القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : عُمارة اليَمَنِيّ الكل
المجموع : 83
لله من يوم أغر مجمل
لله من يوم أغر مجمل / في ظل محترم الفناء مبجل
ومسرة سمح الزمان لنا بها / في دار منهل الندى متهلل
الناصر بن الصالح السامي إلى / شرف معم في المعالي مخول
يوم يقول لك السرور به اقترح / ما شئت من بيض الأماني يفعل
وتمل قصراً أشرفت شرفاته / بعلى أبيك على السماك الأعزل
شيدت فيه مناظراً مجدية / أصبحت أفضل من بناء الأفضل
ودليل فخرك أنما شيدته / أعلى وأن بناءه من أسفل
إن شاد أسفلها وفزت برأسها / فالرأس أفضل من بطان الأرجل
ولقد تركت الدهر ينشد معلناً / كم آخر أزرى برتبة أول
فأسعد بأيام السرور وطيبها / واستقبل الدنيا بسعد مقبل
وتغاض عن ذنب الخليج فإنه / باراك يا بحر السماح بجدول
لو أن كفك فاض فيه سماحها / أو جاد فيه غمامها لم تخجل
وأظن أن النيل لما فاته / مفروض خدمة ذا المقام الأكمل
وغدت طريق مسيله معدولة / وبوده لو أنها لم تعدل
بعت الخليج لكي يقوم بعذره / وله خشوع الخاضع المتذلل
فاسلك سبيل أبيك في إسباله / ستر القبول عن المصر واقبل
وافخر بأن أباك خلد ملكه / غوث الورى وغياث كل مؤمل
الصالح الهادي إلى الخلق الذي / نطقت به آي الكتاب المنزل
والناقم الثأر الذي وترت به ال / أطهار من نسل النبي المرسل
والمنقذ الإسلام حين تمزقت / أشلاؤه بشباة ناب أعصل
والكاشف الغم الذي عم الورى / منه غمامة غمة لا تنجلي
لولا طلوع طلائع ما أشرقت / نار الهدى في جنح ليل أليل
ولما سمعت بأرض مصر قائلاً / إن النبي الطهر نص على علي
ولما علت لبني علي راية / فيها ولا امتاز العدو من الولي
يا آل رزيك نداء مناصح / لجميل ما أوليتم لم يجهل
إن جاد فيكم ما أقول فإنكم / أطلقتم بالجود موثق مقولي
فضربت من فصل الخطاب بصارم / لم تخط شفرته سواء المفصل
فالله يحرس مجدكم ويديمه / مادام فوق الأرض هضبة يذبل
شغل الزمان بما تقول وتفعل
شغل الزمان بما تقول وتفعل / فغدت خواطرنا بذكرك تشغل
أذهلتنا وكأن يقظتنا كرى / أبصارنا بخياله تتخيل
ترنو العيون إلى جلالتك التي / ألبابنا فيها تحار وتذهل
عظت سطى فقبيلها لا يفعل / وسمت على فقبيلها لا يعقل
وإذا تبسم ثغر دستك ضاحكاً / شاهدت خد الأرض وهو يقبل
وتمنت الأيدي هنالك أنها / تحوي به شرفاً حوته الأرجل
تعنو الرقاب إذا نطقت كأنما / في كل فصل من كلامك مفصل
وترد هيبتك العيون حواسراً / حتى كأن الستر دونك مسبل
كالشمس يشرق نورها وشعاعها / ستر عليه دون من يتأمل
شكرت علاك أبا الفوارس دولة / ما إن لها إلا عليك معول
أضحت إذا استثنت أباك وأردفت / من بعده أحداً فأنت الأول
لولا كمالك لم يقل لك كامل / لولا الفضائل لم يقل لك أفضل
بك تضرب الأمثال في الشيم التي / أصبحت غاية من بها يتمثل
إن الخلافة والوزارة لم تزل / يا ابن الكفيل بنصرها تتكفل
ما امتد ظل الأمن فوق رواقها / إلا وتاجك بالفنا يتظلل
لم تصد منها صفحة بملمة / إلا وعزمك في صداها صيقل
ولكم نصبت ذبالة في ذابل / تهدي المواكب والكواكب أفل
سترت بيض عمائم بغمائم / سود تولى نسجهن القسطل
وتنوفة بالجيش ضاق مجالها / فالذئب فيها والظبا لا تعسل
غادرت يوم عداك فيها أيوماً / وتركتهم والليل فيها أليل
ورميتهم بالجرد وهي أجادل / منقضة من فوقهم أو جندل
وتوهموا لمع الحديد ولونه / روضاً بوارقه تجود وتهطل
فإذا اخضرار الروض درع سابل / والغصن رمح والمهند جدول
وغدا أخوك الفتح يقسم لا نجوا / بك لا قفلت وباب مصر مقفل
