المجموع : 179
لكنّنِي أشكُو قَوارِصَ مِن
لكنّنِي أشكُو قَوارِصَ مِن / تِلقَائِهِمْ قَلبي لها يَجفُ
ومَلالةً منهمُ يَبينُ علَى / أثْنَائِهَا الشَّنآنُ والشَّنَفُ
أَنكرتُ قسوتَهُمْ وأعرفُهُمْ / كُرمَاءَ إمّا استُعطِفُوا عَطَفُوا
قطَعُوا أواصِرَ بَينَنا وشَجَتْ / أسبَابَها الأنسابُ والسّلَفُ
وإذا سَلِمتَ أبا سلامَةَ لي / فمُصابُ كلِّ رزِيَّةٍ ظَلَفُ
لي سَلوةٌ بكَ عن بَني زَمَني / فليجْهَدُوا في الغَدْرِ أو لِيَفُوا
قَارعتَ دُونِي الحادثاتِ فَلا / طرقَتْ فناءَكَ ما دَجَا السّدَفُ
وكفَيتَ آمالِي بجودِك أَن / تُضْحِي إلى الرّغَباتِ تَشْتَرِفُ
فغدوتُ لا خَطباً أخافُ ولا / أَنَاْ إِثْرَ شيءٍ فائتٍ أَسِفُ
يا اُبنَ الأُلَى جمعَ الفخارَ لبِيتهمْ
يا اُبنَ الأُلَى جمعَ الفخارَ لبِيتهمْ / ما شَتَّتُوهُ من العَطاءِ وفرّقُوا
وتَملَّكُوا رِقَّ الأكارِمِ بالّذِي / فَكّوا به رِقَّ العُنُاةِ وأطلَقُوا
أشكُو إلى عَلياكَ هَمّاً ضَاقَ عَن / كِتمانِه صَدرِي وما هو ضَيِّقُ
وطوارِقاً للهمّ أَقريها الكرَى / وتَلُظُّ بي صُبحاً فما تَتَفَرَّقُ
لو لم أُمَنِّ النّفسَ أنَّكَ كاشفٌ / كُرباتِهَا عَنْها لكادتْ تَزهَقُ
أنا عائذٌ بك من عُقوقٍ مُحبطٍ / عَملي فَعِصياني لأمرِكَ مُوبِقُ
لا تُلزِمَنِّي بالهَوانِ وحَملِهِ / إنَّ اُحتمالَ الهُونِ ثِقْلٌ مُرهِقُ
دَعني وقَطعَ الأرضِ دُونَ مَعاشِرٍ / كُلٌّ عليَّ لِغيرِ جُرمٍ مُحنَقُ
تَغلِي عليَّ صُدورُهم من غَيظِهم / فتكادُ من غيظٍ عليَّ تَحرَّقُ
تَعشَى إذا نَظرُوا إليّ عُيونُهم / تحتى كأنّ الشّمسَ دُوني تُشرِقُ
كَسَدَت عليَّ بضَائِعي فيهم فَلاَ / أدَبي ولا نَسَبِي عليهم يَنفُقُ
أعيَا عليَّ رضاهُم فيئستُ من / إدراكِه ما النَّجمُ شيءٌ يُلحقُ
إن أغْشَهُمْ قالُوا خَلُوبٌ مَاذِقٌ / أوْ أَجْفُهُم قالُوا عَدوٌّ أَزرقُ
قد أفسدُوا عَيشِي عَلَيَّ وعيشَهُم / فأنا الشَقِيُّ بِهم وبي أيضاً شَقُوا
فاسَمحْ ببُعدِي عنهمُ برضَاكَ لِي / إنَّ الّذي ترضَى عليه مُوفَّقُ
فلعلَّ بعضَ العُمرِ وهو أَقَلُّهُ / ألاّ يُكدِّرَ بالهُمومِ ويُمذَقُ
وعَسَى قلوبٌ أعضَلَتْ أدواؤُها / في قُربِنَا بعد التَّفرِّقِ تُفرِقُ
فضلُ الأقارِب بِرُّهُم وحُنوُّهُم / فإذا جَفوْني فالأباعِدُ أرفَقُ
أتظّنِني أرجُو عَواطِفَ وُدِّهِمْ / إنّي إذاً عبدُ المطامعِ أخْرقُ
بَيني وبَيْنَهُمُ هِناتٌ في الحشَا / منها نُدوبٌ ما بقِيْتُ وما بقَوُا
