القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الوأواء الدِّمَشقي الكل
المجموع : 65
قُمْ فَاسْقِني بِالكأسِ لا بِالقَنْقَلِ
قُمْ فَاسْقِني بِالكأسِ لا بِالقَنْقَلِ / وَاشْرَبْ عَلَى وَجْهِ الزَّمَانِ المُقْبِلِ
كَسَتِ السَّماءُ الأَرضَ زُهْرَ نُجُومِها / بِالزَّهْرِ فَاخْتالَتْ بِكُمٍّ مُسْبَلِ
صاغَ الغَمامُ لَها عُيُونَ جَوَاهِرٍ / وَأَجَادَ جَلْوَتَها لِعَيْنِ المُجْتَلي
فَتَأَرَّجَتْ وَتَبَرَّجَتْ واسْتَوْقَفَتْ / لَحْظَ المُجِدِّ وَخُطْوَةَ المُسْتَعْجِلِ
فِيها عُيُونٌ كُحَّلٌ مَبْهُوتَةٌ / كُحِلَتْ بِدَمْعِ الطَّلِّ إِذْ لَمْ تُكْحَلِ
وَبِها خُدُودٌ أُخْجِلَتْ فَتَعَصْفَرَتْ / وَبِها ثُغُورٌ ضُحَّكٌ لا تَأْتَلِي
صُفْرٌ وَحُمْرٌ كَالمَدَاهِنِ أُودِعَتْ / دَمْعَ النَّدى فَحَمَلْنَ أَحْسَنَ مَحْمَلِ
شِبْهُ الخُدُودِ بِعَقْب خَطْبٍ مُؤْلِمٍ / أَوْ شِبْهُها مِن بَعْدِ خَوْفٍ مُوجِلِ
أَلْوَانُها شَتَّى الفُنونِ وَإِنَّما / غُذِيَتْ بِمَاءٍ واحِدٍ مِنْ مَنْهَلِ
مَا العَيْشُ إِلا في الرِّياضِ وَمُسْمِعٍ / غَرِدٍ وَساقٍ إِنْ سَقى لَمْ يَعْدِلِ
فَإِذا دَعاكَ العَيْشُ في خَلَساتِهِ / فَارْكُضْ إِلَيْهِ في الرَّعِيلِ الأَوَّلِ
أَغْرَيْتَ بي سَقَماً عَلَيْ
أَغْرَيْتَ بي سَقَماً عَلَيْ / كَ وَنِمْتَ عَنْ لَيْلِي الطَّوِيلِ
وَبَخِلْتَ بِالشَّكْوى إِلَيْ / كَ وَأَيُّ عُذْرٍ لِلْبَخِيلِ
فَكَأَنَّما بَخِلَ الضَّنا / بِضَنا ضَنايَ مِنَ النُّحُولِ
وَطَبِيبُ هَجْرِكَ لا يَجُو / دُ بِهَجْرِ هَجْرِكَ لِلْعَلِيلِ
فَإِذا أَرَدْتَ عِيَادَتي / فَاسْأَلْ عَنِ الحَيِّ القَتِيلِ
وانْظُرْ إِلى رُوحٍ جَرَتْ / فِي مُسْتَقِيمٍ مُسْتَحِيلِ
حُكْمُ الهَوى في أَخْذِها / حُكْمُ العَزِيزِ عَلَى الذَّلِيلِ
عِزُّ الهَوى في حُكْمِها ذُلُّ
عِزُّ الهَوى في حُكْمِها ذُلُّ / وَالحُكْمُ في طُرقِ الهَوى جَهلُ
نَطَقَ الجَمالُ بِعُذرِ عَاشِقِها / لِلعاذِلينَ فَأُخْرِسَ العَذْلُ
بِذِمَامِ عَهْدِكَ في الهَوى أَتَذَمَّمُ
بِذِمَامِ عَهْدِكَ في الهَوى أَتَذَمَّمُ / يا مَنْ بِحُرْمَةِ وِدِّهِ أَتَحَرَّمُ
أَسْلَمْتَنِي لِلْوَجْدِ في دَارِ الأَسى / لَمَّا سَلِمْتَ وَخِلْتَ أَنِي أَسْلَمُ
