القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : عبد الغَني النابُلُسي الكل
المجموع : 120
إن المحب إذا اختفت أسرارُهُ
إن المحب إذا اختفت أسرارُهُ /
ظهرت على صفحاته أنواره /
ويح المحب إذا دهتهم ناره /
قالوا أتبكي من بقلبك داره / جهل العواذل داره بجميعي
شرف الهوى أنا راهب في ديرِهِ /
وأنا الذي عندي مطالع خيره /
والحب عني حيث جد بسيره /
لم أبكه لكن برؤية غيره / طهرت أجفاني بفيض دموعي
لا حيرة في الحق عند ذوي الهدى
لا حيرة في الحق عند ذوي الهدى / بل عندهم منه الهداية تعرفُ
قوم أزال حجابه عن قلبهم / وبهم يسوَّى بل بهم هو يوصف
لا زال فيهم نور ظلمة كونهم / أين الظلام وشمسه لا تكسف
والعين تلك العين واحدة كما / كانت قديماً عند من هو منصف
والناس حاروا بالعقول لأنهم / راموا التكيف وهو ليس يكيف
فلو احتموا بحماه عن أفكارهم / وبه اهتدوا لا بالعقول لَأُتْحفوا
لكن إذا رام المهين رتبة / للمرء قام بها فمن ذا يحرف
فهو المكيف بالأوامر للحجى / وبحضرة القيوم ذاك مكيف
خفض عدوّي في الهوى ومصادقي
خفض عدوّي في الهوى ومصادقي / محبوبتي ذات الوشاح الخافقِ
أنا لا أميل إلى سواها دائماً / إن شئت خالف في الهوى أو وافق
تُجلى إليَّ متى أردت تفضُّلاً / بمروط أشباح الورى وقراطق
وهي التي كانت وكنت وهكذا / هي هكذا بمغاربٍ ومشارق
أنا ثوبها روحاً وجسماً وهي في / خلعي ولبسي مثل لمحة بارق
بل ما أنا ثوب لها بل تلك لي / ثوب به أختال بين خلائق
بل لست ثوباً لا ولا هي ثوبُ لي / يا سارقاً قطعت يمين السارق
هذا الفضاء بدا فقم متنزّهاً / في النور واخرج من خلال مضايق
واحذر فإن وراء ذلك لا ورى / من راتق لا يستقل وفاتق
واشتقَّ واضرب بالعصا حجراً تَسِلْ / لك أعينٌ منه بماء دافق
فَتَوَضَّ فيه واغتسل وادخل به / للمسجد الأقصى محل رقائق
واسجد هناك لوجه حبك سجدة / من بعدها أخرى سجود الوامق
تلقَ المنى وتكون تحت ستائرٍ / من لطفه أبداً وتحت سرادق
الله يفتح كل باب مغلقِ
الله يفتح كل باب مغلقِ / وهو المقيد للوجود المطلقِ
والفكر في يده كمفتاحٍ لنا / يبدي به عنا الذي فينا بقي
فالجأ إليه وكن به متعلقاً / لا فاز من هو ليس بالمتعلق
قطع الجهول زمانه بتغزلِ
قطع الجهول زمانه بتغزلِ /
إن الجهول عن الجمال بمعزل /
أنا لا أميل إلى كلام العذَّل /
سهري لتنقيح العلوم ألذ لي / من وصل غانية وطيب عناقِ
إن كنت جئت لدى العدى بنقيصةٍ /
فهي الكمال وذاك عن خصِّيصةٍ /
طلبي لغالية ببذل رخيصةٍ /
وتمايلي طرباً لحل عويصةٍ / في الذهن أبلغ من مدامة ساقي
سم الجهالة زال من ترياقها /
وهو العلوم بمقتضى إشراقها /
حرَّرتها في الطرس باستحقاقها /
وصرير أقلامي على أوراقها / أشهى من الدوكاة والعشاق
فانهض لتحصيل العلوم ووفِّها /
حقاً بأشرف حالة وأعفها /
إني كُفِفْتُ عن السوى بِأَكُفِّها /
وألذ من نقر الفتاة لدفها / نقري لألقي الرملَ عن أوراقي
تعلو على أوج المعالي همتي /
في نيل مقصودي وقرب أحبتي /
وأنا الذي عزمي كسيف مصلت /
يا من يبالغ بالأمالني رتبتي / كم بين منسفل وآخر راقي
أصبحت موصوف العلى منعوتَهُ /
لا أختشي من جانب تفويتَه /
يا قاصراً فينا يحاول صيته /
أأبيت سهرانَ الدجى وتبيتَه / نوماً وتبغي بعد ذاك لحاقي
