القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : مُحْيي الدّين بنُ عَرَبي الكل
المجموع : 88
الأمر أسماء له نعوتُ
الأمر أسماء له نعوتُ / وصفاتُ معنى ما لهنَّ ثبوتُ
ظهرتْ بآثار لها في خلقه / وعلى التحققِّ أنهنَّ نعوتُ
وردت بها الآياتُ في تنزيله / فنعيش في وقت بها ونموتُ
حتى يقولَ بأنه عينُ الأنا / ويقولُ وقتا ليسنى فيفوت
إني لأطلبُ رزقه في أرضه / لما علمتُ بأنه سيفوت
ولذلك اسم الحقِّ بينِ عبادِه / معطٍ ووهّابُ اتى ومقيت
والله ما نطقتْ به آياته / إلا بجمع ما لهُ تشتيت
ما أثبتَ التشريكَ في اسمائه / إلا جَهولٌ بالأمورِ مقيت
جَلَّ الإله الحقُّ عن إدراكِ مَن / قام الدليلُ بأنه مبهوت
فتراه مشغولاً به عن نفسه / وهو الذي هو عندهم ممقوت
ومن ادَّعى أنَّ الإله جليه / بالذكر فهو لديهم المبخوت
ما عاينتْ عيني عقائد خلقِه / إلا رأيتُ بأنه منحوتُ
والله قد ذمَّ الذي نحت الذي / هو عابدٌ إياه وهو صَموت
عبدوا عقولهمُ فلم يظفر به / إلاَّ عُبيدٌ ما له تثبيتُ
فأنا به المنعوتُ بين عبادِه / وهو الذي بعباده منعوتُ
لم أنس يوماً إذ تكلمَ ناطقٌ / في مجلسِ حاوٍ ونحنُ سكوتُ
فأفادنا ما لم يكن نعثاً لنا / فلذاك أصبحنا ونحن خفوت
نُضحي ونُمسي عندنا ما عندنا / ويقيلُ فينا سرُّه ويبيتُ
فإذا نقول نقولُ منه بقوله / وإذا اسكتنا يعلمُ المسكوت
عنه بأنا قد عجزنا وانقضتْ / آياته وأنابه الكبريت
ولنا به بالذكر الجميلُ ونورُه / ولنا به العلياءُ ثم الصيت
وسكينتي في القلب عند ذوي الحجى / لم يحوها صور ولا تابوت
قد أخليتُ لقدوم من يدري به / لما اتاني أربعٌ وبيوت
لما تحقق وصلُه قلنا لمن / لم يعرف الأمر هو اللاهوت
وبه إذا اتحدتْ حقيقةُ ذاته / وبدت عليه تدرَّع الناسوت
لما تغيَّر بالعطاسِ حمالُه / شرعاً له التحميدُ والتشميت
من أرض بابلَ قد أتاك معلماً / سحراً بسحر كلامه هاروت
إنَّ الدليلَ على مقامِ عبيبده / لنجيه طول المدى والحوتُ
وطلبت منه الحدَّ فيه فقال لي / ما فيه تحديدٌ ولا توقيت
إني رأيتُ وما رأيتُ وجودي
إني رأيتُ وما رأيتُ وجودي / ورأيته ذخري ليومِ شهودي
عطفتْ عليَّ صفاتُ من أنا ذاته / فرأيته مني كحبلِ وريدي
إنَّ الخيالَ هو الذي يتحكم
إنَّ الخيالَ هو الذي يتحكم / في أصله وهو المزاجُ الأقدمُ
فتراه يحكم في المزاج وفي النهى / من نفسه فهو الإمام الأعظم
يقضي على سرِّ الوجودِ بحاله / من جسمِ المعنى فذاك الأحكم
ويحدُّ من لا يعتريه تحيرٌ / بتحيُّر وتيقنِ يتوهم
ويقسم الأمر الذي ما فيه تق / سيم ويمضي ما يشاء ويُحكمُ
العبدُ سيِّدُه عليه ثناؤه
العبدُ سيِّدُه عليه ثناؤه / وثناؤه أيضاً على استاذِه