كَمْ قَدْ شَرِقْتُ بِماءِ ذِكْرِكَ مَرَّةً / فَنَسِيتُ مِنْ ذِكْرِ الهَوى مَا أَفْهَمُ
يا دارُ مَا لِخَطِيبِ رَبْعِكِ ساكِتاً / فَكأَنَّهُ عَمَّا بِنا يَتَكلَّمُ
هَا نَحْنُ أَبْناءُ الغَرامِ وَهذِهِ / أَجْسامُنا بِرُسُومِها نَتَرَسَّمُ
وَكأنَّما اشْتَمَلَتْ رِدَاءً مِنْ بِلىً / وَكأَنَّهُ مِنْ دَمْعِ عَيْني مُعْلَمُ
وَكَأَنَّ وَشْيَ رُباكِ يا دَارَ الهَوى / مِنْ عَبْرَتي مُسْتَعْبِرٌ مُسْتَعْلِمُ
تَاللَهِ لا عَلِمَ السًّلُوُّ بِحُبِّ مَنْ / أَنا في هَواهُ مُعَذَّلٌ وَمُلَوَّمُ
وَحَيَاةِ مَا أَبْقى الهَوى مِنْ مُهْجَتي / لاَ قُلْتُ إِنِّي فِي هَواهُ مُسَلَّمُ
لَوْ بَيْنَ أَجْفَاني تَجَافاهُ الكَرى / مَا كَانَ يَحْلُمُ أَنَّهُ بِيَ يَحْلُمُ
يا نازِحاً لَعِبَ القِلى بِعُهُودِهِ / مَا الصَّبْرُ عَنْكَ أَقَلُّ مِمَّا تَعْلَمُ
لِي وَالهَوى مَا بَيْنَ أَجْنِحَةِ الكَرى / لَيْلانِ نَوْمُهُما عَلَيَّ مُحَرَّمُ
مَا الليْلُ طَالَ عَلَيَّ دُونَ ذَوي الهَوى / لكِن بَعُدْتَ فَكُلُّ دَهْرِي مُظْلِمُ
وَاهاً لأَيَّامِي الَّتي في ظِلِّها / ظَلَّتْ صُرُوفُ الدَّهْرِ فينَا تَحكُمُ
أَيَّامَ أيقَظَنا الهَوى لمَواقِفٍ / فيها عُيونُ الدَّهرِ عَنَّا نُوَّمُ
حالَت وَمَا حُلْنا لَها عَنْ حَالِها / فَكأَنَّها بِشَقَائِنا تَتَنَعَّمُ
ثُمَّ انْثَنَتْ تَثْنِي إِلَيْنا عِطْفَها / فَكَأَنَّهُ مِنْ ظُلْمِها يَتَظَلَّمُ
فَرَمَيْتُ غَفْلَتَها بِذِكْرِ تَفَرُّقٍ / فَابْيَضَّ مِنْ خَوْفِ الفِراقِ لَهُ الدَّمُ
قَالتْ وَقَدْ شَرِبت مُدامَ جُفُونِها / وَلِسانُها مِنْها فَصِيحٌ أَعْجَمُ
يَا ناعِياً رُوحي إِلَيَّ بِبَيْنِهِ / بانَتْ وَلَمْ تَعْلَمْ بِأَنِّيَ أَعْلَمُ
أَشَغَلْتَ قَلْبَكَ بِالغَرامِ عَنِ الَّذي / في كلِّ عُضْوٍ مِنْهُ قَلْبٌ مُغْرَمُ
جَهْدُ الشِّكايَةِ أَنَّ أَلْسُنَنا بِها / خَرِسَتْ وَأَنَّ جُفُونَنا تَتَكَلَّمُ
لَوْ كُنْتُ أَمْلِكُ سِرَّ مَنْ كَتَمَ الهَوى / يَوْمَ النَّوى لَكَتَمْتُ مَا لا يُكْتَمُ
قٌمْ يا غُلامُ إِلى المُدامِ
قٌمْ يا غُلامُ إِلى المُدامِ / قُمْ دَاوِني مِنْها بِجَامِ
فَالصُّبْحُ يَنْتَهِبُ الدُّجى / وَالبَدْرُ يَضْحَكُ في الظَّلامِ
قُمْ فَاسْقِني بَرْقَ الثُّغُو / رِ فَقَدْ مَضى بَرْقُ الغَمامِ
