المجموع : 65
قُمْ فَاسْقِني بِالكأسِ لا بِالقَنْقَلِ
قُمْ فَاسْقِني بِالكأسِ لا بِالقَنْقَلِ / وَاشْرَبْ عَلَى وَجْهِ الزَّمَانِ المُقْبِلِ
كَسَتِ السَّماءُ الأَرضَ زُهْرَ نُجُومِها / بِالزَّهْرِ فَاخْتالَتْ بِكُمٍّ مُسْبَلِ
صاغَ الغَمامُ لَها عُيُونَ جَوَاهِرٍ / وَأَجَادَ جَلْوَتَها لِعَيْنِ المُجْتَلي
فَتَأَرَّجَتْ وَتَبَرَّجَتْ واسْتَوْقَفَتْ / لَحْظَ المُجِدِّ وَخُطْوَةَ المُسْتَعْجِلِ
فِيها عُيُونٌ كُحَّلٌ مَبْهُوتَةٌ / كُحِلَتْ بِدَمْعِ الطَّلِّ إِذْ لَمْ تُكْحَلِ
وَبِها خُدُودٌ أُخْجِلَتْ فَتَعَصْفَرَتْ / وَبِها ثُغُورٌ ضُحَّكٌ لا تَأْتَلِي
صُفْرٌ وَحُمْرٌ كَالمَدَاهِنِ أُودِعَتْ / دَمْعَ النَّدى فَحَمَلْنَ أَحْسَنَ مَحْمَلِ
شِبْهُ الخُدُودِ بِعَقْب خَطْبٍ مُؤْلِمٍ / أَوْ شِبْهُها مِن بَعْدِ خَوْفٍ مُوجِلِ
أَلْوَانُها شَتَّى الفُنونِ وَإِنَّما / غُذِيَتْ بِمَاءٍ واحِدٍ مِنْ مَنْهَلِ
مَا العَيْشُ إِلا في الرِّياضِ وَمُسْمِعٍ / غَرِدٍ وَساقٍ إِنْ سَقى لَمْ يَعْدِلِ
فَإِذا دَعاكَ العَيْشُ في خَلَساتِهِ / فَارْكُضْ إِلَيْهِ في الرَّعِيلِ الأَوَّلِ
أَغْرَيْتَ بي سَقَماً عَلَيْ
أَغْرَيْتَ بي سَقَماً عَلَيْ / كَ وَنِمْتَ عَنْ لَيْلِي الطَّوِيلِ
وَبَخِلْتَ بِالشَّكْوى إِلَيْ / كَ وَأَيُّ عُذْرٍ لِلْبَخِيلِ
فَكَأَنَّما بَخِلَ الضَّنا / بِضَنا ضَنايَ مِنَ النُّحُولِ
وَطَبِيبُ هَجْرِكَ لا يَجُو / دُ بِهَجْرِ هَجْرِكَ لِلْعَلِيلِ
فَإِذا أَرَدْتَ عِيَادَتي / فَاسْأَلْ عَنِ الحَيِّ القَتِيلِ
وانْظُرْ إِلى رُوحٍ جَرَتْ / فِي مُسْتَقِيمٍ مُسْتَحِيلِ
حُكْمُ الهَوى في أَخْذِها / حُكْمُ العَزِيزِ عَلَى الذَّلِيلِ
عِزُّ الهَوى في حُكْمِها ذُلُّ
عِزُّ الهَوى في حُكْمِها ذُلُّ / وَالحُكْمُ في طُرقِ الهَوى جَهلُ
نَطَقَ الجَمالُ بِعُذرِ عَاشِقِها / لِلعاذِلينَ فَأُخْرِسَ العَذْلُ
بِذِمَامِ عَهْدِكَ في الهَوى أَتَذَمَّمُ
بِذِمَامِ عَهْدِكَ في الهَوى أَتَذَمَّمُ / يا مَنْ بِحُرْمَةِ وِدِّهِ أَتَحَرَّمُ
أَسْلَمْتَنِي لِلْوَجْدِ في دَارِ الأَسى / لَمَّا سَلِمْتَ وَخِلْتَ أَنِي أَسْلَمُ
كَمْ قَدْ شَرِقْتُ بِماءِ ذِكْرِكَ مَرَّةً / فَنَسِيتُ مِنْ ذِكْرِ الهَوى مَا أَفْهَمُ
