المجموع : 88
الأمر أسماء له نعوتُ
الأمر أسماء له نعوتُ / وصفاتُ معنى ما لهنَّ ثبوتُ
ظهرتْ بآثار لها في خلقه / وعلى التحققِّ أنهنَّ نعوتُ
وردت بها الآياتُ في تنزيله / فنعيش في وقت بها ونموتُ
حتى يقولَ بأنه عينُ الأنا / ويقولُ وقتا ليسنى فيفوت
إني لأطلبُ رزقه في أرضه / لما علمتُ بأنه سيفوت
ولذلك اسم الحقِّ بينِ عبادِه / معطٍ ووهّابُ اتى ومقيت
والله ما نطقتْ به آياته / إلا بجمع ما لهُ تشتيت
ما أثبتَ التشريكَ في اسمائه / إلا جَهولٌ بالأمورِ مقيت
جَلَّ الإله الحقُّ عن إدراكِ مَن / قام الدليلُ بأنه مبهوت
فتراه مشغولاً به عن نفسه / وهو الذي هو عندهم ممقوت
ومن ادَّعى أنَّ الإله جليه / بالذكر فهو لديهم المبخوت
ما عاينتْ عيني عقائد خلقِه / إلا رأيتُ بأنه منحوتُ
والله قد ذمَّ الذي نحت الذي / هو عابدٌ إياه وهو صَموت
عبدوا عقولهمُ فلم يظفر به / إلاَّ عُبيدٌ ما له تثبيتُ
فأنا به المنعوتُ بين عبادِه / وهو الذي بعباده منعوتُ
لم أنس يوماً إذ تكلمَ ناطقٌ / في مجلسِ حاوٍ ونحنُ سكوتُ
فأفادنا ما لم يكن نعثاً لنا / فلذاك أصبحنا ونحن خفوت
نُضحي ونُمسي عندنا ما عندنا / ويقيلُ فينا سرُّه ويبيتُ
فإذا نقول نقولُ منه بقوله / وإذا اسكتنا يعلمُ المسكوت
عنه بأنا قد عجزنا وانقضتْ / آياته وأنابه الكبريت
ولنا به بالذكر الجميلُ ونورُه / ولنا به العلياءُ ثم الصيت
وسكينتي في القلب عند ذوي الحجى / لم يحوها صور ولا تابوت
قد أخليتُ لقدوم من يدري به / لما اتاني أربعٌ وبيوت
لما تحقق وصلُه قلنا لمن / لم يعرف الأمر هو اللاهوت
وبه إذا اتحدتْ حقيقةُ ذاته / وبدت عليه تدرَّع الناسوت
لما تغيَّر بالعطاسِ حمالُه / شرعاً له التحميدُ والتشميت
من أرض بابلَ قد أتاك معلماً / سحراً بسحر كلامه هاروت
إنَّ الدليلَ على مقامِ عبيبده / لنجيه طول المدى والحوتُ
وطلبت منه الحدَّ فيه فقال لي / ما فيه تحديدٌ ولا توقيت
إني رأيتُ وما رأيتُ وجودي
إني رأيتُ وما رأيتُ وجودي / ورأيته ذخري ليومِ شهودي
عطفتْ عليَّ صفاتُ من أنا ذاته / فرأيته مني كحبلِ وريدي
إنَّ الخيالَ هو الذي يتحكم
إنَّ الخيالَ هو الذي يتحكم / في أصله وهو المزاجُ الأقدمُ
فتراه يحكم في المزاج وفي النهى / من نفسه فهو الإمام الأعظم
يقضي على سرِّ الوجودِ بحاله / من جسمِ المعنى فذاك الأحكم
ويحدُّ من لا يعتريه تحيرٌ / بتحيُّر وتيقنِ يتوهم
ويقسم الأمر الذي ما فيه تق / سيم ويمضي ما يشاء ويُحكمُ
العبدُ سيِّدُه عليه ثناؤه
العبدُ سيِّدُه عليه ثناؤه / وثناؤه أيضاً على استاذِه
