المجموع : 353
شغلَ القرائح بالدعاءِ الصالح
شغلَ القرائح بالدعاءِ الصالح / إشغالُ وقتك عن قريض المادح
شغلاً وتدبيراً بمملكةٍ رأت / منك الجميلَ فأعرضت عن طامح
لا طعنَ في قلم شرعتَ بدولةٍ / إن كانَ يطعنُ في السماك الرَّامح
يا صاحب الدعوات والبركات أيّ / مدائح تولي وأيّ قرائح
يا موثراً كتمَ الهباتِ وكتمها / كالمسك لا يزدادُ غيرَ نوافح
الله يعلمُ ما تكنّ من الدعا / والحمد عجز أو مخافة كاشح
أقسمت يا موسى الزمانِ لقد وفا / بالصدقِ من أثنى عليك بصالح
كن كيفَ شئتَ فلا براح
كن كيفَ شئتَ فلا براح / أنتَ المنى والإقتراح
أنتَ الذي لا بأسَ في / تلفي عليكَ ولا جناح
لكَ وجنةٌ خسرانُ قل / بي في محبتها رباح
من صدّ عن نيرانها / فأنا ابنُ قيسٍ لا براح
حيى الحيا قبراً بررت نزيله
حيى الحيا قبراً بررت نزيله / بمنائحٍ مبرورةٍ ومناح
وعزٍّا كبتّ به العدَى لما رأوا / من رفعِ منزلة وفيض سماح
من كانَ يكبت بالعزاءِ عداتهُ / والحاسدين فكيف بالأفراح
يا سيِّد العلماء راقَ شعارُهُ
يا سيِّد العلماء راقَ شعارُهُ / وكلامه كأبيهِ لما يمدح
ما أحسنَ العذبات لائقةً بكم / أما شعاراً أو لساناً يفتح
ملك الزمان وجيشه في أحمرً
ملك الزمان وجيشه في أحمرً / يبدو وللإسلام نصرٌ واضح
فكأنَّ بحراً قد جرى بدم العدَى / والقوم فيه والجياد سوابح
وحديقة واصلت خلوتها
وحديقة واصلت خلوتها / ما بين مغتبق ومصطبح
فإذا أخذت بظلِّها قدحاً / غنت حمائمها على قدحي
تركَ الأسى إنسانُ عيني بعدكم
تركَ الأسى إنسانُ عيني بعدكم / أبداً يغادِي لوعةً ويراوح
تعبان ذا سهرٍ وسحِّ مدامعٍ / يا أيُّها الإنسان إنَّك كادح
شكراً لها نعمى يدٍ من سيِّدٍ
شكراً لها نعمى يدٍ من سيِّدٍ / أغنى عن التطفيلِ والتشريخ
ولقد وَثقتُ بجودهِ متبصِّراً / من قبل شمّ روائحِ البطيخ
أفدي جمالاً مذ عرفت جميلهُ
أفدي جمالاً مذ عرفت جميلهُ / ما احْتجتُ للتطفيلِ والتشريخ
قال الرَّجا إن كنت عن إحسانهِ / أعمى فشمّ روائحَ البطيخ
ما زِلتُ أقلعُ شيبةً نسختْ بها
ما زِلتُ أقلعُ شيبةً نسختْ بها / سوداءُ عقدُ شبابها مفسوخ
حتَّى غدت صفحات وجهي آيةً / لا ناسخ فيها ولا منسوخ
مولايَ محيي الدِّين دعوة مسمع
مولايَ محيي الدِّين دعوة مسمع / نعمى يدَيكَ وللجوابِ مصيخ
أصبحت من هجرانِكم وبلادَتي / أعمى يشمّ روائحَ البطيخ
تحلو الثغور بذكرك المتردد
تحلو الثغور بذكرك المتردد / حتى أهمّ بلثم ثغر مفندي
وأراك تتهمني بصبرٍ لم يكن / يا متهمي هلاّ وصالك منجدي
آهاً لمقلتك الكحيلة إنها / نهبت سويدا كلّ قلب مكمد
تلك التي للسكر فيها حانة / قالت لحسنكَ في الخلائق عرْبد
دعجاء ساحرة لأن لحاظها / تفري جوانحنا بسيف مغمد
حظي من الدنيا هواي بجفنها / يا شقوتي منها بحظ أسود
عجباً لوجهك وهو أبهى كوكب / كم ذا يحار عليه قلب المهتدي
من لي بيوم من وصالك ممكن / ولو أنه يوم الحمام بلا غد
ولخدك القاضي بمنع زكاته / عني وقد أثرت يداه بعسجد
رفقاً بناظريَ الجريح فقد جرى / ما قد كفى من غيرة وتسهد