يا دارُ مَا لِخَطِيبِ رَبْعِكِ ساكِتاً / فَكأَنَّهُ عَمَّا بِنا يَتَكلَّمُ
هَا نَحْنُ أَبْناءُ الغَرامِ وَهذِهِ / أَجْسامُنا بِرُسُومِها نَتَرَسَّمُ
وَكأنَّما اشْتَمَلَتْ رِدَاءً مِنْ بِلىً / وَكأَنَّهُ مِنْ دَمْعِ عَيْني مُعْلَمُ
وَكَأَنَّ وَشْيَ رُباكِ يا دَارَ الهَوى / مِنْ عَبْرَتي مُسْتَعْبِرٌ مُسْتَعْلِمُ
تَاللَهِ لا عَلِمَ السًّلُوُّ بِحُبِّ مَنْ / أَنا في هَواهُ مُعَذَّلٌ وَمُلَوَّمُ
وَحَيَاةِ مَا أَبْقى الهَوى مِنْ مُهْجَتي / لاَ قُلْتُ إِنِّي فِي هَواهُ مُسَلَّمُ
لَوْ بَيْنَ أَجْفَاني تَجَافاهُ الكَرى / مَا كَانَ يَحْلُمُ أَنَّهُ بِيَ يَحْلُمُ
يا نازِحاً لَعِبَ القِلى بِعُهُودِهِ / مَا الصَّبْرُ عَنْكَ أَقَلُّ مِمَّا تَعْلَمُ
لِي وَالهَوى مَا بَيْنَ أَجْنِحَةِ الكَرى / لَيْلانِ نَوْمُهُما عَلَيَّ مُحَرَّمُ
مَا الليْلُ طَالَ عَلَيَّ دُونَ ذَوي الهَوى / لكِن بَعُدْتَ فَكُلُّ دَهْرِي مُظْلِمُ
وَاهاً لأَيَّامِي الَّتي في ظِلِّها / ظَلَّتْ صُرُوفُ الدَّهْرِ فينَا تَحكُمُ
أَيَّامَ أيقَظَنا الهَوى لمَواقِفٍ / فيها عُيونُ الدَّهرِ عَنَّا نُوَّمُ
حالَت وَمَا حُلْنا لَها عَنْ حَالِها / فَكأَنَّها بِشَقَائِنا تَتَنَعَّمُ
ثُمَّ انْثَنَتْ تَثْنِي إِلَيْنا عِطْفَها / فَكَأَنَّهُ مِنْ ظُلْمِها يَتَظَلَّمُ
فَرَمَيْتُ غَفْلَتَها بِذِكْرِ تَفَرُّقٍ / فَابْيَضَّ مِنْ خَوْفِ الفِراقِ لَهُ الدَّمُ
قَالتْ وَقَدْ شَرِبت مُدامَ جُفُونِها / وَلِسانُها مِنْها فَصِيحٌ أَعْجَمُ
يَا ناعِياً رُوحي إِلَيَّ بِبَيْنِهِ / بانَتْ وَلَمْ تَعْلَمْ بِأَنِّيَ أَعْلَمُ
أَشَغَلْتَ قَلْبَكَ بِالغَرامِ عَنِ الَّذي / في كلِّ عُضْوٍ مِنْهُ قَلْبٌ مُغْرَمُ
جَهْدُ الشِّكايَةِ أَنَّ أَلْسُنَنا بِها / خَرِسَتْ وَأَنَّ جُفُونَنا تَتَكَلَّمُ
لَوْ كُنْتُ أَمْلِكُ سِرَّ مَنْ كَتَمَ الهَوى / يَوْمَ النَّوى لَكَتَمْتُ مَا لا يُكْتَمُ
قٌمْ يا غُلامُ إِلى المُدامِ
قٌمْ يا غُلامُ إِلى المُدامِ / قُمْ دَاوِني مِنْها بِجَامِ
فَالصُّبْحُ يَنْتَهِبُ الدُّجى / وَالبَدْرُ يَضْحَكُ في الظَّلامِ
قُمْ فَاسْقِني بَرْقَ الثُّغُو / رِ فَقَدْ مَضى بَرْقُ الغَمامِ
بادِرْ إِلَى شُرْبِ الحُمَيَّا / قَبْلَ بادِرَةِ الحِمَامِ
