القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ قَلاقِس الكل
المجموع : 142
هيهاتَ تعطِفُ بالملام جَموحا
هيهاتَ تعطِفُ بالملام جَموحا / وتغضّ طَرفاً من هواه طَموحا
ألِفَتْ جوارحُهُ الضّنى وجفونُه / بُعْدَ الكَرى وفؤادُه التّبريحا
يا مُهدياً نحوي الملامةَ إنما / أهديتَ نحو الجَمرِ منها الرّيحا
إن كنتَ تجهلُ ما لقيتُ فسَلْ به / جَفني القريحَ ودمعيَ المَسْفوحا
ولنا صديقٌ لا يطيبُ حديثُه
ولنا صديقٌ لا يطيبُ حديثُه / ويطيلُه وكأنّه يتطوّلُ
يأتي بقصّة يوسُفِ فإذا انتهى / في آخرٍ منها فذاكَ الأولُ
من ذا يقولُ بأن قل
من ذا يقولُ بأن قل / بَك يا شجاع الى انقلابِ
خوّلْتَنا ما ردّ نا / بَ الدهرِ عنا وهْو نابِ
وكسوتَنا ما الصّمْتُ يُنْ / طِقُ فيه ألسنةَ الثيابِ
وسواكَ سعيُ المادحي / نَ لديه سعيٌ في تَبابِ
وأتيتَ ما للعاملي / نَ على يديكَ من الثوابِ
يا معشرَ الحُسّادِ لسْ / نا في جَناب الإجْتِنابِ
يا نجمَ دين الله حي
يا نجمَ دين الله حي / نَ تُمدُّ أسدافُ الضّلالِ
والمُجْتلى بلواحظِ الت / تبجيلِ في أفُقِ المعالي
والوارثُ المجدَ الأثي / لَ الأصلِ عن عمٍّ وخالِ
والمغتدى للمُعتدى / بيديْ مَصالِ بني مَصالِ
حلي كما لا تشتهي / يا بْنَ الأكارمِ شرُّ حالِ
نُكِّسْتُ في الأسفارِ بع / دَ إفاقتي نكْسَ الهلالِ
ولرُبَّ خِلٍّ قد شكو / تُ له فأصبح ذا اختلالِ
أو سيّدٍ علّقْتُه / أملي فمال الى المَلالِ
وعلى النهايةِ إنني / أصبحتُ مالي رأسُ مالِ
ولديهِ ما يصفُ الطبي / بُ من المعاجنِ والمَغالي
والكيسُ مثلُ الرّأسِ لو / لا علةٌ نالتْهُ خالِ
ووحقِّ فضلِك إنه / قسَمُ المعاني والمعالي
لئنِ اعتمَدْتُ على سوا / كَ لقد أحلْتُ على المُحالِ
فانعَمْ وأنعِمْ بالذي / توليه من منَنٍ توالي
واقبَلْ سؤالي فيّ غي / رَ مقصِّرٍ واقبَلْ سؤالي
لا أرتضيه في النّدى / مَثَلاً يكونُ بلا مثالِ
عودي على اسمِ اللهِ عودي
عودي على اسمِ اللهِ عودي / لمحمّدٍ وأبي السعودِ
عودي لبدرَيْ آل قح / طانٍ وشمسَيْ آلِ هودِ
الرافعينَ طريفَ مج / دِهِما على أسِّ التليدِ
والناشرينَ على عُقا / بِ الجيشِ أجنحةَ البُنودِ
قُطْبَيْ سماءِ المُلْكِ حي / نَ تدورُ أفلاكُ الجنودِ
كم أنطَقا بمنابِر ال / هاماتِ ألسنةَ الغُمودِ
وعلى الرماحِ ثعالِبٌ / قد عُلِّمَتْ قَنْصَ الأسودِ
ها قد علِمْتَ صحيح ودّي
ها قد علِمْتَ صحيح ودّي / ورضيتَ بعد القُرْبِ بُعْدي
وجهَدتَ نفسَك في العُدو / لِ عن الصداقةِ كلَّ جَهْدِ
ولقد تخِذْتُك لي أخاً / فرفضتَني ونقَضْتَ عهدي
وبعثتَ لي برسالةٍ / عن صدرِ ذي حنق وحقدِ
