القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : عبد الغَني النابُلُسي الكل
المجموع : 120
ذالُ الذهابِ مقيِّدٌ طلْقَ الشذا
ذالُ الذهابِ مقيِّدٌ طلْقَ الشذا / والنفع منه يزيل داهمة الأذى
متبذل فكأنه متمنع / وبه الحجا منه لديه تعوذا
ظهر الضيا ظهر الضيا ظهر الضيا / خفي السوى خفي السوى هذا وذا
حرف به نطق الوجود وشكله / في اللوح والمحفوظ ذلك هكذا
وهو العلي عن الرسوم ونحوها / من حضرة نبوية فإذا إذا
بيني وبينك يا قديم جدارُ
بيني وبينك يا قديم جدارُ / هو جملتي بك حادث يا جارُ
والكنز أنت وراء ذلك كله / والطلسمات العقل والأفكار
فتحت رياضتنا إليك طريقة / والشرع باب والحقيقة دار
وبدا جمالك للعيون وزال عن / وجه القلوب من الغيوب خمار
يا طلعة هي للمتيم جنة / تجري بها من تحتها الأنهار
أنهار أنواع العلوم فما السوى / إلا الحقائق منك والأسرار
بتنا وأصبحنا نراك فليلنا / من نور وجهك يامليح نهار
ولقد نزلت فكنت جملة كوننا / وتفككت عنا بك الأزرار
والوجه شقق بالظهور ثيابنا / حتى بدا وأزيلت الأستار
الله أكبر هذه ذات الذي / نحن الشؤن لديه والأطوار
والماء أيضا والتراب له به / كان التجلي والهوا والنار
وكواكب الأفلاك قبل ظهورنا / أصل لنا تزجى بنا وتدار
والعرش منشأنا وكرسي الملا / هيآتنا ونفوسنا الأقدار
ولنا السموات العلية كونت / والأرض والظلمات والأنوار
ولأجلنا ظهر الوجود بكل ما / هو ظاهر وأنارت الأسحار
ودوائر حركاتهن تناسقت / بعض لبعض ما لهن قرار
كالبرق في التغيير وهي جوامد / عند النواظر فاسمها أغيار
طوراً هناك وتارة هي هاهنا / ظهر اللطيف بهن والجبار
ووراءهن حقيقة مطوية / منشورة حارت بها الأبصار
أسماؤها أسماؤهن وذاتها / هي ذاتهن لمن له استبصار
وهي المقدسة المنزهة التي / جلت فتاه بها الجميع وحاروا
وتحققوا بالعجز عن إدراكها / وبها إليها في الكمال يشار
عرفوا بها منهم حقائق أنفس / خفيت فكان بنورها الإظهار
والحكم منها نازل في حقهم / شهدت به الآيات والأخبار
ولأجله جاء الخطاب بعزهم / ولهم تزايد عندها المقدار
لولا مقالة كن لشيء لم يكن / هي هذه الكلمات والأذكار
وكذاك لولا الحكم كان الكل في / نقص ولم يك للكمال منار
وتشابه الإنسان والحيوان إذ / رجل يقال مكوّن وحمار
هذا هو الحق اليقين وغيره / قول عليه تَعَيَّنَ الإنكار
الله أنزل حكم أمري
الله أنزل حكم أمري / في نشأتي في ليل قدر
وأنا الخفي هنا وما / أدراك ما قدري وفخري
أنا ليلة القدر التي / هي خير قل من ألف شهر
ذي شهرة من أوليا / ء الوقت زبدة أهل عصري
تتنزل الأملاك أر / واح المعاني وسط صدري
لمحات أسرار الرجا / ل الجامعين لفرق سري
أنا شمسهم والنور يب / دو لي بهم في كل بدر
في كل مرتبة لهم / حسب المقام وحسب ذكر
حسب الهلال ورتبة ال / قمر الذي في الأفق يجري
والروح روح الحق عن / إذن الإله بكل أمر
مني السلام علي حت / تى أنقضي بطلوع فجري
حرف له بالإنحراف مظاهر
حرف له بالإنحراف مظاهر / وهو الذي هو في الإضافة قاهر
متنوع الحركات في سكناته / وله كمال بالإحاطة باهر
وجهان فيه فواحد متقاصر / عن درك ما فيه وآخر ماهر
نامت عيون الآولين به وما / منهم به قد فاز إلا الساهر
وحقيقة في الغيب منه تقدست / وتدنت أخرى به تتجاهر
لا تمش معه كما ترى
