّ ببأسِهِ / وتناكصُوا إنَّ اللئيمَ جَبَانُ
وفطِنتَ للعلياءِ حين تحيَّرتْ / فيها العقولُ وضلَّتِ الأذهانُ
تاجَرْتَهُم فربِحتَ أثمانَ العُلَى / إنّ المحامدَ للعُلَى أثمانُ
وجعلتَ عُنْوانَ السماحِ طلاقةً / وكذا لكلِّ صحيفةٍ عُنوانُ
قالوا وقد لمحوكَ فوقَ عيونِهمْ / ما هكذا تتفاوتُ الفِتيانُ
من معشرِ راضُوا الخطُوبَ ومارسوا ال / دنيا ودِينوا في الزمانِ ودانُوا
وتقيَّلتْ أبناؤُهم أسلافَهمْ / فتشابَه الأعراقُ والأغصانُ
أصلحتَ لي زمني ورُضتَ صعابَهُ / والناسُ ناسٌ والزمانُ زمانُ
وكفلتَ لي بالنُّجْحِ منذ وعدتَني / وكذاكَ ميعادُ الكريمِ ضَمانُ
وكفيتَني منَّ اللئيمِ بجاهِه / إنَّ اللئيمَ بجاهِه منَّانُ
وأريت حظّي أين مطرَحُ رحلِهِ / فأناخَ لي وتحوَّلَ الحِرْمانُ
من حيثُ جادَ المعتفي فجَداؤهُ / وجهٌ أغرُّ وراحةٌ هتَّانُ
وخلائقٌ طُبِعتْ على شكل الهدى / بيضُ الوجوهِ نواصعٌ غُرَّانُ
هي حاجةٌ بِكرٌ قضيت وراءَها / أخرى على طَرفِ النجاحِ عَوانُ
لمعُ المكارمِ والثناءِ تقارنَا / فيها كما ضَمَّ السُّعودَ قِرانُ
فَصِلِ الأوائلَ بالأواخرِ إنَّها ال / أرواحُ قد قامت بها الأبدانُ
واربَأْ بعُرفِكَ من شريكٍ يدَّعي / فيه النصيبَ وما له بُرهانُ
إن يُنْتَجِ النُعمَى سواك فإنَّه / بجميلِ فعلِك لُقِّحَ الإحسانُ
أوْ أُسقَ سجْلاً من نداهُ فإنّما / من عندك الأوزامُ والأشطانُ
نغدُو إليكَ إِذا اعترتْنَا حاجةٌ
نغدُو إليكَ إِذا اعترتْنَا حاجةٌ / ونصُدُّ عنكَ إِذا توسَّمْنَا الغِنَى
فإِذا انقطعنا كان حلمُكَ نائِباً / وإِذا حضَرنا كان عطفُكَ لَيِّنَا
ترعَى لمن غابَ الذمامَ مجاملاً / وتُنيلُ من حضَر الرغائبَ مُحسنا
خفقُ الطبولِ وزمرةُ النّدمانِ
خفقُ الطبولِ وزمرةُ النّدمانِ / وهتوفُ أطيارٍ وعزفُ قِيانِ
وتسَحُّبُ الأَذيالِ في طَرَبِ الصِّبَا / وخلاعةٌ في طاعةِ الشيطانِ
وتهتُّكٌ وترفرفٌ وتماجُنٌ / ورقى مخادَعةٍ على الغزلانِ
وعرائسُ الأقداحِ تُجْلَى في الدُّجَى / في جيدهنَّ مخانقُ المرجانِ
والصبحُ في كأسِ الظلام مرقرقٌ / وتنفُّسُ الريح العليلةِ واني
أشهَى إِلى قلبي وألطفُ موقعاً / من أن أُلمَّ بملتقَى الأقرانِ
والآن أغرقُ في النعيم وأجتنِي / ثمرَ السرور ومجتناهُ داني
خيرٌ وأحسنُ من مقارعةِ العِدَى / ومن التَّشَحُّطِ في دمِ الفُرسَانِ
ومساحبُ الزقِّ اللجوجِ على الثَّرى / أحرى بنا من مسحبِ الفتيانِ
وألذُّ من عَلَقٍ يَدُرُّ وشخبُه / ثرٌّ عُقارٌ ذاتُها متفاني
وأحبُّ من طعنِ الوريدِ وشكِّه / شكِّي بمبزالٍ وريد دِنَانِ
وألذُّ من رشقِ النِبَالِ لدَى الوغَى / رَمْيِي بتفاحٍ نحورَ غَواني
كم بينَ طرَّةِ شادنِ قد صُفِّفَتْ / وتَصفُّفِ الأقرانِ يومَ طِعَانِ