خُنتَ الإخاءَ فشِمْتَ عضْ / بَ الهَجْو شيمةَ كلِّ وغْدِ
هذا وقلبُك عالمٌ / بمحلِّكَ المأثورِ عندي
أُسْدي لك الفعلَ الجمي / لَ ولي قبيحَ الفعلِ تُسْدي
يا أوّلاً في كل عدٍّ
يا أوّلاً في كل عدٍّ / وجماعةً في شخصِ فردِ
ومُجلّياً كل الخطو / بِ بكوكَبَيْ جِدٍّ وجَدِّ
ومرفّعي من كلّ غَو / رٍ كنتُ أسكنُه ونجْدِ
ومقابِلي من فكره / وقريضِه بلظًى وندِّ
أنا لا أمُتُّ إليك في ال / إحسانِ لي إلا بودّي
فأفِضْ عليّ رداءَ عف / وِكَ في الذي أخفي وأُبدي
وانظُرْ إليّ بعين مو / لًى صافحٍ عن ذنبِ عَبْدِ
واقبَلْ شفيعَ مودّةٍ / لم يقلِهِ أحدٌ برَدِّ
وأعِدْ عليّ بشاشةً / كانت على الأربابِ بَعْدي
فلقد ظمِئْتُ وفي انبسا / طِك بالطّلاقةِ عذْبُ وِرْدِ
إن لم تكُنْ جمّاً لديْ / كَ مياهُها فاسمَحْ بثَمْدِ
واسلَمْ لحالَيْ سطوةٍ / وسماحةٍ تُردي وتُجْدي
يا أحمَدُ المحمودُ في ال
يا أحمَدُ المحمودُ في ال / أفعالِ من كلِّ النواحي
قُمْ فانتهزها فرصةً / قد أمكنتْكَ بلا جِماحِ
واجلِبْ بها ما شِئْتَ من / خُلُقَيْ ثنائي وامتداحي
فلعلّ راحتَه السحا / بُ وأنت من بعضِ الرياحِ
بأبي وغير أبي الفِدا
بأبي وغير أبي الفِدا / ءُ لسُقْم ناظركَ السّقيمِ
صُوِّرْتَ روضاً ناضِراً / وأنا أرقُّ من النّسيمِ
أُمّلْتُ منك بنعمةٍ / فوقَعْتُ في الألم الأليمِ
أصبحْتَ يا رِضوانُ رض / وانَ الشّقاوةِ لا النعيمِ
هذاكَ يدعو للجِنا / نِ وأنتَ تدعو للجحيمِ
سِيّانِ مَنْ بالصّفْحِ مكسِبُه
سِيّانِ مَنْ بالصّفْحِ مكسِبُه / أو مَنْ له ببِغائه وفْرُ
حالاهُما في الكسبِ واحدةٌ / ما بين مُكتسَبَيْهِما قبْرُ
لو شاءَ بَلّ بها ذُيولَ الحِندِسِ
لو شاءَ بَلّ بها ذُيولَ الحِندِسِ / واعتاضَها من صُبحهِ المتنفّسِ
لكنه جحدَ الغرامَ وخاف أن / يوحي إليك بها لسانُ الأكؤُسِ
فاحبِسْ أعنَّتَها لديكَ فحسبُه / طرْفٌ عنانُ دموعِه لم يُحبَسِ
بين الحُميّا والمُحيّا نسبةٌ / أوَ لستَ تسمعُ بالنهارِ المُشمِسِ
أذكرْتُه الزمنَ القديمَ وإنما / أذكرتُه الزمن القديم وما نَسي
دهرٌ كأنّ صباحَه ومساءهُ / يتنازعانِ صفاتِ أشْنَبَ ألْعَسِ
لطمَ الشقيقُ عليه صفحةَ خدّهِ / وأفاضَ دمعَ الطّلّ طَرْفَ النرجِسِ
حتى إذا أفلت نجوم كماله / والتف صبح كؤوسه بالحندسِ
أدِمِ الغرامَ فإن بكيت فإنما / هذي الدموع حَبابُ تلك الأكؤسِ
ولقدْ قدَحْتَ زِنادَ شوقٍ طالما / أورى شَرارَ المَدْمَع المتبجّسِ
ابنُ الحديثِ محدّثٌ
ابنُ الحديثِ محدّثٌ / من ثغرِه لا إليتَيْهِ
فاجْعَلْ غرائِبَ شِعْرِه / في شَعرةٍ من عارِضَيْهِ
قد قلتُ لما طل وال / أنباءُ فقد عمِيَتْ علَيْهِ