لا تمش معه كما ترى / وامش إليه القهقرى
وإليه فاسمع تقلبو / ن كما أتاك مقررا
أوما سمعت بأنه / قد قال عنك كما ترى
هذا الذي قد جاء في ال / قرآن عنه بلا امتِرا
لتراه ليس برؤية / معهودة لك في الورى
بل رؤية لا رؤية / وجرى الحديث وما جرى
إن الوجود فقط له / لكن أبانك مظهرا
فاشهده لا تشهد سوا / ه وكن به كيف الكرى
والكائنات جميعها / مثل الخيال إذا سرى
كاللمح من بصر لمن / قرأ الكتاب وما درى
هو أمره والأمر قد / دره فجاء مقدرا
يا مظهر الحق المبي / ن انظر لربك من ورا
وافهم مقالة عارف / ودع المرا والإفترا
إن العوام كلها موجودة
إن العوام كلها موجودة / لكن وجود الفرض والتقدير
والله موجود حقيقي بلا / شبه ولا كيف ولا تصوير
وهو الذي فرض العوالم كلها / وهو المقدر لي إليه مصيري
ولأجل هذا كل شيء هالك / والكل فانٍ قال في التعبير
وهو الذي علماؤنا يعنونه / أهل المعارف كهف كل خبير
فافهم مقالتنا وكن متحققاً / تسلم من الإنكار والتكفير
أو لم تكن تفهم فإنك جاهل / أعمى كفرت الحق غير بصير
إلا إذا آمنت بالغيب الذي / لم تدنه وقنعت بالتقصير
أو لا فهيِّئ للجحيم أضالعاً / مملوءة بالكفر نار سعير
عيني لغير جمالكم لا تنظر
عيني لغير جمالكم لا تنظر / وسواكمو في خاطري لا يخطر
وجميع فكري فيكمو دون الورى / وعلى محبتكم أموت وأحشر
يا سادة قلبي بهم متعلق / أبداً وعنكم ساعة لا أصبر
إن نمت كنتم في المنام معي وإن / في يقظتي قد كنت فيكم أبصر
لا فرق ما بيني وبين خيالكم / إن غاب غبت وإن حضرتم أحضر
إثنان نحن وفي الحقيقة واحد / لكن أنا الأدنى وأنت الأكبر
ولعل لطفك أن يداركني فقد / أقللت من أدبي وإني الأحقر
سبحانك اللهم يا ملك الورى / إني بجاهك في الورى أستنصر
ولقد جعلت وسيلتي لك سيداً / أرسلته بالحق دينك يظهر
وهو النبي محمد دون الورى / منك الصلاة عليه ليست تحصر
لا خلق أعظم مثل خلق الآخرَهْ
لا خلق أعظم مثل خلق الآخرَهْ / يعطي السعيد بها العلوم الفاخرَهْ
وإليه مرجع كل شيء في الورى / لا سيما أهل العظام الناخره
ونعيمه وعذابه متنوع / أبدا كأمواج البحار الزاخره
والكل في التحقيق أمر واحد / كل القوابل تستشم مباخره
والقبضتان هما جمال إلهنا / وجلاله ظهرا لنا في الآخره
والحق في عين الجميع محقق / والنفس لاهية بذلك ساخره
والنقر في الناقور يكشف خافياً / باللبس أول ما يقول وآخره
أفعال رب الخلق روضة عطرِهِ
أفعال رب الخلق روضة عطرِهِ /
وأنامل الأيدي لأحرفِ سطره /
بك صائم الأغيار فرحة فطره /
يا من إذا بخل الغمام بقطره / جادت أنامله بأبحر بره
لك عندنا في العارفين لنصرهم /
سر عظيم وهو يوسف مصرهم /
وبأسر عشقك هم وأنت بأسرهم /
الناس عام والكرام بأسرهم / شهر الصيام وأنت ليلة قدرِهِ
يا من يقول بأنه يدري الفنا
يا من يقول بأنه يدري الفنا / ويظنه معنى يلوح بفكره
مثل الذي يدري الطعام وطعمه / فهماً بلا أكلٍ لشدة ذكره
إن الفنا حالٌ إذا دهم الفتى / لا يستفيق له الفتى من سكره
فتراه لا تمييز أصبح عنده / إذ طار طائر عقله من وكره
وعلى البرية ليس يخفى حاله / في صدقه عرفوه أو في مكره
هذا الفنا هو مسقط الأحكام عن / كل امرئٍ دهمته حالة نكره
إن زاد عن يوم تراه وليلة / مثل الجنون بحكمه المستكره
وأقل من هذا فليس بمسقط / فرض الصلاة فقم بواجب شكره
