المجموع : 120
ذالُ الذهابِ مقيِّدٌ طلْقَ الشذا
ذالُ الذهابِ مقيِّدٌ طلْقَ الشذا / والنفع منه يزيل داهمة الأذى
متبذل فكأنه متمنع / وبه الحجا منه لديه تعوذا
ظهر الضيا ظهر الضيا ظهر الضيا / خفي السوى خفي السوى هذا وذا
حرف به نطق الوجود وشكله / في اللوح والمحفوظ ذلك هكذا
وهو العلي عن الرسوم ونحوها / من حضرة نبوية فإذا إذا
بيني وبينك يا قديم جدارُ
بيني وبينك يا قديم جدارُ / هو جملتي بك حادث يا جارُ
والكنز أنت وراء ذلك كله / والطلسمات العقل والأفكار
فتحت رياضتنا إليك طريقة / والشرع باب والحقيقة دار
وبدا جمالك للعيون وزال عن / وجه القلوب من الغيوب خمار
يا طلعة هي للمتيم جنة / تجري بها من تحتها الأنهار
أنهار أنواع العلوم فما السوى / إلا الحقائق منك والأسرار
بتنا وأصبحنا نراك فليلنا / من نور وجهك يامليح نهار
ولقد نزلت فكنت جملة كوننا / وتفككت عنا بك الأزرار
والوجه شقق بالظهور ثيابنا / حتى بدا وأزيلت الأستار
الله أكبر هذه ذات الذي / نحن الشؤن لديه والأطوار
والماء أيضا والتراب له به / كان التجلي والهوا والنار
وكواكب الأفلاك قبل ظهورنا / أصل لنا تزجى بنا وتدار
والعرش منشأنا وكرسي الملا / هيآتنا ونفوسنا الأقدار
ولنا السموات العلية كونت / والأرض والظلمات والأنوار
ولأجلنا ظهر الوجود بكل ما / هو ظاهر وأنارت الأسحار
ودوائر حركاتهن تناسقت / بعض لبعض ما لهن قرار
كالبرق في التغيير وهي جوامد / عند النواظر فاسمها أغيار
طوراً هناك وتارة هي هاهنا / ظهر اللطيف بهن والجبار
ووراءهن حقيقة مطوية / منشورة حارت بها الأبصار
أسماؤها أسماؤهن وذاتها / هي ذاتهن لمن له استبصار
وهي المقدسة المنزهة التي / جلت فتاه بها الجميع وحاروا
وتحققوا بالعجز عن إدراكها / وبها إليها في الكمال يشار
عرفوا بها منهم حقائق أنفس / خفيت فكان بنورها الإظهار
والحكم منها نازل في حقهم / شهدت به الآيات والأخبار
ولأجله جاء الخطاب بعزهم / ولهم تزايد عندها المقدار
لولا مقالة كن لشيء لم يكن / هي هذه الكلمات والأذكار
وكذاك لولا الحكم كان الكل في / نقص ولم يك للكمال منار
وتشابه الإنسان والحيوان إذ / رجل يقال مكوّن وحمار
هذا هو الحق اليقين وغيره / قول عليه تَعَيَّنَ الإنكار
الله أنزل حكم أمري
الله أنزل حكم أمري / في نشأتي في ليل قدر
وأنا الخفي هنا وما / أدراك ما قدري وفخري
أنا ليلة القدر التي / هي خير قل من ألف شهر
ذي شهرة من أوليا / ء الوقت زبدة أهل عصري
تتنزل الأملاك أر / واح المعاني وسط صدري
لمحات أسرار الرجا / ل الجامعين لفرق سري
أنا شمسهم والنور يب / دو لي بهم في كل بدر
في كل مرتبة لهم / حسب المقام وحسب ذكر
حسب الهلال ورتبة ال / قمر الذي في الأفق يجري
والروح روح الحق عن / إذن الإله بكل أمر
مني السلام علي حت / تى أنقضي بطلوع فجري
حرف له بالإنحراف مظاهر
حرف له بالإنحراف مظاهر / وهو الذي هو في الإضافة قاهر
متنوع الحركات في سكناته / وله كمال بالإحاطة باهر
وجهان فيه فواحد متقاصر / عن درك ما فيه وآخر ماهر
نامت عيون الآولين به وما / منهم به قد فاز إلا الساهر
وحقيقة في الغيب منه تقدست / وتدنت أخرى به تتجاهر
لا تمش معه كما ترى
لا تمش معه كما ترى / وامش إليه القهقرى