وَتَغَنَّمِ الغَفَلاتِ مِنْ / دَهْرٍ يَجُورُ عَلى الكِرَامِ
قُمْ فَاجْلُ هَمِّي يا غُلامُ
قُمْ فَاجْلُ هَمِّي يا غُلامُ / بِالرَّاحِ إِذْ ضَحِكَ الظَّلامُ
وَجَلا الثُّرَيَّا في مُلا / ءةِ نُورِهِ البَدْرُ التَّمامُ
فَكَأَنَّها كَأسٌ يُدي / رُ بِها الدُّجى وَالبَدْرُ جَامُ
وَكأنَّ زُرْقَ نُجُومِها / حَدَقٌ مُفَتَّحَةٌ نِيَامُ
وَأَظُنُّها مِنْ صِحَّةٍ / مَرِضَتْ وَلَيْسَ بِها سَقَامُ
فَكأَنَّها وَكأَنَّهُ / إِذْ حَانَ بَيْنَهُما انْصِرامُ
وَهَوَتْ لِتغْرِبَ فَانْثَنى / عَنْها بِمَغْرِبِها ابْتِسامُ
خَوْدٌ هَوى مِنْ أُذْنِها / قُرْطٌ فَقَبَّلَهُ غُلامُ
وَالفَجْرُ في غَسَقِ الدُّجى / كالمَاءِ خَالَطَهُ المُدامُ
نَشْوانُ مِنْ خَمْرِ الصِّبا
نَشْوانُ مِنْ خَمْرِ الصِّبا / وَأَرَقُّ طَبْعاً مِنْ نَسِيمِ
مَاءُ الدَّلالِ شَرابُهُ / وَغِذَاؤُهُ تَرَفُ النَّعِيمِ
أَضْحى غَرَامِي في هَوَا / هُ عَلَى مَحَبَّتِهِ غَرِيمِي
وَوَصَفْتُ نِعْمَةَ جِسْمِهِ / فَنَعِمْتُ في صِفَةِ النَّعِيمِ
سَقْياً لأَيَّامِ المُدَامِ
سَقْياً لأَيَّامِ المُدَامِ / لَوْ سَاعَدَتْنا بِالدَّوامِ
أَيَّامَ أَيَّامِي بِها / مِثْلُ الكَواكِبِ في الظَّلامِ
لِمَنِ الرُّسُومُ بِرَامَتَيْنِ بلِينا
لِمَنِ الرُّسُومُ بِرَامَتَيْنِ بلِينا / كسيت مَعَالِمُهَا الهَوى وَعَرِينا
دِمَنٌ فُطِمْنَ مِنَ الصِّبى وَتَبَدَّلَتْ / حَرَكاتُهُنَّ مِنَ الغَرامِ سُكُونا
أَيْقَظْتُ فِيها كُلَّ وَجْدٍ هَاجِعٍ / بِيَدِ السُّهادِ وَمَا أَرَدْتُ مُعِينا
وَجَرَتْ رِكابُ البَيْنِ فيها بِالجَوى / فَتَخالُها بَيْنَ الحُزُونِ حُزُونا
لَوْ كُنْتُ أَعِرفُ عَاذِلاً مِنْ عَاذِرٍ / مَا كُنْتُ بَيْنَ طَلِيقِهِنَّ رَهِينا
لاَ طلَّ مِنْ دَمْعِي عَلَى أَطْلالِها / مَا لَمْ يَكُنْ بِفنائِها يُغْنِينا
وَاهاً لأَيَّامِ الرَّبِيباتِ الَّتي / فِيها نَحُلُّ نَوىً وَنَعْقِدُ لِينا
أَفَلَت كواكِبُ صَوتي بِأُفولِها / فَلَو أَنَّ أَيّاماً بَقينَ بَقِينا
سَهَّلْنَ وَعْرَ الوَجْدِ في طُرُقِ الهَوى / وَبَذَلْنَ مِنْ وَجْدِ العَزاءِ مَصُونا
دِمَنٌ كَأَنَّ البَيْنَ فِيها آخِذٌ / بِيَمِينِهِ مِنِّي عَلَيَّ يَمِينا
كَتَبَتْ بِأَقْلامِ التَّفَجُّعِ أَحْرُفاً / تُقْرَا بِأَفْواهِ الجُفُونِ خَفِينا