واحذر تظن بأن علمك للفنا / من غير ما ذوق لخمرة بكره
هو مسقط أحكام شرعك مثلما / عند الزنادقة النفاة لحكره
بدت الحقيقة من خلال ستورِها
بدت الحقيقة من خلال ستورِها / واستأنست من بعد طول نفورِها
وتبسمت في وجه عاشقها الذي / قد هام منها في بياض ثغورها
وتلبست للطارقين على الهوى / بسواد مقلتها وبيض شعورها
فأقم قوامك وانتظر وانظر ولا / تشغل زمانك بالجنان وحورها
واخلع لها ثوب الفنا هي بالفنا / واقبل على المرفوع من مكسورها
لا بل نعم بل كيف بل كم هذه / هي روضة قد عطرت بزهورها
وشدت على عيدانها أطيارها / فاسمع معي منها غناء طيورها
وانظر لبلبلها يغرد مطرباً / في دوح هذا الكون مع شحرورها
صدق الذي قد قال فيما قاله / في طيه الترتيب من منشورها
خفيت وما خفيت وقد ظهرت وما / ظهرت وقام خفاؤها بظهورها
كتم ولا كتم وإفشاءٌ ولا / إفشاءَ فيها عند أهل أمورها
هي وهْي وهْي هِي التي هي عندهم / هي عندنا هي في حجاب خدورها
شمس بها كل الشموس تنورت / منها ولاحت في ذوات بدورها
من قال من هي قلت من هي مثله / قولا يحققني بورد صدورها
هي هكذا هي هكذا هي هكذا / يا تائهاً في نفسه بخطورها
لا مثل قولك هكذا يا هكذا / ما حزنها في القلب مثل سرورها
كلا ولا خيراتها في قربنا / منها كمثل البعد وقت شرورها
طابت فطيبتها تفوح بطيها / في وردة الأكوان من منشورها
الله أكبر إنها النبأ الذي / في نارها وقع الجهول ونورها
ولقد بدت كاساتها مملوءة / من مائها الصافي وصرف خمورها
ولطيف ما قد سال من لبن لنا / في ضرع نسبتنا بأرض نهورها
وحلاوة العسل الذي هو رائق / من نحل أنفسنا وبيت قبورها
هي سورة في الذكر تتلى دائماً / هي صورة من نفحها في صورها
قالت بها كل الرجال كقولنا / لكن بنا قالوا لأجل قدورها
تلك القدور الراسيات على العمى / تلك التماثيل التي لحجورها
عكفوا عليها لائذين بحبها / إن المحبة دكها في طورها
ناجى بها موسى الكليم وقد رقى / عيسى بها روح الدجى ببكورها
وتبينت في آدم الجسد الذي / هو للتراب المحض من مقبورها
وأتاك إسلام الخليل بها وقد / سكنت مع الحركات عامر دورها
فاستحلها بيضاء سوداء السوى / بك وافهم المقصود من مذكورها
صح الحديث فخذ بما هو ظاهر / هذا هو المعروف من منكورها
عين غدت كل العيون جفونها / يا قطرة فزنا بكل بحورها
جيد الزمان بعقدها متزين / وهي التي تزهو ببيض نحورها
ولها بها منها صلاة شئونها / تتلو السلام بصفوها لكدورها
ما هينمت نسماتها وتألقت / منها البروق على مرور دهورها
وبها زهت ذات الستور ملاحة / وتنزهت في عاليات قصورها
وتفاخرت وسمت على كل الورى / وتطاولت عنهم بنفي قصورها
قصرت محاسنها على عشاقها / فاشتاق ناظرها إلى منظورها
إن الفقير هو الغني بربه
إن الفقير هو الغني بربه / وكذا الغني هو الفقير البائس
وانظر إلى وصف الغني وكونه / وصف الفقير فما المحقق آيس
فإذا عرفت لمن يؤثر منك في / كل الشئون فإنك المترائس
وبدت هنا حلل المراتب كلها / وتبخترت فيها لديك عرائس
وانظر إلى المسكين في يد قاطع / تنزاح عنك من الظنون دسائس
لمتى تُموِّهُ بالمهاة وبالرشا
لمتى تُموِّهُ بالمهاة وبالرشا / وخفيُّ سرك في العوالم قد فشا
صرح بمن تهوى وقل هو ما تروا / يا عاذلون فعشقه ملأ الحشى