أستاذُه الحقُّ المبينُ لأنه / عينُ التجاءِ عبيدِه وملاذه
يأتيه منه عوارفُ معروفةٌ / ما بين هطَّالٍ وبين رذاذه
متقلباً في كلِّ خيرٍ شاملٍ / من الإله عليه في إنقاذه
من قالتِ الأملاك فيه ماذا
من قالتِ الأملاك فيه ماذا / الحكم فيه أنْ يكونَ ملاذا
لا بل يكون لمن تعوَّذ باسمه / من كلِّ ما تخشى النفوسُ معاذا
أقوى الورى واشدّهم في عقده / من صيَّر الأصنامَ فيه جُذاذا
لم يتخذ غير الإله مهيمنا / إذ قيل أنت فقال لا بل هذا
من غيرةٍ قامتْ به في ربه / فأتته سحاً انعمٍ ورّذاذا
فلذاك ولاه الأمانة ربّه / وأقامه في خلقه أستاذا
يدعو إلى الإسلام لا يلوي على / من قال فيمن قد دعاه ماذا
هجر الورى متفرِّداً مع ربه / لم يتخذ إلا الإله عياذا
فأتوا زرافاتٍ إليه إجابة / لما دعاهم ما أتوا أفذاذا
فتنزل الخيرُ الكثير عنايةٌ / من ربِّهم بقلوبهم أفلاذا
شذَّ الذين تفرّدوا عنهم بمن
شذَّ الذين تفرّدوا عنهم بمن / قد قال فيهم إنه هو عينهم
أفناهمُ عنهم به في نعتهم / فبدا لهم لما دعاهم كونهم
فتحققوا إن الأمورَ خلاّبةٌ / لما تقطع إذ دعاهم بينهم
وأتاهمُ عند الصلاة بقولهم / إيّاك نعبدُ بالعبادةِ عونهم
فتنبَّهوا وتثبَّتُوا وتحقَّقُوا / إنَّ المرادَ من العبادةِ بينهم
وتشهدوا إذ شهدوا بشهادة / قد بان منها في القيامة بونهم
ومحقق المطلوب لما جاءهم / في صدقهم عند التلاوةِ بينهم
إنَّ الذين رأوه منه عناية / بهم تحقق بالعنايةِ صونهم
قد حكموه على نفوسهمُ عسى / يقضي به يومَ التقاضي دينهم
هذا الوجودُ ومن به يتجمل
هذا الوجودُ ومن به يتجمل / إن الحديث منا يقول الأوّلُ
دلَّ الدليلُ على حدوثِ واقع / عن محدث هو بالدلالة أكمل
إذ كان والأشياء لم يك عينها / فحدوثُها فرق جليُّ فيصل
عند الذي سبر الدليل بفكره / لكن متى في مثلِ ذا لا يعقل
إنَّ الزمانَ من الحوادثِ عينه / ومتى محال في الزمان فأجملوا
لو يعلمون كما علمت مكانة / ما كنت عنه بمثل هذا تسأل
لحدوثنا إذا لم نكن وظهورنا / في عيننا وكذا المكان ففصلوا
لو أنَّ رسطاليس يسمع قولنا / ورجاله نظراً عليه عوَّلوا
أنصفت في التحقيق مذ بينت ما / دلُّوا عليه بالدليل وأصّلوا
والأشعريُّ يقول مثلَ مقالتي / وإنْ أنصفوا وكذا الرجالُ الأوّلُ
والله ما زلت بهم أقدامُهم / لكن لفهم السامعين تزلزلوا
قد فرَّقوا بين الوجوبِ لذاته / ولغيره فافهم لعلك تعقل
هذا هو الإمكان عند جميعهم / فعن الحقيقة عندنا لم يعدِلوا
لكنهم ما أنصفوا إذ نوظروا / في البحث بالسرِّ الذي لا يجهلُ
لو أنهم سبروا أدلة عقلهم / وتوغلوا في قولهم وتأمّلوا
