المجموع : 69
تِلكَ الجَزيرَةُ أَقْبلَتْ تَنْوِيهَا
تِلكَ الجَزيرَةُ أَقْبلَتْ تَنْوِيهَا / سُحبٌ تَنَالُ بِسَقْيِها تَنْوِيها
فِي البَحْرِ لَمْ تَبْرَحْ فَمَا جَدْوَى الحَيا / وَالبَحْرُ يُبْعَث بِالسحائِبِ فِيها
فَخْراً لَهَا بِرِئاسَةٍ حَكَمِيَّةٍ / تَنْمِيهِ لِلْعَلياءِ أَو يَنْمِيها
ألِفَتْ أَبا عُثمانِها ذا سيرَةٍ / عُمرِيَّةٍ تُولِيهِ مَا يُولِيها
فَتأَلَّفَتْه وَأزْلَفَتْه مُجَاهِداً / يَسْمُو لِكُلِّ رَمِيَّةٍ يُصْمِيها
نَدْبٌ إِلَى الخَيْرَاتِ مُنْتَدِب فَلَنْ / تَصْفُو الدِّيانَة بَعض مَا يُصْفِيها
ذات الإِلَهِ بِها عَلاقَةُ ذاتِهِ / تَعْلُو مظَاهرةً لِمَن يُعْلِيها
فَكَّ الرقابَ صَنائِعا مذْ قامَ لَمْ / يَنْفَكَّ يأْنِيها كَمَا يُؤنِيها
وَلَقَدْ كَسَا حَتَّى الصحَائِف جدَّةً / مِن جُودِهِ وَأَفادَها تَنبِيها
صدرَت وَقَدْ وَرَدت عَلَى مَعْنِ الهُدَى / فَتَكسبَتْ فِي حَالَتَيْها تِيها
لا زالَ ثَغْرُ سدهِ يَزْهَى بِهِ / ويعزُ عِزة مِن حماه شَبِيها
لَمْ آلُ مَدْحاً له وَخِلالِهِ / لَكِنْ عَجَزْتُ رَوِيةً وَبَدِيها
أزْرَى بِقَولِي فِي قُرَيش قَوْلُهُ / يا طُولُ فَخْر قضَاعَة بِأَخِيها
أمدُ الحياة إلى انقضا
أمدُ الحياة إلى انقضا / ءِ لا محالة وانقضاب
والعمر ومضة بارقٍ / والموت حتمٌ في الرقاب
يا ضاحكاً متهاتفاً / هلّا أخذت في الانتحاب
بغتُ المهالك لا يغِ / بّ فكن لهنّ على ارتقاب
إنّ الجديد إلى بلىً / وكذا المشيدُ إلى خراب
سيّان شادنُ مكنسٍ / عند الحمام وليث غاب
والمقرفاتُ وما كذَ / بتُك لا حقاتٌ بالعراب
من نطفةٍ خلق الفتى أمشاجِ
من نطفةٍ خلق الفتى أمشاجِ / أفلا تيقّظ خيفةَ استدراج
ذلٌّ وذلّ صاحباه إلى الثّرى / فعلام يشفَعَ نخوَةً بلجاجِ
كيف النجاةُ وقد ركبنا غرّةً / أثباجَ بحرٍ للهوى عجّاجِ
وتصرّمَت في الموبقات حياتُنا / ما بين إلجامٍ إلى إسراج
الجدّ يا ربّ الفكاهة قبل أن / يلفى جديد العمر ذا إنهاجِ
وعليك يا هاذا بمنهاج التقى / فكفى به للفوزِ من منهاج
لا تركنَنّ إلى الغرور فكم عل / ت قدم الفقير جبينَ ربّ التاج
وتوَخّ أبواب الإنابة قارعاً / من قبل إفضاءِ إلى الإرتاجِ
لو ارعوى من يشمخُ
لو ارعوى من يشمخُ / تكبّراً ويبذخُ
أيقنَ أنّ سنخهُ / من حمإٍ سيسنخُ
وأنّ ما حماه من / أطرافهِ يدوّخُ
صاح وقد صحا فهل / طاف به ابنٌ أو أخُ
أما درى أن الذي / أمّ الردى لا يصرَخُ
يا آخذاً في غير مسلك رشدهِ