أوَ ما رأى علياكَ وا / ضحةً مبيّنةً إليهِ
وأظنّها لمّا بدَتْ / كالشّمسِ أعشَتْ ناظرَيْهِ
أصبحت من صَرْفِ الزمان الجاري
أصبحت من صَرْفِ الزمان الجاري / سكرانَ من عُونٍ ومن أبكارِ
متنقّلاً كتنقّلِ الأفياءِ من / أنيابِ حادثةٍ الى أظفارِ
حتى كأنّي لم ألُذْ بالحافظِ ال / حَبْرِ الإمامِ النافعِ الضّرّارِ
واللهِ ما طفِقَتْ تسيرُ مجدّةً / إلا الى أبوابِه أشعاري
يا لابساً حُلَلَ الثناءِ وعارياً / دون البريّة من ثيابِ العارِ
أشكو إليك ثلاثةً أوهتْ قُوى / جسَدي فبتُّ على شفيرٍ هارِ
وأقول ما قال الخليعُ مترجِماً / عن حالِه بنتائج الأفكارِ
أنا شاعرٌ أنا شاكرٌ أنا ناشرٌ / أنا راجلٌ أنا جائعٌ أنا عارِ
هي سنّةٌ وأنا الضّمينُ لنصفها / فكن الضّمينَ لنصفِها بعِيارِ
والنارُ عندي كالسؤال فهل ترى / أن لا تكلّفَني دخولَ النارِ
قَسماً بسؤدُدِك القديمِ
قَسماً بسؤدُدِك القديمِ / ووضوح منهجك القويمِ
وضياءِ رأيك واضحاً / يجلو دجى الخطْبِ البَهيمِ
وشمائِلٍ تُثْني علي / كَ ثَنا الربيعِ على الغُيومِ
ومناقبٍ تُغني سما / ءَ المَكرُماتِ عنِ النجومِ
لقد انفردْتَ ببارضِ ال / مجدِ المؤثّلِ والجَميمِ
ورفَعْتَ فيها مثلَ أبنيةِ ال / عُلا كرَماً وكانت كالرّسومِ
وفعلْتَ فيها مثل فِعْ / لِ البُرْءِ في جسدِ السّقيمِ
وذبَبْتَ عن أرجائِها / ذبّ الغَيورِ عن الحريمِ
وكسوتَ أربابَ البلا / غةِ حلّةَ الشرفِ الجسيمِ
عُقِدَتْ عليك برغم مَنْ / عاداكَ ألويةُ العلومِ
فاجعلْ يدَ الإحسانِ أع / ظمَ منّةً لك في حميمي
واعلَمْ بأني خادمٌ / لك في الحديثِ وفي القديمِ
بالأمسِ كنتُ مخصَّصاً / واليوم صِرْتُ مع العُمومِ
حتى كأنّي قد عدَلْ / تُ عن الصّراطِ المستقيمِ
يا أيها الملِكُ الذي
يا أيها الملِكُ الذي / أضحَتْ ملوكُ الأرض دونَهْ
والمُعتَلى شرفاً يودّ / النجمُ جَهداً أن يكونَهْ
ولَياسرَ بن بلالٍ ال / مُختصُّ بالمِدَح المصونَه
حُزْتَ الكمالَ فردّ عن / كَ الله مقتدراً عُيونَهْ
مملوكُ خِدمتك الذي / أبكارَه أهدى وعونَه
قد جاءَه حفْصانِ من / مِصرٍ وآخرُ للمؤونَهْ
فامْنُنْ بأمرك لا عدم / نا كافَه أبداً ونونَهْ
للمرءِ قبلَ سماعِ وعظِ الواعظِ
للمرءِ قبلَ سماعِ وعظِ الواعظِ / من نفسه تبدو أجلُّ مواعظِ
فاطلُبْ طريقَ العدلِ لا تعدلْ مدى ال / أيامِ عنه وقل لنفسك حافظي
واكنُفْ لحاظَك ما حييتَ فكم جوًى / أذكَتْهُ في الأحشاءِ لحظةُ لاحِظِ
يا طالباً للكيمياءِ أقِلّ قد / أصبحتَ ويْكَ حليفَ عيشٍ باهظِ
ما صحّ علمُ الكيمياءِ لغيرِ مُد / احِ الإمام الأريحيّ الحافظِ