لا تَغتَرِرْ برجَائِهِمْ أن يُحسِنُوا / كم قد رأينَا من رجاءِ يُخفِقُ
خُذ ما تَراهُ ودعْ أحاديثَ المُنى / إنَ الأماني فيهمُ لا تَصدقُ
وأغِثْ فإنّ السّيلَ قد بلغَ الزُّبَى / حقًّا وأدرِكْني قُبيلَ أُمزَّقُ
بَعُدتْ مسافةُ بينِنَا وتوحّشَتْ
بَعُدتْ مسافةُ بينِنَا وتوحّشَتْ / حتّى على طيفِ الخيالِ الطّارِقِ
ويئستُ من أن نَلتقِي لكنّنِي / ألقَى تذكُّركُم بقلبٍ خَافِقِ
وأُغيِّضُ العَبراتِ وهي فرائِدٌ / من لُؤلؤٍ فَتفيضُ سمطَ عَقائقِِ
لا تُفسِدَنَّ نَصيحتِي بشِقَاقِ
لا تُفسِدَنَّ نَصيحتِي بشِقَاقِ / وأبيكَ ما السُّلوانُ من أخْلاقي
حظَرَ الوفاءُ عليَّ أن أسلُو فلا / فُكَّ السُّلُوُّ من الغرامِ وَثَاقي
لا ترجُوَنَّ لِيَ الشِّفاءَ من الجوَى / واليأسُ كلُّ اليأسِ من إِفراقي
كيف الإفاقةُ للَّدِيغِ أَخي اُلهَوى / من دَائِه والسُّمُّ في الدِّريَاقِ
سُقْمُ الجفُون سَقَامُه وشفاؤُه / فيها فمَنها الدّاءُ وهي الرّاقي
وأغنّ راعتْنِي النّوَى بفِراقِهِ / ولَكَم فُجعتُ ولا كذَا بِفراقِ
أخلُو بأفكارِي لِتُدنَي شخصَه / خُدَعُ المُنَى من قلبيَ الخفّاقِ
وأُكرِّرُ التَّسآلَ عنه لجاهلٍ / علمِي وتلك عُلالةُ المشتاقِ
فإذا تسامحَ لِي اُلزَّمانُ بقُربِه / من بعدِ بَيْنَيْ فُرقةٍ وشِقَاقِ
باثثْتُهُ وجْدي وقلتُ يَرِقِّ لي / فأجابَني بالصّمتِ والإطراقِ
ويلومُنْي فيهِ رفيقٌ يدَّعِي / نُصحِي أضاعَ النُّصحُ حقَّ رِفاقي
إِيهاً كلانا يشتكي حَرَّ الهَوى / لكنْ جهِلْتَ تَبايُنَ العُشّاقِ
أنت استضأْتَ بنارِه متبصِّراً / وأنا صُلِيتُ بجمرِهِ المِحراقِ
أتلومُنِي بعد الهُبوبِ من الكرَى / وحشاكَ مثلوجٌ ودمعُكَ راقي
لا دَرَّ درُّك سوف يُفرِدُكَ الهوَى / منّي فلا تتعجَّلَنَّ فِرَاقي
أسلَمتَنِي للوجدِ إن أرضاكَ أَن / أضْنَى فكُلُّ رِضايَ أنّكَ باقي
إن جُرْتَ عن نهجِ الكرامِ فمرشِدٌ / لك مُرشدٌ بمكارِمِ الأخلاقِ
فاعمَدْ لمجدِ الدّين تلقَ المجدَ ما / لاقيتَه أَكرِمْ به مِن لاَقي
فإذا وصلتَ إلى أغرِّ محَجَّبٍ / مخلوقةٍ كفّاهُ للإنفاقِ
فاربَعْ بربعٍ لا يزالُ نَزيلَه / حُسنُ الثّناءِ وخَشيةُ الخَلاّقِ
واُبلِغْ تَحيةَ نازحٍ قذَفَتْ به / أيدِي النّوَى في أسحَقِ الآفاقِ
قد كانَ بالشّامِيِّ يُعرفُ بُرهةً / من دَهرِهِ والآنَ فهْوَ عِرَاقي
أنضَى الوجيفُ رِكابَه وجيادَه / فكأنَّهُنَّ قلائدُ الأعناقِ
وهو الجليدُ على خُطوبِ زمانِه / لا يشتكِي منها سوَى الأشواقِ
ينزُو لذكر أبي سلاَمَةَ قلبُهُ / فيكادُ يمرُقُ من حَشاً وصِفَاقِ
