المجموع : 210
قَد زوجت لا عن خيارِ
قَد زوجت لا عن خيارِ / من جاهل كالوحش ضاري
حسناء تشبه كوكَباً / جمَّ الشعاع من الدراري
أو درة قد أُخرجت / عند الصباح من البحار
أو زهرة حلَّت من ال / أكمام منعقد الإزار
الجيد منها فضةٌ / والشعر منها كالنضار
في العين دمع كالجما / ن وفي الفؤاد لهيب نار
وَلَقَد تغرد للأسى / في الليل تغريدَ الهزار
تَبكي وتندب حظَّها / والزوج لاهٍ بالقمار
وإذا عدا دُورَ القما / ر مشى إلى دُورِ العهار
ما إِن يبالي هل مشى / في الليل أَو وضح النهار
وإذا أَتى للدار قا / بلها بشتم واحتقار
غر من الأغرار قا / سي القلب مخلوع العذار
كَم فكرت تبغي النجا / ة من الأذاة في الانتحار
ظلموك يا لَيلى وإن / نَ الظالمين بنو نزار
لا تضمري يأساً فَلا / يَبقى الزَمان على قرار
وَلَقَد تعود إذا تصب / برت المياه إلى المجاري
ومن التفكُّر في الحما / م حذارِ يا ليلى حذار
في ليلة سوداء لم
في ليلة سوداء لم / أبصر بها للنجم وقدا
أخذت تعد همومها / نفسي اللجوج عليَّ عدّا
إذ صورت لي نسوةً / بالرافدين يثرن وجدا
واِستنكرت ما قد أَصا / بَ من الأسى لَيلى وسعدى
وَتأَلمت لمصاب عا / تكة بزوجٍ قد تعدى
فَهمى هنالك دمعها / يجرى تؤآما ثم فردا
ويل لغانية لها / بعل من الجهل استبدا
قبلت به زوجاً وَلَم / تر من قبول الزوج بدا
جمّ الكراهة كلما / زادت دنواً زاد بعدا
أبدى غراماً ثم غي / ير ما لَها من قبلُ أبدى
جعلت ترى في عينه / برقاً وتسمعُ منه رعدا
إن الغرور لجاعل / بين النهى والحق سدا
يبني الرجال من اللحى / فخراً لأنفسهم ومجدا
غصبوا النساء حقوقهن / نَ فَلا تصان ولا تؤدَّى
القوم يا ابنة يعرب / من جهلهم وأدوك وأدا
ظلموك ظلماً ما رأَي / تُ له لعمر الحق حدا
لا تمسكي بالقوم إن / نَ القوم لا يرعون عهدا
حجبوك عن أبناء نو / عك حاسبينَ الغيَّ رشدا
سجنوك في بيت أري / دَ بضيقه ليَكون لحدا
لم يعدلوا إذ غادرو / ك صدىً بكهف الدار فردا
وَنسوا حقوقاً لا يَكو / ن بدونهنَّ العيش رغدا
الأمُّ لو رقيت لرب / بت عَن هدى للشعب وُلْدا
وإِذا النساء ردينَ في / شعب فإن الشعب يردى
زوجان كل منهما / لحليله قد كان ندا
من بعد ما عاشا معاً / ماذا جَرى حتى أَلدَّا
هدّا بناءهما وَما / أحراهما أن لا يهدا
الزوج كان هو الَّذي / يولي الرضى ثم استردا
وَعَلى جميع حقوقها / من بعد لذته تعدَّى
يأَتي الطلاق لغير ذن / بٍ ثم يحسب ذاك رشدا
لا شيء يمنع جاهلاً / ذا غلظة أن يستبدا
قد يرجع الإنسان قر / داً مثلما قد كانَ قردا
لَيلى بكت ما قد شجاها
لَيلى بكت ما قد شجاها / حتى تقرح مقلتاها
وَبكت سعادتها وأحلا / م الصبا وبكت مناها
وبكت وأبكت بالَّذي / أذرته من دمع سواها
فَلَقَد دَهاها من خطيرا / تِ الكوارث ما دَهاها
قد طالَ عهد شقائها / فَبَكَت فَلَم يَنفَع بكاها
وَلَقَد تأذت فهي شا / كية بأدمعها أذاها
إذ زوجوها من فتى / ما إن رأته وَلا رآها