وإليه فاسمع تقلبو / ن كما أتاك مقررا
أوما سمعت بأنه / قد قال عنك كما ترى
هذا الذي قد جاء في ال / قرآن عنه بلا امتِرا
لتراه ليس برؤية / معهودة لك في الورى
بل رؤية لا رؤية / وجرى الحديث وما جرى
إن الوجود فقط له / لكن أبانك مظهرا
فاشهده لا تشهد سوا / ه وكن به كيف الكرى
والكائنات جميعها / مثل الخيال إذا سرى
كاللمح من بصر لمن / قرأ الكتاب وما درى
هو أمره والأمر قد / دره فجاء مقدرا
يا مظهر الحق المبي / ن انظر لربك من ورا
وافهم مقالة عارف / ودع المرا والإفترا
إن العوام كلها موجودة
إن العوام كلها موجودة / لكن وجود الفرض والتقدير
والله موجود حقيقي بلا / شبه ولا كيف ولا تصوير
وهو الذي فرض العوالم كلها / وهو المقدر لي إليه مصيري
ولأجل هذا كل شيء هالك / والكل فانٍ قال في التعبير
وهو الذي علماؤنا يعنونه / أهل المعارف كهف كل خبير
فافهم مقالتنا وكن متحققاً / تسلم من الإنكار والتكفير
أو لم تكن تفهم فإنك جاهل / أعمى كفرت الحق غير بصير
إلا إذا آمنت بالغيب الذي / لم تدنه وقنعت بالتقصير
أو لا فهيِّئ للجحيم أضالعاً / مملوءة بالكفر نار سعير
عيني لغير جمالكم لا تنظر
عيني لغير جمالكم لا تنظر / وسواكمو في خاطري لا يخطر
وجميع فكري فيكمو دون الورى / وعلى محبتكم أموت وأحشر
يا سادة قلبي بهم متعلق / أبداً وعنكم ساعة لا أصبر
إن نمت كنتم في المنام معي وإن / في يقظتي قد كنت فيكم أبصر
لا فرق ما بيني وبين خيالكم / إن غاب غبت وإن حضرتم أحضر
إثنان نحن وفي الحقيقة واحد / لكن أنا الأدنى وأنت الأكبر
ولعل لطفك أن يداركني فقد / أقللت من أدبي وإني الأحقر
سبحانك اللهم يا ملك الورى / إني بجاهك في الورى أستنصر
ولقد جعلت وسيلتي لك سيداً / أرسلته بالحق دينك يظهر
وهو النبي محمد دون الورى / منك الصلاة عليه ليست تحصر
لا خلق أعظم مثل خلق الآخرَهْ
لا خلق أعظم مثل خلق الآخرَهْ / يعطي السعيد بها العلوم الفاخرَهْ
وإليه مرجع كل شيء في الورى / لا سيما أهل العظام الناخره
ونعيمه وعذابه متنوع / أبدا كأمواج البحار الزاخره
والكل في التحقيق أمر واحد / كل القوابل تستشم مباخره
والقبضتان هما جمال إلهنا / وجلاله ظهرا لنا في الآخره
والحق في عين الجميع محقق / والنفس لاهية بذلك ساخره
والنقر في الناقور يكشف خافياً / باللبس أول ما يقول وآخره
أفعال رب الخلق روضة عطرِهِ
أفعال رب الخلق روضة عطرِهِ /
وأنامل الأيدي لأحرفِ سطره /
بك صائم الأغيار فرحة فطره /
يا من إذا بخل الغمام بقطره / جادت أنامله بأبحر بره
لك عندنا في العارفين لنصرهم /
سر عظيم وهو يوسف مصرهم /
وبأسر عشقك هم وأنت بأسرهم /
الناس عام والكرام بأسرهم / شهر الصيام وأنت ليلة قدرِهِ
يا من يقول بأنه يدري الفنا
يا من يقول بأنه يدري الفنا / ويظنه معنى يلوح بفكره
مثل الذي يدري الطعام وطعمه / فهماً بلا أكلٍ لشدة ذكره
إن الفنا حالٌ إذا دهم الفتى / لا يستفيق له الفتى من سكره
فتراه لا تمييز أصبح عنده / إذ طار طائر عقله من وكره
وعلى البرية ليس يخفى حاله / في صدقه عرفوه أو في مكره
هذا الفنا هو مسقط الأحكام عن / كل امرئٍ دهمته حالة نكره
إن زاد عن يوم تراه وليلة / مثل الجنون بحكمه المستكره
وأقل من هذا فليس بمسقط / فرض الصلاة فقم بواجب شكره