أستاذُه الحقُّ المبينُ لأنه / عينُ التجاءِ عبيدِه وملاذه
يأتيه منه عوارفُ معروفةٌ / ما بين هطَّالٍ وبين رذاذه
متقلباً في كلِّ خيرٍ شاملٍ / من الإله عليه في إنقاذه
من قالتِ الأملاك فيه ماذا
من قالتِ الأملاك فيه ماذا / الحكم فيه أنْ يكونَ ملاذا
لا بل يكون لمن تعوَّذ باسمه / من كلِّ ما تخشى النفوسُ معاذا
أقوى الورى واشدّهم في عقده / من صيَّر الأصنامَ فيه جُذاذا
لم يتخذ غير الإله مهيمنا / إذ قيل أنت فقال لا بل هذا
من غيرةٍ قامتْ به في ربه / فأتته سحاً انعمٍ ورّذاذا
فلذاك ولاه الأمانة ربّه / وأقامه في خلقه أستاذا
يدعو إلى الإسلام لا يلوي على / من قال فيمن قد دعاه ماذا
هجر الورى متفرِّداً مع ربه / لم يتخذ إلا الإله عياذا
فأتوا زرافاتٍ إليه إجابة / لما دعاهم ما أتوا أفذاذا
فتنزل الخيرُ الكثير عنايةٌ / من ربِّهم بقلوبهم أفلاذا
شذَّ الذين تفرّدوا عنهم بمن
شذَّ الذين تفرّدوا عنهم بمن / قد قال فيهم إنه هو عينهم
أفناهمُ عنهم به في نعتهم / فبدا لهم لما دعاهم كونهم
فتحققوا إن الأمورَ خلاّبةٌ / لما تقطع إذ دعاهم بينهم
وأتاهمُ عند الصلاة بقولهم / إيّاك نعبدُ بالعبادةِ عونهم
فتنبَّهوا وتثبَّتُوا وتحقَّقُوا / إنَّ المرادَ من العبادةِ بينهم
وتشهدوا إذ شهدوا بشهادة / قد بان منها في القيامة بونهم
ومحقق المطلوب لما جاءهم / في صدقهم عند التلاوةِ بينهم
إنَّ الذين رأوه منه عناية / بهم تحقق بالعنايةِ صونهم
قد حكموه على نفوسهمُ عسى / يقضي به يومَ التقاضي دينهم
هذا الوجودُ ومن به يتجمل
هذا الوجودُ ومن به يتجمل / إن الحديث منا يقول الأوّلُ
دلَّ الدليلُ على حدوثِ واقع / عن محدث هو بالدلالة أكمل
إذ كان والأشياء لم يك عينها / فحدوثُها فرق جليُّ فيصل
عند الذي سبر الدليل بفكره / لكن متى في مثلِ ذا لا يعقل
إنَّ الزمانَ من الحوادثِ عينه / ومتى محال في الزمان فأجملوا
لو يعلمون كما علمت مكانة / ما كنت عنه بمثل هذا تسأل
لحدوثنا إذا لم نكن وظهورنا / في عيننا وكذا المكان ففصلوا
لو أنَّ رسطاليس يسمع قولنا / ورجاله نظراً عليه عوَّلوا
أنصفت في التحقيق مذ بينت ما / دلُّوا عليه بالدليل وأصّلوا
والأشعريُّ يقول مثلَ مقالتي / وإنْ أنصفوا وكذا الرجالُ الأوّلُ
والله ما زلت بهم أقدامُهم / لكن لفهم السامعين تزلزلوا
قد فرَّقوا بين الوجوبِ لذاته / ولغيره فافهم لعلك تعقل
هذا هو الإمكان عند جميعهم / فعن الحقيقة عندنا لم يعدِلوا
لكنهم ما أنصفوا إذ نوظروا / في البحث بالسرِّ الذي لا يجهلُ
لو أنهم سبروا أدلة عقلهم / وتوغلوا في قولهم وتأمّلوا