صدقت نعتك في الكمال بأربع / شرف الفعال بها يتم ويكمل
بأس ومعروف تنازع فيهما / قلم تقلبه يداك ومنصل
لك في رقاب الشاكرين صنائع / ووقائع بالناكثين تنكل
ولقد أخذتم ثأركم من عصبة / تفصيل جملة فعلهم لا يجمل
لم يجهلوا مهر الوزارة غير ما / ساقوا لها من غدرة لا تجهل
إن سميت ذات الخيل فإنها / لمجدل في الرمل منكم مرمل
ولئن توارت بالحجاب وأعرضت / عنكم فخاطرها إليكم مقبل
أهملتموها حمل تسعة أشهر / وهي العقيم لغيركم لا تحمل
رجعت إليكم وهي ذات طهارة / وسليلها فتح أغر محجل
وعضلتموها عند خطبة غيركم / حتى انجلت وهي المهم المعضل
أنقذتموها من أناملهم وقد / قبضت عليها كفهم والأنمل
ولقيتمو عنها القتال بمثله / من بعدما انكشفت وبان المقتل
ضمنت لكم شهب الكواكب والقنا / نصراً فطاعنه السماك الأعزل
يا مالكاً لو سمته رد الصبا / أيقنت أن يمينه لا تبخل
أشكو إليك من الزمان أجاجة / وجراحة تدمى وليست تدمل
دين كما شاء الحريق وحالة / في خاطري منها حريق مشعل
أعجمت مبلغه فأشكل قدره / ولسوف ينقطه نداك ويشكل
وعلى اهتمامك أن يخفف ثقله / إن أنت لم تسأل فمن ذا يسأل
هل بعد عبادان تعلم قرية / أو يرتجى ملك وأنت الأفضل
حاشاك أن أشكو محولاً أو ظما / ونداك منهل وكفك منهل
حاشاك أن تقذى لواحظ حالتي / وجفونها بجمال وجهك تكحل
وإذا توسلت الرجال بخدمة / فبخدمتي ونصيحتي أتوسل
أيام أغشى باب دارك هذه / وحدي وأخرج في رضاك وأدخل
وأرى القبول على كلامي لائحاً / فأشير في الأمر المهم ويقبل
إن المواسم حلبتاك تباريا / فمعجل شرفته ومؤجل
فتهنه صوماً أتت بركاته / منهلة وجبينه متهلل
سبق المواسم نحو بابك خدمة / فغدا يعظم دونها ويبجل
الدمع يهمل والفؤاد عليل
الدمع يهمل والفؤاد عليل / والقلب في غمراته متبول
ولقد أبيت وفي الحشاشة جمرة / بتأجج حمراء ليس تزول
من فقد طفل كان يؤنس وحشتي / وبه على الأيام كنت أصول
فتكت به أيدي المنايا بغتة / فالحزن لي حتى الممات طويل
حار الطبيب بما يداوي سقمه / ودواؤه مالي إليه سبيل
مازلت أحذر موته ومصابه / حتى دنا لحمامه تعجيل
أحسين ماذا أرتجي من حيرتي / من بعد فقدك أم عساي أقول
أمعفراً في الترب رهناً للبلى / حزني عليك مع الزمان طويل
أودعت جسمك في الثرى رغماً فما / لي بعد موتك ما حييت خليل
إن كنت طفلاً إن همك خطبه / خطب كبير في النفوس جليل
جاورت لحدا ثم جاور مهجتي / هم وآفات علي تجول
قد كنت آمل أن أكون لك الفدى / فأبى علي الدهر وهو بخيل
فعدمت صبري عند توديعي له / ووددت أني حين ذاك قتيل
الناس في بلوى وفي بلبال
الناس في بلوى وفي بلبال / بالصقر وابن قضاعة الغربال
يا مسلمين ويا نصارى فانظروا / كتابنا وكفاة بيت المال
غلط الأثير بذا وذلك غلطة / جلبت إليه بضائع العذال
هم الزمان بها فمنذ كفلتها
هم الزمان بها فمنذ كفلتها / أضحى يوالي نصرها ويوالي
وأجبت داعية الفرنج بديهة / قبل الروية بارتجال رجال
أطفأت جمرتها بإخوتك الألى / يتسنمون غوارب الأهوال
لم أدر والتشبيه يقصر عندهم / أغيوث نزل أم ليوث نزال
طالت بأيديهم قصار صوارم / باتت بها الأعمار غير طوال
وخلطتم أنصاركم بنفوسكم / والناس من مولى لكم وموالي
يا صاحبي وفي السؤال شفاء ما اس / تخبرت عنه إن أجيب سؤالي
هل للوزارة حاجة أو حجة / ترجو تتمة بعضها بكمال
هذا الذي ما زال طرفك دائماً / يرنو إليه في الزمان الخالي
هذا الذي عضلوك عنه لتخرجي / من عزة حرمت ومن إجلال
وأحق من وزر الخلافة من مشى / في حضرة الإعظام والإجلال
واختص بالخلفاء وانكشفت له / أسرارها بقرائن الأحوال