رأوا اتساع الحقَّ من انصافهم / وقبوله للقولِ فيه فاقبلوا
إخوان صدقٍ لا عداوةَ بينهم / فله العلوّ نزاهة والسفل
الله أوسع أن يقيده لنا / عقدٌ فكلُّ عقيدةٍ لا تبطل
لكن لها وجه إليه محققٌ / يدري به الحبرُ اللبيبُ الأكمل
جاء المحققُ في التجلي بالذي / وقع النكير به وما هو أنزل
فله التجلي في العقائد كلها / وأتى بذاك تبدُّلٌ وتحوُّل
لو لم يكن هذا تقيد وانتفى / إطلاقه عنه لضاق المنزل
تدري الخلائقُ في الشعور نزوله / يومَ القيامةِ وهو يوم أهول
عمت سعادته الخلائق كلهم / جاء الرسولُ به ونص المرسل
وسعَ المهيمنُ كلَّ شيءٍ رحمةً / فاعلم فليس على المكان معوَّلُ
إنَّ الإله حكى لنا ما قاله / أهلُ العدالةِ والصدورُ العدَّلُ
وهو الدعاةُ لنا وقد نطقوا بما / جاء الكتابُ به إلينا المنزل
فينا من التجريح وهو حقيقته / من غيرة قامت بهم لا تجهل
لله قاموا غيرة لم يقصدوا / ردّاً عليه لما رأوه فاوّلوا
إنَّ الحبيبَ هو الوجودُ المجملُ
إنَّ الحبيبَ هو الوجودُ المجملُ / وشخوصُ أعيانِ الكيانِ تفصلُ
ما منهمُ أحدٌ يحبُّ حبيبه / إلا وللمحبوبِ عينٌ تعقلُ
في عينِ من هو ذاتنا وصفاتنا / ووجودنا وهو الحبيبُ الأكمل
وقف للهوى بي حيث كان وجودُه / في موقفٍ عنه الطواغيت تسفلُ
طرفُ الذي يهوى سماك رامح / وفؤادُ من يهوى سماك أعزل
ما إن يرى من عارف الإله / بين المنازلِ في المجرّه منزل
لمقام من يرجى العلو لذاته / ومقام من يرجو المقام الأنزل
من كان لا يبني لذلك عندنا / هذا هو العلمُ الذي لا يجهل
والله لو ترك العباد نفوسهم / لرأيتهم وهم الرجالُ الكمل
نصر الإله فريضته مكتوبة / فانصر فإنك بعده لا تخذل
نص الرسول على الذي قد قلته / وبذاك قد جاء الكتاب المنزل
جاء الكتاب مصدِّقا لمقاله / وعليه أهلُ الله فيه عوَّلوا
ما من كتابٍ قد أضيفَ منزلٌ / لله إلا والقرآن الأفضلُ
والفضلُ فيه بأنه يجري على / ما ليس يحويه الكتابُ الأول
كره النبيُّ الفعلَ من عبد أتى / بصحيفةٍ فيها دعاءٌ ينقل
من نص توراة وقال له اقتصر / فيما أتيتَ به الغنى والموئل
عصمَ الإله كتابنا من كلِّ تح / ريفٍ وما عصمت فمالك يأفل
فاستغفر الله العظيم لما أتى / واستغفر الله لهذا المرسل
فنجا من الأمر الذي قد ضرَّه / عما أتاه به النبيُّ الأعدل
وكذاك ختم الأولياء كلامه / في الأولياءِ معظم متقبل
من ذاقَ طعم كلامه لم يسترب / في قولنا فهو الكلامُ الفيصلُ
من كان يعرف حاله ومقامَه / عن بابه وركابِه لا يعدل
من عظَّم الشرعُ المطهر قلبَه / تعظيمه فهو الإمام الجوّل
صفة المهيمن ههنا قامت به / والناسُ فيها يشهدون العقل

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025