انهض بربك لا بنفسِكْ
انهض بربك لا بنفسِكْ / تشرف على أبناء جنسِكْ
فالكل أنت وأنت هو / والهو غداً فلكاً لشمسك
فإلى متى تبقى كذا / يا مَيْتُ في ظلمات رمسك
لا يظهر المخفي عن / عينيك إلا بعد طمسك
وحياة قدسك أنت في / أنت المنى وحياة قدسك
فاكشف حجاب سواك عن / أياك وانزع ثوب حدسك
واستقبل النسمات إن / وافتك من نفحات أنسك
وإذا ظهرت وكنت أن / ت بغير أنت لطيب غرسك
فانقل علومك عنك لا / عمن تخاطبه بدرسك
وانظر لعينك وانتظر / وعن السوى والغير أمسك
واقرأ كتابة أحرف / ظهرت على صفحات طرسك
وإذا حصلت على الذي / تحوي فيومك فوق أمسك
إن الوجود حقيقة لا تدركُ
إن الوجود حقيقة لا تدركُ / وقف الموحد دونها والمشركُ
والناس فيها فرقتان فعارف / حاز الكمال وجاهل يستدرك
والعين واحدة ولكن حكمها / يَقَقُ البياض وأسود محولك
فاطرح قيود الكائنات جميعها / واطلق عنانك في السرى مستمسك
وافتح عيونك في حقيقة ما ترى / لا يحجبنَّكَ عثيرٌ أو درمك
كدرُ الزخارف حلَّ ماءك فاختفى / عنك الذي هو عنه عينك تهتك
لكن وجودك قابل وكذا الورى / للصفو فاسلك يا هنا من يسلك
هذا الطريق بدا فأين السالكُ
هذا الطريق بدا فأين السالكُ / ما الناس إلا سالم أو هالكُ
رمت الشريعة أنت مملوك لها / وإذا الحقيقة رمت أنت المالك
والكائنات إذا عرفت تلألأت / وإذا جهلت هي الظلام الحالك
صدق الكتاب لمن به يتمسكُ
صدق الكتاب لمن به يتمسكُ / والبعض منه به يكون المشركُ
وهو المبين على الذي بجميعه / يدري وليس ببعضه يتمسك
هو نازل من حضرة أحدية / فتحققوا فيه ولا تتشككوا
سور وآيات بدت فتركبت / من أحرف هي بالتوحيد أملك
مشتقة من سور كل مدينة / لإحاطة فيها بما يتفكك
ولقد بدت صوراً إذا هي فخمت / بنزولها الثاني لدى من يسلك
بالحق أنزلناه ذلك أولٌ / كل به قد آمنوا واستبركوا
وبه لقد نزل اغتدى هو ثانياً / فتفرقوا فيه وعنه تمحّكوا
وبدالهم صوراً فخصوا بعضَهُ / بالترك منه وبعضه لم يتركوا
وبقيْ عليهم حكمُ موطنهم بما / هو مقتضاه لهم بجهل يملك
ولذلك الدنيا غدت ملعونةً / إلا الذي استثنى وهاج المعرك
وأتاك من آياته ألوانكم / والألسن اللاتي غدت تتحرك
وجميعها صورٌ وتلك كثيرة / وبها اختلافٌ زائدٌ لا يدرك
والله مولانا محيطٌ قد أتى / لك من وراء الكل وجهٌ يهتك
بل ذاك قرآن مجيد جاء في / لوح هو المحفوظ عمن يشرك
يا من تملك بالمحاسن مهجتي
يا من تملك بالمحاسن مهجتي /
وإليه ملت ولا سواه بجملتي /
وأريده لما أقول أحبتي /
خلص الهوى لك واصطفتك مودتي / إني أغار عليك من ملكيكا
عيني بوجهك لا تزال قريرةً /
والقلب يضمر منك فيك سريرةً /
وأنا الذي بك زاد عقلي حيرةً /
فلو استطعت منعت لفظَك غيرةً / أني أراه مقبِّلاً شفتيكا
يا جامعي بكلامه المتشتتِ /
من كل ناحية إليك تلفتي /
أهفو إليك وعنك وجدي ما فتي /
وأراك تخطر في شمائلك التي / هي فتنتي فأغار منك عليكا
نفسي على نفسي الوجود بها نزل
نفسي على نفسي الوجود بها نزل / فَرْضاً وتقديراً ترتب في الأزلْ
فتلبست نفس الوجود بغيرها / وتقيد الإطلاق منها وانعزلْ
وهو الذي هو لم يزل في غيبه / وأنا الذي هو في انعدامٍ لم أزل
وكذاك حكم الكائنات جميعها / فدع العَنا يا من تَرَيَّضَ واعتزل