فَكَأَنَّني وَحَبِيبُ قَلْبي مُنْشِدٌ / يا رَبْعَ خَوْلَةَ مِنْ هَوَاكِ خَلِينا
تَاللَهِ لَوْ أُنْسِيتُ في سِنَةِ الكَرى / شَوْقي إِلَيْكِ لَمَا رَقَدْتُ سِنِينا
وَمُوَجِّهِ العَبَراتِ وَسنَانِ الحَشى / عَمَّا يُبِينُ مِنَ الضَّمِيرِ دَفِينا
أَضْحى يَقِينُ الصَّبْرِ بَيْنَ ضُلوُعِهِ / شَكّاً وَمَسْرُورُ الدُّمُوعِ حَزِينا
حَتَّى تَطَلَّعَ قَلْبُهُ مِنْ صَدْرِهِ / جَزَعاً وَأَظْهَرَ سِرَّهُ المَكْنُونَا
لَعِبَتْ بِهِ أَيْدي البِلى فِي مَلْعَبٍ / لَوْ أَنَّنَا مُتْنا بِهِ لَحَيينا
عَلِقَ الهَوى مِنْهُ بِرُكْنِ رِعايَةٍ / مَازَالَ في وَلَعِ السُّلُوِّ رَكِينا
صَالَ الزَّمانُ بِهِ عَلى أَحْدَاثِهِ / حَتَّى كَأَنَّ لَهُ عَلَيْهِ دُيُونا
تَفْنى مَدَامِعُنا وَمَا نَفْنى بِها / فَكَأنَّها سَخِطَتْ لِما يُرْضِينا
مُتَرَسِّماتٍ بِالرُّسُومِ تَخَالُ في / أَلْوَانِها مِمَّا بِنا تَلْوِينا
حَتَّى لَقَدْ ضَمِنَتْ لأَحْمَدَ عنْوَةً / أَنْ لا يَزَالَ عَلَى الخُطُوبِ مُعِينا
حَرَمٌ لِغَاشِيَةِ النَّدى لَوْ لَمْ يَكُنْ / تُغْشى يَدَاهُ بِالسُّؤَالِ غُشِينا
كَرَمٌ تَمَكَّنَ فيهِ حَتَّى لَمْ تَدَعْ / أَوْصَافُهُ لِتَكَرُّمٍ تَمْكِينا
قَدْ أَوْرَقَتْ مِنْهُ الظُّنُونُ وَأَثْمَرَتْ / نَيْلاً يَظَلُّ الشَّكُّ فيهِ يَقِينا
طَلَبَتْ مَوَاهِبُهُ مُنى طُلابِها / فَوَقَفْنَ مِمَّا قَدْ وَقَفْنَ وَجِينا
يَهْتَزُّ لِلْجَدْوى اهْتِزَازَ مُهَنَّدٍ / أَبْلَتْ مَضَارِبُهُ الغَدَاةَ جُفُونا
تُثْنَى إِلَيْهِ أَعِنَّةُ الرَّوْعِ الَّذي / يَدَعُ الجَوادَ مِنَ الأَمَانِ هَجِينا
خَطَبَ السُّيوفَ مِنَ الحُتُوفِ وَلَمْ يَكُنْ / بِمُهُورِهِنَّ عَلَى البَقاءِ ضَنِينا
وَكَذَاكَ أَطْرَافُ القَنا مِنْ طَعْنِهِ / تَرَكَتْ لأَوْراقِ الصُّخُورِ غُصُونا
كَالشَّمْسِ حُسْناً وَالحُسَامِ خُشُونَةً / وَالمُزْنِ جُوداً وَالأَرَاكَةِ لِينا
يا مُسْقِماً بِالْبَذْلِ صِحَّةَ مَالِهِ / فِينا وَهادِمَهُ بِما يَبْنِينا
أَسْرَجْتَ في دَاجِي الوَغى لِبَني العِدَا / سُرُجاً بِكَفِّكَ في النُّحُورِ طَعِينا
وَعَلَوْتَ مِنْ شَرَفِ النِّزَالِ بِمَنْزِلٍ / جَعَلَ الثُّرَيَّا فِي ثَرَاهُ كَمِينا
