القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ظافِر الحَدّاد الكل
المجموع : 71
كم قَدْرُ ما أُخفِي الهون وأَصونُ
كم قَدْرُ ما أُخفِي الهون وأَصونُ / والدمعُ يُعْرِب والسَّقام يُبينُ
قد كنتُ مُعتضِدا بحبل تجَلُّدى / ألقَى به الأهوالَ وهْو مَتين
وإذا الفتى عَبَث الغرامُ بقلبه / فالصبرُ شكٌّ والغرامُ يَقين
يا قلبُ كنت أَدِلُّ منك بعزمةٍ / حتى دَهَتْك سَوالفٌ وعيون
فسَبَتْك لَمْحةُ شادنٍ من بُرْقُعٍ / وتَصرَّفتْ بك في الفنون فنون
ووفيتَ لي لما صَحِبتُك في الوَغَى / فإذا التمسْتُك بالسلوِّ تَخُون
إن الهوى لَهُوَ الهوانُ وإنما اخ / تصروه تَخْفيفا فزال النون
لا تَغبِطنَّ أخا الغرام فلو غَدا / ملكَ الملوك فقلبُه مسكين
يا صاحِ لا يَغْرُرْكَ ظبيٌ كانِسٌ / فالظبي لَيْث والكِناس عَرين
من كلِّ أَهيفَ ينثنِي لقَوامِه / نَعمانُ ثم لرِدْفِه يَبْرِين
كالرمحِ قَدّا غيرَ أنّ سِنانَه / لَحْظٌ له قلبُ الكَمِيِّ طعين
لا تُقْدِمنَّ إذا العيونُ تَعرضتْ / فالسحرْ بين جفونِهن كَمين
هي مصرعُ الألبابِ تخدع ذا النُّهَى / فيروح وهْو رَهينُها المفتون
يا رُبَّ لائمةٍ شَجاها أنني / سَمْحٌ بمالي والزمانُ ضَنين
قالت أضعتَ المالَ هل لك عنه / ما تَعتْاض قلتُ الحمدُ وهْو ثمين
قالت غنيتَ فقلت حسبُك فاعلمي / أن البخيل بما له المغبون
قالت فإن الفقر هُون قلت لم / يَهنِ الكريمُ بل اللئيمُ يهون
قالت فإن المال نِعْمَ معونةُ ال / إنسانِ قلتُ لها الإلهُ مُعين
قالت فإن الوَفْرزيْنٌ قلتُ كس / بُ الحمدِ يَرْفَع أهلَه ويَزين
والمالُ يذهب والثناءُ مُخَلد / يَحيا به الإنسانُ وهْو دَفين
يا هذه ماذا أفاد بملكه / فرعونُ أو بثَرائه قارون
قالت فهل لك من يُعوِّضك الغِنى / قلت الأجلُّ السيدُ المأمون
مَلكٌ لوِ اقتدتِ البحارُ بجودِه / لم يَنْجُ من تيارِهنَّ سَفين
أَبدا يُسابق جودُه أنفاسَه / بالمكرمات فما لهن سكون
غمَر البريةَ نائلاً فكأنه / بجميع أرزاق العباد ضَمين
قاضِي القضاة ومن يُشيد بعد له / هادي الدُّعاةِ ومن إليه يَدين
نَصَح الخلافةَ فهْي شاكرة له / حَزْما تميد الأرضُ وهْو رزين
ساس الأمورَ لها برأيٍ صائبٍ / إنْ كان منه شَراسةٌ أو لِين
لا يخرج التوفيقُ عن عَزماتِه / بل صاحبٌ وأخٌ لها ومُعين
شَكرتْه حتى الطيرُ في أوكارِها / فلها بطِيبِ ثَنائِه تَلْحين
للحربِ والمِحْرابِ منه مَواقفٌ / عَمِرت بها الدنيا وعزَّ الدين
للسيفِ والقلمِ النحيفِ بكَفِّه / فعلٌ يكون به مُنىً ومَنون
نظر الإِمامُ له بعينِ حقيقةٍ / لم تَرْمِها بين الشكوك ظنون
فرآه عينا للزمان بصيرةً / والناسُ هُدْبٌ حولها وجفون