وتصرف الوزراء عن آرائه / كتصرف الأسماء بالأفعال
يا ابن الأئمة والثناء عليكم / يختال بين مفصل وطوال
ما تخجل الدنيا وأنت إمامها / ووزيرك الهادي أبو الشبال
لا تندبن ليلى ولا أطلالها
لا تندبن ليلى ولا أطلالها / يوماً إذا ظعنت بها أجمالها
واندب هديت قصور سادات عفت / قد نالهم ريب الزمان ونالها
درست معالمها لدرس ملوكها / وتغيرت من بعدهم أحوالها
فإذا مررت بربعهم فلتبكهم / واسأله عن نسوانها ورجالها
فلسان حال الربع يخبر أنهم / أفلت كواكبهم وغاب هلالها
كانوا إذا نزل العفاة ببابهم / جادوا لها بالمال قبل سؤالها
وإذا انتضوا أسيافهم يوم الوغى / كانت لها الهامات غمد نصالها
أنبا علي في الورى مشهورة / بالبأس والتقوى وبذل نوالها
يا دهر إن هدمت قواعد مجدهم / فلهم من العلياء رؤوس جبالها
لهم الإمامة والخلافة بعدها / صلحت لهم حقاً وهم أكفا لها
لبس البهاء بسعيك الإسلام
لبس البهاء بسعيك الإسلام / وتجملت بفعالك الأيام
فقت الملوك فضائلاً وفواضلاً / وعزائماً عزت فليس ترام
خطبوا العلاء وقد بذلت صداقها / فنكاحها إلا عليك حرام
النصر من قرناء عزمك فاعزم
النصر من قرناء عزمك فاعزم / والدهر من إسراء حكمك فاحكم
والحزم قبل العزم فاحزم واعزم / وإذا استبان لك الصواب فصمم
واستعمل الرفق الذي هو مكسب / ذكر القلوب وجد وأجمل واحلم
واحرس وسس وأشجع ولز وأنعم / واصل وأعدل وادع واحفظ وارحم
وإذا وعدت فعد بما تقوى على / إنجازه وإذا اصطنعت فتمم
ثغر الهدى متبلج بسام
ثغر الهدى متبلج بسام / ووجوه أيام الزمان وسام
عزم الإله لعبده ووليه / عزماً جرت بسعوده الأقلام
ورأى بنور الله عقد صهارة / سعدت به الأخوال والأعمام
لما تعرض حاسدوه لرده / أمضاه كرها والأنوف رغام
وأتم ما فعل الكفيل طلائع / إن البداية حسنها الإتمام
ولئن وفيت لقد وفى لك قبلها / وكفاك إذ خان الكفاة وخاموا
وبدون ما أولاك من إخلاصه / يرعى ذمار بعده وذمام
قد قلت للنفر الذين تعرضوا / بخلاف ما تهوى وأنت إمام
إن الخلافة لا يزال يمدها / من ربها التأييد والإلهام
فإذا قضت بعض القضاء فإنه / برد على كبد الهدى وسلام
أوليس للرحمن فيك سريرة / لم ترق في درجاتها الأوهام
لم تعتقل إلا عقيلة معشر / لعلاك منهم غارب وسنام
أبناء رزيك الذين تكشفت / عنا بهم غمم وجاد غمام
ضموا بشملك شملهم وكأنهم / من إلفة ألف تضم ولام
وغدوتم كالخمس في كف الهدى / والدهر إلا أنك الإبهام
هذا المقام العاضدي مخلد / أبداً عليك ودائم ما داموا
وأبو شجاع كافل لك أنه / حرم على أهل العناد حرام
لزمت ملازمها وأبرم عقدها / ملك إليه النقض والإبرام
العادل بن الصالح الحامي العلى / والشبل يحمي ما حمى الضرغام
ملك يلوح على معاطف ملكه / للناظرين سكينة وعرام
جمع الزمان فرد فضل عنانه / بيد لها الإنعام والإرغام
وتزلزت قدم العلى فأقرها / ثبت تزول لخوفه الأقدام
سهرت جفون سيوفه مذ سلها / فغدت جفون الناس وهي نيام
أهدى إليك هدية ميمونة / بقبولها تتواشج الأرحام
وحفظت سر وديعة علمت بها / أيديكما والواحد العلام
وتسلمتها منه راحتك التي / للدين والدنيا بها استعظام
رحلت من الكنف الذي مازال في / أرجائه لبني الرجاء زحام
كنف يبيت العلم في حجراته / يتلى وتخفق حوله الأعلام
ولقيتها بكرامة من أجلها / قعد الرجال الحاسدون وقاموا
وتبوأت من حسن رأيك منزلاً / لم يعده كرم ولا إكرام
لم يرضك القصر الشريف وقد / شرفاته بالنيرات تقام
فأحلها الإكرام خاطرك الذي / للوحي عنه رحلة ومقام