واهتِفْ به يا خيرَ من أرجوه لِلْ / لَأْوَاءِ أو أدعُوهُ يومَ تَلاقِ
بي لوعَتان عليكَ يضعُفُ عنهما / جَلَدِي من الأشْواقِ والإشفاقِ
فالشوقُ أنتَ بهِ العليمُ وغالبُ ال / إشفاقِ مما أنْتَ فيَّ مُلاقِي
وإذا اُخطأَتْكَ الحادثاتُ فكلُّ ما / ألقَاهُ محمولٌ على الأَحدَاقِ
يا راكبَ الشِّدَنِيَّةِ الغَيْداقِ / ومُتَابِعَ الزّمَلانِ بالإِعْنَاقِ
في فتيةٍ وصَلُوا السُّرَى حتى انبَرت / أجسامُهم أخفَى من الأَرماقِ
من كلِّ مهتَزٍّ بكفِّ نُعاسِه / هزَّ الوليدِ ثِنَايَةَ المِخْرَاقِ
وضَعَ النُّعاسُ على الأكُفِّ خُدودَهم / فكأَنّهم خُلقُوا بلا أعْنَاقِ
إِمّا بلغتُم سالمينَ فبِلِّغوا / أوفَى تحيّةِ مُشئمٍ لِعَراقي
وتوسّمُوا ذاكَ المُحيَّا واُمتَرُوا / تِلكَ البَنانَ مفاتِحَ الأَرزاقِ
من آل مُنقِذٍ اُلذينَ عِرَاصُهُم / ملأى من الزُّوَّارِ والطُّرُّاقِ
اللاّبِسينَ من المكارمِ جُنّةً / ما للمَعَايِبِ غيرَها من وَاقِ
يتهلّلُون لدَى النَّوالِ وفي الوغَى / يَسطُون بالإرعاد والإبرَاقِ
يا أيُّها المولَى الذي بِبِعادِه / عنِّي قَرُبتُ من الرّدى المُعتَاقِ
لي أنَّهُ الشَّاكِي الشجيُّ لِما بهِ / إمَّا ذُكِرتَ ولوعةُ المشتاقِ
وإذا الجفونُ نظرنَ بعدكَ نُزهَةً / عاقبتُهُنَّ بدمعِيَ المُهراقِ
لا تطلُبَنْ منِّي المسرَّةَ إنَّها / عَذراءُ قد متَّعتُها بطَلاقِ
أمَّا أبوكَ فداؤُهُ مُستحكِمٌ / ما إنْ له بِسواكَ من إفْراقِ
كيف السُّلُوُّ لَه وأنَّى صَبرُه / عن مُصطفىً بمكارِم الأخلاقِ
ذُو مُهجةٍ تنزُو إليكَ ومقلةٍ / تبكي عليكَ إليكَ بالأشواقِ
لمّا علمتُ بعَجْزِهِ عن نَظمِ ما / يُنهِي إليكَ وذاكَ باستحقاقِ
أجريتُ طِرْفِي في سباقِك دُونه / وعَهِدتُهُ أبداً من السُّبَّاقِ
وبذلتُ جَهدِي بالنِّيابَةِ عنه باُلنْ / نَزرِ القليلِ من الكثير الباقي
جَرياً على شَغَفِي بكم ومحبَّتي / لكُمُ وحِفظِ العهدِ والميثاقِ
قد كنتُ أحسَبُ أن آ / مِدَ مُنتهى أَمدِ الفراقِ
وأُسكِّنُ القلبَ الْخَفُو / قَ إليكُمُ بِمُنَى التّلاقي
وأقولُ قد رقَّ الزَّما / نُ لِبرحِ وجدي واشْتياقي
وإذا بهِ مُستصغِرٌ / ما قد لقِيتُ وما أُلاَقي
يقضِي بتشتِيتِي وإر / جاءِ اللّقاءِ إلى التّلاقي
ضياءَ الدّين ما شَوقٌ دعَانِي / فأَسمَعَنِي بمصرَ من العِراقِ
بمحدُودٍ فأشرحُه ولا في / قُوى الأقلام تسطيرُ اشتياقي
ولكِنّي سأُرْجِئُهُ وأَرجُو / مُشافَهَتِي به عندَ التلاقِي