لا بَاتَ بَأْسُكَ تَحْتَ أَشْراكِ الوَغى / أَبَداً لِحُزْنِ الحادِثاتِ حَزِينا
أَيْنَعْتَ لِي في نَبْعَتِي وَرقَ الغِنى / وَدَفَعْتَ عَنِّي بِاليَقِينِ ظُنُونا
وَلَقَدْ رَقَتْ هِمَمِي ظُهُورَ عَزائِمي / وَغَدَوْتُ لِلْجَوْزاءِ فِيكَ قَرِينا
وَكَسَوْتَنِي وَالْمَكْرُمَاتُ تَقُولُ لِي / اِفْخَرْ بِأَنَّكَ مُذْ كُسِيتَ كُسِينا
مِنْ كُلِّ سَافِرَةِ الطِّرازِ كأنَّها / تَصِفُ المَكارِمَ كَيْفَ شِئْتَ وَشِينا
لَوْ كُنَّ في فَلَكٍ لَكُنَّ كَواكِباً / أَوْ كُنَّ في وَجْهٍ لَكُنَّ عُيُونا
وَكأَنَّما الآمَالُ عَنْكَ تَفَرَّعَتْ / فِينا فَما يَطْلُبْنَ غَيْرَكَ فِينا
فَاسْلَمْ فَإِنَّكَ مَا سَلِمْتَ مِنَ الرَّدى / وَسُقِيتَ مِنْ مَاءِ الحَياةِ سُقِينا
لِكَرامَتي أَعْرَضْتَ لا لِهَواني
لِكَرامَتي أَعْرَضْتَ لا لِهَواني / لَمْ تَجْفُني حَتَّى اهْتَمَمْتَ بِشَاني
أَصْلُ التَّغَضُّبِ في هَواكَ مَحَبَّةٌ / تَدَعُ المُحِبَّ بِصُورَةِ الغَضْبانِ
فَاشْغَلْ فُؤادَكَ بِي فَلَسْتُ مُبَالِياً / أَشَغَلْتَهُ بِهَوايَ أَمْ هِجْراني
سَلَّتْ لَوَاحِظُهُ سُيُوفاً في الوَرى
سَلَّتْ لَوَاحِظُهُ سُيُوفاً في الوَرى / جَعَلَتْ لَهُنَّ قُلُوبَنا أَجْفانا
فَكأَنَّما حَدَقُ الحِسَانِ تَبَدَّلَتْ / مِنْ خُفْرَةٍ بِمَكانِهِنَّ مَكانا
فِي كلِّ قَلْبٍ مِنْ هَوَاهُ سَرِيرَةٌ / أَخَذَتْ لَهُ مِمَّا يَخافُ أَمانا
حَدَقُ الحِسانِ مَرَاتِعٌ
حَدَقُ الحِسانِ مَرَاتِعٌ / لِجَميعِ آرامِ الفُتُونِ
قَدْ جَرَّعَتْ بِفُتُونِها / عُشَّاقَها غُصَصَ المَنُونِ
أُسْدُ الحِمام إِذا عَدَتْ / مِنْ بَيْنِ غَاباتِ الجُفُونِ
بِلِحاظِهِ سَيْفُ المَنُو
بِلِحاظِهِ سَيْفُ المَنُو / نِ مُجَرَّداً بِيَدِ الفُتُونِ
وَإِذا تَثَنَّى قَدُّهُ / أَزرى بِتَحْرِيكِ الغُصُونِ
فَدُمُوعُ عَيْني إِذْ رَأَت / هُ تَجودُ بِالدَّمْعِ المَصُونِ
مَا تَطْعَمُ الإِغْماضَ مِنْ / قِصَرِ الجُفُونِ عَنِ الجُفُونِ
كَلَفِي بِمَنْ لَمْ يَقْضِ دَيْنِي
كَلَفِي بِمَنْ لَمْ يَقْضِ دَيْنِي / سَبَبٌ إِلى تَلَفِي وَحَيْنِي
عَشِقَ السَّقَامُ جُفُونَهُ / عِشْقَ السُّهَادِ جُفُونَ عَيْنِي
لَمْ يَكْفِني هجْرانُهُ / حَتَّى تَعَقَّبَني بِبَيْنِ