يهنا أمير المؤمنين مسرة / هناه عنها الملك والإسلام
لو لم يسامح بالهناء عبيده / لنهاهم الإجلال والإعظام
ولو أنه لم يغض عن تقصيرهم / عثرت بذيل قصورها الأفهام
يا عادلاً لولا شريعة عدله / جار الزمان وجارت الحكام
قد كانت الوزراء يسهل عندها / هدم الحطيم لأن يصح حطام
ويبيت بيت المال يشكو جورهم / مما يراق به دم ومدام
حي أزلت بنور عدلك / علة الدنيا فلا ظلم ولا إظلام
حملت لبيت المال عنك ذخائر / ذخرت علاك لمثلها الأيام
ورعيت حق المسلمين رعاية / صلوا بها لك لو أردت وصاموا
راحت أياد من يديك جسيمة / فغدت لك الأرواح والأجسام
وتيقنت أهل البسيطة أنه / بوجود جودك يعدم الإعدام
لو لم تكن بوصي آدم لم يعش / سام ويافث في نداك وحام
يا سادة لولا مناقب مجدهم / ما فض عن مسك الثناء ختام
ألغيت ذكر الشمس إذ لم أرضها / في حقكم والبدر وهو تمام
ومتى تقاس النيرات إليكم / وسعودهن لمثلكم خدام
فبقيتم وعلي حسن ثنائكم / وعليكم الإحسان والإنعام
خلعت عليك مواسم الأيام
خلعت عليك مواسم الأيام / حلي الجلال وحلة الإعظام
يمحو المحاق البدر عند تمامه / ونراك طول الدهر بدر تمام
جلت الخلافة منك فوق سريرها / كنز الهدى وذخيرة الإسلام
وبقية الله التي ببقائها / تجري الأمور على أتم نظام
بالعاضد المهدي قدس ذكره / صحت لنا الأيام بعد سقام
لذنا بحبل ولائه فكأنما / لذنا بركني يذبل وشبام
متمسكين ببيعة ضمنت لنا / عنه بمحو صحائف الآثام
أحيا بعصمتها القلوب وإنما / أجرى بها الأرواح في الأجسام
متحدر من نسل حيدر طاهر / إن الطهور العذب نسل غمام
ترنو إليه نواظر لو لم تنم / في ظله لم يكتحل بمنام
شاهدته لم أدر هل شاهدته / بمقام ملك أم بدار مقام
حجبت جلالة قدره أبصارنا / واستأذنت لبصائر الأفهام
يا سائلي عن موقف الشرف الذي / لم يخل من مكرم ولا إكرام
ما فوق وجه الأرض من تسمو به / الدنيا سوى هذا المقام السامي
هذا ابن مقتلع الدروب بخيبر / في الله وابن مكسر الأصنام
هذا ابن بنت المصطفى وبنو الفتى / أولى من الأصحاب والأعمام
هذا الذي حسدت ثرياه الثرى / حسد الجباه مواطئ الأقدام
زاحم لعلك أن تفوز بنظرة / منه فتحرز أوفر الأقسام
واجعل سلامك بالسجود فإنه / ليجل قدراً عن خطاب سلام
وامنع لسانك أن يهنئ مجده / بهلال فطر أو هلال صيام
واعكس فهن بفضله أيامه / فبه عرفنا حرمة الأيام
أقسمت بالملك الشهيد طلائع / وكفى به قسماً من الأقسام
لو لم يكن رمضان شهر كرامة / يقضى له بخصائص الإكرام
لأنفت من تاريخه وسلبته / ذكر الفضيلة من شهور العام
ووسمته بملامتي وجعلته / هدفاً لكل مذمة وملام
ولقلت إن الصوم ليس بواجب / فيه وأن الفطر غير حرام
إنه ليحزنني طلوع هلاله / وطلائع رهن الصدى والهام
وأحب شعباناً لأني لا أرى / منه إلى شوال غير ظلام
بل الرحيق ثراك من مستشهد / ظامي وبحر نداه عذب طامي
ومن العظائم أن سلوتك بعدما / روى نداك مفاصلي وعظامي
سن ابن ملجم سنة أحييتها / يا ابن القوام بصائم قوام
فقضى عليك أبو شجاع كما / لأخيك خير خليفة وإمام
ذقت الحمام كما أذقت ولستما / سيين لولا العدل في الأحكام
ولقد طويت حياة أروع لم يزل / مغرى بنشر العلم والأعلام
أطفأت نور الله إلا أنه / أطفاك من لفحاته بضرام
أظننت أن الغاب ليس بمسبع / الجنبات من شبل ومن ضرغام
حلت بنو رزيك من ثبج العلى / ما عز من مرمى وبعد مرام
تعلو وتغلو رتبة هم أهلها / أبداً على السامي أو المتسامي
فليسل عن هذا المدى من غره / طمع المنى ووساوس الأوهام
ليس الزمان بصالح إلا على / تدبيرهم في النقض والإبرام