إذا ما كنتُ جارَكَ ذَا اشتياقٍ / إليكَ فكيفَ بي بعدَ الفِراقِ
ولي شكوَى من الأيّامِ أضحَتْ / لها نَفْسِي تَرَدَّدُ في التّراقي
أكلَّفُ من أذَاهَا فوقَ وَسعِي / وأحمِلُ كارهاً غيرَ المُطاقِ
ويُلزِمني الإِباءُ الصّبرَ فيما / يَنوبُ وطعمُهُ مرُّ المَذاقِ
ومغفورٌ لها إن أسعَفَتْنِي / بقربك ما لقيتُ وما أُلاقي
كَم إلى كَم يُلحى المحبُّ المشوقُ / وهو من سَكرةِ الهَوى لا يُفيقُ
حمّلوهُ وهو الضّعيفُ من التّع / نيفِ فيهم واللّومِ ما لا يُطيقُ
شجَّعوهُ على القطيعة والصَّبْ / بُ من الصَّدِّ والفراقِ فَرُوقُ
ولَحَوْهُ من ساحِلِ البحر والمس / كينُ في لُجّةِ الغرام غَريقُ
والسّقيمُ العانِي يُعانِي من الأو / صابِ ما لا عَانَى المعافَى الطّليقُ
يا عذُولي إليكَ عنّي فما أن / تَ كما تدَّعِي الصَديقُ الصَّدُوقُ
ليس للصَّبِّ من تباريحِ ما يَلْ / قى مُعينٌ ولا رفيقٌ رفيقُ
إنّما الحبُّ كالقيامَةِ ما في / هِ حميمٌ ولا شقيقٌ شَفيقُ
وأخُو الوجدِ ما إلى قلبِه المحْ / جُوبِ بالحبِّ للسُّلُوِّ طريقُ
خانَهُ الأصفياءُ حتى التّأسّي / وجفَاهُ حتّى الخيالُ الطّروقُ
وإذا نَهْنَهَ الدّموعَ استَجمَّتْ / وهَمَتْ وهي لُؤْلُؤٌ وعقيقُ
أَبَني السُّرَى والبيدِ لا
أَبَني السُّرَى والبيدِ لا / أغْرَى الزّمانُ بكم عُرامَهْ
هل فيكُمُ مِنْ مُبلِغٍ / عنّي السّلاَمَ أبَا سلامَهْ
وتحيّةً كَشذا فتي / قِ المِسكِ صُفّقَ بالمُدامَهْ
تُهدَى يضوعُ نسيمُها / لأغرَّ عَصّاءٍ مَلاَمَهْ
من جَامِحِ العَزَماتِ لا / يَرضَى على هُونٍ مُقَامَهْ
وقَّعنَ غَارِبَه الخُطو / بُ ولم يزل يأبَى الظُّلاَمَهْ
يا بن الخَضارِمَةِ الكِرا / مِ أولي المكارِم والكَرامَهْ
من كلّ بسّامٍ تَسحُ / حُ يداهُ للعافِينَ سَامَهْ
خَضِلِ الجنَابِ إذا تَردْ / دَى الجوُّ من مَحلٍ قَتَامَهْ
أأُسأمُ خَسفاً ثمّ لا / آبَى فلستُ إذاً أُسَامَهْ
هيهاتَ لا ترضَى المعا / لِي صاحِباً يرضَى اُهتضَامَهْ
وعلامَ يخشَى النّاسَ مَن / لم يخشَ في حالٍ حِمامَهْ
مَن لا تَراهُ إثرَ شي / ءٍ فائِتٍ يُبدي النّدامَهْ
وإذا حوَى الرغباتِ أمْ / ضَى للعلا فيها احتكَامَهْ
لو أنكرَتْ أجفانُه / طيفَ الخيالِ جَفَا مَنَامَهْ
هَذَا كتابُ فتىً أَحَلَّتهُ النَّوَى
هَذَا كتابُ فتىً أَحَلَّتهُ النَّوَى / أَوطَانَهَا ونَبَتْ بهِ أوطَانُهُ
شَطَّتْ به عمّن يُحبُّ دِيارُهُ / وتفرّقتْ أيدِي سَبَا إِخوانُهُ
مُتَتَابعِ الزّفَرات بَين ضُلوعِه / قَلبٌ يبوحُ بسرِّهِ خَفقَانُهُ