لو ضَلّتِ الثَّقلانِ كان على الهدى / أو خان أهلُ الأرض فهْو أمين
فرَعاه واسْتَرْعاه سائرَ أمرِه / فكَفاه معْ ما كان ما سيكون
إنْ هَمَّ فهْو جَنانُه أو قال فهْ / و لسانُه أو صال فهْو يَمين
وكَفاك من يُثنِي عليه خليفةٌ / أحدُ الرواةِ لمدحِه جِبرين
أصبحتَ سيفا للخلافةِ حاليا / حيث ازدهى بك عاتقٌ وجبين
فافخرْ فأنتَ وزيرُها ومُشيرُها / وأمينُها وظَهيرها الميمون
غَرستْك في النَّعَمِ الغزيرةِ ناشئا / فتفرَّعتْ لك في العَلاء غصون
فجَنَتْ لها منك التجاربُ مُجْتَنىً / كلُّ الأَطايبِ حين تُذْكَر دون
فتَهَنَّ عيدَ الفطرِ والسعدِ الذي / لك فيه فهْو بكَوْنِه مقرون
قد حَثَّه شوقٌ لفضلك مُقِلقٌ / وله إليك صَبابةٌ وحنين
لقد كان هذا العيدُ شخصا ناطِقا / هَنَّى بك الحُضّار حين تبين
فاسلمْ له مُستقبِلا ومُشيِّعا / وقَدْرُك في العَلاء مكين
والآمرُ المنصورُ يُوِليك الذي / يغتاظ منه حسودُك المحزون
لا غَرْوَ أنْ رَحَل الشبابُ وبانا
لا غَرْوَ أنْ رَحَل الشبابُ وبانا / ما كان أولَ من صَحِبتُ فخانا
فكذا عَهِدتُ الدهرَ منذ عرفتُه / والمالَ والإِخوان والْخُلاّنا
ما كنتُ أَحسَبُ ياشباب زيادتي / بالشيبِ تُوجِب بعدَك النقصانا
أحسنتَ مبتدِئاً وسُؤْت مُعقِّبا / ببياض شيبٍ ليتَه ما كانا
قد كنتُ أستجفِي النوائبَ آنفا / والآن أَصعبُها بقربك هانا
ما الشيبُ للإِنسان إلا غايةٌ / فيها يَزُمّ اللهوُ عنه عنانا
كم قد جريتُ مع الصِّبا في حَلْبةٍ / ولزمتُ فيها ذلك الميدانا
حتى سبقتُ السابقين لشَأوِها / وحويت أوطارا وحُزْتُ رِهانا
وقَنَصتُ مُقْتَنِصِى بمثل نبالِه / حتى تَساوى في الهوى قلبانا
غصنٌ على حِقْفٍ فهذا مُخْجِلٌ / يَبْرِينَ حين بدا وذا نَعْمانا
إنْ ماج أسفُله حَقَرْتَ له النَّقا / أو ماس أعلاه حَقَرْتَ البانا
فكأنما هو صَعْدَةٌ مهزوزة / حَملت من الطرف الضعيفِ سِنانا
والحبُّ يأمر والصَّبابةُ بالذي / عنه المروءةُ والتقى تَنْهانا
إلا حديثاً مثلَ ما سَرتِ الصَّبا / سَحَرا تُنبِّه زاهِرا رَياّنا
والطيرُ مُطْرِبةٌ كأنّ حنينَها / سَلَبَ الغَريضَ ومَعْبدَ الألحانا
يا من مضى فاعتضْتُ عن أيامه / أَوْفى نظامِ المدحِ في مولانا
الحافظُ الدينَ الذي غَمَر الورى / عدلا وعَمَّ جميعَهم إحسانا
هو رحمةُ اللهِ التي أحيا بها الْ / ثَقَليْنِ حتى الجودَ والإيمانا
إنْ قالتِ الشعراءُ فيه فأَفْصحتْ / فالله أنزل مدحَه قرآنا
ولئن أطال المادحون فلم يَدَعْ / لهمُ كلامُ اللهِ فيه مكانا
يا حجةَ اللهِ التي أبدتْ لنا / بكمالها الآياتِ والبرهانا
من كان يلتمس الدليلَ فقد بدتْ / حُجَجٌ مَلأَنَ مَسامِعا وعِيانا
أنتَ ابنُ من ركب البُراق إلى العُلا / ليلا يَؤمُّ عيانُها الأعيانا