أَهْلاً بِنَمَّامٍ يَنُمُّ بِطِيبِهِ
أَهْلاً بِنَمَّامٍ يَنُمُّ بِطِيبِهِ / في كُلِّ إِبَّانٍ وِكُلَّ زَمَانِ
لا كانَ عَائِبُهُ فَقَدْ أَبْدى لَنا / عَيْنَ المُحالِ وَجاءَ بِالبُهْتَانِ
يَحْدُو المُفِيقَ إِلى الخُمَارِ لأَنَّ في / نِصْفِ اسْمِهِ ثَمَل الفَتى السَّكْرانِ
وَهِجاءُ نَمَّامٍ إِذا نَكَّسْتَهُ / لَكَ طَارِفٌ مِنْ طَارِقِ الحَدَثانِ
أَضْحَكْتَنِي مِنْ بَعْدِ مَا أَبْكَيْتَنِي
أَضْحَكْتَنِي مِنْ بَعْدِ مَا أَبْكَيْتَنِي / فَبَرَزْتُ مِنْ فَرَحِي فَمُتُّ مَكاني
وَسَرَرْتَني بَعْدَ الأَسى فَجَمَعْتَ لِي / عُرْسَ السُّرُورِ وَمَأْتَمَ الأَحْزَانِ
مَا إِنْ تَلَجْلَجَ مَنْطِقي عَنْ حُجَّتِي / إِلا وَذِكْرُكَ ترْجُمانُ لِساني
يا شَمْسَ حُسْنٍ أَشْرَقَتْ
يا شَمْسَ حُسْنٍ أَشْرَقَتْ / مِنْ فَوْقِ غُصْنٍ مِنْ لُجَيْنِ
اُنْظُرْ إِلى البَدْرِ المُنِي / فِ إِذا بَدَا في الفَرْقَدَيْنِ
وَلَهِي عَلَيْهِ أَشَدُّ مِنْ / وَلَهِ البَتُولِ عَلَى الحُسَيْنِ
قَلْبٌ يُقَلِّبُهُ الحَنِينُ
قَلْبٌ يُقَلِّبُهُ الحَنِينُ / وَحَشىً يُقَطِّعُها الأَنِينُ
أَيْنَ التَّصَبُّرُ في الهَوى / أَيْنَ المُساعِدُ وَالمُعينُ
مَا كانَ مِثْلي في الغَرامِ / وَلا السَّقَامِ وَلا يَكُونُ
تَلْقَى القُلوبُ مِنَ الهَوى / حَتْفاً بِما جَنَتِ العُيُونُ
يَا سَيِّدِي كَمْ ذا البِعَا
يَا سَيِّدِي كَمْ ذا البِعَا / دُ أَمَا لَهُ يَوْماً دُنُوُّ
أَغْرَيْتَ قَلْبي بِالغَرا / مِ فَما لَهُ مِنْهُ سُلُوُّ
أَهْبَطْتَ قَلْبِي بَعْدَ ما / أَعْلى مَرَاتِبَهُ العُلُوُّ
فَرَأى صَدِيقي شَيْنَهُ / وَرَأى مَسَرَّتَهُ العَدُوُّ
جَلَّتْ مَحاسِنُهُ عَنِ التَّشْبِيهِ
جَلَّتْ مَحاسِنُهُ عَنِ التَّشْبِيهِ / فَكَما اشْتَهى خُلِقَتْ عَلَيْهِ وَفِيهِ
وَتَرَى الرِّياحَ إِذا بَدا لَكَ مُقْبِلاً / بِضَعِيفِ كَرِّ نَسِيمِها تَثْنِيهِ
تَتَعَشَّقُ الحَرَكاتِ في حَرَكاتِهِ / فَكأَنَّمَا بِفُتُونِها تُغْرِيهِ
وَتَراهُ فَرْداً وَهْوَ زَوْجٌ عِنْدَما / يثْنِيهِ زَهْوُ التِّيهِ أَوْ يُدْنِيهِ
إِنْ حَارَ قَلْبِي في طَرِيقِ مَوَدَّةٍ / فَدَلِيلُ حُبِّكَ في الهَوى يَهْدِيهِ
لا خَلَّصَ الرَّحْمنُ قَلْبَ مَوَدَّتي / مَا دُمْتُ حَيّاً مِنْ يَدَيْ مُحْييهِ