يعطيهمُ الأموالَ إذ يُعطونَه / لفظاً وما مقدارُ لفظِ اللافظِ
في حِلمِ أحنفَ يستبينُ وفي توا / ليف ابنِ بحرٍ ذي العلوم الجاحظِ
يُحيي الثناءَ وغيرُه في غفلةٍ / عنه وما المُشْتارُ مثل القارظِ
دامَ الزمانُ على الثواب محافظاً / وعلى ارتكابِ الإثْمِ غير محافظِ
مولايَ عبدُك يشتكي
مولايَ عبدُك يشتكي / ضعفاً يضاعِفُهُ بِعادُكْ
وودادُه لك ما علم / تَ فلَمْ يناقِضُهُ ودادُكْ
ولقد يظنّ فؤادُه / أشياءَ أضمرَها فؤادُكْ
فبحقّ من جعلَ العُلا / سوطاً تحُثّ به جيادُكْ
ورآكَ معدومَ النظي / رِ يَبينُ بالفضلِ انفرادُك
انظُرْ إليه فلم يكنْ / ذهباً يُبهرِجُه انتقادُك
هو روضةٌ حاشاكَ أنْ / تذوي وساقِيها عِهادُك
ومُرادُ شكرٍ لم يزلْ / يجري بما يهوى مُرادُك
ويَريبه الإخلالُ من / كَ وإنما الإخلالُ عادُكْ
مهلاً أبا الحسَنِ الذي / لم يكْبُ في كرَمٍ جوادُكْ
قل لي أطَرْدُك لي بذا ال / إعراضِ عنّي أمْ طِرادُك
أم صحّ ما قال الوُشا / ةُ بما استرابَ به اعتِقادُك
إن كان ذاك فأنْجَدَ ال / أعداءَ في قتلي نِجادُك
وتنكّرَتْ في مقلتيّ / وأنت في سعدٍ بلادُكْ
في حيثُ لا يُروي سحا / بُكَ لي ولا يُوري زِنادُك
هذا اللّوى لا حُطّ منه لواءُ
هذا اللّوى لا حُطّ منه لواءُ / يرتاد عنه هوىً وهواءُ
فاحْلُل عقودَ الدمعِ في عقداتِه / إن جرّعَتْك غرامَك الجَرعاءُ
والعبْ بعِطفِك كالقضيب فإنما / أهدَتْ بوارِحَها لك البُرَحاءُ
لم يبقَ من آثارِ أنجُمِ غِيدِه / إلا الدموع فإنها أنواءُ
جعلوا الحُماةَ حِماهُم وترحّلوا / فبحيثُ ما حلّوا ظُبىً وظِباءُ
وتكنّسوا قصَبَ الوشيجِ وتفعل ال / سّمراءُ ما لا تفعلُ السّمراءُ
هذي المنازلُ كالمنازل فاسألوا / عن بدرها فلقد دجَتْ ظلماءُ
ذُمَّ الفِراقُ وما علقْتَ بذمّةٍ / من سلوةٍ فمتى يُذمّ لقاءُ
لله ذاك العيشُ إذ لا بيننا / بينٌ ولا عاداتُنا عُدَواءُ
والجوّ صافٍ والمواردُ عذبةٌ / والروضُ نضْرٌ والنسيمُ رُخاءُ
ولقد نزعتُ عن الغرامِ فشاقَني / أرَجٌ نماهُ مندلٌ وكِباءُ
هبّتْ صَبا نجدٍ وهبّ لي الصِّبا / فتلاقَتِ الأهواءُ والأهواءُ
ماذا على العذّال أن خلعَ الهوى / عُذري وعُذري غادةٌ عذراءُ
بل كيف يحسنُ بي الهوى ومحلّهُ / دون الحضيضِ ودونيَ الجوزاء
يا حبّذا رِيُّ الكئيب من الظّما / لا حبّذا أروى ولا ظَمياءُ
هو منكِبُ العزمِ الذي لو أنّهُ / ريحٌ لقالوا إنها النّكْباءُ
ولديّ فكرٌ إن تبلّج نورُه / شهد الذكاءُ بأن ذاك ذُكاءُ
ألقى القريضُ له مقالدَ أمره / فاختارَ وهو المانعُ كالأبّاءُ
كم بيتِ شعرٍ قد علا بنيانُه / بيتاً دعائمُ سَمكِه العلياءُ