علقت مقاليد الكفالة منهم / بمؤيد الآراء والإلهام
ذخر الأئمة والمؤهل مذ نشا / لكفالة الخلفاء والحكام
يرتاح صدر الدست منه بمالك / لفضائل الأسياف والأقلام
شفع الشبيبة بالوقار وزانها / فالدهر بين سكينة وعرام
يبدي الكواكب في المواكب كلما / مدت على الإصباح ليل قتام
بذوابل وصوارم من شأنها / نظم الطلى أبداً ونثر الهام
ويحاط شمل الملك منه بصولة / إذا اشتد الوطي الحامي
قل للخلافة لا خلاف وقد غدا / عنها الكفيل أبو الشجاع يحامي
ولقد أعز مرام بيعتك التي / أضحى يناضل دونها ويرامي
وكفاك أمر النائبات بعزمة / خزمت أنوف عداك بالإرغام
قطعت رجاء الخارجي عليكم / وصحابها من سكرة الأحلام
أذكى العيون على عدوك ضابطاً / أنفاسه في يقظة ومنام
حتى أتتك به السعادة راكباً / متن الصباح وصهوة الإطلام
فتح الفتوح أتاك من يد كافل / لم يرض منة ذابل وحسام
فاسأل إلهك أن يديم حياته / لك ألف عام بعد هذا العام
سهلت حزونة وجده وغرامه
سهلت حزونة وجده وغرامه / من بعد شرة شوقه وعرامه
صب تحامته الصبابة بعدما / ملكت يد الأشواق فضل زمامه
وإذا انطوى برد الشباب عن الفتى / لم ترع غانية عهود ذمامه
خلق من الأيام أن أخا الصبا / من عمره في يقظة كمنامه
والدهر لا يسقيك حلو رضاعه / إلا ويعقبه بمر فطامه
فإذا دجا الليل البهيم ولم تجد / لك ملجأ من ظلمه وظلامه
فتلق بادرة الزمان ببدره / واصرف هموم صروفه بهمامه
بمؤيد تسري الجيوش وراءه / ويسير جيش الرعب من قدامه
والنصر يلمع من ظبى أسيافه / والفتح يعلم من ذرى أعلامه
ملك ترى الأملاك تسجد خيفة / منه وترغم عند لثم رغامه
ذلت لعز متوج من يعرب / تتصاغر العظماء من إعظامه
يجري القضاء بمقتضى إيثاره / في نقضه طوراً وفي إبرامه
يفتر يغر الدست حين يحله / عن أبلج طلق الندى بسامه
هو عمدة الملك العقيم وذخره ال / باقي وجامع شمله ونظامه
وكأن در التاج حول جبينه / زهر تحف البدر عنه تمامه
وحسامه الماضي وهضبة عزه / العليا وذروة مجده وسنامه
وإذا طرا خطب فليس معول / إلا على تشميره وقيامه
ملك سمت غسان بالشرفين من / أجداده قدماً ومن أعمامه
حازت به قصب الرهان وأحرزت / حظ المعلى من قداح سهامه
أضحت صحائف كتبه كصفاحه / فتكاً وغرب لسانه كحسامه
كتب تراع بها الكتائب كلما / صدرت إلى الإقليم عن أقلامه
ومهابة أغناه شائع ذكرها / وكفاه يوم الروع جر لهامه
ومواقف وقف الحمام مخبراً / عن كره فيها وعن إقدامه
يلقى المدرع في الكريهة حاسراً / متلثماً بالنقع فوق لثامه
وكتائب التأييد محدقة به / أنى أتى من خلفه وأمامه
كم للمظفر من مقام أبيض / يجلو صباح النصر ليل قتامه
ومنافق شمخ النفاق بأنفه / وسرت رقى الشيطان في أوهامه
رامت عزائمه العلى واعتاقه / عزم المظفر عن بلوغ مرامه
ليث حبيك السابري عرينه / ومثقفات السمر من آجامه
قسم الندى والبأس قسمة عادل / لم يرض حكم الجور في أحكامه
فيصول في العزمات حد حسامه / ويصوب في الزمات وبل غمامه
والحرب يشقى أسدها بطعانه / والسلم ينعم وفدها بطعامه
تردى الجياد القب حول قبابه / وتخيم الآمال عند خيامه
حرم أقام الجود أركان الندى / ما بين ركنيه وبين مقامه
يرعى سوام الظن نبت جميمه / الأمرى ويكرع من نمير جمامه
لا ذنب عندي للزمان وقد غدا / بدر بن رزيك كريم كرامه
لمت الزمان فلم تزل أقدامه / حتى غفرت به ذنوب لئامه
أنكرت معنى البخل منذ عرفته / وعرفت معنى الجود من إنعامه
أملت قاصية الغنى فبلغتها / وخدمت حين غدوت من خدامه
وتيقنت نوب الليالي أنني / لا أتقي الأيام في أيامه