هو ظاهر وإن اختفى بالشمس أو / بالبدر أوغصن الأراكة كيف شا
قمر ومطلعه القلوب تحققاً / ومغيبه الأوهام مظلمة الغشا
شغفت به كل العقول وما درت / لما تجلَّى بالجمال فأدهشا
فغرام هذا بالغوير ولعلع / وغرام هذا بالمليح إذا مشى
فإذا اهتدوا عرفوا بمن شغفوا به / واستأنس القلب الذي قد أوحشا
وستائر الأوهام عنه تحولت / والصبح أسفر وانقضى وقت العشا
نحن العصابة في شريعة أحمد / حالاً وقالاً لا نميل إلى الرشى
نرمي على المتأولين بنبلنا / في نصرة الحق المبين مُرَيَّشا
ونظل نرقب نورنا ونذوب في / إشراقه من حين عارفنا انتشى
ونصول في أهل النفوس بربنا / إن حاولوا الشرف الرفيع تحرشا
الله أكبر هذه ذات البها / والحسن أسفرت اللثام المحتشى
حتى العدى كذبت بما كذبت به / ووشى بها عند الأجانب من وشى
وهي المنزهة المقدسة التي / أحيى تجليها القلوب وأنعشا
وبأمرها ظهرت بما ظهرت ولم / تزل الغيوب لباسها والمَفْرَشا
يا هذه إني بحبك مغرم / قلق الفؤاد بمهجتي شغف نشا
كيف اتجهت رأيت وجهاً ظاهراً / خلف البراقع بالجمال منقشا
وإذا أردت تجليات جماله / فأنا التجلي لا وجدتك أطرشا
وجه متى نظرت إليه قلوبنا / بفنائها عنه انجلى وتبشبشا
ومزيد إنعام بوافر حكمة / منعته رحمته بنا أن يبطشا
حلم له غلب العقاب فربما / يعفو عن الجاني وإن هو أفحشا
طير الرجا أبدا عليه مرفرفٌ / قد فرَّ في وكر الغيوب وعششا
شمس بطلعتها خفافيش الورى / عميت وكان الطرف منها أعمشا
والكائنات كثلجة ذابت بها / ماء تفرق بالفنا وترششا
هي ديننا والدين إن يك غيرها / لا زال دينا في البرية مخدشا
مدت علينا رفرفاً من ظلها / كَرَماً وكَرْماً بالعلوم مُعَرِّشا
شخصت عيونٌ قلبها مدهوشُ
شخصت عيونٌ قلبها مدهوشُ / لما تجلت للغيوب عروشُ
وهي العيون شئون من هي حرفه / وهو الذي لصياحها أطروش
حرف قد انطوت العلوم بنشره / وحوى الجميع بساطه المفروش
والنور يظهر عنه في صور الملا / فتروح أهل الأنس وهو وحوش
شخصت لطلعة وجهك الأشخاصُ
شخصت لطلعة وجهك الأشخاصُ / وتراقصت بطيورها الأقفاصُ
ومشت عوام في طريقك فاهتدى / بك وانثنت فغوت عليك خواص
يا جوهر البحر الذي غرقت به / قوم وفاز بنيله الغواص
أشقيت قوماً فالرياء شعارهم / وشعار من أسعدته الإخلاص
وبكلِّ شيء للذي أبعدته / قيد ومن قربته فخلاص
ورصاص من أحببته ذهبٌ كما / ذهبُ الذي لم ترض عنه رصاص
وبك الرخاص هي الغوالي إن دنت / لك والغوالي إن بعدت رخاص
طير بأوج الغيب رفرف ما له / أبداً سواه من الورى قناص
نصب الخيالُ له الشباك جهالة / فعلا وجل وكان فيه مناص
جرحته عيني منه حين عيونه / جرحت فؤادي والجروح قصاص
صدق الذي بك لم يكن في كونه / يا من به لم يقتل الخرّاص
وبك المحب هو الذي شيطانه / أبداً على أعقابه نكّاص
رجعت بطاناً منك أطيار المنى / لما غدت ترجوك وهي خماص
جسدٌ له طبلُ اللسان وزمرُهُ / صورُ الخيال وقلبُه الرقاص
فرحا له بحضور غائب سره / وقد انجلت عن عينه الأشخاص
ضل الذي عن ضوء شمسك يعرضُ
ضل الذي عن ضوء شمسك يعرضُ / يا من هواه على البرية يفرضُ
يا نور نور النور من نحو الحمى / أنت الحمى والنور ذاك الأبيض
ضنَّ العليم بك الحكيم على السوى / وإليك كلٌّ بالجوى يتعرض
حرف له بالإستطالة في الملا / سر به تشفى القلوب وتمرض