يا آخذاً في غير مسلك رشدهِ / لم تدّكر أنّ الردى أخّاذُ
هاذي الشعوب أحلّها بطن الثرى / فتلاحقت ببطونها الأفخاذُ
سيّان إمهالٌ وإعجالٌ مضى / أنسٌ على تعميره ومعاذُ
باللّه عُذ وإليه عد مستبصراً / فاللّهُ ممّا تتّقيه معاذُ
جدّد لنيّتك القصيّة نيّةً
جدّد لنيّتك القصيّة نيّةً / فكأن بمحتوم الردى قد كانا
وانظر لنفسك راشداً أودع فكم / تربٍ إلى الترب استقلّ وبانا
بالموت ينتَبِهُ الفتى من غفلةٍ / صحبتهُ طول حياته وسنانا
يا بؤسَ للدنيا الدنية ضرّجَت / بدمائه مستبسلاً وجبانا
لو أنّ صرعى ليلها ونهارها / حسبوا لفاتوا العدّ والحسبانا
بين اضطراب واضطرامٍ كلّ من / يرجو مكاناً ساكنا وزمانا
لا تأمنِ الأيّام واخش صروفها / فلرُبّ عزّ صيّرَته هوانا
وعلى خلائقها الخلائق ركبوا / أو ما ترى أوفاهم خوّانا
كم ضامنٍ لك منهم إخلاصهُ / فإذا استحالت يستحيلُ ضمانا
بأبي بصيرٌ بالزمان وأهله / قطعَ الأنام وواصلَ الرحمانا
ما راهن الزهاد إلّا فاتهُم / سبقاً وأحرزَ كيف شاء رهانا
أخلق به والناس يوم العرض / من خوف سكارى أن يفيق أمانا
يا من يغَرُّ بمضمحِلّات المنى
يا من يغَرُّ بمضمحِلّات المنى / حتّام نلعب ذاهلاً وتخوض
لا تكذبنّ فكلّ ما تبدي وما / تخفي إذا عرض الورى معروض
ولرب مقبول المساعي في الدنا / مسعاه يوم حسابه مرفوض
للّه درذ التائبين فإنّهم / نهضوا وما للمذنبين نهوض
كم بين حاشٍ بالطماح فؤاده / أملا وخاشٍ طرفه مغضوضُ
وإلى التفكّر في المآل فروعهُ / ذو روعَةٍ وبنانهُ معضوض
قل للذّين تظاهروا بظهورهم / سيطول في بطن التراب غموضُ
وهناك يستولي الدثور ويستوي / في الرتبة المرفوع والمخفوض
أملُ الفتى وردُ الزلال السائغُ
أملُ الفتى وردُ الزلال السائغُ / هلّا تفكّرَ في أفول البازغ
لو كان ينصف لم ينازع أنّه / للعيّ والإجبال فكر النابغ
يا من يزيغ ولا يزين خلاله / بالرشد ليس المستقيم بزائغِ
خف من شياطين الأنام فإنّهم / أعدى عليك من الرجيم النازغ
واعكُف على التشمير في جنح الدج / ى تظفر بثوب للمثوبة سابغ
أفّ لدنيا لم يزل أبناؤُها
أفّ لدنيا لم يزل أبناؤُها / يتقاتلون على جناها التافهِ
سفهوا نفوسهُم عليها ضلّةً / فجميعهُم من سافةٍ ومسافِهِ
كلّ على أعراضِها متهالكٌ / إن لم يشافَه بالقبيح يُشافه
واللّه في تنزيله قد ذمّها / فاقرأ كتابا ليس بالمتشابه
عنّا به من منزل عبث البلى / فيه وحلّ بخامل وبنابه
وعليك أكرم حلية وأجلّها / ليس الضحوك السن مثل الجابه