بادِرْ إِلَى شُرْبِ الحُمَيَّا / قَبْلَ بادِرَةِ الحِمَامِ
وَتَغَنَّمِ الغَفَلاتِ مِنْ / دَهْرٍ يَجُورُ عَلى الكِرَامِ
قُمْ فَاجْلُ هَمِّي يا غُلامُ
قُمْ فَاجْلُ هَمِّي يا غُلامُ / بِالرَّاحِ إِذْ ضَحِكَ الظَّلامُ
وَجَلا الثُّرَيَّا في مُلا / ءةِ نُورِهِ البَدْرُ التَّمامُ
فَكَأَنَّها كَأسٌ يُدي / رُ بِها الدُّجى وَالبَدْرُ جَامُ
وَكأنَّ زُرْقَ نُجُومِها / حَدَقٌ مُفَتَّحَةٌ نِيَامُ
وَأَظُنُّها مِنْ صِحَّةٍ / مَرِضَتْ وَلَيْسَ بِها سَقَامُ
فَكأَنَّها وَكأَنَّهُ / إِذْ حَانَ بَيْنَهُما انْصِرامُ
وَهَوَتْ لِتغْرِبَ فَانْثَنى / عَنْها بِمَغْرِبِها ابْتِسامُ
خَوْدٌ هَوى مِنْ أُذْنِها / قُرْطٌ فَقَبَّلَهُ غُلامُ
وَالفَجْرُ في غَسَقِ الدُّجى / كالمَاءِ خَالَطَهُ المُدامُ
نَشْوانُ مِنْ خَمْرِ الصِّبا
نَشْوانُ مِنْ خَمْرِ الصِّبا / وَأَرَقُّ طَبْعاً مِنْ نَسِيمِ
مَاءُ الدَّلالِ شَرابُهُ / وَغِذَاؤُهُ تَرَفُ النَّعِيمِ
أَضْحى غَرَامِي في هَوَا / هُ عَلَى مَحَبَّتِهِ غَرِيمِي
وَوَصَفْتُ نِعْمَةَ جِسْمِهِ / فَنَعِمْتُ في صِفَةِ النَّعِيمِ
سَقْياً لأَيَّامِ المُدَامِ
سَقْياً لأَيَّامِ المُدَامِ / لَوْ سَاعَدَتْنا بِالدَّوامِ
أَيَّامَ أَيَّامِي بِها / مِثْلُ الكَواكِبِ في الظَّلامِ
لِمَنِ الرُّسُومُ بِرَامَتَيْنِ بلِينا
لِمَنِ الرُّسُومُ بِرَامَتَيْنِ بلِينا / كسيت مَعَالِمُهَا الهَوى وَعَرِينا
دِمَنٌ فُطِمْنَ مِنَ الصِّبى وَتَبَدَّلَتْ / حَرَكاتُهُنَّ مِنَ الغَرامِ سُكُونا
أَيْقَظْتُ فِيها كُلَّ وَجْدٍ هَاجِعٍ / بِيَدِ السُّهادِ وَمَا أَرَدْتُ مُعِينا
وَجَرَتْ رِكابُ البَيْنِ فيها بِالجَوى / فَتَخالُها بَيْنَ الحُزُونِ حُزُونا
لَوْ كُنْتُ أَعِرفُ عَاذِلاً مِنْ عَاذِرٍ / مَا كُنْتُ بَيْنَ طَلِيقِهِنَّ رَهِينا
لاَ طلَّ مِنْ دَمْعِي عَلَى أَطْلالِها / مَا لَمْ يَكُنْ بِفنائِها يُغْنِينا
وَاهاً لأَيَّامِ الرَّبِيباتِ الَّتي / فِيها نَحُلُّ نَوىً وَنَعْقِدُ لِينا
أَفَلَت كواكِبُ صَوتي بِأُفولِها / فَلَو أَنَّ أَيّاماً بَقينَ بَقِينا
سَهَّلْنَ وَعْرَ الوَجْدِ في طُرُقِ الهَوى / وَبَذَلْنَ مِنْ وَجْدِ العَزاءِ مَصُونا
دِمَنٌ كَأَنَّ البَيْنَ فِيها آخِذٌ / بِيَمِينِهِ مِنِّي عَلَيَّ يَمِينا