تأوِي إليه معَ الظّلامِ همُومُه / وتَذودُهُ عن نَومهِ أَشجَانُهُ
ألِفَتْ مُقَارَعَةَ الكُمَاةِ جِيادُهُ / وسُرى الهَواجِرِ لا يَنِي ذَمَلاَنُهُ
يومَانِ أجمَعُ دهرِهِ إِمّا سُرىً / أو يَومُ حَربٍ تَلتَظي نِيرانُهُ
لكنَّه لا يستكينُ لحَادِثٍِ / خَوفَ الحِمَامِ ولا يُرَاعُ جَنَانُهُ
نفسي الفِداءُ لمن أذُودُ بِذكرِهِ
نفسي الفِداءُ لمن أذُودُ بِذكرِهِ / عَنّي عَوادِي الهَمِّ والأشجانِ
وإذَا فَررتُ من الخُطوبِ جَعلتُه / فِئَتِي فَيُفرِقُها امتِنَاعُ مَكانِي
وكأَنّ مُعجزةَ المسيحِ كِتابُهُ / فإذا قَضَيْتُ من الأسى أحْيَاني
وإنَّ امرَأً أضحَى بإرْبِلَ دَارُهُ / وفي شيزَرٍ أحبابُه وشجُونُهُ
لَغيرُ مَلُومٍ في الحنينِ إليهمُ / ومَعذُورَةٌ أن تسْتَهِلَّ جُفُونُهُ
وافى كتابُكَ مُعلِناً بملامَةٍ
وافى كتابُكَ مُعلِناً بملامَةٍ / قَدَحَتْ زِنَاداً في الجوَانحِ وَاريَا
وقَرأتُهُ فوجدتُ طَرْفي ضَاحِكاً / فَرِحاً برؤْيَتِه وقَلبي بَاكِيَا
وتَعمَّدَتْني نَافِذاتُ سهامِهِ / حتّى إذا أصْمَيْنَ عُدْنَ مَكَاوِيَا
وتَطَلَّعَتْ منهُ أَرَاقمُ رَمْلَةٍ / يُردي السليمَ لُعابُها والرّاقِيَا
فكأَنّ ذَاكَ الطِّرسَ أضحَى سَلّةَ ال / حاوي وهَاتِيكَ السّطورُ أَفَاعيَا
وافَتكَ حالِكةُ السَّوادِ يَخالُها
وافَتكَ حالِكةُ السَّوادِ يَخالُها / صِبْغَ الشّبابِ النّاظِرُ المتَوسِّمُ
فيها رِماحُ الخَطِّ مُرْهَفَةَ الشّبَا / تُردِي الطّعِينَ ولا يُضَرِّجُها دَمُ
من كلِّ أهيفَ إن جَرَى في طرسِهِ / نَاجى فأفْهَمَ وهْو لا يَتكلّمُ
بيضُ الأيادي في سوادِ لُعابِهِ / فكأنّما الأرزاقُ منه تُقَسَّمُ
تَحوِي مُسلّطَةً عليها يَختَشي / من حدّها الماضِي الحُسامُ المخْذَمُ
تَأديبُها لهُمُ بقَطعِ رُؤوسِهم / إن قَصّروا في السّعيِ عما تَرسُمُ
فانعَم بحُسنِ قَبولِهَا مُتَطوِّلاً / فالشكْرُ لاَ يَحويهِ إلاّ مُنعِمُ
اُنظُر إلى الأيام كيفَ تَقودُنا
اُنظُر إلى الأيام كيفَ تَقودُنا / قَسْراً إلى الإِقرارِ بالأقْدَارِ
ما أوقدَ ابنُ طُلَيْبِ قطُّ بِدارهِ / نَاراً وكان هلاكُها بالنّارِ
يا مُنقِذي ويدُ الزَّمانِ تَنُوشُني
يا مُنقِذي ويدُ الزَّمانِ تَنُوشُني / ومُقيلَ جَدّي وهْو كابٍ عاثِرُ
حتّامَ أنتَ لِثِقْلِ هَمّي حَاملٌ / ولما يهيضُ الدّهرُ منّي جَابِرُ
ومقارِعٌ دونِي الزمانَ وأهلَه / مستلئِمينَ وأنت فَذٌّ حَاسرُ
مهلاً فَدىً لك مهجةٌ دافَعْتَ عن / حَوْبائِها إذ ليسَ غيرَكَ نَاصرُ