وحشاشة لم يبق فيها للأسى / والهمّ إلا نبذة وكأنْ قد
هذي يدي في الحب إنك قاتلي / طوع الغرام وإن حسنك لا يدي
لو كان غير الحب كان مؤيداً / بمقام منصور اللقاء مؤيد
ملك تصدى للوفود بمنزلِ / يروى بلثم ترابه قلب الصدي
متنوع الآلاء أغنى بالندى / وسطاً فكيف المعتفي والمعتدي
وسرت لُهاه لكل قاطن منزل / سرْيَ الخيال إلى جفون الهجد
لو كان للأمواه جود بنانه / لطوت ركاب السفر عرض الفدفد
ولو أنَّ راحته تمرّ على الصفا / لارتاح للمعروف قلب الجلمد
لا تستقرّ بكفه أمواله / فكأنها نومٌ بمقلة أرْمد
حبًّا لأسداءِ الصنائع والندى / وهوى بأبكار العلى والسؤدد
قضت مكارمه ومآربَ حبه / فلو أنَّ قاصدَه درى لم يحمد
وحمى فجاجَ الأرض منه لهمةٍ / قالت لجفن السيف دونك فارقد
كم أنشرَتْ جدواه فينا حاتماً / ولكم كفانا بأسهُ دهراً عدي
ما لابن شادٍ في العلى ندٌّ وسل / عما ادّعيت سنا الكواكب يشهد
بين المكارم والعلوم فلا ترى / بحماه إلا سائلاً أو مقتدي
أقواله للمجتني ونكاله / للمجتري ونواله للمجتدي
في كلِّ عامٍ لي إليه وفادةٌ / تغني قصيدي عن سواه ومقصدي
نعم المليكُ متى ينادَى في الورى / لعلى فيا لكَ من منادى مفرد
واصلتُ قولي في ثناهُ فحبذا / متوَحدٌ يثني على متوحد
إن لم يكن هذا الحمى العالي فمن / لنظامِ هذا اللؤلؤ المتبدد
يا أيها الملك المهنى دهرهُ / صمْ ألفَ صومٍ بالهناءِ وعيِّد
واملكْ من العمرِ المؤيدِ خلعةً / ما تنتهي في العين حتى تبتدي
أهواه فتان اللواحظ أغيدا
أهواه فتان اللواحظ أغيدا / ترك الغزال من الحياءِ مشردا
ولأجله الأغصان مالت من صباً / والبدر طول الليل بات مسهدا
وأغنّ أقسم لا عصيت عصابةً / تدعو إليه ولا أطعت مفندا
نشوان من خمر الصبى ودلالهِ / فإذا تثنى أو تجنى عرْبدا
أنا من رأى ناراً على وجناته / تذكو فآنس من جوانبها هدى
أبداً أميلُ إلى لقاه وإن جفا / وتحنّ أحشائي له وإن اعتدى
وأطولَ أشجاني بطرفٍ فاترٍ / ترك الفؤادَ بناره متوقّدا
ومورّد الوجناتِ لولا حسنه / لم يجرِ دمعي في هواه موَرَّدا
شدَّت مناطقه معاطفَ قدّه / فضممت حرفَ اللين منه مشدَّدا
وبليت منه بدور عشقٍ دائمٍ / مثل الهلالِ إذا استسرَّ تجدَّدا
قد أقسمت أحشاي لا تدع الأسى / كأناملِ المنصور لا تدع الندى
أبهى الورى خلقاً وأبهر منظراً / وأجل آلاءً وأكرم موْلدا
ملك يغار البدر لمّا يجتلى / ويذيب قلب الغيث لما يجتدى
في وجهه للملكِ نورُ سعادةٍ / تعشو له الآمالُ واجدةً هدى
فرعٌ يخبر عن مبادي أصله / يا حبَّذا خبرٌ لديه ومبتدا
طالت يداه إلى مآثر بيته / فحبت مكارمه بكلّ يدٍ يدا
ذو همةٍ في الفضل يحكم يومها / ويريك أحكم من فواصلها غدا
وشجاعةٍ تنضي السيوف صقيلةً / وإلى المعامع ربها يشكو الصدى
يزدادُ معنًى بيته حسناً به / فكأنه بيتُ القريضِ مولدا
ويشيم ما سنى أبوه من العلا / لا قاصراً عنه ولا متبلدا
ما شادَ إسماعيلُ بيتَ فخاره / إلا ليستدعي إليه محمدا
سارٍ على منهاجه فإذا رأت / عيناكَ منصوراً رأيتَ مؤيدا