كَتَبَتْ بِأَقْلامِ التَّفَجُّعِ أَحْرُفاً / تُقْرَا بِأَفْواهِ الجُفُونِ خَفِينا
فَكَأَنَّني وَحَبِيبُ قَلْبي مُنْشِدٌ / يا رَبْعَ خَوْلَةَ مِنْ هَوَاكِ خَلِينا
تَاللَهِ لَوْ أُنْسِيتُ في سِنَةِ الكَرى / شَوْقي إِلَيْكِ لَمَا رَقَدْتُ سِنِينا
وَمُوَجِّهِ العَبَراتِ وَسنَانِ الحَشى / عَمَّا يُبِينُ مِنَ الضَّمِيرِ دَفِينا
أَضْحى يَقِينُ الصَّبْرِ بَيْنَ ضُلوُعِهِ / شَكّاً وَمَسْرُورُ الدُّمُوعِ حَزِينا
حَتَّى تَطَلَّعَ قَلْبُهُ مِنْ صَدْرِهِ / جَزَعاً وَأَظْهَرَ سِرَّهُ المَكْنُونَا
لَعِبَتْ بِهِ أَيْدي البِلى فِي مَلْعَبٍ / لَوْ أَنَّنَا مُتْنا بِهِ لَحَيينا
عَلِقَ الهَوى مِنْهُ بِرُكْنِ رِعايَةٍ / مَازَالَ في وَلَعِ السُّلُوِّ رَكِينا
صَالَ الزَّمانُ بِهِ عَلى أَحْدَاثِهِ / حَتَّى كَأَنَّ لَهُ عَلَيْهِ دُيُونا
تَفْنى مَدَامِعُنا وَمَا نَفْنى بِها / فَكَأنَّها سَخِطَتْ لِما يُرْضِينا
مُتَرَسِّماتٍ بِالرُّسُومِ تَخَالُ في / أَلْوَانِها مِمَّا بِنا تَلْوِينا
حَتَّى لَقَدْ ضَمِنَتْ لأَحْمَدَ عنْوَةً / أَنْ لا يَزَالَ عَلَى الخُطُوبِ مُعِينا
حَرَمٌ لِغَاشِيَةِ النَّدى لَوْ لَمْ يَكُنْ / تُغْشى يَدَاهُ بِالسُّؤَالِ غُشِينا
كَرَمٌ تَمَكَّنَ فيهِ حَتَّى لَمْ تَدَعْ / أَوْصَافُهُ لِتَكَرُّمٍ تَمْكِينا
قَدْ أَوْرَقَتْ مِنْهُ الظُّنُونُ وَأَثْمَرَتْ / نَيْلاً يَظَلُّ الشَّكُّ فيهِ يَقِينا
طَلَبَتْ مَوَاهِبُهُ مُنى طُلابِها / فَوَقَفْنَ مِمَّا قَدْ وَقَفْنَ وَجِينا
يَهْتَزُّ لِلْجَدْوى اهْتِزَازَ مُهَنَّدٍ / أَبْلَتْ مَضَارِبُهُ الغَدَاةَ جُفُونا
تُثْنَى إِلَيْهِ أَعِنَّةُ الرَّوْعِ الَّذي / يَدَعُ الجَوادَ مِنَ الأَمَانِ هَجِينا
خَطَبَ السُّيوفَ مِنَ الحُتُوفِ وَلَمْ يَكُنْ / بِمُهُورِهِنَّ عَلَى البَقاءِ ضَنِينا
وَكَذَاكَ أَطْرَافُ القَنا مِنْ طَعْنِهِ / تَرَكَتْ لأَوْراقِ الصُّخُورِ غُصُونا
كَالشَّمْسِ حُسْناً وَالحُسَامِ خُشُونَةً / وَالمُزْنِ جُوداً وَالأَرَاكَةِ لِينا
يا مُسْقِماً بِالْبَذْلِ صِحَّةَ مَالِهِ / فِينا وَهادِمَهُ بِما يَبْنِينا
أَسْرَجْتَ في دَاجِي الوَغى لِبَني العِدَا / سُرُجاً بِكَفِّكَ في النُّحُورِ طَعِينا
وَعَلَوْتَ مِنْ شَرَفِ النِّزَالِ بِمَنْزِلٍ / جَعَلَ الثُّرَيَّا فِي ثَرَاهُ كَمِينا