خَفِّضْ عليكَ فلِلأُمور نهايةٌ / وإلى النّهايةِ كلُّ شيءٍ صَائِرُ
يَا من يُهينُ المالَ في كَسبِ العُلا
يَا من يُهينُ المالَ في كَسبِ العُلا / ويَرى الثَناءَ أجلَّ ذُخرٍ يُذْخَرُ
أغْرَبْتَ في بذلِ النّوالِ وخاطبُ ال / علياءِ ليسَ بضائعٍ ما يَمهَرُ
وسعيتَ للمجد الّذي في مِثله / إلاّ عليكَ حُزونةٌ وتَوعُّرُ
وبذلتَ جودَك للعُفاةِ فما لهم / وِردٌ سواهُ وليس عنهُ مَصدَرُ
كَم من يَدٍ أوليتَنِيها أثْمرتْ / عِندِي وما كلّ الأيادِي تُثمرُ
وكرامةٍ أبداً أبوحُ بشكرِها / إنّ الكريمَ على الكرامةِ يُشكَرُ
والشكرُ من مثلي يَزينُ وإنّما / بِثَناءِ من يُثنَى عليهِ يُفْخَرُ
وصنائِعُ المعروفِ كالوسمِيِّ ذَا / من قَطره نبتٌ وهذا جوهَرُ
لكنْ مكانِي من أَنْعُمِ الملكِ الصْ / صالِحِ لا تهتدي له الغِيَرُ
أَنهَلَنِي ثمّ علّني جودُه الْ / غمرُ فبُعدي عن بابِه صَدَرُ
فقُلْ لِمن سَرَّهُ بِعادِيَ ما / تبعدُ أرضٌ يؤمّها المَطَرُ
ما ضَرّنِي البعدُ عن نَدى ملكٍ / يبلغُ ما ليسَ يبلغُ الخَبَرُ
يطلبُ طُلاّبَ جُوِده فَلِمَنْ / يرجو مُقَامٌ وللنّدَى سَفَرُ
أبقتْ عطاياهُ لي غنايَ كما / تبقَى عَقيبَ السّحائب الغُدُرُ
يا مالكاً أصبَحَتْ بدَوْلَتِه ال / أَيّامُ تزهو تيهاً وتَفْتَخِرُ
أطالَ باعِي جميلُ رأيِك فال / أَحداثُ دونِي في باعِها قِصَرُ
وشَدَّ أزرِي حتّى تَرَجَّيتُ أَنْ / يَحْملَ عنّي أَثْقالَ ما أَزِرُ
أَنْشَرْتَ لي أُسْرَتِي فشُكريَ ما / فاه فمِي في البلادِ مُنْتَشِرُ
وانْتَشتَهم من يدِ الخطوبِ ولا / ملجأَ منها يُنجِي ولا وَزَرُ
سيَّرهُمْ فضلُك الذي أَعْجَزَ ال / وصفَ ولم تَتلُ مثلَهُ السِّيَرُ
فَاْعُل وُدْم ما علا النّهَارُ ومَا / أضاء في حِندِس الدّجَى القَمَرُ
مشَرِّفاً عصرَنا البهيمَ فأيْ / يامُكَ فيه الأوضاحُ والغُرَرُ
واجْتلِها بنتَ يومها ثمّ عُمْ / رُ الدّهرِ حتى يَفنى لها عُمُرُ
يضُوعُ منها في كلّ قُطرٍ من ال / أرضِ ثناءٌ كأنّه قُطُرُ
ولو رأَى الجوهريّ ألفاظَها الْ / غُرِّ لَما شَكَّ أنّها دُرَرُ
هَذَا وفيها إن رُمْتُ شكراً لإِنْ / عامِكَ أو حَصْرَ بعضِه حَصَرُ
للهِ درُّكَ من فتىً أبدَتْ بِهِ
للهِ درُّكَ من فتىً أبدَتْ بِهِ / أيامُنَا بِشرَ الزّمانِ العَابِسِ
صَدَقَتْ أمانِي الخيرِ فيه فلم تَدَعْ / صَدراً يُضمُّ على فُؤادٍ آيِسِ
نالَ العُلاَ حتّى أقَرَّ بِفضلِهِ / وعُلاهُ كلُّ معاندٍ ومُنافِسِ