يُحيي به الأمواتَ بعد فنائها / ولربّما ماتت به الأحياءُ
ألفاظه كالشهبِ إلا أنها / في كل خطبٍ فيلقٌ شهباءُ
والى سَراةِ بني عديٍّ أنتمي / في حيثُ تُنمى العزةُ القعساءُ
قومٌ همُ غُررُ الزمان وأهله / والعالمونَ جِبلّةٌ دهماءُ
يتورّدون الخطبَ وهو مهالكٌ / ويبادرون الحربَ وهي فناءُ
ويخاطبون بألسنِ البيضِ التي / من دونها يتلجلجُ الخُطباءُ
من كل أروعَ ضاربٍ بحسامه / رأس الكميّ إذا التظَتْ هيجاءُ
ناءٍ مناطُ نجادِه فكأنه / من تحت منعقِد اللواءِ لواءُ
متناسبِ الأجزاءِ أجمعُ صدرِه / قلبٌ وأجمعُ قلبِه سوداءُ
إن تظلِم الأفدارُ فهو مهنّدٌ / أو تُظلِم الأخطارُ فهو ضياءُ
يصبو الى نار الوغى فيُشبُّها / بأناملٍ منها يفيضُ الماءُ
ويهزّه هزَجُ الصهيل كأنما / حكمتْ عليه القهوةُ الصّهباءُ
أبناء لخمَ الأكرمينَ عصابةً / لا ينثنون وفي الثّباتِ ثناءُ
نشروا أمام خميسِهم أحسابَهم / في الحرب وهي الرايةُ البيضاءُ
أخذوا عن النعمان شرعَ مكارمٍ / دامَتْ لضيفِهم بها النِّعْماءُ
ضربوا بمُستنِّ الركابِ قبابَهم / فتساوتِ الغُرباءُ والقُرباءُ
وتحكّم الضيفانُ في أموالهم / حتى كأنهمُ لهم شُركاءُ
يخشاهم ريبُ الزمان فجارُهم / لم يدْرِ في السّراءِ ما الضرّاءُ
نسبٌ لو انّ الزهرَ في إشراقِه / لتشابَه الإصباحُ والإمساءُ
أبهى من القمر المنير وإنما / أقوالُ عبد الله فيه عُواءُ
أملفّقَ الأحسابِ جِئ بقبيلة / تُنمى لها ولو انّها العنقاءُ
زوّرْ كعادتك القديمة نسبةً / واتركْ عديّاً وامضِ كيف تشاءُ
وأظنّ أمكَ يا مذَبذبُ خلّطَتْ / فالناسُ فيك جمعُهم خُلَطاءُ
لا تنكرنّ ففي قريضك عُجمةٌ / ألفاظُه أبداً بها شُهداء
نظِّفْه من خطأٍ ولحنٍ فاحشٍ / واذهبْ تصوّبْهُ لك العلماءُ
وانقُلهُ مضبوطَ الحروفِ فطالما / صحّفْتَ ما نظمَتْ لك الشعراءُ
واردُدْ سهامك في صميمك إنما / تتناضلُ الأمثالُ والأكفاءُ
أعُبَيْدُ ما خابَ امرؤٌ عونٌ له / عونٌ إذا ما هزّتِ اللأواءُ
ولقد نزعتْ لأمةٍ نبطيّة / تُبديك آنفةً لها الفُصَحاءُ
أعُبيدُ ما لجريرَ فيك جريرةٌ / لو بصّرتْك طريقَها الآراءُ
غرّتك بارقةُ اللقاءِ فخفتَها / خوراً ولم تهطِلْ عليك سماءُ
وسألتَ في إنجاءِ نفسك عندما / ظنّيتَ جُبناً أنهم مُدحاءُ
فركبتَ قادمةَ الفرارِ وضاقتِ ال / غبراءُ في عينيك والخضراءُ
وتركتَ كمالك يا لئيمُ ولم يكنْ / للمال إلا المعشرُ الكرماءُ
قد كان من نهبٍ فعاد لأصلِه / في فضلِه وكذلك الأشياءُ
ها إنّ ظِلفَك ساقَ حتفَك عنوةً / مُتْ حسرةً قد حاقَ فيك الداءُ
لا تُصلحُ النعماءُ سيرةَ مُفسدٍ / إصلاحُ سيرةِ سيرِه البأساءُ