يا ابن الذي ملأ الوجود مواهباً / والأفق ذكراً والصحائف سؤددا
شرَّفت شعري ذاكراً وأنرته / حتى كأنَّ بكلِّ حرفٍ فرْقدا
فلأهدينَّ فريدةً لممدّح / أضحى بنيل نداه شعري مفردا
حسب ابن شادٍ أن يراني للثنا / عبداً وحسبي أن أراهُ سيدا
قمراً نراهُ أم مليحاً أمردا
قمراً نراهُ أم مليحاً أمردا / ولحاظهُ بين الجوانح أم ردى
من آل بدرٍ طلعةً أو نسبةً / والرقمتين سوالفاً أو موْلدا
آهاً لمنطقه البديع معرَّبا / ولسيفِ ناظرِهِ الكحيل مهندا
لم يجرِ دمعي في هواه مسلسلا / حتَّى ثوى قلبي لديهِ مقيَّدا
أدعو السيوف صقيلةً من لحظهِ / وإذا دعوت لماه جاوَبني الصدى
وإذا دعوت بنان أَحمدَ جاوبت / سُحب الندى من قبلِ ما سمعَ النَّدا
لشهاب دين الله وصفٌ ضاءَ في / أفقٍ فقل نجم السما رَجمَ العِدى
كمْ صافحت من راحتيهِ يد امرئ / عشراً وصبحه الهناءُ فعيَّدا
يا خيرَ من علقت يدي بولائهِ / أقسمت ما سدت الأكارم عن سدى
يا مسدِي النعمى التي قد أصبحت / سنداً لمن يشكو الزمان ومسندا
أحسنْ بجاهكَ شافعي يا مالكاً / أروي بجودِ يديهِ مسندَ أحمدا
كم راحةٍ أوليتها من راحةٍ / ويدٍ صنعت بها لمفتقرٍ يدا
والله لا أجريت في عددِ الورى / خبرَ الثنا إلاَّ وأنتَ المبتَدا
ولقد تزيّد شعرُ من اسْتعفته / بنداكَ حسناً في الزمانِ مجددا
والشعر مثل الروض يعجب حسنه / لا سيما إن كانَ قد وقعَ الندى
يا أهلَ فضلِ اللهِ إنَّ لبيتكم
يا أهلَ فضلِ اللهِ إنَّ لبيتكم / فضلاً يروح له الثناء ويغتدِي
هذا شهابُ سمائكم متوقِّدٌ / بالذّهنِ فوقَ الكوكبِ المتوقّد
أفعاله ومقاله ونواله / للمجتلي والمجتني والمجتدي
للهِ كم لكَ من يدٍ أسديتها / ما للمدائحِ في وفاها من يد
نطقتني ورفعتني بمكارمٍ / خفضت لديَّ وأخرست من حسّد
وأقمتني فيها خطيباً بالثنا / ومننت حتَّى باللباسِ الأسودِ
من مبلغ الأهلينَ عنِّي أنَّني / بدمشقَ عدت لطيبِ عيشي الأرغد
وأمنتُ من نارِ الخطوبِ ولفحهَا / لما لجأتُ إلى الجنابِ الأحمدي
حمدت دموعي إذ وفت بوعودِها
حمدت دموعي إذ وفت بوعودِها / فكأنَّ ما في مقلتي في جيدها
وتأوَّدتْ تدعو للذَّة ضمِّها / ما دامت الرَّقباء طوعَ هجودها
وهممت فامْتنعت عليَّ نهودها / واحسرتا حتَّى رقيب نهودها
سمراء تطعن بالقوام ورُبَّما / نظرت فصالت بيضها مع سودها
وقفت عليها لوْعتي وصبابتي / ومدامعِي تجري على معهودها
لم يبقَ في زمن الوزير بقيةٌ / في الظلمِ إلاَّ ظلمها لعميدها
هذا وقد أصبحتُ في أبوابهِ / أدعى وأحسب من عديد عبيدها
لا غَرْوَ إن نفحت مدائحُ ناظمٍ / والخضرُ سارٍ في خلال نشيدها
ذو همَّةٍ رأت المكارم في الورى / ضيعاً فأعْجبها افتراع نجودها
ومواهب مثل السحائب برّة / يوم الندى لقريبها وبعيدها
ومنازل ما بين كفِّك والغنى / يا مشتكي الإقتار غير ورودها
يتواضع العلماءُ فيها هيبةً / لأعزّ ممدوح الفعال سديدها
ومبشّر بالقاصدين كأنه / وأبيك قاصدها وطالب جودها
يلقى العدى وذوي المقاصد والنهى / بمميتها ومغيثها ومفيدها