هل قيسَ أوتارُ المزاهرِ غرَّدت / بالمنجنيق تُشدُّ بالأرسانِ
وقِرانُ مضرابٍ وزيرٍ ناطقٍ / بقرانِ لَأْمَةِ فارسٍ وسنانِ
وعناقُ حوراءِ المدامعِ غضَّةٍ / بعناقِ مقدامٍ من الشُجعانِ
وطرادُ ميَّاسِ القوام مُهفهفٍ / بطرادِ خطَّارِ السنانِ هِجانِ
ورفيفُ أجنحةِ السرور تحُثُّها / برفيفِ أسرابٍ من العقبانِ
وقضيبُ ريحان يَهُزُّ قوامَه / طَرَباً بهزِّ أسنَّةِ المُرَّانِ
إنّي أميلُ إِلى قسيِّ حواجبٍ / عن عطفِ كلِّ حنيَّةٍ مرنانِ
وأحبُّ أجفانَ الحِسانِ ومحتَوى / قلبي الْتِمَاعُ ودائعِ الأجفانِ
أرقالُ أقداحٍ وأرمالُ الغِنى / أشهى من الإرقالِ والذَّملانِ
وإِذا شِرِبْتُ من المعتَّقِ أربعاً / أعرضت عن ذِكْرِ النجيعِ القاني
وإِذا ظفرتُ من المَنى برغائبي / فيها فقحطانٌ على عدنانِ
أأخافُ أحداثَ الزمان وإنَّما / سيفي وكنزي مُهجتي وبناني
وإِذا افتكرتُ أضاء فكريَ إنَّما / عُسْرُ الزمانِ ويُسْرُهُ سِيَّانِ
والمرءُ همَّته غناهُ وفقرُهُ / وبقدرِها يحظَى من الأزمانِ
وبجدِّهِ يوري الزنادَ وكدِّهِ / يُكبي إِذا ما كان غيرَ مُعانِ
وغُبارُ أحداثِ الخُطوبِ بلمتِي / وسهامُها في جُنَّتِي وجَناني
يُنْبِي ويصدعُ لي بحقٍّ أنّني / فردٌ كنجمِ الصبحِ قرنُ زماني
لا تُنكري يا سَلْمَ لينيَ ربَّما / يعتاقُ عيرٌ هَمَّ بالنَّزَوانِ
أعلقتني ظَنَّ الظنينِ وإنِّما / بعد التكافُحِ يعرفُ السيغانِ
قد يشبهُ الماءَ السرابَ ويستوي / بَرَدٌ ودُرّ العِقدِ عند عيانِ
جسمي طليقٌ غيرَ أنَّ عزِيمتي / مغلولةٌ قَهراً وقلبي عاني
وإِذا التفتُّ إِلى وِدَادِكَ لم أُبِلْ / بسهامِ صرفِ الدهرِ كيف رماني
أنت الذي طابتْ مغارسُ مجدِه / حتى تقاصَرَ دونَهُ الثَّقَلانِ
أجررتَ ألسنةَ العدوِّ بفيصلٍ / ماضِي الغِرارِ إِذا نطقتَ يماني
وشققتَ شأوَ الحاسدينَ ففي المدَى / تجري وهُمْ نُظَّارةُ الميدانِ
متلثّمينَ بنقعِ شأوكَ وُقَّفاً / عُقلوا بقيدَيْ حَيْرةٍ وحِرانِ
أنّى يناقِلُكَ العلاءَ مفاخِرٌ / ولقد عنَا لعلائِك القَمرانِ
لله درُّ الفضلِ حلَّى جيدَهُ / إِذا زارَ ربعَكَ ضارباً بجرَانِ
قد زُفَّ منك إِلى الكَفِيِّ وإنّه / لأعَزُّ زَوْرٍ في أعزِّ مكانِ
وإِذا أجلتَ يديكَ فوقَ مهارقٍ / فهُناك مسقطُ لؤلؤٍ وجُمانِ
وإِذا نطقتَ بمحفِلٍ متحدّثاً / فهناك أَنْبَأُ من شَباةِ سِنانِ
من كان أخطأهُ الزمانُ بكيدِهِ
من كان أخطأهُ الزمانُ بكيدِهِ / فلديَّ من كيدِ الزمان فريُّهُ
وردَ البشيرُ بقرب من أحببتُهُ / حتى إِذا استبشرتُ جاءَ نعيُّهُ
ما حالُ مفجوعٍ بمنيةِ نفسِه / قد بانَ عنهُ شقيقُهُ وصفيُّهُ
أألذُّ طعمَ العيشِ بعدَ فراقهِ / إنّي إِذاً قاسي الفؤادِ خليُّهُ
ولربما كانَ الحياةُ عقوبةً / حتى يعذَّبَ بالبقاءِ شقيُّهُ