والله أعلمُ بالعبادِ وحكمُه / عدلٌ ورُبّ شقاً وفيه شِفاءُ
ومعرّضينَ لخاطري عِرضَيهِما / والنارُ لا تقوى بها الحَلْفاءُ
أغضيْتُ عيني عنهما حتى لقد / خلنا بجهل أنها عمياءُ
والأصدقاء إذا همُ لم يُنصَفوا / فاعلَمْ بأنهم هم الأعداء
إن لم يقُمْ بالعدل ميلُ ودادِهم / فلديّ في أثر العتابِ هِجاءُ
وعداوة الشعراء ما سمعوا به / فليفعلوا من بعد ذا ما شاءوا
سائل لِوى خبْتٍ فذاك لواؤه
سائل لِوى خبْتٍ فذاك لواؤه / وهواهُ صدقٌ شاهدٌ وهواؤهُ
واستمطِر الأجفانَ في عرَصاته / غيثاً نفوسُ ذوي الصبابةِ ماؤهُ
وأعدْ بملتفّ الغضا ذكرى شجٍ / طويَتْ على جمرِ الغضا أحشاؤه
وإذا الأراكُ أراكَ غيدَ سُروبِه / فاحتلْ لجسمِك أنها حوباؤه
وتوقّ أسيافَ الفتورِ فربما / أمست ظُباها في الأسودِ ظباؤهُ
كلّ يهيجُ لك الصبابةَ والهوى / أوراقُه إذ ماسَ أو وَرقاؤه
لم يرقُص الغصنُ الرطيبُ وإنما / بانوا فمادَ بعطفِه بُرحاؤهُ
فانظُر الى قبَسٍ بجرعاءِ الحِمى / عنهم سناه محدّثٌ وسناؤه
واستهدِ ألطافَ النسيم رسالةً / أوصاه مندلُه
وبنفسي القمرُ المغيَّبُ نورُه / عن ناظرَيّ وفي الضلوع سماؤه
قد كان في طرْفي نقلتُ سوادُه / وسرى الى قلبي فقُلْ سوداؤهُ
ركبَ الدجى متستّراً فوشى به / حسنٌ عليه عوّلَتْ رُقَباؤه
والأفْقُ كالزنجيّ إلا أنه / قد منطقَتْه بدُرِّها جوزاؤه
والبدرُ ملكٌ والثريا راحةٌ / بسطَتْ إليه والنجومُ عطاؤهُ
حتى تجلّى الصبحُ في جَنَباتِه / فكأنه الروميّ شُقّ قباؤهُ
وبدتْ ذكاءُ فقلت غُرةُ أحمدٍ / أوَ ما ينوِّرُ للعقولِ ذكاؤهُ
وانهلّ وسميُّ الغمامِ كأنه / آراؤه للمُجتدي ورُواؤه
وهفَتْ سيوفُ البرق في أرجائه / فكأنه متألقاً آراؤه
وسرى نسيمُ الروضِ في أثنائه / أرجٌ ثناهُ الى القصورِ ثناؤه
وتناجتِ الأطيارُ في أغصانها / بغرائب فكأنها شُعلاؤها
دوحٌ يُطيبُ لك الجنا أفنانُه / ويمدّ ظلّكَ فوقَها أفياؤه
حفظَ الشريعةَ ضابطاً فلأجلِه / سمّتْه حافظَ دينِها علماؤه
متفردٌ عنهم بسامي مجدِه / لكنهم في حالِه شُركاؤه
آباؤه أملاكُ ساسان الألى / والعُرْبُ عند نوالِه أبناؤه
فغدَتْ الى الفرس الفوارس آلُه / منسوبةً والى العُلا آلاؤهُ
بحرُ العلوم بصدرِه متدفّقُ / وثمادُه متمنّعٌ وإضاؤه
يروي فينشُر من حديثِ محمدٍ / ما كادَ يُذهبُ روحه جُهلاؤه
والشرعُ ربعٌ قد غفتْ آثارُه / لو لم يُشيَّدْ بالرواةِ بناؤهُ
ما زال يصدعُ ضوءُ صبحِ علومِه / ليلَ الهوى حتى انجلَتْ ظَلْماؤه
يفديه شهرُ صيامنا وهو الذي / ما في الشهورِ ولو جُمعْنَ فداؤه
يا حافظاً يعدو على أمواله / حتى تروحَ كأنها أعداؤه