لا بَاتَ بَأْسُكَ تَحْتَ أَشْراكِ الوَغى / أَبَداً لِحُزْنِ الحادِثاتِ حَزِينا
أَيْنَعْتَ لِي في نَبْعَتِي وَرقَ الغِنى / وَدَفَعْتَ عَنِّي بِاليَقِينِ ظُنُونا
وَلَقَدْ رَقَتْ هِمَمِي ظُهُورَ عَزائِمي / وَغَدَوْتُ لِلْجَوْزاءِ فِيكَ قَرِينا
وَكَسَوْتَنِي وَالْمَكْرُمَاتُ تَقُولُ لِي / اِفْخَرْ بِأَنَّكَ مُذْ كُسِيتَ كُسِينا
مِنْ كُلِّ سَافِرَةِ الطِّرازِ كأنَّها / تَصِفُ المَكارِمَ كَيْفَ شِئْتَ وَشِينا
لَوْ كُنَّ في فَلَكٍ لَكُنَّ كَواكِباً / أَوْ كُنَّ في وَجْهٍ لَكُنَّ عُيُونا
وَكأَنَّما الآمَالُ عَنْكَ تَفَرَّعَتْ / فِينا فَما يَطْلُبْنَ غَيْرَكَ فِينا
فَاسْلَمْ فَإِنَّكَ مَا سَلِمْتَ مِنَ الرَّدى / وَسُقِيتَ مِنْ مَاءِ الحَياةِ سُقِينا
لِكَرامَتي أَعْرَضْتَ لا لِهَواني
لِكَرامَتي أَعْرَضْتَ لا لِهَواني / لَمْ تَجْفُني حَتَّى اهْتَمَمْتَ بِشَاني
أَصْلُ التَّغَضُّبِ في هَواكَ مَحَبَّةٌ / تَدَعُ المُحِبَّ بِصُورَةِ الغَضْبانِ
فَاشْغَلْ فُؤادَكَ بِي فَلَسْتُ مُبَالِياً / أَشَغَلْتَهُ بِهَوايَ أَمْ هِجْراني
سَلَّتْ لَوَاحِظُهُ سُيُوفاً في الوَرى
سَلَّتْ لَوَاحِظُهُ سُيُوفاً في الوَرى / جَعَلَتْ لَهُنَّ قُلُوبَنا أَجْفانا
فَكأَنَّما حَدَقُ الحِسَانِ تَبَدَّلَتْ / مِنْ خُفْرَةٍ بِمَكانِهِنَّ مَكانا
فِي كلِّ قَلْبٍ مِنْ هَوَاهُ سَرِيرَةٌ / أَخَذَتْ لَهُ مِمَّا يَخافُ أَمانا
حَدَقُ الحِسانِ مَرَاتِعٌ
حَدَقُ الحِسانِ مَرَاتِعٌ / لِجَميعِ آرامِ الفُتُونِ
قَدْ جَرَّعَتْ بِفُتُونِها / عُشَّاقَها غُصَصَ المَنُونِ
أُسْدُ الحِمام إِذا عَدَتْ / مِنْ بَيْنِ غَاباتِ الجُفُونِ
بِلِحاظِهِ سَيْفُ المَنُو
بِلِحاظِهِ سَيْفُ المَنُو / نِ مُجَرَّداً بِيَدِ الفُتُونِ
وَإِذا تَثَنَّى قَدُّهُ / أَزرى بِتَحْرِيكِ الغُصُونِ
فَدُمُوعُ عَيْني إِذْ رَأَت / هُ تَجودُ بِالدَّمْعِ المَصُونِ
مَا تَطْعَمُ الإِغْماضَ مِنْ / قِصَرِ الجُفُونِ عَنِ الجُفُونِ
كَلَفِي بِمَنْ لَمْ يَقْضِ دَيْنِي
كَلَفِي بِمَنْ لَمْ يَقْضِ دَيْنِي / سَبَبٌ إِلى تَلَفِي وَحَيْنِي
عَشِقَ السَّقَامُ جُفُونَهُ / عِشْقَ السُّهَادِ جُفُونَ عَيْنِي
لَمْ يَكْفِني هجْرانُهُ / حَتَّى تَعَقَّبَني بِبَيْنِ
أَهْلاً بِنَمَّامٍ يَنُمُّ بِطِيبِهِ