واعلم بأنك أنت تقدير الذي / هو ناسج لك بالمشيئة ما غزل
والحضرتان له فحضرة ذاته / محض الوجود ووَصفُهُ نظمُ الغزل
وهي الصفات جميعنا آثارها / من جدَّ فهو بها يجدُّ ومن هزل
وإذا تعرض خاطر لك فاسد / فارجع إلى التقدير إن العقل زل
وإذا الوجود الحق أعرض عنك قل / نفسي على نفسي الوجود بها نزل
نور تلفَّف بالظلام مكملُ
نور تلفَّف بالظلام مكملُ / نودى هنا يا أيها المزملُ
قم فيه وهو الليل أي بأموره / طبق الإرادة ما علا والأسفلُ
ذرني ومن فيه خلقت من الورى / فيه وحيداً مستقلاً يفعل
واغلظ عليهم قال أي بنفوسهم / وهو الرؤوف بنا الرحيم المفضل
وهو العزيز عليه ما عَنِتَ السوى / وهو الحريص على الجيمع ليكملوا
بحر وهم أمواجه وهو الذي / بالحق قام كصورة تتخيل
وافهم إشارة قوله قد جاءكم / من عين أنفسكم إليكم مرسل
تجد الذي بالروح عنه وبالحجى / كنّى الإلهُ وما درى من يجهل
وهو الحقيقة والشريعة والهدى / لمن اهتدى وهو الحبيب المقبل
والسنة الغراء فيه طريقنا / ويد الجماعة والكتاب المنزل
طوراً يغيب ونحن نظهر عنه في / هذا الزمان لنا المقام الأفضل
ونغيب نحن به ويظهر تارة / هو قائمٌ عنا بنا يتمثل
ووراء هذا في الغيوب حقيقة / تطوي الحقائق كلها لا تعقل
قد أجملت نور النبيِّ وفصلت / وتظل تجمل للورى وتفصل
وهي الوجود وما سواها هالكٌ / ويقال موجود يلوح ويأفل
نور على نور وللثاني أتى / أو في الصلاة بها يجود الأول
طول المدى ما هب ريح الروح في / روض الجسوم وما تغنّى البلبل
إنا فهمنا عنه أمثالاً لنا
إنا فهمنا عنه أمثالاً لنا / هو ضاربٌ فينا بخلقٍ أكملِ
لم نضرب الأمثالَ نحن له ولم / نعدل عن النهج القويم الأعدلِ
ولهم ضربنا قوله الأمثالَ في / حق الذين تقدموا فتأمَّلِ
لا تضربوا الأمثال لله الذي / قد قال ذلك في الكتاب المنزلِ
فالله يعلم والبرية كلهم / لا يعلمون بمجمل ومفصَّلِ
ومتى رأينا عالماً في صورة / كونية قلنا هو الحق الجلي
رام الظهور بصورة في علمه / وبها توجه للحضيض الأسفل
والكل ذو علم ولو بحقيقة / فيما مضى والآن والمستقبل
والحق عنها قد تنزه قبلها / وهو المنزه بعدها عنها العلي
والحكم فيها قد أتى منه على / ما كان منها في القديم الأول
وهو الذي ما زال عن إطلاقه / وهي التي عن نفيها لم ننزل
لكنها ثبتت به منه له / كشفاً بعلمٍ ليس بالمتحوّل
وتخصُّصاً بإرادة وتقدُّراً / بالقدرة القصوى عن المتأمل
فاشهده منها مطلقاً في نفسه / ومقيداً بخصوصها المتأثِّل
أو شئت فاشهدها به معدومة / لما تزل وهو الشهيد لها الولي
إن الشهادة والولاية كانتا / للحق حتى صارتا بالحق لي
يا للبرية إن قلبي ما ارتوى
يا للبرية إن قلبي ما ارتوى /
ممن معي لا زال يظهر بالقوى /
وأنا الذي أشكو المحبة والجوى /
وأمر ما لاقيتُ من ألم النوى / قرب الحبيب وما إليه وصولُ
يدنو فأحسب أنه أني وما /
هو غير قرب والجهول له العمى /
فاعجب لنور فيه كوني أظلما /
كالعيس في البيداء يقتلها الظما / والماء فوق ظهورها محمولُ
دع من يجادل أو يماطلْ
دع من يجادل أو يماطلْ / واعلم بأن الكلَّ باطلْ
والحق حق واحدٌ / وبه غبار الكون ساطل
يا من يعدده ولا / يدريه خاطٍ أنت خاطل
يا غافلون تنكبوا / عنا فغيث الفتح هاطل
هذا الذي لا تعرفو / ن ولو جريتم في القساطل