ليقُل بُناةُ الشعر فيك فإنما / أوصافُ مجدك صحةٌ أسماؤه
وليَهْنَ هذا الدهرُ منك بسيدٍ / أصباحُه تُزهى به ومساؤهُ
أهلاً بطيفٍ في الدُجنّة أوّبا
أهلاً بطيفٍ في الدُجنّة أوّبا / حَيّا فأحيا المستهامَ وأطربا
وافى وقد صبغَ الظلامُ بلونِه ال / مُسودِّ مُبيضَّ الأباطح والرُبى
جذلانَ يجلبُه الى الدنِفِ الكرى / كالروض يجلبُ عرفَه ريحُ الصَّبا
فرأيتُ منه غُصنَ بانٍ مثمراً / بدراً وقد جعل الغدائرَ غيْهبا
لله ليلٌ بات فيه مُضاجعي / ظبيٌ لواحظُه لها فعل الظُبى
لم أنسَه لما ظفرتُ به وقد / سهّلْتُ منه ملاطفاً ما أصعَبا
أجني بأيدي اللحظِ من وجناتِه / ورداً ومن فيه أقاحاً أشنبا
ما أبعد الطيفَ الملمّ إذا بدا / وجهُ الصباحِ وفي الدُجى ما أقربا
لو زارَني مستيقِظاً لشفى جوًى / بين الجوانح قد غدا متلهِّبا
نفسي فداءُ الظّاعنين وإن همُ / تركوا فؤادي بالفراقِ معذَّبا
حلّوا بأكنافِ الغَضا وطلبتُهم / بالمُنحنى ما بعد ذلك مَطلَبا
خُلِّفتُ بعدَهُم ألاحظُ أربُعاً / درست ورسماً قد أمحّ وملعبا
ولقد رأيتُ الدهرَ ألبسَ ثوبَها / ببواكرِ الأنداءِ روضاً مُعشِبا
فتذكّرتْ نفسي ليالي نادمَتْ / فيها أناةَ العَطوِ ناعمةَ الصِّبا
وأغنَّ حيّا بالمدامةِ فِتيةً / جعلوا لهمْ شُربَ المُدامةِ مَذهبا
فكأنه إذ قام يحملُ كأسه / في كفّه بدرٌ تحمّل كَوكبا
ظبيٌ يَصيدُ الليثَ سِحرُ جفونِه / ولقد عهدْنا الليثَ يصطادُ الظِّبا
في الحُسنِ أغربَ والإمامُ الحافظ بْ / نُ محمد في كلِّ فن أغربا
أوصافه قد أعجزتْ وُصّافَها / فغدا يُعدُّ مقصِّراً مَنْ أسهَبا
كلّ البلاغةِ قد حوتْ أثوابُه / سحبانَ وائلٍ الفصيحِ ويعربا
فُقِد العراقُ لفقدِه فكأنه / لما أتانا الشّرقُ زار المَغربا
يكفيه أن الله بلّغه منَ ال / علياءِ أبعدَ شأوها والأقربا
وحباهُ بالعِلم السّعيدِ منالُه / والحُبُّ يعرفُه الذكيّ من الحِبا
قسْ جودَه بحَيا السحائبِ تلقَهُ / أوفى من الغيثِ الركامِ وأعذَبا
لو كان هذا العيدُ شخصاً ناطقاً / لأتاكَ يمشي بالمديحِ الهَيدَبى
الله جارُك قد بنيتَ مراتباً / نظر الزمان سموّها فتعجّبا
سارَتْ إليك اليعمَلاتُ فقطّعت / بالسير أرضاً مثلَ صدرِك سبسَبا
فرأوا لسانَ الحال ينطقُ قائلاً / أهلاً لقيتُم للوفودِ ومَرحبا
ما سُخْبُ جودِك بالجهامِ ولا غدَتْ / للشائمينَ بروقُ وعدِك خُلَّبا
ألبَسْتني نِعَماً تركنْ مُصادِقي / ليَ حاسداً وأخي المُصافي أجْنَبا
فليأتينّك ركْبُ شِعرٍ سائرٍ / قد عمّ مشرقَ شمسِها والمغربا
شعرٌ هو الروضُ الأنيقُ وإنما / أضحى له ماءُ المعالي مَشربا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025