بالنار صنعتها وفيها
بالنار صنعتها وفيها / سرها وولادّها
إصلاحها منها ومنها / دائماً إفسادها
فيها إذا بتها ومنها / دائما إجمادُها
وبها لدى التحمير زال / بياضها وسوادُها
أو ما ترى الحمى التي / عاد المريض عدادُها
زادت فزاد مياهها / مَتحاً وبان فسادُها
ولذاك رفق قوامها / لما هدا إيقادُها
وعلى اعتدال الحر حاد / رسوبها ورمادُها
طبقات نارك لا تلّهب / ها ولا إجمادُها
ولها على التدريج فض / ل زيادة تردادُها
فيصير للاجلاد من / هادُ ربَة تعتادُها
إن لم تعوَّد زايلت / أرواحَها أجسادُها
وإلى قرارتها يكو / ن لدى السبوك معادُها
والماء من أعدائها / وبه يطيب رمادُها
ورموزنا فيها يطو / ل لطولها تعدادها
الأرض أمٌ برةٌ
الأرض أمٌ برةٌ / فيها طبائع أربع
فيها العقاقيرُ التي / صارت تضرّ وتنفعُ
ومنابع القطران وال / كبريت منها تنبعُ
لما أصابت وجهها / شمسٌ تلوح وتسفعُ
كُرِيَت وأصلحها ميا / ه طاب منها المكرعُ
كلّ النبات بمائها / يروى ومنها يشبعُ
وغرائب النبت الخبي / ثة عن ثراها تنزع
إن زاد فيها اللطف فال / حيوان منها يطبعُ
وأداتنا هي لطفها / فالنطق فيها يودع
صلحت لحمل نفوسنا / فالنور منها يسطعُ
قد حلّ فيها قوة / أضحت تقول وتسمع
وهي المقر لسرنا ال / مكتوم والمستودعُ
فإذا صغت لك فضه / فالتبر فيها يزرعُ
والعقد منها محكم / والصبغ فيها مشبعُ
إنّ الهواء به الحيا
إنّ الهواء به الحيا / ة وشأنه شأن عجيب
يخفى ويظهر فعله / فبعيده دان قريب
لا لون فيه وكله / لون إذا نظر الأريب
يرث الحرارة والرطو / بة لا يحسّ له ضريب
منه تجسد ماؤنا / وتروح الأرض الصليب
والنار جارتها على ال / تحقيق وهو لها قريب
وبحرّه وعفونة / في طبعه ظهر الديب
وبلطفه عذب الجَنا / ة وأنضرَ الغصن الرطيب
سبحان خالقنا الذي / في صنعه حار اللبيب
الصلب يخلط بالرطوبة مدة
الصلب يخلط بالرطوبة مدة / فيصير رطباً سائلاً طيارا
والرطب يخلط بالصلابة مدة / فيصير صلباً يشبه الأحجارا
والصبغ روح بالحصان تولدت / وتعودت وسط الجحيم قرارا
والروح في التركيب غاضت فاغتدت / أجساده روحاً يروم مطارا
وبهذه الأجساد لما جن في ال / أجساد قد صار الثخين نضارا
فإذا البخارات ارتقت في رأسها / عكست لتنزل لا تطيق قرارا
كالأرض عفّنها المياه وصعّدت / منها السخونة في الهواء بخارا
حتى إذا بلغ البخارات المدى / نزلت وصارت ديمة مدرارا
وتغلغلت في الأرض وهي جدية / فاستخرجت من قعرها الأزهارا
فلذاك وسعنا الأداة وهكذا / تبني العوالم مركزا وقرارا
فافطن لحكمتنا التي ضربت لها ال / أمثال واستنبط بها الأسرارا
واستبقِ بالكتمان ملكك إنه ال / الملك الذي قد أوتي الأبرارا
وذوات أجساد نكهن ضعائف