جُودٌ كماءِ المُزنِ طَلْقٌ خالصٌ / مِن مَنِّ منَّانٍ ومنعِ مُمَاكِسِ
ومَواهِبٌ لو قُسِّمَت بين الوَرى / ما كانَ يوجَدُ فيهمُ من بَائِسِ
ونَدَى يدٍ لو أنّها مبسوطةٌ / في الأرضِ أثمرَ كلُّ عودٍ يابِسِ
فإليكَ بنتَ الفِكر من بُعدِ المَدَى
فإليكَ بنتَ الفِكر من بُعدِ المَدَى / تُهدَى فَشرِّفْها بحُسنِ سَمَاعِ
وصِداقُها الإكرامُ لا ما سِيقَ في / نِحَلِ الكرائم من لُهىً ومتَاعِ
فهي الكريمةُ ليس في أعْرَاقِها / عِرقٌ إلى الأطماعِ بالنَّزّاعِ
يأبَى احتمالَ الضَيم لي خُلقٌ
يأبَى احتمالَ الضَيم لي خُلقٌ / فيه على ما رابَنِي صَلَفُ
سهلُ العريكةِ حين تُنصِفُه / صعبُ المَقَادَةِ حين يُعتَسَفُ
خُلُقٌ نَماهُ أغَرُّ أروعُ ميْ / مونُ النقيبَةِ ماجدٌ أَنِفُ
من معشرٍ طابت مغارِسُهُم / فَسما لهم فوق السُّها شَرفُ
قومٌ إذا عُدّتْ مناقِبُهم / كادت لهنَّ الشمسُ تنكَسِفُ
لو حاولُوا الأفلاكَ ما قَصُرتْ / عنها أكفُّهُمُ ولا ضَعُفُوا
لا عيبَ فِيهمْ غير أنَّهُمُ / في جُودِهم لعُفَاتِهم سَرَفُ
أُثْنِي بِعلمي فيهمُ وهُمُ / فوقَ الثّناءِ وفوقَ ما أَصِفُ
جُودِي بموجُودِي علَى النكباتِ في
جُودِي بموجُودِي علَى النكباتِ في / مالِي أبَى لِي أن أُعَدَّ بِخَيلاَ
أَهَبُ الكَثيرَ من الكثيرِ فإن لَحَتْ / عُودي وهَبتُ من القَلِيلِ قَليلاَ
كَي لا أُكذِّبَ في رجَائي آملاً / إنّ البخيلَ يُكذِّبُ التأميلاَ
أنَا تاجُ فُرسانِ الهِيَاجِ ومَن بِهِمْ
أنَا تاجُ فُرسانِ الهِيَاجِ ومَن بِهِمْ / ثَبتتْ أوَاخِي مُلكِ كلِّ مُتوَّجِ
قومٌ إذا لَبِسُوا الحَدِيدَ عجِبْتَ مِن / بَحرٍ تدافَعَ في لَظىً مُتوهِّجِ
صُبُرٌ إذا ما ضاقَ مُعتَركُ القَنا / فَرجَتْ سيوفُهمُ مَضِيقَ المنْهَجِ
وإذا رجوتَهُمُ لنصرٍ صدَّقُوا / بعظيمِ بأسهِمُ رجاءَ المُرتجِي
إن يَحسُدُوا في السِّلمِ مَنْ
إن يَحسُدُوا في السِّلمِ مَنْ / زِلتي من العزّ المُنيفِ
فبِما أُهينُ النّفسَ في ِ / يوم الوغَى بينَ الصُّفوفِ
فلطالَما أقدمتُ إِقْ / دَامَ الحُتوفِ على الحُتوفِ
بعزيمةٍ أمضَى على / حدِّ السُّيوفِ من السُّيوف
يا أشرفَ الوُزراءِ أخْ
يا أشرفَ الوُزراءِ أخْ / لاقاً وأكرَمَهم فَعالا
وأعزّهُم جاراً وأمْ / نَعهُم حِمىً وأجلَّ آلاَ
وأعمَّهم جُوداً إذَا / جادُوا وأكثَرَهم نَوالاَ
فلِذاكَ قد أضحى الأنا / مُ على مكارِمِه عِيالا
وحَمى البلادَ بسيفِه / عن أن تُذَال وأن تُدَالا
وأحَلّ بالإفرنجِ في / بَرٍّ وفي بحرٍ نَكالاَ
حتّى لقد سَئموا لِقَا / ءَ جيوشِ مصرٍ والقِتالا