وأنالني الشرف الرفيع وجاوز ال / أمل الذي حاولت من إكرامه
أغنى ابتداء نداء عن قولي له / ما أحوج البادي إلى إتمامه
وسقى غليل الحظ بعد أوامه / وشفى عليل المدح بعد سقامه
وحللت منه بذروة العز الذي / يعلو الحلول به علي مقامه
فرأيت رب الملك حين رأيته / وسمعت ما يملي شريف كلامه
يا فارس الإسلام دعوة خادم / أعدمته الموجود من إعدامه
هنيت من رجب قدوم سعادة / قدمت بأجر صيامه وقيامه
شهر أطعت الله في حراماته / ورعيت حق حلاله وحرامه
لازلت في المولى العماد مبلغاً / ما ترجيه ممتعاً بدوامه
تستقبل العمر السعيد مجدداً / بالسعد ما أبليت من أعوامه
أصنيعة الطهر الإمام
أصنيعة الطهر الإمام / أنعم وأصغ إلى كلامي
حاشا يمينك أن تمي / ن بما بذلت من الذمام
قل لي بهمتك الشري / فة أين حسن الاهتمام
أو لم تكن عاهدتني / بعد القعود إلى القيام
إيه أبا البركات كن / عن خادمي نعم المحامي
فوحق ودك إنني / ما كنت قط بمستضام
أحسن بعتمة كوكب / لولا حياتي واحتشامي
وحقارة الجيش الذي / عندي يقل عن الكلام
وإذا اعتزامك كان في / كفي غنيت عن الحسام
ومتى تصافحني فلا / أرضى مصافحة الغمام
فاسلم ودم في نعمة / تترى على رغم اللئام
أجر النسيم إلى السمائم
أجر النسيم إلى السمائم / وانفث رقاك على التمائم
وأشر إلى أخوات كف / ك تسقنا وهي الغمائم
قل للرياح وللحيا / سوقا إلى تلك المشايم
ولخافقات نوائب / تهدي الحمام إلى الحمائم
حومي مسالمة فقد / صديت إلى الورد الحوائم
مولاي دعوة مقعد / والدهر بين يديك قائم
لي حاجتان عظيمتا / ن وأنت أهل للعظائم
قلبي وهمي منهما / فارحمهما دام ودائم
جرد لرفع شكايتي / عزماً يعض على الشكائم
وعزيمة خطراتها / تطوي الطوى عن ضيف حاتم
غرس الرجاء إلى متى / يبدي الثمار من الكمائم
فاعلم وأنت بما أريد مقاله
فاعلم وأنت بما أريد مقاله / مني ومن كل البرية أعلم
إني حسدت على كرامتك التي / من أجلها في كل أرض أكرم
وبدون ما أسديته من نعمة / سدى الرجال الحاسدون وألحموا
إن كان ما قالوا وليس بكائن / فأنا امرؤ ممن سعى بي ألأم
عذر كما اختار الحسود وموقف / ألزمت نفسي فيه ما لا يلزم
كذب وحقك لو حلمت بذكره / أقسمت أني بعده لا أحلم
راجع جميل الرأي فيَّ بنظرة / تضحى عواطفها تسح وتسجم
فالليل إن أقبلت صبح مسفر / والصبح إن أعرضت ليل مظلم
بدأت صنائعك الجميل ومثلها / بأجل من تكل البداية تختم
بهرت مناقب مجدك الأوهاما
بهرت مناقب مجدك الأوهاما / واستعبدت حسناتك الأفهاما
ونصرت ألوية الهدى بوقائع / أصبحت فيها يا حسام حساما
ألوت بطرخان بوادرك التي / سبقت إليه الظن والأوهاما
لولا الفرار وساتر من ظلمة / قسماته منها أشد ظلاما
لجعلته للبيض أول مغنم / وقسمته بشفارها أقساما
وخلقت من صم الصغار لرأسه / جسماً يزيد على الجسوم تماما
رام الوزارة خاطباً فأجبته / بفوارس أثنته عما راما
قد كان هام بها فلما عقته / عن وصلها ركب الفرار وهاما
شأن الغرام أجل أن يلحاني
شأن الغرام أجل أن يلحاني / فيه وإن كنت الشفيق الحاني
أنا ذلك الصب الذي قطعت به / صلة الغرام مطامع السلوان
نمت رجاحة صبره بضميره / فبدت خفية شأنه للشاني
غدرت بموثقها الدموع فغادرت / سري أسيراً في يد الإعلان
عنفت أجفاني فقام بعذرها / وجه يبيح ودائع الأجفان
يا صارفاً نحوي عنان ملامة / والشوق يصرف عنه فضل عناني
أقصر عليك فطالما أشجاني / ريم تهيج بذكره أشجاني
كلفي بغرته الذي ألجاني / لتخضعي وهو المسيء الجاني
يقرأ غرامي من صحيفة خده / بشر الرضى وتجهم الغضبان