وأمامه جبريلُ حتى استفتحا / بابَ السماءِ فجاوزاه وبانا
حتى حَوى أقصى مقامٍ ما حَوى / من قبله ملكا ولا إنسانا
ودَنا فكان كقاب قوسَيْ حاجبٍ / في القربِ بل أدنَى هناك قِرانا
يا أهلَ بيتِ الوحيِ أما مدحُكم / معْ فرطِ دُرْبتنا فقد أعيانا
تتنافسُ الفصحاءُ فيه وفضلُكم / أَحْلى وأفصحُ مِقْوَلا ولسانا
سِيما أبو الميمون إنّ صفاتِه / أَعْيَيْنَ قُسَّ وأفحمتْ سَحْبانا
أخلاقُه نبوية عَلَويّة / حُسَنِيّة أعظِمْ بها مِن شانا
حسناتُ منظرِه كمَخْبرِه فقد / ساوتْ مَحاسنُ سِرِّه الإعلانا
يا بْنَ البَتولِ لقد سَما بك منصبٌ / في المجد فاق تُرابُه كَيْوانا
وَدَّ النجومُ على مَعاليها بأنْ / تَضْحَى لأخْفِض رِجْلِه جيرانا
أغليتَ سعرَ الشعرِ بل أَعليتَه / لما بذلتَ لأهله الأثمانا
أَجرتْ لُهاك بفَيْضِها لهَواتِنا / مدحا فكلٌّ قد حَوى طوفانا
وكأنّ جودَك دِيمةٌ ومديحنا / نَشْر ونحن الزَّهْر حين سقانا
من فضل مدحى فيك أنّ مَقالتي / يُذْكِي العقول وتَفْتح الأذهانا
لو لم نَقُلْه لَقام فضلُك ناظما / يكسو القوافي حكمةً وبيانا
يا شمسَ أفلاكِ الجلالِ لقد جَلَتْ / أنوارُك الظلماتِ والأشجانا
وبدتْ كواكبُك المُنيرةُ في العُلى / والبدرُ يملأ ناظِرا وعيانا
ودعوتَه بوَليَّ عهدِك فاغتدَى / قلبُ العدو يُكابد الخَفَقانا
واستسلمتْ صِيدُ الملوكِ وأيقنتْ / إنْ لم تُطِعْه أطاعَت الخِرصانا
واهتزتِ البيضُ الرِّقاق لكفه / شوقا فكادت ترفض الأجفانا
وتَأطَّرتْ سُمْرُ العَوالي واغتدتْ / جُرْدُ المَذاكِي تَجذِب الأرسانا
لا زلتَ أصلا وهْو فرع يستِقي / منك الحياةَ ومنكما سُقْيانا
حتى يعمَّ الأرضَ مُلْككُما فلا / يبقَى عليها موضعٌ ما دانا
ها قد مضى رجبٌ وودّع وجهَك ال / باقي وقد هَنّى به شعبانا
شهرٌ له ولنا الهَناءُ بنظرةٍ / لضياءِ غُرَّتك الذي يَغْشانا
في موقفِ فَخَر الملوكُ بأنها / أبدا تُعَفرِّ عندَه التِّيجانا
فاسلمْ وعِشْ مسقبِلا ومُودِّعا / والدهرُ يطلب من يديك أمانا
أنت الحياةُ وفي يديك مَقرُّها / ونَداك يُحْيِي منهما الحيوانا
لا تَشكوَنَّ إلىّ وَجْدَا بعدها
لا تَشكوَنَّ إلىّ وَجْدَا بعدها / هذا الذي جَرَّتْ عليك يداكا
يا مُذْنِبا أضحتْ لدىّ ذنوبه
يا مُذْنِبا أضحتْ لدىّ ذنوبه / حسنا وإحساني إليه جرائرْ
عَجَبا لأهِلك كيف أهلك بينهم / وأموت لم يشعر بقتلي شاعر
ليلِي كفرْعِك ظلمةً وتَطاوُلا / لاينتهي ولكل ليلٍ آخر
وكأنّ وجهَ الصبح وجهُك صَدَّه / عني رقيُبك فهْو ناءٍ نافر
لي ضَعفُ صبرٍ مثلُ خصرك شَفَّه / هجرٌ كردفك فهْو جافٍ جائر
يا سادةً حازُوا المَنا
يا سادةً حازُوا المَنا / صبْ والمَراتب والمَناقبْ