واحذر تظن بأن علمك للفنا / من غير ما ذوق لخمرة بكره
هو مسقط أحكام شرعك مثلما / عند الزنادقة النفاة لحكره
بدت الحقيقة من خلال ستورِها
بدت الحقيقة من خلال ستورِها / واستأنست من بعد طول نفورِها
وتبسمت في وجه عاشقها الذي / قد هام منها في بياض ثغورها
وتلبست للطارقين على الهوى / بسواد مقلتها وبيض شعورها
فأقم قوامك وانتظر وانظر ولا / تشغل زمانك بالجنان وحورها
واخلع لها ثوب الفنا هي بالفنا / واقبل على المرفوع من مكسورها
لا بل نعم بل كيف بل كم هذه / هي روضة قد عطرت بزهورها
وشدت على عيدانها أطيارها / فاسمع معي منها غناء طيورها
وانظر لبلبلها يغرد مطرباً / في دوح هذا الكون مع شحرورها
صدق الذي قد قال فيما قاله / في طيه الترتيب من منشورها
خفيت وما خفيت وقد ظهرت وما / ظهرت وقام خفاؤها بظهورها
كتم ولا كتم وإفشاءٌ ولا / إفشاءَ فيها عند أهل أمورها
هي وهْي وهْي هِي التي هي عندهم / هي عندنا هي في حجاب خدورها
شمس بها كل الشموس تنورت / منها ولاحت في ذوات بدورها
من قال من هي قلت من هي مثله / قولا يحققني بورد صدورها
هي هكذا هي هكذا هي هكذا / يا تائهاً في نفسه بخطورها
لا مثل قولك هكذا يا هكذا / ما حزنها في القلب مثل سرورها
كلا ولا خيراتها في قربنا / منها كمثل البعد وقت شرورها
طابت فطيبتها تفوح بطيها / في وردة الأكوان من منشورها
الله أكبر إنها النبأ الذي / في نارها وقع الجهول ونورها
ولقد بدت كاساتها مملوءة / من مائها الصافي وصرف خمورها
ولطيف ما قد سال من لبن لنا / في ضرع نسبتنا بأرض نهورها
وحلاوة العسل الذي هو رائق / من نحل أنفسنا وبيت قبورها
هي سورة في الذكر تتلى دائماً / هي صورة من نفحها في صورها
قالت بها كل الرجال كقولنا / لكن بنا قالوا لأجل قدورها
تلك القدور الراسيات على العمى / تلك التماثيل التي لحجورها
عكفوا عليها لائذين بحبها / إن المحبة دكها في طورها
ناجى بها موسى الكليم وقد رقى / عيسى بها روح الدجى ببكورها
وتبينت في آدم الجسد الذي / هو للتراب المحض من مقبورها
وأتاك إسلام الخليل بها وقد / سكنت مع الحركات عامر دورها
فاستحلها بيضاء سوداء السوى / بك وافهم المقصود من مذكورها
صح الحديث فخذ بما هو ظاهر / هذا هو المعروف من منكورها
عين غدت كل العيون جفونها / يا قطرة فزنا بكل بحورها
جيد الزمان بعقدها متزين / وهي التي تزهو ببيض نحورها
ولها بها منها صلاة شئونها / تتلو السلام بصفوها لكدورها
ما هينمت نسماتها وتألقت / منها البروق على مرور دهورها
وبها زهت ذات الستور ملاحة / وتنزهت في عاليات قصورها
وتفاخرت وسمت على كل الورى / وتطاولت عنهم بنفي قصورها
قصرت محاسنها على عشاقها / فاشتاق ناظرها إلى منظورها
إن الفقير هو الغني بربه
إن الفقير هو الغني بربه / وكذا الغني هو الفقير البائس
وانظر إلى وصف الغني وكونه / وصف الفقير فما المحقق آيس
فإذا عرفت لمن يؤثر منك في / كل الشئون فإنك المترائس
وبدت هنا حلل المراتب كلها / وتبخترت فيها لديك عرائس
وانظر إلى المسكين في يد قاطع / تنزاح عنك من الظنون دسائس
لمتى تُموِّهُ بالمهاة وبالرشا
لمتى تُموِّهُ بالمهاة وبالرشا / وخفيُّ سرك في العوالم قد فشا
صرح بمن تهوى وقل هو ما تروا / يا عاذلون فعشقه ملأ الحشى