زفت إليه فلم تجد / شيئاً جميلاً في فتاها
بل كان فظاً في معا / شرة يحقِّرها وجاها
النفس ألفت كربها / والعين قد لقيت قذاها
مضت الشهور فَلَم يزد / في أمره إلا سفاها
ما شاهدت من خلة / فيه موافقة هواها
شكس الطباع يسير في / سبل الحياة بمقتضاها
سمج لئيم النفس لم / تك وصمة إلا أَتاها
ألفته بعد لبانة / في نفسه منها قضاها
يدنو عبوساً ثم يَبْ / عُدُ من كراهته لقاها
وَلَقَد يقيم وَلا كلا / مَ كأَنَّما هو لا يراها
إن الزواج له حقو / ق واجباتٌ ما رَعاها
ماذا تفيد الواجبا / ت أَخا غرور قد عصاها
فكأَنَّما هي سلعة / لقضاء حاجته اشتراها
قَد سامها خسفاً وَأَو / سَعها سباباً وازدَراها
صبرت على أخلاقه / عاماً فَطالَ به شقاها
حَتى براها الهمّ وان / حلَّت لما قاست قواها
طلبت إليه أَن يطل / لقها فَلَم يسعف مناها
ضرعت فَلَم يرأف بها / وَبَكَت فَلَم يرحم بكاها
تَرجو مروءته وَهَل / يأتي المروءَة من أَباها
بل ظل يهضمها وظل / لت منه شاكية شجاها
لم تدر في أَي المسا / لك إن مشت تَلقى هداها
أَتَموت أَم تعنو لأح / كامٍ عليها قد قَضاها
وإِذا أَتَت صبراً فَما / ذا بعد ذلك منتهاها
ثُمَّ ارتأت أن المنو / ن إذا به لاذَت حماها
فَتَجَرَّعت سمّاً وَما / تت في غضيرٍ من صباها
يَلقى الخطوب ويركب الأهوالا
يَلقى الخطوب ويركب الأهوالا / حر يريد لقومه استقلالا
ينأى عن الوطن المعزز مرغماً / وَيَموت دون رجوعه مغتالا
لا يطمئن الشعب بعد جهاده / إلا إذا لمس المراد فنالا
نزعت له نفس إلى حرية / فَمَضى يقطع دونها الأغلالا
ما فاز فوق الأرض باستقلاله / شعب يعالج قلبه الأوجالا
حي الأسود تذب عن آجامها / وَلمثل ذلك ربت الأشبالا
لَيسَ الحياة سوى نضال دائم / ما عاش من لا يَستَطيع نضالا
تَبغي لتلبس جدة في عصرنا / كل الشعوب وتنزع الأسمالا
يا رب أَيام تمر عصيبة / يَحكي شحوب غدوها الآصالا
مات البَنون فكنت أَسمع أمهم / للثكل تعول بعدهم إعوالا
لَو أن هاتيك الدموع تجمدت / لنحتّ منها للأسى تمثالا
لاقيتُ أَياما خفافاً مثلما / قاسيتُ أَياما عليّ ثقالا
رضوى ومن ذا عالم بمرادها / وقفت هناك تخاطب الأجيالا
قل لِلَّذي يَشكو غليل فؤاده / لذ بالسقاء فقد ترى أَوشالا
وَلَقَد وقفت على ربوع قَد خلت / أَبكي الرسوم وأَندب الأطلالا
كانَت بها لَيلى إلى عشاقها / تمشي وتسحب خلفها أذيالا
أَما الجمال فكان جماً فاتناً / يا حبذا ذاك الجمال جمالا
كَم جاهل ظن الخيال حقيقة / وَرأى الحقيقة في الحياة خيالا
من قد أَضاع صوابه في نهجه / عدَّ الهدى للسالكين ضلالا
أَمّا الَّذي يأَتي الوشاة فإنه / إفك وأَكثره يكون محالا
يا رب لَو أَنزلت سخطك ناقماً / فجعلته للظالمين نكالا
أَترى العراق ملاقياً بطَبيبه / من بعد زمنة دائه إبلالا
يا قابضاً لغد العراق بكفه / أَنسيت أنَّ لأهله آمالا
حتام يَشكو الضيم شعب كامل / حتامَ تحمل أمة أَثقالا