وقفوا بأرض عقولكم / إن الذي تدرون عاطل
ما حظكم غير السوى / منه وما فزتم بناطل
الله أكبر هذه / ذكرى لأفئدة العواطل
ظهر الوجود الحق في مرآتنا
ظهر الوجود الحق في مرآتنا / إذ نحن في العدم المقدر لم نزلْ
فوجودنا هو صورة لوجوده / لا أنه ذاك الوجود علا وجلّْ
وكذا ظهرنا نحن في مرآته / مع أننا عدم ومنه على وجل
وهو المقدر بالصفات ذواتنا / وصفاتنا من غير بدء في الأزل
إذ نحن أجمعنا هو العدم الذي / ما شم رائحة الوجود إذا نزل
فظهوره فينا بقول قل انظروا / ماذا الذي هو في السما والأرض هل
وكذاك وهو الله قال بأنه / هو في السما والأرض من يجحده زل
وظهوره فينا بحكم كلامه / في كل شيء هالك إلا الأَجَلّْ
مع أننا نحن العوالم كلها / موجودة فافهم وفصِّل ما انجمل
واحذر تظن تغيراً وتبدُّلاً / في ربنا عما عليه فما انتقل
وكذلك احذر أن تظن بأننا / عما عليه لنا التغير والبدل
فإذا رآنا فهو راء نفسه / لا أننا هو أو بنا حاشاه حَلّْ
وإذا رأيناه فأنفسنا نرى / لا غير فاكشف عن سنا هذا المحل
هذا هو العرفان وهو أجل ما / يأتي به بشر وحققه الأمل
إرث النبيِّ محمد وهو الذي / جاءت به ساداتنا القوم الأول
أقبل ودع عنك الكسلْ
أقبل ودع عنك الكسلْ / وكن الذباب على العسلْ
وإذا طردت فعد إلى / ما كنت تطلبه وسل
واعلم بأنك قاتل / فالنصل في طول الأسل
والحب يخرج مثله / والبزر أشجاراً نسل
ومتى تركت تركت لا / طهر الإناء ولا انغسل
حوتٌ تعاظمَ فالتقمْ
حوتٌ تعاظمَ فالتقمْ / لهبَ التولُّع والسقمْ
لولا أكون مسبحاً / في بطنه كان انتقمْ
حتى إذا تمت كتا / بة لوح صدري والرقم
ألقى بساحل أمره / كلّي وعرَّفني اللَقَم
فلمحت يونسَ حكمةٍ / زالت بها عني النقم
حق بدا في صورة الموهومِ
حق بدا في صورة الموهومِ / لما تسمَّى فيه بالقيومِ
وتتابعت أوصافه وترادفت / أسماؤه في أنفس وجسوم
وتبينت أفعاله فتعاكست / أحكامها في أمره المحكوم
نحن الكواكب في سموات الهدى / نرمي شياطين العدى برجوم
صور شربناها حلاوة كوثر / والجاهلون تعبُّ من زقّوم
قرأوا الوجود وساوساً وزخارفاً / وشكوك أوهامٍ وقبح فهوم
ولقد قرأناه صحائف نُشِّرَت / بالحق بين معارف وعلوم
ظل ظليل للذين به اهتدوا / وعلى الذين جفوه من يحموم
ضاءت سموات القلوب بشمسنا / وعلى الورى كانت طلوع نجوم
والآن نوبته انقضت بظهورنا / وخصوصنا مستجمع لعموم
أزل له ما قبلنا ولنا به / أبد وليس الفرق غير رسوم
نحن الذين يضيء نور علومنا / بين الورى في غيبة المعصوم
الله أكبر ما أعز مقامنا / وأجل وافر حظنا المقسوم
لا تأخذُ الخلاقَ يا قومُ
لا تأخذُ الخلاقَ يا قومُ / في خلقه سنة ولا نومُ
فالروح تأخذها به سنةٌ / والجسم نوم فيه مرغومُ
والله عن روح وعن جسد / قد جلَّ لا يحكيه مفهومُ
ما في سماوات له وهي ال / أرواح قيدومٌ فقيدومُ
وكذاك ما في الأرض وهي له / أعني الجسوم وذاك مرسوم
وهو المميت لأنه أبداً / حي على الأكوان قيوم
فإذا أمات أباننا وإذا / أحيى خفينا وهو معلوم
في آية الكرسيْ لنا عبرٌ / منه كتابٌ جاء مرقوم
حق بحق فيه حقَّقنا / وما سواه فهو موهوم
به شرابي كوثر عذبٌ / وشرْبُ أهل الجهل زقوم

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025