نبَهْتَ عبداً طالَما / نبَّهْتَه قدراً وحالا
وعتَبْتَه فأنَلْتَه / شرَفاً ومجداً لن يُنالا
وكسوتَه شَرفاً إذا / ما طاوَلَتْهُ الشُّهْبُ طالاَ
لكنَّ ذاكَ العتبَ يُش / عِلُ في جوانحِهِ اُشتعَالا
أسَفاً لجَدٍّ مالَ عن / هُ إلى مَساءَتِه ومَالا
وحماهُ وهو الحائِمُ ال / ظمآنُ أن يَرِدَ الزّلاَلا
وأجَرَّ مِقْولَه فَصِرْ / نَ الحادثاتُ له عِقَالا
فَلَوِ اُستَطاعَ السّعيَ وهْ / وَ الفرضُ لم يرضَ المَقالا
لكنّها الأيامُ تُو / سِعُنَا مِطالا واعتلالاَ
وتُسوّفُ الرّاجِي وتُو / رِدُ الصّدى الظمآنَ آلاّ
والدَّهرُ لاينفَكُّ يَب / رِي أو يَريشُ لَنا النّبالا
ويصدّنَا عمّا نُحا / وِله جِهاراً واغْتِيالاَ
وإذا حمِدنَاهُ على / حَالٍ تنكَّرَ واستَحالا
وذُنُوبُه مفغورَةٌ / لو كاثَرتْ فينا الرِّمَالاَ
بالصالِح المَلِكِ الذي / جمَعَ المهابَة والجَلالا
مَلِكٌ إذا زُغنَا أقَا / لَ وإنْ سألناهُ أنَالا
فيُبيحُ جَاهِلَنا وسا / ئِلَنا نوالاً واحتِمالا
فإِليه معذرةُ المُقَصْ / صِرِ من إساءَتِه استَقَالا
وبفضلِ مَالِكه تَعَوْ / وَذَ أن يَظُنَّ به المَلاَلا
أو أنَّه يشكُو الكَلاَ / لَ لسَمعِه السِّحرَ الحَلاَلا
وهو النَّهوضُ بما تَحَمْ / مَلَهُ ولو حَمَل الجِبالا
أمَّا السَّرايَا حين ترْ / جعُ بعد خِفّتِها ثِقالا
فكذَاك عادَ وفُودُ با / بِكَ مُثْقَلينَ نَثاً ومَالاَ
ومسيرُها في كلِّ أرْ / ضٍ تبتغِي فيهَا المَجَالا
فكذَاك فضلُك مثلُ عَدْ / لِك في الدُّنَا سارَا وجَالا
فاسلَمْ لنا حتى نرى / لك في بَنِي الدّنيا مِثَالا
واشدُد يدَيْك بودِّ نُو / رِ الدين والقَ به الرِّجَالاَ
فهو المُحامي عن بلا / دِ الشامِ جمعاً أن تُذَالا
ومبيدُ أملاكِ الفرنْ / جِ وجمعَهم حالاً فَحالا
ملِكٌ يتيهُ الدَّهرُ والد / دُنيا بدولتِه اختيالاَ
جمَعَ الخِلالَ الصّالحا / تِ فلم يَدعْ منها خِلالاَ
فإذا بدَا للنّاطِري / نَ رأت عيونُهُمُ الكَمالا
فَبَقيتُما للمُسلِمِي / نَ حِمىً وللدّنيا جَمالا
قُلْ للخُطوبِ إليكِ عنّي إنّ لي
قُلْ للخُطوبِ إليكِ عنّي إنّ لي / في الخَطبِ عَزْمَا مثلَ حدِّ المُنْصُلِ
لا يستكِينُ لحادثٍ مِن نكبةٍ / طرَقَتْ ولا يَعيا بأمرٍ مُشكِلِ
يَلقى الخطوبَ إذا دَجَت أهوالُها / بالصّبرِ حتى تَضمَحِلُّ وتَنجلِي
تنجابُ عنه الحادثاتُ إذا عَرتْ / عن قُلَّبٍ ثبْتِ العزائِمِ حُوَّلِ
قد جرّبَ الأيامَ حتى خِلتَه / يُبدي له الماضي خَفِيَّ المُقبِلِ