لَهفي على قطر يعالج أَهله / داء من اليأس الأليم عضالا
إنا نرحب بالأمين وأنه / قدم العراق ليعرف الأحوالا
إن العراق على فتوة ضيفه / يَبني الرجاء ويعقد الآمالا
لما تنغص في العراق مقامي
لما تنغص في العراق مقامي / وَليت مني الوجه شطر الشامِ
بغداد لَيسَ اليوم دار سلامة / كلا وَلا هي منزل لوئام
أما السعادة لي بها وقد انقضَت / فكأَنَّها حلم من الأحلام
الناس فيها لي على قرضي لهم / حر القَريض مناوئٌ ومحامي
شاهدت قوماً يخطبون مودتي / وَرأَيت قوماً يطلبون خصامي
قلت الهمام سيبتَني مجداً بها / فإذا الهمام هناك غير همام
قلت الحمام إذا أَلَمَّ يريحني / وقد اِنتظرت فَما ألمَّ حمامي
الحق فيها للتعاسة ضائع / وَالصدق معدود من الآثام
قد كنت أَخشى السيل عند ممره / فأتيت ملتجئاً إلى الآكام
أرجو صباحاً يستَبين للَيلَتي / فأرى بعيني النور بعد ظلام
ما إن وجدت على التماس واحداً / في القوم قد أَشكو له آلامي
إلا شبابا ناهضين إلى العلى / يتطلبون المجد غير نيام
وأرى مخايل في الصغار جميلة / فكأَنَّها الأزهار في الأكمام
لك يا عراق فلا تكن مستيئساً / بعد المنى مستقبل الأيام
قضت السياسة أَن أَعيش بشقوة / في جنب دجلة شاكياً لأوامي
وَلَقَد أَرى شبح المنون بأَعيني / يمشي ورائي تارة وأمامي
ومن السعادة لي على برح النوى / أني رحلت مشيعاً بسلام
ماذا مقامك يا جميل ببقعة / فيها الحقيقة هزأة الأوهام
إن رمت في الأمر اعتصاماً بالحجى / فامسك بحبل منه غير رمام
أما دمشق فإنها عربية / رفعت لواء السلم والإسلام
العلم فيها باسط أحكامه / والشعب منبسط من الأحكام
قوم بأخلاق لهم موروثة / فيهم قد امتازوا وبالأفهام
قوم لهم بالعلم في تاريخهم / والمجد أعلى رتبة ومقام
سافرت من بغداد في سيارة / نفثت لظىً وتحركت بضرام
حتى وصلت إلى دمشق وإنها / بلد كَريم حافل بكرام
سفري إليها كله قد تم في / يوم وآخر لم يكن بتمام
تاللَه تلك مسافة شسعت على / من كان يمشيها على الأقدام
النار قرَّبَت البعيد فجبته / نهباً وبين البلديتن موامي
حسبي دمشق فإنها بلد الرضى / والحب للغرباء والإكرام
فَلَقَد رأَيت حفاوةً من أَهلها / عجزت لهم عن شكرها أقلامي
الشعر أَهديه إلى أبنائها / هو كل ما عِندي من الأنغام
الشعر أَنظمه شعوري بالأَسى / وَالشعر ذكرى صبوتي وغرامي
الشعر صوت الروح يشكو بثه / وأَنين مجروح من الآلام
الناس إن ثاروا فثورتهم
الناس إن ثاروا فثورتهم / عن خفة فيهم وعن أفنِ
لا يدرك الجمهور ثورته / إلا إذا انطفأت مع الزَمَن
الشعر ما كانَت حسان بيوته
الشعر ما كانَت حسان بيوته / بيض الصدور رواجح الأعجاز
وَيزيدها دلاً على الأسماع ما / تبدي لَها الأسماع من إعزاز
إن أخفق الإنسان في عمل له
إن أخفق الإنسان في عمل له / ذم الزَمان وَعاتب الأقدارا
بل ذم نفسك إِنَّها هي قصرت / في الأخذ بالأسباب حتى بارا
قال اترك المعقول لا تعمل به