أَهْلاً بِنَمَّامٍ يَنُمُّ بِطِيبِهِ / في كُلِّ إِبَّانٍ وِكُلَّ زَمَانِ
لا كانَ عَائِبُهُ فَقَدْ أَبْدى لَنا / عَيْنَ المُحالِ وَجاءَ بِالبُهْتَانِ
يَحْدُو المُفِيقَ إِلى الخُمَارِ لأَنَّ في / نِصْفِ اسْمِهِ ثَمَل الفَتى السَّكْرانِ
وَهِجاءُ نَمَّامٍ إِذا نَكَّسْتَهُ / لَكَ طَارِفٌ مِنْ طَارِقِ الحَدَثانِ
أَضْحَكْتَنِي مِنْ بَعْدِ مَا أَبْكَيْتَنِي
أَضْحَكْتَنِي مِنْ بَعْدِ مَا أَبْكَيْتَنِي / فَبَرَزْتُ مِنْ فَرَحِي فَمُتُّ مَكاني
وَسَرَرْتَني بَعْدَ الأَسى فَجَمَعْتَ لِي / عُرْسَ السُّرُورِ وَمَأْتَمَ الأَحْزَانِ
مَا إِنْ تَلَجْلَجَ مَنْطِقي عَنْ حُجَّتِي / إِلا وَذِكْرُكَ ترْجُمانُ لِساني
يا شَمْسَ حُسْنٍ أَشْرَقَتْ
يا شَمْسَ حُسْنٍ أَشْرَقَتْ / مِنْ فَوْقِ غُصْنٍ مِنْ لُجَيْنِ
اُنْظُرْ إِلى البَدْرِ المُنِي / فِ إِذا بَدَا في الفَرْقَدَيْنِ
وَلَهِي عَلَيْهِ أَشَدُّ مِنْ / وَلَهِ البَتُولِ عَلَى الحُسَيْنِ
قَلْبٌ يُقَلِّبُهُ الحَنِينُ
قَلْبٌ يُقَلِّبُهُ الحَنِينُ / وَحَشىً يُقَطِّعُها الأَنِينُ
أَيْنَ التَّصَبُّرُ في الهَوى / أَيْنَ المُساعِدُ وَالمُعينُ
مَا كانَ مِثْلي في الغَرامِ / وَلا السَّقَامِ وَلا يَكُونُ
تَلْقَى القُلوبُ مِنَ الهَوى / حَتْفاً بِما جَنَتِ العُيُونُ
يَا سَيِّدِي كَمْ ذا البِعَا
يَا سَيِّدِي كَمْ ذا البِعَا / دُ أَمَا لَهُ يَوْماً دُنُوُّ
أَغْرَيْتَ قَلْبي بِالغَرا / مِ فَما لَهُ مِنْهُ سُلُوُّ
أَهْبَطْتَ قَلْبِي بَعْدَ ما / أَعْلى مَرَاتِبَهُ العُلُوُّ
فَرَأى صَدِيقي شَيْنَهُ / وَرَأى مَسَرَّتَهُ العَدُوُّ
جَلَّتْ مَحاسِنُهُ عَنِ التَّشْبِيهِ
جَلَّتْ مَحاسِنُهُ عَنِ التَّشْبِيهِ / فَكَما اشْتَهى خُلِقَتْ عَلَيْهِ وَفِيهِ
وَتَرَى الرِّياحَ إِذا بَدا لَكَ مُقْبِلاً / بِضَعِيفِ كَرِّ نَسِيمِها تَثْنِيهِ
تَتَعَشَّقُ الحَرَكاتِ في حَرَكاتِهِ / فَكأَنَّمَا بِفُتُونِها تُغْرِيهِ
وَتَراهُ فَرْداً وَهْوَ زَوْجٌ عِنْدَما / يثْنِيهِ زَهْوُ التِّيهِ أَوْ يُدْنِيهِ
إِنْ حَارَ قَلْبِي في طَرِيقِ مَوَدَّةٍ / فَدَلِيلُ حُبِّكَ في الهَوى يَهْدِيهِ
لا خَلَّصَ الرَّحْمنُ قَلْبَ مَوَدَّتي / مَا دُمْتُ حَيّاً مِنْ يَدَيْ مُحْييهِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025