وتَحصَّنوا بالمكرما / تِ من المَعايب والمَثالب
فاقوا البريةَ مثلما / فاقت على التُّرْبِ الكواكب
لا تحسبوا أني جهل / تُ الحكم في سُنن الجذائب
فلها شروطٌ كلُّ شر / طٍ شائع في الناس دائب
طورا تكون بسكّرٍ / في اللوز تحت الدهن راسب
زهراءُ قد ستر الزجا / ج شعاعها من كل جانب
والطيبُ يُفشِى سِرَّها / بين الأباعد والأقارب
والرتبة الوسطى يٌقَدِّ / مها تَبابعةٌ وحاجب
مثل الخروف وجامة ال / حلواء تأتي في العواقب
ولربما جاءَت بجَدْ / يٍ أو بجنبٍ عنه نائب
وأقلَّ ما تأتي إذا / حضرتْ بعصيانٍ أطايب
إلا جذابتَنا فقد / جاءت مخالفةَ المذاهب
لم نتخذ في وقتها / شيئاً سوى الأُشْنان صاحب
فكُلوا فليس بحازمٍ / من باع موجودا بغائب
فلنا حديث باطن / لم تعلموه من الغرائب
مولاىَ قد وَصَلَ الكتابْ
مولاىَ قد وَصَلَ الكتابْ / كالرَّوض دَبَّجه السَّحابْ
كالعز وافَقه الغنى / والحسن وافقه الشباب
يُنبِي عنِ الودّ الذي / لا يَسْتحيل ولا يُشاب
وحلاوةِ العَتْب الذي / تحكي حلاوته الرضاب
عتبٌ يحث على الذنو / ب لكي يكون له إياب
مَلَك القلوب فما لها / عن سحر موقعه حجاب
وَصَل الكتابُ فكان موقعُ قُرْبِه
وَصَل الكتابُ فكان موقعُ قُرْبِه / مني مواقعَ أَوْجُهِ الأحبابِ
فكأنه أهدى أَجلَّ مآربي / حتى لقاءَك ثم عصرَ شبابي
وقرأتُه وفهمتُ ما فيه فيا / لله ما يَحْوِيهِ من آداب
فجزالةُ العلماءِ في أثنائه / ممزوجةٌ بحلاوةِ الكتّاب
انظرْ فقد أَبْدَى الأَقاحِي مَبْسِما
انظرْ فقد أَبْدَى الأَقاحِي مَبْسِما / يَفترُّ ضَحْكا فوقَ قَدٍّ أَمْلَدِ
كفُصوصِ دُرٍّ لُطِّفَتْ أجرامُه / وتَنظَّمتْ من حولِ شَمْسةِ عَسْجدِ
انظر لقرن الشمس بازغة
انظر لقرن الشمس بازغة / في الشرق تبدو ثم ترتفع
كسبيكة الزّجّاج ذائبة / حمراء ينفخها فتتسع
مُتلوِّنين على شواهدِ حبِّهم
مُتلوِّنين على شواهدِ حبِّهم / فالعينُ تُمطِرهم بذي ألوانِ
ولو أنه ماء لَقالوا دمعُه / ثغرٌ وجفناه به شفتان
عن سيفِ دينِ اللهِ سَلْ أَرْناطا
عن سيفِ دينِ اللهِ سَلْ أَرْناطا / حيث المنيةُ كأسُها يُتعاطَى
والمَشْرَفيةُ قد حكَتْ في جيشه / فِي العَلِّ والنَّهَل القَطا الفُرّاطا
قد شام طيرُ الكفرِ منه مِنْسَرا / أَشْغَى وعاين مِخْلبا عَطّاطا
هو مُلبِسٌ جُثَث العِدا في الحرب مِن / حُلَل النَّجيع مَجاسدا ورِياطا
فجيادهُ تشكو مُزاحمةَ القنا / وتردُّ خِرْصَان الرماح سِياطا
هو فارسُ الإسلام يحفظ بالظُّبا / من دينه الأطرافَ والأوساط
كم قد أنار من الأسنةِ أنجُما / لما أثار من العَجاج غُطاطا
فتخالُه مَلَكا رمى بشهابه / في الرَّوع شيطانَ الحروب فشاطا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025