هو ظاهر وإن اختفى بالشمس أو / بالبدر أوغصن الأراكة كيف شا
قمر ومطلعه القلوب تحققاً / ومغيبه الأوهام مظلمة الغشا
شغفت به كل العقول وما درت / لما تجلَّى بالجمال فأدهشا
فغرام هذا بالغوير ولعلع / وغرام هذا بالمليح إذا مشى
فإذا اهتدوا عرفوا بمن شغفوا به / واستأنس القلب الذي قد أوحشا
وستائر الأوهام عنه تحولت / والصبح أسفر وانقضى وقت العشا
نحن العصابة في شريعة أحمد / حالاً وقالاً لا نميل إلى الرشى
نرمي على المتأولين بنبلنا / في نصرة الحق المبين مُرَيَّشا
ونظل نرقب نورنا ونذوب في / إشراقه من حين عارفنا انتشى
ونصول في أهل النفوس بربنا / إن حاولوا الشرف الرفيع تحرشا
الله أكبر هذه ذات البها / والحسن أسفرت اللثام المحتشى
حتى العدى كذبت بما كذبت به / ووشى بها عند الأجانب من وشى
وهي المنزهة المقدسة التي / أحيى تجليها القلوب وأنعشا
وبأمرها ظهرت بما ظهرت ولم / تزل الغيوب لباسها والمَفْرَشا
يا هذه إني بحبك مغرم / قلق الفؤاد بمهجتي شغف نشا
كيف اتجهت رأيت وجهاً ظاهراً / خلف البراقع بالجمال منقشا
وإذا أردت تجليات جماله / فأنا التجلي لا وجدتك أطرشا
وجه متى نظرت إليه قلوبنا / بفنائها عنه انجلى وتبشبشا
ومزيد إنعام بوافر حكمة / منعته رحمته بنا أن يبطشا
حلم له غلب العقاب فربما / يعفو عن الجاني وإن هو أفحشا
طير الرجا أبدا عليه مرفرفٌ / قد فرَّ في وكر الغيوب وعششا
شمس بطلعتها خفافيش الورى / عميت وكان الطرف منها أعمشا
والكائنات كثلجة ذابت بها / ماء تفرق بالفنا وترششا
هي ديننا والدين إن يك غيرها / لا زال دينا في البرية مخدشا
مدت علينا رفرفاً من ظلها / كَرَماً وكَرْماً بالعلوم مُعَرِّشا
شخصت عيونٌ قلبها مدهوشُ
شخصت عيونٌ قلبها مدهوشُ / لما تجلت للغيوب عروشُ
وهي العيون شئون من هي حرفه / وهو الذي لصياحها أطروش
حرف قد انطوت العلوم بنشره / وحوى الجميع بساطه المفروش
والنور يظهر عنه في صور الملا / فتروح أهل الأنس وهو وحوش
شخصت لطلعة وجهك الأشخاصُ
شخصت لطلعة وجهك الأشخاصُ / وتراقصت بطيورها الأقفاصُ
ومشت عوام في طريقك فاهتدى / بك وانثنت فغوت عليك خواص
يا جوهر البحر الذي غرقت به / قوم وفاز بنيله الغواص
أشقيت قوماً فالرياء شعارهم / وشعار من أسعدته الإخلاص
وبكلِّ شيء للذي أبعدته / قيد ومن قربته فخلاص
ورصاص من أحببته ذهبٌ كما / ذهبُ الذي لم ترض عنه رصاص
وبك الرخاص هي الغوالي إن دنت / لك والغوالي إن بعدت رخاص
طير بأوج الغيب رفرف ما له / أبداً سواه من الورى قناص
نصب الخيالُ له الشباك جهالة / فعلا وجل وكان فيه مناص
جرحته عيني منه حين عيونه / جرحت فؤادي والجروح قصاص
صدق الذي بك لم يكن في كونه / يا من به لم يقتل الخرّاص
وبك المحب هو الذي شيطانه / أبداً على أعقابه نكّاص
رجعت بطاناً منك أطيار المنى / لما غدت ترجوك وهي خماص
جسدٌ له طبلُ اللسان وزمرُهُ / صورُ الخيال وقلبُه الرقاص
فرحا له بحضور غائب سره / وقد انجلت عن عينه الأشخاص
ضل الذي عن ضوء شمسك يعرضُ
ضل الذي عن ضوء شمسك يعرضُ / يا من هواه على البرية يفرضُ
يا نور نور النور من نحو الحمى / أنت الحمى والنور ذاك الأبيض
ضنَّ العليم بك الحكيم على السوى / وإليك كلٌّ بالجوى يتعرض
حرف له بالإستطالة في الملا / سر به تشفى القلوب وتمرض
