المجموع : 102
يا ناحِلَ الأجزاءِ من طولِ الضَّنى
يا ناحِلَ الأجزاءِ من طولِ الضَّنى / ومتيمَّ الأحشاءِ من حرِّ الهَوى
وموكلاً بالحزنِ آنسَ طرفَهُ / أنسُ الدُّموعِ بهِ وأوحشَهُ الكَرَى
ظفِرَ الغليلُ بقلبهِ فأذابهُ / حُزناً وألبسَ جسمَهُ ثوبَ البلى
وليذهَبنَّ زفيرهُ بعزائهِ / بالشوقِ حتَّى لا يُحسّ ولا يرَى
الخَلقُ تَحسدُني عليهِ
الخَلقُ تَحسدُني عليهِ / أو كيفَ آمنهُم عليهِ
يَبدو فتفضَحُهم عُيو / نُهُمُ إذا نَظروا إليهِ
كَم من أسيرٍ في الأنا / مِ لمُقلتيهِ ووَجنَتيهِ
إن كانَ أصبحَ في يدي / يَ فإنَّ قلبي في يَديهِ
هَبني أسأت وكانَ ذَن
هَبني أسأت وكانَ ذَن / بي مثل ذَنبِ أبي لَهَب
فأنا أتوبُ كما أسأ / تُ وكم أسأتَ ولم تَتُب
يا من يَلومُ لقد أسأ
يا من يَلومُ لقد أسأ / تَ إلى مُحبٍّ لُمتَهُ
لو كنتَ تعلمُ ما يُقا / سِي قلبُهُ لرحمتَهُ
أو لو رَثيتَ سألتَهُ / عَمَّا بهِ فَعلمتَهُ
حتَّى تقول لمن أسا / ءَ إليهِ لم أسقمتَهُ
أسقمتَهُ وَبليتَهُ / ما كانَ لو داويتَهُ
بِفتورِ سطوةِ مُقلتيكا
بِفتورِ سطوةِ مُقلتيكا / وضياءِ زَهرةِ وَجنَتيكا
وَبهاءِ وجهكَ والذي / بَذَلَ القلوبَ لناظِريكا
إلا رثيتَ لمقلتينِ / اعتلتا شوقاً إليكا
فبكاءُ طَرفِهما الذي / أفنَى دُموعَهما عَلَيكا
يا قلبُ أينَ دَواؤكا
يا قلبُ أينَ دَواؤكا / فلَقد تَطاوَلَ داؤكا
دامَ السقامُ بِهَجرِ من / يَهوى وَعزَّ شِفاؤكا
يا مَن هويتُ بذلتني / للموتِ طالَ بقاؤكا
إن كانَ يأسٌ منكَ في / قلبي ففيهِ رَجاؤكا
لبيكَ هَذا القلبُ بين يَديكا
لبيكَ هَذا القلبُ بين يَديكا / مُتشفِّعاً بكَ في الوصالِ إليكا
تبكي عليهِ عينُهُ بدموعِها / من فضلِ ما يبكي بهنَّ عليكا
إن الفؤادَ وما يليهِ مدنَفٌ / وشفاؤُهُ مِما به بيَديكا
جُد بالوصالِ فإنني لك وامِقٌ / فالبُرءُ والأسقامُ طَوعُ يَدَيكا
غلبَ العزاءُ فبحتُ بالكتمانِ
غلبَ العزاءُ فبحتُ بالكتمانِ / عجزاً عن الزَّفراتِ والأحزانِ
أسرَرتُ حتَّى ضاقَ ذَرعي بالهَوى / وبَكيتُ حتَّى كلَّتِ العينانِ
واستَنطقَ السقمُ الطَّويلُ جَوارِحي / فَتكلَّمَت وَشكَت بغيرِ لسانِ
وَلطالما كَتمت عليَّ فَصرَّحت / بِسَرائرٍ من دَمعِها الإعلانِ
إن لَم يَكُن لك رَحمةٌ فَحياءُ
إن لَم يَكُن لك رَحمةٌ فَحياءُ / إن لم تكن لك نِيةٌ فدَناءُ
دَعني أقيم عَلى رَجائكَ في الهَوى / فأقلُّ ما لي في هواكَ رَجاءُ
يا موردي سُقماً بأوّلِ نظرةٍ / في نظرةٍ أخرى إليكَ شِفاءُ
فلئن صححتَ لقد سَقِمتُ من الهَوى / ولئِن رَويتَ فلي إليكَ ظِماءُ
أينَ الفِرارُ وحبُّ من هو قاتِلي
أينَ الفِرارُ وحبُّ من هو قاتِلي / أدنى إليَّ من الوَريدِ الأقربِ
إني لأعملُ فِكرتي في سلوتي / عنه فيظهرُ فيَّ ذُلّ المُذنبِ
عيني أكنتُ عليكِ مُدعياً
عيني أكنتُ عليكِ مُدعياً / أم حينَ أزمعَ بينهم خُنتِ