وذوات أجساد نكهن ضعائف / أجيادها حامت على أوراقها
غذينها بالنار إلى أن / أدينا رماتها بفراقها
وأرادت النيران إحراق التي / بقيت فلم تقدر على إحراقها
حتى إذا عجزت عن استخراج / نفسها ولا ثبات لاستغراقها
أحرقنها بالنا حتى عودت / مما طيور الجو من أطراقها
ورددن في أجسادها أرواحها / بعد البلى فسرين في أعراقها
وبقين أجساداً خوالد بعدما / بليت رمائهن في أطباقها
خلدت فلا نار على إحراقها / قدرت ولا ماء على إغراقها
فافطن لسر الله فيك فإنه / لذوي النهى كالشمس في إشراقها
والسر فيك وأنت تجهله كما / جهل الحمائم ما على أعناقها
أعشابنا بالماء أخرج صبغها
أعشابنا بالماء أخرج صبغها / حاطت به زمناً وأنعم طبخُها
ونحاسنا دامت ظلال سواده / دهراً فأحكم بالأوابق سلخُها
والروح وهي عقارنا إن صادفت / مزجاً من الأجساد أنجب مرخُها
والبيض يحصن مدة معلومة / فيحول ما فيها ويخرج فرخُها
إنّ الألى ضربوا لنا مثلاً
إنّ الألى ضربوا لنا مثلاً / في البيض قالوا الحق في المثلِ
جعلوه من تدبيرهم وسطاً / والبدء محذوفا من العمل
حضنوه أياما لها عددٌ / جمٌّ بلا سأم ولا مللِ
واستخرجوا منها فراخهمُ / ألوانها شتى على مهل
فيهن طاووسية نجت / حلل الغراب ودكنة الحجل
ماءٌ ومحٌ صار قشرُهما / كنفاً وواقية من الخلل
مثل ضربناه فَضًلَّ به ال / جهّالٌ أهل النوك والخبلِ
قد جاءنا في حكمة مكنونة
قد جاءنا في حكمة مكنونة / كتمانها لذوي النهى إفصاح
والشمس قائمة بأول بابها / مكشوفة لشعاعها أوضاح
وشعاعها القلاّب لا ظل له / ملك الملوك ورأسها الجحجاح
والبدر ذو القرنين يلمع نوره / ملآن وهو الأزهر الوضاحُ
فطن احمرارا في البياض كأنه / شفق يلوح وراءه إصباحُ
ويليه هرمس وهو مصدوع الصدا / المدفون فيه وبرقه اللماحُ
والسدرة الخضراء أروى عرقها / مصى الندى وبه ارتوى الملتاح
والزهرة الزهراء خارج بابها / ولها بأثناء الرموز صياحُ
في باطن الألوان وهي خفية / وبها تتجسد الأرواح
عذراء يحبلها بنفخة روحه / ملك تقوم بنفخه الأشباح
وكذاك أخبل بالدخان إذا ارتقى / فحل يتمّ بزرعه الإلقاح
وإليَّ تحتاج الطبائع كلها / حتى يتمّ ومني الإصلاح
طبعي البرودة واليبوسة ولّدت / مني الهموم ومني الأفراحُ
أسقي وأكربُ ثم أزرعُ مثلما / يعني بأرض زروعه الفلاحُ
وحصيد زرعي مثل بذري خارج / عني وفيَّ أمانة وصلاحُ
وليَ الزجاجة وهي سر غامض / والزيت والمشكاة والمصباح
رمادنا في قبة مرفوعة
رمادنا في قبة مرفوعة / سحر العيون برمزه المقلوبِ
رفع النفوس إلى الهواء وعادت ال / أجساد بين بلىً وبين رسوب
أما الرسوب فغير منتفع به / والمنتهى فنهاية المطلوبِ
فاصعد إلى الفلك المحيط فعنده / فَكُّ الأسير وفرجةُ المكروبِ
أرض لنا أنبت ذهبا
أرض لنا أنبت ذهبا / في رغوة يدعونها لهبا