وهو الذي هو والذي وسواهما / وسوى السوى يدري به المتعرض
يا رب عبد قد بسط
يا رب عبد قد بسط /
كف التوسل إذ سقط /
فعليه إن عد الغلط /
من ذا الذي ما ساء قط / ومن له الحسنى فقط
بك لا يزال تعوذي /
من بطشك المستحوذ /
وبجاه طه أغتذي /
محمد الهادي الذي / عليه جبريل هبط
برضاك أدفع للسخط /
وكثير ذنبي ما انضبط /
إن كان عبدك قد سقط /
من الذي ما ساء قط / ومن له الحسنى فقط
نعم الشريف المأخذِ /
ذو عصمة لم تنفذِ /
طهرته من كل ذي /
محمد الهادي الذي / عليه جبريل هبط
ظهر الذي شغفت به الألحاظُ
ظهر الذي شغفت به الألحاظُ / وتمتعت بحديثه الألفاظُ
نسب الظهور مع البطون محقق / شهدت بحسن ثبوته الحفّاظ
وتطابقت فيه المعاني كلها / فنيامها في غيبها أيقاظ
إن الوجود الحق بي يتلفظُ
إن الوجود الحق بي يتلفظُ / وبكل ما يلقى إليَّ ويلفظُ
والكل فان وهي تقديراته / كالبرق لما في الدجى يتلظظ
فالكائنات كلامه عن أمره / ناش له الروح الشريفة ملحظ
وله كلام ثابت في نفسه / وهو القديم به البرية توعظ
من غاظه أمر فقد جهل الذي / هو حاكم وهناك منه أغيظ
والأمر علم الله في ملكوته / والملك جاهله هناك مقيِّظ
فيظل مطموس البصيرة في عمىً / عن رشده شَرِه الدنية لغمظ
الله أكبر ما أعز إلهنا / وأجله فيما يرق ويغلظ
متنزه متقدس عن كل ما / تدري العقول وكل فكر يعكظ
وهو الذي ظهرت بنا آياته / وتفصلت فبذكره نتلمظ
ولكم فتى فتنته صورة حكمه / هو نائم لكنه مستيقظ
إن الوجود الحق يظهر دائماً / ما عنده أزلاً كذا هو يحفظ
شمس لها قلب الموحد مطلعُ
شمس لها قلب الموحد مطلعُ / ولها النواظر مغرب والمسمعُ
ظهرت علي ولات حين تأمل / فالبرق يلمع والحوادث يلمع
يا ساكن الغيب المقدس نظرة / لأسير شوق بالمطامع يخدع
هو ميْتُ هجرٍ بالبعاد مكفَّنٌ / صَلِيَت بنار الحب منه الأضلع
وجه له كتمته ظلمة كونه / وعليه من نسج العناكب برقع
فإذا التفتَّ إليه يا قمر الحمى / عمرت ببهجتك الديار البلقع
وبنورك الأكوان مشرقة فلا / يخلو مكان من سناك وموضع
والسر أنت ونحن عنك إشارة / لا زال منك بكل قلب أصبع
وعيوننا بك ناظرات والحشى / أبدا بعشقك في الملاح مولع
ووجودنا هو أنت لا أشخاصنا / جسماً وروحاً إننا نتقطع
بالفرق والجمع اللذين هما لنا / لا زلت أفرق في الوجود وأجمع
الله أكبر هذه حلل البَها / وجهُ المليحةِ ظاهرٌ يتشعشع
ما نالها إلا الذي هو محرمٌ / والأجنبيُّ على التباعد يطمع
إياك تقنع بالسوى عن حسنها / إن السوى ما فيه عنها مقنع
هي رامة هي لعلعٌ ولأجل ذا / ناديتها يا رامة يا لعلع
وهي الحوادث باعتبار وجودها / وسوى الوجود عن التحقق يمنع
والكل محتاج إليه لأنهم / بسواه للعدم المحقق أسرع
والنور تلك وما سواها ظلمة / فإذا أرادت أن ترى تتقشع
كثرت لكثرة ما ترى بشئونها / وعن الجميع لها المقام الأرفع
وهي الوحيدة ما لها من مشية / والوتر والشفع الذي لا يشفع
لا تحتجب عنها بكثرة فعلها / فعل المليحة للمليحة يرجع
ولنا إشارات وتلك لها بها / هي إن تشا فهمت وفاض المنبع
أهدت إلى عبد الغني غناءها / عما سواه وهو فقر مدقع
ومتى يحاول ذكرها هو بلبل / بالنطق منها في رباها يسجع
وهي الأمان له فما هو خائف / في النشأتين بها ولا هو يفزع