متعتب أهدى إلي عتابه / وصلاً مشى في صورة الهجران
إني على حذر الوشاة وخيفتي / عين الرقيب وصولة الغيران
ليروقني هيف الغصون إذا انثنت / شغفاً بقد منعم ريان
لو لم يكن في البان من أعطافه / شبه لما حسنت غصون البان
يا صاحبي وفي مجانبة الهوى / رأي الرشاد فما الذي تريان
قبضت على كف الصبابة سلوة / تنهى النهى عن طاعة العصيان
أمسي وقلبي بين صبر خاذل / وتجلد قاص وهم دان
قد سهلت حزن الكلام لنادب / آل الرسول نواعب الأحزان
فابذل مشايعة اللسان ونصره / إن فات نصر مهند وسنان
واجعل حديث بني الوصي / تشبيب شكوى الدهر والخذلان
غصبت أمية إرث آل محمد / سفهاً وشنت غارة الشنآن
وغدت تخالف في الخلافة أهلها / وتقابل البرهان بالبهتان
لم تقتنع أحلامها بركوبها / ظهر النفاق وغارب العدوان
وقعودهم في رتبة نبوية / لم يبنها لهم أبو سفيان
حتى أضافوا بعد ذلك أنهم / أخذوا بثأر الكفر في الإيمان
فأتى زياد في القبيح زيادة / تركت يزيد يزيد في النقصان
حرب بنو حرب أقاموا سوقها / وتشبهت بهم بنو مروان
لهفي على النفر الذين أكفهم / غيث الورى ومعونة اللهفان
أشلاؤهم مزق بكل ثنية / وجسومهم صرعى بكل مكان
مالت عليهم بالتمالي أمة / باعت جزيل الربح بالخسران
دفعوا عن الحق الذي شهدت لهم / بالنص فيه شواهد القرآن
ما كان أولاهم به لو أيدوا / بالصالح المختار من غسان
أنساهم المختار صدق ولائه / كم أول أربى عليه الثاني
ليت الليالي أسفلتهم نصره / وزمانه في سالف الأزمان
كيما يروا أن السماع مقصر / من فضله عما ترى العينان
ينشي لهم في كل وجه مدحة / سحبت مطارفها على سحبان
ويود من فرط المحبة فيهم / لو أنهم مدحوا بكل لسان
ملك تراع به الملوك وعنده / ورع يسير بسيره الملكان
متغاير الأوصاف فوق جبينه / بشر الولي وهيبة السلطان
تعنو الوجوه إذا رأته فيلقتي / خد الثرى ومعاقد التيجان
إن الوزارة لم تزل من قبله / هدفاً لأسهم خيفة وهوان
حتى اتيح لها أغر متوج / غصب النفوس إذا التقى الجمعان
فأدالها بعد الهوان بعزة / قعساء جلت خوفها بأمان
وأبان نقصان الملوك كماله / بغرائب المعروف والعرفان
يرعى سوام الظن بين رحابه / روض الغنى ومنابت الإحسان
لو أمكنته النيرات لأصبحت / فيه ولكن ليس في الإمكان
غيث بعيني منزعات حياضه / فنقعت منها غلة الظمآن
ورأيت ليث الغاب في عرنينه / ووقفت حيث أرى العلى وتراني
ولقد أمل به الرجاء مهاجراً / عن مستقر الأهل والأوطان
فأنالني فوق الرجاء وزادني / قرباً ومن نادي الندى أدناني
كرم يقل كثير مدحي عنده / ويكل عن أدناه شكر لساني
من كان لي شرف بنظم مديحه / فمتى أقوم بشكر ما أولاني
قل للسعيد بن السعيد المجتبى
قل للسعيد بن السعيد المجتبى / صقر الخلافة وابن عين زمانه
يا وارثاً عن يوسف أخلاقه / ومعيد فضلي سيفه ولسانه
إن الأوامر مذ أتتني لم تكن / لي همة إلا خلو مكانه
واعتضت بالدار الشريفة موضعاً / أخربت بعض العمر في عمرانه
زادت مرمته على مائة وذا / ميدان حرب لست من فرسانه
إن السعادة قد أظل زمانها
إن السعادة قد أظل زمانها / وافتر عن ثغر الهناء أوانها
وافاك أول عامها بمسرة / لا الفطر أهداها ولا رمضانها
عام كأن شهوره من حسنها / درر تضاحك في السلوك جمانها
فتحت فتوحك بالسعادة بابها / فأسعد بمملكة عظيم شأنها
متقسم يوم الندى معروفها / متبسم يوم الهدى عرفانها
مجداً بني عبد المجيد فإنكم / مندوحة نبوية أغصانها
مذ غاب ناطقها فإنك سوسها / والترجمان لما قراه لسانها
كم آية رويت لكم إسرارها / آل الوصي وللورى إعلانها