صعدت بأجنحة المليكة نح / و الجو تبغي عنده أربا
حتى إذا بلغت نهايتها / عادت تحاول في الثرى سربا
كبريتة من أرضنا خرجت / صبغ اللجين بشمسها ذهبا
يسقي بها التنينُ جوعتَه / وهي التي يدعونها ذهبا
قد قلت للتلميذ أذهله
قد قلت للتلميذ أذهله / عما سواه مراسه الأرقا
أطفيء سخونة حرّنا بندى / أو ما ترى المريخ محترقا
بالمشتري برّده فهو له / نعم البرود إذا هما اعتنقا
وهو الحديدُ الكيرُ أحرقه / في معدن التسخين فاحترقا
مزج الرصاص به فأصلحه / وكساه لوناً منه مؤتلقا
ضدان لما طال مكثهما / في الحبس لانا فيه واتفقا
فافتح برفقٍ بابَ حكمتنا / واصبر فإنَّ لبابنا غَلَقا
واكشف غطاءك حين يبرد ما / في جوفه وتجنّبِ الحرقا
فالزئبق الفرّار تصحبه / أرواح أجساد إذا أَبِقا
والروح إن خرجت فلا عوض / عنها فإنَّ الجسم قد رهقا
يدعونها ذهباً لحمرتها / وبياضها يدعونها ورقا
لما وجدنا الأمر مختصرا / سهلاً سددنا دونه الطرقا
أنعم إذابة ما سكبت فإنه
أنعم إذابة ما سكبت فإنه / للصبغ أقبل وهو فيه أغوص
زرنيخنا يطفو ذرواً ميتاً / ويغوص حين يذاب وهو مرصّصُ
والسمّ والترياق في تركيبنا / متجاذبان فمهلك ومخلّصُ
وإذا تشخّص غيره بغرائب / فيه فذاك بذاته يتشخّصُ
فعليك بالكتب القديمة إنها / منها نهذّب سرنا ونلخّصُ
لا تقدمن على إزالة لفظة / فيهن عن معنى به يتخصّصُ
بدموعنا غسلت بقايا ذنبنا
بدموعنا غسلت بقايا ذنبنا / والنار تأكل ظلها وظلامها
وإذا السعير على النفوس تسلطت / لعقابها إذ زودت آثامها
لطف الرؤوف بها فأحرق ذنبها / عنها وصان بلطفه أجسامها
فلو آنّ أرواحا سواها رمن أن / يدخلن فيها ما أطعن قيامها
قالوا النحاس مثاله بشر
قالوا النحاس مثاله بشر / نفس وروح حية وجسد
وأراد تدبير الدواء على / هذا المثال الحق كل أحد
وتبلّدوا فيها وما عرفوا / كيف الطريق والطريق جدد
جمعوا الغرائب من طبائعهم / بالدفن أو بالسحق تسحق يد
حتى إذا سبكوا دواءهم / طرحوا عليه دواءهم ففسد
لا منه صبغ أمّلوه ولا / فيه على نار السبوك جلد
ولو أنهم جمعوا الغرائب في ال / تدبير انجح طالب ووجد
أو ما رأوا حكماءنا جمعوا / بين الغرائب نسبة وولد
جعلوا أسافلها أعاليها / حتى ترقّى هابط وصعد
وتَرَوَّحَ الجسد الغليظ بمي / قات وتمت للمزاج مدد
وتَجَسَّدَ الروح اللطيف به / ذا حَلَّ مالاقى وذاك عقد
حتى إذا تجت إناثهُم / في البحر قام جنينها وقعد
ومضى عليها مدة فنشا / من ذلك التزويج خير ولد
اخلط بمائك صمغنا فهما
اخلط بمائك صمغنا فهما / رطبان يلتزقان في العملِ
فإذا هما اتحدا نظرت إلى / جسد صحيح الوزن معتدلِ
أجمده بالأجساد فهو بها / يقوى وفيه السر بالثقلِ
والصمغ يجمع ذات بينهما / حتى تفوز بغاية الأملِ