قال اترك المعقول لا تعمل به / حتى يؤيد حكمَه المنقولُ
قلت اترك المنقول لا تعمل به / حتى يؤيد حكمه المعقولُ
لا تهمل الداء الصَغير فإنه
لا تهمل الداء الصَغير فإنه / يَنمو ويصبح فيك وهو عقام
إن الحريق شرارة في أَصله / وَالسل أول ما يَكون زكام
قد كنت أَرجو في الرؤوس جراءة
قد كنت أَرجو في الرؤوس جراءة / فإذا الرؤوس تلوذ بالأذناب
وجدوا طريقا للتقدم صالحاً / فمشوا به لكن إلى الأعقاب
قالَت سئمتُ من المناسك
قالَت سئمتُ من المناسك / وَمن العبادات النواهك
فأجبتها إني كذلك /
قالَت أود نجاء نف / سي من لَياليها الحوالك
فأجبتها إني كذلك /
قالَت وأرجو نيل عي / ش مثل وجه الصبح ضاحك
فأجبتها إني كذلك /
قالَت وأبغي البعد عن / أَهل الضغائن والحسائك
فأجبتها إني كذلك /
قالَت وأَصبو أن أُطي / لَ السير في عرض الممالك
فأجبتها إني كذلك /
قالَت وأَرغَب أن تَكو / ن مسالكي خير المسالك
فأجبتها إني كذلك /
قالَت وأوثر أن أصا / حب في الحياة أولي المدارك
فأجبتها إني كذلك /
قالَت وأَطلب للسلا / مة أن أشط عن المهالك
فأجبتها إني كذلك /
قالَت وآمل أن تنا / ل مرادها نفسي هنالك
فأجبتها إني كذلك /
قالَت وأَهوى أن أَنا / م على الأسرة والأرائك
فأجبتها إني كذلك /
قالَت وأَعلَم أن بغي / رِ المال لَيس يكون ذلك
فأجبتها إني كذلك /
قالَت ولكني لشي / ءِ منه لست من الموالك
فأجبتها إني كذلك /
وضح الصباح وهبت الأرواحُ
وضح الصباح وهبت الأرواحُ / وَتبينت في الأوجه الأفراحُ
ما أنضر الأغصان باكرها الحيا / فجلا وجوه الزهر وهي صباح
في جنة غناء أَزهر دوحها / وانبثَّ يعبق نشرها الفياح
غنت حمائمها على أَفنانها / فأجابهن البلبل الصياح
الزهر فوق الأرض مبثوث وقد / ألقت عليه ظلها الأدواح
وَكأَنَّما الطل السقيط سلافة / وكأَنَّما أَزهارها أَقداح
النفس فيَّ الكهرباء بها أَعى
النفس فيَّ الكهرباء بها أَعى / فاذا رديت فإنها تردى معي
لَيسَ الحَياة سوى جماد ثائر / وإلى سواه ما لها من مرجع
رقد الألى شادوا المقا
رقد الألى شادوا المقا / صير الرَفيعَة في الحفائر
تلكم منازل تَلتَقي / فيها الأوائل والأواخر
إنى امرؤ بالصدق ذو ولع فما
إنى امرؤ بالصدق ذو ولع فما / أَصبو إلى جنف ولا أَرتاحُ
حر يَقول كما يظن وهل على / حر يَقول كما يظن جناح
أَمشي على وضح اليَقين بليلَتي / حسبي اليَقين وحسبي الأوضاح
للشك أشباح تَلوح لجاهل / فَيَقول ماذا تلكم الأشباح
ما مرّ بي يوم يروع ظلامه / إلا بدا صبح له وضاح
العقل يهدي المرء في إدلاجه / إِمَّا سرى فكأَنّه مصباح
وَلَقَد يعانى المصلحون مشقة / حتى يتم لأمة إصلاح
لَيسَ الحياة سوى وغى ما راضها / إلا الكمي بعزمه الجحجاح
أَظهر بمعترك الحياة شجاعة / وتقلدنَّ العلم فهو سلاح
ود الكَثير من الورى لو أنهم / محقوا الكفاح فَلا يَكون كفاح
لكنهم جهلوا الحياة وأنها / حرب بها للناهضين صلاح