يا بهجةَ العليا ونسر صيفها / وملاذ عاديها وغيظ حسودها
أما نفوس عداك من غيظٍ فقدْ / كادتْ تكون جسومها كلحودها
فافْخر بنفسك إنَّها النفس التي / كملت فما تبغي سوى تأبيدها
وتهنّ بالأعوام نزعُ خليقها / مستأنف النعمى ولبس جديدها
تجلى أهلتها إليكَ محبةً / فكأنها أهوت لشكر سجودها
ولقد قصْدتكَ شاكياً حرّ الظما / فكرعتُ في عذبِ الصلات بِرودها
وتقلدتْ عنقي عطاياك التي / حكّمت في الأيام عن تقليدها
فلأسْمعنَّك ما ترنمَ صادح / مدحاً يصغّر ماضيات وليدها
لا ينبغي حرّ المقال فريده / إلاَّ على حرّ الكرام فريدها
أهلاً بها صحف الإمامِ المسند
أهلاً بها صحف الإمامِ المسند / في اليوم مشرقة الثناء وفي غد
تختال في ملك البيان حروفها / وحروفنا من حولها كالأعبد
يا نظمها المخدوم بعدَ نظيمِها / كم خادم لك من صواب مرشد
كم في حروفك من عيون فرائدٍ / لكنَّها لعيوننا كالإثمد
أضواؤها وسناؤها ووفاؤها / للمجتني والمجتلي والمجتدي
ورقيمة الألفاظِ باكر بابها / كهفٌ يروح له الثناء ويغتدِي
من كلِّ قافيةٍ لفاغرِها فمٌ / عذبٌ إذا ما ذقته قلت ازدد
وكأنَّ أسماءَ الذين تجمَّعوا / فيها مصابيحٌ تضيء بمسجد
فأذن لناظمها وإبراهيمها / تصفى قعودهما بفضلِ محمد
سُئلتْ أجازَتنا لهم ولمثلهم / يروي الإجازة سيدٌ عن سيد
ونعم أجزتُ لهم روايةَ ما اقْتضوا / بالشرطِ من لفظٍ أجزت ومسند
ومصنَّفات لستُ عنها راضياً / فمسوَّدٌ منها وغيرُ مسوَّد
أهملت منها ما أردت وبعضها / ناديت لا تهلكْ أسًى وتجلد
خذها إجازةَ طائعٍ لك منشد / للمدحِ فاعْجبْ للمجيز المنشد
واسْبقهُ بالعذرِ البسيط فإنَّ لي / همًّا مديداً إن أقل قالَ اقصد
قلمي ولفظي معرضان كلاهما / لا من لسانِي إن نطقت ولا يدِي
دانت لك الدنيا وملت لأرغد
دانت لك الدنيا وملت لأرغد / دارين في يوم تزفّ وفي غد
يا تاج دين الله والدنيا الذي / لاقت مكانته بفرق الفرقد
لله ما لغزٌ به غزليةٌ / سجدت لها الدَّالات نوع تعبد
شهدَ اللسان بها لفاتحةٍ فماً / عذباً إذا ما ذقته قلتَ ازدد
من كلِّ قافيةٍ تقومُ لكلِّ ذي / ديوان نظمٍ قبلنا بمجلد
هيَ دافع همِّي فأنشد بحرها / يا نيل مصر قد أتيتَ بمفرد
هل غير قولي قائمٌ بصفات ما / قد قلت يا ابن عليّ لا ومحمد
قف بالحمى بعدَ البدور وناد
قف بالحمى بعدَ البدور وناد / أرأيت كيف خبَا ضياء النادي
ومحامل ظعنت بمهجة ناحل / أرأيت من حملوا على الأعواد
لو رمت أن أفدِي الحبيب بمهجتي / وهو الأصحّ وفاد كنت الفادِي
هيهات يعدل ما ضيا ما قرَّ لي / طرف وجنة مهجتي بسواد
أمَّا سواد الليل فهو كما ترى / طرف المنام على الدوام سهادِي
بكرت على مثواكَ أدمعُ نائح / كالنيلِ ذات وفاً وذات منادِي
سخنت كحمّام عليكَ مدامعي / لما رزِئت بكوكبٍ وقَّاد
رحلت إليك ركائبٌ ومدائحٌ
رحلت إليك ركائبٌ ومدائحٌ / فإليك يقصد راغبٌ ويقصّد
سعدت بك الأرضُ التي وُلَّيتها / من بعد ما أمست بغيرك تكمد
وإذا نظرت إلى البقاع وجدتها / تشقى كما تشقى الرِّجال وتسعد