درج الزمان وعندكم أسرارها / فيما ترون وعندكم إيمانها
وهب الخلافة شاركوكم في اسمها / أوليس فرق بينكم فرقانها
فكأنما تأويلكم أرواحها / وكأنما تفسيركم أبدانها
كثرت عليها المدعون ومالهم / فيها إمامتكم ولا قربانها
نطقت بآية نصركم عن شيركو / سير يزيد على السماع عيانها
أخبرتمونا عنه قبل مجيئه / أخبار صدق صح منه بيانها
فكأن علم الكائنات وديعة / مخزونة وصدوركم خزانها
تأتي الأمور وقد سطرتم ذكرها / فيكون بعد حديثكم حدثانها
حتى كأن صروفها عن أمركم / تجري وأعنان السماء عنانها
الله أكبر والخلافة فيكم / من أن تلين لحاسد عيدانها
أنى وبيعتك الكريمة جنة ال / مأوى وشاور الرضى رضوانها
هو مقلة الدنيا وأسود عينها / والعاضد بن المصطفى إنسانها
وعد المهيمن أن سيظهر دينكم / عدة على كرم الإله ضمانها
أفتخمد الأعداء جذوة دعوة / قدحت بأنوار الهدى نيرانها
إن بات من عدد الملوك فإنه / لا يستوي نار الغضا ودخانها
راج يقال الصبر يبذل نفسه / حيث المنية ضيق ميدانها
من معشر تغدو السماحة والردى / مما حوت أجفانها وجفانها
ولقد دفعت إلى ثلاث نوائب / كادت تشيب لهولها ولدانها
فعصابة غزية غادرتها / وأجل ما ترجوه منك أمانها
وعصابة رومية عاشرتها / فتأدبت وتهذبت أذهانها
وعصابة مصرية بك أصبحت / فوق البرية راجح ميزانها
خلصت كل قبيلة من ضدها / لما التوت وتعقدت عقدانها
أشبهت نوحاً مدة وهداية / في أمة متزايد طغيانها
وكأنما البرج المنيف سفينة / والنيل يوم كسرته طوفانها
وتداركت بلبيس منك عواطف / يسع الزمان وأهله غفرانها
أقسمت لولا حسن رأيك لاغتدى / الناقوس في بلبيس وهو أذانها
بلد لو انهدمت قواعد سوره / بيد النصارى لم يعد بنيانها
أبقيتها للمسلمين وإنه / ليعز بعد خرابها عمرانها
شفع النساء إليك فيه فشفعت / في سيئات رجالها نسوانها
وهب الجرائم للحرائم قادر / ترضى سطاه ولا يرى إذعانها
رأي حقنت به دماء خلائق / ظنت بأن دروعها أكفانها
كانت وزارتك القديمة مشرعاً / صفواً ولكن كدرت غدرانها
غصبت رجال تاجه وسريره / من بعدما سجدت له تيجانها
أخلى لهم دست الوزارة عالماً / أن سوف ينزغ بينهم شيطانها
قد كان أودع في الرقاب صنائعاً / كفرت فأرداها بها كفرانها
هجر الوزارة حين ينكر عرفها / وكذا النبوة إن نبت أوطانها
وأرى قرانات الكواكب لم تكن / إلا واثر في عداك قرانها
وإذا رميت معانداً بمكيدة / وأردت أن يجني عليه زمانها
هبت عليه من الرياح دبورها / ومن الكواكب طالع دبرانها
فأسلم كفيل خلافة علوية / أضحى بسيفك ظاهر برهانها
جعل الدعاء وظيفة لك والثنا
جعل الدعاء وظيفة لك والثنا / عبد جمعت إلى السناء له السنى
تفديك مهجة خادم عرفته / من بعد خيفة فقرة كيف الغنى
أحسنت حتى خلت أنك حالف / أن لا يراك الله إلا محسنا
أعتقتني ولك الولاء فإن أمت / فاحجب قبيلي من تباعد أودنا
وإذا أتاك السائلون وقيل من / مولى فلان من الولاة فقل أنا
أنهي إليك ولا أغشك أنني / في نعمة قد جاوزت حد المنى
يا رازقي في حيث قال الناس لي / ما مثل رزقك جائز أن يمكنا
بيني وبين اللاسبية شقة / منها تقوس عود ظهري وانحنى
فأعض بها المملوك وراحم عجزه / غبراء عامرة تسمى مرسنا
أضحت على شط الخليج ذخائري
أضحت على شط الخليج ذخائري / مزقاً بأيدي النهب والنيران
وأضر من شكوى الحوادث أنني / أصبحت مدفوعاً إلى ابن دخان
دعت الضرورة نحوه فغشيته / حتى رآني الله حيث نهاني
طلعت علي الشمس بعد طلائع / وحرمت عز الجاه والسلطان

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025