رأوا اتساع الحقَّ من انصافهم / وقبوله للقولِ فيه فاقبلوا
إخوان صدقٍ لا عداوةَ بينهم / فله العلوّ نزاهة والسفل
الله أوسع أن يقيده لنا / عقدٌ فكلُّ عقيدةٍ لا تبطل
لكن لها وجه إليه محققٌ / يدري به الحبرُ اللبيبُ الأكمل
جاء المحققُ في التجلي بالذي / وقع النكير به وما هو أنزل
فله التجلي في العقائد كلها / وأتى بذاك تبدُّلٌ وتحوُّل
لو لم يكن هذا تقيد وانتفى / إطلاقه عنه لضاق المنزل
تدري الخلائقُ في الشعور نزوله / يومَ القيامةِ وهو يوم أهول
عمت سعادته الخلائق كلهم / جاء الرسولُ به ونص المرسل
وسعَ المهيمنُ كلَّ شيءٍ رحمةً / فاعلم فليس على المكان معوَّلُ
إنَّ الإله حكى لنا ما قاله / أهلُ العدالةِ والصدورُ العدَّلُ
وهو الدعاةُ لنا وقد نطقوا بما / جاء الكتابُ به إلينا المنزل
فينا من التجريح وهو حقيقته / من غيرة قامت بهم لا تجهل
لله قاموا غيرة لم يقصدوا / ردّاً عليه لما رأوه فاوّلوا
إنَّ الحبيبَ هو الوجودُ المجملُ
إنَّ الحبيبَ هو الوجودُ المجملُ / وشخوصُ أعيانِ الكيانِ تفصلُ
ما منهمُ أحدٌ يحبُّ حبيبه / إلا وللمحبوبِ عينٌ تعقلُ
في عينِ من هو ذاتنا وصفاتنا / ووجودنا وهو الحبيبُ الأكمل
وقف للهوى بي حيث كان وجودُه / في موقفٍ عنه الطواغيت تسفلُ
طرفُ الذي يهوى سماك رامح / وفؤادُ من يهوى سماك أعزل
ما إن يرى من عارف الإله / بين المنازلِ في المجرّه منزل
لمقام من يرجى العلو لذاته / ومقام من يرجو المقام الأنزل
من كان لا يبني لذلك عندنا / هذا هو العلمُ الذي لا يجهل
والله لو ترك العباد نفوسهم / لرأيتهم وهم الرجالُ الكمل
نصر الإله فريضته مكتوبة / فانصر فإنك بعده لا تخذل
نص الرسول على الذي قد قلته / وبذاك قد جاء الكتاب المنزل
جاء الكتاب مصدِّقا لمقاله / وعليه أهلُ الله فيه عوَّلوا
ما من كتابٍ قد أضيفَ منزلٌ / لله إلا والقرآن الأفضلُ
والفضلُ فيه بأنه يجري على / ما ليس يحويه الكتابُ الأول
كره النبيُّ الفعلَ من عبد أتى / بصحيفةٍ فيها دعاءٌ ينقل
من نص توراة وقال له اقتصر / فيما أتيتَ به الغنى والموئل
عصمَ الإله كتابنا من كلِّ تح / ريفٍ وما عصمت فمالك يأفل
فاستغفر الله العظيم لما أتى / واستغفر الله لهذا المرسل
فنجا من الأمر الذي قد ضرَّه / عما أتاه به النبيُّ الأعدل
وكذاك ختم الأولياء كلامه / في الأولياءِ معظم متقبل
من ذاقَ طعم كلامه لم يسترب / في قولنا فهو الكلامُ الفيصلُ
من كان يعرف حاله ومقامَه / عن بابه وركابِه لا يعدل
من عظَّم الشرعُ المطهر قلبَه / تعظيمه فهو الإمام الجوّل
صفة المهيمن ههنا قامت به / والناسُ فيها يشهدون العقل