إن كنتِ فيما قلتِ صادقةً / فعلى فراقهِم ألا بنتِ
اللَهُ يعلمُ أنَّني كَمِدُ
اللَهُ يعلمُ أنَّني كَمِدُ / لا أستَطيعُ أبثُّ ما أجِدُ
رَوحانِ لي روحٌ تضمَّنها / بلدٌ وأخرى حازَها بلدُ
وأرَى المقيمةَ ليسَ ينفعُها / صبرٌ ولا يَقوى لها جلَدُ
وأظنُّ غائِبتي كشَاهِدَتي / فكأنَّها تجدُ الذي أجِدُ
ظَعَنَ الغريبُ لغيبةِ الأبدِ
ظَعَنَ الغريبُ لغيبةِ الأبدِ / حيَّ المخافةِ نائيَ البَلَد
حَيران يُؤنسُهُ ويكلؤُهُ / يومٌ توعَّدَهُ بشَرِّ غدِ
سَنَح الغُرابُ له بأنكرِ ما / تَغدو النُّحوسُ بهِ على أحدِ
وابتاعَ أشأمَهُ بأيمنهِ / الجَدُّ العثورُ له يداً بِيدِ
حتَّى ينيخَ بأرض مهلَكةٍ / في حيثُ لم يُولَد ولم يَلدِ
جَزعت حليلتُهُ عليهِ فما / تخلو من الزفراتِ والكَمَدِ
نَزلَ الزَّمانُ بها فأهلكَها / منهُ وأهدى اليُتمَ للولدِ
ظَفِرَت بهِ الأيَّامُ فانحَسَرت / عنهُ بفاقرةٍ ولم تَكدِ
فتركنَ منهُ بعدِ طيتهِ / مثل الذي أبقين من لُبَدِ
هَبكَ الخليفةَ حينَ يَر
هَبكَ الخليفةَ حينَ يَر / كَبُ في مواكِبهِ وجندِه
أو هَبكَ كنتَ وزيرَهُ / أو هَبكَ كنتَ وليَّ عهدِه
هل كنتَ تقدرُ أن تَزي / دَ المُبتلى بكَ فوقَ جُهدِه
قدُّ القَضيبِ حَكى رشاقةَ قدّهِ
قدُّ القَضيبِ حَكى رشاقةَ قدّهِ / والوردُ يحسدُ وَردَهُ في خَدِّهِ
وَالشمسُ جَوهرُ نورِها من نورهِ / والبَدرُ أسعدُ سعدِهِ من سَعدِهِ
خِشفٌ أرقُّ من البهاءِ بَهاؤُهُ / ومن الفِرندِ المحضِ في إفرندِهِ
لو مُكِّنت عيناكَ من وجناتهِ / لرأيتَ وجهَكَ في صفيحةِ خدِّهِ
ومَريضِ طَرفٍ ليسَ يَصرفُ طرفهُ
ومَريضِ طَرفٍ ليسَ يَصرفُ طرفهُ / نحوَ امرئٍ إلا رماهُ بحَتفهِ
قد قلتُ إذ أبصرتُهُ مُتمايلاً / والردفُ يجذبُ خَصرهُ من خلفهِ
يا من يُسلِّمُ خَصرَهُ من ردفهِ / سلِّم فؤادَ مُحبِّهِ من طَرفهِ
من كان يَهوى أن يعيشَ فإنَّني
من كان يَهوى أن يعيشَ فإنَّني / أصبحتُ آملُ أن أموتَ فأعتقا
في الموتِ ألفُ فضيلةٍ لو أنَّها / عُرفَت لكانَ سبيلهُ أن يُعشَقا
عاتبتُ نفسي في هوا
عاتبتُ نفسي في هوا / كَ فلم أجدها تَقبلُ
وأطعتُ داعيها إِلَي / كَ ولم أطِع من يَعذلُ
لا وَالذي جَعلَ الوجو / هَ لِحُسنِ وجهِك تَمثُلُ
لا قلتُ إن الصبرَ عن / كَ من التصابي أجملُ
نظَرت إليَّ بعينِ من لم يَعدلِ
نظَرت إليَّ بعينِ من لم يَعدلِ / لمَّا تمكنَ طرفُها مِن مَقتلي
لما أضاءَت بالمَشيبِ مفارقي / صَدَّت صُدودَ مُفارقٍ مُتجمِّلِ
فَجعلتُ أطلبُ وصلَها بِتَملقٍ / والشيبُ يغمزُها بألا تفعلي
عزمَ السرورُ على المقا
عزمَ السرورُ على المقا / مِ بسرِّ من را للإمامِ
بلدِ المَسرَّةِ والفُتو / حِ المُستَنيراتِ العظامِ
وتَراهُ أشبهَ مَنزلٍ / في الأرضِ بالبلدِ الحرامِ
فاللَه يعمرهُ بمن / أضحى به عزُّ الأنامِ