وهو الذي هو والذي وسواهما / وسوى السوى يدري به المتعرض
يا رب عبد قد بسط
يا رب عبد قد بسط /
كف التوسل إذ سقط /
فعليه إن عد الغلط /
من ذا الذي ما ساء قط / ومن له الحسنى فقط
بك لا يزال تعوذي /
من بطشك المستحوذ /
وبجاه طه أغتذي /
محمد الهادي الذي / عليه جبريل هبط
برضاك أدفع للسخط /
وكثير ذنبي ما انضبط /
إن كان عبدك قد سقط /
من الذي ما ساء قط / ومن له الحسنى فقط
نعم الشريف المأخذِ /
ذو عصمة لم تنفذِ /
طهرته من كل ذي /
محمد الهادي الذي / عليه جبريل هبط
ظهر الذي شغفت به الألحاظُ
ظهر الذي شغفت به الألحاظُ / وتمتعت بحديثه الألفاظُ
نسب الظهور مع البطون محقق / شهدت بحسن ثبوته الحفّاظ
وتطابقت فيه المعاني كلها / فنيامها في غيبها أيقاظ
إن الوجود الحق بي يتلفظُ
إن الوجود الحق بي يتلفظُ / وبكل ما يلقى إليَّ ويلفظُ
والكل فان وهي تقديراته / كالبرق لما في الدجى يتلظظ
فالكائنات كلامه عن أمره / ناش له الروح الشريفة ملحظ
وله كلام ثابت في نفسه / وهو القديم به البرية توعظ
من غاظه أمر فقد جهل الذي / هو حاكم وهناك منه أغيظ
والأمر علم الله في ملكوته / والملك جاهله هناك مقيِّظ
فيظل مطموس البصيرة في عمىً / عن رشده شَرِه الدنية لغمظ
الله أكبر ما أعز إلهنا / وأجله فيما يرق ويغلظ
متنزه متقدس عن كل ما / تدري العقول وكل فكر يعكظ
وهو الذي ظهرت بنا آياته / وتفصلت فبذكره نتلمظ
ولكم فتى فتنته صورة حكمه / هو نائم لكنه مستيقظ
إن الوجود الحق يظهر دائماً / ما عنده أزلاً كذا هو يحفظ
شمس لها قلب الموحد مطلعُ
شمس لها قلب الموحد مطلعُ / ولها النواظر مغرب والمسمعُ
ظهرت علي ولات حين تأمل / فالبرق يلمع والحوادث يلمع
يا ساكن الغيب المقدس نظرة / لأسير شوق بالمطامع يخدع
هو ميْتُ هجرٍ بالبعاد مكفَّنٌ / صَلِيَت بنار الحب منه الأضلع
وجه له كتمته ظلمة كونه / وعليه من نسج العناكب برقع
فإذا التفتَّ إليه يا قمر الحمى / عمرت ببهجتك الديار البلقع
وبنورك الأكوان مشرقة فلا / يخلو مكان من سناك وموضع
والسر أنت ونحن عنك إشارة / لا زال منك بكل قلب أصبع
وعيوننا بك ناظرات والحشى / أبدا بعشقك في الملاح مولع
ووجودنا هو أنت لا أشخاصنا / جسماً وروحاً إننا نتقطع
بالفرق والجمع اللذين هما لنا / لا زلت أفرق في الوجود وأجمع
الله أكبر هذه حلل البَها / وجهُ المليحةِ ظاهرٌ يتشعشع
ما نالها إلا الذي هو محرمٌ / والأجنبيُّ على التباعد يطمع
إياك تقنع بالسوى عن حسنها / إن السوى ما فيه عنها مقنع
هي رامة هي لعلعٌ ولأجل ذا / ناديتها يا رامة يا لعلع
وهي الحوادث باعتبار وجودها / وسوى الوجود عن التحقق يمنع
والكل محتاج إليه لأنهم / بسواه للعدم المحقق أسرع
والنور تلك وما سواها ظلمة / فإذا أرادت أن ترى تتقشع
كثرت لكثرة ما ترى بشئونها / وعن الجميع لها المقام الأرفع
وهي الوحيدة ما لها من مشية / والوتر والشفع الذي لا يشفع
لا تحتجب عنها بكثرة فعلها / فعل المليحة للمليحة يرجع
ولنا إشارات وتلك لها بها / هي إن تشا فهمت وفاض المنبع
أهدت إلى عبد الغني غناءها / عما سواه وهو فقر مدقع
ومتى يحاول ذكرها هو بلبل / بالنطق منها في رباها يسجع
وهي الأمان له فما هو خائف / في النشأتين بها ولا هو يفزع

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025