إن الحياة على البسيطة كلها / حرب تدور لها رحى ملحاح
بَغداد لي وطن إذا استذكرته
بَغداد لي وطن إذا استذكرته / مرت على عيني له ألواحُ
بغداد لَم تك غير دار سلامة / حتى تغير أَهلها وأَشاحوا
في كل يوم كان لي من أرضها / مغدىً إلى أمنيةٍ ومراح
وهناك أَندية شدوت بها كَما / في الرَوض يَشدو البلبل الصيداح
بلد لبست به شبابي هاتفاً / ونزعته وإذا الهتاف نواح
وَلَقَد تبدلت الوجوه فَلَم يُتَح / ما كانَ للحر الأَديب يتاح
أَنا واحد ممن تنغص عيشهم / فمضوا يجوبون البلاد وَساحوا
وَعَلى الأديب الحر يثقل أَن يرى / أَوطانه يجتاحها المجتاح
أَنا لست من خلط المزاح بجده / فالجد جد والمزاح مزاح
كذب الَّذين قد ادعوا بجهالة / أن العراق إلى العصا يرتاح
بل إنه متألم في ظهره / مِمّا أَتاه الجالدون جراح
وَالفَرق أن لَيسَ الشكاة من الأذى / فيه تباح كَما بمصر تباح
فهنا خضمٌّ لجُّهُ متلاطمٌ / وَهناك حوض ماؤُه ضحضاح
وَلَقَد تضاهي النيل فيه دجلة / يوماً فماء الواديين قراح
الشَعب والوَطن الحَبيبُ
الشَعب والوَطن الحَبيبُ / يَستَصرِخان ولا تجيبُ
مرض الحَبيب وَخشيَتي / هي أن تلم به شعوب
الداء أعضل في المري / ض وَلا يداويه طَبيب
يا وجه لَيلى كنت وضا / ءً فما هَذا الشحوب
الموت في شرخ الشبا / ب لمن يعالجه رَهيب
يا ريح رفقاً فالَّذي / تلوينه غصن رطيب
بكت العيون دما وقب / ل بكائها بكت القلوب
الموت عين يشرب ال / أفراد منها وَالشعوب
ما إِن أُبالي بعد مَو / تي الشمس تطلع أَو تغيب
إِن الألى غصبوا الحقو / ق أمامهم يوم عصيب
وَلَقَد أثاروا فتنة / كالنار تتلف ما تصيب
أذمم بها من فتنة / هوجاء يمقتها اللَبيب
قَد أنكَروا نيرانها / حتى بدا منها اللهيب
يا حق مالك في سكو / ن الليل مضطرباً تلوب
يا حق لا تجزع كلا / نا في مواطنه غريب
أما الغَريب فللغَري / بِ بدار غربته نسيب
وَلَعَلَّ من قد بانَ عَن / أوطانه يوماً يؤوب
أَنا لا بَعيد عنك يا / وطني العَزيز وَلا قَريب
لِلَّه ما قاسى بمو / طنه من الحيف الأديب
لطمته كف قذْرة / وَكذاك تقترف الذنوب
ما ضره من لطمها / لو أنها كف خضيب
وَلَقَد أحاول أن أَتو / ب من القَريض ولا أتوب
وَلَقَد ركبت عبابه / عمراً فَما نفع الركوب
قد خلت فيه محاسناً / وإذا محاسنه عيوب
ما إن رأَيت موقراً / كالشيخ كلله المشيب
في وجهه غضباً على ال / أيام إذ كذبت قطوب
وَله بمستنّ الطَري / ق لحاجة فيه دَبيب
يَمشي إِلى غاياته / حذراً فتقذفه الدروب
لا تتبعنَّ الظن إِن / نَ الظن أكثره كذوب
دَع ما يريبك في الأمو / ر إلى الَّذي هُوَ لا يريب
إن أنج يا لَيلى فرب فَتىً نجا
إن أنج يا لَيلى فرب فَتىً نجا / من كربة سوداء ذات لزامِ
أو كانَت الأخرى وتلك مظنتي / فعليك يا لَيلى عليك سلامي
إن الرَبيع كثيرة أوراده
إن الرَبيع كثيرة أوراده / فاذا اِنقَضى لم يَبقَ من أوراد
إن مت تحزن في العراق أحبة / حيناً وتفرح في العراق أعادي